*30* كشف المؤامرة الربانية -7

  • Creator
    Topic
  • #1321
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كشف المؤامرة الربانية -7

    تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كلّ أَمْرٍ

    مِّن كلّ أَمْرٍ …… قلنا في ما سبق أنّ مِّن كلّ أَمْرٍ لم تترك لشيء أن يخرج من اطارها

    فالكتب السماوية والتعاليم الالهية وتفاصيل اسباب صعود الحضارات الجديدة وهبوط السابقة

    والحروب والامراض والمجاعات والفتن على اختلاف انواعها والعقوبات الجماعية والفردية

    والنّعم التي تعم الافراد والمجتمعات وجميع تفاصيل أحداث الصراع بين الخير والشر وتبليغ الرسالات السماوية وتكليف الرسل والانبياء والاولياء بأسمائهم وصفاتهم وصورهم

    وتفاصيل التنزلات بخطط حزب الله القرآني وأيضا تفاصيل التنزلات بخطط حزب الشيطان

    كل ذلك وأيضا جميع ما يمكننا وصفه بالحروف والكلمات مما يجري على هذه الأرض من أحداث سواء كانت أحداث أمم بني آدم المختلفة ، أو أحداث الأمم الأخرى التي تدب معنا على هذه الأرض او أحداث الامم التي تطير بجناحيها

    كلّ تلك الأحداث هي من تنزلات الملائكة والروح باذن ربهم من كلّ أمر

    فجميعها وجميع تفاصيلها وتطوراتها من بدئها لانتهائها وبلا استثناء هي من تنزلات الملائكة والروح

    وقلنا كذلك أن عالم الملائكة والروح وربهم أنه هو عالم الأمر

    وقلنا أن عالم الأمر هو عالم المشيئة الإلهية

    وأن موجودات هذا العالم من الأسماء العظمى والحسنى والملائكة والرواح على اختلاف مستوياتها الوجودية هي جميعها متصلة بالعقل الكوني الاسم المكنون الذي يحوي جميع الاحتمالات الممكنة لكل الاحتمالات الممكنة ولكل ما يمكن ان يتفرّع منه من الاحتمالات الممكنة

    ولكون أنّها جميعها متصلة بهذا العقل الكوني الواحد او الاسم المكنون وتعلم منه بما تشاء ان تعلمه من الاحتمالات بمجرد ان تشاء ان تعلمها

    فهي لذلك وبمجملها وكوحدة واحدة يمكننا ان نعتبرها ظهور تفصيلي للعقل الكلّي

    فهو كلّي وهي تفصيلاته

    وهذا الظهور التفصيلي ظهر على شكل مخلوقات أمريّة توزعت على شكل مخلوقات أمريّة فرديّة تدعى ملائكة

    و مخلوقات أمريّة فردية أخرى تدعى الروح وهذه جميعها لها وضائف محددة تناسب مقاماتها ودرجاتها

    ومخلوقات أمريّة فرديّة أخرى تُدعى اسماء حسنى وعظمى ،، ومهمتها هي أن تدير وتراقب حركة تنزلات الملائكة والروح

    واسم أمريّ مخلوق أعظم ومهمته هي أن يتحكم بجميع ما يجري من التنزلات من جميع ما سبق من المخلوقات الأمريّة والتي يحيط بها إحاطة كاملة وبشكل دائم لا انقطاع له

    وقلنا أنّ مخلوقات عالم الأمر تتعبّد الله بإظهار أ ببرء صور جميع الإحتمالات الممكنة والمخزونة بهذا الكتاب الكوني او بهذا العقل الكلّي

    وأنها تُظهرها كصور مختلفة لعبادة الله المعنى المعبود

    وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ

    واليوم سنتكلم عن كيفية إظهار جميع صور الاحتمالات الممكنة عن طريق اظهار العبادة

    من البداية قلنا أن في الملاء الأعلى يوجد قسمين أو مجموعتين:ـ

    – مجموعة الكافرين وهؤلاء مهمتهم أن يكفروا الحقائق أي أن يغطوها

    – ومجموعة المخلصين ،، وهؤلاء مهمتهم إظهار الحقائق

    من هنا نبدء الكلام فنقول:ـ

    أنّ الدين أو الأديان تتنزّل بها الملائكة والروح عن طريق مجموعة المخلصين لكي يتمّ حرفها وتزويرها بعد ذلك بواسطة مجموعة الكافرين

    ـ(((من حديث طويل للامام الصادق مع عبد الله بن زرارة جاء فيه:ـ

    عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم ، ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ، ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام والفرائض ، كما أنزله الله على محمد لأنكم أهل البصائر فتّكم ذلك اليوم‌ انكار شديدا.

    ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقه ، الا من تحت حد السيف فوق رقابكم

    انّ النّاس بعد نبي الله ركّب الله بهم سنّة من كان قبلكم ، فغيّروا وبدّلوا وحرّفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه

    فما من شي‌ء عليه الناس اليوم الا وهو محرّف عمّا نزل به الوحي من عند الله

    فاجب رحمك الله من حيث تدعى الى حيث تدعى)))…. إنتهى النقل

    فالملائكة والروح تدعم وتناصر مجموعة المخلصين في عملية تبليغها للدين وشرحه للناس حتى يكون ذا قوة وبأس وتتوفر له الدعاية الإعلامية الكافية لكي ينتشر كما قد أنزل من السماء

    ثم بعد قتل الرسول او موته تقوم مجموعة الكافرين بتحريفه وتقسيمه وتحويل مساراته وتشعيبها بالقدر الممكن وحسب ارادة الناس وقدرتهم على العبادة

    وكل قسم من الناس سيسلك إحدى تلك المسارات الكثيرة المتاحة له والموجودة من أمامه ويستطيع ان يسلكها

    ومن خلال هذه العملية ستظهر حميع التنوعات والاحتمالات الممكنة على هذه الأرض

    ولو لاحظنا ما يجري على هذه الأرض بين الناس من الأفعال سنجد أن جميع أفعالهم اليومية لها ارتباط وثيق بالدين سواء أكان قريب وواضح او بعيد وغير واضح

    فالاخلاق في مختلف أصقاع الأرض أصلها الأديان

    والعادات في مختلف أصقاع الأرض أصلها أيضا الأديان

    والتقاليد في مختلف أصقاع الأرض أصلها كذلك الأديان

    كما ان أنواع الحكومات في الأرض كلها تأخذ شرعيتها  أو صورها بشكل ما من الأديان سواء كانت ملكية او جمهورية أو اتحادية أو أو أو

    كل الحروب على الأرض تنطلق من رؤية دينية تعبدية

    وكل افعال العباد اليومية هي أيضا صور مختلفة من صور العبادة

    فسواء ذهبت للعمل او لمساعدة صديق او لعيادة مريض او لزيارة صديق او قريب

    والاخلاق التي يتخلّق بها الجميع خلال حياتهم اليومية بجميع صورها لها كذلك علاقة وثيقة بالدين

    ولو ترك الأمر فقط لمجموعة المخلصين ولم يتم تزوير وتحريف الدين لما ظهر هذا التنوع الكبير على هذه الأرض

    ولما كان هناك سوى دين واحد وعادات واحدة وتقاليد واحدة وملابس واحدة وحتى تصفيفات الشعر ربما ستكون واحدة أيضا

    ستصبح الحياة حينها مملة على هذه الأرض ولن تتنوع الدروس التي من الممكن لنا أن تعلمها عليها

    فـ ستنعدم الألوان من عليها ،، وربما الكلّ سيلبس الأبيض والاسود

    ويموت حينها من يموت منا ولن يجد من يبكي عليه ، وبدورنا لن نبكي على أحد من الناس مهما كان عزيزا علينا

    بل وحينها سنفرح له ايما فرح أيضا

    ليس لأنه سيذهب للجنة والتي ستكون حينها تحصيل حاصل

    بل لأنّه ترك وفارق هذه الحياة الرتيبة المملة ذات اللون والطعم الواحد والذي اضطر ان يتجرعه من اول يوم لولادته حتى يوم مماته

    هذه الحياة الجميلة والملونة بكل الألوان كما نراها اليوم هي من فضائل وبركات أفعال مجموعة الكافرين

    فالاسلام على سبيل المثال انقسم كما يقولون الى 73 فرقة تعبد الله بـ73 طريقة واعتقاد

    والواقع يشهد ان طرق وصور عبادتهم لله اكثر من ذلك بكثير

    فصور عبادات الله ممن يعبدونه من أهل السنّة والجماعة وتشعباتهم في أرض الحجاز تختلف عن صورها في المغرب العربي وتختلف عن صورها في الصين أو تايلند أو أمريكا أو في العراق

    وصور عبادات الله ممن يعبدونه من الشيعة بجميع فرقهم تختلف كذلك في كلّ دولة وكل قارة عن الأخرى

    فأتباع كلّ دين في كلّ أرض وبلاد حين يدخلون في أيّ دين آخر سيمزجون عاداتهم وتقاليدهم في تلك الأرض والبلاد بنفس ذلك الدين أو المذهب الواحد الجديد

    فنجد أن صور عباداتهم تختلف في كلّ بلد من البلدان عن البقية

    نعم هم يتفقون ربما على نفس الأساسيات لكنهم في بقية تفاصيل حياتهم من التجارة والصناعة والزراعة هم يختلفون بشكل كبير عن بعضهم البعض

    وحتى داخل الدين والمذهب الواحد في المكان الواحد نجد أيضا اختلافات كبيرة بين افرادها ناتجة من الخلفية التي دخل بها هؤلاء الافراد لهذا المذهب

    فمثلا عادات من كان هندوسيا وأصبح مسلما تختلف عن عادات من كان نصرانيا واصبح مسلما ،، وهذان يختلفان عمن كان يهوديا واصبح مسلما

    فكلّ دين أو مذهب في كلّ ارض من هذه الأرض له لون خاص به وحده ،، وعندما سيختلط بلون او بدين أو بمذهب آخر فإنه سيُنتج لون جديد كلّيّا لم يكن موجود بالسابق على الإطلاق

    وجميع أفراد وجماعات تلك المذاهب والآديان هم يعبدون الله

    جميعهم يعبدون الله

    لكن كلّ واحد أو كلّ مجموعة منهم تعبد الله بطريقة مختلفة عن البقية

    تتاجر انطلاقا من دينها بطريقة مختلفة

    تزرع بطريقة مختلفة

    تجاهد بطريقة مختلفة

    تصلّي بطريقة مختلفة

    تطبخ بطريقة مختلفة

    تتزاوج وتتوالد بمراسيم مختلفة
    و
    و
    و

    فالدين لم تتنزل به الملائكة والروح بإذن ربهم لكي يبقى مثل ما هو بدون تحريف ،، بل هي تنزّلت به بإذن ربها وفي نيتها وخطتها ((والتي هي اصلا نيّة وخطّة ربهم)) أن تحرفه بعد ذلك بكل طريقة ممكنة

    وذاك لكي تُظهر جميع التنوّع الممكن وجميع الألوان الممكنة من كلّ شيء في هذه الأرض

    فإذا كانت هذه هي خطّة ونيّة ربّ الملائكة والروح، وكان هذا هو فعل الملائكة والروح وربهم، فهل من العدل أن يكون نظام العقاب والثواب حينها بتلك القسوة التي نتخيّلها بعقولنا للنار وتُـلقِّـننا إيّاه أفواه مشايخ الحلال والحرام مشايخ السلاطين لتُحكم سيطرتها علينا به ومن خلاله؟

    الثواب والعقاب موجودان ،، والجنة والنار موجودتان ،، لا انكرهما ولا ينكرهما عاقل،، لكنهما ليستا على تلك الصورة المزروعة في عقولنا ،،

    تلك الصورة التي نتصور النار بها وكانها ظرف مكاني يشبه برميل ملتهب بنيران حرارتها أشد من حرارة نيران الأرض بما لا يمكننا ان نتصوره ،، وفوق ذلك يسلط علينا ملائكة تحمل قضبان نارية تلهبنا بها سعيرا ونحن في تلك النار!!!!! لإي إله داعشي هو هذا الاله وأي ملائكة هم أولائك الملائكة، افغانيين؟ شيشانيين؟

    فكيف لهم ان يتنزلون بنا كأنفس مطمئنة وبكل ما يدور من حولنا من تفاصيل ثم يعذبوننا بعد ذلك بصورة وحشيّة على أشياء هم من تنزّلوا بها تنزيلا بأمر ربهم ولا حول ولا قوة لنا على مقاومة تنزلهم بها بأي صورة؟

    بل ان الأجدر والأعدل والأكمل لرب الملائكة والروح وللملائكة والروح أيضا أن يكافؤننا كأنفس مطمئنة على كل مساهمة من مساهمتنا في عملية إخراج أو برء صور تلك العلوم الحصولية من عالم المكون في الكتاب التكويني او في العقل الكلي لعالم الظهور في عالم الخلق

    إننا كأنفس مطمئنّة مخلوقة نقوم مع مخلوقات عالم الأمر الأخرى بمهمّة إلهيّة جليلة وعظيمة لا نستحق منهم عليها إلاّ كلّ ثناء حسن وثواب جميل

    فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

    فكيف أقنعونا أن جزاء الإحسان هو التنكيل والعذاب؟

    فموجودات عالم الأمر عندما يتكلمون عن النار والعذابات ويصفوها لنا فهم صادقون تمام الصدق

    لكنه يصفونها لنا من حيث هم لا من حيث نحن

    فمخلوقات عالم الأمر تعيش بالجنة حيث كلّ جميل وحيث لا نزاعات نفسية ولا حاجات بدنية

    ومن حيث أنها تخلق لنفسها ما تريده من الطعام والشراب وتأكل وتشرب بقدر ما تريد منه بدون أن يخرج منها لا فضلات صلبة ولا غازيّة

    أنها تصف لنا الجنّة من حيث هي ومن حيث انها بالغرفات آمنة

    ومن حيث أنها تعيش عالمها الهولوجرافي داخل تلك الغرفات (الحور العين) كيفما تريده وتتصوره

    فهي تذهب لكل مكان وهي داخل تلك الغرفات (الحور العين) لا تغادرها

    فداخل تلك الغرفات (الحور العين) هي تخلق بارادتها لنفسها ما تريد من المتع والملذات لتعيشها وتتذوقها بدون منغصات

    داخلها هي تخلق أي مكان وأي زمان تريده وتعيش كل تفاصيله

    ومنه فإن مخلوقات عالم الأمر ترانا نعيش فعلا في النار حين ترانا نعيش هذه الظروف والمشاعر المروّعة في عوالم الخلق سواء على هذه الأرض أو على غيرها

    فالطعام يغلي في بطوننا كغلي الحميم

    وتعرق وغازات وروائح كريهة

    وتعب ونكد

    ونوم وصحوة

    وحروب ومجاعات

    وحب ومعاناة

    ولذات كثيرة كلها مجذوذة وكلها محفوفة بأضعاف أضعافها من المكاره والمصاعب والآلآم

    كما أنها محكوم عليها أن تتجسد على هذه الأرض او غيرها مرارا وتكرارا وتكرارا وتكرارا بابدان ضعيفة جديدة وجديدة وجديدة ،، وكلما بلي لها بها جسد بدلوه بغيره

    وقبل كلّ ذلك فهي ترانا نعيش حالة الفراق عن الله

    وحالة النسيان ان الله أقرب الينا من حبل الوريد

    وحالة الجهل باننا نعلم بكل شيء

    وأننا قادرون على كلّ شيء

    وأننا مخلوقات إلهية عظيمة وكريمة
    .

    فصور النار والعذاب وأوصافها هي مجرد وجهة نظر

    سردوها لنا من وجهة نظرهم من عالم الأمر

    وفهمناها من وجهة نظرنا في عالم الخلق

    لكننا كنفوس مطمئنة عندما نكتشف الحقيقة ونرى الجمال عندما نعود لربنا ونعاين جنة رب العالمين فإننا سنكتشف أنها كانت وجهة نظرهم للحياة الدنيا على هذه الأرض

    وحينها ستصبح وجهة نظرنا نحن أيضا

    لأننا سنكتشف ان تجربة الحياة الدنيا التي عشناها على هذه الارض بأي صورة كانت وضمن أي أمّة من أممها التي تدبّ عليها او تطير في أجوائها

    هي مقارنة بجنة رب العباد التي عاينّاها عيانا انما هي نار ونيران وعذاب وشقاء

    عندما نستيقظ من نومتنا هناك ستنكشف لنا كلّ الحقائق التي كنا غافلين عنها خلال نومنا
    وصلّى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله الطّيبين الطّاهرين

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.