*46* ما الفرق بين طبيعة خلق نيو وبين طبيعة خلق مستر سميث

ما الفرق بين طبيعة خلق نيو وبين طبيعة خلق مستر سميث في فلم الماتركس
The Matrix

ـ((فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لّازِبٍ))ـ

من هم المقصودون بــ((أَهُمْ))؟

ومن هم مجموعة ((مَّنْ خَلَقْنَا))؟

ومن الذي خلق مجموعة ((أَهُمْ))؟

ومن الذي خلق مجموعة ((مَّنْ خَلَقْنَا))؟

ومن الذي خلق الذي أو الذين  خلقوا مجموعة ((أَهُمْ))؟

ومن  الذي خلق الذين خلقوا مجموعة ((مَّنْ خَلَقْنَا))؟
.
.

وما الفرق بين طبيعة خلق نيو وبين طبيعة خلق مستر سميث في فلم الماتركس؟

لو أردنا أن نقارن بينهما سنجد مقارنات لطيفة ربما تشابه واقعنا الذي نعيشه

فرغم أهما كلاهما يتشاركان عالم واحد وهو عالم الماتركس ،، لكن نيو له وجود آخر

في عالم آخر لا يستطيع مستر سميث أبدا أن يطّلع عليه أو حتى أن يتخيله

فمستر سميث في عالم الماتركس هو بالفعل مستر بكلّ ما لكلمة مستر من معنى

فهو ومجموعته التي معه هم أسياد أو شرطة وضبّاط عالم الماتركس

وهم المتحكمين به وبكل من هم على شاكلة نيو داخل الماتركس

فقوّته هو ورجله في عالمهم عالم الماتركس الأرضي يمكن القول انها أشبه ما تكون بكن فيكون

أو يمكن القول أنهم هم خزنة عالم الماتركس

وهم لا يخزنون الذهب والفضة في عالمهم ،، بل يخزنون به نفوسا أسيرة لا تعلم أنها أسيرة

أنهم يعملون على خلق جميع انواع الملذات والمُلهيات والمشاكل والمصاعب وعلى توفير وابداع جميع ما يمكنهم به أن يبقوهم في حالة جهلهم

مستر سميث ومن معه لا يفكّرون بجمع الاموال والتمتع بها رغم انها تحصيل حاصل بالنسبة لهم ،، فهم من يخلقونها لأنفسهم داخل الماتركس

فهم من يضعون انظمته ويستطيعون أن يهندسوها ويفصّلوها بطريقة أن كل درهم موجود في عالم الماتركس هو بالفعل لهم حتى وان كان بجيبك وكنت تعتقد أنك أنت من تملكه لوحدك

فامر المال ليس هو همهم على الإطلاق ،، بل انهم لا يفكّرون به نهائيا ،، فالنظام الذي وضعوه لعالم الماتركس من البداية ويعملون على بقائه هو من سيكفل لهم دائما وأبدا الحصول على جميع ما يريدونه منه متى ما احتاجوا له

ووضيفتهم وهمّهم الرئيسي الذي يكرسون جميع حياتهم ووجودهم ومجهودهم من أجله هو المحافظة على سيطرتهم على الرعية وابقائهم في حالة جاهلة هادئة قانعة وخامدة ،، يرعون وينامون ثم يستيقظون ليرعون وينامون من جديد ،، وليبقوا على هذا المنوال الى أبد الآبدين

مستر سميث وحزبه يعلمون جيدا أنهم خالدين أبدا في عالم الماتركس ولا أمل لهم اطلاقا بالخروج منه

لأنهم حتى لو أرادوا الخروج منه فانهم لن يستطيعوا ذلك لأن النظام الماتركس هو من خلقهم ،، خلقهم منه ومن طبيعته

فكل أجزائهم المخلوقين منها هي من داخل نظام الماتركس ،، عكس نيو ومن يشبهه في عالم الماتركس

فــ نيو يتكون من جزئين

جزء وهمي يخلقه له نفس النظام ليحبسه فيه ويسيطر عليه من خلاله ،، وأقصد به صورته التي يتحرك بها داخل عالم الماتركس الهولوجرامي فيعتقد أنه هو تلك الصورة فقط ،، ولا وجود حقيقي لهذه الصورة خارج النظام

والجزء الآخر الحقيقي منه هو جزء موجود خارج عالم الماتركس لكنه يتصل به بطريقة علمية ما وهو غارق فيما يشبه حالة النوم والغفلة

اختلاف آخر بين طبيعة خلق نيو وخلق مستر سميث ،، وهو أن مستر سميث اذا ما مات داخل النظام فأنه كنفس سيعود لنفس النظام الذي أوجده ،، أو سيرجع للمهندس او المخطط الأكبر لعالم الماتركس
((architect))الــ

ليفعل به ما يشاء

بينما إذا ما مات نيو داخل النظام فإن لا نظام الماتركس ولا المصمم
((architect))الــ
سيكون له بعد ذلك سيطرة عليه ،، وسيفقد قيمته بالنسبة للنظام ولمهندسه الأكبر فيترك حينها جزئه الآخر لحال سبيله

فجزء نيو الآخر سيبقى أسير النظام ما دام نيو حي يرزق داخل عالم الماتركس الهولوجرامي

لكنّه وبمجرد أن يموت داخله فإنّه سيفقد قيمته للنظام الذي سيفكّ أسره من حينها

الكبسولة الزرقاء و الكبسولة الحمراء

نيو كان أمام اختيارين نهايتهما كلاهما كانت تقريبا نهاية واحدة ،، لكن بفرق بسيط وعظيم

فسواء تناول نيو الكبسولة الزرقاء أم الكبسولة الحمراء فإنه كان سيتخلص أخيرا من النظام وسينفكّ عنه بكلا الحالتين ،، لكنه بحالة تناوله الكبسولة الزرقاء ربما كان النظام سيعاود تصنيعه وتركيبه وراثيا مرة أخرى بعد أن يموت ويلقيه في مكب النفايات ،، ليرجعه جينيا ويدخله في النظام من جديد

لكنه حين تناول الكبسولة الحمراء أستطاع أن يخرج من النظام بصورة مشرّفة وبدون رجعة إجبارية له إليه أبدا

نفس نظام الماتركس ليس نظاما شريرا على الإطلاق ،، فهو مصمم بطريقة يمكن بها لمن هم من خارج الماتركس أن يتفوّقوا بقدرتهم على من هم حفظة النظام وشرطته وضباطه مثل ما حصل مع نيو

طبيعة الماتركس الذي نعيش بوسطه لا تشبه بالضرورة ما ورد في فيلم الماتركس ،، فقد لا يتصرف بشكل عدائي خارج المقادير المقدرة مع من سيقررون أن يتناولوا الكبسولة الحمراء ليكتشفوا الحقيقة ،، وأحيانا كثيرة سيعينهم على ذلك أيضا بشكل خفي ،، مثل ما كان يفعله العبد الصالح من المهام لكن ضمن المقادير المقدرة من البدء

فطبيعة علاقة الماتركس الحقيقي الذي نعيش بوسطه مع موجوداته التي تقع تحت أسره ورعايته وتربيته لها هو أنه أقرب إليها من حبل الوريد،، تماما كما أن خالقها هو أيضا اقرب اليها من حبل الوريد

نأتي الآن على المقاربة التي نريد الوصول إليها من كل ما سبق

الوجود كلّه وجود عقلي ،، أو كلّه وجود نوراني ،، كلا التعبيرين يشيران لنفس المعنى

هذا الوجود النوراني أو الوجود العقلي هو نور كلّي واحد ،، او هو عقل كونيّ واحد

هذا النور الكلّي كلّه جمال وكلّه عطاء وكلّه حب

هذا النور عندما خلقه الله تبارك وتعالى أدرك وجود نفسه وقدرته وعلمه وأدرك كذلك وجود خالق له

وأن لخالقه حكمة وهدفا من خلقه إيّاه

لكنه لم يدرك تماما سبب خلقه له

فشظّى نفسه من فوره بكل صور الأحتمالات الممكنة

ولم يترك منها احتمالا واحدا لم يخلق صورته

ـ((وهذا هو ما يطلقون عليه الانفجار الكبير ،، البيغ بانغ))ـ

فــ الله تبارك وتعالى خلق هذا النور الأوّل الكلّي ،، وهذا النور الأوّل هو نور الله

ومن هذا النور الكلّي الأول وبـــهذا النور الكلّي الأول خلق الله كل المخلوقات

السالبة منها والموجبة

الخير والشر

العقل والجهل

الملائكة والشياطين

الين واليانج

أو من هذا النور الكلّي الأول خلق النور وخلق الظلمة

النور هو شعبة من نور النور الكلّي الأول

والظلمة هو أيضا شعبة من نور النور الأول

يمكننا أن نقول أن هذا النور الأول هو مصدر النور وهو مصدر الظلمة

فهو مصدر العقل وخالقه وهو أيضا مصدر الجهل وخالقه

فهو مصدر الين واليانج ،، ومصدر السالب والموجب

فهو مصدر الأضداد

والنور والظلمة أو النور والنار هما أبنائه أو هما شعبتين من نوره

فهما يديه في الخلق والتكوين ،، وكلتا يديه يمين

وجميع صفات وقدرات هذا النور الأول موجودة وظاهرة في ابنائه أو تشعّباته النور والظلمة ،، الين واليانج ووو

فبهما يدير النور الكلّي الأول حركة الوجود كله بكلا عالميه

عالم الامر ،،، أو عالم الملائكة والروح ،، أو عالم السماوات

وعالم الخلق ،،، أو عالم المادة ،، أو عالم الأرضين

والنور الكلّي الأول جعل شعبته الأولى النور خليفته في السماوات

وخلق أهل السماوات من الملائكة والروح من نوره

فهو رب الملائكة والروح ،، والملائكة والروح هما أهل السماوات وسكانها المخلوقين من نوره

و من شعبته النورانية النارية المظلمة خلق الأرضين وشرطتها وضباطها وحكامها، وجعله خليفته في الأرض ،، فهو رب الأرض وهو رب خزنتها

النور والظلمة

العقل والجهل

الين واليانج

الموجب والسالب

كلاهما يعملان بأمر النور الأول وينفذان خطته الكونية الإلهية

هذه هي وحدة النور

ووحدة النور لا يمكن أن يرفضها عقل

فالأدلة عليها كثيرة جدا

سواء أكانت ادلة عقلية أو نقلية

وهذا النور الأول مصدر كلّ الأنوار ومصدر كل المخلوقات منها

لكنه ورغم ذلك فهو يبقى نور مخلوق وعبد مرزوق

ورزقه يأتيه من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية

يعني لو قطع الله رزقه عن هذا النور فسينطفئ ويخمد ويضمحل من فوره

فهو نور مخلوق وعبد مرزوق

أمّا مدى قوة هذا النور

ومدى قدرة هذا النور

ومدى علم هذا النور

ومدى عظمة هذا النور

فهذه لا يعرفها الا الله المعبود الذي خلقه

فهو قد خلقه وجعله مَثَلَه

وجعله وجهه

وجعله اسمه الأعظم الأعظم الأعظم
. ظاهر ما يجري بين أبناء النور وأبناء الظلمة هو صراع

لكن باطنه تكامل بالمعرفة

فالعقل له وزير وجنود

والجهل له وزير وجنود

وكلاهما يعملان بخدمة الخطة الالهية الكونية الكبرى التي تحرك وتقود حركة التكامل بالمعرفة في كل الكون

القرآن الكريم والكتب السماوية عموما هي دساتير أبناء النور ورسله

والكتب السماوية هي كتب حزب الله القرآني وبها سطروا تاريخ حركة الصراع بينهم وبين ابناء الظلمة واحداثها

وبها وبين سطورها وضعوا الحكمة والعلوم والعقائد الحقّة

لكنّ أبناء الظلمة حكّام عالم الماتركس الأرضي التسعة عشر تسلطوا هم ورجالهم على المؤسسات الدينية عبر التاريخ

فأخفوا الحكمة وحرّفوا العقائد حين حرّفوا الكلم في تلك الكتب السماوية عن مواضعها

كل ذلك هو ضمن الخطة الكونيّة

فلا أحد يهرب من الماتركس الا بالمعرفة

فحتى الأعمال والعبادات التي لا تقوم على معرفة صحيحة لن تخلصنا من الخلود في الماتركس مهما كثرت عددا وطالت أمدا

لا أحد يخرج من الماتركس الأرضي ليدخل في عالم ما فوق الماتركس الأرضي بدرجة الا بتناول الحبة الحمراء كل يوم قبل الفطور وقبل القيام من السرير

والعودة للماتركس ليس بأمر فضيع

وبأي صورة مهما كانت سيئة هو ليس بأمر مريع جدا

لكن الخروج منه ستكون صورته أجمل من أي صورة يمكننا أن نتخيل الحصول عليها داخله

ظاهرا توجد حرب بين أبناء النور وأبناء الظلمة

والمتحدث باسم ابناء النور يقول استفتي أبناء الظلمة أهم أشد خلقا أم أبنائنا أبناء النور

وكتب ودساتير ابناء النور كلّها كتب علنية ويعرفها الجميع ،، لكن كتب ودساتير وبروتوكولات أبناء الظلمة كلها سريّة لا يطلع عليها الا نخبة النخبة منهم
مثل مستر سميث ومن هم بدرجته