*49* ضرورة انقلاب المفاهيم 2

  • Creator
    Topic
  • #1340
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم 
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إنقلاب المفاهيم-2


    اقتباس من مداخلتين لأحد الإخوة الكرام ـــــــ وردي إليه 

    ـ(((ارجو سعة الصدر منكم.
    افهم من كلامكم ان ابليس من جند الله وهو لا ذنب له بل هو مجرد عبد مامور لاغواء الناس ليدخل الله من يستجيب له في النار ومن لا يستجيب يدخله الجنة؟؟؟؟؟

    اود ان اوضح للأستاذ الكريم ما يأتي:ـ

    ـ1 – ان ابليس من الجن ولم يكن من الملائكة كي يكون له دور في تقسيم المهام فهم ليسوا-اي الشياطين- معصومين كالملائكة وبعض الانس كالانبياء والأئمة.

    ـ2 – مصير ابليس واضح في القران الكريم وهو نار جهنم، لا كما ذكرت انه مجهول المصير،

    قال تعالى:(قال اخرج منها مذموما مدحورا لمن تبعك منهم لاملأن جهنم منكم اجمعين)ولوقال منهم لرجع الضمير الى الاتباع ولكنه قال منكم والخطاب لابليس.واية اخرى بذيل الاية التي استشهدت بها(وان جهنم لموعدهم اجمعين).واية اخرى(قال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا)ـ

    واذا التبس عليك الامر بالضمائر فهذه اية واضحة الدلالة لا تقبل التأويل وهي (لاملأن جهنم منك وممن اتبعك منهم اجمعين) واية اخرى كذلك (كمثل الشيطان اذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال اني برئ منك اني اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين).ـ

    ـ3ـ ثـم ان استقراءك لدلالة “عليك” في القران ناقصة.وهو مما يطول المقام لذكره.اقول قولي هذا والله من وراء القصد ولست ابغي من وراءه الجدال والمماراة ولكن ابحث عن الحقيقة.واتمنى لو تتفضل علي بها.))) ………….إنتهى الاقتباس
    .
    .

    أخي الكريم 

    الذي كان يقسّم الأدوار على الملائكة والجن في اجتماع الملأ الأعلى هو رب العالمين 

    ولم يقل أحد أن إبليس من الملائكة 

    كل ما في الامر انّه كان موجود مع الملاء الأعلى حين اختصامهم ومناقشاتهم وهذه لا يمكن نكرانها   

    فماذا كان يفعل إبليس معهم؟

    وإبليس إن لم يكن من الملائكة فهو قد يكون من مجموعة الروح او الثلة المستخلصة من احدى حضارات الجن، وحينها لا يوجد ما يمنع من أن يكون أصله من الجن أو من الإنس   

    ولا أظنك تنكر ان رب العالمين قد كلفه في ذلك الاجتماع وفي نهاية المطاف 

    باضلال الناس 

    ولأن يجلب عليهم بخيله ورجله 

    ولأن يشاركهم بالاموال والاولاد 

    وأن يعدهم غرورا

    ولم يكتفي بكلّ ذلك 

    بل أيده بعزته أيضا  

    فهو بها عزيز الى يوم الوقت المعلوم  

    ولم يكتفي بذلك 

    بل جعله من المنظرين 

    ولم يكتفي بذلك 

    بل جعل له فريق كامل وجعلهم كلهم معه من المنظرين

    ولم يكتفي بذلك 

    بل جعل له ولاية تكوينية علينا يجري بها فينا مجرى الدم بالعروق

    ولم يكتفي بذلك 

    بل وعده انه اذا اعطى الخليفة واحد ((رسول))ـ

    سيعطيه معه اثنين ((وهما الشيطانين الذين سيبعثهما مع كلّ نبي جديد ليوذيانه في حياته ويضلان الناس من بعده))ـ

    ولم يكتفي بذلك
    ولم
    ولم
    ولم
    ولم

    فأمر التكليف الربّاني لإبليس في هذا الإجتماع بمهام محددة وواضحة هو من اوضح الواضحات لكل ذي بصر وبصيرة  

    فإن كان ابليس قبل أن يقبل هذا التكليف لم يكن من جنود رب العالمين 

    فحتما انه قد اصبح من من جنوده بعد أن تمّ تكليفه بجميع تلك المهام  

    و في الحقيقة أخي الكريم أن حلول كلّ الاشكالات التي طرحها جنابكم الكريم  موجودة في هذه الصفحة   

    فلقد كتبت منذ سنة وحتى اليوم أكثر من مائة وثلاثين او حتى مائة واربعين موضوع ((الآن اتجاوزت المائتين))ـ 

    تناولت بها جميعها مختلف جوانب هذه النظرة الكونية 

    وهذا الفهم لله وللخلق 

    وللعلاقة بين عالم الأمر وعالم الخلق

    وتناولت بها معنى ان تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر   

    ومعنى ان كِلتا يدي الله يمين

    وهنا لا استطيع ان اطلب منك ان تقرئها كلها لتعرف اجاباتي على ما تشكله من اشكالات متعددة على هذه النظرة او على هذا الفهم 

    ولكن أرجو منك أن لا تتوقع مني أن اعود لأبين من جديد جوانب هذه الفكرة لكل من دخل الصفحة حديثا وقرء موضوع او موضوعين منها ثم بدء يشكل على الفكرة من خلالهما فقط

    لكنني على كل حال  اشكرك على المداخلة والاعتراض خصوصا الإعتراض الاول   

    فبينما كنت اكتب الرد عليه كتبت انت المداخلة الثانية

    عموما لن أرد على اعتراضك بالكثير سوى القول ان 

    لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ

    لا تعني أنه سيملاء جهنم بهم  

    بل انه سيملاء جهنم منهم   

    وأترك لك بعد ذلك ان تتفكر بالفرق بين معنى:ـ

    وسأقول لك أيضا ان صورة جهنم التي تعتقد بها غير صورة جهنم التي أعتقد بها

    وأن حقيقة النار التي تعتقد بها غير حقيقة النار التي اعتقد بها

    وان اصحابَ النار 
    غير أصحابِ النار 
    وهؤلاء غير أصحابُ النار

    وأن اصحابَ الجنة 
    غير أصحابِ الجنة 
    وهؤلاء غير أصحابُ الجنة 

    وأنّ اليمين أو الجنّة هو شخص وله اصحاب

    وأن الشمال أو النار هو أيضا شخص وله اصحاب 

    والقائمة في اختلافات الفهم بيننا ربما ستمتد للصباح

    والنتيجة هي ان فهمي للقرآن وكلماته يختلف ربما 100%  عن فهمك له 

    وصعب جدا ان يلتقي منهجك في الاستقراء مع منهجي في فهم الايات والروايات

    فلا فائدة إذن من المجادلة بيننا

    لكنني هنا وبما ان الموضوع انفتح أحب أن أضيف تفصيل آخر يدخل ضمن مواضيع انقلاب المفاهيم

    وهو ربما لن يعجب الكثيرين من اصدقاء الصفحة لا من الشيعة ولا من السنة 

    فالكل تعوّد على تولّي من يتولونه

    وعلى التبري ممن يتبرون منه

    وهنا لا اقول اننا يجب ان لا نتبرى ممن أُمِرنا بأن نتبرى منهم أو لان نتولاهم

    فكل شيء يبقى على ما هو عليه من التولّي والتّبرّي

    لكن ساضيف فهمي لماذا يجب ان نتبرّى ولان نتولّى   

    وهو فهمي الخاص على كل حال وليس من المطلوب من أحد ان يصدقه  

    وكما قلت انه ربما لن يعجب الطرفان أيضا  

    ولكنني حين قررت أن أقلب فهمي لطبيعة الخير والشر وصلت لهذه النتيجة 

    وأجدها مقنعة وجميلة ،،،،،،،،، على الاقل بالنسبة لي

    والتي سأبدء بيانها بالقول أنّ :ـ

    إبليس غير الشيطان

    فإبليس أحد أفراد عالم الأمر 

    والشيطان أحد أفراد عالم الخلق

    وهذه الجزئيّة تحتاج مني لوقفة أشرح ما افهمه منها وما أقصده بها

    كما أنّ فهم نفس هذا الامر سيعيننا لاحقا على فهم أشياء كثيرة أخرى غيرها لها علاقة بالنفس الناطقة القدسية او النفس المطمئنة   

    وأيضا لها علاقة بقوله تعالى:ـ

    وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ

    أخي الكريم : إنّ خليفة رب العالمين في الأرض والمقيم بها هو نفخة من روح رب العالمين المقيم في السماء

    اذا فهمت منّي معنى قولي هذا فستفهم حينها معنى أن إبليس ليس هو الشيطان   

    فإبليس هو من الملأ الأعلى من عالم الأمر 

    فهو كان من عالم الأمر 

    ولا زال من عالم الأمر 

    وسيبقى من عالم الأمر   

    فموجودات وكائنات عالم الأمر كما تقول لنا روايات أهل البيت لا تخرج أبدا من طاعة لمعصية

    والشيطان هو نفخة من روحه نفخه في عالم الخلق   

    أي انه نفخة من روح إبليس ،، نفخها من عالم الأمر في عالم الخلق
    .

    نرجع الآن لرب العالمين وخليفته في الأرض لنقول

    أن الذي هو خليفة رب العالمين في الأرض (المنفوخ فيه)ـ

    هو التجلي الكامل لنفس رب العالمين في السماء   

    لكن رب العالمين الذي في السماء هو الأصل 

    وتجليه الذي نفخ فيه من روحه هو التجلي الكامل له   

    فهو نفخة من روحه    

    فإن كان الذي نفخ من روحه ويقطن السماء هو رب العالمين

    فإن المنفوخ فيه ويقطن الأرض هو أيضا رب العالمين

    لكنّ النافخ الذي يقطن السماء 

    لا يموت بموت الذي نفخ فيه من روحه وأهبطه للأرض ويقطن الآن فيها 

    فخليفة رب العالمين في الأرض يمكنك أن تلدّه بالسم ،، فيستشهد 

    أو أن تضربه على هامته بالسيف المسموم ،، فيستشهد

    أو أن تضع له السم في الطعام او في العنب ،، فيستشهد

    فتصعد نفسه المطمئنة حينها الى ربه رب العالمين الذي نفخه من روحه في البدن الأرضي

    فيرجع له ليجاوره حتى ينفخه مرة أخرى في بدن آخر بإسم آخر وبكرّة أخرى 

    وبمهمة ورسالة أخرى

    فرب العالمين الذي في السماء ليس بالضرورة أن ينزل على الأرض بجسمه وشخصه بين الناس

    بل يكفي أن يرسل نفس مطمئنة هي نفخة من روحه قد علمها الأسماء كلها ويرفع لها عامود من نور يربطها به من خلاله فكريا وعقليا 

    لتكرّ في كلّ كرّة جديدة بصورة واسم جديدين بين الناس 

    فتأكل وتشرب وتمشي بالاسواق

    وحين يحين أجلها أخيرا عند نهاية كلّ كرّة فتموت او تُقتل 

    فإنها ستعود إليه وتجاوره حتى ينفخها مرة أخرى في بدن آخر 

    بإسم آخر وبدن آخر وبكرّة أخرى لهدف ورسالة جديدتين

    فالإمام المهدي على الأرض هو نفخة من روح الإمام المهدي في السماء 

    تماما كما أنّ الرسول وكما أنّ امير المؤمنين وكما أنّ الحسن والحسين وبقية الأئمة عليهم السلام ،، هم كلهم نفخة من روحه   

    فكلّ واحد منهم هو نفخة من روح رب العالمين في السماء 

    وعلّم كل واحد منهم جميع الأسماء

    يعني كل واحد منهم هو صورة تكوينية طبق الأصل من رب العالمين

    فهم هو 

    وهو هم   

    فهو ينطق دائما على لسانهم 

    ويحكم دائما بحكمهم 

    وهم دائما يحكمون أيضا بحكمه 

    وينطقون بلسانه

    فميّتهم بذلك ليس بميت 

    ومن يبلى منهم ليس يبلى 

    ولعلك ستفهم الآن هذا الجزء الغامض من خطبة البيان لأمير المؤمنين 

    ـ((( أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ:ـ

    «إِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَيْسَ بِمَيِّت، وَيَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا وَلَيْسَ بِبَال»  

    فَلاَ تَقُولُوا بِمَا لاَتَعْرِفُونَ، فَإنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فِيَما تُنْكِرُونَ، وَاعْذِرُوا مَنْ لاَ حُجَّةَ لَكُمْ عَلَيْهِ وَ أَنَا هُوَ.)))ـ

    .
    .

    والشيطان هو أيضا نفخة من روح إبليس،، ينفخه من عالم الأمر ويرسله في عالم الخلق

    فالشيطان يبعثه من في عالم الامر كما تقول الآيات والروايات مع كلّ نبي من الانبياء مع شيطان أخر فيرافقانه خلال بعثته وبعدها بأسمين وصورتين جديدتين 

    وببدنين جديدين 

    وبخطّة جديدة

    ولتوضيح الهدف من بعثهم للشيطانين مع كلّ نبي نقول:ـ

    أن كلّ الأديان تنقسم لقسمين 

    دين تنزيل 

    ودين تأويل

    فالرسول الذي يرسله عالم الأمر مهمته ابتداءا هي أن يقاتل على التنزيل 

    أو أن يُحكم عملية التنزيل    

    والنتيجة المتكررة لهم دائما كعالم أمر من عملية ارسالهم الرسل 

    هي أن الناس كانوا دائما يتستهزؤن بالرسل الذين يرسلونهم إليه  

    ويرفضونهم ويحاربونهم 

    وغالبا ما كانوا يقتلونهم  

    مهمّة الشيطانين مع كل رسول هي أن يستلمان الدين من بعد موت او بعد استشهاد ذلك الرسول   

    فيستلمان من بعده الدين بمرتبة التنزيل ،، فيحافظان على إسمه وصورته فقط

    فتبقى حينها عبادة الله في الأرض موجودة   

    لكنها ستبقى عبادة اسم ورسم فقط   

    وحتى هذا الاسم والرسم سيخفت نوره مع الايام حتى يصبح بلا لون ولا طعم ولا رائحة 

    وسيستمر هذا الين بالانحدار والتغريب حتى يحين موعد رسالة الرسول الآخر فتعاد نفس هذه الكرة او العملية من جديد   

    ولولا هذه العملية والمكر الرباني لما بقيت الاديان موجودة على الأرض 

    ولما عُبِد الله عليها حتى ولو شكلا كما يحدث اليوم.ـ

    وخذ رسالة الاسلام على سبيل المثال  

    فإن امير المؤمنين بعد استشهاد الرسول صلى الله عليهما وآلهما لم يجتمع حوله لينفذ وصية رسول الله ولو حتى عشرين مؤمن 

    وبعض الروايات تقول على ما اذكر ان عددهم لم يكتمل سبعة او ثمانية  

    وفي هذه الحالة لو انّه سلام الله عليه اصرّ على تنفيذ الوصية وحارب قريش بالسيف من اجلها فهو امّا كان سيفنيهم كلهم ولا يغادر منهم أحدا 

    لانهم كلّهم رفضوا الوصية واستنكفوا من تنفيذها الا سبعة او ثمانية انفار هم من أيدوه وابدوا استعدادهم للوقوف بجانبه

    أو انهم كانوا سيجتمعون عليه فيقتلونه قتلة رجل واحد فينقطع التأويل بقتلهم له ويعود الناس لما كانوا عليه من كفرهم  

    وفي الحالتين كان الاسلام سيندرس وسيختفى أثره مع الايام بين الناس وتضيع الرسالة 

    لكن حين استلمه ابو بكر وعمر من بعد رسول الله والتفّ النّاس من حولهم فِرارا من حق امير المؤمنين وشدته في تطبيق الاسلام 

     بقي اسم الاسلام بعهدهما وبقيت صورته أيضا   

    وان كانت الصورة الباقية هي صورة باهتة   

    لكنها بالنتيجة بقيت وبقي الناس معها حتى اليوم يعبدون الله باشكال وصور مختلفة 

    أمّا نفس امير المؤمنين كما بقية الائمة أيضا فبقيت مهمتهم الرئيسية بين الناس مركزة على تبيان وتوضيح وترسيخ حقائق التاويل في الكتب وفي اذهان الناس وعقولهم 

    ـ(((إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ، فإستشرفنا وفينا أبوبكر وعمر ، فقال : لا ، ولكنه خاصف النعل ، يعني علياًً))))ـ

    فلذلك تجد أن اغلب او كلّ الطرق الاسلامية وفي كل المذاهب التي تنشد التأويل وتبحث عن الحقيقة جميعها تعود وتنتهي لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه،، لأن هذه هي مهمته وهذا هو تكليفه في رسالة الإسلام

    وأضيف هنا أنه ليس الأئمّة فقط هم نفخات من روح نفسهم العليا والذي هو رب العالمين 

    وليس الشياطين هم فقط نفخات من روح إبليس 

    بل نحن أيضا نفخات من روح انفسنا العليا   

    فكلّ واحد منّا على هذه الأرض هو نفخة من روح نفسه العليا في السماء

    فكل نفس ناطقة قدسية هي نفخة من روح نفسها العلويّة في السماء
    ومهمتها هي أن تكر دائما 

    وبكرات متتابعة على هذه الأرض أو غيرها

    وكل كرّة جديدة ستكرّها فإنّها ستكرّها بجسد جديد واسم جديد وظروف جديدة

    فلا تستغرب مع ذلك ان قلت لك انّك وانّني قد كررنا كرّات متعددة منذ زمن آدم ونوح وصالح وموسى وعيسى وجميع ما بينهم وحتى هذا اليوم

    وكذلك لا تستغرب لو قلت لك انك ربما كنت في من كانوا بمجلس سليمان عليه السلام حين احضر آصف بن برخيا عرش بلقيس

    أو انّك ربما كنت احد جنوده 

    او جنودها 

    او ربما كنت مجرد فرد ضمن رعيته 

    او رعيتها

    وعلى هذا قس بقية الكلام    

    والصافي في ما اريد ان اقوله هنا هو أن جميع الاديان السابقة كان الفضل في بقائها بين الناس بعد أن قتل نفس هؤلاء الناس نفس الانبياء الذي نزلوا بينهم هو يرجع للشيطان وحزبه

    فهم دائما من كانوا يستلمون دفة الدين بعد الانبياء والرسل   

    واصلا إن الناس الذين قتلوا نبيهم أو أنبيائهم لا يستحقون دين صافي   

    وجزائهم انهم يبقون يتعبدون الله بدين خاوي لا تفتح معه السماوات والارض أبوابها ولا تنزل عليهم خيراتها 

    والشيطان وحزبه يريدون السيطرة والعلو في الأرض    

    والدين هو خير وسيلة للسيطرة على الناس وللعلو في الأرض    

    لكن كما قلنا قبل قليل ،، ليس الدين الحقيقي،،  بل اسمه ورسمه فقط  

    وكلما كان الاسم والرسم للاديان باهتان  

    كلما قويت سيطرة حزب الشيطان على الناس  

    وزادت سيطرتهم عليهم بنفس تلك الأديان  

    ولذلك ستجد أن كلّ الأديان والمؤسسات الدينية تحارب المتعمقين في معاني التأويل 

    وستجد كذلك ان المنخدعين بتلك المؤسسات الدينية وبمن يقودونها والمحسوبون انهم من رعيتهم ومن هم على خطهم ،، ستجدهم ينعقون معهم كنعقهم 

    ويحاربون معهم جميع من يتعمقون بمعاني التاويل ويتعبدون الله من خلالها

    فكل المؤسسات الدينية تريد من رعيتها ان يبقوا ملتصقين بالاسم والرسم الباهت للدين وبالتفاسير السطحية للنصوص الدينية

    فهم بتلك التفسيرات السطحية لها سيجبون الاموال منهم 

    وسيسيطرون عليهم 

    وسيوطدون اركان الحكم والبقاء لليد الثانية لحزب الشيطان 

    وهم الحكّام والملوك والسلاطين

    فمهمتهما سوية هي أن يحكموننا ويسيطرون علينا في جهنم   

    وأن يذيقونا بها الأمرين 

    وأن يذيقونا بها شر أعمالنا 

    أو ربما يريحوننا بها أحيانا قليلة

    فأمير المؤمنين يقول لنا “كَـمَـا تَـكُـونُـوا يُـولَّـى عَـلَـيْـكُـم”ـ

    والقرآن يقول :ـ

    وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا 

    وفي قرآئة أهل البيت ((أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا)) بتشديد الميم 

    فتأمير المترفين على القرى واهلها ليس بامر عبثي او انه قد يحصل بالصدفة ،، فتوجد قوانين كثيرة تحكم هذه العملية وغيرها ،، مثل قوانين

    فكما تكونوا يولّى عليكم 

    ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم 

    ولا تجزون الا بما كنتم تعملون 

    وعندما اتكلم عن المؤسسات الدينية هنا فإنني لا اقصد جميع افرادها 

    بل فقط الرؤوس الكبيرة منهم ،، وليس المستضعفين أو المغرر بهم بها

    لكننا رغم ذلك نجد أن اسم الدين ورسم العبادة الظاهرية لله باقيان على هذه الارض بسبب هذه المؤسسات التي همّ قياداتها العليا هو إحكام السلطة وجمع المال    

    وبالدين والسياسة تدار البلاد والعباد  

    وتنشأ الفتن والحروب المختلفة  

    وتظهر معهما العبادة كنتيجة حتمية  

    فالرخاء والغنى والاستقرار لا يجلبان في العادة معهما للمجتمعات المستقرة الا النكران والجحود ونسيان الله

    بينما نجد أن الفتن والحروب والفقر تجلب معها أينما حلّت التديّن والعبادة والرجوع لله 

    فأهل الدنيا هم أهل جهنم

    وقيادات المؤسسات الدينية لسان حالهم يقول انهم هم أهل الدنيا 

    يعني هم أهل جهنم

    فهم امّا يلبسون التيجان ويتحلون بالذهب كمظاهر للتدين 

    او انهم يبيعون الدنيا والاخرة من اجل لذة السلطة كما ورد في رواية الامام السجاد عليه السلام والتي مطلعها ((إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه ، وتماوت في منطقه ، وتخاضع في حركاته ، فرويدا لا يغرنكم))ـ

    لكنهم مع كل مساوئهم هذه فانهم شرّ لا بدّ منه

    فلو بحثت عن دور اهل العرفان والتأويل في عملية نشر العبادة والدين والتدّين بين الناس ستجد أنهم غالبا ما يحبون الانعزال عن الناس وعن امور الدعوة للدين  

    فكلامهم ثقيل على السمع ويتكلمون باشياء تخالف معتقدات الناس السطحية ،، ومصطلحاتهم صعبة جدا ،، ومغلقة جدا ،، الا على فئة صغيرة جدا جدا من الناس 

    والخيّر منهم يكتب كم كتاب في العرفان ولا تعرف الناس راسها من قدميها حين تقرئها   

    ولا حتى سيدركون ماذا يريد ان يقول بها بالضبط.ـ

      وصلّى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله الطّيبين الطّاهرين
    .
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.