*53* ما معنى أن تملك الإسم الأعظم؟

  • Creator
    Topic
  • #1344
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الإسم الأعظم!!! ما معنى أن تملك الإسم الأعظم؟

    لنفرض أنك مع كل هذا الغضب الذي يتملكك الآن بسبب الشيطان وحزبه ورجله الذين يملؤون مختلف زوايا هذا العالم ويسيطرون عليه

    وبسبب رجال الدين الفاسدين وعّاظ السلاطين الذين يسيطرون على جميع المؤسسات الدينية في هذا العالم

    وبسبب جهل الناس بحقيقة الدين وبحقيقة الخلق وبحقيقة اسماء الله العظمى وجهلهم بحقيقة سكان السماوات والارضه الذين ملاء ،، ملاء ،، ملاء بهم رب العالمين سماواته وأرضه

    لنفترض انك تعتقد أن ما تعلمه عن جميع ذلك هو حقيقي بنسبة كبيرة جدا

    ولهذا فإن الغضب يملأ كيانك بسبب ان الشيطان وحزبه ومن ندعوهم علماء الدين يحرفون جميع تلك المعاني التي تؤمن بها ويمنعون الناس من الاقتراب منها او حتى تصديقها

    وفي لحظة معينة قرر رب العالمين أن يجعلك مستجاب الدعاء أبدا ومطلقا ، بل وجعلك لا تحتاج لأن تدعوا ليتحقق لك ما تريده بل يكفيك ان تشاؤه فيتحقق لك من حينه

    لنفترض انك أصبح امرك كن والغضب والغلّ على جميع أفراد تلك الفئات لا زال يملأ قلبك نحوهم

    فكيف تتخيل حينها انك ستتصرف؟

    لا شك ان الغضب سيدفعك حينها لأن تنتقم من جميع تلك الفئات المجرمة والمضللة المُستَعبِدَة للناس

    فـ بكن ،، ستفرزهم حينها عن المُضَلّلين،

    وبكن أخرى ستحرقهم او تفنيهم

    أو بأحسن الأحوال فإنك ستغيّر بإحد كُـنّاتك من أخلاقهم

    فتنزع الشر من قلوبهم وتجعلهم كالحملان الوديعة

    أو ربما ستحولهم لشبه الملائكة لا يعصون الله طرفة عين أبدا
    .

    رب العالمين يستطيع أن يفعل كل ذلك، لكنه لا يفعل ذلك أبدا ،،، لماذا؟

    لماذا لا يفعل ذلك؟

    هل هو عاجز عن ذلك؟

    أبدا ،،، فقلوب جميع العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء

    فلماذا لا يفعل ذلك إذن ويخلصنا من شرورهم؟

    فإن كان رحيما رؤوفا لا يستطيع ان يفعل ذلك بنفسه ،، فليعطك أنت الاسم الأعظم وكلي ثقة من انك ستؤدي هذه المهمة على أكمل وأتم وجه،

    فعندك من الاسباب والغضب والثورة الداخلية ما سيدفعك لأن تذهب لأبعد الحدود ولما هو أبعد منها أيضا لتحقيق ما تعتقد به انه العدل والغاية والحكمة الالهية

    لكن هل تتخيل انك ستنجح بذلك حتى لو كانت نيتك خالصة لوجه الله الدائم الذي لا يزول ولا يفنى؟

    هل تعتقد ان من تبقى من الناس الضعفاء على طبيعتهم الحقيقية بعد ان تفعل أنت جميع ذلك بالاسم الاعظم الذي سخره لك رب العالمين فكان امرك به كن فيكون فتنهي الشر والاشرار والشيطان وحزبه وجميع وعّاظ السلاطين المتسلطين على المؤسسات الدينية في هذه الارض

    هل تعتقد ان الناس بعد ان تفعل جميع ذلك سيؤمنون ويسلمون وجههم لله وسيؤمنون بكل ما تقوله لهم عن

    الاسماء الحسنى

    والعظمى

    والاسم الاعظم

    والاسم الاعظم الاعظم

    والاسم الاعظم الاعظم الاعظم

    إطمئن على الأخير من انهم لن يفعلوا جميع ذلك ،، وبدل ما كنت تريده منهم وتدعوهم له فإنهم سيعبدونك أنت

    وسيقولون لا يحرق بالنار الا رب النار
    وسيقولون انك انت رب الملائكة والروح لأنك حولتهم لملائكة
    وأنك انت رب النفوس لأنك طهرت نفوسهم من كل غلّ ودنس

    وانك انت من تخرج الحي من الميت

    وأنك وأنك وأنك …………..

    حينها لو كنت لا تزال على نفس ايمانك بجميع ما كنت تعتقد به فإنك لن ترغب حينها الّا أن تقول كن فـ تُوجد بها نار عظيمة

    ثم تقول كن أخرى تلقي بنفسك بها وسط تلك النار

    يجب أن تعرف ان رب العالمين ليس بغاضب على أي مما يجري على هذه الأرض، مهما كان حكمك عليه

    بل ان جميع ما تراه يجري من حولك هو يجري بعين رب العالمين وبأمره وقبوله أيضا

    فمن كل من تراهم من حولك هو يريد أن يستخلص فقط تلك الخلاصة المركّزة تركيزا شديدا

    فمن كل من تراهم من حولك الآن هو لا يريد منهم سوى ثلّة فقط ،

    فلا تحزن على البقية، فستكتشف انهم هنا في قصة آدمنا هذه فقط لمساعدة هذه الثلة على الوصول

    غضبك لنا هذا الذي تشعر به الآن كان مفيد لك حتى الآن فقط لكي يوصلك لبابنا

    ولكي نفتح لك الباب وندخلك وننزع ما تبقى في قلبك من غلّ يجب عليك أنت قبل أن تدق الباب ان تنزع من نفسك بنفسك ما أمكنك من الغلّ منها

    فجميع ما تراه من حولك هي مظاهر مختلفة لمشيئتنا وتقديرنا وقضائنا،

    فكيف نفتح لك الباب وأنت لا تزال غاضب علينا؟

    نحن نرى الآن انك بغضبك منهم وعليهم إنما أنت غاضب علينا لأننا سبب كل ما هم فيه وعليه،

    لكننا نرى ونعرف منك ان أصل غضبك عليهم هو بسبب حبك لنا وللناس من حولك

    ثم انك تعرف الان أن الجنة الموعودة ليست منفصلة عن جهنم التي انت بها الان

    فدخولك الجنة سيعني دخولك في عالم الأمر مع حصولك به على جميع ما تتمناه من المتع والراحة والسعادة

    وفي عالم الامر لا يمكنك ان تدخل وانت غاضب وحاقد على نفس موجودات عالم الخلق الذي انت منهم الآن

    فنحن كنّا نتعامل معكم ولا نزال وسنبقى دائما نتعامل معكم حسب قانون واحد فقط ،، وهو قانون الحب المطلق والغير مشروط

    والحب هو العطاء

    والحب المطلق الغير مشروط هو العطاء المطلق الغير مشروط

    فنحن بهذا القانون نعطي من يسأل وأيضا من لم يسأل

    نعطي به من يشكر وبه نعطي أيضا من لم يشكر أبدا

    نعطي به المؤمن تماما كما نعطي به المنكر

    فنحن

    كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا

    فغضبك حتى الان يقول لنا انك لا زلت تعتقد انه يوجد مقدّر وحاكم وفاعل ومنفذ غير رب العالمين وأنت غاضب عليه انتصارا لرب العالمين

    غضبك لنا حتى الان كان من جنود العقل ، لأنه كان لنا

    لكن بعد أن عرفت أنه لا اله الا الله،

    تعني أنه

    لا مُشيء الا الله

    ولا مقدّر الا الله

    ولا قاضي الا الله

    ولا ممضي الا الله

    ولا وجود لخالق لطيف خبير يخلق كل شيء حتى خطرات الظنون وما يعتمل في الصدور الا الله

    بعد أن عرفت ان لا اله الا الله تعني جميع ذلك واكثر فإن بقاء غضبك في صدرك سيصبح غضب علينا وليس غضب لنا

    وسيصبح من جنود الجهل بعد أن كان قبل ذلك من جنود العقل

    وما لم تتخلص من غضبك علينا فإنك لن تتوفق للوصول لبابنا لكي تدقّه ناهيك عن ان نفتحه لك

    فاقبل عبادنا كما هم

    واقبل مشيئتنا لما علمناه كما هي

    واقبل تقديراتنا لما شئناه كما هي

    واقبل قضائنا لما قدّرناه كما هو

    واقبل امضائنا لما قضيناه كما هو

    فلقد توكّلت علينا حتى الان حقّ التوكل فكفيناك مما تخاف منه وتحذر

    فارضى عنّا من اليوم إن كنت تطمح أن ندخلك فيما تحب وترضى.

    عودة للإسم الأعظم

    فلا يملك هذا الاسم الا من خلا قلبه من أي غضب على أي مخلوق من مخلوقات الله

    ولا يمكن أن يملكه الا من طَهُرَ قلبه من كل شرك

    فالاسم المكنون لا ينطق على لسان أي مخلوق ما لم يُخلي هذا المخلوق قلبه من كلّ شريك لساكنه

    فكل سكان السماوات يملكون الاسم الاعظم ويستطيعون به أن يفنوا الأرض ومن عليها بلمح البصر او اسرع ،

    لكنهم لا يفعلون ذلك أبدا لأنهم يحبوننا حب مطلق غير مشروط

    وان فعلوا بعض ذلك أحيانا فلقد فعلوه بأمر ربهم ،، وأيضا لأنهم يحبوننا

    فلقد أغرقونا سابقا مع نوح لنصل لما وصلنا اليه اليوم من الايمان

    ولو بقينا على نفس حالنا ذاك من حينها فلما ولدنا حتى اليوم من الأبناء الا فاجرا كفّارا ،،

    فلأنهم احبونا أغرقونا كلنا وبدؤوا معنا بداية جديدة أوصلتنا لما نحن عليه اليوم

    ملاحظة :

    لا أعرف لمن كتبت هذه الكلمات لكنها تدور في رأسي منذ البارحة تريد أن تخرج

    فأخرجتها وارتحت منها ،، والحمد لله اولا وآخرا
    .

    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.