*72* النفس الناطقة القدسية و النفس الحسيّة الحيوانية

  • Creator
    Topic
  • #1367
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    — الجزء الأول —

    النفس الناطقة القدسية

    من أين ؟

    وفي أين؟

    وإلى أين؟
    .
    و

    النفس الحسيّة الحيوانيّة

    لماذا هي ضرورية؟

    وما هي وضيفتها؟

    وكيف تتم صناعتها

    وكيف يتم قرنها مع النفس الناطقة القدسية؟

    أو كيف يتم تزويجها بها؟

    ولماذا؟
    .

    هذا الموضوع سيتناول إن شاء الله بحث الاجابات المحتملة لهذه الاسئلة

    ولقد قسمته لنصفين لأنه طويل بعض الشيء

    ——————————-

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قد يبدو للبعض أن ما سأتكلم عنه في هذا الموضوع أنه نوع من الخيال العلمي المبالغ به ، وانه لا ينطبق على واقعنا الذي نعيشه نهائيا ،،

    إليهم اقول أن الحقيقة هي أغرب من الخيال وأن اكثر الحق فيما ننكره ولا أطلب من أحد أن يعتقد بما اقوله

    لكنني سأصف بهذا الموضوع فهمي الخاص من كلمات أهل البيت عليهم السلام لطبيعة وجودنا ولطبيعة الملائكة والروح والنفوس الناطقة القدسيّة ،، ولدور كلّ واحد منهم في هذا الوجود

    ولدور كل واحد منهم في عملية وجودي كانسان يعيش على هذه الارض حياة مادية بها موت وحياة

    ومن أجل ذلك سأتخذ من بيان فهمي لطبيعة ووظيفة جهاز الراديونكس ولطريقة عمله وذلك من خلال تجربتي الخاصة معه وأيضا من خلال ما قرأته عنه

    ساتخذه مدخلا لتبيان فهمي للوجود والخلق والتكوين
    فحسب اعتقادي فإنّ فهمنا لطبيعة هذا الجهاز ولطريقة عمله
    سيسهّل علينا وبشكل كبير جدا فهم دور النفس العليا وطريقة عملها
    ولطبيعة علاقتها الفيزيائية والفكرية مع النفس النامية النباتية وأقصد بها البدن

    وكذلك سيسهّل علينا فهم دور النفس العليا وطريقة عملها
    ولطبيعة علاقتها الفيزيائية والفكرية مع النفس الناطقة القدسيّة والتي هي
    حقيقة الانسان الخالدة ومقر جنود العقل

    وسيفتح لنا كذلك باب لفهم معنى القرين
    أو لحقيقة النفس الحسيّة الحيوانيّة الزائلة والتي هي مقر جنود الجهل

    وسيصبح عندنا تصور محسوس لكيف يتم خلق
    أو لكيف يتم صناعة هذه النفس الحسيّة الحيوانيّة صناعيا
    ولكيفية قرنها او لكيفية تزويجها مع النفس الناطقة القدسيّة لتصبح قرينتها او زوجها

    فالنفس الناطقة القدسيّة فرد
    والنفس الحسيّة الحيوانيّة حين تقرن معها ستكون زوجها

    وسأبين في هذا الموضوع كذلك فهمي لعلاقة كلّ ذلك بالقمر

    نعم لعلاقة كلّ ذلك بالقمر ،،ـ

    القمر الذي يذهب  البعض الى ان مخلوقات فضائية قد جلبته من مجموعة اقمار المشتري ووضعته في مداره الحالي

    والذي اعتقد كما بيّنت ذلك في موضوع سابق ان الملائكة والروح وربهم هم من جلبوه وهم من وضعوه قرب الارض في مكانه وموقعه الحالي
    لكي يؤدي منه وظيفة مهمة جدا جدا لأهل الأرض

    وأيضا مهمة جدا جدا لأهل السماء من الملائكة والروح وربهم،

    وظيفة مهمة جدا
    ولها علاقة رئيسية بطبيعة جميع ما يجري على الأرض من الاحداث
    وما يجري مع كلّ إنسان منّا أيضا

    فالقمر إذن إمّا ان يكون كتلة صخرية كبيرة تم تجويفها من الداخل لتصبح مأهولة ومسكونة وندعوها القمر ،،ـ

    ليصبح حينها كقاعدة فضائية متنقلة يتم نقلها من مكان لمكان ،، إمّا عبر سحبها او عبر دفعها وتوجيهها من الخارج لوضعها في اي مدار يريدونه لها مثل مداره الحالي حول الارض

    والذي منه سيستطيع أن يدور بمدار ثابت ومعلوم حول هذه الأرض أو حول أي كوكب آخر

    أو انّه قد بُني من الأساس كمركبة فضائية كبيرة جدا وذاتية الحركة والتوجيه كأي سفينة فضائية أخرى ،،

    لكن تم تمويهها من الخارج على شكل كوكب صغير نسميه قمر

    وذلك لكي تعمل بكل صمت وبدون ان تثير الانتباه لها فتحقق أهدافها التي قد صممت من أجلها كاملة

    وأعتقد ان الاحتمال الثاني هو اقرب للواقع

    أي أن القمر هو مركبة فضائية كبيرة جدا جدا قد تم تصميمها وبنائها لتكون عبارة عن قاعدة فضائية كبيرة متنقلة وتشبه كمبيوتر عملاق جدا جدا،،ـ

    وبنفس الوقت تعمل كجهاز راديونكس عملاق ومتطور جدا جدا لتأدية وظيفة مهمة وضرورية كما قلنا لإكمال واتمام عمليات التّنزل المختلفة التي ستقوم بها الملائكة والروح

    وقبل أن أبدء بالبيان ولتسهيل فهمكم لما اريد ايصاله من الأفكار سأقول لكم مقدما خلاصة فهمي لهذا الموضوع الذي يحومون على خجل حوله حين يتحدثون عن القمر وعن كونه مجوف

    ولماذا يذكرون القمر المجوف دائما حين يتكلمون عن العالم الهولوجرامي

    مع فكرة الأرض المسطحة تأخذ الأفلاك السبعة التي تدور داخل قبة السماء دور القمر في كونها تعمل كأجهزة راديونيكس متطورة جدا

    وقبل أن ندخل بتفاصيل ما يتحدثون عنه او ما يحومون حوله يجب علينا أن نفهم ما هو جهاز الراديونكس وكيف يعمل وماذا يعمل ،،ـ

    ولقد كتبت حول هذا الموضوع في السابق عدة مواضيع ،،ـ

    و من يريد أن يفهم ما اريد أن اقوله هنا بشكل أوضح أنصحه بأن يقرء المواضيع التالية عن الراديونكس قبل أن يكمل قرائة هذا الموضوع ،، وذلك ليكون عنده فكرة واضحة نسبيا عن جهاز الراديونكس وما هي طبيعة عمله ووضيفته

    —————————–


    الراديونكس الذي أرفقت صورته مع الموضوع هو عبارة عن جهاز يتكون من بضعة مفاتيح وكرستالة مقسومة لنصفين ،، وكلا النصفين مثبتان في قلب الجهاز وملفوفان بمجموعة من الأسلاك المغطاة والمكشوفة

    هذا بالاضافة طبعا لبضعة أجزاء بسيطة أخرى مكملة لصناعة هذا الجهاز والتي ستعطيه اخيرا الصورة الخارجية النهائية المقنعة بأنه جهاز فعّال ذو فائدة معينة

    وهذا الجهاز يمكن لأي انسان أن يصنعه بالبيت أو أن يشتريه من السوق ،،ـ خصوصا عن طريق الانترنت

    وهو موجود بالسوق باشكال واحجام وأسعار متفاوتة
    ويمكن القول أن قلب هذا الجهاز يكمن في قطعتي الكرستال الموجودتان في جوفه

    فهما من ستقومان بداية بأغلب العمل المطلوب ،،ـ
    فالكرستال هو عبارة عن كائن حي على شكل مادة صلبة
    فكل قطعة كرستال منفصلة لها وعي منفصل وخاص بها

    وطريقة عمل الراديونكس كما أفهمها تعتمد على تفاعل وعي قطعتي الكرستال مع وعي ونيّة نفس الشخص الذي سيستعمل جهاز الراديونكس

    بحيث أن الجهاز ككل سيقوم بتوليد طاقة ذات ذبذبات معينة تتناسب مع ذبذبات الكلمات والحروف أو الرسالة التي سيكتبها على ورقة بيضاء ويضعها عليه ،،ـ

    والجهاز ((الكرستالتين بشكل أساسي)) سيتفاعل مع تلك الحروف والكلمات التي تعبر عن نية كاتبها ،،ـ

    فيقوم الجهاز بتحويل نيّته لذبذبات تحمل طاقة أو رسالة معينة تتناسب كذلك مع ذبذبات الشخص المراد إرسال تلك الطاقة إليه

    فكرة عمل الجهاز تعتمد على أن كلّ حرف من الحروف المنطوقة والمكتوبة له قوة وله طاقة معينة ومحددة ،،ـ

    وأننا عند ترتيبنا لعدد معين من الحروف بشكل معيّن سينتج منها طاقة معينة ومحددة

    بحيث لو أننا أعدنا ترتيب تلك الحروف المحددة وبنفس الترتيب لأكثر من مرة
    فإننا سنحصل في كلّ مرة منها على نفس ذلك النوع من الطاقة ونفس ذبذبتها ونفس مقدارها أيضا
    وتعتمد ايضا على فكرة أن كلّ إنسان له أيضا ذبذبة خاصة به

    بمعنى أنّ له بصمة ذبذبية كونية خاصة به هو وحده فقط ولا يشابهه بها في هذا الكون ذبذبات أحد أو أي شيء آخر،،ـ

    كما وأنّ أجزاء كلّ انسان أبتداءا من شعره حتى أظافر قدميه وكل ما يخرج من جسده من رائحة وعرق وغيره ،، كلها تحمل نفس البصمة الذبذبية الكونية الخاصة به وحده والتي تمثله هو وحده فقط

    هنا كان لا بد من تبيان تلك النقطتان المتعلقتان بذبذبات الحروف وطاقاتها ،،
    والذبذبات الكونية الخاصة بكل شيء منفصل عن غيره
    وأن الانسان موضع حديثنا هو من بينها،،ـ
    فكل انسان له ذبذبة خاصة به ،،ـ

    كان لا بد من ذلك التوضيح لقوة الحروف وللبصمة الكونية الخاصة للاشياء لِـتعلق فهمهما بفهم طريقة عمل الراديونكس

    وكيف يتم التفاعل بينه كجهاز وبين وعي الانسان وطاقته ونيّته لتأديته لوظيفة معينة من قرب أو عن بعد،،ـ

    مثل علاج شخص ما من عارض معين او عدة عوارض مختلفة أو حتى إصابته بها واحيانا قد تؤدي لقتله أيضا

    وجهاز الراديونكس كما هو مبين في الصورة يحتوي عادة على مفاتيح معدودة لقياس الجهد وعلى لوحتين

    توضع على احداهما الرسالة المراد توجيهها
    وتوضع على اللوحة الأخرى العينة للشخص المعني بتلك الرسالة
    وتكون اللوحتان موصولتان من الجهة الأخرى بالكرستالتين
    والكرستالة كمخلوق حي حسّاس حساسة جدا لذبذبات الأشياء وتستطيع معرفة درجة ذبذباتها ،،ـ

    فهي واعية كما قلنا من قبل
    وهي تتصل بالمحيط الخارجي من حولها وتتفاهم معه من خلال قرائتها لذبذبات الاشياء من حولها

    ولذلك فإننا عندما نضع عينة من جسم الشخص المطلوب علاجه فوق احدى اللوحتين
    فإن الكرستالة سوف تقرء مباشرة درجة ذبذبة تلك العينة الموضوعة على اللوحة

    فتعرف حينها ما هي ذبذبة الرسالة الطاقوية التي ستبثها لاحقا بعد أن تقرء من على اللوحة الأخرى ما قرآئته من ذبذبات الحروف والكلمات والجمل المكتوبة على الورقة البيضاء الموضوعة على اللوح الثاني

    إجمالا هي ستقرء ذبذبة الحروف المكتوبة في الرسالة او في الطلب المكتوب

    ثم ستقوم بترجمتها وتحويلها لدفق طاقوي على شكل موجات راديوية بنفس درجة ذبذبة العيّنة

    وبذلك سيكون الجهاز قد حدد درجة ذبذبة المستقبل للطاقة التي سيرسلها
    وحدد كذلك درجة ذبذبة الرسالة التي سيبثها،،ـ
    ويبقى أن يعرفها صاحب الجهاز الذي يريد أن يرسل تلك الرسالة
    وهنا يأتي دور البندول بيده ودور مفاتيح قياس الجهد المثبتة على الجهاز

    طبعا مع الايام وتكرار الاستعمال سيرى صاحب الجهاز او المعالج أنه لا حاجة له لتحديد الارقام بواسطة البندول والمفاتيح

    فليس من المهم جدا أن يعرف نفس مستعمل الجهاز درجة ذبذبة العيّنة او درجة ذبذبة الرسالة

    ويكفي أن تعرفها الكرستالة فقط
    فذبذبة العينة الحقيقية قد لا يمكن التعبير عنها حتى بسلسلة من ثلاثين رقم
    بينما الجهاز قد يكون به ثلاثة مفاتيح لقياس الجهد فقط ،، لكنه رغم ذلك يحقق الهدف المطلوب منه دائما

    فتجاوب البندول حينها لتحديد ارقام المقاييس الثلاثة الموجودة في الجهاز ، يعني بالدرجة الاولى أن درجة الذبذبة المطلوبة صارت معلومة ومحددة للكرستالة

    وأيضا لنفس وعي المعالج الذي يحرك البندول
    وعليه فمن غير المهم إن كان الجهاز به ثلاثة مفاتيح او سبعة او تسعة او حتى مائة مفتاح
    وبعد فترة سيلاحظ المعالج لو مستعمل الجهاز أنه لن يحتاج لكي يحرك المفاتيح أصلا

    فالكرستالة بمجرد ان تضع العينة والرسالة فوق اللوحين النحاسيين فإنها
    تتعرف على الذبذبات الموجودة عليهما وستعرف نوع وقوة ودرجة الذبذبات الراديونية التي يجب ان تصدرها

    المهم بعد أن يحدد الجهاز بواسطة الكرستالتين درجات تذبذب العينة والرسالة الموافقتان لذبذبات الشخص المُرسلة تلك الرسالة الطاقوية إليه، ستحتاج الكرستالتان لمصدر للطاقة لكي تقومان بالاستزادة منه بالطاقة الابتدائية

    لتقوم بعد ذلك بتضحيم تلك الطاقة لتكسبها القوة المطلوبة والتدفق المستمر المطلوب لتأدية الوظيفة المطلوبة

    أو لتحقيق مضمون الرسالة المطلوبة منها
    الرسالة قد تكون على أشكال مختلفة
    فقد تكون على الشكل التالي:ـ

    إزالة الكائنات الفكرية والطاقات السلبية الضارة من حول فلان ابن فلانة

    أو تخفيف آلآم الظهر او الصداع
    او تخفيف أي ألم او أي عارض آخر عن فلان من الناس

    أو
    أو
    أو

    طبعا توجد صيغ مختلفة لتلك الرسائل تعتمد على نوع الطلب والحاجة المراد تحقيقها وهذه يمكنكم البحث عنها بأنفسكم

    مرة أخرى سأعيد وصف ما سيقوم الجهاز بفعله ،، لكنني هذه المرة سأصفه بتعبير روحاني وليس فيزيائي

    سيقوم المعالج أولا وبمساعدة جهاز الراديونكس بالتعرف على البصمة الكونية للشخص المطلوب علاجه

    وذلك من خلال عينة من جسده او حتى من ملابسه
    ثم سيقوم بعد ذلك بفصل جزء من طاقته الشخصية الحيّة
    ويقوم بتحويلها الى رسالة طاقوية فكريّة حيّة ذات ذبذبات بدرجة معينة توافق ذبذبات الشخص المرسلة اليه

    بتعبير آخرسيقوم عن طريق وعيه وطاقته الشخصية ونيّته بخلق مخلوق طاقوي فكري وينفخ فيه من روحه

    وبعد ذلك سيحمّله رسالة فكرية محدّدة وبسيطة
    أو يكلفه بهدف عملي محدد واحد وربما هدفان أو ثلاثة أهداف أو ثلاثة أعمال ليقوم بتحقيقها ثم سيرسل بعد ذلك هذا المخلوق الفكري الطاقوي الحي للشخص المطلوب علاجه

    وحينها سيقوم هذا الكيان الفكري الطاقوي الحي بإيصال تلك الرسالة الفكرية لمن يحمل تلك الذبذبات فقط وسيعمل على إنجاز ذلك الهدف عليه هو فقط

    يمكننا القول انه سيرسل موجة راديوية لا يمكن أن يستقبلها سوى جهاز استقبال واحد فقط

    وهو ذلك الشخص الذي تتوافق درجة ذبذباته مع درجة ذبذبات تلك الرسالة
    والرسالة عبارة عن مخلوق طاقوي فكري حي محدود الذكاء ومحدود الأهداف
    وذلك حسب قوة ووعي وطاقة المرسِل وأيضا طاقة نفس الجهاز ودرجة تعقيده
    لكنه عادة يبقى مخلوق فكري طاقوي حي ذو ذكاء محدود جدا

    ولذلك يجب أن نُنهى كلّ رسالة طاقوية نرسلها باشتراط ان يحقق الرسالة أو الهدف المنشود مع مرافقة الصحة والسلامة والسعادة لتحقيقه ذلك الهدف

    فهذا الشرط سيجعل هذا المخلوق الفكري يفكّر ويخطط ويبحث عن أفضل السبل لتحقيق هدفه من وجوده

    والذي هو تحقيق الاهداف والطلبات الموجودة في الرسالة وإظهارها على ارض الواقع بدون أن يُضرّ المستقبل لتلك الرسالة بأي شكل من الأشكال

    بمعنى آخر فإن اشتراط الصحة والسعادة والسلامة في تحقيق الهدف سيمنعه من سلوك جميع الطُرق المختصرة لتحقيق أهدافه

    فالطرق المختصرة قد تسبب آلآم والتعاسة من جهات أخرى
    يعني بدون هذا الشرط قد يُصلح هذا المخلوق الفكري من جهة ويفتق من جهة أخرى لأنه يريد ان يحقق كماله بتحقيق الهدف بأي طريقة كانت حتى ولو سببت أضرار جانبية

    وما يجدرمعرفته هنا هو أن هذا المخلوق الفكري الطاقوي الذي خلقناه بنيتنا ونفخنا فيه من طاقتنا (روحنا) ثم أرسلناه في مهمة خاصة

    إنه وبعد أن ينجز مهمته أو يعجز عنها ،، فإنه سيعود أخيرا للمصدر الذي صدرمنه

    أي انه سيعود إلينا
    فهو من طاقتنا صدر

    ولطاقتنا سيعود مرة اخرى بعد ان يُنهي رسالته وهدفه من وجوده الذي خلقناه بنيّتنا من أجله فيندمج معها

    ولهذا السبب يجب علينا الحذر الشديد من طبيعة الرسائل والمهام التي سنكلفه بها

    فهو حين سيعود إلينا أخيرا سيجد أنه يستطيع الاستمرار بالوجود من خلال العمل علينا نحن أيضا

    فإن كانت تلك الرسالة التي يحملها جميلة وايجابية فسيكون تأثيره علينا حين يعود إلينا أيضا جميلا وايجابيا

    أمّا إن كانت الرسالة او المهمة التي زرعناها به وكلفناه بتحقيقها قبيحة او مضرة

    فإنه سيعود إلينا بنفس تلك الفكرة بكل تأكيد
    وسيحاول تحقيقها علينا
    لأنه منّا صدر وإلينا سيعود
    وحينها سنعاني من نفس تلك الاثار الضارة والقبيحة التي حاولنا ان نرسلها لغيرنا
    لينطبق حينها علينا المثل القائل : من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

    ونحن نستطيع كذلك بدون هذا الجهاز وبقوة العقل فقط أن نخلق كينونة فكرية نحمّلها رسالة معينة ثم نرسلها لاي شخص نريده ،،ـ

    فالامر يتعلق اولا وأخير بالنيّة وبالوعي الشخصي
    وما استخدام هذا الجهاز الا وسيلة اقناع خارجية مساعدة لأتمام العملية
    كما وقد يكون بالبداية مجرد وسيلة تقوية لكميّة الطاقة المعالجة التي ننوي أن نرسلها للآخرين

    لكننا فيما بعد سيمكننا الإستغناء عن الجهاز والاكتفاء بتوجيه الوعي
    او الاكتفاء بنية خلق او ايجاد تلك الكينونة الفكرية ثم توجيهها للشخص المطلوب لتؤدّي المهمة المطلوبة منها

    بتعبير آخر نحن نخلق كينونة فكرية أثيريّة ذات كثافة معينة ثم ننفخ فيها بعد ذلك من روحنا ومشيئتنا، او من طاقتنا وفكرنا، فتدبّ بها الحياة،،ـ

    ثمّ نحمّلها بافكار واهداف محدّدة نرغب بتحقيقها في عالم الظهور ،،ـ
    ثم نرسلها بعد ان تدبّ بها الحياة لتؤدي تلك المهمة ولتحقيق تلك الأفكار واظهارها في عالم الظهور المادي
    .
    .
    .
    وهنا اقول ان هذا هو نفس ما تفعلته أرواحنا أو أنفسنا العليا الموجودة في السماء

    فهي عندما خلقتنا ابتداءا كنفوس ناطقة قدسية وصورتنا
    فهي قد خلقتنا بنيتها ومشيئتها
    فأوجدتنا أولا كفكرة من فكرها ونيتها
    ثم نفخت فينا من روحها ،، او من مشيئتها
    فأصبحنا نفوس ناطقة قدسية من انفاسها التي تنفستها

    وحيث أنها أرواح او نفوس عليا طاقتها طاقة حب ايجابية صرفة
    فإن جنودها هي جنود العقل أو جنود الحب
    والتي هي تفصيل لتلك الطاقة الايجابية المجملة
    فنحن كنفوس ناطقة قدسية نشابهها فكريّا وطاقويّا أيضا

    فنحن كنفوس ناطقة قدسية نُعتبر مخلوقات فكريّة خلقتنا نفوسنا العليا بفكرها الجميل وبالحب المطلق الذي تعيشه بكل وجودها
    ونفخت بنا من روحها فدبت بنا الحياة

    أو بثّت بنا من طاقتها أو مشيئتها الايجابية فأصبحنا من حينها مخلوقات فكرية حيّة طاقتها ومشيئتها طاقة ومشيئة جميلة وايجابية وفكرها فكر جميل ونعيم

    أصبحنا مخلوقات فكرية تحوي بداخلها 72 فكرة جميلة

    او 72 جندي من جنود العقل
    وهي مكارم الآخلاق

    وفي كلّ كرّة ستكرها النفس الناطقة القدسيّة لتتجلى بها بأفكار واهداف معينة
    حسب قانون انما تجزون بما كنتم تفعلون او نظام الكارما

    فإن نفسها العليا ستفعّل بها نسب معينة من تلك الجنود تتناسب مع تلك الشخصية التي ستعيشها النفس الناطقة القدسيّة في تلك الكرّة لتعيش أفكارها واهدافها وظروفها المختلفة

    ستفعّل بها نسب معينة من تلك الجنود ثم بعد ذلك سترسلها او ستشعّ بها من السماء الى الأرض

    لتحل بذلك البدن المخصص لها وحدها فقط ،، والذي يحمل نفس ذبذباتها الكونية

    والذي يتّصف أيضا بتمام تلك الصفات التي تناسب ظروف الحياة المكتوبة لتلك الشخصية بكل افكارها واهدافها

    وستستشعر النفوس العليا حينها معنا جميع ما نشعره كنفوس ناطقة قدسية تعيش تجربة مادية

    نستطيع أن نقول أننا بالنسبة لنفوسنا العليا عبارة عن مصنع للمشاعر والأحاسيس التي لا يمكن لها ان تستشعرها بجسدها وكيانها الذي وصلت له ومن حيث هي

    فانفسنا العليا تعيش من خلالنا جميع المشاعر والاحاسيس التي نشعر بها من خلال جميع المواقف التي نمر بها خلال حياتنا المادية،،

    فهي تعيش مشاعر
    الطفولة
    والامومة
    والابوّة
    من خلالنا،،ـ

    ومشاعر الحب والكره
    والقوة والضعف
    والاستغناء والحاجة

    فتلك المشاعر المختلفة ربما تكون قد شعرت بها في فترة من الفترات السابقة من حياتها

    لكنها حين نجحت بالخلاص من جحيم العودة للتجسد على هذه الأرض بكل معاناتها

    وصارت تطوف كلّ ارجاء الكون وهي بالغرفات آمنة وتتنعم بها بكل ما يمكنها ان تتصوره من الملذات والنعيم وذلك بعد أن تم نزع ما بقلبها من غلّ

    فحينها فإنها ستنسى تلك المشاعر والاحاسيس مع مرور الزمن
    وأيضا بسبب نزعِها من قلبها نزعا

    لكن بعد أن تتخلص من تلك المشاعر فإنها قد ترغب بالشعور بها من جديد،
    خصوصا تلك المشاعر الجديدة التي لم تعرفها او تتذوقها بالسابق أبدا

    مثل المشاعر الجديدة التي سيتم التجلي بها بعوالم جديدة ومختلفة عن التي عاشت هي وترقّت بها وصعدت

    وحينها فإنها قد تقرر أن تساهم من جديد بإخراج العلم المكنون من مكونه لعالم الظهور والتجلي في عوالم جديدة طمعا بتذوق واختبار تلك المشاعر الجديدة

    ولتستمتع من جديد بتلك المشاعر التي هربت منها سابقا وكانت تعتقد انها مشاعر قبيحة

    فتعود بإرادتها لتعيشها مرة أخرى بصورها الجديدة في العوالم الجديدة التي لم تشعر بها ولم تتذوقها سابقا في عالمها الذي كانت تعيش به

    وستفعل ذلك أيضا لكي تعين غيرها من النفوس الناطقة القدسيّة على الصعود
    تماما كما ان من قبلها قد أعانها على الصعود

    لكنها هذه المرة لن تنزل بنفسها لتعيش بتلك العوالم وتتحسس مشاعره واحداثه
    بل انها ستخلق بنيّتها من فكرها وطاقتها مخلوق فكري
    وستنفخ فيه من روحها وطاقتها ،،ـ

    فيكون مثله منها كمثل شعاع الشمس الصادر منها والنازل عبر السماء الى الأرض وهذا الشعاع او هذه النفس الصادرة منها اسمها النفس الناطقة القدسية

    فهي لتعيش تلك المشاعر والاحاسيس الجديدة لا تنزل على هذه الارض او تلك الأرض بنفس كيانها الالهي الذي أصبحت عليه

    بل انها تنزل عليها من خلالنا نحن كنفوس ناطقة قدسية منها صدرت كفكرة نفخت فيها من روحها وطاقتها واليها ستعود كما يعود النفس بالشهيق بعد الزفير،،ـ

    فعلاقة موجودات عالم الخلق بعالم الامر تشبه عملية الشهيق والزفير
    فموجودات عالم الامر عندما تزفر انفاسها فإنها ستتجلى بموجودات عالم الخلق في قوس نزولها

    وعندما تعود فتشهقها فستعود موجودات عالم الخلق مرة أخرى لموجودات عالم الأمر بما يسمى قوس صعودها

    لكنها سترجع لتزفرها مرة أخرى بكرّة جديدة
    ثم ستشهقها مرة أخرى وأخرى وأخرى

    فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
    خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
    وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ

    انتبهوا هنا ان الذين شقوا هم فقط الذين لهم فيها زفير وشهيق،، وانتبهوا الى أنّ الزفير مقدم على الشهيق

    أمّا الذين سعدوا فهم مستقرون في عالمهم السماوي لا زفير لهم فيه ولا شهيق

    فنحن هم انفاسهم التي زفروها في عوالم الخلق المختلفة
    فموجودات عالم الأمر تُظهر جميع موجودات عوالم الخلق بعملية تنفسها لها
    فنحن انفاسها التي تعيش هي من خلالها جميع مشاعر واحداث عوالم الخلق المختلفة

    فهي ترى كلّ صورها وأحداثها من خلال اعيننا،
    فنحن أعينهم

    وتقبّل شخصياتها من شفاهنا،
    فنحن شفاههم

    وتحبّها من قلوبنا،
    فنحن قلوبهم ومشاعرهم

    وهي
    تكره وتقاتل
    وتقتل وتنقتل
    وتشعر بجميع ذلك وتتحسسه جميعه
    من خلالنا،،ـ

    فنحن وهي لسنا باثنين ،،ـ
    فأنا ونفسي العليا كيان واحد،
    فهي شمسي واناْ شعاعها
    وأنت ونفسك العليا كذلك نفس واحدة ولستما اثنين،
    فهي يفرحها ما يفرحك
    ويغضبها ما يغضبك ،،ـ

    لكنّ غضبك يُشعرها أيضا بالسعادة
    بنفس المقدار
    الذي يشعرها فرحك بالسعادة
    فهي تعيش من خلالك مغامرة وحياة جميلة ،،ـ
    سواء أكانت تلك المغامرة متعبة ومؤلمة،،ـ
    ام كانت مغامرة مريحة وممتعة ،،ـ

    فهي تستمتع بجميع ما تمر به من خلالك من التجارب بكل الأحوال
    تماما كما اننا نستمتع حين نذهب في مغامرة مرعبة في غابات الامازون
    او عندما نذهب للاستمتاع بالراحة والاستجمام على شواطئ هاواي
    أو حتى عندما نمارس أنشطة خطرة او مريحة

    فنفوسنا العليا تستمتع بكل المشاعر التي تصلها منّا كأنفس ناطقة قدسية
    سواء أكنّا في هذه الحياة ملوكا مترفين ومن المستكبرين
    ام كنّا فقراء معدمين ومستضعفين في الأرض لا نجد ما نآكله
    او ما نلتحف به في ليالي الشتاء الباردة،،ـ

    فأنفسنا العليا تعيش من خلالنا على هذه الأرض مغامرة اسمها الحياة
    وهي تستمتع بهذه المغامرة كيفما كانت صورتها، لأن كلّ الصور بالنسبة لها صور جديدة

    وكل كوكب جديد ستكون صوره ومشاعره واحداثه كلها ستكون بالنسبة لها جديدة والأمر دائما بالنسبة لها هو مثل فكرة فلم

    Total Recall

    فكل واحد منّا هو نفخة من روح روحه نفسه العليا
    وكل واحد منّا هو كشعاع نجمة تشع في السماء وهي نفسه العليا
    وكل واحد منّا سيكون له وجود هنا
    وسيكون له أيضا وجود أخر في السماء
    .

    وكل واحد منّا هو في السماء موجود
    وهو هنا على الأرض أيضا موجود
    .

    وكل واحد منّا سيكون هو نفسه هو

    أينما
    وكيفما
    كان
    .

    فهو في عليائه ملك حتى حينما يكون هنا فقير فكل واحد منّا هو مخلوق قدسي عظيم لكنه غافل عن ذلك الآن

    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

Viewing 1 replies (of 1 total)
  • Author
    Replies
  • #1368
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    يمكننا القول إجمالا أن هذه الغفلة عن قدسيتنا وعظمتنا هي من أهم شروط النجاح حين الهبوط على هذه الأرض فهي ستعيننا على تأديّة دورنا عليها باكمل وجه

    وبسببها نحن سنتعلم في كلّ كرّة جديدة سنكرّها في هذه الحياة او في أيّ حياة جديدة دروس جديدة ومختلفة

    لكن

    لكن !! كيف يحدث وستنسى النفس الناطقة القدسية في كلّ نوبة جديدة أو في كلّ كرّة جديدة حقيقتها؟

    كيف يحدث وتنسى النفس الناطقة القدسية من هي فعلا في كلّ كرّة جديدة ؟
    و كيف يحدث فتنسى أنّها نفس قدسيّة خالدة لا تموت وتحوي ببطنها من العلم والخبرات الشيء الكثير؟

    ما الذي سيحدث لها في كلّ كرّة فتنخرط غافلة عن قدسيتها لتؤدي الدور المكتوب لها وعليها وتعيشه بكل جوارحها؟

    كيف يحدث وتنسى في كلّ مرة جديدة مرة بعد مرة بعد مرة كم هي عظيمة وكريمة فتنخرط سريعا باللهو واللعب وتبدء بارتكاب الاخطاء؟

    ومن أين أتت هذه النفس الناطقة القدسيّة بهذه القدرة على النسيان وعلى ارتكاب الأخطاء واللهو واللعب؟

    ومن أين أتت النفس الناطقة القدسيّة بهذه القدرة على ارتكاب الأخطاء وجنودها هم فقط جنود العقل والحب والكمال والجمال؟

    ما هو ذلك الحجاب الذي ستلبسه فتحجب به نفسها عن نفسها؟

    او ما هو ذلك القناع الذي سيُوضع على وعيها بحيث أنها ستفقد معه شعورها بنفسها وبذاتها ويستولي عليه لنفسه؟

    كيف ستصبح هي هو فتنسى قدسيتها وعظمتها وتغفل عنها؟

    لا بد أن يكون مصدر ذلك الحجاب او ذلك القناع الذي سيستولي على وجودها مصدر إلهي أقوى منها لكي يستطيع أن يتغلب على وجودها وشعورها بنفسها فيستولي عليه مؤقتا فيستحوذ على كامل شعورها فلا تعود ترى نفسها الا من خلال وعي نفس ذلك الحجاب

    او من خلال وعي نفس ذلك القناع

    والحجاب او القناع الذي اتكلم عنه هنا هو النفس الحسيّة الحيوانية والتي كما يصفها لنا أمير المؤمنين هي

    قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية

    إذا أردنا أن نتفكر بهذه النفس الحسية الحيوانية وبما يجب أن تكون عليه لتكون قادرة على تأدية وضيفتها بشكل كامل

    فسنجد أن هذه النفس والتي هي المسؤولة عن الحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية في العوالم الأرضية المختلفة يجب أن تكون مواصفاتها متحركة وغير ثابتة لتتناسب مع ظروف واحوال العوالم المختلفة

    يعني يجب أن تختلف نِسب قواها في العوالم المختلفة لتكون مناسبة لظروف وأجواء كل عالم منها على حدة

    فعالم نهاره وليله عشرة أضعاف نهارنا وليلنا فإن نِسب ومواصفات النفس الحسية الحيوانية المناسبة له يجب ان تكون غير نسب ومواصفات النفس التي ستعيش في عالمنا هذا

    وعالم معدل نزول النفس الناطقة القدسية به خمسمائة الف سنة واكثر فإن نسب ومواصفات النفس الحسية الحيوانية المناسبة له يجب ان تكون غير نسبها ومواصفاتها حين ستعيش في عالمنا هذا القصيرة أيامه

    وعالم يمر بمرحلة تطور علمي كبير جدا فإن مواصفات النفس الحسية الحيوانية المناسبة له يجب ان تكون أيضا غير مواصفات النفس التي كانت تعيش في نفس ذلك العالم لكن بمرحلة العيش بالكهوف والغابات وصيد الحيوانات بالاحجار والحفر الكبيرة المغطاة

    وهكذا يجب ان تتغير مواصفات هذه النفس الحسية الحيوانية مع تغير أيّ من المتغيرات ومع مرور الزمن وتغيره كذلك

    وهذه العملية لكي تتم على اكمل وأتم وجه يجب أن يقوم بها عقل عالم وقادر وفاهم ومقتدر وعنده مقادير مقدرة وموازين موزونة ثابتة يستطيع من خلالها ان يزاوج بين كل نفس ناطقة قدسية مع ما يناسبها تماما من النفوس الحسية الحيوانية لتأدية الدور الذي ستقوم به في هذه الكرّة أو تلك أو في هذا الزمان او في زمان ما بعد ألف ألف سنة من اليوم

    الأمر أشبه ما يكون أن تُـلبِـس تلك الممثلة التي ستؤدي دور الأميرة ملابس الأمراء لتكون أميرة بحق، لا أن تُـلبِسها ملابس الفلاحين ثم ترسلها لتكون أميرة

    فنفس هذا الأمر يجري هنا ،، فنفس ناطقة قدسية مكتوب لها أن تكون في هذه الحياة أميرة أو ملكة جبارة متغطرسة

    يجب أن تكون جنود نفسها الحسية الحيوانية التي فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية مناسبة لأخلاق الامراء والملوك الجبابرة المتغطرسين

    أما تلك النفس المكتوب لها في هذه الحياة ان تكون فلّاحة وفقيرة وبسيطة ومتواضعة فجنود نفسها الحسية الحيوانية يجب أن تكون مختلفة تماما ومناسبة تماما لهذه الشخصية

    فلو اننا اعطينا النفس التي ستنزل أميرة من الأميرات من الجنود العقلية نفس ما اعطيناه من الجنود لنفسٍ ستنزل فلاحة فإنها ستفشل في حياتها المكتوبة لها وستفقد عقلها وتشعر بعدم الكفائة

    لأن ظروفها ظروف الأمراء وطباعها وأخلاقها طباع واخلاق الفقراء أو العكس بالعكس

    كأن تكون طباعها وأخلاقها طباع وأخلاق الأمراء والمستكبرين في الأرض وظروفها ظروف المستضعفين فيها

    فكل دور إذن يوجد له من الجنود ما يناسبه تماما، أي الطباع والأخلاق

    وكل فعل أو مجموعة افعال نفعلها أو اخلاق نموت عليها ولا نتوب منها في كلّ كرّة من الكرّات يوجد لها ما يقابلها او ما يناسبها من الأدوار في الايام المقبلة من نفس القصة

    وهذا هو جوهر النظام الكوني الذي وضعه سادة عالم الأمر

    والذي على اساسه سيُخرِجُون والملائكة والروح معهم وبإذنهم ونحن أيضا كنفوس ناطقة قدسية معهم جميع ما سيمكننا أن نخرجه من مفردات العلم المكنون في الكتاب المكنون من حالة مكونه لظهوره

    هذا هو نظام التّجلي الربّاني الذي خلاصته وعنوانه في الاسلام

    وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

    و هو نفسه النظام المعروف بنظام الكارما عند الهندوس والبوذية او المعروف في الحضارة المصرية القديمة بنظام الماعت

    ولو كُتب لك ان تكون من الثلّة الفائزة وصعدت للسماء ثم قرّرت في يوم من الأيام ان تساهم بإخراج العلم المكنون من مكونه لظهوره وأن تساعد أفراد ثلة جديدة للصعود تماما كما ان من قبلك قد ساعدك لكي تصعد فستختار لك حينها إحدى عوالم الخلق الجديدة والمنتشرة بهذا الكون الفسيح وستسجّل اسمك مع المساهمين فيه

    و من حينها ستقضي أنت ونفسك القدسية التي ستفخها من روحك ستقضيان ربما الخمسين ألف سنة التالية وأنتما تتنقلان فيها من دور لدور لدور

    فمرة تصعد ومرة تنزل ،،
    لكنك لن تبالي حينها إن صعدت ام نزلت ،،
    فأنت اساسا من الأعالي
    وفي الأعالي
    وفي الغرفات من الآمنين،،

    وما مساهمتك في هذه الحياة او في تلك الا لتلهو وتلعب بها ،،
    ولتلعب ولتلهو ولتتزين وتتفاخر وتتكاثر بها في الاموال والاولاد
    والخمسين ألف سنة عمر تلك القصة التي سجلت اسمك بها ستمر عليك سريعا
    وستنتهي ربما قبل ان تشعر بها

    فأنت منذ ان دخلت الجنة بغير حساب لم تعد تحسِب لحظات الزمان
    او تشعُـر بمرورها على الاطلاق ،،
    بل انها لم يعد لها بالنسبة لك أي قيمة تُذكر على الإطلاق
    الّا في عالم الخلق ،،
    وحين تتجسد به بنفسك ،،
    او بإحدى انفسك الناطقة القدسية

    ولو تجسدت بها بنفسك فإنك ستعيش متخفيا بين الناس فيها وكأنك منهم وتؤدي الدور المطلوب منك بكل صمت،،

    وحينها فإنك لن تحتاج لقناع تلبسه لينسيك حقيقتك
    أي لن تحتاج لأن تقترن بنفس حسية حيوانية لتنسى حقيقتك ،،
    فأنت تعرف المطلوب منك بتمامه وتقوم به بكامل إدراكك بين الناس ،،
    تماما كما أن السامري كان مندس بين أصحاب موسى وهم لا يعرفونه
    او كدور الخضر في عملية ترتيب الامور من الكواليس الخلفية

    لكنك غالبا ما ستكون مهمتك او سيكون دورك بين الناس في تلك الكرّة هو من الأدوار المخصصة لأفراد مجموعة الكافرين فقط،،

    وهؤلاء مهمتهم هي تغطية الحقائق وتشويشها وتشويهها بشكل كبير ليصعب الوصول لها

    ولو كنت من مجموعة الكاشفين فأنت ايضا لن تحتاج لان تقترن بنفس أخرى وستعيش كذلك متخفيا بين الناس لتكشف لهم او لتدلهم اين سيجدون رؤوس الخيوط وكيف سيجدونها ولتعلمهم بعض ما يحتاجونه في حياتهم تلك وحسب استحقاقهم وحسب الاومر التي ستنزل لك اول بأول

    مثل ساعد فلان من الناس بهذه الطريقة او بتلك الطريقة او امشي من امام فلان في الساعة الفلانية والمكان الفلاني وتلفظ بالكلمات التالية وهو سيفهمها لأنه ينتظر سماعها

    والأوامر ستأتيك تباعا وبصور مختلفة لكي تقوم بوضائف ومهام متعددة ،، مرة بالشرق ومرة بالغرب ومرة بالجنوب ومرة بالشمال

    وستتكلم حينها بكل اللغات بدون أن تحتاج لأن تتعلمها جميعها ،، فأنت ستتعلم أهم لغة وهي اللغة الجامعة لكل الكون وهي لغة القلب ،، ستتعلم كيف تتحدث من قلبك وكيف تُسمع قلوبهم ما قلته من قلبك

    وبهذه اللغة سيمكنك حينها ان تتحدث مع الطيور كالهدهد وغيره ومع الحيوانات كالاسود والكلاب والغزلان ومع الحشرات كالنمل والنحل ومع كل ما يدب على الأرض من صور الحياة،،

    فكلها امم امثالنا وكلها تتحدث ،، لكن لغة القلب تجمعهم جميعهم ،، ومن يستطيع منهم ان يتعلمها فسيمكنه ان يتحدث مع كل المخلوقات الدابة على الأرض والطائرة بالسماء

    هذا ان اخترت أن تتجسد عليها بنفسك وبدون توسيط نفس ناطقة قدسية

    لكنك حين تختار أن تتجسد على هذه الارض او في غيرها عن طريق إحدى الأنفس الناطقة القدسية التي تنفستها فأصبحت امتداد لك وجزء منك ،،

    لتتعلم هي بكرّاتها وانت تتعلم معها نفس ما ستتعلمه هي في كلّ كرّة جديدة ستكرها

    فإن تلك النفس القدسية التي سترسلها نيابة عنك لتعيش وتتعلم،،  لكي تنجح بأداء مهمتها ودورها على أكمل وجه فانها ستحتاج منك لأن تُـلبِسها قناع فوق وعيها لينسيها حقيقتها ويحجبها عنها

    قناع يجعلها تنسى وتغفل ولا تتذكر من هي

    قناع يمكنها به أن تخوض الحياة الجديدة وكأنها قد ولدت للتو ولا تعلم انها تعرف وتجيد بالفعل ربما ألف الف لغة وألف الف صنعة وألف الف علم وأنها عاشت بألف ألف مدينة وقرية من هذا الكوكب او ذاك وتعرف كل هضابها وجبالها

    بدون هذا القناع لن يمكنها ان تنجح باداء دورها على اكمل وجه مهما حاولت جاهدة

    لهذه الأسباب ولما ذكرناه منها سابقا وللكثير غيرها أيضا فإنها تحتاج لهذا القناع بشدة في كل كرّة جديدة ستكرّها على هذه الارض او على غيرها

    وكما قلنا سابقا أن هذا القناع يجب أن يكون متغيّر ومتبدل ليناسب ظروف كل كرة جديدة في كل عالم جديد

    ونفس هذا القناع بعد ان تنتهي تلك الحياة بتلك الكرّة بكل ظروفها وملابساتها فإنه لن يعود له أيّ حاجة بعد ذلك ،، فهو مجرد قناع او قميص لبسته لتؤدي من خلاله دور معين في حياة معينة في مرحلة معينة

    وبعد انتهاء الكرّة سيتم اعادة تدوير ذلك القناع او اعادة تصنيعه من جديد فيفقد احساسه وشعوره بنفسه ويفنى وعيه بنفسه وشخصيته الى الأبد ،، لكن نفس المادة الأولية التي صُنعت منها تلك النفس او ذلك القناع فإنها لا تفنى بل يعاد تدويرها من جديد لصناعة قناع جديد بمواصفات مختلفة وبوعي جديد ومختلف

    فالنفس الحسية كما يقول أمير المؤمنين لنا هي:

    قُوَّةٌ فَلَكِيَّةٌ وَحَرَارَةٌ غَرِيزِيَّةٌ أَصْلُهَا الاْفْلاَكُ

    بَدْوُ إِيجَادِهَا عِنْدَ الْوِلاَدَةِ الجِسْمَانِيَّةِ،

    فِعْلُهَا الْقُوَّةُ والْحَرَكَةُ

    وَالظُّلْمُ وَالغَلَبَةُ

    وَاكْتِسَابُ الشَّهَوَاتِ الدُّنْيَويّةِ،

    مَقَرُّهَا الْقَلْبُ

    سَبَبُ افْتِرَاقِهَا اخْتِلاَفُ المُتولّداتِ،

    فَإذَا فَارَقَتْ عَادَتْ إلی مَا مِنْهُ بَدَتْ

    عَوْدَ مُمَازَجَةٍ
    لاَ عَوْدَ مُجَاوَرَةٍ

    فَتَنْعَدِم‌ صُورَتُهَا
    وَيَبْطُلُ فِعْلُهَا وَوُجُودُهَا

    وَيَضْمَحِلُّ تَركيبُهَا….. إنتهى

    فتركيبها هو فقط من سيضمحل ،، أي أن مادتها ستبقى ولن تفنى ،، وفقط تركيب موادها هو من سيضمحل ،، أي ستعود لعناصرها الابتدائية التي كانت عليها قبل أن تتركب مع بعضها البعض

    من هذا الوصف يمكننا أن نقول جازمين أن النفس الحسية الحيوانية يتم في كل كرة جديدة إعادة صناعتها وتركيبها بتركيبة أخرى تناسب ظروفها في الكرة الجديدة

    سواء عن طريق أجهزة علمية متطورة جدا ومن علوم متقدمة على علومنا الحالية بملايين السنين والمراحل،،

    أو عن طريق قوى روحية وعقلية عالية ومتطورة ومتقدمة ومتطورة لأبعد مما يمكننا أن نتصورها بعقولنا القاصرة الحالية وبوعينا المنخفض الحالي

    لكن القدر المتأكد منه حسب ما يمكننا فهمه حين نتفكّر بكلمات أمير المؤمنين وسيد الموحدين هو ان النفس الحسية الحيوانية تُصنع صنعا وبمواصفات مختلفة تتناسب مع صورة الواقع الذي ستنزّل وتزوّج به مع النفس الناطقة القدسية

    والنفس الحسيّة الحيوانية لو ارتبطت لوحدها بنفس نامية نباتية أي لو انها ارتبطت ببدن بشري بدون أن يكون معهما نفس ناطقة قدسية،، فإنّها ستكون من شياطين الأنس الخالصة النقية

    فهي شر محض نزل في بدن إنسان

    لكنها لا تنزل بالواقع لوحدها في الابدان البشرية بل ستُقرن مع نفس ناطقة قدسيّة لتكرّ معها عن قريب في أرض ما وبدور جديد

    فالسعيد سعيد في بطن امه والشقي شقي في بطن أمه

    فهو حين ينزل في بطن امه سيكون دوره قد تحدد فعلا ،، وتكون مواصفات طباعه واخلاقه وعقله قد تحددت أيضا

    ومواصفات بدنه وصورته وحالته الصحيّة ستكون أيضا قد تحددت ولكلّ سنة من سنوات حياته التي سيحياها ويختبرها في هذه الكرّة التي قد ابتدئها للتو من حين أُنزل في بطن امه

    وكل ذلك سيكون مسجل ومكتوب له أو عليه في سلسلته الوراثية

    قلنا أن النفس الحسيّة الحيوانية سيتم تصنيعها تصنيعا وبمواصفات مختلفة ، وليس خلقها خلقا وبمواصفات ثابتة مثل حال النفس الناطقة القدسية،

    ولذلك فإن النفس الحسيّة الحيوانية وعلى عكس جميع صور الحياة فإنها ليست خالدة ،، بل كما قلنا سابقا من انها ستفنى وتضمحل بمجرد أن ينتهي الغرض من وجودها وتعود لما منه صدرت وتندمج معه كمادة وطاقة أولية

    نعود الأن لبداية الموضوع لنربط جميع ما قلناه سابقا وحتى الآن من الأفكار والمفاهيم ببعضها البعض بصورة واحدة شبه جامعة

    وهذه المفاهيم والافكار التي تحدثنا عنها حتى الآن هي

    القمر ((أو الأفلاك السبعة))
    والعالم الهولوجرامي
    والراديونكس
    والملائكة والروح
    وربهم،

    والمراقبين
    وجهنم
    والجنة
    والكافرين
    والمخلصين

    وعالم الأمر
    وعالم الخلق

    والملأ الأعلى
    واختصام الملأ الأعلى

    والكثير الكثير من غير هذه المفاهيم التي تحدثنا عنها منذ ما يقرب السنة وحتى الآن

    قلنا ان من يتداولون قضية القمر المجوف ((أو الأفلاك السبعة)) يريدون القول أن القمر هو عبارة عن قاعدة فضائية كبيرة ومتنقلة وانه عبارة عن كمبيوتر عملاق يؤدي دور جهاز راديونيكس متطور جدا،

    وربط الكلام هنا هو أن مهمة ودور من يديرون هذه القاعدة الفضائية (القمر) او الراديونيكس العملاق والمتطور ((أو الأفلاك السبعة)) هو تصنيع تلك النفوس الحسيّة الحيوانية ذات المواصفات المختلفة والمناسبة للشخصيات المختلفة التي ستتنزل بها الملائكة والروح وستؤدي دورها في كل زمان من القصة التي كتبها نون والقلم في هذه القصة على هذه الأرض او في غيرها

    ففي عالم السماء (عالم الأمر) لا يوجد به وبمخلوقاته أيّ صورة من صور الشر او النزاع بين مخلوقاته على الإطلاق ،،

    ولذلك ورد في الروايات أن ليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية

    وذلك بسبب أن كل من سيتقرر دخوله لعالم السماء فإن سادتهم ((أي سادة من سيتقرر دخولهم و هم سادة نفس عالم الامر))ـ سيقومون بنزع الغل من قلوبهم قبل أن يدخلونهم معهم به

    ونزع الغلّ من قلبهم معناه أنهم لن يزوّجوهم أو لن يقرنونهم من جديد في حياتهم الأبدية هذه في عالم السماء بأنفس حسيّة حيوانية كما كانوا يفعلون ذلك بهم سابقا لتدفعهم في العوالم الأرضية لظلم غيرهم ولغشم بعضهم البعض وللغلبة فيما بينهم ولاكتساب الاموال والشهوات الدنيوية

    فجميع ذلك لم يعد له في عالم السماء أي معنى أو حاجة ،، فلقد كان ذلك من ضرورات اللهو واللعب في عوالم اللعب واللهو في العوالم الأرضية

    أمّا في عالم الأمر فإنهم كلهم ودائما وأبدا

    في سعادة دائمة
    ونعيم مقيم
    وتناغم كلّي
    يحبون بعضهم البعض
    وإخوانا على سرر متقابلين
    .
    .

    قلنا قبل قليل أن النفس الحسية الحيوانية لو انها قرنت لوحدها بنفس نامية نباتية بدون أن يكون معهما نفس ناطقة قدسية فهي ستكون بمرتبة شياطين الإنس

    لأنها شر محض ورغبات دنيوية صافية قد أُنزلت لوحدها بابدان بشرية فاستوطنتها فأصبحت مواطن تجليات كل جنودها جنود الجهل بتمامها
    هذا ما سيحصل لو قُرنت النفس الحسيّة حيوانية فقط مع النفس النامية النباتية
    .
    .

    لكن ماذا سيحصل لو أن النفس الناطقة القدسية فقط هي من قُرنت مع النفس النامية النباتية بدون أن تَـلبِس أو تُلبَـس في هذه الحياة ذلك القناع الذي سيستولي على شعورها وشخصيتها؟

    وأقصد كما أتضح لنا من بعد كل ما سبق

    ماذا سيحصل لو أن النفس الناطقة القدسية فقط هي من قُرنت مع النفس النامية النباتية بدون أن تُقرن معها او بدون أن تُزوّج بها النفس الحسيّة الحيوانية فيصبحان سوية جسد جوهري واحد

    لمعرفة الاجابة على هذا السؤال سنعود قليلا للوراء ولما قبل ما طرحناه من الأفكار في هذا الموضوع

    فلقد قلنا من قبل في مواضيع سابقة

    أنّ كل روح أو كل نفس عليا سيكون لكل نفس منها على الأقل 30 نفس ناطقة قدسية تحت يدها توظفهم كيف تشاء ((طبعا ما عدى الاسماء الثلاثة الظاهرة فهذه سيكون لكل منها أربعة أركان ،، أمّا نفس الأركان فهم فقط من سيكون لكل واحد منهم ثلاثين نفس ناطقة قدسية))ـ

    والسؤال هنا هو:

    ماذا لو شائت نفس عليا ولمصلحة عليا قدّرتها ان تُنزِل دائما جميع نفوسها الناطقة القدسية في تجارب مادية بدون أن تُلبِسهم ذلك القناع الذي سيجعلهم يغفلون عن حقيقتهم الالهية؟

    وأقصد بالقناع هنا النفس الحسيّة الحيوانية
    فإنها بذلك ستكون حينها  وكانها ابقت على ذلك الرابط الذي يربطها بهم جميعهم ويربطهم بها،،

    فهم حينها وان كانوا بعيدين مكانيا عن نفسهم العليا

    الّا انهم بسبب تلك الذاكرة الكونية التي تملكها كل نفس منها ولم تُحجب عنها وبسبب ذلك الرابط الخيطي التكويني الذي يربطهم جميعهم مع نفسهم العليا

    فأنهم سيبقون كلهم متصلون ببعضهم البعض وكانهم لم يتفارقوا ولم ينفصلوا مكانيا عن بعضهم البعض مهما تباعدت المسافات بينهم او تقاربت

    وحينها فان كل نفس ناطقة قدسية تابعة لأي نفس عليا مهما كانت درجتها سيمكنها ان تنوب عنها ، وسيمكنها كذلك أن تنوب عن بقيّة النفوس الناطقة القدسية التابعة لتلك النفس العليا ، فيمكنها أن تتكلم بلسانها عن لسانهم كلهم أجمعين

    فكونهم كلهم من روح واحدة
    وعلمهم كلهم هو علم واحد
    ومصدره هو مصدر واحد

    فحينها حتى ولو كانت أسمائهم وصورهم مختلفة فإنهم كلهم سينسبون نفسهم نسب واحد يرجع لروحهم ونفسهم العليا

    فلو كانت روحهم او نفسهم العليا اسمها مثلا “أيثري”ـ
    فإن لسان حال ومقال كل نفس ناطقة قدسية تابعة لها سيقول:ـ

    أنا أيثري
    وإن أوّلنا أيثري
    وأوسطنا أيثري
    وآخرنا أيثري
    وكلنا أيثري

    سيمكنها أن تقول ذلك حتى ولو كان لها اسم خاص بها يختلف عن اسم نفسها العليا وذلك لأنها لم تَـلبس ذلك القناع الآخر بارادتها

    وهي كذلك لم تُلبَسه رُغما عنها
    وعليه فانها لن تنسى
    ولن تغفل للحظة واحدة عن الاهيتها ووحدتها واتصالها الدائم مع نفسها العليا

    فحينها هي دائما في حالة رجوع لنفسها العليا ومجاورة لها في سمائها
    حتى ولو كانت مقيمة على سطح الارض
    او غائصة في باطن الأرض، أو إنّها في الطرف الآخر من الكون

    ولنختم هذا الموضوع نسأل ماذا لو كان هذا الكلام صحيح وأن من بالقمر ((أو في الأفلاك السبعة)) يقومون بهذه المهمة خدمة لأهل السماء من الملائكة والروح لكي يمكنهم أن يتنزلوا بإذن ربهم بما يريدونه من الاحداث المكتوبة والمقررة؟

    هل تعتقدون أن هذه المهمة هي مهمة شريرة؟
    هل تعتقدون أن هذه المهمة هي مهمة شيطانية؟
    هل تعتقدون أن هذه المهمة هي مهمة زواحفية؟

    فموجودات عالم السماء من الملائكة والروح ونحن كنفوس ناطقة قدسيّة معهم لا يوجد بوجودنا وكياننا كلّه الّا الجميل والجمال

    أمّا صور اجسادنا الحالية وطبائع واخلاق جنود نفسنا الحسية الحيوانية التي نعيشها ونتعامل مع غيرنا من خلالها فنحن من حددناها بما فعلناه في حياتنا السابقة وبما متنا عليه من الأخلاق والنوايا والافعال في آخرها

    فمن في القمر ((أو الأفلاك السبعة)) لا يخترعون لنا حينها صورنا لكلّ كرّة جديدة حسب أمزجتهم واختياراتهم الشخصية وبما يحبون أو يكرهون،، بل نحن من نرسل لهم تلك الصورة التي نريدها للحياة التالية عند نهاية كل حياة جديدة نحياها

    وانطلاقا من الحب المطلق الذي يعيشونه والعطاء الرباني الغير مجذوذ لهم فإنهم يعاملوننا بنفس المعاملة التي يتلقونها في عالم الأمر كمخلوقات أمرية

    فبالحب المطلق والعطاء المطلق سيعطوننا ويمكنوننا ويمدوننا جميعا وعلى اختلاف اصنافنا ومجموعاتنا في العالم الأرضي بعطاء غير محظور بجميع ما سنحتاجه ونريده في أي زمان ومكان من جميع الأسباب

    فكما أن عطاء ربهم لهم غير مجذوذ
    فإنهم يفيضون علينا من عطاء ربهم بعطاء غير محظور
    فعطاء الرب لهم هو عطاء غير مجذوذ
    وعطائهم لنا من ما أعطاهم ربهم هو عطاء غير محظور

    فالذين في القمر ((أو الأفلاك السبعة)) يفصّلون ويصنعون لنا طبائع وجنود أنفسنا الحسيّة الحيوانية  ويهندسون لنا ما يناسبها تماما من صور الاجساد الأرضية ويقرنوها او يزوجوها بأنفسنا الناطقة القدسية

    فأنهم يقومون بذلك حسب  نفس قانون الحب المطلق والعطاء الغير محظور والذي به نفسه سيمدوننا بعد ذلك بكل سنحتاجه من الاسباب لفعل أيّ فعل سنختار ان نفعله بواسطة تلك الطبائع والجنود وبواسطة ذلك البدن الأرضي، وحسب المقادير المقدرة

    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

Viewing 1 replies (of 1 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.