*76* الكونداليني — المعلم الداخلي

  • Creator
    Topic
  • #1372
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الكونداليني — المعلم الداخلي

    كيف سيستطيع المعلم الداخلي أن يرتقي بك معلوماتيا؟

    وكيف سيستطيع الكونداليني أن يبين لك علاقتك مع الله؟

    لنفترض أنه أراد يتدخل بحياتك وبعقلك بطريقة قسريّة وبدء يحدثك لينقل لك بعض الأفكار بطرقه الخاصة سواء بالاحلام او بالخواطر العقلية او بحديث النفس او بأي طريقة أخرى يمكنك أن تتصورها

    لو بدء بفعل ذلك هل تعتقد أنك ستدرك معنى تلك الكلمات والأفكار التي سينقلها لك؟

    يوجد احتمالين

    الإحتمال الأول هو أنك عندك فكرة عامة عن تلك الكلمات او المفاهيم والأفكار التي بدء يفرض على عقلك سماعها

    والاحتمال الثاني هو أنك لا علم لك إطلاقا بتلك المفاهيم والافكار ،، مثال ذلك عندما يجلس أحد راعاة الغنم ((مع شديد احترامي لهم طبعا)) مع مجموعة من الفيزيائين وهم يناقشون نظرية الأوتار او فيزياء الكم فحينها لن يفهم منهم شيئا على الإطلاق وسرعان ما سيبدء بالتثاؤب ثم يتركهم يتفلسفون لوحدهم

    نرجع للاحتمال الأول ،، هنا قد تكون عندك معتقدات ثابتة في وجدانك اكتسبتها من والديك والمجتمع وأنت شخصيا متعلق بها اشد التعلق ولا تسمح لأحد حتى بأن يدق الباب عليك ليعترض عليها بأي صورة كانت

    وقد تكون تعيش حالة الشك الدائم بما تعتقده نتيجة اكتسابك لها من والديك والمجتمع وتعيش لذلك حالة البحث الدائم عن الحقيقة

    في الحالة الاولى سوف تقول مباشرة انها من وساوس الشيطان ،، خصوصا اذا جائت تلك الافكار مخالفة وبشدة لما تعتقد به ،، وحينها سوف ترفضها من فورك وتغلق آذنك عنها بل وستتعوذ منها كلما القاها في روعك

    وهذه الحاله لا شك ان نتيجتها ستكون مشابهة بشكل كبير لنتيجة الاحتمال الذي قلنا انه يشبه مجالسة راعي الغنم لعلماء الفيزياء

    ويبقى عندنا الاحتمال الأول وهو انك عندك فكرة عامة عن تلك الكلمات او المفاهيم والأفكار التي بدء يفرض على عقلك سماعها

    وبنفس الوقت أنت تعيش فعلا حالة الشك الدائم بما تعتقده نتيجة اكتسابك له من والديك والمجتمع وتعيش لذلك حالة البحث الدائم عن الحقيقة

    وحينها توجد أيضا احتمالات متعددة في هذه الحالة

    أحدها هو انك خلال رحلة بحثك كلها كنت تقرء لا على التحديد وبنفس الوقت لكل الأديان ومن كل الأفكار ولكل المفكرين ،، من أفكار اليمين واليسار والمتدينين والملحدين والرأسماليين والاشتراكيين

    والإحتمال الثاني إنك اقتصرت ببحثك واطلاعك من خلال فكر واحد فقط لا غير

    ومن كل احتمال من تلك الإحتمالات سيتفرع العديد من الاحتمالات ولن تنتهي القصة أبدا

    بعد هذه المقدمة أقول أن الكونداليني أو المعلم الداخلي لا يفرض نفسه عليك أبدا ،، ولا يفرض عليك أيّة أفكار

    وما يقوم به المعلم الداخلي او الكونداليني لتنويرك هو فقط ترتيب تلك الأفكار التي احتويتها وجمعتها بعقلك ومجهودك على مر الأيام

    مهمتك أن تتخير لنفسك أنقى المصادر المعرفية ثم تتبحر بها قرائة واطلاعا وتفكّرا وتفكّرا وتفكّرا وتفكّرا ………………. وتفكّرا

    ولو وجدت من يشاركك هذا الاهتمام فخير على خير ،، أكثر معه الحديث والنقاش

    وإن لم تجد فتحلّى بالشجاعة وبادر بنفسك بالحديث عنها ضمن الدائرة الضيقة من حولك ،، لأنك حينها ستواجه منهم بمقاومة شديدة لأفكارك الخارجة عن المألوف وكذلك لأنك بالبداية ستكون الفكرة واضحة في عقلك لكن تنقصك الكلمات والجمل المرتبة لكي تعبر عنها وتوضحها بشكل مقبول

    الكلام في الغيبيات والعقليات والالاهيات يحتاج الى ممارسة طويلة والى وضوح للرؤية الكونية التي تراها بعقلك وتريد أن تصفها بلسانك لغيرك

    المعلم الداخلي يرافقك بهذه الرحلة الطويلة والصعبة خطوة بخطوة،، الافكار خلالها ستترتب عندك بشكل لا تعرف كيف سيحصل معك

    خصوصا عندما تكتب ،، سترى ان الافكار والمفاهيم المبعثرة في عقلك وكنت تعتقد انها غير مترابطة ولا علاقة لها ببعضها البعض ستجد أنا ستاتي لك تباعا حين تكتب ،، بحيث انها تترابط مشكلة فكرة واضحة وكاملة

    لكي تستفيد من المعلم الداخلي يجب أن تتعلم أن تكون صدى لصوته وأنت تكتب،، وصدى الصوت لا يملك الا ان يكون كالصوت تماما

    المعلم الداخلي او الكونداليني يتكلم من فصّ عقلك الشمال وأنت تستمع له بفصّ عقلك اليمين ويدك تكتب ما تسمعه

    يجب أن تتعلم أن تكون أنت القلم الكاتب وهو اللسان الناطق

    في المدرسة في حصة الإملاء انت لا تفكّر اطلاقا حين تكتب ما تمليه عليك المدّرسة او المدّرس ،، فمنها أو منه يصدر الصوت فقط وما تكتبه في الدفتر هو صدى صوته او صوتها فقط

    في حصة الاملاء لو قال المدرس فيها ان الحصان يطير فأنت لا تناقشه ولا تعترض على كلامه ،، بل ستكتب أن الحصان يطير حتى ولو كنت لا تصدق أن الحصان يطير،، لكنه بعد قليل سيقول لك في القصص الخرافية فقط ،، فتكتمل الفكرة حينها عندك ،، إن الحصان يطير في القصص الخرافية فقط ،، هذه تصدقها بكل سهولة

    تعلم ان تكون صدى لصوت المعلم الداخلي وسترى ان النتائج ستكون جميلة وغير متوقعة،، هكذا سيعلمك المعلم الداخلي ما لا تعلم

    وهكذا يجب أن تكون دائما حين تكتب

    بهذه الطريقة أكتب

    فقط لنفسك اكتب

    لسنة او لسنتين او اكثر

    خلال هذه الفترة ليس ضروريا ان تطلع غيرك على ما تكتبه

    والعديد من الناس يستعملون هذه الطريقة بدون ان يعرفوا حقيقة الأمر

    الذين يقرؤون الطالع ،، بالفنجان ،، والرمل ،، والحصى

    الذين يؤلفون الروايات والقصص الخرافية والخيالية والأشعار

    والكثير من المخترعين أيضا أتتهم الأفكار بلمعة فكرية ومضت في عقولهم فترجموها على الورق

    وأغلب هؤلاء يقولون انهم يسمعون اصوات او يرون صور او تأتيهم من بنات افكارهم أو من الوحي

    لكن الذي يريد الحقيقة مهمته أصعب منهم جميعا

    فهؤلاء يتكلمون ويصبحون صدى لتلك لأفكار الموجودة داخل حظيرة المألوف والتي يحبها الجميع وهذه الأفكار متوفرة وكثيرة في الحقل الكوني

    بينما الذي يريد الحقيقة سيبحث عنها خارج حظيرة المألوف لأنه يعرف انها هناك تنتظر من يقطفها ثمرة فثمرة فثمرة ليجمعها في سلة واحدة

    الذي يريد الحقيقة يختار النادر من الثمار لكي يقطفها

    ويجب أن يكون طعمها حلو ومتناسق بشكل آسر وفريد

    لإنه يريد أن يجمع أجزاء صورة الحقيقة المجزئة لألف ألف جزء وجزء ليضعها بعناية كبيرة بجانب بعضها البعض

    بحيث انّ كل جزء من الصورة الكلّية سينجح بوضعه بجانب الجزء الآخر سينتج منهما صورة جميلة أخرى لكنها أكبر بقليل

    المعلم الداخلي سيرافقك طوال الطريق وسيرشدك من حيث لا تدري لمصادر المعلومات الضرورية في كل مرحلة من مراحل رحلتك

    عندما تقرر أن تبحث عن الحقيقة ستكون روحك أو نفسك العليا سمها ما شئت ستكون أسعد منك بقرارك هذا وسترسل لك اشاراتها تباعا بكل طريقة ممكنة

    عن طريق الأحلام ،، عن طريق كلمات مكتوبة على الحائط ،، عن طريق برنامج تلفزيوني ،، عن طريق صديق ،، عن طريق خبر تراه عرضا بالانترنت

    العالم الذي تعيشه وتراه وتحسه أنت ليس بالضرورة أن اعيشه كله بكل تفاصيله أيضا أنا أو جميع من حولي

    فعالمك الذي على مد بصرك هو عالمك انت فقط وفقط انت،، وغيرك يعيش بعالمه حتى ولو كان يجلس معك بنفس الغرفة

    فعدد العوالم هو على قدر عدد الخلائق،، هذا هو العالم العقلي في العقل الكلّي الذي له رؤوس بعدد الخلائق ،، ولو أراد العقل الكوني أن يجعل كل واحد منّا يعيش في جنة خاصة به وحده لا يشاركه بها احد غيره عرضها كعرض السماوات والأرض ،، لاستطاع ذلك بكل سهولة

    فصورة العالم الذي يعيشه كل عقل جزئي هو كالبساط المطوي الذي يمدّ أمامه على قدر مد بصره فقط، وكلما تقدم للأمام أنفتح البساط من أمامه بصور جديدة وانطوى من خلفه مع صوره

    فعالمه الذي يعيشه هو على قدر مد بصره فقط، وكلما تقدم انفتح البساط أمامه وانطوى من الخلف، فإذا نظر للخلف انفتح البساط من الخلف وانطوى منه الذي كان هو بالأمام، وهذا هو ما تقوله الفيزياء الكمومية أيضا

    فعالمك الظاهر هو فقط الذي تراقبه ،، وأمّا الذي لا تراقبه فهو في عالم الخفاء ينتظرك ان تراقبه ليظهر لك من جديد

    مثال ذلك الذين يتشاركون عبر شبكة الانترنت من جميع انحاء العالم في عالم افتراضي واحد ،، فكل واحد منهم يرى أمامه على شاشة الحاسوب صورة الجزء الذي هو فيه من عالمه الخاص ،، وكلما أدار بصره اختفت صورة ما اشاح ببصره عنه

    وتوجد نسخة منك في عالمهم كما وتوجد نسخة منهم في عالمك ونسخة من كل واحد يشارك به في عوالم البقية ،، لكن الحاصل هو ان عالمك الذي تراه امام عينيك وتعيش احداثه هو عالم خاص بك وحدك أنت وموجود بحاسوبك الخاص وتتشارك به معهم من خلال شبكة الانترنت التي تربط الجميع

    الحاصل أن نفسك العليا تستطيع ان تملاء حياتك تدريجيا بالمعلومات الخاصة بكل مرحلة من دون أن تؤثر على من حولك ،، والكونداليني يلفت انتباهك اليها تدريجيا فتقطفها ومع كل قطاف تصعد درجة

    يجب أن تتخيّر طعامك الذي تأكله في رحلتك ومن أين تأكله

    وطعام رحلة المعرفة ليس ما يدخل البطن

    بل ما تقرئه وتسمعه وتتفكّر به مطولا وتتخيله ويدخل القلب

    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.