*92* فهو يصعد وينزل على لوح الحياة وكأنه يلعب لعبة الحيّة والدرج

  • Creator
    Topic
  • #1398
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    رسالة وردتني على الخاص رغم طولها استحق صاحبها مني ان ابذل جهدي للاجابة عليها ولهذا كتبت هذه الاجابة الليلة واحب أن اشارككم جميعا بها

    بداية الرسالة
    ـ((السلام عليكم أخي الكريم
    أشكرك جزيل الشكر على ردك وشرحك العميق الذي يحتاج وقتا وتركيزا وعقلا متفتحا للفهم والاستيعاب
    واسمح لي بسرد بعض أسئلتي ..ـ
    ـ1- كيف لروح أن يكون لها 30 نفس قدسية؟
    ـ2- وما معنى نفس قدسية؟

    ـ3- لماذا 30 بالضبط؟

    ـ4- وهل يدخل ضمن هذه اﻷنفس كائنات أخرى كالحيوانات؟

    ـ5- إن كان بداخل كل إنسان روح وكلها من عند الله فلماذا ستستخلص ثلة فقط لتعيش في الجنة طالما النفس هي من تحاسب وليس الروح،، وطلما النفس والجسد هما من يمران بالإختبار أما الروح فتظل طاهرة لأنها من خالقها؟

    ـ6- هل للأمر علاقة بتناسخ الأرواح؟

    ـ7- هل توجد نفس لدى الملائكة والجن والشياطين،، غير أن الملائكة مخلوقات نورانية والجن مخلوقات نارية؟

    ـ8- كيف تكون لهذه اﻷرواح المشيئة المطلقة بالتدخل في الخطة الكونية متى شاؤوا؟

    ـ9- أين دور الله من كل هذا؟

    ـ10- هل تعود الروح بعد الموت إلى الجنة؟

    ـ11- وماذا عن حياة البرزخ أهي للنفس أم للروح؟

    ـ12- من هو هذا الروح القائد؟

    ـ13- أهو روح بشرية مثلنا؟

    ـ14- وكيف يستطيع أن يشعر بـ ومن خلال الأنفس القدسية في نفس الوقت كأنه إله؟

    ـ15- ما الذي يميزه؟

    ـ16- وما معنى أن هذه النفوس مرتبطة به تكوينيا؟

    ـ17- من هم المتنزلون بإذن ربهم من كل أمر؟

    ـ18- وما هو العلم المكنون؟

    ـ19- من هم النون والقلم؟

    ـ20- ما المقصود بالمغطّين والكاشفين؟

    ـ21- كيف تؤدي دور انسان له روح ثم بعدها دور عصفور مثلا له نفس فقط؟

    ـ22- وكيف ستظل مؤثرا في الواقع؟

    ـ23- ما المقصود برئيس المجموعة؟

    ـ24- وعلى أي أساس اختار الشخصيات من القائمة؟

    ـ25- وأية قائمة بالضبط؟

    ـ26- طالما نون والقلم هم من يحددون أحداث القصة فأين هي الإرادة والمشيئة البشرية؟

    ـ27- كيف نستطيع حينها فهم مسألة القضاء والقدر؟

    ـ28- أليست مجرد دائرة من موت وحياة لا تنتهي؟

    ـ29- وما علاقة قانون الكارما والاستحقاق العملي بالموضوع؟

    ـ30- على أي أساس قامت هذه السنة الكونية لتحكم على هذا أو ذاك بأنه يستحق أم لا؟

    ـ31- أخيرا..عبارة تلك الشخصيات عائدة على الروح؟

    ـ32- ما هي المواصفات والشروط الصعبة للوصول إليها؟

    ـ33- ومن حددها؟

    ـ34- وعلى أي أساس؟

    اعذرني على الإطالة وجزاك الله خيرا)))))) …… نهاية الرسالة

    الجواب : معذور أخي الكريم وجزاك الله خيرا على طرحك لهذه الأسئلة ،، فهي أسئلة مهمة جدا ،،ـ

    والاجابة عليها تحتاج :ـ

    أولا الى ان يكون الانسان صادق مع نفسه قبل كل شيء

    وثانيا أن يكون مستندا إلى ركن شديد حين يجيب عنها

    وثالثا يجب أن يكون معتقدا كامل الاعتقاد أن هذا الركن الشديد الذي يستند إليه أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،، وأن هذا الركن يدور مع الحق والحق يدور معه أين ما دار

    رابعا أن يصدّق أولا تمام التصديق ما يقوله هذا الركن الشديد قبل أن يفهم ما يقوله،

    وأن يعتقد أنه اذا ما اراد أن يفهم ما يقوله الركن الشديد أولا ثم بعد ذلك فقط يصدقه فإنه سيعاني كثيرا في حياته

    تماما كما أن الطفل سيعاني عندما ستحترق يده بالنار رغم أن والديه انذروه وقالوا له انها محرقة ،، لكن لأنه اراد أن يفهم معنى الاحراق قبل أن يصدّق كلام والديه قام بوضع يده بالنار ليفهم ،، والنتيجة انه سيعاني لمدة معينة قد تطول وقد تقصر

    الشرط الأول الذي وضعته بالمقدمة والذي هو: أن يكون صادق مع نفسه قبل كل شيء

    أعني به أن تكون نيّة السائل او الباحث نيّة صادقة ومتوجهة 100% للفهم وليست مشوبة بأيّ نسبة قلت او كثرت من نيّة الإنتصار لجهة معينة ضد جهة أخرى

    فمن يريد أن يفهم لا يهمه كيف كانت طبيعة النتيجة التي وصل لها ولصالح من،، فالنتيجة ستكون دائما لصالحه هو وكيفما كانت

    ومعنى ذلك ان يبحث بتجرد تام عن الاهواء وعن تدخل الاناااااا واهوائها في عملية الفهم

    بعد هذه المقدمة أعود لأسئلتك أخي الكريم

    ـ1- كيف لروح أن يكون لها 30 نفس قدسية؟

    ـ2- وما معنى نفس قدسية؟

    ـ3- لماذا 30 بالضبط؟

    الإجابة على هذه الأسئلة تكمن في اسس الهندسة المقدسة المتداولة وعلى رواية الاسم والكلمة التامة واركانها واسماء افعالها

    فالهندسة المقدسة وهذه الرواية الشريفة يصفان لنا بنية الكون وشكل لبناته الإولى الأساسية ،، وكما تبين لنا من المواضيع السابقة أنها أسماء الله ،، فأسماء الله حسب الرواية وحسب الهندسة المقدسة تملأ أركان كل شيء ،، ويخضع لها كل شيء ،،ـ

    فالكون بدء بهذا الشكل او النظام الهندسي الأسمائي وتوسع بنفس هذا النظام ولا زال يتبع هذا النظام ،،ـ

    فهو نظام بناء الذرة وما هو اصغر منها ،، وهو نفسه أيضا نظام بناء المجرة وما هو أكبر منها

    وهكذا هو الانسان أيضا ،، فهو على هذا النظام قد يبدء رحلته الروحية المعرفية فيتجسد بصورة أصغر ذرة من ذرات الوجود ،، ثم يستمر بنفس هذا النظام بالتطور والتجسد حتى يتجسد أخيرا بصورة حجر ثم يتجسد بصورة حيوان ثم بصورة شجرة ثم بصورة انسان ،، فالروح قابلة لان تتجسد بأي صورة

    الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ () فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ

    لأنها مخلوقة في أحسن تقويم ،، وأحسن تقويم لا بد أن تكون من مزاياه أنه قابل لأن يتركب أو يتجسد بأي صورة كانت ،، سواء كانت صورة ذرة مودعة في أسفل سافلين او مجرة كاملة بما فيها

    لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ () ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ

    ولولا هذه الرحلة المعرفية الطويلة للروح لما استطاعت أن تضبط هذا البدن الحي التي هي روحه بجميع خلاياه بجميع أشكالها وجميع كريات دمه البيضاء والحمراء بأعدادها المهولة

    وجميع غدده بانواعها واختصاص انزيماتها

    وجميع أعضاء بدنه بكل اختصاصاتها وارتباطاتها مع بعضها البعض
    ووووو

    لتديرها وتربيها الروح جميعها لحظة بلحظة مرحلة بعد مرحلة من بدء نشئها للحظة فنائها وتحللها ، فتفعل كل ذلك بكل قدرة وحكمة واقتدار،ـ

    إن روحك قديمة ،، قديمة جدا ، جدا جدا ،، جدا جدا جدا ،،ـ

    لا استطيع ان اخمّن كم عمرها ،، ربما مليون ربما مائة مليون سنة،، فالارقام هذه نحن فقط من نعدها ،، أمّا الروح فلا معنى للزمان عندها الا حين تعيشه من خلالنا ،، فملايين السنين من سنيننا قد تمر عليها كلحظات معدودة تمر علينا هنا

    أما ما معنى نفس قدسية؟ فصفاتها التي وصفها بها أمير المؤمنين علي بن ابي طالب الركن الشديد تقول لنا انها مقدسة وجليلة وقدسية

    وناهيك عن بقية الصفات العظيمة لها يكفي أن نعرف أنها لا تموت ولا تزول ولا تضمحل فهي:ـ

    قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقية الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة

    ـ4-وهل يدخل ضمن هذه اﻷنفس كائنات أخرى كالحيوانات؟

    ـ5- إن كان بداخل كل إنسان روح وكلها من عند الله فلماذا ستستخلص ثلة فقط لتعيش في الجنة طالما النفس هي من تحاسب وليس الروح،، وطلما النفس والجسد هما من يمران بالإختبار أما الروح فتظل طاهرة لأنها من خالقها؟

    ـ6- هل للأمر علاقة بتناسخ الأرواح؟

    اخي الكريم إن الحيوانات أمم أمثالنا ،، ولها أنفس خاصة بها ولها أرواح ترعاها أيضا وتدبر لها شؤونها ،، والروح تشعر وتتعلم من خلال أنفسها وأجسادها مهما كانت صورها

    والأصل أن الكل يعيش بالجنة لكن عملية تعلمها تستوجب منها أن تنزل وتعيش حضوريا تلك الدرجة التي تريد أن تتعلمها ،، فالذي يريد أن يتعلم النجارة يجب أن يمسك المطرقة والمنشار والمسمار ويعمل بهم

    وهكذا هي الروح والنفس الناطقة القدسية ،، فلكي يعرفوا ويتعلموا مشاعر الشجرة ومشاعر الفيل والنملة والأسد فإنهما يجب أن يتجسدا بتلك الصور سوية ،، صورة بعد صورة ،، شعور بعد شعور وتجربة حضورية بعد تجربة حضورية

    فالاصل أن الكل يعيش بالجنة لكن الثلة هي فقط التي سيتم استخلاصها بعد نهاية كل قصة لترتقي درجة،، بعض القصص تنتهي بألف سنة وبعضها بخمسين ألف سنة وبعضها بخمسين يوم كل يوم بخمسين الف سنة وبعضها باقل وبعضها باكثر ،، وثلة بعد ثلة وبعدهما ثلة ،، لكن الكل يمشي بحركة التطور والتعلم

    الإنسان بإرادته قد يطوي عشرات المراحل ومئات آلآف السنين بتجربة واحدة حين ينصرف عن اللهو واللعب ويسعى للمعرفة الحقيقية التي ستطوي له تلك المراحل جميعها

    وحتى يستعمل ارادته بشكل قصدي يريد بها ويسعى بها للمعرفة الصحيحة فهو حتى ذلك الوقت وكأنه يلعب لعبة الحيّة والدرج

    فهو يصعد وينزل على لوح الحياة ،، يصعد كثيرا ثم ينزل قليلا قليلا ،، ثم يصعد من جديد وقد يعود للبداية الأولى مرات ومرات ومرات ،، لكنه على مستوى وعي الروح والنفس الناطقة القدسية الخالدتين لا يشعر أبدا بأي بأس بكل ذلك،، فهو يتعلم مع كل تجربة جديدة شيء جديد

    كما انه توجد الكثير من النصوص الدينية التي تحدد بدقة عدد الكرات والتجسدات التي يجب على النفس الإنسانية أن تكرها بالشكل البشري حتى تنهي درسه لتبدء بعد ذلك بدرس جديد

    في كلامي هنا لا يوجد شيء اسمه تناسخ أرواح ،، بل شيء اسمه اعادة التجسد ،، فالنفس الناطقة تشبه الثعبان في طبيعتها، فهي تخلع جلدها عند نهاية كل تجربة ثم تلبس بعد ذلك جلد جديد وتتجسد به لتتعلم شيء جديد

    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا

    ـ7-هل توجد نفس لدى الملائكة والجن والشياطين،، غير أن الملائكة مخلوقات نورانية والجن مخلوقات نارية؟

    ـ8-كيف تكون لهذه اﻷرواح المشيئة المطلقة بالتدخل في الخطة الكونية متى شاؤوا؟

    ـ9- أين دور الله من كل هذا؟

    ـ10-هل تعود الروح بعد الموت إلى الجنة؟

    ـ11-وماذا عن حياة البرزخ أهي للنفس أم للروح؟

    أخي الكريم إن كل مخلوق له نفس وله روح ،،ـ

    ويوجد مخلوق اسمه “كل شيء” و “كل شيء” هذا يضم بوجوده جميع الأشياء

    وهذا المخلوق الذي اسمه “كل شيء” او الكتاب المبين او الامام المبين او القرأن المبين توجد له أيضا روح ،،ـ

    فهم بشكل ما هم نفسهم نون والقلم وما يسطرون،،ـ

    أو المشكاة والمصباح والزجاجة،،ـ

    أو الكتاب المبين والامام المبين والقرآن المبين ،،ـ

    فهم رغم انهم وجودات متعددة لكنهم متحدين مع بعضهم البعض كاتحاد الروح والنفس والبدن ،،ـ

    فلا يمكننا أن نفصل احدهم عن الآخرين بدون أن يشعروا بالحنين إليه

    الملائكة والروح هم منفذي الخطة الكونية لكن بإذن ربهم وبتعليماته هم ينفذون الخطوط العريض والعناوين الرئيسية والجانبية في القصة،،ـ

    لكنهم لهم حرية الحركة ضمن العناوين الجانبية فقط ،، وهي العناويين الأكثر عددا على طول القصة

    أما الروح فهي دائما بالجنة فهي لا تخرج منها لتعود إليها ،، الذي يخرج منها هي النفس المطمئنة او النفس القدسية التي تكلمنا عنها قبل قليل وقلنا انها خالدة ولا تموت ابدا،، وأنها اذا ما فارقت البدن بالموت وفارقت النفس الحسية الحيوانية بانتهاء الفترة البرزخية عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة

    يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ () ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً () فَادْخُلِي فِي عِبَادِي () وَادْخُلِي جَنَّتِي

    والله هو المحرك لكل الاسماء ،، وهو من ورائهم محيط وهو أقرب اليهم من حبل الوريد ،، فلقد وضع اسمه الخفي رقم (9) داخل كل ذرة ،، وهو نفسه الذي ظهر بكل اسم وبكل كلمة وبكل صورة

    فمشيئتهم من مشيئته
    ومشيئته هي مشيئتهم

    وفعلهم هم يفعلونه بحوله وقوته
    وحوله وقوته ظاهرة من خلال جميع افعالهم
    ـ12- من هو هذا الروح القائد؟

    ـ13-أهو روح بشرية مثلنا؟

    ـ14- وكيف يستطيع أن يشعر بـ ومن خلال الأنفس القدسية في نفس الوقت كأنه إله؟

    ـ15- ما الذي يميزه؟

    ـ16- وما معنى أن هذه النفوس مرتبطة به تكوينيا؟

    ـ17- من هم المتنزلون بإذن ربهم من كل أمر؟

    ـ18- وما هو العلم المكنون؟

    ـ19- من هم النون والقلم؟

    أخي الكريم ،،، يوجد الروح ويوجد القائد ،، القائد هو الشجرة المباركة وروحه التي بين جنبيه هي زيتها

    هذا القائد وروحه وآله يتجسدون هم وأعضاء حزبهم في كل عصر وزمان ،،
    ومع كل الامم والاديان ،،

    يتجسدون بينهم بصور بشريّة في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ،،،ـ

    فيأكلون ويشربون مثلهم ،، ويمشون معهم بالاسواق ،،ـ

    ومهمتهم بين الناس خلال جميع تلك التجسدات هي أن يعرّفونهم بالله الذي خلقهم ،، فيعلمونهم العبادات ومكارم الأخلاق والشرائع

    فبهم يُعرف الله ،، وبهم عُرِف الله ،، وهم من عَرّفوا الناس على مر الزمان بوجود الله الخالق الواحد المقتدر على كلّ شيء

    وهذه كانت هي مهمتهم الوحيدة خلال كل تلك التجسدات التي تجسدوها من بدء الخليقة وحتى اليوم والى ما شاء الله،،ـ

    فهذا هو هدفهم وكمالهم الوحيد الذي يسعون لتحقيقه خلال كل وجودهم ،،ـ

    ولولاهم لما عُرِفَ الله ولما عُبِدَ الله ولما وحِّدَ الله

    فلو ان الله خلق الخلق ثم تركهم لوحدهم بدون أن يرسل لهم مرشد ومعلم إلهي لأكلوا وشربوا وتناكحوا وتقاتلوا فيما بينهم مثل الحيوانات بل لأصبحوا أضل منهم أيضا

    النفس الكلية تستطيع أن تشعر بالجميع تماما كما تشعر الشجرة بجميع أوراقها فترسل لهم الماء والغذاء وتاخذ منهم اشعة الشمس ،،ـ

    فهكذا هي الروح الكلية ،، متصلة بالجميع ،، وتعلم بأحوال الجميع ،، وتطلع على ما يدور في صدور الجميع ،،ـ

    لأنهم جسدها وكل نفس جزئية هي بضعة منها ،، تماما كما ان كل ورقة بالشجرة هي بضعة من الشجرة ،،ـ

    فكما أن الشجرة تتكون من الاوراق والاغصان والفروع والجذع والجذور ،،ـ

    كذلك هي علاقة النفس الكلية وروحها مع النفوس الجزئية ،، فهم منها وبعضها وهي منهم وكلهم،،ـ

    فلذلك فإن النفس الكلية يجب أن تشعر بجميع النفوس الجزئية لأنهم وكل واحد منهم يعتبر جزء من جسدها وبضعة منها
    .
    المتنزلون بإذن ربهم هم الملائكة والروح
    .
    والعلم المكنون هو كتلك الكلمات التي فكرت بها قبل أن تتكلم بها وتطرح نفس هذا السؤال عنها فاصبحت مسموعة ومفهومة

    فذلك العلم قبل أن تفكّر به وتقدره وتقضي بنطقه وتمضي قرار نطقك به واخيرا نطقت به ،، ذلك العلم لم يكن شيئا مذكورا قبل كل ذلك ،،ـ

    لكنه كان شيئا مكنونا ،،ـ

    أي انه كعلم مكنون كان له نوع من الوجود الإجمالي في وجودك ،،ـ

    لكنك حين أحببت وشئت أن تجعل هذا العلم الاجمالي يظهر كعلم تفصيلي ،،ـ

    شئت أولا ظهوره وتفصيله ،،ـ

    فقدرت بعقلك بكل دقة مقادير الكلمات والحروف والاصوات وحركات العضلات ،،ـ

    وبعد ان قدّرت جميع ذلك بدقة وجهت الاوامر لجميع عضلات الجسم فبدأت بإخراج هذا العلم الاجمالي بشكل تفصيلي على شكل حروف وكلمات منطوقة ومسموعة ومفهومة ومرتبة بشكل متناسق

    هذا هو الفرق بين العلم المكنون والعلم الظاهر التفصيلي

    فالأول هو علم إجمالي لا ظهور له ،، والثاني هو علم تفصيلي ظاهر

    ـ20- ما المقصود بالمغطّين والكاشفين؟

    ـ21- كيف تؤدي دور انسان له روح ثم بعدها دور عصفور مثلا له نفس فقط؟

    ـ22- وكيف ستظل مؤثرا في الواقع؟

    ـ23- ما المقصود برئيس المجموعة؟

    ـ24- وعلى أي أساس اختار الشخصيات من القائمة؟

    ـ25- وأية قائمة بالضبط؟

    ـ26- طالما نون والقلم هم من يحددون أحداث القصة فأين هي الإرادة والمشيئة البشرية؟

    المغطين والكاشفين

    هل شاهدت يوما برنامج بيج برثر

    ((BIG BROTHER))

    داخل تلك المجموعة التي توضع مع بعضها البعض تحت ظروف معينة يوجد هناك دائما عناصر مدسوسة يدسهم مخرج البرنامج بين أعضاء تلك المجموعة المحصورة في ذلك الزمكان

    تلك العناصر المدسوسة مهمتهم أن يخلقوا الأجواء المناسبة التي يريد المخرج أن يدخل بها تلك المجموعة المحصورة في ذلك الزمكان

    انهم يخلقون احيانا مشاكل كبيرة بين الموجودين

    وبذلك هم يوجودون الأقطاب للمجتمعين في ذلك الزمكان

    نفس المجتمعون هم من سيحددون لأنفسهم الى طرف من سينحازون من القطبين

    وعلى ذلك تتتابع الأحداث متسلسلة ،،ـ

    والمخرج يتفاعل مع المحصورين بذلك الزمكان لحظة بلحظة ويوم بعد يوم

    الآن نفس المندسين الذين سيخلقون الأقطاب قد يعلمون ببعضهم البعض ،، وقد لا يعلمون بذلك

    لكن المخرج يعطي اوامره لكل واحد منهم من خلف الكواليس من خلال الاجتماع اليومي المغلق مع الاعضاء

    داخل ذلك الزمكان سيتعرض الجميع لضغوط عصبية ونفسية واخلاقية كبيرة

    وجميع المجتمعين في ذلك الزمكان كانوا على علم كامل قبل ان يدخلوا بتلك التجربة من انهم سيتعرضون لتلك الضغوطات ،، لكنهم لم يعرفوا كيف ومتى وشدة تلك الضغوطات والابتلائات

    نعود للمغطين والكاشفين

    الزمكان الذي ستنحصر به جميع النفوس الناطقة القدسية هو هذه الأرض ولمدة هذه القصة عليها

    المغطين هم مجموعة الأئمة الذين يدعون إلى النار

    وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ

    وفي موضوع سابق قلنا أن النار هي تلك المشاعر والاحاسيس المختلفة الناتجة من اثارة مختلف جنود الجهل

    فمجموعة المغطّين مهمتهم أن يشعلوا نيران المشاعر المختلفة في الزمكان ،، فتشعله حركة ونشاطا وبناءا وازدهارا وصراعا وجمالا وحياة ومعاناة ،، عموما بقدر ازدهار هذه الجنود ستزدهر الأرض وتتزين أيضا ،،ـ

    وهذه الجنود كلما ازدهرت في الزمكان واشتعلت أكثر كلما زاد معها الظلم والجور في نفس الزمكان أكثر ،، ولهذا

    حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ

    أما أمرنا الذي سيجيء لَيْلاً أَوْ نَهَارًا ويجعلها حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ فحسب الروايات التي اعرفها فهو الامام المهدي أو المسيح أو حسينا أو أو أو ،، سمّه ما شئت

    والذي هو من مجموعة قادة الكاشفين ان لم يكن هو قائدهم الأعلى

    والكاشفون هم المجموعة المقابلة لمجموعة المغطين

    وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ——————-
    وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ.

    فلذلك ترى أن موسى عليه السلام عندما علم أن السامري تابع لنفس ربه الذي قال له:ـ

    فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ

    فَهِمَ مباشرة أن السامري هو من مجموعة المغطين المقابلة لمجموعته فلم يتعرض له ولم يعاقبه بل وترقق معه بالحديث أيضا
    .
    القصة المكتوبة كلها من بدايتها لنهايتها بها ربما 10000 مليار شخصية،، ناهيك عن قصص الحيوانات التي داخلها

    لكنّ النفوس الناطقة القدسية التي ستؤدي تلك الأدوار على مدى ايام وفصول القصة قد لا يتجاوز عددها 500 مليون نفس ناطقة قدسية ،،ـ

    وهؤلاء لهم نفوس عليا قد لا يتجاوز عددها 4000 نفس عليا بواقع 124000 نفس ناطقة قدسية لكل نفس عليا منهم ،،ـ

    تلك النفوس العليا تنتشر في جميع السماوات وجميع الكواكب البعيدة كانت أو القريبة ،، فالزمكان بالنسبة للنفوس العليا لا يعني شيئا أبدا ،، فالقريب والبعيد يتساويان بالنسبة لها

    المهم أن تلك النفوس القدسية الـ 500 مليون ستتقلب بالأدوار الـ10000 مليار المكتوبة منذ البداية على طول أيام القصة وفصولها

    وطبعا توجد دائما شخصيات جديدة تنولد بالقصة تفاعلا مع الأحداث

    نحن جميعنا على مستوى النفوس العليا والأرواح والنفوس الناطقة القدسية متفقون على المشاركة في هذا الزمكان المحصور والمحدود الذي ندعوه الأرض لكي نخرج الأحداث المكتوبة من حالة كتابتها لحالة ظهورها تفصيليا

    الذي أخرج علم وتفاصيل تلك الأحداث من المكون للظهور وسطرها هما نون والقلم

    وجميعنا كملائكة وروح ونفوس ناطقة قدسية مع الأرض والشمس والقمر والكواكب ،، جميعنا ومن لم اذكرهم أيضا ،، جميعنا نتعاون بعملية إخراج العلم المكنون من حالة مكونه لحالة ظهوره وتفصيله بكل مشاعره واحاسيسه ،،ـ

    جميعنا نتعاون لأظهار العبادة لله تبارك وتعالى على هذه الأرض بجميع صورها وأشكالها

    كل حركاتنا وافعالنا وقيامنا وجلوسنا وصراعاتنا وتعاملاتنا على هذه الأرض انما هي صور من صور العبادات المختلفة النابعة من الشرائع والمناهج المختلفة التي جعلها رب العالمين لنا

    لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم

    الى هنا تعبت أخي الكريم هذه الليلة وإن شاء الله سأترك الإجابة على بقية الاسئلة إلى يوم أخر

    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار

  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.