بوارق وإشراقات في العرفان والتصوف -8-
(بين وحدة التوحيد ووحدة الشرك)
بقلم الفقير لله تعالى: أحمد يوسف نده
(طرطوس: الجمعة 25-7-2018م)
……………………………………………..
مصطلحات أوقعت أصحابها بالمهالك
……………………………………
نسمع بين الحين والآخر بعض المنتسبين للتصوف والعرفان الذين يحاولون إثبات مقولاتهم الباطلة عن طريق التلاعب بالألفاظ.. فمثلا يتهمون الذين يقولون بوجود المخلوق في الخارج حقيقة.. بأنهم يقولون بوجود الثاني.. والباري سبحانه لا ثاني له.. وبالتالي كل من يقول بوجود عالم الإمكان فهو مشرك.. لأنه يقول بأن هناك ثاني مع الباري..
.
ونحن نقول لهم وبنفس طريقتهم ما يلي:
.
من قال بالاثنينية فهو مشرك.. ومن نفى الاثنينية فهو مشرك..
ومن قال بالوحدة فهو مشرك.. ومن نفى الوحدة فهو مشرك..
.
والقول بالاثنينية حق.. ونفي الاثنينية حق..
والقول بالوحدة حق.. ونفي الوحدة حق..
وكل هذه الأقوال صحيحة..
…………………………….
(الشرح والتوضيح):
.
(القول بالاثنينية شرك): اي من يقول بتعدد الواجب وتثنية الالوهية.. فهو مشرك.. وهذا واضح..
.
(نفي الاثنينية شرك): اي من نفى أن يكون في الخارج خالق ومخلوق.. وإله ومألوه.. وعابد ومعبود.. فهو ايضا مشرك.. لأنه نفى المخلوقات وعالم الامكان.. وبالتالي فقد جعلها واجبة.. او متحدة بالواجب.. او ان الواجب يحل فيها.. وهذا ايضا شرك..
.
(من قال بالوحدة فهو مشرك): اي من قال بالوحدة بين المخلوق والخالق فهذا شرك بالله..
.
(ومن نفى الوحدة فهو مشرك): اي من نفى وحدة الواجب تعالى فهو مشرك..
.
فإثبات الاثنينية بين الواجب والممكن هو توحيد حق.. ونفي الاثنينية عن الواجب وتعدد الآلهة فهو ايضا توحيد حق.. ثبتنا الله واياكم على التوحيد الحق..
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته…
………………….