5. الفص الآدمي

  • Creator
    Topic
  • #1567
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    المتن ///
    ( فص حكمة إلهية في كلمة آدميَّة ))
    لما شاء الحق سبحانه من حيث أسماؤه الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء أن يرى أعيانها، وإن شئت قلت أن يرى عينه ، في كونٍ جامع يحصر الأمر كلَّه، لكونه متصفاً بالوجود ، ويظهر به سرّه إليه : فإن رؤية الشيء نفسه بنفسه ما هي مثل رؤيته نَفْسَه في أمرٍ آخر يكون له كالمرأة ، فإنه يظهر له نفسه في صورة يعطيها المحل المنظور فيه مما لم يكن يظهر له من غير وجود هذا المحل ولا تجلَّيه له .
    وقد كان الحق سبحانه أوْجَد العالم كله وجود شبحٍ مَسوًّى لا روح فيه ، فكان كمرآة غير مجلوَّة . ومن شأن الحُكمْ الإلهي أنه ما سوَّى محلًا إلا ويقبل روحاً إلهيّا عَبّر عنه بالنفخ فيه ، وما هو إلا حصول الاستعداد من تلك الصورة المسواة لقبول الفيض التجلي الدائم الذي لم يزل ولا يزال . وما بَقي إلا قابلٌ ، والقابل لا يكون إلا من فيضه الأقدس . فالأمر كله منه ، ابتداؤه وانتهاؤه ، « وإِلَيْه يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه » ، كما ابتدأ منه .
     فاقتضى الأمرُ جلاء مرآة العالم ، فكان آدم عينَ جلاء تلك المرآة وروح تلك الصورة ، وكانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة التي هي صورة العالم المعبَّر عنه في اصطلاح القوم « بالإنسان الكبير » .
    فكانت الملائكة له كالقوى الروحانية والحسية التي في النشأة الإنسانية . فكل قوة منها محجوبة بنفسها لا ترى أفضل من ذاتها ، وأَنَّ فيها ، فيما تزعم ، الأهلية لكل منصب عالٍ ومنزلة رفيعة عند الله ، لما عندها من الجمعية الإلهية مما يرجع من ذلك إلى الجناب الإلهي ، وإلى جانب حقيقة الحقائق ، و – في النشأة الحاملة لهذه الأوصاف – إلى ما تقتضيه الطبيعة الكلية التي حصرت قوابل العالم كله أعلاه وأسفله .
    وهذا لا يعرفه عقل بطريق نظر فكري ، بل هذا الفن من الإدراك لا يكون إلا عن كشف إلهي منه يُعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه . فسمِّي هذا المذكور إنساناً وخليفة ، فأما إنسانيته فلعموم نشأته وحصره الحقائق كلَّها . وهو للحق بمنزلة إنسان العين من العين الذي يكون به النظر ، وهو المعبَّر عنه بالبصر . فلهذا سمي إنساناً فإنه به ينظر الحق إلى خلقه فيرحمهم.
    فهو الإنسان الحادث الأزلي والنشء الدائم الأبدي ، والكلمة الفاصلة الجامعة ، قيام العالم بوجوده ، فهو من العالم كفصّ الخاتم من الخاتم ، وهو محل النقش والعلامة التي بها يختم بها الملك على خزانته . وسماه خليفة من أجل هذا ، لأنه تعالى الحافظ به خلقَه كما يحفظ الختم الخزائن .
     فما دام ختم الملك عليها لا يجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه في حفظ الملك فلا يزال العالم محفوظاً ما دام فيه هذا الإنسان الكامل . الا تراه إذا زال وفُكَّ من خزانة الدنيا لم يبق فيها ما اختزنه الحق فيها وخرج ما كان فيها والتحق بعضه ببعض ، وانتقل الأمر إلى الآخرة فكان خَتْماً على خزانة الآخرة ختماً أبديّاً ؟ فظهر جميع ما في الصور الإلهية من الأسماء في هذه النشأة الإنسانية فحازت رتبة الإحاطة والجمع بهذا الوجود ، وبه قامت الحجة لله تعالى على الملائكة . فتحفَّظْ فقد وعظك الله بغيرك ، سأنظر من أين أُتي على من أُتي عليه . 
    فإن الملائكة لم تقف مع ما تعطيه نشأة هذا الخليفة ، ولا وقفت مع ما تقتضيه حضرة الحق من العبادة الذاتية ، فإنه ما يعرف أحد من الحق إلا ما تعطيه ذاتُه ، وليس للملائكة جمعية آدم ، ولا وقفت مع الأسماء الإلهية 
    التي تخصها ، وسبحت الحق بها وقدسته ، وما علمت أن لله أسماءً ما وصل علمها إليها ، فما سبحته بها ولا قدَّسته تقديس آدم . فغلب عليها ما ذكرناه ، وحكم عليها هذا الحال فقالت من حيث النشأة : « اتَجْعَلُ فِيها من يُفْسِدُ فِيها » ؟ وليس إلا النزاع وهو عين ما وقع منهم . فما قالوه في حق آدم هو عين ما هم فيه مع الحق . فلو لا أن نشأتهم تعطي ذلك ما قالوا في حق آدم ما قالوه وهم لا يشعرون . فلو عرفوا نفوسهم لعلموا ، ولو علموا لعُصِمُوا . ثم لم يقفوا مع التجريح حتى زادوا في الدعوى بما هم عليه من التسبيح والتقديس . وعند آدم من الأسماء الإلهية ما لم تكن الملائكة عليها ، فما سبحت ربها بها ولا قدسته عنها تقديس آدم وتسبيحه .
    فوصف الحق لنا ما جرى لنقف عنده ونتعلم الأدب مع الله تعالى فلا ندَّعي ما نحن متحققون به وحاوون عليه بالتقييد ، فكيف أن نُطْلِق في الدعوى فنعمَّ بها ما ليس لنا بحال ولا نحن منه على علم فنفتضح ؟ فهذا التعريف الإلهي مما أدَّب الحق به عبادَه الأدباءَ الأمناءَ الخلفاءَ . ثم نرجع إلى الحكمة فنقول : اعلم أن الأمور الكلية وإن لم يكن لها وجود في عينها فهي معقولة معلومة بلا شك في الذهن ، فهي باطنة – لا تزال – عن الوجود العيني .
    ولها الحكم والأثر في كل ما له وجود عينيٌ ، بل هو عينها لا غيرها أعني أعيان الموجودات العينية ، ولم تزل عن كونها معقولة في نفسها . ف هي الظاهرة من حيث أعيان الموجودات كما هي الباطنة من حيث معقوليتهَا . فاستناد كل موجود عيني لهذه الأمور الكلية التي لا يمكن رفعها عن العقل ، ولا يمكن وجودها في العين وجوداً تزول به عن أن تكون معقولة . وسواء كان ذلك الوجود العيني مؤقتاً أو غير مؤقت ، نسبة المؤقت وغير المؤقت إلى هذا الأمر الكلي المعقول نسبة واحدة . غير أن هذا الأمر الكلي يرجع إليه حكمٌ من الموجودات العينية بحسب ما تطلبه حقائق تلك الموجودات العينية ، كنسبة العلم إلى العالم ، والحياة إلى الحي . فالحياة حقيقة معقولة  والعلم حقيقة معقولة متميزة عن الحياة ، كما أن الحياة متميزة عنه . ثم نقول في الحق تعالى إن له علماً وحياة فهو الحي العالم .
    ونقول في المَلَك إن له حياة وعلماً فهو العالم والحي . ونقول في الإنسان إن له حياة وعلماً فهو الحي العالم . وحقيقة العلم واحدة ، وحقيقة الحياة واحدة ، ونسبتها إلى العالم والحي نسبة واحدة . ونقول في علم الحق إنه قديم ، وفي علم الإنسان إنه محدث . فانظر ما أحدثته الإضافة من الحكم في هذه الحقيقة المعقولة ، وانظر إلى هذا الارتباط بين المعقولات والموجودات العينية .
    فكما حَكَمَ العلمُ على من قام به أنْ يقال فيه عالم ، حكم الموصوف به على العلم أنه حادث في حق الحادث ، قديم في حق القديم . فصار كل واحد محكوماً به محكوماً عليه .

    ومعلوم أن هذه الأمور الكلية وإن كانت معقولة فإنها معدومة العين موجودة الحكم ، كما هي محكوم عليها إذا نسبت إلى الموجود العيني . فتقبل الحكم في الأعيان الموجودة ولا تقبل التفصيل ولا التجزّي فإن ذلك محال عليها ، فإنها بذاتها في كل موصوف بها كالإنسانية في كل شخص من هذا النوع الخاص لم تتفصَّل ولم تتعدَّد بتعدد الأشخاص ولا برحت معقولة .
    وإذا كان الارتباط بين من له وجود عيني وبين من ليس له وجود عيني قد ثبت ، وهي نسب عدمية ، فارتباط الموجودات بعضها ببعض أقرب أن يعقل لأنه على كل حال بينها جامع – وهو الوجود العيني – وهناك فما ثَمَّ جامع . وقد وُجِدَ الارتباط بعدم الجامع فبالجامع أقوى وأحق . ولا شك أن المحدث قد ثبت حدوثه وافتقاره إلى محدِث أحدثه لإمكانه لنفسه . فوجوده من غيره ، فهو مرتبط به ارتباط افتقار . ولا بد أن يكون المستندُ إليه واجبَ الوجود لذاته غنياً في وجوده بنفسه غير مفتقر ، وهو الذي أعطى الوجود بذاته لهذا الحادث فانتسب إليه . ولما اقتضاه لذاته كان واجباً به . 
    ولما كان استنادُه إلى من ظهر عنه لذاته ، اقتضى أن يكون على صورته فيما ينسب إليه من كل شيء من اسم وصفة ما عدا الوجوبَ الذاتيَّ فإن ذلك لا يصح في الحادث وإن كان واجب الوجود ولكن وجوبه بغيره لا بنفسه . ثم لتعلم أنه لما كان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته ، أحالنا تعالى في العلم به على النظر في الحادث وذكر أنه أرانا آياته فيه فاستدللنا بنا عليه . فما وصفناه بوصف إلا كنا نحن ذلك الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتي . فلما علمناه بنا ومنا نَسَبْنَا إليه كل ما نسبناه إلينا .
    وبذلك وردت الإخبارات الإلهية على ألسنة التراجم إلينا . فوصف نفسه لنا بنا : فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا ، وإذا شَهِدَنَا شهد نفسه . ولا نشك أنّا كثيرون بالشخص والنوع ، وأنا وإن كنا على حقيقة واحدة تجمعنا فنعلم قطعاً أن ثَمَّ فارقاً به تميزت الأشخاص بعضها عن بعض ، ولولا ذلك ما كانت الكثرة في الواحد .
    فكذلك أيضاً ، وإن وَصَفَنَا بما وصف [1] نفسه من جميع الوجوه فلا بد من فارق ، وليس [2] إلا افتقارنا إليه في الوجود وتوقف وجودنا عليه لإمكاننا وغناه عن مثل ما افتقرنا إليه . فبهذا صح له الأزل والقدم الذي انتفت عنه الأولية التي لها افتتاح الوجود عن عدم . فلا تُنسَبُ إليه الأوليّة [3] مع كونه الأول .
    ولهذا قيل فيه الآخِر . فلو [4] كانت أوليته أولية وجود التقييد [5] لم يصح أن يكون الآخِرَ للمقيد ، لأنه لا آخر للممكن ، لأن الممكنات غير متناهية فلا آخر لها . وإنما كان آخراً لرجوع الأمر كله إليه بعد نسبة ذلك إلينا ، فهو الآخر في عين أوّليته ، والأول في عين آخريّته .
    ثم لتعلم أن الحق وصف نفسه بأنه ظاهر باطن [6] ، فأوجد العالم عالم غيب وشهادة لندرك الباطنَ بغيبنا والظاهر بشهادتنا . ووصف نفسه بالرضا والغضب ، وأوجد العالم ذا خوف ورجاء فيخاف غضبه ويرجو [7] رضاه .
    ووصف نفسه بأنه جميل وذو جلال فأوجَدَنَا على هيبة وأُنْسٍ . وهكذا جميع ما ينسب إليه تعالى ويُسَمّى به . فعبّر عن هاتين الصفتين باليدين اللتين توجهنا منه على خلق الإنسان الكامل لكونه الجامعَ لحقائق العالم ومفرداته . فالعالم شهادة والخليفة غيب ، ولذا تحجَّبَ [8] السلطان . ووصف الحق نفسه بالحُجُب الظلمانية وهي الأجسام الطبيعية ، والنورية وهي الأرواح اللطيفة .
     فالعالم [9] بين [10] كثيف ولطيف ، وهو عين الحجاب على نفسه ، فلا [11] يدرك الحقَّ إدراكَه نَفْسَه . فلا يزال في حجاب لا يُرْفَع مع علمه بأنه متميز عن موجِده بافتقاره . ولكن لا حظَّ له في الوجوب [1] الذاتي الذي لوجود الحق ، فلا [2] يدركه أبداً . 
    فلا يزال الحق من هذه الحقيقة غير معلوم علم ذوق وشهود ، لأنه لا قَدَم للحادث في ذلك . فما جمع الله لآدم بين يديه إلا تشريفاً . ولهذا قال لإبليس : « ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ » ؟ وما هو إلا عين جمعه بين الصورتين : صورة العالم وصورة الحق ، وهما يدا الحق . وإبليس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعية . ولهذا كان آدم خليفة فإن [3] لم يكن ظاهراً بصورة من استخلفه فيما استخلفه [4] فيه فما [5] هو خليفة ، وإن لم يكن فيه جميع ما تطلبه الرعايا التي اسْتُخْلِفَ عليها – لأن استنادها إليه فلا بدّ أن يقوم بجميع ما تحتاج إليه – وإلا فليس بخليفة عليهم . فما صحت الخلافة إلا للإنسان الكامل ، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصُوَرِه [6] وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ، ولذلك قال فيه « كنت سمعه وبصره » ما قال كنت عينه وأُذُنَه : ففرّق بين الصورتين . وهكذا هو [7] في كل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقيقة ذلك الموجود . ولكن ليس لأحد مجموع ما [8] للخليفة ، فما فاز إلا بالمجموع .
    ولولا [9] سريان الحق في الموجودات بالصورة ما كان للعالم وجود ، كما أنه لولا تلك الحقائق المعقولة الكلية ما ظهر حكمُ في الموجودات العينيَّة . ومن هذه الحقيقة كان الافتقار من العالم إلى الحق في وجوده :
    فالكل مفتقر ما الكل مستغن * هذا هو الحق قد قلناه لا نَكني فإن ذكرت غنيّاً لا افتقار به * فقد علمت الذي بقولنا نَعْنِي فالكل بالكل مربوط فليس له * عنه انفصالُ خذوا ما قلته عني فقد علمت حكمة نشأة آدم أعني صورته الظاهرة ، وقد [1] علمت نشأة روح آدم أعني صورته الباطنة ، فهو الحق الخلق [2] .
     وقد علمت نشأة رتبته وهي المجموع الذي به استحق الخلافة . فآدم هو النفس الواحدة التي خلق منها هذا النوع الإنساني ، وهو قوله تعالى : « يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً ونِساءً » . فقوله * ( اتَّقُوا رَبَّكُمُ ) * اجعلوا ما ظهر [3] منكم وقاية لربكم ، واجعلوا ما بطن منكم ، وهو ربكم ، وقاية لكم : فإن الأمر ذمٌ وحمدٌ : فكونوا وقايته في الذم واجعلوه وقايتكم في الحمد تكونوا أدباء عالمين .
    ثم إنه سبحانه وتعالى أطْلَعَه على ما أوْدع فيه وجعل ذلك في قبضتَيْه :
    القبضةُ الواحدة فيها العالم ، والقبضة [4] الأخرى فيها [5] آدم وبنوه . وبيَّن مراتبهم فيه .
    قال رضي الله عنه : ولما أطلعني الله سبحانه وتعالى في سري على ما أودع في هذا الإمام الوالد الأكبر ، جعلت في هذا الكتاب منه ما حدَّ لي لا ما وقفت عليه ، فإن ذلك لا يسعه كتاب ولا العالم الموجود الآن . 
    • This topic was modified 5 months, 1 week ago by Tasneem.
Viewing 3 replies - 1 through 3 (of 3 total)
  • Author
    Replies
  • #1569
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    ∆∆ شرح الفص الآدمي ∆∆
    (( فص حكمة إلهية في كلمة آدمية ))
    محاضرة 10
    هل المراد بآدم هو النبي آدم أبو للبشر ؟
    لا ، المقصود بآدم حقيقة الإنسان، والتي تمثلت وتجلت بالإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
    لماذا إذن أطلق عليه اسم الفص الآدمي ؟
    لأن آدم أبو البشر هو أول مخلوق إنساني فسماه باسمه وأراد مطلق الحقيقة الإنسانية.
    لماذا بدأ بالحكمة الإلهية وما الربط بين الله وآدم؟
    بدأ بالحكمة الإلهية لأن الله منطلق ومبدأ كل شيء، ولأن اسم الله جامع لكل شيء، وتنطوي تحته كل الأسماء والصفات الأخرى.
    أما الرابط بين الله وآدم فلأن آدم كذلك أب لجميع الأنبياء فتحت سلالته ينطوي جميع الأنبياء.
    لما شاء الحق، لماذا قال شاء ولم يقل أراد ؟ 
    المشيئة تعني إيجاد الشيء من العدم.
    الإرادة تعني طلب الشيء الموجود أصلا.
    قال ( شاء ) ليبين أن الأمر الذي شاءه غير موجود فيحضره بل أنه سيوجده.
    لما شاء الحق، لماذا ذكر اسم الحق ولم يذكر اسم آخر؟
    الحق هو إيجاد الشيء بما تقتضيه الحكمة إيجادا ثابتا لا يتغير.
    (( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ))
    فالحق اسم للذات ثابت لنفسه ومثبت لغيره.
    أراد أن يؤكد بهذا الاسم أن المخلوق الذي سيوجده ثابت لا يتغير.
    هل لكل اسم إلهي أسماء حسنى تحته؟ وكم عدد الأسماء الحسنى؟
    نعم بدليل قوله تعالى (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى )) الله تحته أسماء حسنى، الرحمن تحته أسماء حسنى، الحق تحته أسماء حسنى.. وهكذا والأسماء الحسنى هذه لا يبلغها الإحصاء وليست محصورة بال 99 اسم كما ينقلون. بل إنها تتوالد وتتزواج فعندما نزواج بين الرحمن الرحيم ينتج لنا اسم ثالث وهكذا.
    بماذا أوجد الله تعالى هذا العالم؟ 
    بأسماءه الحسنى.
    لماذا أوجد الله تعالى هذا العالم ما غايته وما مقصوده؟
    ” كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف ” خلق الله تعالى هذا العالم لأجل الإنسان الكامل وخلق الإنسان الكامل أو الكمل من الأنبياء والأوصياء لكي يعرفوه.
    كيف تصل لمعرفة الله تعالى؟
    إما بمعرفة حقائق الأسماء الحسنى وذلك عبر/
    1. التعلق بالاسم
    2. التخلق بالاسم وصفاته
    3. التحقق بالاسم عن طريق الذوبان والفناء.
    وإما بمعرفة الإنسان الكامل من حيث معرفته بالأسماء الحسنى/
    ولذلك تم إيجاد هذا العالم والكون الجامع الشامل لجميع الأسماء لتتحقق معرفة الإنسان الكامل بالأسماء الإلهية.
    ما الدليل القرآني على وجود الإنسان الكامل ( الكون الجامع ) الشامل لكل الأعيان والأسماء الإلهية؟
    (( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )) .
    وضح علاقة الأسماء الحسنى بهذا العالم والكون؟
    كل اسم من الأسماء الإلهية تجسد في حقائق الممكنات وكل اسم إلهي له شؤون وأطوار وتجليات ومظاهر خاصة به (( كل يوم هو في شأن ))
    فمثلا اسم المضل اقتضى وجود مخلوق يضل الناس، واسم شديد العقاب اقتضى وجود مخلوق مجرم مستحق للعقاب، واسم التواب اقتضى وجود موجود يعصي ويتوب، وهكذا..
    ما فائدة معرفة الأسماء الحسنى؟
    الاسم يدل على المسمى، ومعرفة المسمى وسيلة للقرب منه.
    ما الفرق بين الصور العلمية والأعيان الثابتة ؟
    الصور العلمية هي علم الله بالأشياء قبل إيجادها كما جاء في دعاء الصباح ” وعلم بما كان قبل أن يكون “. هي كشف استعدادات الأشياء. وهي مرتبطة بالفيض الأقدس.
    الأعيان الثابتة هي تحقق الصور العلمية في الخارج. وإعطاء كل شيء ما هو مستعد له (( وآتاكم من كل ما سألتموه )) وهي مرتبطة بالفيض المقدس.
    ما معنى النفخ الإلهي في الأشياء ؟؟
    قلنا أن الصور العلمية تكون في علم الله، وأن هذه الصور حينما توجد في الخارج تسمى أعيانا ثابتة، ونقول أن الأعيان الثابتة عندما يصبح لها وجود مادي تسمى موجودات عينية.
    النفخ الإلهي هو حصول الإستعدادات لهذه الأعيان أو الموجودات لتقبل الروح الإلهية ( الفيوضات الإلهية ) .
    (( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))
    ما معنى الفيض الإلهي ؟
    يعني التجلي، والتجلي يعني الظهور والتنزل من مرتبة لأخرى ومن مظهر لآخر.
    محاضرة 11
    ما الفرق بين التجلي الذاتي والصفاتي؟
     التجلي الذاتي: أعطى الاستعدادات لجميع الكائنات.
    (( أنتم الفقراء إلى الله ))
    التجلي الصفاتي: أعطى للكائنات ما استعدت له.
    (( وآتاكم من كل ما سألتموه ))
    هل جميع الأعيان الثابتة تصبح موجودات عينية لها وجود في الخارج أم لا؟
    لا ، تنقسم الأعيان الثابتة ل
    1. موجودات ممكنة الوجود.
    2. موجودات ممتنعة الوجود.
    ماذا يقصد العرفاء بقوسي النزول والصعود وما الدليل القرآني عليه؟
    قوس النزول يكون فيه النزول من الوحدة الأحدية بالفيض الأقدس إلى الواحدية و التعينات والكثرات وصولاةللوجود العيني المادي..
    قوس الصعود يبدأ من الكثرات وصولا للأحدية.
    الله تعالى هو المبدأ الذي منه تبدأ رحلة النزول، وهو المنتهى الذي تنتهي إليه رحلة الصعود.
    الدليل القرآني على ذلك قوله تعالى (( إنا لله وإنا إليه راجعون )) و (( إليه يرجع الأمر كله )) .
    ماذا يقصد الشيخ بقوله أن آدم هو عين جلاء مرآة العالم وروح تلك الصورة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    المقصود بالصورة هو  الإنسان الكامل ( الكون الجامع ) الذي هو صورة من الذات الإلهية، جاء في الحديث ” إن الله خلق آدم على صورته ” . وتم وصفه بأنه روح الصورة لأنه هو المتصرف فيه ولولاه لانهار الكون كله ” لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها ” . 
    (( الرحمن على العرش استوى ))
    العرش كناية عن احتواء جميع الأسرار الإلهية.
    والمقصود بالعرش هو قلب الإنسان الكامل.
    وقد دلت الروايات على هذا المعنى:
    ” إن قلب المؤمن عرش الرحمن “
    ” ما وسعتني أرضي ولا سمائي وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن “
    ما موقع الملائكة بالنسبة للإنسان الكامل؟ ولماذا لا تكون الملائكة هي المدبرة للعالم ؟
    الملائكة هي بعض قوى الإنسان الكامل، وموجودات استمدت قوتها بالأنوار الإلهية، فأصبحت مؤهلة لإيصال الأحكام للعوالم الأخرى .. 
    ولا يمكن أن تكون المدبرة للعالم كله بشكل كلي لأن كل منها له مقام محدود لا يتعداه (( وما منا إلا له مقام معلوم )) بل يقتصر تدبيرها على جزء محدود من العالم (( والمدبرات أمرا )) وكل ملك موكل بمهمة وتدبير خاص ( إسرافيل / النفخ في الصور ) ( عزرائيل / قبض الأرواح ) وهكذا…
    قال الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة عن الملائكة : 
    ” 
    ثم فتق ما بين السماوات العلا، فملأهن أطوارا من ملائكته، منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العيون، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان. ومنهم أمناء على وحيه، وألسنة إلى رسله، ومختلفون بقضائه وأمره. ومنهم الحفظة لعباده، والسدنة لأبواب جنانه. ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم، ناكسة دونه أبصارهم، متلفعون تحته بأجنحتهم، مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة وأستار القدرة، لا يتوهمون ربهم بالتصوير، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين، ولا يحدونه بالأماكن، ولا يشيرون إليه بالنظائر. “
    #1570
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    محاضرة 12
    ما وجه تشبيه الملائكة بقوى الإنسان الروحانية والحسية ؟
    يريد أن يبين الشيخ أن للإنسان المادي قوى روحانية هي القوى العاقلة التي تدرك الكليات والقوى الواهمة التي تدرك الجزئيات وقوى حسية ( السمع البصر الشم والتذوق واللمس ) تدرك المحسوسات والماديات …. فإن للإنسان الكامل أيضا قوى الملائكة مسخرة له لتدبير العالم.
    هل يمكن معرفة حقيقة الإنسان الكامل بالعقل والإستدلال الفكري؟
    كلا لا يمكن ذلك، لا تدرك هذه الحقيقة إلا بالكشف والشهود القلبي.
    عن الإمام السجاد ” عجزت العقول عن إدراك كنه جمالك ” 
    عن الإمام الصادق ” لم تره الأبصار بمشاهدة العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، معروف بغير تشبيه. “
    هل الإنسان الكامل خليفة الله في الأرض فقط ؟
    كلا، فخلافة الإنسان الكامل تشمل جميع عالم الإمكان، وإنما تعتبر الأرض مركز خلافته (( إني جاعل في الأرض خليفة )). الآية السابقة لا تحصر الخلافة في الأرض ولا تبين حدودها، بل لدينا آية أخرى (( وعلم آدم الأسماء كلها )) تبين أن الخلافة على جميع عالم الإمكان الذي تملأه أسماء الله الحسنى ” وبأسماءك التي ملأت أركان كل شيء ”  والمقصود بعالم الإمكان جميع العوالم من ( ملك ، ملكوت ، جبروت ، ناسوت ، الجنة ، النار ، وغيرها ) فعندما تقرأ في الزيارة الجامعة ” إياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم ” لا تستغرب فالإنسان الكامل هو خليفة الله في الجنة والنار وكل عالم الإمكان.
    ما هي تسميات الكون الجامع ؟ وسبب كل تسمية ؟
    1. الإنسان الكامل:
    سمي إنسان من الأنس والبهجة التي تتحقق لكونه شاملا لجميع الكمالات الإلهية وحصره لجميع الحقائق الإلهية. 
    أو بحسب آخرون سمي إنسان من النسيان والحيرة والذهول في ذات الحق.
    أو حسب شرح المؤلف سمي إنسانا نسبة لإنسان العين ( البؤبؤ ) فهو الذي يتم به النظر والبصر.
    2. الخليفة:
    لأن الله تعالى استحفظه على خزائنه وعلى حفظ هذا العالم كما يستحفظ الملك خليفته على خزائنه.
    محاضرة 13
    لماذا وصف الشيخ الإنسان الكامل بالحادث الأزلي مع أننا نعلم أنه الحادث لا يمكن أن يكون أزليا ؟
    الحدوث على نوعين/
    1. ذاتي : يكون الشيء مسبوق بالعدم الذاتي.
    2. زماني / يكون الشيء مسبوق بالعدم الزماني.
    مثال للحدوث الثاني/
    (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ))
    في هذا الزمان كان غير موجود ولكنه سيأتي. 
    وصف الشيخ الإنسان الكامل بالأزلي ويقصد الأزلية العلمية فهو في علم الله تعالى أزلي بالنسبة لبقية الموجودات وله أسبقية الوجود.
    ما معنى وصف الشيخ للإنسان الكامل بالنشأ الدائم الأبدي ؟
    معنى النشأ الزيادة، وهذا الوصف كناية عن استمرار تكامل الإنسان الدائم في جميع العوالم (( وقل رب زدني علما ))
    وأما قوله الدائم الأبدي، فلأن الإنسان الكامل مرآة الحق وبقاؤه ببقاء الحق، والحق باق دائم أبدي، فيلزم أن يكون الإنسان الكامل دائم أبدي.
    (( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون)) جميع من في السماوات والأرض سيفنى في النفخة الأولى ما عدا الإنسان الكامل تم استثناؤه بين النفختين لأنه خليفة الحق وهو الذي يدير شؤونه.
    محاضرة رقم 14
    قال الشيخ ابن عربي ” فتحفظ فقد وعظك الله بغيرك ” ويقصد هنا الاتعاظ من الملائكة في قصة آدم، وعدم الوقوع في أخطائهم… ما هي النقاط التي يجب أن نتعظ منها؟
    1. عدم الاغترار بالنفس والعبادة مهما كانت، فالملائكة كانت تعبد الله عز وجل باسمين ( سبوح قدوس ) فأرادت أن تحكم العالم.. (( أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) ..
    2. عدم الاعتراض على الأوامر الإلهية، حتى ولو كان العقل غير قادر على استيعابها.
    3. عدم الاستنقاص من خليفة الله، فهو المحيط بجميع الأسماء والصفات الإلهية والمتصرف بها في التدبير.
    محاضرة 15
    ما المقصود بالأمور الكلية ؟
    المراد بها المعقولات وإن لم يكن لها وجود خارجي. وهذه المعقولات هي الصفات الإلهية المتجلية في الخلق.
    الذات لها اسم ، ولها أفعال ، ولها صفات.
    من صفات الذات ( العلم ، الحياة ، القدرة ) هذه الأمور متجلية أيضا في الخلق ولكنها معقولات، أمور كلية لها وجود ذهني فقط وليس لها تحقق خارجي بنفسها،، نعم في الخارج لها مظاهر ومصاديق تتلبس بالموجودات الخارجية فتظهر بهم، فمن مظاهرها قدرة الشخص على رفع الكأس مثلا.. ومثال آخر الجوع له مصداق في الأشخاص فهذا جائع وذاك جائع أما نفس الجوع غير متحقق خارجا..
    هل الأمور الكلية عندما تتنزل في الموجودات الخارجية تزول من العقل ( الذهن ) ؟
    كلا لا تزول، وتنزلها في الموجودات الخارجية لا تغير من حقيقتها في العقل أبدا.. ومثال ذلك عقلك الحاوي لمجموعة من الأمور الكلية الباطنية.. عندما تكتب كلمة من عقلك إلى الورقة هل تزول الكلمة من العقل ؟ كلا ..
    ما الفرق بين التجلي والتجافي؟
    التجلي هو انتقال الشيء من المكان أ إلى المكان ب بدون أن يتغير أ بدون أن يزول أ .
    التجافي هو انتقال الشيء من المكان أ إلى المكان ب مع زوال الشيء أ من المكان الأول.
    محاضرة 16
    هل الأمور الكلية تتحقق في الخارج أو تتجزئ ؟
    لا، الأمور الكلية لا توجد إلا في الذهن فقط، وهي واحدة لا تتجزئ ولا تقبل التفصيل (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) .
    إذا نسبت هذه الأمور الكلية إلى موجود عيني خارجي هنا تقبل الحكم كالإنسانية مثلا وهي نسبة عامة موجودة في عدة أشخاص علي إنسان كميل إنسان وهكذا.. وأحيانا نسبة خاصة كالعلم والقدرة فكل موجود يتصف بها بمقدار معين خارجا ولكن لا يؤثر ذلك على أصل العلم ذهنا.
    هل يوجد ارتباط بين الحادث والمحدِث؟ 
    نعم بنسبة معينة، فالله تعالى عالم وفلان عالم، الله سميع وفلان يسمع، الله أبدي والإنسان أبدي ( مع النظر لاختلاف النشآت ( كل من عليها فان ) في نشأة الدنيا أما في غيرها فهو من الخالدين بدليل خلوده في الجنة أو في النار )
    محاضرة 17 
    الحادث دائما مفتقر للمحدِث (( أنتم الفقراء إلى الله )) ، والحادث أوجد على صورة المحدِث، ولديه الإمكانية للاتصاف بجميع أسماء وصفات المحدِث ما عدا واحدة.
    الله الرؤوف الرحيم ومحمد ( بالمؤمنين رؤوف رحيم )
    الله الخالق وعيسى خالق ( أخلق لكم من الطين )
    ما هي الصفة الواحدة التي لا يمكن أن يتصف بها الحادث؟
    هي صفة الوجوب الذاتي فذاته لا تقبل العدم بأي شكل من الأشكال. ومن هنا يسمى ( واجب الوجود )
    لماذا خلق الله المحدث على صورته وأعطاه القابلية للاتصاف بجميع صفاته ؟
    لكي يُعرف، كما في الحديث القدسي ” كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف. ” ، خلق الصورة ( الإنسان الكامل ) وأعطاها كل صفاته ما عدا الوجوب الذاتي لكي يعرف ، والمعرفة هنا ليست مطلقة لجميع الخلق بل المقصود نفس الصورة ( لا يعرف الله إلا أنا وأنت ) فهما فقط من يعرفون الله حق معرفته ، ومن أراد معرفة الله يبدأ بهما ( من أراد الله بدأ بكم ) .
    المحاضرة 18
    ما معنى قول الشيخ ” صح له الأزل والقدم الذي انتفت عنه الأولية التي لها افتتاح الوجود عن عدم فلا تنسب له الأولية مع كونه الأول” ؟
    معنى عبارات الشيخ ينسجم مع كلام أمير المؤمنين في نهج البلاغة :
    كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم
    سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده
    عند الفلاسفة : 
    القدم: الغير مسبوق بالغير.
    الحدث : المسبوق بالغير.
    المراد بقول الشيخ أن الله يستحيل عليه المسبوقية بالعدم، فهو موجود قبل العدم، وقبل الوقت.. فعندما نصفه بالأول ينبغي علينا أن لا نتصور أن هنالك شيء يسبقه.. 
    كما في علم الأعداد هنالك يسبق الواحد الصفر ( العدم ) ، الحق تبارك وتعالى غير مسبوق بعدم، غير مسبوق بأي شيء.
    وإنما يطلق عليه الأول والآخر ويراد بهما:
    الأول : مبدأ كل شيء (( فما بنا من نعمة فمن الله )) 
    الآخر : منتهى ومرجع كل شيء (( إلى ربك المنتهى )) 
    المحاضرة 19
    (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) ما هما هاتين اليدين ؟
    المعنى الأول /
    اليدين كناية عن الصفات الجمالية والجلالية
    الصفات الجلالية :
    تحكي عن كمال في مرحلة الذات ومثبتة لجمال في الموصوف، ومشيرة إلى واقعية في ذاته، مثل العالم والقادر والحيّ.
    الصفات الجلالية:
    تهدف إلى نفي نقص وحاجة عنه سبحانه. 
    هذين الاصطلاحين أُخذا من الآية  (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ وََالإِكْرَامِ ) .
    واليدين في خلق الإنسان تعني أنه تم خلقه بواسطة هذه الصفات الجمالية والجلالية وأعطيت له كل الكمالات والصفات الجمالية والجلالية.
    المعنى الثاني /
    المقصود باليدين هما الصورتين اللتين يجمعهما الإنسان الكامل وهما الصورة الحقية والخلقية..
    الصورة الحقية الباطنية هي مجموع الحقائق الإلهية والأسماء والصفات التي يتصف بها ( الأسماء كلها ).
    الصورة الخلقية الظاهرية هي مجموع الحقائق الكونية وصور العالم والموجودات.
    ولأنه جمع بين هاتين اليدين والصفتين استحق أن يكون هو الخليفة.
    المحاضرة 20
    ما المقصود بعبارة الشيخ ” فالعالم شهادة والخليفة غيب “
    العالم شهادة من حيث الوجود المادي الظاهري، أما حقيقة العالم فهي غيب يتمثل بالخليفة الذي هو الإنسان الكامل الحاوي لكل الأسماء والصفات الإلهية وهو روح العالم والعقل الكلي الذي يستمد منه الجميع الفيض الإلهي.
    ما هي الحجب النورانية والحجب الظلمانية ؟
    الحجب النورانية اللطيفة: الأرواح اللطيفة و العقول و النفوس وعالم الأمر والإبداع.
    الحجب الظلمانية الكثيفة : الأجسام الطبيعية الكثيفة
    المقصود بالحجاب هو الصور التي أظهرها الحق تعالى وأظهر آثارها (( المظاهر الخارجية )) ، فبعد ظهورها صارت حجابا بين الحق وخلقه تشغلهم عن الحقيقة (( شغلتنا أموالنا وأهلونا عن ذكر الله )) وفي الحديث ” ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه ” فالمطلوب من الإنسان أن لا يتوقف عند الصورة بل ينتقل لما وراء الصورة ويتفكر في أسماء الله وصفاته وأفعاله. كما كان أمير المؤمنين يقول ” رأيتك ظاهرا في كل شيء “. لا يدرك الحق إلا برفع حجاب النفس والأنا.
    ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: أن لله تبارك وتعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفت لأحرقت سبحات وجهه ما دونه.
    #1571
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    المحاضرة 21
    ما معنى الصقع الربوبي؟
    هو الإجمال لعالم الأسماء والصفات في علم الحق.
    وقد أشار له أمير المؤمنين في حديث” علم ما كان وما يكون كلّه في القرآن الكريم ، وعلم القرآن كلّه في سورة الفاتحة ، وعلم الفاتحة كلّه في البسملة منها ، وعلم البسملة كلّه في بائها ، وأنا النقطة تحت الباء ” 
    ما هي حقيقة الإنسان الكامل الظاهرية؟
    جسمه من أجسام العالم ” ذكركم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس ” وظاهره واجد لكل حقائق العالم المادي وصوره ” .
    ما هي حقيقة الإنسان الكامل الباطنية ؟
    هي على صورة الله وهي شاملة لكل الأسماء والصفات الإلهية.
    هل الموجودات مفتقرة للحق ؟ وهل الحق مفتقر للموجودات؟
    لا شك أن الموجودات مفتقرة للحق، ولولا سريانه ووجوده فيها لما كان للعالم ظهور ” ورأيتك ظاهرا في كل شيء “. سريان الحق يعني وجوده في الموجودات بالصفات وجود إحاطة لا حلول واتحاد. كأن نقول أن هذا الشخص كريم هنا سرت صفة الكريم في هذا الشخص. 
    لكن هل الحق مفتقر للموجودات؟ هنا إشكال كبير يقول الشيخ محمد الفضلي من خلال فهمه لنص ابن عربي أنه نعم الحق مفتقر للموجودات، لأنه لولا هذه الموجودات لما ظهر حكم الأسماء والصفات. ” خلقت الخلق لكي أعرف ( أظهر ) “
    العالم مفتقر للحق في وجوده..
    والحق مفتقر للعالم في ظهوره..
    إشكال على ما سبق / أليس الله غني عن العالمين (( والله غني عن العالمين )) فكيف يفتقر للموجودات؟
    نعم الله غني عن العالمين لكن في مقام الذات لا الأسماء و الصفات، فالأسماء والصفات هي المفتقرة للموجودات لكي يظهر حكمها فيها.
    المحاضرة 22
    خاتمة الفص الآمي 
    #
    #
    #
    #
Viewing 3 replies - 1 through 3 (of 3 total)
  • The forum ‘فصوص الحكم – شرح الشيخ محمد الفضلي’ is closed to new topics and replies.