بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وزآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا أردت أن تؤمن بنظام إعادة تجسد الروح في هذه الحياة المادية التي نعيشها الآن بأجساد جديدة ،،
أو المعروف بنظام الكرّات المتتابعة ،
أو بالتعبير القرآني نظام تبديل الجلود الناضجة بالجلود الجديدة
إذا أردت أن تؤمن بهذا النظام على أساس انه هو النظام الذي يقوم رب العالمين من خلاله بتعليم الارواح الجديدة والقديمة أيضا مختلف المعاني الالهية والعلوم الكونية
وأنه هو هذا النظام الذي تسير به مختلف الارواح لبلوغ كمالها
فيجب عليك أن تؤمن به بشكل كامل وكوحدة كاملة أيضا
فإذا شبّهنا أو قلنا أن دخولك في كل كرة من كرات حياتك المتتابعة كروح تريد أن تتعلم من خلالها مختلف العلوم الروحية والمادية
هو كدخولك كل يوم في يوم دراسي جديد لتتعلم شيء جديد
فيجب أن تأخذ هذه الفكرة بشكلها الكامل وتؤمن بها
فانت لا تذهب للمدرسة كل يوم لتقابل طلّاب وتلاميذ جُدد
انهم نفسهم نفس الطلّاب من يعودون معك كل يوم لنفس المدرسة
نعم ، هم ربما يلبسون مثلك كل يوم دراسي جديد ملابس جديدة ألوانها مختلفة لكنهم سيبقون هم نفسهم نفس الطلّاب الذين ستجلس معهم كل يوم،، وأنت كذلك مثلهم وبالنسبة لهم
من هذا التشبيه أو من هذه المقاربة أريد أن أقول ان الطّلاب ليسوا هم وحدهم من يعودون مع صباح كل يوم للمدرسة
فالمدير والسكرتير والمحاسب وموظف الشؤون الاجتماعية والمدرسين وعمال النظافة وحارس المدرسة وسائقي الباصات كلهم سيعودون معك للمدرسة في صباح كل يوم جديد
ونحن أيضا لسنا وحدنا من سنعود لنكرّ من جديد بأجساد جديدة في هذه الحياة وفي هذه المدرسة التي ندعوها كوكب الأرض
فطاقم الادارة كاملا والمدرسين بتمامهم والحرس بمختلف رتبهم،، ووووو،، هؤلاء كلهم سيكرّون معنا أيضا
الحكمة اقتضت أننا يجب أن ننسى داخل فترة كل كرّة جديدة جميع ما تعلمناه في جميع الكرّات السابقة لنا
وأن نخوض كل كرّة جديدة وكأنها هي الكرّة الاولى لنا على الاطلاق
وأن نخرج في كلّ كرّة جديدة من بطون أمّهاتنا ونحن لا نعلم بها شيئا من ماضينا على الإطلاق
لكن هذا لا يعني أن المدير وطاقم الادارة والمدرسين الذين سيكرّون معنا يجب أن ينسوا هم كل شيء أيضا
فمهمتهم الرئيسية في هذه الحياة هي تعليمنا
وعليه فيجب لهم أن يكرّوا معنا وهم يملكون ذاكرتهم كاملة غير منقوصة خلال كل كرة جديدة سيكرونها معنا في هذه الحياة لكي يستطيعوا أن يقومو بمهمتهم الموكلة لهم بها على أكمل وجه
المدير العام لجميع المدارس الارضية في كل الكون هو رب العالمين
وكما ان المدير العام يصطحب معه خلال زياراته التفقدية العلنية للمدارس طاقمه كاملا
فكذلك فإن المدير العام لجميع المدارس الارضية في كل الكون سيصطحب معه أيضا طاقمه كاملا خلال زياراته التفقدية العلنية
وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ () وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ () يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ
وكما أن مدراء المدارس يقومون قبل موعد زيارة المدير العام التفقدية لمدارسهم بحملة شاملة يستنفرون بها جميع أطقمهم الادارية والتدريسية استعدادا لهذه الزيارة
والطلبة يتم انذارهم وتنبيههم كذلك لموعد زيارة المدير العام ويقومون بالتشديد عليهم للاستعداد التام لهذا اليوم ابتداء من تمشيط الشعر مرورا بكوي الملابس ووصولا لقص أظافر اليدين والقدمين
بنفس هذه الطريقة فإن رب هذه الأرض وقبل مدة معتبرة سيستنفر أيضا جميع جنوده لتجهيز هذه الأرض للزيارة الموعودة والمنتظرة للمدير العام وطاقمه المرافق له كاملا
وحين يصل المدير العام رب العالمين سيكون رب هذه الأرض أول المستقبلين والمحيين له والمعلنين خضوعهم الكامل له وسوف يعطيه التقارير كاملة غير منقوصة
كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا () وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا () وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى
لكن قبل أن يحل موعد هذه الزيارة المنتظرة من رب العالمين فإن رب هذه الارض سيقوم بغربلة طلاّبه وتلاميذه فيها غربلة شديدة جدا ، لن يصفوا منهم على أثرها في غرابيله إلا الأندر الأندر
فـ هؤلاء هم صفوة الصفوة من كلّ طلّابه وتلاميذه
الذين حرص رب الأرض على أن يحرقهم بتجاربه واختباراته وابتلاءاته حرقا شديدا
وكل تلك الغرابيل التي سيغربلهم بها فقط لأنه يريد الصافي الأصفى منهم كلهم
والنقي الأنقى منهم كلهم
واللامع الألمع من بينهم كلهم
والبارق الأبرق من مجموعهم كلهم
لأنه يعلم أن ربّ العالمين ينتظرهم ويريد أن يأخذهم معه حين تنتهي زيارته التفقدية السريعة هذه
ولذلك ستتسارع وتيرة الأحداث وشدتها كلما اقترب موعد الزيارة
فالذهب لا يتصفّى من الخبث بشكل كامل الا حين تبلغ درجة الحرارة أقصاها وأعلاها
وكلما اقترب الموعد المنتظر ستتسع حلقات تلك الغرابيل الكثيرة التي مهمتها أن تغربل الناس غربلة شديدة
وسيسقط من تلك الغرابيل خلق كثير وكثير
ولن يبقى بتلك الغرابيل من مجموع الناس الّا كهمل النعم
ولن يبقى بتلك الغرابيل الا من ثقلت موازينهم
ولن يبقى بتلك الغرابيل الا الأندر الأندر
وحتى هؤلاء سيُأخذ منهم الأثقل الأثقل حتى يكتمل العدد المطلوب منهم ، وهؤلاء هم فقط من سيكون ختامهم ختام مسك
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
فقبل موعد الزيارة بأيام معدودة ستصل حُلل عددها عدد معلوم لعدد من الناس معلوم
سبعون ألف حُـلّـة من سندس واستبرق أخضر، سيرسلها فتصل قبله
ومعها سبعون ألف حِــجلٍ من نور، سيرسلها لتصل قبله
ولكن معه حين وصوله سيجلب سبعون الف مركبة سماوية
وتلك الحلل الخضراء والحجول النورانية سيلبسها فقط من موازينهم هي الأثقل الأثقل من الأندر الأندر من الناس والجموع الغفيرة التي سترفع رأسها عاليا لتنظر وتسمع ربها وهو يخطب بهم
يعني لو كان عددهم ثمانون ألف ففقط سبعين الف منهم هم من سيعتلون تلك النجائب او تلك المراكب السماوية أو منابر النور التي سيحضرونها معهم، وحين يعتلونها ستكون وجوههم مبيضّة
أمّا البقية منهم فسينتظرون نتائج الحساب مع غيرهم
من يؤمن بنظام الكرّات كنظام للخلق وان الكرات تماثل أيام وفصول دراسية متتابعة يجب عليه كذلك أن يؤمن بوجود المدرّسين الدائم معه
فمن مهمته هي أن يربيك ويعلّمك فإنه سيوفّر لك كل المعلمين الضروريين لتعليمك
وسيوفّر لك الحرّاس والسائقين أيضا
فكلهم جنوده ورسله لتعليمك وحمايتك والارتقاء بك روحيا ومعرفيا درجة بعد درجة
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ
والحكمة اقتضت كذلك أنك لا تعلم من هم مدرسيك خلال رحلة تعلمك بكل أيّامها وفصولها
فهم قد يكونون فيها من أصحابك وقد يكونون من أعدائك أيضا
وأصحابك وأعدائك على السواء قد يكونون من أهلك وقد يكونون من خلّانك
وقد يكونون من اصاحب السوء وقد يكونون من أصحاب الوفا
فالحكمة الربانية قضت بأن لا نعرف من هم جنوده في الأرض ،، يعني في جهنم ،، لأنها تريد أن تستخلص من كل مقطع زماني منها ثلة واحدة ،، والثلة هي الأندر الأندر منا فقط ،، وهم من سيميزون ذلك ويعيشونه بعقلهم وجوارحهم فيتعاملون مع الجميع وكأنهم جنوده، بل وكأنّ كلّ واحد منهم هو نفسه الغربال الرباني الذي يجب عليه ان لا يسقط منه
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار