بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الميركابا هي النور الأول الذي قسمه الله لنصفين وجمعهما بجسد واحد جوهري
عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت ، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسد ، وبالتشبيه غير موصوف ، وباللون غير مصبوغ ،
منفي عنه الاقطار ، مبعد عنه الحدود ، محجوب عنه حس كل متوهم ، مستتر غير مستور ،
فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر ،
فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ،
وحجب واحدا منها ،
وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت ،
فالظاهر هو
الله
و
تبارك
و
سبحان
لكل اسم من هذه أربعة أركان فذلك اثني عشر ركنا ، ……..توقف النقل
.
.
دعونا نتوقف هنا، لنحوّل هذه الكلمات لصورة هندسية ثلاثية الأبعاد لنرى هل يوجد منها في عقائدنا شيء
سنبدء من آخر ما نقلناه من هذه الرواية
أي سنبدء من كلمة “ركن” ونسأل ما هو الركن؟
من الاستعمال اليومي والشائع باللغة العربية
فإن الركن هو
تلك الزاوية المتكونة عند التقاء
ثلاثة سطوح مستوية
او حتى شبه مستوية
فعند التقاء سطحين مستويين فقط سيتشكل لنا حينها منهما زاوية وليس ركن
أمّا أذا ما اضفنا لهذين السطحين سطح ثالث ليلتقي معهما ويجمعهما فسيتشكل لنا حينها ركن واحد ينتج من التقائها ثلاثتها
وأخيرا إذا ما أضفنا سطح رابع بحيث يلتقي مع السطوح الثلاثة السابقة ويجمعها بشكل واحد ثلاثي الأبعاد
فسيتشكل لنا حينها ثلاثة أركان جديدة أضافية
فيصبح مجموع الأركان حينها أربعة أركان
والشكل الهندسي الثلاثي الأبعاد الوحيد الذي له اربعة أركان منتظمة او متساوية هو نجمة التيتراهيدرون
فكل إسم من تلك الأسماء الثلاثة المذكورة بالرواية وله أربعة أركان سيقابله في الهندسة المقدسة نجمة تيتراهيدرون واحدة
فالكلمة التامة في الهندسة المقدسة هي نجمة تتكون من اجتماع ثلاث نجمات تيتراهيدرون بجسد واحد جوهري
ويكون الاسم الرابع مكنون بها ثلاثتها
وهذا يعني ان مركز النجمات الثلاثة يجب أن يكون مركز واحد وثلاثتها تتمحور حوله في كل وجودها
الاسم المكنون موطنه هو هذا المركز الذي تتمحور حوله النجمات الثلاثة،، بل هو نفسه هذا المركز
فالنجمات الثلاثة جميعها تتمحور في وجودها كله حول نفس هذا الاسم المكنون المكنون بها،
فهو النقطة المركزية بها ثلاثتها
في الهندسة المقدسة يعتبر هذا الشكل هو الشكل الأتم والأكمل للنور الأول ،،
فهو الكلمة تامة
ثلاث نجمات واسم مكنون
هذا النور الأول لم ينقسم لنصفين بعد ،، لكنه مركب من ثلاث نجمات متراكبة
بحيث لو انك نظرت لها من الخارج فإنك لن ترى سوى نجمة واحدة فقط
لكنك لو اخترقت سطح هذه النجمة الاولى وذهبت لعمقها فإنك سترى نجمة تيتراهيدرون ثانية تتمركز في وسطها ومركزها
ولو اقتربت من هذه النجمة الثانية أكثر ووصلت لسطحها ثم اخترقته ودخلت في داخلها متوجها بنظرك لمركزها فإنك سترى هناك نجمة التيتراهيدرون الثالثة متمركزة في وسطها
وإذا ما توجهت نحوها واقتربت من سطحها ونفذت منه أخيرا متوجها ببصرك نحو مركزها فإنك لن ترى نجمة تيتراهيدرون رابعة
وسترى نقطة مضيئة بنور ساطع تتمركز في مركز تلك النجمة الثالثة
هذه النقطة المضيئة هي الاسم المكنون المكنون في وسط ومركز النجمات الثلاثة ،،
فالنور الأول بالهندسة المقدسة هو نجمة تيتراهيدرون تستبطن في داخلها نجمة تيتراهيدرون أخرى ،،
وهذه النجمة الأخرى تستبط بداخلها أيضا نجمة تيتراهيدرون ثالثة ،،
والاسم المكنون يتمركز في وسط تلك النجمة الثالثة ،،
وبالتالي فهو يتمركز في وسطهم ومركزهم ثلاثتهم.
.
.
هذه هو وصف النور الأول في الهندسة المقدسة.
نفس هذا النور سينقسم بمشيئة خالقه لنصفين.
ويقسمه لنصفين لا تعني كما لو انه سيقسمه بمنشار لنصفين متساويين يكمل أحدهما الآخر
كلا
فهو حين سيقسمه لنصفين فإنه سيجعله نورين متطابقين بالصفات والاسماء.
يعني سيقسم النور فيجعله نورين متساويين ومتشابهين في كل شيء.
يعني نسخة طبق الأصل من النور الأول.
اذا اردنا أن نطبق هذا المعنى على نجمة التيتراهيدرون بالهندسة المقدسة فذلك سيعني أن هذه النجمة التي تحوي بداخلها نجمة والتي تحوي داخلها نجمة ثالثة والاسم المكنون وسطهم ستنقسم وتصبح نجمتين ، وفي كل نجمة يوجد نجمتين أخريين واسم مكنون في وسطهم كلهم
طيّب ،، ماذا سيفعل بعد ذلك؟
لماذا قسمهما ان كان يريدهما نسختين متطابقتين من بعضهما؟
فهما حتى الآن شيء واحد ومعنى واحد ونور واحد متحدان بالمعنى والصفة رغم أنهما افترقا عن بعضهما البعض.
فبدل كلمة تامة واحدة أصبح عندنا كلمتين تامتين،،
فما الغاية من وجود كلمتين تامتين ومنفصلتين؟
فلو كان هناك من حاجة لغيرها معها ،، فلن تكون كلمة تامة وذلك لحاجتها لغيرها معها
هذا الأمر سيجيبنا عليه أمير المؤمنين وسيوضحه لنا في حديثه المعروف بحديث النورانية،
وهذا المقطع من هذا الحديث والذي به الفائدة في توضيح هذا الأمر:
(( يا سلمان ويا جندب
ان الله جعلني امينه على خلقه
وخليفته في ارضه وبلاده وعباده
واعطاني مالم يصفه الواصفون ولا يعرفه العارفون
فاذا عرفتموني هكذا فانتم مؤمنون
ياسلمان قال الله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة) فالصبر محمد والصلاة ولايتي
ولذلك قال (وانها لكبيرة) ولم يقل وانهما ثم قال (إلّا على الخاشعين )
فاستثنى اهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي
ياسلمان نحن سر الله الذي لا يخفى
ونوره الذي لايطفئ
ونعمه التي لا تجزى
اولنا محمد واوسطنا محمد واخرنا محمد
فمن عرفنا فقد استكمل الدين القيم
يا سلمان ويا جندب
كنت ومحمداً نوراً نسبح قبل المسبحات
ونشرق قبل المخلوقات
فقسم الله ذلك النور نصفين
نبي المصطفى ووصي المرتضى
فقال الله عز وجل لذلك النصف كن محمداً
وللاخر كن علياً
ولذلك قال النبي صلى الله عليه واله وسلم انا من علي وعلي مني
ولا يؤدي عني الا انا او علي
واليه الاشاره بقوله (وانفسنا وانفسكم ) وهو اشارة الى اتحادهما في عالم الارواح والانوار
ومثله قوله (افان مات او قتل ) والمراد هنا مات او قتل الوصي
لانهما شيء واحد
ومعنى واحد
ونور واحد
اتحدا بالمعنى والصفة
وافترقا بالجسد والتسمية
فهما شيء واحد في عالم الارواح ’انت روحي التي بين جنبي ’
وكذا في عالم الاجساد ’أنت مني وانا منك ترثني وأرثك ’
((انت مني بمنزلة الروح من الجسد ))
واليه الاشارة بقوله (صلوا عليه وسلموا تسليماً )
ومعناه صلوا على محمد وسلموا لعلي امره
فجمعها في جسد واحد جوهري
وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر )))))….إنتهى النقل
.
وهنا سنأخذ ما ورد بالرواية من دون الشروحات الواردة فيها لنرى الصفة التي يصفها أمير المؤمنين لعملية قسمة النور الأول لنصفين:
كنت ومحمداً نوراً نسبح قبل المسبحات
ونشرق قبل المخلوقات
فقسم الله ذلك النور نصفين
نبي المصطفى ووصي المرتضى
فقال الله عز وجل لذلك النصف كن محمداً
وللاخر كن علياً
هما شيء واحد
ومعنى واحد
ونور واحد
اتحدا بالمعنى والصفة
وافترقا بالجسد والتسمية
فهما شيء واحد في عالم الارواح
وكذا في عالم الاجساد
فجمعها في جسد واحد جوهري
وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر…..إنتهى
.
.
.
فجمعها في جسد واحد جوهري وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر؟؟؟؟؟؟
كيف يمكننا أن نتصور هذا الأمر هندسيا؟
نرجع للكلمة التامة في الهندسة المقدسة ،،
وهي نجمة التيتراهيدرون التي تستبطن داخلها نجمتين ووسطهم جميعا يكمن الإسم المكنون كما بيّنا في البداية
نأتي بهذه النجمة ونضعها امامنا بحيث يكون رأسيها المدببين أحدهما متوجه للأمام والآخر متوجه للأعلى
ولنفترض انها تدور حول نفسها من اليمين نحو اليسار
أول خطوة سنقوم بها هي اننا سنعمل نسخة طبق الأصل منها ونضعهما بجانب بعضهما البعض ،،
فلا نستطيع ان نعرف من منها هي الصورة ومن منهما هي الاصل
فنسلّم أنهما متطابقتين تماما فلا يوجد أدنى فرق بينهما
لكن لكي نميز ما سنفعله بالخطوات التالية بإحداهما سندعوهما باسمين مختلفين
الأولى سندعوها “م”
والثانية سندعوها “ع”
وهكذا نكون قد فرقنا بينهم بالتسمية
نأتي الآن لخطوة التفريق بين النجمتين بالصفات
ولهذا الهدف فإننا سنعمد للنجمة “ع”
ونقلبها أولا ظهر على بطن
ثم نقلبها ثانيا رأسا على عقب
ثم نعكس حركة دورانها لتدور حول نفسها من اليسار لليمين
حتى الآن النجمتين لا تزلان بجانب بعضهما البعض
لكن رأس إحداهما العلوي لا زال كما هو متوجه نحو السماء ، والرأس المدبب الآخر لها أيضا كما هو متوجه للامام
كما وأن حركتها لا تزال تدور حول نفسها من اليمين لليسار وبنفس السرعة
بينما الأخرى التي قلبناها ظهرا على عقب وراسا على عقب وعكسنا اتجاه حركتها وزدنا من سرعتها أصبح رأسها العلوي متوجه نحو الأرض ورأسها الأمامي نحو الخلف تدور حول نفسها من اليسار لليمين بسرعة مختلفة عن سرعة النجمة الاولى
وبهذا فإننا سنكون قد فرقنا بين أمرهما ،، فأصبحت صفاتهما متضادة ومتعاكسة
وذلك بعد أن فرقنا بينهما بالتسمية
نأتي للخطوة الأخيرة والأهم وهي أن نعيد جمعهما مع بعضهما البعض فيشكلان جسد واحد جوهري
نأتي للنجمتان اللتان اصبحتا مختلفتين بالاسماء والصفات في الامر ونعيد تركيبهما على بعضهما البعض بنفس الهيئة التي أصبحتا عليها بعد كل تلك العمليات
حينها سينتج لنا نتيجة لتركيب النجمتين مع بعضهما البعض جسد واحد جوهري دوّار بعضه على بعض
وهيئته الخارجية شكلها هو الشكل المعروف عالميا بإسم الميركابا
نفس هذا الشكل الخارجي للميركابا لو انك اقتربت من سطحه الدوّار بعضه على بعضه ثم اخترقته متوجها للداخل منه ومتوجها ببصرك نحو مركزه فإنك سترى نجمة ميركابا أخرى تتوسطه
ولو انك اقتربت منها ثم اخترقت سطحها الخارجي الدوّار بعضه على بعضه ودخلت بعمقها فإنك سترى أيضا نجمة ميركابا ثالثة في وسطها ومركزها ،،
وهذه لو انك اخترقت سطحها الدوّار بعضه على بعضه وتوجهت ببصرك نحو مركزها فإنك سترى هناك نور واحد لامع في مركزها
لكنك لو اقتربت منه أكثر وأكثر وأكثر وأكثر فإنك ربما سترى نقطتان نوريتان يدوران حول نفسيهما وحول بعضهما البعض
هما نفسهما هما نفس الاسم المكنون الاول،
لكنه قسم نفسه نصفين
فاظهر الوجود من نفسه بنفسه لنفسه
فلا يراه بتمامه الاّ خالقه
ولا يعرفه بتمامه الا خالقه
ولا يرزقه الا خالقه
وصلى الله على محمد وآل محمد نوره الأنور والنور على نور