*123* الصلاة على محمد وآل محمد

  • Creator
    Topic
  • #1941
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الصلاة على محمد وآله أعظم دعاء ـ لماذا؟
    قال أمير المؤمنين عليه السلام : صلّوا على محمد وآل محمد ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقبل دعاءكم عند ذكر محمد ودعائكم له ، وحفظكم إياه…..أنتهى
    وقال أمير المؤمنين عليه السلام : كلّ دعاءٍ محجوبٌ عن السماء حتى يُصلّى على محمد وآله…..إنتهى
    فما هو السبب الحقيقي لأهمية الصلاة على محمد وآل محمد؟
    ولماذا هذه الاهمية الكبرى حتى أنها أصبحت ركنا أساسيا لقبول الصلاة والدعاء؟
    فلا تُقبل الصلاة الا بها والدعاء لا يُرفع كذلك الا بها
    لنعرف ذلك يجب أن نحدد او أن نعرف من هم محمد وآل محمد الذين نصلي عليهم:ـ
    ـ1ـ روى الشيخ الكليني رحمه الله عن الإمام الصادق عليه السلام في قول الله تعالى:
    ـ(الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكوةٍ ) قال ــ: «فاطمة عليها السلام»،
    ـ(فيها مصباحٌ ) «الحسن»،
    ـ(المصباح في زجاجةٍ) «الحسين»،
    ـ(الزجاجة كأنها كوكب دري) «فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا،
    ـ(يوقد من شجرةٍ مباركة) «إبراهيم عليه السلام»،
    ـ(زيتونة لا شرقية ولا غربية) «لا يهودية ولا نصرانية»
    ـ( يكاد زيتها يضئ ) «يكاد ا لعلم ينفجر بها»
    ـ(ولو لم تمسسه نارٌ نورٌ على نورٍ ) «إمام بعد إمام»
    ـ( يهدي الله لنورهِ من يشاء ) «يهدي الله للأئمة من يشاء،
    ـ(ويضرب الله الأمثال للناس)…..إنتهـــــــــــــى
    ـ2ـ وورد عن الكابلي: سألت أبا جعفر(ع) عن قول الله عز وجل: “فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي  أَنزَلْنَا”
    فقال: “يا أبا خالد, النور والله الأئمة من آل محمد “ص” إلى يوم القيامة
    وهم والله نور الله الذي أنزل
    وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض
    والله يا أبا خالد لنور  الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار
    وهم والله يـــــنـــــورّون قــــــلـــــــوب المؤمنين
    ويحجب الله عز وجل نورهم عمن يشاء فــــتـــضـــلـلـهم قـــلــوبــهــم
    والله يا أبا خالد لا يحبنا ويتولانا حتى يطهر الله قـــــلــــبــــه
    ولا يطهر الله قــــلــــب عبد حتى يسلّم لنا ويكون سلماً لنا
    فإذا كان سلماً  لنا سلّمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر”…..إنتهى
    ـ3ـ وورد في الزيارة الجامعة: “خَلَقَكُمْ اللّهُ اَنْواراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ”
    هذه الروايات الشريفة اخترتهم كنماذج بسيطة فقط من بين المئات وربما الآلآف من مثل هذه الروايات الشريفة الموجودة في كتب أهل البيت الروائية
    والتي تحمل جميعها نفس هذه المعاني الشريفة من أنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم نور الله نور السماوات والأرض
    هؤلاء هم محمد وآل محمد ، زهرة الحياة في منزلتهم النورية الالهية العليا، فمن هو الذي يصلّي عليهم وهم نور السماوات والأرض؟
    أقصد عندما نقول اللهم صلّي على محمّد وآل محمّد ونحن نعتقد أنهم هم نور السماوات والأرض ((زهرة الحياة)) كما تقول الروايات فلمن نوجه خطابنا حينئذ؟
    ومن هو الذي يستطيع أن يصلّي على نور السماوات والأرض؟
    في مقالات سابقة قلنا أن نور السماوات والأرض له ظهورات متعددة
    فكونهم كما تقول الروايات أنهم هم نور الله الذي أظهر الوجود به ومن خلاله فهذا يعني ان أركان هذا النور الالهي لها ظهورات وتجليات متعددة ودرجاتها مختلفة تتناسب مع كل درجة من درجات التجلي والظهور
    فمراتب تجليات الامــــــامـــــة أو الــــنـــــور ليست درجة واحدة
    وأدنى مراتب تجلياتها بالنسبة لنا كبشر هـــــي المرتبة التي يختلف عامة الناس حول شؤونها في عالم الخلق
    واقصد بها مرتبة ظهورهم البشري بين الناس كأئمّة يأكلون ويشربون ويُقْتَلوُنَ بالسيف والسموم
    وتليها علوا في المراتب مرتبتهم كرب الملائكة والروح في عالم الأمر
    وتليها علوا مرتبتهم أنهم هم القوى الالهية الكونية الاولى التي خلقها الله وخلق منها كل شيء  ((النتر – النترو))
    وتتقدمهم في المراتب مرتبة الاســـــم الـــمـــكـــنــون ومرتبة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله وليلة قدره واســــمـــه الـــمـــخــلــوق الذي لا عِــــــدل له سوى الاســـم الــــمـــكـــنــون
    وكلمة يسبقهم أو تتقدمهم والتي أستعملتهما هنا فهي فقط لكي نفهم من خلالهما طبيعة تراكب ومنازل نور السماوات والأرض النور على نور
    وإلّا فإنهم نور واحد لا يسبق اوله أوسطه أو آخره ،، ولا يتأخر أخره عن أوسطه أو أوله
    وبسبب تعدد مراتب النور او الولاية سنجد أن الاوصاف التي تصفهم تلك الروايات بها أيضا متعددة
    فكل رواية تتكلم عنهم وعن مراتبهم في الوجود الظاهر وما قبله هي ناظرة ومتوجهة  لمرتبة واحدة من مراتبهم المختلفة
    فهم كأنوار لهم مراتب قبل الخلق (نور السماوات والأرض)
    ولهم أيضا مراتب حين الخلق
    ولهم كذلك مراتب مع الخلق
    ولهم مراتب فـــــي الخلق
    فمثلا نجد في الروايات مرة أن مرتبة الحسين حين الابداع وقبل خلق الخلق انه هو المصباح
    وفي مرة أخرى نجد فيها ان اسمه مكتوب على ساق من سوق العرش
    وسنجد فيها أن مرتبته حين الخلق ان من نوره خُلقت الجنة
    وسنجد فيها أن مرتبته في عالم الأمر انه وأخوه سيدا شباب أهل الجنة
    وسنجد في غيرها أن مرتبته في عالم الخلق أنه سيد الشهداء
    وفي الزيارة الجامعة الشريفة نحد أن مرتبته في الخلق ان روحه مع الارواح وإن اسمه مع الاسماء
    نور السماوات والأرض هو الإسم الأعظم المخلوق
    والاسم الأعظم المخلوق هو الله
    فــ “الله” الذي هو نور السماوات والأرض هو الاسم الأعظم
    والإسم الأعظم او نور السماوات والأرض المخلوق له ظهورات مختلفة كما قلنا قبل قليل
    وكل ظهور من ظهوراته سيناسب ذلك العالم الذي سيُظهره ويظهر به
    والاسم كما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في العديد من رواياتهم هو غير المسمى
    يعني الاسم الأعظم “الله” هو غير المسمّى به
    فالإسم الأعظم “الله” والذي هو نور السماوات والأرض هو إسم مخلوق
    أو اسم مُبدع بالإبداع لا من شيء
    والمعنى المعبود الذي أبدع هذا الإسم لا من شيء إنّما أبدعه ابداعا لا من شيء لكي يجعله اسمه ووجهه الذي يتوجه العباد له من خلاله
    فالمعنى المعبود هو المسمّى بهذا الاسم المخلوق
    والعباد يتخذون من هذا الاسم المخلوق وسيلة للمعنى المعبود الذي أبدعه
    نأتي الآن وبعد أن اوضحنا أنه إسم أعظم مخلوق لنحدد ما معنى أنه اسم أعظم  
    ولنرى بعد ذلك أسماء تجليات أو أسماء ظهورات هذا الإسم الأعظم في مختلف العوالم وبين مختلف درجات خلقه
    أمّا معنى الإسم الأعظم فهو أنه المخلوق الأعظم الذي يمثّل صاحب الإسم المسمّى به أكمل وأتمّ وأعظم تمثيل  
    فهو يُدعى بالإسم الأعظم لكونه أفضل وأتم وأعظم من يمثّل صاحب الإسم أو المسمّى به، وبالصورة الأكمل
    أرجو أن تتذكروا هذه التفصيلة المهمّة في كل ما سنقوله لاحقا
    فتكرار التذكير به في كل جملة هو أمر صعب وربما سيصبح كذلك أمر ممل.
    في هذا الكون الكبير بجميع سماواته وأرضه وبجميع أبعاده كلها ،،، خلق الله له فيها اسم ظاهر بين الخلق يمثّله أكمل وأعظم وأتم تمثيل
    فهو إسم مخلوق ظاهر للخلق ،،، لكنه بمشيئة الله هو مخلوق بهذه القدرة اللامتناهية  
    فقدرته هي من قدرة خالقه  
    أمّا هو من ذاته فلا حول ولا قوة له ابدا
    فحوله وقوته اللانهائية إذن هي من حول وقوة خالقه الــ لانهائية
    وهذا الإسم الأعظم يعلم ويدير جميع ما يجري في هذا الكون من دقائق شؤونه الى كبيرها وعظيمها وفي جميع أبعاده
    فهو يعلم ويدير جميع ما تتنزل به الملائكة والروح من الأمر في كل العوالم الموجودة في جميع تلك السماوات والأرض وبجميع ابعادها
    إنه يباشر بتنفيذ ذلك بنفسه ، بل ولا يجري بها أي شيء مهما كان صغيرا أو كبيرا الا باذنه
    لكنه بنفس الوقت لا يفعل ذلك بشكل فردي
    كيف يكون ذلك؟
    من كل عالم من تلك العوالم تحت القبب أو فوقها والتي ستوجد بها حياة وحضارة والتي ستتنزل الملائكة والروح بجميع تفاصيلها
    سيأخذ رب العالمين قبل قيام تلك الحضارة تحت القبب بعض من مادة الأرض تحتها ليشكل منها صورة تمثال لرجل
    ثم ينفخ فيه من روحه وقدرته، فيصبح حينها ذلك التمثال الرجل حي يرزق
    وحينها سيعلمه جميع الاسماء كلها أي سيخلع عليه كامل علمه وقوته وقدرته التي خلعها عليه المعنى الذي أبدعه  
    إجمالا سيُمكّنه بهذا التعليم من جميع ما مكّنه منه الله المعنى المعبود من العلم والقدرة
    أي انّه سيعلمه جميع الاسماء التي يعلمها هو، وبذلك فإنه سيجعل منه بذلك النفخ والتعليم اسم أعظم له
    فهو الإسم الأعظم للإسم الأعظم “الله”
    وهذا الإسم أو التمثال الذي نفخ فيه من روحه هو اسمه الأعظم أي انه اسم أعظم له هو
    وهذه الارض التي نعيش عليها يوجد عليها خليفة معيّن من رب العالمين الإسم الأعظم
    والذي هو نفخة من روحه ،، أي أن الخليفة هو نفخة من روح الاسم الأعظم
    وكذلك فإن كلّ أرض توجد عليها حياة في هذا العالم يوجد له فيها ايضا خليفة معيّن،، وهو ايضا نفخة من روح الاسم الاعظم نفخها في بدنٍ خلقه بيديه من مادة تلك الأرض تحت تلك القبة
    يعني لو كان يوجد هناك الف الف عالم او قبة سيوجد فيها أيضا الف الف خليفة، وكلهم انفاس من روح الاسم الاعظم، نفخها في أبدان سوّاها بيديه ونفخ فيها من روحه
    والخليفة في كل منها سيعلّمه الاسم الاعظم الاسماء كلّها التي علّمها الله المعنى المعبود له إبتدآءا
    وبذلك فإن كل خليفة في كل أرض منها تحت كل قبة هو إسم أعظم للإسم الأعظم
    فالإسمان هنا بذلك هما إسم واحد، لأنهما يعلمان كل الاسماء وعندهما نفس القدرة المطلقة،، لكن لهما مرتبتان في الشرافية
    فالفرق الوحيد بينهما هو كالفرق بين شرافة الصورة في المرآة وشرافة صاحب الصورة
    والنتيجة من كل ذلك هي أنّ الحاكم الفعليّ لكلّ العوالم الموجودة في كل الوجود هو نفسه نفس الإسم الأعظم
    فجميع الخلفاء الذين عينهم الإسم الأعظم في جميع القبب هم صور مرآتية لنفس الإسم الأعظم الذي نفخ فيهم من روحه
    فكلّهم واحد لا يختلف أوّلهم عن أوسطهم عن آخرهم
    بحيث يستطيع أن يقول أيّ واحد منهم أنّني أنا الوليّ الأوحد في كل العوالم
    فهذا الاسم الأعظم الرجل يحكم ويدير ويدبّر شؤون الكون كله بهذه الطريقة ، وهو في كل ذلك يريد أن يحقق ويظهر مشيئة الله بهذه الطريقة
    طبعا هذا الاسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق والذي ينفخ من روحه فيُوجِد اسماء عظمى بعدد ما يشاء
    يُوجَد هناك إسم تكويني أعظم منه، وهو أيضا مثله اسم مخلوق ومرزوق
    وهذا الإسم الأعظم الآخر هو الذي خلق الله به ومنه السماوات والارض وكل ما فيهنّ وبينهنّ ،، وهو نفسه زهرة الحياة او هو نفسه نور السماوات والأرض
    ونفس طبيعة مادة بدن وهيئة نفس الإسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق السابق ذكره هي من ضمن جميع تلك الأشياء المخلوقة بهذا النور  
    وهذا الاسم الأعظم التكويني ((زهرة الحياة او نور السماوات والأرض)) موجود أو مكنون في كل مكان ومع كل المخلوقات من الذرة الى المجرة كما يقولون
    فهو رابع الثلاثة
    وخامس الأربعة
    وسادس الخمسة
    وهو مع ما هو ادنى من ذلك وما هو اكثر منه أيضا
    فهو مكنون بالجميع لان الجميع مخلوقون منه ،، فمعيته لهم هي معيّة تكوينية
    وهذا الإسم الأعظم الذي خلق الله منه جميع ما خلق ((زهرة الحياة او نور السماوات والأرض)) هو الإسم الذي خلق الله منه جميع ما خلق ابتداءا من السماوات والأرض وانتهاء لما فيهن وما  بينهن
    فهو الاسم الاعظم المخزون في كل الكائنات المخلوقة
    ومن ضمنها الاسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق
    لكنهما رغم أنهما اسمين مختلفين وأنّ أحدهما علّة لوجود الآخر لكن يوجد هناك بينهما رابط تكويني يجعلهما يتصرفان كما لو انهما وجود وكيان واحد
    بحيث ان ما سيشائه الاسم الأعظم الرجل تنفيذا لمشيئة الله المعنى المعبود في خلقه في اظهار أو برء ما هو مكنون ومكتوب في الكتاب التكويني أو الإسم المخزون فستعمل حينها زهرة الحياة والتي هي موجودة معه تكوينيا على تنفيذه له وإظهاره وجوديا
    فنور السماوات والأرض والذي هو روح كل الوجود بكل أشيائه يستطيع أن يتمثّل بأي صورة يشائها
    فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَـــتـَـــمَــثّــَلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
    وما ستشاء زهرة الحياة أو نور السماوات والأرض أن تكوّنه تنفيذا لمشيئة الاسم الاعظم الرجل الظاهر بين الخلق فسيعمل الله المعنى المعبود على تمكينها من تكوينه وايجاده واظهاره في عالم التجليات والظهور
    بمعنى أن الصلة بين المعنى المعبود وعملية عطائه الغير محظور لعباده وخلقه يجب أن تمر أولا بنور السماوات والأرض او بزهرة الحياة
    فقولك أو دعائك بـ : اللهم صلّي على محمد وآل محمد واستجب دعائي
    ستعني هنا :ـ
    إلهي الذي أعبدك وأتوجه إليك من غير أن تكون لي القدرة على معرفتك، أسألك أن تمدّ نورك الأنور الأنور الأنور محمد وآل محمد بكل ما من شأنه أن يحقق لي معه وبه ومن خلالهم طلبي ورجائي وحاجتي
    فالصلاة على محمد وآل محمد بهذا التوجه القلبي والعقلي ستجعلك تقف على قمة التوحيد العقائدي والعبادي أيضا
    فمحمد وآل محمد يقولون لك صحيح إننا نحن نور السماوات والأرض ، لكننا لا حول ذاتيّ ولا قوة ذاتيّة لنا، وأننا ما لم يأتنا المدد من الذي أبدعنا فلا حول ولا قوة لنا حينها لفعل أي شيء
    فنحن مجرد واسطة للفيض الإلهي ما بين خالقنا وربنا وبينكم
    فتوجهوا له بالدعاء ان يصلّي علينا لنصلّي نحن بدورنا عليكم
    أي ادعوا أن يفيض المعنى علينا بمدده لنفيض به بدورنا عليكم كيفما شئتم لذلك الفيض أن يكون
    فصلواتكم علينا هي دعوتكم المقبولة على أيّ حال بأن يفيض علينا ربنا ومبدعنا
    ونحن عبر مراتبنا وتجلياتنا المختلفة بينكم سنفيض عليكم من ما يفيض به مبدعنا علينا
    فنوفر لكم حينها بدورنا من كل ما سألتموه
    كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا
    ورب الملائكة والروح المسؤول عن عملية الامداد هذه هو أحد مراتب تجليات الله نور السماوات والأرض بين الخلق
    فما هي وظيفة رب الملائكة والروح؟
    إنّه واسطة من وسائط فيض المعنى المعبود
    فماذا يفعل لنا رب الملائكة والروح كواسطة فيض؟
    إنه يصلّي علينا
    هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ
    فرب الملائكة والروح هو الذي يصلّي علينا وملائكته
    لماذا يصلّي هو ملائكته علينا؟
    هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
    ليخرجنا من الظلمات إلى النور
    فنحن جميعا الأن في الظلمات تحت القبب وهو وملائكته يعملون على إخراجنا منها ومن ظلماتها
    فالمعنى المعبود هو فقط من يستطيع أن يصلي على نوره محمد وآل محمد ويمدهم بالفيض ليخرجونا من الظلمات إلى النور
    فنوره بمراتبه وظهوراته المختلفة قبل الخلق وبعد الخلق هو من يصلي علينا فيمدنا بالفيض بصوره المختلفة لِيُخْرِجَنا مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ/ليس آية
    والملائكة مخلوقة كذلك من نفس هذا النور ،، فعندما يصلي النور وملائكته علينا لِيُخْرِجُونا مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ/ ليس آية
    فهذا لا يعني سوى أن النور بظهوراته وتجلياته المختلفة هو من يصلي علينا لِيُخْرِجَنا مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ/ ليس آية
    فالملائكة المخلوقة من هذا النور
    والارواح العليا المخلوقة كذلك من هذا النور
    والانفس الناطقة القدسية او النفوس المطمئنة والتي هي أشبه المخلوقات بالملائكة والتي تنفستها أو التي ستتنفسها الأرواح او النفوس العليا قبل بداية كل حضارة جديدة تحت كل قبة من القبب لتساهمم معهم باخراج أو ببرء صور كل احداثها من حالة مكونها عنهم لحالة ظهورها لهم
    وذلك حسب خطط التنزل التي ستنزل من الكتاب التكويني الاسم المكنون على قلب الأسم الأعظم الرجل لكل العوالم وحضاراتها
    وينزلها هو بعد ذلك بشكل تفصيلي لأسمائه العظمى التي نفخ فيها من روحه وجعلها حاكمة تحت تلك القبب وعلى جميع من يعيشون فيها
    وكذلك على كل الملائكة والروح الذين سيقومون بعد ذلك بالتنزل باذنه تحت تلك القبب من كل امر سيزودهم بتفاصيله
    وأي دعاء آخر اذا استلمه نور السماوات والأرض ولبّاه لك  فهو إنما قد لباه الله المعنى المعبود لك من خلالهم،
    فقول نور السماوات والأرض هو قول المعنى المعبود
    وفعله هو فعله
    فنوره اذا شاء شاء هو واذا شاء هو شاء نوره
    ونوره لا يفعل الا ما يشائه وهو لا يشاء الا ما يشائه المعنى
    فخطابك حين تصلّي على محمد وآل محمد هو خطاب مباشر للمعنى المعبود
    وهو طلب مباشر للمعنى المعبود
    وسيتم رفعه مباشرة من قبل نفس النور للمعنى المعبود لينظر فيه ويستجيب له
    لأن محمد وآل محمد والذين هم اسم المعنى المعبود الأعظم لا يملكون أن يصلّوا من ذاتهم علينا او حتى على أنفسهم إلّا أن يصلّي عليهم ربهم المعنى المعبود الذي أبدعهم  ويمدهم بالفيض
    عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ((لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثم قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا، وإياكم والغلو كغلو النصارى فإني بريء من الغالين)) الحديث. (الاحتجاج ج2/ 23)
    – عن الامام الصادق (عليه السلام): (أجعلونا عبيداً مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم) (الثاقب في المناقب/ 402، الخرائج والجرائج ج2/ 735).
    – وعنه (عليه السلام): (أجعلوا لنا رباً نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم) (المحتضر/ 65،مختصر بصائر الدرجات / 204).
    – عن كامل التمار قال: (كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم فقال لي: يا كامل إجعل لنا رباً نؤوب إليه وقولا ما شئتم ، قال : قلت ُ : نجعل لكم رباًً تتؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟! قال: فاستوى جالساً، ثم قال: وعسى أن نقول: ما خرج إليكم من علمنا إلا ألفاً غير معطوفة)) (رجال الكشي/ 307 حديث 556) والألف غير المعطوفة كناية عن نهاية القلة.
    – وعنهم (عليهم السلام): ((نزهونا عن الربوبية وارفعوا عنا حظوظ البشرية، فلا يقاس بنا أحداً من الناس)) الحديث (مشارق أنوار اليقين / 101).
    – وعنهم (عليهم السلام): ((قولوا في فضلنا ما شئتم بعد أن تثبتونا عبيداً مربوبين)) (الصراط المستقيم ج1/ 95).
    – وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث معرفتهم بالنورانية: ((يا أبا ذر أنا عبد الله عز وجل وخليفته على عباده ، لا تجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته ، فإن الله عز وجل قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم ، فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون)) (بحار الأنوار 26/2).
    – وعنه (عليه السلام) في نفس الحديث: ((لا تسمونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ولا معشار العشر)) (بحار الأنوار 26/ 6).
    – وعنه (عليه السلام): (( إياكم والغلو فينا، قولوا إنا عبيد مربوبون، واعتقدوا في فضلنا ما شئتم )) (غرر الحكم/ 159).
    – وعن الامام الصادق (عليه السلام): ((لا ترفعوا البناء فوق طاقتنا فينهدم،أجعلونا عبيداً مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم)) (بصائر الدرجات/ 261).
    فـــالــــدعـــاء يـــبـــدء مـــن الأدنــــى
    والاســـتـــجــــابـــة تــــبـــدء مــــن العلّي الأعـــلـــى
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.