بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اودّ معرفة معنى كلمة ((Avatar))
أسئلة جميلة وردتني من أحد الإخوة الكرام قمت بالاجابة عليها واحببت أن أشارك بقية الاخوة الكرام إجابتي عليها
بداية الرسالة والأسئلة
((((( السلام عليكم أخي الكريم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عندي بضعة أسئلة ربما أجد اجابتها عندك لما اراه من طبيعة مواضيعك وكتاباتك
وأوّل سؤال هو: (هل ان الزمان في الحقيقة لحظة واحدة)
وهل (احساسنا بالزمان انما هو من صنع العقل)؟
فمن خلال بحث قديم عملت عليه وتركته ومن خلال قراءات معاصرة لعدة ابحاث خصوصا في مجال الطاقة و الهندسة المقدسة ومن خلال التدبر في بعض الزيارات و الادعية المباركة توصلت الى هكذا اعتقاد.
واود ايضا معرفة معنى Avatar ؟
فهل معناه الحلول؟
وهل ال البيت صلوات الله عليهم يحضرون في عالمنا كأفتار؟
هل هذا هو المعنى لهذا المصطلح؟
هل التقمص ممكن؟
وهل هو حقيقي؟
عذرا أخي الكريم ولكني بحق احتاج الى فهم هذه الامور وارى انك قد توغلت عميقا فيها))))) ……. إنتهاء الرسالة والأسئلة
أخي الكريم الله خلق وجود واحد إجمالي ،، وهذا الوجود الواحد الاجمالي خزائنه لا تنفد ،، وهو العقل الكوني ،، او نور السماوات والارض ،،
ولتوضيح معنى الوجود الإجمالي الواجد لنفترض الآن أنك قد عشت الف الف حياة بألف ألف كرّة ،، وتعلمت بها وخلالها جميع ما يمكن للإنسان أن يتعلمه بالف الف حياة ،، فأصبحت لك حينها خبرات وذكريات ومعلومات اكتسبتها من كراتك في تلك الألف ألف حياة
فكل ذلك العلم وتلك الخبرات سيكون لها حينها في عقلك وجود إجمالي غير تفصيلي ولا وجود به لتفاصيل أو حدود واضحة أو غير واضحة لتلكك التفاصيل ،،
لكنني لو سئلتك سؤال عن بعض خبراتك ومعلوماتك التي اكتسبتها من إحدى تلك التجارب فإنك ستبدء بسرد تفاصيل تلك المعلومات بشكل تفصيلي
ومثله فإن جميع خبراتك ومعلوماتك من الألف ألف حياة السابقة لها وجود اجمالي في كيانك او عقلك ،،
دعنا الآن نشبه هذا الكيان الاجمالي ببركة ماء ساكنة ،،
ونفس عملية طرحي للسؤال نشبهها بضربة عصى على سطح هذه البركة الساكنة
والاجابة نشبّهها بالتموجات التي ستسببها ضربة العصى ،،
هذا الوجود العقلي الاجمالي الواحد به على الإطلاق كل المعلومات التي كانت والتى تكون والتي ستكون الى قيام الساعة ،،
هذا الوجود الإجمالي الواحد هو نفسه الذي جاء ذكره بالرواية على انه العقل الذي له رؤوس بعدد الخلائق ما كان وما يكون منها
وعملية أن يسئله من في السماوات والارض ((الرؤوس التي بعدد الخلائق)) هي كأنّ كل واحد منهم يضرب سطح البركة بعصاه ،، وكل واحد منهم يرى جواب سؤاله من خلال مراقبته للتموجات الناتجة من ضربه سطح الماء بعصاه
فقط هذا الوجود الاجمالي الواحد او العقل الكلّي هو يعلم بكل شيء ومحيط بكل شيء كلحظة واحدة لا ثاني لها
طبعا والله المعنى المعبود الذي خلق هذا الوجود الواحد الإجمالي محيط بهذا العقل الكلي بكل ما يعلمه إحاطة تكوينية وسببية
والله المعنى المعبود خلق هذا الوجود الاجمالي الواحد ومعه خلق القلم ،،
القلم بكتابته هو كالعصى الذي ستثير ضرباته سطح هذا الوجود الإجمالي ،،
القلم هو مثال العقل الكوني الذي القاه في العقول الجزئية وهو الذي اشير له دائما بالرقم تسعة ،،
وهو الذي يتمركز في وجود كل رأس من رؤوس العقل الكلي ،،
وذلك سيعني لنا أنه هو الوحيد الذي يسئل العقل الكلّي دائما وأبدا
لكنه يسئله مرة بلسان طالب التوحيد ومرة يسئله بلسانك ومرة يسئله بلسان أيثري ومرة ومرة ومرة ومرة ووووو
والعقل الكوني دائما يجيب مثاله القلم على سؤاله الذي يسئله إيّاه في كل حين ،، فيظهر له جوابه على سطح الماء (الزجاجة) المحيطة به كعقلل جزئي
القلم هو المصباح والذي هو نور
والعقل الكلي او الوجود الإجمالي هو المشكاة
والزجاجة هي حيث ستنعكس اجابات العقل الكوني للمصباح او للنور أو للقلم
فإحساسك بالزمن هو نتيجة استمرار سيل أسئلة القلم أو الرقم تسعة مثال العقل الكوني المقيم في قلبك
تستطيع ان تقول ان احساسك بالزمن هو نتيجة حديثهما مع بعضهما البعض ،، العقل الكوني ومثاله ،، فالقلم يسئل باستمرار والعقل الكوني يجيب أيضا باستمرار ،،
يقولون انه حديث النفس هو من يشعرك بوجودك واستمرارية وجودك وبالزمان
أمّا الأفاتار فغالبا ما يعنون به الجسد مادي ،، أو النفس النامية النباتية ،،
فالنفس الناطقة القدسية عندما تريد أن تخوض تجربة مادية جديدة فإنها تحتاج لجسد مادي جديد أو نفس نامية نباتية جديدة تخوض بها تلك التجربة ، وهذا هو الأفاتار
وأحيانا يقصدون به روح تملك خبرة كبيرة تختار بإرادتها أن تكرّ بين الناس لتعلمهم الامور الروحية وتقرب لهم المعاني الغيبية
لو أردنا أن نجد لهم مقابل في مصطلحاتنا الاسلامية ،، فهم يقصدون به ربما أحد المُخْلَصِين ،، فهو قد ينزل بين الناس كنبي أو كرسول أو كإمام أو كرجل غامض حكيم يستطيع أن يغير مجرى الاحداث بحكمته ودرايته
أمّا التقمص فحتى هنا لا يوجد شيء اسمه تقمّص بمعنى نزول روح ببدن كان موجودا سلفا وكانت تسكنه روح أخرى ،،، بل يوجد فقط خلق جديد أو إعادة تجسّد جديدة،،
ومن خلال مطالعتي المحدودة للاديان لم اجد من يقول ان التقمص هو نزول روح ببدن كان موجود سلفا وكانت تسكنه روح سابقة ،، بل جميع من قرأت لهم يقولون بولادة جديدة بجسد جديد وصورة جديدة ،، سواء كانت الصورة انسانية أو حيوانية
ولا أعتقد أن ذلك يتعارض مع قوله تعالى
فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ
فكل الصور لجميع الأحياء هي صور لأمم أمثالنا
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
وربما لو دققنا لكلمة أَمْثَالُكُم سنجد انها لا تأتي بمعنى “أمم مِثلَكُم” بل بمعنى آخر وهو “أُمَمٌ أَمْثَالُكُم”
وبالعودة لكلمة التقمص فربما جائت هذه الكلمة بقصد أن النفس الناطقة القدسية تلبس قميص جديد في كل كرّة جديدة ،، ويقصدون بالقميص الجديد بدن جديد ،، يعني يقصدون نفس نامية نباتية جديدة ،،
فإن كنت تقصد هذا المعنى فلا مانع منه،،
فاختلاف الاسماء والالفاظ المستعملة ان كان المعنى المقصود منها واحد فيجب أن لا يفسد الودّ
بالنسبة لأهل البيت عليهم السلام فالكلام عنهم ليس له حدود على الإطلاق ،، وحدوده فقط الخيال ،،
فكلما زاد خيالك زادت الحدود التي يمكنك أن تتكلم بها عنهم وتصفهم بها
لكنهم صلوات الله وسلامه عليهم قالوا إجعلوا لنا ربا نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا ،، فلن نبلغ أبدا حقيقتهم
لكننا لو أخذنا مقطع صغير من كلامهم الشريف في الزيارة الجامعة الشريفة لنستخرج منه إجابة لسؤالك هذا ، فربما سنصل لاجابة شبه مقنعة وقريبة من قصدهم ، وربما ستصف لنا بعض حقيقتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،،
وهو هذا المقطع:
أَسْمَاؤُكُمْ فِي الْأَسْمَاءِ وَ أَجْسَادُكُمْ فِي الْأَجْسَادِ وَ أَرْوَاحُكُمْ فِي الْأَرْوَاحِ وَ أَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ
فلو اردنا أن نطبق هذا المقطع من الزيارة الجامعة الشريفة على سؤالك وبعد أن نقول أن الأنسان هو عبارة عن:
جسد
ونفس
وروح ،،
فإننا سنجد أن جميع الأجساد هي أجسادهم لأن أجسادهم هي التي في الاجساد ،،
فالاجساد مجرد قمصان لأجسادهم أو لحقائقهم
فأَجْسَادُهُمْ فِي الْأَجْسَادِ يعني حقائقهم في الاجساد
وسنجد أن الأنفس هي أيضا قمصان أو أجساد لأنفسهم ،،
فأَنْفُسُهُمْ فِي النُّفُوسِ
وسنجد أن الأرواح هي أيضا قمصان لأرواحهم
فأَرْوَاحُهُمْ فِي الْأَرْوَاحِ
وبما أنك تعرف مبادئ الهندسة المقدسة فبالتاكيد أنك تعرف معنى زهرة الحياة وكيف انها تنطوي في كل الأشياء المادية أو المعنوية أو العقلية على الإطلاق ،، بل إنّها هي نفسها هي كلّ شيء وكلّ الأشياء
وبالتأكيد أنك تعرف أن على معرفة زهرة الحياة قد دارت القرون الأولى ،،
وتعرف كيف أن القرون الأولى قد خلّدوا وصولهم لمعرفة زهرة الحياة في آثارهم وعلومهم ورموزهم ،، فأثبتوها بها بكل طريقة ممكنة لهم
ولا أعرف إن كنت مطلع على هذه التفصيلة التالية الصغيرة أم لا ،،،
وهي أن خبراء الهندسة المقدّسة لزهرة الحياة ملتفتين أيضا إلى ان الأنبياء وقصصهم وشخصياتهم هي مجرد رموز تشير وتدل على معانيي إلهية عظيمة
والدائرة التي وسط زهرة الحياة والتي يعتبرونها الروح هم يقولون أنها إشارة إلى مقام الصديقة مريم أم المسيح عيسى بن مريم ،،
فهي الأنثى الوحيدة بين إثني عشر دائرة ذكر ،،
واذا أحببت يمكنني أن أدلك على فلم وثائقي
لـ drunvalo melchizedek
وهو يبين هذا المعنى وسط حشد كبير من الناس ،، وكيف يقول بصوت عالي أن الدائرة في وسط زهرة الحياة هي مريم الصدّيقة أم المسيح عيسى عليه السلام ، وأنها هي روح الوجود كله ورحمته أيضا ،، لترتفع حينها اصوات الصلوات والهتافات والتصفيق بين الحشد الحاضر
ولا أخفيك أنني أرى أن تفاصيل قصة أهل البيت بكل تفاصيلها هي رموز متكاملة لحقائق كونية تكفّل الانبياء والرسل بأمر تبليغها للناس ،، وتعهد إبليس بحزبه حزب الشيطان أن يطمس أمر هذه الرموز وتشويهها
فابتداء من عددهم ،، ووصولا لتفصيل أجناسهم وتقسيمهم وترتيبهم داخل العائلة ،، ثم لعدد الائمة التسعة من ولد الحسين عليهم الصلاة والسلام ،، كلها تشابه تفاصيل الهندسة المقدسة
فالتفاصيل المتشابهة بينهما كثيرة ويمكنني أن اقارن لك الشّبه بين تفاصيلهم وبين مفردات الهندسة المقدسة
أكتفي بذلك أخي الكريم وأعتقد أنني سانقل اسئلتك مع اجابتي عليها واضعها في موضوع منفصل مع بعض الزيادة عليه والتعديل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين