*130* حرث الآخرة هو معرفة أمير المؤمنين والائمة

  • Creator
    Topic
  • #1967
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حرث الآخرة هو معرفة أمير المؤمنين والائمة، وزيادة الحرث هو زيادة المعرفة
    النفوس العليا هي الملائكة والروح التي تعيش في عالم الأمر ،، يعني هي التي تعيش ما فوق السقف المرفوع،
    وهي من ترسل أنفاسها الناطقة القدسية التي تنفستها من روحها في عالم الخلق لما تحت السقف المرفوع ،، لتعيش من خلالها تجارب مادية مختلفة
    فالامر بدء بنور ثم منه تقطرت قطرات وتلك القطرات خلق منها ارواح ثم تلك الارواح تنفست فخلق منها ارواح أخرى
    يعني الارواح نفخت من روحها أرواح أخرى
    فالامر بدء بروح واحدة وهذه الروح الواحدة منذ أن خلقها الله لا زالت تنفخ من روحها ارواح ،،
    وارواحها تنفخ من روحها ارواح أخرى
    وهكذا تستمر العملية ولن تنتهي أبدا
    عن جابر بن عبدالله قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : أول شئ خلق الله تعالى ما هو ؟ فقال : نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساما ، فخلق العرش من قسم والكرسي من قسم ، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله ، ثم جعله أقساما فخلق القلم من قسم ، واللوح من قسم والجنة من قسم .
    وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله ثم جعله أجراء فخلق الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر والكواكب من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله ، ثم جعله أجزاء فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء والعصمة والتوفيق من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ، ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول ، ثم تنفست أرواح الانبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الاولياء والشهداء والصالحين .
    ((—الاضافة التالية كانت جواب على سؤال الأخ الكريم @د.جاسم حميد طرحه في التعليقات وقدّرت انه من المناسب أن اضيفها على متن الموضوع للفائدة والتوضيح—))
    والكلام هنا هو ليس عن الوعي الكلّي المخلوق الذي لا وعي مخلوق فوقه،،
    بل الكلام هو عن وعي كلّي مخلوق وله عدد محدود من الامتدادات الواعية وهو يحيط بها علما ووعيا وادراكا وتدبيرا ،، ولكنّه يوجد وعي كلّي أكبر منه يحيط به هو وبامتداداته الواعية علما ووعيا وادراكا وتدبيرا
    وما جاء بهذا المقال من الكلام هو حصرا عن موجودات عالم الأمر من الملائكة والروح الذين يتنزلون باذن ربهم من كل أمر
    فهم عندهم القدرة على التجلي من خلال النفوس الناطقة القدسية بأكثر من تجربة مادية ،، او بأكثر من حلم بنفس الوقت
    فالملائكة والروح تعتبر نفوس عليا للنفوس الناطقة القدسية التي ستنزل في عالم الخلق لتختبر تجربة أو عدّة تجارب مادية بكرّات متتالية لتتعلم منها اشياء كثيرة ستعينها على الصعود والترقي للمرحلة التالية من وجودها علما ومعرفة
    ونفس هذه الملائكة يوجد هناك ملائكة أخرى أرقى وأعلى منها منزلة ورفعة ،، وتُعتبر بالنسبة لها هي نفوسها العليا
    أمّا النفس العليا الأعلى الأعلى الأعلى والتي لا يوجد من يحيط بها علما وهي تحيط بكل النفوس علما وتدبيرا واحاطة ،، والتي هي الحجة على كل الخلق
    فهي الإسم المخلوق الذي هو بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد والتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور
    أو هي العقل الذي لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ، مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلي يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
    وهي التي أشرت لها باسم الكتاب التكويني حين قلت أنه (( يستوحي جميع صور أحداثها المحتملة بكل تفرعاتها من الكتاب التكويني))
    وكذلك حين قلت (( وهكذا هو العقل الكوني ،، فإنه يعيش صور كل الاحتمالات بكل وجوهها وبجميع الازمنة كلحظة واحدة مستمرة،،))
    العقل الكلّي الأعظم الأعظم الأعظم لا يوجد اسم خاص له رغم أن كل العقول الجزئية والأسماء المختلفة هي عقوله واسمائه
    والعقل الكلّي الأعظم الأعظم الأعظم لا تعيّن او لا ظهور خارجي له كعقل كلّي أعظم أعظم أعظم،، رغم أن كل العقول الجزئية وكل الأسماء هي تعيّناته وظهوراته
    فهو لا يوجد مكان يحويه أو زمان يحدّه ،، وذلك لأنه هو من يخلق لجميع العقول الجزئية المتقوّمة به ذلك الشعور بالحضور في المكان ،، وبتتابع لحظات الزمان فيه عليه
    فكل شيء حاضر عند الوعي الكوني او الكلي او عند الكتاب التكويني ،، فهو لا يزيد علما مقدار خردلة كما لا ينقص علمه قدر ذرة
    والكلمة التامة باسمائها الثلاثة والاسم المكنون المخزون بها، يخرجون تلك العلوم من حالة مُكونها لظهورها،،
    فيظهرونها بإعمال إرادتهم او بإعمال مشيئتهم الجزئية الموضوعة فيهم أو المكنونة فيهم في عوالم الخلق والأمر
    وعملية اظهار موجودات عالمي الخلق والامر للعلم المكنون في الكتاب التكويني يُطلق عليها قرآنيا عملية “البرء”
    مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
    فموجودات عالمي الامر والخلق تبرء بمشيئتها تباعا، أو تُظهر بمشيئتها من الكتاب التكويني المكتوب والمكنون على مراحل متتابعة من جميع ما يمكنها أن تبرأه من صور الأحداث واحتمالاتها
    فكل الأسماء الحسنى والعظمى يزدادون كلّ يوم علما ومعرفة من العلم الذي يحويه الاسم المخلوق الأعظم الأعظم الأعظم الذي هو نفسه هو الاسم الذي بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد ووووو
    هذا الإسم المخلوق الأول كلما زدنا به معرفة زدنا به تحيراً، وكلما زادنا معرفة اكتشفنا جهلنا وقلة حيلتنا وضعفنا
    الله المعنى المعبود ليس موضع معرفة ولا بحث ولا تفكّر
    فالتفكّر به لا يزيد الا زندقة
    والبحث فيه ممنوع
    ومعرفته ممتنعة لانه ليس كمثله شيء
    من رواية طويلة اخترت لكم هذا المقطع القصير منها:
    ((( قلت: ” الله لطيف بعباده يرزق من يشاء “؟
    قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام،
    قلت: ” من كان يريد حرث الآخرة “؟
    قال: معرفة أمير المؤمنين عليه السلام والائمة
    قلت :” نزد له في حرثه “
    قال: نزيده منها، قال: يستوفي نصيبه من دولتهم “
    قلت: ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب “
    قال: ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب……)))……إنتهى
    فحرث الآخرة هو معرفة الإمام المعرفة النورانية
    وزيادة حرث الآخرة يعني زيادة المعرفة بمراتب الإمامة الظاهرية والباطنية في عوالم الظهور والتجلي وما قبلها أيضا
    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.