*162* الكونداليني ودوره في تنفيذ خطة السماء

  • Creator
    Topic
  • #2008
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الكونداليني ودوره في تنفيذ خطة السماء
    .
    هذا المقال كُنت قد كتبته قبل أربعة سنوات في احد المنتديات طرحت به تساؤلات وتعجبات أعيد هنا كتابتها وطرحها لعلاقتها بالموضوع السابق عن الكونداليني ودوره الوجودي المهم مع كل انسان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
    صدق الله العلي العظيم
    وعن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحيم القصر ، عن أبي عبدالله عليه السلام :ـ
    قال :ـ سألته عن ( ن والقلم ) ـ  
    قال :ـ إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد  
    ثم قال لنهر في الجنة كن مدادا فجمد النهر
    وكان أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من الشهد  
    ثم قال للقلم :ـ اكتب  
    قال :ـ يا رب ما أكتب؟ــ  
    قال :ـ اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة  
    فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة  
    وأصفى من الياقوت  
    ثم طواه فجعله في ركن العرش  
    ثم ختم على فم القلم ، فلم ينطق بعد ، ولا ينطق أبدا  
    فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها  
    أو لستم عربأ ؟ــ
    فكيف لا تعرفون معنى الكلام ؟ــ
    وأحدكم يقول لصاحبه انسخ ذلك الكتاب ،، أو ليس إنما ينسخ من كتاب آخر من الاصل، وهو قوله إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ إنتهى النقل
    و
    قال أمير المؤمنين عليه السلام:ـ
    سلوني قبل أن تفقدوني  
    إنّي ميّت أو مقتول ،، بل قتلاً
    ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم
    وضرب بيده إلى لحيته
    والذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة
    ولا عن فئة تضلّ مائة أو تهدي مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وسائقها.ـ .ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ إنتهى النقل
    فكل الأحداث التي تمر علينا إذن سواء أكانت أحداث مصائب او أحداث فتن، كل الفتن بلا استثناء ،،فتن بلاء كانت ام كانت فتن رخاء
    واسماء اولادي
    واسم زوجتي
    وامي وابي
    واخواني
    وجيراني
    بكل اسمائهم وصورهم وقصصهم و و و و
    كل ذلك وغيره تقول الآيات الكريمة والروايات أنّها كلّها قصدية الحصول ولا يوجد بها صدفة أبدا
    فحين كتب القلم ما كتبه لم يترك للصدفة من شيئ
    فكيف يكون ذلك؟ــ
    كيف أختار زوجتي؟ــ
    وكيف أختار اسماء اطفالي؟ــ
    وكيف أختار الطريق الذي ساسلكه؟ــ
    فمن نفسي أرى أنني مختار وغير مجبر على كل اختياراتي مهما كانت
    ولكن الله وأهل البيت يقولون لي لا اختيار لك في ما كُتب لك وعليك في الكتاب من الأحداث  
    واختيارك ينحصر في تصرفك حين تكون في وسط تلك الأحداث التي كُتب عليك أن تواجهها وتعيشها
    وتساؤلي هنا هو ليس عن كيفية اختياري او عن ردود أفعالي تجاه تلك الأحداث التي سأكون وسطها
    بل عن ما هي تلك الأليّة ، او ما هي تلك الطريقة ،، أو ما هو ذلك السبب الذي سيجعلني أختار وبإرادتي (أو على الأقل هكذا سأظن) أن أسمّي أولادي بما سيوافق ما هو مكتوب لهم بالكتاب من أسماء؟ــ
    وما هو ذلك السبب الذي سيجعلني أختار تلك المرأة دون غيرها لتكون هي دونا عن غيرها زوجتي فيوافق ما هو مكتوب بالكتاب لي ولها؟ــ
    وما هو السبب الذي سيجعلني أختار وأن اقرر أن أهاجر من بلادي لبلاد أخرى بما يوافق ما هو مكتوب لي بالكتاب؟ــ
    فإنني أشعر انني حر في اختياراتي كلها ،، فجميعها نابعة من ذاتي ومن عقلي واختياري  
    ولكن الله يقول لي:ـ لا .ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ هذه ليست اختياراتك، بل هذا ما اخترته انا لك ولكم جميعا
    فما هي تلك الآلية ،، أو ما هو ذلك السبب الذي سينفذ الله به ومن خلاله خطته لي ولك ولكل مخلوقاته قصديا؟ــ
    ما هو ذلك السبب الذي سينفذ به خطته كاملة بحيث يشعر الجميع معها انّه حرّ باختياراته وان الصدفة هي التي قادته الى ان يكون هو وهي وهم على ما هم عليه اليوم؟ــ
    من حقي أن أتسائل وأن ابحث عن اجابات لتلك الأسئلة ولا بد من وجود جواب مقنع عليها كلّها
    فالقرآن الكريم والروايات الشريفة يؤكّدان لنا على القصدية في كلّ شيئ يجري في عالمي الخلق والأمر
    فهما يقولان لنا أن القلم قد كتب ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة من قبل حتى أن يبرؤها
    فالقلم الإلهي كتب في الكتاب المكنون (الإسم المكنون— الرقم تسعة) قصة واحدة متصلة الى يوم القيامة
    قصة واحدة طويلة تحوى بداخلها قصص مترابطة ببعضها البعض
    ومتصلة ببعضها البعض
    وتؤثر ببعضها البعض
    وتسوق احداث بعضها لأحداث أخرى في قصص أخرى هي بعدد أنفاس الخلائق
    فالقلم لم يترك شيئا إلا وكتبه في تلك القصة الواحدة الطويلة وفي قصصها الصغيرة
    التي كتب بعضها باللغة الصينية
    وبعضها بالعربية
    وبعضها بالالمانية
    وبعضها بالانجليزية
    وبعضها بالرومانية
    وبالإغريقية
    وبالهندية
    وبالمسمارية
    وحتى بتلك التي كانت تُرسم على الجدران
    فالقلم كتب كل شيئ بقدر معلوم  
    والقلم ليس باعتباطي ولا عشوائي ولا فوضوي
    وحين كتب كل شيئ قد كتبه بالكتاب فإنه كتبه بقدر معلوم  
    وما ستتنزل الملائكة والروح به من ذلك الكتاب بإذن ربهم ستتنزل به أيضا بقدر معلوم
    فالملائكة ليست اعتباطية
    إنها ليست فوضوية
    فالملائكة لا تأخذ من الكتاب ما يعجبها وتتنزّل به بالقدر الذي يعجبها
    كلا
    فالملائكة تستنسخ باذن ربها من اعمالنا وقصتنا ما حان وقت ظهوره ونزوله على صفحة الوجود والتجلي بنفس ذلك المقدار والقانون الذي كتبه القلم به  
    انها تستنسخه من الكتاب الذي نزل في ليلة القدر من العلي الأعلى لتظهره على صفحة الوجود والتجلي بنفس ذلك القدر وبنفس ذلك القانون الذي كتبه القلم به
    فالله تبارك وتعالى كتب بقلمه قصة الوجود كاملة بجميع قصص موجوداته
    صغيرها وكبيرها
    أوّلها وآخرها
    كلها بلا استثناء بكل تفاصيلها
    آجالها  
    أرزاقها
    لغاتها  
    أوطانها  
    و
    و
    و
    بجميع منعطفات فتن العسر واليسر التي ستمر بها شخصياتها وأوقات نزولها من اولها لآخرها
    العلي العظيم في كتابه الكريم يقول لقد كتبت بقلمي كل ذلك
    لكل واحد منكم على حدة
    ولكم جميعا كمجموعة
    كتبته لكم في هذا اللوح
    لكن كل ما كتبته في هذا اللوح وهو لوح المحو لا يوجد به أيّ جبر لكم  
    نعم كتبت به لكم وعليكم كل الإختبارات بكل تفاصيلها واحتمالاتها  
    أمّا تحديد نفس الإختيارات وأيّ الإحتمالات هي التي تريدون ان تعيشوها فهي مسؤليتكم أنتم
    ومنكم أنتم
    وبإرادتكم أنتم
    وبمشيئتكم أنتم
    وأنتم وأنتم وأنتم فقط
    لقد كتبت عليكم الصيام
    وانتم تثابون حين تصومون  
    وكتبت عليكم الجهاد وأنتم تثابون حين تجاهدون
    وكتبت عليكم الصبر وانتم تثابون حين تصبرون
    ولوح المحو الذي كتبت به كل الاحداث بامكانكم أن تبدلوا تفاصيله القادمة بإرادتكم فتظهر على لوح الإثبات
    فما سطره القلم يقوم نون تبعا لإرادتك ومشيئتك واختياراتك بمحوه وتبديله
    ليسطر لك القلم مرة أخرى أحداث غيرها تتناسب معها
    فخطة الوجود وقصة الوجود كاملة إذن وبكل احتمالاتها قد سطرها القلم في كتاب المحو
    ونحن نسير قصديّا حسب هذه الخطة الإلهية
    فما من فئة تضل ماْئة او تهدي ماْئة
    في أي زمان كان أو مكان
    إلا وكان أشخاصها معروفين ومشخصين صورة وإسما وصفة
    فهل ترك الله تبارك وتعالى تلك الأحداث التي كتبها بقلمه أن تجري لمستقرها اعتباطيا؟ــ
    أم انه قد جعل سببا أو أسبابا من عنده لتنفيذ هذه الخطة الإلهية فلا تحيد بسببها جميع شخصيات القصة عن الخطة الخاصة الموضوعة لكل منها كما كتبها القلم ورسمها لها؟ــ
    هل تُرِِكت أحداث القصة لكي تجري اعتباطيا أم أنّ كل حدث جرى ويجري وسيجري فيها انما هو يجري قصديا لمستقر له؟ــ
    هل لوح الاثبات كُتِبَت به قصة تُرك للصدف والإعتباط أن يكتب تفاصيلها؟ــ
    إن حياتنا أو وجودنا هو أمر بين أمرين
    .ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ
    فنحن لم نختر نفس الحياة أو الوجود ولكننا اخترنا جميع ما بهما، وصولا للتفاصيل الصغيرة منها
    فنفس وجودنا هو أمر جبري ولكن هذا الوجود الجبري هو وجود مختار
    فمن أوّل وجودي اخترت كمالي، واخترت صورتي النهائية لنفسي، واخترت الهدف النهائي الذي ارتأيته لنفسي وأردت الوصول إليه
    جميعنا فعلنا ذلك
    جميعنا اخترنا كمالنا الذي تصورناه لأنفسنا  
    فأيّها القلم كيف سمعتنا ونحن نختار فكتبت لنا اختياراتنا؟ــ
    أيّها القلم كيف علمت باختياراتنا؟ــ
    لا بد أنّ روحك أيها القلم مع أرواحنا وأن نفسك مع أنفسنا
    لا بد أن روحك منّا أيها القلم بمنزلة الروح من الجسد لتعلم عنّا كل ذلك
    ولا سماء كانت حينها مبنيّة أو أرض مدحيّة
    لا بد أنّك أيّها القلم خُلِقت متوحدا مع العقل الأوّل الذي خُلق وله رؤوس بعدد الخلائق ما كان وما سيكون منها إلى انقضاء الساعة
    خُلقت أنت متوحّد مع العقل الأول
    وخُلقت أناْ متوحّد معكما
    لا بد أن الأمور جرت على هذا المنوال  
    وإلّا فكيف لك أن تعرف هدفي وكمالي وغايتي التي أنشدها لنفسي فتكتب لي طريق هو أقصر الطرق لكي أصل عمليا به إليها؟ــ
    أيها القلم لقد كتبت لي طريقا
    وقدّرت لي به إلى آخر عمري المقادير
    وها هي
    مَقاديرُكَ تجري عَلَىَّ يا سَيِّدى فيما يَكُونُ مِنّى اِلى آخِرِ عُمْرى مِنْ سَريرَتى وَعَلانِيَتى
    وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ
    زِيادَتى
    وَنَقْصى
    وَنَفْعى
    وَضَرّى
    فأنت من كتبت لي وعليّ جميع ذلك أيها القلم
    وباطنك هو من بيده أن يبدّل لي جميع ما كتبته أنت
    أيها القلم إنني أفر منك إليك
    أيها القلم إنك تعلم أن غايتي هي الوصول والمسير إليك
    فإن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق
    فمن السالك بي إليك في واضح الطريق؟ــ
    وإن أسلَمَتني أناتُك لقائد الأمل والمنى
    فمن المقيل لعثراتي من كبوات الهوى؟ــ
    أيها القلم
    أعلم أنك قد كتبت وقدّرت فيما كتبت وقدّرت
    أنك قدّرت وكتبت أن تجري الأحداث كما كتبتها وقدرتها
    وأنك لم ولن لم تترك للصدفة من شيئ في ما كتبته
    فكتبت لكل واحد منا سبيله ثم يسرته لسبيله  
    وجعلت له وحوله من الأسباب الظاهرة والخفية ما سيجعله يسير على تلك الخطة التي وضعتها له فلا يحيد عنها أبدا
    فدلّنا يا سيدنا ومولانا على تلك الأسباب التي جعلتها لنا إماما مرشدا
    بل وجعلتنا به نسير وبإرادتنا تماما حسب الخطة التي رسمتها لنا من أول الأمر
    فلا نحيد عنها قيد انملة
    فهل هو سبب ظاهر يا سيدي ومولاي فأجول في طلبه البلدان؟ــ
    أم انه سبب باطن انطوى في اصل كياني ووجودي ويجب عليّ أن اغوص به للبحث عنه هناك؟ــ
    اِلهى اِنْ حَرَمْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَرْزُقُنى
    وَاِنْ خَذَلْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَنْصُرُنى اِلهي
    اِلهى ما اَظُنُّكَ تَرُدُّنى فى حاجَةٍ قَدْ اَفْنَيْتُ عُمْرى فى طَلَبِها مِنْكَ
    اِلهى فَلَكَ اَسْئَلُ
    وَاِلَيْكَ اَبْتَهِلُ وَاَرْغَبُ
    وَاَسْئَلُكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
    وَاَنْ تَجْعَلَنى مِمَّنْ يُديمُ ذِكَرَكَ
    وَلا ويَنْقُضُ عَهْدَكَ
    وَلا يَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ
    وَلا يَسْتَخِفُّ بِاَمْرِكَ
    اِلهى وَاَلْحِقْنى بِنُورِ عِزِّكَ الاْبْهَجِ
    فَاَكُونَ لَكَ عارِفاً
    وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً
    وَمِنْكَ خاَّئِفاً مُراقِباً
    يا ذَا الْجَلالِ وَالاْكْرامِ
    وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.