*203* من فاز بسلام الله ورحمته وبركاته كمّل الدين كله وذلك دين القيمة

  • Creator
    Topic
  • #2278
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    من فاز بسلام الله ورحمته وبركاته كمّل الدين كله وذلك دين القيمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
    محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    ربي اشرح لي صدري
    وضع عني وزري
    الذي انقض ظهري
    وارفع لي ذكري
    واجعلي لي من بعد العسر يسرا
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    السلام عليكم إخوتي وأخواتي الكرام ورحمة الله وبركاته
    من فاز فاز بسلام الله ورحمته وبركاته كمّل الدين كله وذلك دين القيمة
    ومَنْ فَازَ بِالسَّبْعَةِ فاز بسلام الله ورحمته وبركاته
    وقَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ
    فِي كَمَالِ الدِّينِ وتمام النعمة
    عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ:
    قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع:
    إِنَّ دِينَ اللَّهِ لَا يُصَابُ بِالْعُقُولِ النَّاقِصَةِ وَ الْآرَاءِ الْبَاطِلَةِ وَ الْمَقَايِيسِ الْفَاسِدَةِ
    وَ لَا يُــصَــابُ إِلَّا بِــالــتَّــسْــلِــيــمِ
    فَمَنْ سَلَّمَ لَنَا سَلِمَ
    وَ مَنِ اهْتَدَى  بِنَا هُدِيَ
    وَ مَنْ دَانَ  بِالْقِيَاسِ وَ الرَّأْيِ هَلَكَ
    وَ مَنْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ شَيْئاً
    مِمَّا نَقُولُهُ
    أَوْ نَقْضِي بِهِ
    حَرَجاً
    كَفَرَ بِالَّذِي أَنْزَلَ السَّبْعَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
    وَ هُوَ لَا يَعْلَم‏……..إنتهى
    سنبدء حديثنا اليوم من آخر جملة في هذا الحديث الشريف وهي :
    وَ مَنْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ شَيْئاً مِمَّا نَقُولُهُ أَوْ نَقْضِي بِهِ حَرَجاً كَـــفَـــرَ بِالَّذِي أَنْزَلَ السَّبْعَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وَ هُـــوَ لَا يَـــعْـــلَـــم
    وسنبدء تحديدا من الفقرة الأخيرة من هذه الجملة وهي :
    وَ هُـــوَ لَا يَـــعْـــلَـــم
    والآيات والروايات تركز دائما على خسارة فئة الذين لا يعلمون انهم هم الخاسرين رغم أنهم لهم نوع من الصنع ظاهره جميل لكن باطنه لا يطابق المواصفات الحقيقية والمقبولة ، وبالتالي فإنهم فقط يحسبون انهم يحسنون صنعا لكنهم في الحقيقة يعملون على غير بصيرة ولن يزيدهم عملهم الا بعدا
    عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ:
    الْعَامِلُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ لَا يَزِيدُهُ سُرْعَةُ السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً.
    وحديث الفرقة الناجية لأمير المؤمنين يبين لنا كذلك نفس هذا المعنى وتفصيله من أن 72 فرقة من أصل 73 فرقة هم الْعَامِلون عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ
    فهو سلام الله عليه يقول فيه
    عَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ- وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً
    يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ‏ … فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ‏
    فإذا أردت أيّها المتنافس أن تكون من الفرقة الناجية يجب عليك أن تعرف كيف تخرج نفسك أولا من دائرة الذين كَـــفَـــرَوا بِالَّذِي أَنْزَلَ السَّبْعَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وَ هُـــم لَا يَـــعْـــلَـــمون
    في الرواية السابقة وصف لنا الإمام السجاد عليه السلام طريق السلامة فبين أن أول شرط هو
    1- التسليم
    والشرط الثاني هو
    2- أن يهتدي بهم فقط
    والشرط الثالث
    3- أن لا يدين بالقياس والرأي
    والشرط الرابع وهو من شطرين
    4-الشطر الأول- أن لا يجد في نفسه حرجا من أي رواية تصل له عنهم ،، وهذا الشرط فرع التسليم في أمور الدين والعقيدة
    5-والشطر الثاني-  أن لا يجد في نفسه حرجا من أي أمر يقضونه،، وهذا الشرط هو أيضا فرع التسليم لكن في أمور الحياة وما تتنزل به الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر
    وأهم شرط حسب اعتقادي هو هذا الشرط الأخير وهو (( أن لا يجد في نفسه حرجا من أي أمر يقضونه))
    فالأقدار التي تتنزل بها الملائكة والروح ونحن من نعايشها ونبرأها بكل تفاصيلها لا يمكن لهم ان يتنزلون بها الا بعد أن يقضون هم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين بإنزالها فــ:
    عَنْ هِشَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِيها يُفْرَقُ كُلُ أَمْرٍ حَكِيمٍ
    قَالَ: تِلْكَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ
    يُكْتَبُ فِيهَا وَفْدُ الْحَاجِّ
    وَ مَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ طَاعَةٍ
    أَوْ مَعْصِيَةٍ
    أَوْ مَوْتٍ
    أَوْ حَيَاةٍ
    وَ يُحْدِثُ اللَّهُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ مَا يَشَاءُ
    ثُمَّ يُلْقِيهِ إِلَى صَاحِبِ الْأَرْضِ.
    قَالَ الْحَرْثُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَصْرِيُّ قُلْتُ:
    وَ مَنْ صَاحِبُ الْأَرْضِ؟
    قَالَ: صَاحِبُكُمْ……….إنتهى
    ورواياتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يقولون لنا بها أنه لا يصعد من الأرض ملك للسماء ولا ينزل من السماء ملك للأرض بل ولا يتحرك ملك من مكانه لا في السماء ولا في الأرض إلا بأمرهم وتكليفهم وبرنامجهم
    واقول انه الشرط الأخير هو أهم شرط لأننا لو نظرنا لحال الناس اليوم فنادرا بل من النادر جدا جدا جدا أن نجد من لا يباتون وهم ساخطون على ربهم ،، فعدم الرضى بقدر وقضاء الرب مساوق للسخط عليه
    فكما
    قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله:‏
    مَنْ أَصْبَحَ‏ حَزِيناً عَلَى‏ الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطاً عَلَى اللَّهِ
    وَ مَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا يَشْكُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ……إنتهى
    فالكلام في الروايات حول هذا المعنى واضح ومترابط كذلك ،، ومن المتوافق عليه ان مقام الرضى بالاقدار وقضائها هو اعظم المقامات
    فهم في السماء هم المقدرين والقاضين والماضين وفي الأرض هم
    َ نَحْنُ نَوَامِيسُ الْعَصْرِ وَ أَحْبَارُ الدَّهْرِ  وَ نَحْنُ سَادَةُ الْعِبَادِ وَ نَحْنُ سَاسَةُ الْبِلَادِ وَ نَحْنُ الْكُفَاةُ وَ الْوُلَاةُ وَ الْحُمَاةُ وَ السُّقَاةُ وَ الرُّعَاةُ وَ طَرِيقُ النَّجَاةِ
    وَ نَحْنُ السَّبِيلُ وَ السَّلْسَبِيلُ «3» وَ نَحْنُ النَّهْجُ الْقَوِيمُ وَ الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ
    مَنْ آمَنَ بِنَا آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَنْ رَدَّ عَلَيْنَا رَدَّ عَلَى اللَّهِ
    وَ مَنْ شَكَّ فِينَا شَكَّ فِي اللَّهِ وَ مَنْ عَرَفَنَا عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّى عَنَّا تَوَلَّى عَنِ اللَّهِ
    وَ مَنْ أَطَاعَنَا أَطَاعَ اللَّهَ وَ نَحْنُ الْوَسِيلَةُ إِلَى اللَّهِ وَ الْوُصْلَةُ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ وَ لَنَا الْعِصْمَةُ وَ الْخِلَافَةُ وَ الْهِدَايَةُ
    وَ فِينَا النُّبُوَّةُ وَ الْوَلَايَةُ وَ الْإِمَامَةُ وَ نَحْنُ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ وَ بَـــــــــــــــابُ الرَّحْمَة…..إنتهى
    هذا هو مضمون الروايات الكثيرة من أن لهم اعلى الدرجات في كل النشآت
    وأمير المؤمنين في حديثه مع طارق يقول عن الإمام أنّ:
    الامام عَــــالِــــمٌ بِــــالــــسِّــــيَــــاسَــــةِ قَــــائِــــمٌ بِــــالــــرِّئَــــاسَــــةِ
    وقَــــائِــــمٌ بِــــالــــرِّئَــــاسَــــةِ تعني أنه قَــــائِــــمٌ بِــــالــــرِّئَــــاسَــــةِ وليس خائفا هاربا منعزلا في جزيرة كما يصورونه لك
    وهذا يعني انه حاليا هذه الأرض يوجد بها سبعة او ثمانية مليارات نسمة تقريبا
    وحوالي مائتي دولة
    وآلاف القرى
    وملايين المؤسسات الدينية والسياسية والتجارية والإجتماعية والتدريسية
    وكلهم يحكمهم الإمام ويدير جميع امورهم من أصغرها لأكبرها بجنوده جنود السماوات والأرض
    فحزب الله حزبه وبأمره يهدي به من يشاء
    وحزب الشيطان بأمره ويأزّ به الكافرين أزّا
    هكذا يجب أن تعرف إمامك
    إذا عرفته بهذه الصورة فأول درجات ومستحقات هذه المعرفة هي أن تطيعه وأن لا تسخط عليه بسبب شيء ألم بك
    فكم تجد من الناس حولك ليسوا ساخطين على حكوماتهم الفاسدة؟
    أو على مراجعهم الدينية الفاسدة؟
    أو على قلة أرزاقهم القليلة؟
    أو على بعض أحول أبنائهم من مرض وفساد وغير ذلك من امور الدنيا؟
    أو على أزواجهم؟
    أو على الحروب والتهجير والتعذيب؟
    أو أو أو
    فإن لم تجد من حولك الا الساخطين على ربهم
    فإنك لم تجد إلا الكافرين
    ولم تجد إلا المشركين
    ولم تجد الا من كَـــفَـــرَوا بِالَّذِي أَنْزَلَ السَّبْعَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وَ هُـــم لَا يَـــعْـــلَـــمون
    لأنهم وجدوا في أنفسهم حرجا من الأقدار التي قضى بها عليهم وعلى من حولهم ولم يسلّموا له تسليما
    يعني لا ينفع حين تذكر اسم الإمام أن تقول قبلها منه السلام و إليه التسليم لكنك في واقع الأمر ساخط عليه أشدّ السخط
    فإذا كنت ممن يفعلون ذلك فاطمئن إلى أنك من الذين  كَـــفَـــرَوا بِالَّذِي أَنْزَلَ السَّبْعَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وَ هُـــم لَا يَـــعْـــلَـــمون
    وإلى أنك من الذين عَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ- وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً
    ومن الذين سيقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ‏
    ومن الذين سيَحْلِفُونَ لَهُ وَ هم يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ
    ومن الذين قال عنهم أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ‏
    يعني هذا هو حالك الساخط اليوم على امامك إن كنت ساخط على أيّ أمر نزل بك وسائك
    فكل شيء يجري تحت عين الامام وبامر الامام وبادارة اهل البيت عليهم السلام
    فهم ساسة العباد وحكام البلاد
    فكل ما يجري في هذه الارض يجري بعلمهم وترتيبهم
    حتى المراجع الدينية والسياسية هم موجودين هنا لانهم هم الانسب لاخلاق وافكار واعمال الناس
    فكما تكونوا يولّى عليكم ، واذا اردنا ان نهلك قرية امّـــــــــرنا مترفيها
    اي مقاومة وعدم رضى على اي وضع هو سخط على الامام وحكمة الامام
    رب العالمين يربي العالمين بالعصى والجزرة وبالخير والشر
    تقبل بذلك ترضى عن ربك
    تسخط على ذلك تسخط على ربك
    هكذا افهم هذه الدنيا وهكذا افهم رب العالمين وطريقة رب العالمين في ادارة هذا الكون
    فالإمام يهدي من يشاء ويضل من يشاء
    ترضى بذلك فانت راض عن امامك
    تسخط على انه يضل الكفرة الفجرة
    فسيبقيك معهم ويضلك معهم لانك ساخط عليه ولا تفهم معنى الامام ومعنى رب العالمين
    ولو كان هذا هو حالك اليوم فأنت الآن تعبد غير الله وأنت لا تعلم
    وأنت تحسب الأن غرورا أنك على شيء ولست على شيء
    ونهايتك إن بقيت كذلك ستكون أنك من الكاذبين  الخاسرين وأنت لا تعلم
    فإن كنت تريد أن تضع قدمك على بداية طريق المنافسة
    فعليك أولا أن تصل لحالة الرضى عن امامك بأن تصل لمقام الرضى على كل حال
    وبأن تصل لمقام الحمد لله ربّ الـــــعـــــالــــمــــيــــن على كل حال
    رسول الله صلى الله عليه وآله حين يقول لنا أنّه:
    مَنْ أَصْبَحَ‏ حَزِيناً عَلَى‏ الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطاً عَلَى اللَّهِ وَ مَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا يَشْكُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ،، هو إنك إمّا أن تكون من الراضين عن قضاء ربك أو أن تكون من الساخطين عليه،، ولا يوجد منزلة ثالثة بينهما
    وعندما تكون من الساخطين عليه فلا تنتظر منه أن ينظر لك نظرة رحيمة ،، فالقوانين والمقادير والموازين الالهية مقدرة ومقررة منذ البدء وتطبق وتجري على جميع المتنافسين
    فـ12 فرقة تدعي محبتهم وولايتهم جميعهم ورغم ذلك لن تفيدهم لا المحبة ولا الولاية في تخطي هذا الشرط
    فالمنافسة كلها قائمة على فهم الإمامة والرسالة بالاضافة لمعرفة النفس
    فعدم وصولك لهذا المقام ((أعني مقام الرضى)) انما يدل على عدم فهمك لمعنى الإمامة ومعنى الرسالة
    ومن الطبيعي حينها أنه لا يوجد على الإطلاق أيّ أمل بفوز من لا يعرف حقيقة نفسه ولا حقيقة إمامه ولا حقيقة نبيه
    فإن أردت أن تتنافس مع المتنافسين فدع عنك النعق مع الناعقين الذين يملؤون اليوم الأرض والسماء بنعيق المؤامرات الصهيونية واليهودية والماسونية والامريكية والعالمية
    واعلم انها جميعها من تقدير وقضاء وأمر وتنزيل إمامك رب العالمين بما كسبت أيدي الناس الساخطين
    وهؤلاء كلما سخطوا أكثر كلما زادوا بسخطهم سعير جهنمهم
    فجهنم وقودها الناس والحجارة
    وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
    و الساخطون كلما سخطوا على ربهم أكثر كلما زادوا بسخطهم سعير جهنمهم
    ولولا وجود الامام بينهم لساخت الارض بهم بسبب ذنوبهم المتراكمة
    وأنت بمجرد ان تنعق مع أي ناعق منهم ستكون قد أعلنت وجاهرت بسخطك على إمامك
    وبذلك ستكون قد أسقطت بنفسك حقك على بقاء اسمك في قائمة المتنافسين الفائزين أو حتى قريبا منها
    الغرابيل غرابيلهم فخذ حذرك من غرابيلهم
    وإنتبه إلى أنك تفر منه إليه كما تقول في الزيارات والمناجيات والأدعية المختلفة
    مثل أن تقول
    وَ ارْزُقْني مِنْ خَشْيَتِكَ ما اهْرَبُ بِهِ‏ مِنْكَ الَيْك‏
    أو كما ورد في دعاء السحر حين تقول فيه:
    وَ لا تُجازِنِي بِسُوءِ عَمَلِي فَتُهْلِكَنِي،
    فَانَّ كَرَمَكَ يَجِلُّ عَنْ مُجازاتِ مَنْ اذْنَبَ وَ قَصَّرَ وَ عانَدَ،
    وَ أَتاكَ عائِذاً بِفَضْلِكَ، هارِباً مِنْكَ الَيْكَ،
    مُتَنَجِّزاً ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ احْسَنَ بِكَ ظَنّاً…….إنتهى
    فإنك لكي تصل له يجب عليك أولا أن تفرّ منه
    ونفس المعنى نردده أيضا في دعاء صلاة عيد الفطر:
    اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدَيْكَ هَارِبٌ‏ مِنْكَ‏ إِلَيْك‏
    وكذلك في المناجاة:
    فَارٌّ مِنْ سَخَطِكَ إِلَى رِضَاكَ هَارِبٌ‏ مِنْكَ‏ إِلَيْكَ رَاجٍ أَحْسَنَ مَا لَدَيْك‏
    قد تكون هذه المعاني في التسليم والقبول للتقديرات المقدرة لنا والوقعة علينا صعبة جدا على الفهم والقبول
    لكن لو أمنت واعتقدت مثلي أنك الأن في جهنم فأي عدل تنتظره أن يسود في جهنم؟
    وأي دولة عدل تسعى لأن تقيمها وتمهد لها في جهنم؟
    وأي حاكم ظالم تريد وتسعى وتثور وتجاهد لكي تنصبه عليك في جهنم؟
    فجهنم لا يوجد بها حاكم عادل، ولو انوجد بها حاكم عادل فسيسخط عليه الناس ويقتلوه بسبب عدله ثم سيبكون عليه وأيضا بسبب غياب عدله
    وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
    إنتبه هنا إلى أنهم هم من يولّون بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون
    يعني يجب أن تفر منهم إليهم
    فدع الظلمة يتولون الظلمة وينصبون الظلمة ويثورون للظلمة وأنت كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب
    والفتنة كما يقول الامام الكاظم لهشام هي هذه الدنيا كلها من أولها لآخرها :
    يَا هِشَامُ إِنَّ مَثَلَ الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ مَسُّهَا لَيِّنٌ‏ وَ فِي جَوْفِهَا السَّمُّ الْقَاتِلُ
    يَحْذَرُهَا الرِّجَالُ ذَوُو الْعُقُولِ
    وَيَهْوِي إِلَيْهَا الصِّبْيَانُ بِأَيْدِيهِم‏…..إنتهى
    يعني كن بحياتك كلها من أوّلها لآخرها كابن اللبون لا ظهر فتركب ولا ضرع فتحلب ولا تُهْوِي إِلَيْهَا كما يُهْوِي إِلَيْهَا الصِّبْيَانُ بِأَيْدِيهِم‏
    فلا تجعل الاحزاب السياسية والدينية تمتطيك لأهدافها
    ولا تدع العمائم الطابقية تمتطيك وتحلبك لتملأ جيوبها
    عدة آلاف من السنين العجاف مرت حتى الآن على بني آدم في جهنمنا هذه
    ثاروا وحركوا بها آلآف الثورات والحركات الإصلاحية بغية الوصول لدولة العدل والمساوات
    لكن ذهبت كل آمالهم وأحلامهم أدراج الرياح
    بل وكانوا كلما أزاحوا  ظالم من على صدورهم جثا عليها من هو أشد منه ظلما
    فماذا تتوقع أن تحصل عليه في جهنم غير ما حصلت وستحصل عليه من القوت فقط؟
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ‏ لَيْسَ لِمُصَاصِ شِيعَتِنَا فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ إِلَّا الْقُوتُ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا لَنْ تُرْزَقُوا إِلَّا الْقُوت‏
    وهذا أيضا من تقدير وقضاء امامك عليك
    اقبل هذا الكلام او ارفضه
    ارضى بهذا التقدير والقضاء او اسخط عليه
    فالامر سيان
    فلكل مشيئة صورة تقابلها في عالم التقدير والقضاء وأنت من تقرر الصورة التي تريد ان ترى نفسك بوسطها وهم فقط ييسرون لك الظهور وسطها
    وسيبقى هذا هو الحال حتى يظهر من تنتظر قدومه بكل شوق
    ومن تنتظر قدومه سيقلب جهنم رأسا على عقب ويجعلها حصيدا قبل أن يبني دولته على أنقاضها
    حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا
    أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا
    فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ
    كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
    إنتبه لضمير الجمع هنا،فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا، من هم الذين سيجعلونها حصيدا؟
    ومن هو  أَمْرُنَا؟
    من تنتظره سيجعلها حصيدا قبل أن يضع حجر اساس دولته فيها
    فالامر ليس كما يصوروه لك من جعلوك بحجة التمهيد ظهرا لهم يركبونه وضرع يحلبونه
    إمامك لا يحتاج لمن يمهد لقدومه لا بالقوة ولا بالعدد ولا بالعلم
    فأي قوة ستزيد بها قوة من جنوده جنود السماوات والأرض؟
    وأي عدد ستضيفه لمن كل الخلق عبيده؟
    وأي عِـــلم ستمهد له به وهو من يملك أجزاء العلم السبعة والعشرون كلها؟
    لكن إن كنت تريد أن تعجل بظهوره حقيقة فيجب أن تكون من الصفو
    عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ‏ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع مَتَى يَكُونُ فَرَجُكُمْ؟
    فَقَالَ هَيْهَاتَ‏ هَيْهَاتَ‏
    لَا يَكُونُ‏ فَرَجُنَا حَتَّى‏ تُغَرْبَلُوا ثُمَّ تُغَرْبَلُوا ثُمَّ تُغَرْبَلُوا
    يَقُولُهَا ثَلَاثاً
    حَتَّى يُذْهِبَ الْكَدِرَ وَ يُبْقِيَ الصَّفْو…….إنتهى
    فهو بهذا الوصف هو الآن إمامك، ورغم ذلك فإنك الآن في سموم وحميم
    فإن كنت تريد أن تخرج من السموم والحميم يجب عليك أن تعدل عنه وتميل لصنوه اليمين
    فهما الرحمة على العباد والعذاب عليهم
    اليمين الرحمة والشمال العذاب
    وبدون أن يعذبك الشمال بعلمه وحكمته لن يمكنك الوصول لليمين
    والشمال واليمين واحد لا فرق بينهما
    ولهذا انت يجب أن تفر منه إليه
    تفر من الشمال لليمين
    يعني تعدل عن الشمال وتميل لليمين
    اليمين هو الرحمة للعباد وله سبعة ابواب
    والشمال هو العذاب للعباد وله أيضا سبعة أبواب
    السبع المثاني
    يجب أن تخرج من الأبواب السبعة وتدخل في الأبواب السبعة لكي تفوز
    عبورك من أبواب الرحمة السبعة هو الفوز وهو اكمال الدين وهو دين القيّمة
    نرجع ونقول أن:
    أهم شرط لسلامة المنافس ولأن يضع اول قدم له على سبيل المنافسة ويتجنّب به الدخول بأمكر وأوسع غربال إلهي
    هو أن لا يجد في نفسه أيّ حرج من أيّ أمر يقضيه امامه عليه أو على أيّ إنسان غيره سواء في أمور الدين او  الدنيا
    وأن يعيش حالة الرضى التام
    وأن ينأى بنفسه عن فتن الحياة
    فمن جهة أولى فإن ذلك سيكون دليل رضاه على تقدير وقضاء امامه
    ومن جهة ثانية سيدل على فهمه لمعنى الإمامة الالهية
    ومن جهة ثالثة سيدل على فهمه لطبيعة هذه الدنيا وقوانينها الحاكمة عليها
    ومن جهة رابعة سيدل أيضا على فهمهه لدوره الشخصي وسط كل هذه المعمعة  
    ومع هذا الشرط الأهم يأتي الشرط المهم الثاني وهو:
    أن لا يجد في نفسه حرج من قبول أي حديث أو قول بلغه انهم قالوه
    وهذه هي مرتبة التسليم في امور الدين والعقائد التي يتحدث عنها الجميع
    يعني عكس مرتبة أن لا يجد في نفسه حرج من أي أمر يقضيه امامه في أمور الدنيا
    فهذه المرتبة تقريبا لا يتحدث عنها احد من الناس الا الخواص
    فالجميع يتحدث اليوم عن التسليم لهم في امور الدين لكن بنفس الوقت هم جاهلون أو صامتون عن شرط التسليم لهم بما يقضوه لنا وعلينا من امور الدنيا
    فالجميع تقريبا قد يتفقون على ان من لا يسلّم لهم في امور الدين سيكون قد أخرج نفسه من المنافسة
    لكن وبنفس الوقت فإن أغلب المتنافسين غافلون عن ان من لا يسلّم للقضاة في ما قضوه من امور الدنيا كذلك فإن نفس القضاة سيعتبرونه من الساخطين عليهم وبالتالي من المشركين والكافرين
    أما شرط عدم القياس بالرأي أو حتى الإدانة لمن يقيسون بالرأي وتقليدهم ، فالحديث الواسع عنه بين الناس وجدالهم الكبير حوله يغنينا عن ذكره بأكثر من ذلك
    في حديث أمير المؤمنين عن ليلة القدر جاء على ذكر الأطباق السبعة بشكل إجمالي فقال عنها:
    منْ فَازَ بِالسَّبْعَةِ كَمَّلَ الدِّينَ كُلَّهُ
    وَ هُنَّ الرَّحْمَةُ لِلْعِبَادِ وَ الْعَذَابُ عَلَيْهِمْ
    وَ هُمُ‏ الْأَبْوَابُ الَّتِي قَالَ تَعَالَى-:
    لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ‏
    يَهْلِكُ عِنْدَ كُلِّ بَابٍ جُزْءٌ
    وَ عِنْدَ الْوَلَايَةِ كُلُّ بَابٍ»……..إنتهى
    والإمام الصادق عليه السلام بين السبيل للفوز بتلك الأطباق السبعة
    ووصف لنا الطريق من بدايته حتى نهايته ،، أي حتى يصبح من ذوي الألباب
    فقال أنّ أول الطريق لذلك هو أن يُعمل الفكرة فقال:
    «إِنَّمَا أُولُوا الْأَلْبَابِ
    الَّذِينَ عَمِلُوا بِالْفِكْرَةِ (((العمل الأول)))
    حَتَّى وَرِثُوا مِنْهُ حُبَ‏ اللَّهِ، (((هذه هي النتيجة الأولى للعمل بالفكرة)))
    فَإِنَّ حُبَّ اللَّهِ إِذَا وَرِثَهُ الْقَلْبُ اسْتَضَاءَ (((النتيجة الثانية للعمل بالفكرة)))
    وَ أَسْرَعَ إِلَيْهِ اللُّطْفُ، (((النتيجة الثالثة للعمل بالفكرة)))
    فَإِذَا نَزَلَ مَنْزِلَةَ اللُّطْفِ صَارَ فِي أَهْلِ الْفَوَائِدِ (((النتيجة الرابعة للعمل بالفكرة)))
    تَكَلَّمَ بِالْحِكْمَةِ، (((العمل الثاني)))
    فَإِذَا تَكَلَّمَ بِالْحِكْمَةِ صَارَ صَاحِبَ فِطْنَةٍ، (((نتيجة أولى للتَكَلَّمَ بِالْحِكْمَةِ)))
    فَإِذَا نَزَلَ مَنْزِلَةَ الْفِطْنَةِ
    عَمِلَ بِهَا فِي الْقُدْرَةِ، (((العمل الثالث)))
    فَـــإِذَا عَـــمِـــلَ بِـــهَـــا فِـــي الْـــقُـــدْرَةِ
    عَـــرَفَ الْأَطْـــبَـــاقَ الـــسَّـــبْـــعَـــةَ، (((نتيجة أولى للعمل الثالث وهو العمل بالفطنة في القدرة)))
    فَـــإِذَا بَـــلَـــغَ إِلَـــى هَـــذِهِ الْـــمَـــنْـــزِلَةِ
    صَـــارَ يَـــتَـــقَـــلَّـــبُ فِـــكْـــرُهُ بِـــلُـــطْـــفٍ وَ حِـــكْـــمَـــةٍ وَ بَـــيَـــانٍ، (((النتيجة الأولى لمعرفة الأطباق السبعة )))
    فَإِذَا بَلَغَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ
    جَعَلَ شَهْوَتَهُ وَ مَحَبَّتَهُ فِي خَالِقِهِ (((العمل الرابع)))
    فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ نَزَلَ الْمَنْزِلَةَ الْكُبْرَى،
    فَعَايَنَ رَبَّهُ فِي قَلْبِهِ، (((نتيجة العمل الرابع انه من يجَعَلَ شَهْوَتَهُ وَ مَحَبَّتَهُ فِي خَالِقِهِ فسيعاين ربه في قلبه)))
    وحينها سيصبح من ذوي الألباب،، وكل ذلك بدء بعمل شيء واحد
    وهو أنه عمل بالفكرة
    فأهل البيت يقولون بهذا البيان أن طريقة تفعيل هذه التشاكرات والعبور من ألبواب والفوز بالأطباق هي إعمال الفكرة بشكل دائم ومستمر بكلامهم
    وبالتسليم لهم ولما يرد لهم عنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من امور الدين
    وبالرضى لقضائهم في امور الدنيا
    وكما يبدء الطريق بالتّفكر فإن إكماله والفوز بنهايته مشروط بالتسليم لهم
    فهم يقولون أن من فاز بالسبعة فقد كمل الدين كله
    ويقولون ويركزون بنفس الوقت ودائما
    أن الفائزون هم المسلّمون
    فالفوز بالاطباق السبعة له علاقة إذن بأشياء ومفاهيم وتحديات روحية وعقلية
    لأن الاطباق السبعة هي نفسها افرع وأوراق شجرة الحياة وهي نفسها الشاكرات
    وشجرة الحياة هي القوة الروحية العقلية المكنونة في الإنسان والمحيطة به
    فأنت تنشط الروح أو اوراق شجرة الحياة او الشاكرات بالعقل
    وذلك من خلال إعمال العقل بالفكرة فتفعّل أو تحرّك حينها الروح أو القدر
    فأهم جزئين من أجزائك الأربعة هما العقل والروح
    وهما كالروح من الجسد
    يعني العقل هنا هو الروح
    والروح هي الجسد
    فالعقل هو روح الجسد بمعنى أنه هو روح الروح ،، وهما لا يفترقان
    تماما كما أن المصباح هو روح المشكاة والزجاجة
    فالعقل والروح هما قوة عقلية روحية واحدة
    وبما انهما قوة روحية وعقلية ، فمن الطبيعي أن الأشياء او المحفزات المادية لا تؤثر عليها إطلاقا
    او ربما يكون لها تأثير بسيط جدا جدا جدا على هذه القوة العقلية الروحية مقارنة مع تأثير المحفزات الروحية والعقلية عليها
    وبالنتيجة فإن المحفزات المؤثرة عليها فعليا هي مدى فهمها وقبولها للمفاهيم الروحية والعقلية العميقة
    فهذه المفاهيم العميقة تعتبر هي الوقود الذي سيحرك وينعش وينشط شجرة الحياة المتمثلة بنجمتي الميركابا اللتان تحيطان بك وتجعلك زجاجتك تصبح كـــكوكب دري
    ونفس الشجرة بمجرد ان تبدء تُعمل العقل بالفكرة هي من ستمدك بالمعارف الإلهية وقبل ذلك بالتأييدات العقلية
    من حديث معرفة النفس لأمير المؤمنين:
    فقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟
    قال: قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقية الدينية
    مـــوادهـــا الـــتـــأيـــيـــدات الـــعـــقـــلـــيـــة
    فـــعـــلـــهـــا الـــمـــعـــارف الـــربـــانـــيـــة
    سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة.
    إذا لم تُعمل الفكرة فستبقى النجمتان وهما روحك معطلتان وواقفتان من حولك وحينها فإنك تُعتبر ميت تحسب انك حي
    لكن بمجرد ان تبدء تُعمل الفكرة فستبدء أنت بإمدادهما بالوقود اللازم لحركتهما وهو مشيئتك الذاتية
    وبالمقابل ستبدء الشجرة بتأييدك بالـــتـــأيـــيـــدات الـــعـــقـــلـــيـــة  
    وتعليمك الـــمـــعـــارف الـــربـــانـــيـــة
    ولن تتحرك الا بتكامل الشروط اللازمة لحركتها
    فإِنَّ النَّاسَ بَعْدَ نَبِيِّ اللَّهِ ص والى هذا اليوم قد رَكِبَ اللَّهُ بِهِم سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَنا
    فَغَيَّرُوا وَ بَدَّلُوا وَ حَرَّفُوا وَ زَادُوا فِي دِينِ اللَّهِ وَ نَقَصُوا مِنْهُ
    فَمَا مِنْ شَيْ‏ءٍ عَلَيْهِ النَّاسُ الْيَوْمَ إِلَّا وَ هُوَ مُحَرَّفٌ عَمَّا نَزَلَ بِهِ الْوَحْيُ مِنْ عِنْدِ اللَّه‏
    ومن ضمنها علوم ورياضات اليوجا والكونداليني وغيرها من الموجودة بين يدي العوام
    فعلم يعلّمك أنك يجب ان تتعامل مع أعظم قوة في الوجود وهي قوة الحياة او الروح على أنها نائمة وتحتاج لمن يوقظها من نومها فإنما هو ينومك بهذه الطريقة نوما أعمق من نومك الذي تريد ان تستيقظ منه
    فاز المسلّمون ،، ومن فاز بالاطباق السبعة فقد كمل الدين كله
    يعني الفوز لا علاقة له بالرياضات البدنية
    بل بالرياضات الروحية والعقلية المستندة على التسليم الروحي والعقلي
    فالطريقة الوحيدة للصعود بالدرجات والفوز بالمزيد من الاطباق هو التسليم
    التسليم بماذا؟
    اعتبر أن رب العالمين في سورة الرحمن يخاطبك أنت حينما يقول:
    فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
    والتسليم هو أن تقول ((لا بشيء من آلائك ربي أكذب))
    فيجب عليك أولا أن تعرف من هو ربك ((وربك هو رجل وهو الدين وأصل الدين))
    تسلّم بهذا ثم تذهب لسورة الرحمن وستجد فيها أن فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قد تكررت 31 مرة
    يعني يوجد معها31 اعتقاد يجب أن تعتقد فعلا وقولا وتقريرا وقلبا وقالبا أنها جميعها من آلاء ربك قبل أن تصل أخيرا للعقبة
    فالانسان يبدء من الحافرة ويصعد مع كل اعتقاد جديد من تلك الاعتقادات ال31 درجة جديدة وهنا فقط سيكون قد وصل للعقبة التي إذا عبر منها ستفك رقبته من النار
    والمفروض انك حين تصل للمرتبة الثانية والثلاثون انك وقد وصلت للعقيدة التي ستجتاز بها العقبة وفهمتها
    لأنك ان فهمتها وقبلتها ستكون قد فهمت وادركت كل القصة من أولها حتى نهايتها
    يعني الانسان يبدء من الحافرة ويصعد واحد وثلاثون درجة بواحد وثلاثون عقيدة
    فيصل للدرجة او الفقرة الـ32
    والتي منها سيقف على العقبة وهي الدرجة الثالثة والثلاثون
    واخير سيتم عرض العقيدة الأهم والتي يجب أن يكون قد فهمها وأقر بها قبل أن يعرضوها عليه
    يعني لن يعرضوها عليه الا ان كانوا متأكدين انه سيقبلها 100%
    وفهم هذه العقيدة يرتبط بفهم العقائد السابقة جميعها فيجمع الأولى منها مع الأخيرة بفهم واحد متجانس لا يختلف اوله مع أخره
    وإذا عبر العقبة ستفكّ رقبته من النار
    واذا عبر العقبة سيكون قد فاز بالسبعة بعد أن اتصل بالعين الثالثة التي ستعلمه كل شيء وتجيبه عن كل الأسئلة وتصل به بأمان للعقبة وما بعد العقبة
    وهنا لا ينفع ان تلقلق بلسانك فقط انك تؤمن بها أنها من آلاء ربك
    بل يجب ان لا يختلف ويعترض اعتقادك باحدها باي اعتقاد اخر تعتقده معها
    فإن كان ربك الرجل الذي هو الدين واصل الدين له جميع تلك الآلآء فيجب ان تكون عقيدتك به كاملة ولا تعتقد معها بأي نقص به مهما كانت صورته
    وان تفهم أنه هو من يدير السماوات والارض بكل ما فيهما وبينهما
    ولا يمكن لاحد ان يشذ عن أمره مهما صغر ذلك الامر
    اي اعتقاد مخالف لقولك ((لَا بِشَيْ‏ءٍ مِنْ آلَائِكَ رَبِّ أُكَذِّبُ)) سيمنعك من الفوز والصعود لطبقة من الطبقات السبعة
    فكل طبقة منها لها اعتقادات معينة ،وكلما ارتفعت في الطبقات كلما اصبحت الاعتقادات التي يجب ان تقر بها لربك اصعب واصعب
    لأن جنوده في الارض يعملون بأمره على تشويه تلك الاعتقادات وتخويف الناس منها ومن الاقتراب منها او حتى التفكير بها
    فمجرد التفكير بها هو ذنب لا يغتفر بعقول الناس الحمر المستنفرة المقلدة لغيرها في كل امور دينها ودنياها واخرتها
    الطريقة الوحيدة للفوز بالطبقات والصعود بها طبقة بعد طبقة هي التسليم بآلآء ربك رب العالمين كلما عرض عليك منها شيء ،، آلآء بعد آلاء بعد آلاء
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
    مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ عِنْدَ كُلِّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ لَا بِشَيْ‏ءٍ مِنْ آلَائِكَ رَبِّ أُكَذِّبُ فَإِنْ قَرَأَهَا لَيْلًا ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِيداً…….إنتهى
    خلال مشيك على الصراط المستقيم يوجد 22 طريق أو فرع يجب عليك أن تسلكها كلها لتصل لنهايته
    وستمر في حركتك عليها على عشرة منازل ومترددا في حركتك بينها بين نجدين
    المنازل العشرة المرسومة على شجرة الحياة هي نفسها الأطباق السبعة
    فلو جمعت كل المنازل او الطينات العشرة في الصراط الوسطي فستظهر لك الأطباق السبعة
    وعلى باب كل منزل من المنازل العشرة أو على باب كل طبق من الأطباق السبعة
    يوجد من سيمنعك من التقدم للامام والصعود للمنزل او للطبق التالي ما لم تحقق الشروط اللازمة لعبورك من أمامه
    ولذلك قال أمير المؤمنين:
    فَإِنَّ مَنْ فَازَ بِالسَّبْعَةِ كَمَّلَ الدِّينَ كُلَّهُ
    وَ هُنَّ الرَّحْمَةُ لِلْعِبَادِ
    وَ الْعَذَابُ عَلَيْهِمْ
    وَ هُمُ‏ الْأَبْوَابُ الَّتِي قَالَ تَعَالَى-: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ‏
    يَهْلِكُ عِنْدَ كُلِّ بَابٍ جُزْءٌ وَ عِنْدَ الْوَلَايَةِ كُلُّ بَابٍ»
    فبدون الولاية لن يسمح لك أي حارس من حراس تلك الابواب بالصعود
    الولاية ليست أمر يسير يمكن احرازه وفهمه بلقلقة الكلام
    لأن الذين يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم زرعوا في عقولنا عبر آلاف السنين كل الموانع العقلية حتى انها انخلطت بجيناتنا ودمائنا
    ولذلك فإن عدد الفائزين سيكون فقط  ثلتين عددهم 144 الف فائز على مدى 25000 سنة
    ولو كان الامر سهلا ستنتهي القصة ربما بالف سنة،، لكن القلم كتبها وقدرها وقضاها هكذا ولا راد لحكمه وقضائه
    والنسبة بين الفائزين والخاسرين في نهاية المنافسة نسبة معقولة وليست كبيرة على الإطلاق
    ثلاث فرق فائزة وقليل من بين 70 او 72 فرقة متنافسة ستجعل النسبة بين الفائزين والخاسرين تقع بين 1 الى 21 أو 22 او 23
    فلا داعي لليأس
    فالوصول لخط النهاية ليس أمر صعب على الإطلاق
    فإذا كان جميع من حولك هم من الأموات غير الأحياء ومن الذين كَـــفَـــرَوا بِالَّذِي أَنْزَلَ السَّبْعَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وَ هُـــم لَا يَـــعْـــلَـــمون
    فليس صعب على الإطلاق أن تحيي نفسك بإعمال الفكرة
    سؤال وردني على الخاص:
    جزاك الله خيرا انني امارس حاليا طريقة التأمل والتكلم مع ال محمد المودعين في صلبي
    لكن آلان احس شي مرتبط بنصف رأسي كنت احس به فقط أثناء التأمل وبعدها صار يأتي في الصلاه شيئا فشيئا وصار لان مرتبط برأسي بكل مكان ويتشدد في الاوقات الروحانيه كقراءة القران ولدعاء ……. ممكن توضيح للذي يحصل…….إنتهى
    جوابي:
    الكلام هو عن ((السلام ورحمة الله وبركاته))
    لتوك بدأت تبني علاقتك مع (((السلام ورحمة الله وبركاته)))
    سابقا كنت تعتقد انها مجرد كلمات ودعوة
    الآن صرت تشعر بـ(((السلام ورحمة الله وبركاته))) التي عليك
    محمد وآل محمد هم (((السلام وهم رحمة الله وهم بركاته)))
    فعندما تناجي محمد وآل محمد في التأمل فأنت تناجي (((السلام ، ورحمة الله، وبركاته)))
    ابقى على هذه الطريقة بالمناجاة والتأمل كلها مع محمد وآل محمد (((السلام ورحمة الله وبركاته)))
    واقرء ما تستطيع قرائته من المقالات التي كتبتها في هذه الصفحة ،، فهي مكتوبة ليس لأجلي فقط بل كذلك لأجلك ولأجل كل من عليهم (((السلام ورحمة الله وبركاته))) من الإخوة والاخوات الأكارم الذين يدخلون صفحتي او تصلهم هذه المقالات
    الذي يحصل هو انك لم تكن تعلم بوجودهم معك وعندما كنت تسأل من لا يعرف بهم يقولون لك جن وسحر وشعوذة وغير ذلك
    لكن الآن انت بدأت تتعرف عليهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين بالطريقة الصحيحة
    لا تجعل أحد يشكك بما قلته لك ،، وسيساعدك نفس نورك في البداية على التيقن من ذلك ،، لكن بعد ذلك ربما سيختبر يقينك بنفسه فلا تشك وحاول ان تقرء ما تستطيعه من المقالات وان تفهم ما تستطيع منها…….إنتهى
    نكتفي بهذا المقدار من الحديث لهذا اليوم على أمل اللقاء بكم مرة أخرى إن شاء الله
    لنكمل حديثنا عن محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
    هذا وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    .
    ..
    ….
    …..
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.