*204* ألف لام ميم كوكب دري يوقد من شجرة مباركة فمتى ستوقد كوكبك الدّري

  • Creator
    Topic
  • #2279
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    :alien:

    إستيقظ / ألف لام ميم كوكب دري يوقد من شجرة مباركة فمتى ستوقد كوكبك الدّري
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
    محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    ربي اشرح لي صدري
    وضع عني وزري
    الذي انقض ظهري
    وارفع لي ذكري
    واجعلي لي من بعد العسر يسرا
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    السلام عليكم إخوتي وأخواتي الكرام
    ورحمة الله وبركاته
    من عرف نفسه عرف ربه
    يوجد مثل هذا الحديث الشريف العشرات غيره
    وكلها تدور حول مضمون واحد وهو:
    أن معرفة النفس هي أشرف المعارف
    وسأنقل لكم هنا بعضها
    1 – “من حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لرجل اسمه مجاشع، قال: يا رسول الله، كيف الطريق إلى معرفة الحق فقال صلى الله عليه وآله وسلم:” معرفة النفس “.
    2 – وجاء في رواية أن إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألته: متى يعرف الإنسان ربه؟ فقال: “إذا عرف نفسه”
    3 – وعن أمير المؤمنين عليه السلام “أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه”
    4 – وأيضا قوله عليه السلام: “عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه”
    5 – وعنه عليه السلام أنه قال: “عجبت لمن ينشد ضالته، وقد اضل نفسه فلا يطلبها”
    6 – وعنه عليه السلام أنه قال: “أكثر الناس معرفة لنفسه أخوفهم لربه”
    (((إلا على الخاشعين)))
    7 – وعنه عليه السلام أنه قال: “من عرف نفسه فقد انتهي الي غاية كل معرفة و علم”
    8 – وعنه عليه السلام أنه قال: “نال الفوز الأكبر من ظفر بمعرفة النفس”
    9 – وعنه عليه السلام أنه قال: “أكثر الناس معرفة لنفسه أخوفهم لربه”
    10 – وأيضا عنه عليه السلام أنه قال “. لا تجهل نفسك، فإن الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شيء”
    11 – وعن أمير المؤمنين عليه السلام “معرفة النفس أعرف المعارف”
    12 – وعنه عليه السلام أنه قال “لا تعص نفسك إذا هي أرشدتك”
    13 – وعنه عليه السلام أنه قال: “أفضل المعرفة معرفة الإنسان نفسه”
    14 – وعنه عليه السلام أنه قال: “من عرف نفسه جل أمره”
    15 – وعنه عليه السلام أنه قال: “الكيس من عرف نفسه وأخلص أعماله”
    16 – وعنه عليه السلام أنه قال: “العارف من عرف نفسه فأعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها”
    17 – وعنه عليه السلام أنه قال: “إن عقلت أمرك أو أصبت معرفة نفسك فأعرض عن الدنيا وأزهد فيها، فإنها دار الأشقياء وليست بدار السعداء، بهجتها زور، وزينتها غرور، وسحائبها متقشعة، ومواهبها مرتجعة منتزعة وعواريها مرتجعة”
    18 – وأيضا عنه عليه السلام أنه قال: “من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة، وخبط في الضلال والجهالات”
    19 – وأيضا عنه عليه السلام أنه قال: “من عرف قدر نفسه لم يهنها بالفانيات”
    20 – وأيضا عنه عليه السلام أنه قال: “من عرف نفسه جل أمره”
    21 – وفي دعاء الإمام زين العابدين: واجعلنا من الذين عرفوا أنفسهم، وأيقنوا بمستقرهم، فكانت أعمارهم في طاعتك تفنى.
    22- ويقول الرب الجليل في الإنجيل: اعرف نفسك أيّها الإنسان تعرف ربّك، ظاهرك للفناء و باطنك أنا.
    في المقال المكتوب اوردت اكثر من 20 رواية حول فضل معرفة النفس والحث عليها
    لكنني لم اقرأها جميعها عليكم لكي لا يطول الحديث بنا كثيرا، وستجدونها جميعها بالمقال المكتوب
    فإنني أحاول قدر امكاني ان اخفف الحديث واقصره حول ما اريد ان اقوله
    ومع ذلك فانه يمتد احيانا لقرابة الساعة رغم محاولتي في التركيز على الموضوع والبقاء فيه وعدم الخروج عنه
    لأنني أحاول من خلاله أن أصف لكم شيء عشته ولا أزال أعيشه وأنتم جميعا تبحثون عنه بدون أن تعرفوا عن ماذا تبحثون
    ولا أعتقد أنه يوجد قبلي من وصفه بهذه الطريقة التي أصفها
    فانني احاول من خلال تجربتي الخاصة ان اصف لكم شيئا غير موصوف من قبل
    وهذا الامر يجعل الكلام حوله اصعب واطول
    فيجب عليّ أن اخترع جميع الامثال الغير مضروبة من قبل لأقرب لكم بها معاني الكلمات والصور العقلية الجديدة والتي ربما تصلكم لأول مرة
    عندما تصلكم الفكرة ستجدون لها بعد ذلك ربما ألف طريق جديد ستشقونها بأنفسكم وبفكركم وتفكيركم وتفكركم الذاتي نحو نوركم
    نعود لحديثنا
    من عرف نفسه عرف ربه
    هل فعلا كما يقول علماء وعرفاء الأمة في هذه الأيام أن معرفة النفس أمر ممتنع؟
    وهل يتفق كلامهم هذا مع الروايات المتواترة عن أهل البيت عليهم السلام المؤيدة لهذا المعنى
    ومع كلام رب العالمين في محكم كتابه الكريم؟
    وهل يجب أن نسعى لمعرفة النفس حسب هذه الروايات الكثيرة المتضافرة أم يجب أن نمتنع عن السعي لمعرفة ربنا لما قد يكون قد ورد عن ان الرسول صلى الله عليه وآله قال:
    من عرف انه خرج مرتين من موضع النجاسة عرف انه لن يعرف ربه
    هل الايات والروايات التي تحث على المعرفة هي الصحيحة؟
    ام هذه الرواية وامثالها التي تمنع وتنفي المعرفة هي الصحيحة؟
    ام انها كلها صحيحة؟
    الواضح من خلال متابعة كلام وكتب المتكلمين حول هذا الأمر أن أغلبهم يقول ويعتقد أن معرفة النفس شبه مستحيلة ان لم تكن مستحيلة على الإطلاق
    يعني حسب هذه الرواية الأخيرة التي ينقلونها فان غاية معرفة الذين ينفون القدرة على المعرفة بأنفسهم
    هي انهم خرجوا مرتين من موضع النجاسة // فهذا غاية ما يعرفونه عن أنفسهم ، فلهذا هم ينفون قدرتهم على معرفة ربهم،، والامر ليس بيدهم فهذا مبلغ علمهم
    أمّا الذين يعتقدون أنهم مخلوقون في نشأة سابقة أعطوا العهد فيها لربهم قبل أن يخلقهم مرة أخرى بصورة اختارها لهم وركبهم عليها في هذه النشأة أو أي نشأة سابقة او لاحقة فلهم رأي آخر
    ففي تلك النشأة الأولى قال لهم الست بربكم فقالوا نعم انت ربنا ، وأعطوا العهد على الوفاء بهذه الكلمة ((نعم)) اذا ما هو أنزلهم في العوالم الأرضية
    وسيبقون تائهين فيها حتى يوفون العهد
    يعني حتى يقضون نحبهم ويعرفون ربهم من غير رؤية
    وهؤلاء منهم من قضى نحبه فعلا وأوفى بعهده فعلا وعرف ربه بعقله من غير رؤية
    يعني عرفه بعقله بعد أن أعطى له العهد عيانا
    فالذين أعطوا العهد منهم من قضى نحبه ووفّى عهده
    ومنهم من ينتظر
    يعني منهم تم رفعه وتنجيته ومنهم من لا يزال تائه في العوالم الأرضية مع الظالمين
    لأنه لا يزال متأثرا بما يقوله الذين يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم
    ولا زال لا يعرف من نفسه وعن نفسه سوى
    أنه نجاسة
    وأنه خرج مرتين من موضع النجاسة
    طبعا الذين يريدون ان يطفؤوا نور الله بافواههم يستعملون الحجج الكلامية المحرفة والتي هي مزيج من حق وباطل ويتبعونها دائما بالتخويفات والتشنيعات والتكفيرات لكل من يخالفهم ليطفؤوا نور الله ،،،،،،،،،، بأفواههم
    وحجتهم الدارجة على الألسن هي ان معرفة الله ممتنعة
    فالذين تكلموا منهم عن هذا الأمر خلطوا عن علم او عن جهل بين معنى كلمة الله ومعنى كلمة ربه، فجعلوهما كلمة واحدة ومعنى واحد
    فربطوا بين معرفة النفس ومعرفة الله رغم انه لا توجد رواية واحدة تقول لنا أنه من عرف نفسه عرف الله
    وأقصى ما جاء بها هو ان من عرف نفسه عرف ربه ولم تأتي مفردة الله بأي منها حسب علمي
    ومنها وصلوا بنا لنتيجة استحالة المعرفة فشرقوا وغربوا بعدها في تأويل كلام أهل البيت المتظافر في الحث على معرفة النفس وبدلوا معانيه للمنع والعجز
    فهذا المنهج المثبّط للعزيمة في البحث في هذه المسألة والتعمق بها
    هو منهج مخالف ومعاكس لمنهج أهل البيت الحاثّ عليها والمشجع لها والمرغّب بها
    وسيتضح لنا بعد قليل كيف أن الانسان لن يمكنه أن يقيم الصلاة أو الولاية الا من خلال معرفة النفس أولا
    ثم التطبيق العملي لما عرفه عن النفس وآمن به
    وسنفهم انهم بمنعهم الناس عن محاولة معرفة انفسهم انما يمنعونهم عن إقامة الصلاة الحقيقية وهي الولاية
    فعملية إقامة الصلاة كما يقول أمير المؤمنين في حديث المعرفة بالنورانية هي نفسها عملية إقامة ولايته
    وان اقامة الولاية كبيرة الا على الخاشعين ،، وَ الْخَاشِعُونَ كما يقول أمير المؤمنين هُمُ الشِّيعَةُ الْمُسْتَبْصِرُونَ ،
    وَ الْخَاشِعُونَ هُمُ الشِّيعَةُ الْمُسْتَبْصِرُونَ تعني الذين عرفوا وفهموا وابصروا الحقيقة ببصائرهم واقروا لهم بسرهم وعلانيتهم وخصائصهم
    فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ خَرُّوا لِوُجُوهِهِمْ سُجَّداً وَ هُمْ يَقُولُونَ
    آمَنَّا بِوَلَايَتِكُمْ وَ بِسِرِّكُمْ وَ بِعَلَانِيَتِكُمْ وَ أَقْرَرْنَا بِخَصَائِصِكُمْ
    فَقَالَ الْإِمَامُ زَيْنُ الْعَابِدِينَ
    يَا قَوْمُ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ
    فَأَنْتُمُ الْآنَ الْعَارِفُونَ الْفَائِزُونَ الْمُسْتَبْصِرُونَ
    وَ أَنْتُمُ الْكَامِلُونَ الْبَالِغُونَ
    اللَّهَ اللَّهَ لَا تُطْلِعُوا أَحَداً مِنَ الْمُقَصِّرِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ عَلَى مَا رَأَيْتُمْ مِنِّي وَ مِنْ مُحَمَّدٍ فَيُشَنِّعُوا عَلَيْكُمْ وَ يُكَذِّبُوكُمْ
    قَالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا…..بقية الرواية
    هؤلاء كانوا مع الأئمة عليهم السلام في ظهورهم العلني ونالوا منزلة المستبصرين بفضلهم وتأييدهم
    لكننا حاليا في عصر غيبة الائمة عن عيوننا يعني يجب علينا ان نبحث بأنفسنا عن الحقيقة ونسلم لها ونفهمها ونبصرها بقلوبنا وبصائرنا
    ونؤمن بها كامل الإيمان لنكون حينها فقط من مجموعة الخاشعين
    أمير المؤمنين عليه السلام يقول لنا أن “معرفة النفس أعرف المعارف”
    فلا شكّ معها أن من عرف أعرف المعارف هو المستبصر وبالتالي هو الخاشع
    وبالتالي فإن معنى قوله تعالى وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ
    سيكون وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى من عرفوا أعرف المعارف
    وبالتالي فإن علماء الأمة الذين يمنعون الناس من السعي لمعرفة أنفسهم ويثبطون عزائمهم ويوهّـنون ويضعّـفون ويحرّفون معنى كل حديث يحث على معرفة النفس يمكن اعتبارهم فعلا انهم حراس العقيدة ،، لكن بالمعنى السلبي لحراس العقيدة لا الايجابي
    بمعنى أنهم هم حراس هذا السجن الكبير الذي يجمعنا ويمنعونا من الخروج منه
    ومن هذه صفتهم يستحقون ان يصفهم أمير المؤمنين بأنهم علماء فجرة وعرفاء فسقة
    فـ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ:
    يَأْتِيكُمْ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَ الْمِائَةِ
    أُمَرَاءُ كَفَرَةٌ
    وَ أُمَنَاءُ خَوَنَةٌ
    وَ عُرَفَاءُ فَسَقَةٌ
    فَـــــــتَـــــكْثُرُ التُّجَّارُ وَ تَقِلُّ الْأَرْبَاحُ وَ يَفْشُو الرِّبَا وَ تَكْثُرُ أَوْلَادُ الزِّنَا وَ تَغْمُرُ السِّفَاحُ وَ تَتَنَاكَرُ الْمَعَارِفُ وَ تُعَظَّمُ الْأَهِلَّةُ وَ تَكْتَفِي النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ……بقية الرواية
    إنتبهو هنا أن أمير المؤمنين قد جعل العرفاء الفسقة أحد ثلاث اسباب رئيسية لتفشي الربا والزنا والسفاح وجميع مظاهر الواقع المزري الذي نعيش وسطه اليوم
    ويمكن اعتبارهم انهم الثالوث الشيطاني الذي سيطر ولا يزال يسيطر حبتر عبره على الواقع الاجتماعي العالمي
    والثالوث هم:
    1- الأمراء وهم رؤوس وقيادات المؤسسات السياسية والعسكرية
    2- والامناء وهم رؤوس وقيادات المؤسسات التعليمية والمالية
    3- والعرفاء الفسقة الذين يمنعون الناس من السعي لمعرفة أعرف المعارف ويشغلونهم فقط بأحكام التجارات وأرباح الاموال والنكاح
    نرجع لحديث معرفة النفس
    فالعرفاء الفسقة بتشكيكهم وتضعيفهم للكثير من الزيارات والادعية وروايات المعارف وتحريفهم لمعاني المتبقي منها ووصمها بروايات المغالين والاسرائيليات والمحرفات
    انما منعوا الناس من اقامة الصلاة او الولاية
    عبر منعهم أولا من التسليم لأهل البيت حين شككوهم بكل شيء
    وبالتالي أبعدوهم عن معرفة النفس وهي أعرف المعارف
    فمعرفة النفس عبر التسليم للمعاني الواردة في كلمات اهل البيت عليهم السلام أمر سهل ويسير جدا جدا
    .
    لكنك عندما تقول اريد أن أعرف نفسي فماذا تريد أن تعرف حينها؟
    لنفهم ذلك يجب علينا أولا أن نفكك كلمة نفسي
    ونعرف أركانها لكي يكون بحثنا بعد ذلك في كلمات أهل البيت عليهم السلام موجه الوجهة الصحيحة
    نـــــفـــــســـــي
    لكي تستطيع ان تذكر هذه الكلمة يجب :
    1- أن تكون كيان مفكّر
    2- وأن يكون لك كيان مستقل
    وعلامة استقلالك هي أن يكون لك إسم خاص بك
    3- وأن تكون كيان حيّ
    والكيان الحي نوعان :
    أ- حيّ بذاته
    ب- وحيّ بغيره
    والكيان الحي بذاته لا يمكن له ان يتعدد
    يعني يجب أن يكون كيان واحد وهو من يكسب الحياة لغيره
    فهو حي بذاته وهو من يكسب غيره الحياة
    ولذلك لا يحتاج لأن يعرف نفسه
    فهو يعرف نفسه بنفسه كما هي وبصورة تامة لا نقص بها
    لأنه حي بذاته والحي بذاته يجب ان يكون عالما بذاته وقادرا بذاته ومحيطا بذاته
    وهذه الصفات هي صفات الروح فقط ، او صفات الجوهرة الحية بالذات فقط ، او صفات الروح القدس ، أو العقل الكلي أو نور السماوات والأرض أو أو أو
    ولذلك فإن هذه الصفة ((حي بالذات)) هي صفة زائدة على كل من هو ليس حي بالذات
    يعني كل من هو ليس حيّ بذاته يجب أن يكون حيا بهذا الكيان الالهي الواحد الحي بالذات
    فالصفة الثالثة حسب هذا البيان هي:
    3- أن تكون كيان حيّ بغيرك
    والصفة الرابعة هي
    4- أن يكون لك جسد يميزك عن غيرك
    والصفة الخامسة هي
    5- أن تكون لك ذاكرة خاصة بك تشعر معها بانك كيان مستقل ولك نوع من التطور والذكريات المتصلة اولها بآخرها
    والتي هي من سترسم بالنهاية صورة شخصيتك ووجودك من بدايته حتى تلك اللحظة التي ستنظر بها لنفسك وتقول أنا
    6- وقبل كل ذلك يجب أن تكون مُشيء
    فخلاصة ما سبق هو أن معرفتك لنفسك تتحقق:
    بمعرفة الكيان المشيء فيك
    ومعرفة كيانك المفكّر المستقل
    ومعرفة كيف أنك حي بغيرك
    ومعرفة مصدر ونوع جسدك الخاص بك في كل مرحلة من مراحل خلقك وتصويرك وتنزيلك المختلفة
    ومعرفة أين هي ذاكرتك الشخصية في كل دار ومنزل من تلك الدور والمنازل
    وبكلام موجز يجب ان تعرف من أين وفي أين وإلى أين .
    .
    بالتسليم لكلام أهل البيت عليهم السلام سيمكنك ان تصل وبصورة مباشرة لإجابات جميع هذه الأسئلة من خلال بعض الفقرات القليلة والقصيرة من الزيارة الجامعة الكبيرة
    وهي هذه الفقرات:
    ”بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي،
    ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ
    وَأسْماؤُكُمْ فِي الاَسماء
    وَأَجْسادُكُمْ فِي الاَجْسادِ
    وَأَرْواحُكُمْ فِي الارْواحِ
    وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ
    وَآثارُكُمْ فِي الاثارِ
    وَقُبُورُكُمْ فِي القُبُورِ؛
    فَما أَحْلى أَسْمائكُمْ وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ وَأجَلَّ خَطَرَكُمْ وَأَوْفى عَهْدَكُمْ وَأَصْدَقَ وَعْدَكُمْ!“
    فان كنت تسعى لمعرفة من هو ربك من خلال معرفة نفسك فهذه الكلمات المختصرات توصلك مباشرة للب معرفة النفس
    بل للب لب لبها كذلك
    فهل سألت نفسك كم بقي لك من وجودك حين يكون ذكرهم واسماؤهم وارواحهم وانفسهم وآثارهم في ذكرك واسمك وروحك ونفسك وآثارك؟
    هل سألت نفسك كم بقي لك من وجودك حينها ، وأين هو موقعك من من هم منك بمنزلة
    الذاكر في ما تذكره
    والمعنى من إسمك
    والروح المحركة لنفسك
    والنفس المحركة لجسدك
    هل يمكنك أن تتخيل كيف ستكون لو لم يكونوا مكنونين ومحيطين بك؟
    ستكون مجرد قبر لا حياة به ولا ذكر ولا تفكير ولا مشيئة
    لكن لأنهم جعلوا من جسدك قبرا يسكنونه أصبحت أنت حيا مشيئا عاقلا مفكرا
    فأنت مجرد هيكل بشري مرقوم وما لم يسكنوا بك فإنك ستبقى مجرد هيكل بشري مرقوم لا حياة به ولا صورة له
    فهم الْأَسْرَارُ الْإِلَهِيَّةُ الْمُودَعَةُ فِي الْهَيَاكِلِ الْبَشَرِيَّةِ
    اذا عرفتهم بهذه الصورة وأيقنت من أنهم الْأَسْرَارُ الْإِلَهِيَّةُ الْمُودَعَةُ فِي هيكلك البشري فإنك ستعرف ربك مباشرة وبدون تعقيدات
    إذا سلمت وآمنت بهذه المعاني فإنك ستكتشف ربك بصورة كاملة لا نقص بها
    أدعية وزيارات أهل البيت عليهم السلام مليئة بهذه المعاني الربانية العميقة والصريحة التي ستوصلك لقمة أعرف المعارف
    يعني ستوصلك لمعرفة النفس مباشرة وبدون أيّة مقدمات سوى مقدمة التسليم
    كما أن ضمائر الجمع في القرآن الكريم والتي كما يقولون لنا أنها تعود لهم ومنطوقة بلسانهم تشير أيضا لنا إلى أنهم هم ربنا
    وهم يقولون لك في محكم كتابهم
    إننا نحن خلقناك
    وإننا اقرب لك من حبل الوريد
    وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ
    وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ
    وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
    معرفة النفس مع روايات أهل البيت وبعيدا عن الأمناء الفجرة والعرفاء الفسقة سهلة جدا جدا لا تحتاج منك سوى التسليم لتصل لها وبأسرع من لمح البصر
    فقط عليك بالتسليم المطلق لهم فيما ورد لك منهم وعنهم وستجد نفسك تقف مباشرة على ابوابهم وقد أحكمت معرفة أعرف المعارف ، يعني معرفة نفسك ومعرفة ربك
    فيما سبق من المقالات تكلمنا كثيرا عن أجزاء النفس المختلفة ابتداءا من الاسم المكنون ومثاله الذي القاه في خلقه والجوهرة الحية بالذات شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى
    وتكلمنا عن نجمتي الميركابا وكيف انهما مقام رب العالمين في الخلق
    وتكلمنا عن الكونداليني أو الأسمين الأعلين
    وعن نظام الخلق الجديد او نظام الكرات
    وعن النفس الناطقة القدسية وقلنا ان الجوهرة الحية بالذات هي روحها وأنها لن ولم تفارقها أبدا منذ أول خلقها والى ما شاء الله لها البقاء
    لن نعيد الحديث مرة أخرى هنا عن هذه المعاني والمفاهيم
    لكن سنحاول اليوم أن نتبين كيف يمكن أن يكون ذكرهم واسماؤهم وارواحهم وانفسهم وآثارهم في ذكرنا واسمائنا وأروحنا وأنفسنا وآثارنا
    وما هو نوع وجودهم وتكوينهم الذي يتيح لهم ان يكونوا مكنونين في الخلائق وبنفس الوقت يكونوا ظاهرين لهم بينهم في مختلف العوالم ومستويات الوجود
    خصوصا مع ما قلناه سابقا عن العرش وابراجه الثلاثين الف وانه كمبيوتر كبير واننا برامج مرقومة في هذا الكمبيوتر الكبير ننتظر ان نكون به من الفائزين لينتقلوا بنا الى مرحلة جديدة من مراحل الخلق نقول عنها انها الجنة لنتعلم بها ومنها أشياء جديدة
    فقد يسأل سائل كيف يتفق قولك اننا نعيش في كمبيوتر كبير وعالم مرقوم مع قولك أن ارواحهم في ارواحنا واسماؤهم في اسمائنا ووو
    فهل تقصد أن ارواحهم وأنفسهم ايضا مجرد كتب مرقومة ككتبنا وهي بذلك جزء من ارواحنا؟
    فهل تقصد أن أرواحهم هي الكود اوهي البرنامج الذي تمت به وعليه كتابة برامج المخلوقات؟
    ام ماذا تقصد من كل ذلك؟
    والجواب هو أن الأمر يشبه هذا الوصف لكن مع تغيير بسيط
    وهو انهم ليسوا البرنامج الذي تمت كتابة بقية البرامج به وعليه
    بل هم لوح التجلي الذي ظهر به وعليه كل ما له حظ من الظهور من المخلوقات
    حتى هذا الكمبيوتر العملاق ذي الابراج الثلاثين الفا ظهر أيضا بـ وعلى لوح الوجود الواحد هذا
    كيف يمكننا تصور هذا الأمر؟
    نرجع للمشكاة والمصباح والزجاجة
    انهم نور واحد لا يفترق اولهم عن اوسطهم ولا آخرهم ،
    لكننا هنا سنتكلم باسلوب المراحل فقط لنفهم هذا النور الواحد
    وليس لاننا نعتقد انهم يختلفون عن بعضهم او ان بعضهم احسن من بعض أو ان بعضهم يسبق البعض
    .
    عندما سأل كميل رضوان الله عليه أمير المؤمنين عن الحقيقة قال له إنه:
    نور أشرق من صبح الأزل
    صبح الأزل هنا هو نفسه المصباح او الاسم المكنون
    طبعا صبح الأزل دائما وابدا مشرق ومنير فهو المشيئة الأولى ، والمعنى مشيء دائما وأبدا ، فهو مشرق دائما وأبدا ولو بوجهه فقط ،، فـ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
    لكن لكي نفهم الصورة سنفترض انه قد اشرق بعد ان لم يكن مشرقا
    فصبح الأزل موجود اذن لكنه لم يشرق بعد حسب ما افترضنا
    يعني لا يوجد له نور
    أو لم يصدر منه نوره بعد
    فقط صبح الأزل (( المشيئة الأولى أو الاسم المكنون أو العقل))
    وهو يعلم حينها بنفسه كما هو
    وبدون اية اضافات
    لكنه قرر أن يشرق لكي يرى نفسه حضوريا
    فشاء ان يشرق
    فأشرق
    فصدر منه نوره
    فنوره الذي اشرق منه هو الصادر الأول،،،،، انتبهوا لكلمة “منه”
    يعني نور صبح الأزل هو الصادر الأول من صبح الأزل ((من المشيئة او من الاسم المكنون))
    وصبح الأزل هنا هو المشيئة الأولى أو العقل او او او كما أشرنا لذلك دائما
    وصبح الأزل هو الحي الذي ليس قبله ولا بعده حي
    وهو الشيء الذي ليس كمثله شيء
    وبهذا الوصف يكون النور الذي صدر من صبح الأزل هو ظهور صبح الأزل
    أو هو ظهور المشيئة الأولى
    أو ظهور الحي الذي ليس قبله ولا بعده حي
    فصبح الأزل هنا هو الباطن
    والنور الذي أشرق منه هو الظاهر
    وصبح الأزل هو الحي الذي ليس قبله حي
    والنور الذي أشرق منه هو النورالذي سيجعل من الماء كل شيء حي
    وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
    قبل ان نستمر يجب أن نعرف من هو المتحدث بضمير الجمع هنا والذي يستطيع أن يجعل من الماء كل شيء حي؟
    إنهم التجلي الأول للصادر الأول
    يعني الصادر الاول نور صبح الأزل له تجليات مختلفة
    سنتوقف هنا قليلا لتوضيح هذه المسألة
    التجلي الأول للمصباح او لصبح الأزل هو النور الظلّي الذي خلق منه الأظلة وهم المتكلمين باسم الجمع هنا
    فالصادر الأول هنا هو نور المصباح الظلي ،، يعني هو نوره الظلّي
    ثمّ قسم نوره الظّلّي لأظلة كما تقول الرواية عن الصادق عليه السلام
    فالأظلة هم وسائط الفيض
    فهم من يستلمون الفيض بشكل مباشر من المصباح او من صبح الازل
    ومنهم يفيض بعد ذلك على الوجود
    لكن ما هو الفيض الذي يستلمونه من المصباح او من الاسم المكنون؟
    إنه العلم المكنون فيه
    فهم يستلمون العلم منه ((من الإسم المكنون)) كعلم ويحولونه لفيض يفيضون به على الخلائق
    هذا الفيض هو نفسه الماء
    كيف يمكننا روائيا فهم هذا الامر؟
    نذهب لحديث الْمُفَضَّلُ مع الإمام الصادق عليه السلام
    قَالَ الْمُفَضَّلُ: نَعَمْ يَا سَيِّدِي عَلِمْتُ وَ فَهِمْتُ، فَكَيْفَ كَانَتِ الْأَظِلَّةُ؟
    قَالَ: أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:
    أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا. ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً
    يَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى) أَوَّلُ مَا خَلَقَ، النُّورُ الظِّلِّيُّ،
    قُلْتُ: وَ مِمَّا خَلَقَهُ؟
    قَالَ: خَلَقَهُ مِنْ‏ مَشِيئَتِهِ
    ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً
    أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى): أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً؟
    خَـــلَـــقَـــهُ قَـــبْـــلَ أَنْ يَـــخْـــلُـــقَ سَـــمَـــاءً وَ أَرْضـــاً وَ عَـــرْشـــاً وَ مَـــاءً
    ثُـــمَّ قَـــسَّـــمَـــهُ أَظِـــلَّـــةً
    فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ
    فَـــرَأَتْ نَـــفْـــسَـــهَـــا
    فَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُوِّنُوا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُونُوا
    وَ أُلْـــهِـــمُـــوا مِـــنَ الْـــمَـــعْـــرِفَـــةِ هَـــذَا الْـــمِـــقْـــدَارَ وَ لَـــمْ يُـــلْـــهَـــمُـــوا مَـــعْـــرِفَةَ شَـــيْ‏ءٍ سِـــوَاهُ مِـــنَ الْـــخَـــيْـــرِ وَ الـــشَّـــرِّ
    ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَهُمْ،
    قَالَ: كَيْفَ أَدَّبَهُمْ؟
    قَالَ: سَبَّحَ نَفْسَهُ فَسَبَّحُوهُ وَ حَمَّدَ نَفْسَهُ فَحَمَّدُوهُ
    وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ
    وَ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُثْنِي عَلَيْهِ وَ يَشْكُرُهُ
    فَلَمْ تَزَلِ الْأَظِلَّةُ تَحْمَدُهُ وَ تُهَلِّلُه‏…….بقية الرواية
    إنتبهو لهذه الجزئية المهمة
    فــ الْأَظِلَّةُ أُلْـــهِـــمُـــوا ((انتبهوا لهذه الكلمة)) أُلْـــهِـــمُـــوا // مِـــنَ الْـــمَـــعْـــرِفَـــةِ هَـــذَا الْـــمِـــقْـــدَارَ وَ لَـــمْ /// يُـــلْـــهَـــمُـــوا /// مَـــعْـــرِفَةَ شَـــيْ‏ءٍ سِـــوَاهُ مِـــنَ الْـــخَـــيْـــرِ وَ الـــشَّـــرِّ
    من الذي يُـلهم الأظلة هنا؟
    إذا بحثنا عن من الذي معهم ويمكن له أن يلهمهم المعرفة أو العلم فلن نجد من هو مع الأظلة سوى الإسم المكنون، أو المشيئة الأولى
    فالعلم كله محويّ في الاسم المكنون
    فالاسم المكنون هو نبع العلم وهو بئر العلم
    وعلمه هو الماء الغدقا
    فالذي ألهم الأظلة علمها بنفسها وبما عرفت هو الاسم المكنون المكنون بها
    فالإسم المكنون بها هو من أوجدها بالاساس وهو المتكلّم بالوحي او المتكلم بالالهام معها،،
    فهو موجدها
    وهو معلمها
    وهو معرّفها
    فالماء هو العلم
    فالماء الغدقا في روايات اهل البيت عليهم السلام معناها العلم الكثير
    وعندما يقولون في قرآنهم
    وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
    فمعناها يصبح وجعلنا من العلم كل شيء حي
    ومن هم الذين يقولون هنا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ؟
    انهم الجوهرة الحية بالذات
    يعني هم روح الأرواح
    وانفس الأنفس
    وأسماء الأسماء
    وأجساد الأجساد
    في حديث أمير المؤمنين عن ليلة القدر وعن الروح الذي قال فيه:
    فَإِنَّ مَنْ فَازَ بِالسَّبْعَةِ كَمَّلَ الدِّينَ كُلَّهُ
    وَ هُنَّ الرَّحْمَةُ لِلْعِبَادِ وَ الْعَذَابُ عَلَيْهِمْ
    وَ هُمُ الْأَبْوَابُ الَّتِي قَالَ تَعَالَى-: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
    يَهْلِكُ عِنْدَ كُلِّ بَابٍ جُزْءٌ وَ عِنْدَ الْوَلَايَةِ كُلُّ بَابٍ»
    كان قد قال قبلها عن الروح قول جامع في معرض بيانه لمعنى الآية التالية:
    لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِين‏
    فقال:
    وَ الزُّبُرُ الذِّكْرُ
    وَ الْأَوَّلِينَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْهُمْ
    فَالرُّوحُ وَاحِدَةٌ وَ الصُّوَرُ شَتَّى‏
    تبيان وتوضيح بقية التفاصيل قد تجعل من هذا المقال طويل جدا ولذلك سنتركها لمقال أخر وننتقل مباشرة للخلاصة
    الرُّوحُ وَاحِدَةٌ وَ الصُّوَرُ شَتَّى‏ ،، كل هذا الوجود هو صور مختلفة للروح ، فالروح هي من تتجسد بكل صورة تريد أن تتجسد عليها
    يعني يمكن تشبيه الوضع ان كل هذا الوجود هو عبارة عن نقطة من الروح ،، أو نقطة من الماء
    وهذه النقطة من الماء تجسدت أوّل ما تجسدت على شكل بلورة هندسية لها مركز يحيط به ثلاثون الف برج بها اثقاب بعدد أرواح الخلائق
    فالعرش والابراج الثلاثين الف والاثقاب هي هذا الكمبيوتر العملاق الذي نتحدث عنه وهي بكلها وكليلها مخلوقة من الماء ومحاطة بالماء ومملوئة بالماء وحية بالماء
    فكلها ظاهرا وباطنا هي مجرد صور مختلفة من تلك الصور التي تجسد الماء عليها
    فالماء ((العلم)) اسمه في أسماء الصور المختلفة
    وروحه في روح الصور المختلفة
    ونفسه في أنفس الصور المختلفة
    ان الله خلق الروح ((الأظلة)) فاحسن خلقهم
    و صورهم فاحسن صورهم
    و جعلهم عينه فى عباده
    و لسانه الناطق فى خلقه
    و يده المبسوطة على عباده بالرأفة و الرحمة
    و وجهه الّذي يؤتى منه
    و بابه الّذي يدل عليه
    و خزانه فى سمائه و ارضه‏
    فبالروح يعني بهم اثمرت الاشجار و اينعت الثمار و جرت الانهار
    وبالروح ينزل غيث السماء و ينبت عشب الارض
    و بعبادة الروح يعني عبادتهم عُـبِـد الله
    و لولا الروح ما عُـبِـد الله‏
    هذه الروح
    هذه الجوهرة الحية بالذات
    التي لها اربعة عشر وجه
    هي روحك واسمك وجسدك ونفسك وقبرك
    فهي تحيط بك ظاهرا وباطنا
    فأنت مكنون بها وهي مكنونة بك
    هذه الروح هي النجدين والطينات العشر ويتوسطهم ((الم الكتاب)) وهي أغصان الشجرة المباركة شجرة الحياة التي منها يوقد المصباح ألف لام ميم فيصبح كانه كوكب دري
    1- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الزَّيَّاتِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ
    قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِنَّ لِلَّهِ نَهَراً دُونَ عَرْشِهِ
    وَ دُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ
    نُورٌ مِنْ نُورِهِ (((الم الكتاب)))
    وَ إِنَّ فِي حَافَتَيِ النَّهَرِ رُوحَيْنِ مَخْلُوقَيْنِ
    رُوحُ الْقُدُسِ
    وَ رُوحٌ مِنْ أَمْرِهِ
    وَ إِنَّ لِلَّهِ عَشْرَ طِينَاتٍ خَمْسَةً مِنْ نَفَحَ الْجَنَّةِ وَ خَمْسَةً مِنَ الْأَرْض‏….بقية الرواية
    إذا أمنت بهذا الكلام حق الإيمان ستكون من المستبصرين بحق الروح أغصان شجرة الحياة ظاهرهم وباطنهم
    وإذا عشت هذا الإيمان عمليا في كل يوم من أيام حياتك فإنك ستكون من الخاشعين
    واذا دخلت في فئة الخاشعين سيمكنك حينها أن تقيم الولاية
    والولاية هي الصلاة
    فبدون معرفة النفس أعرف المعارف وهي الصبر لن يمكنك أن تقيم الصلاة يعني لن يمكنك أن تقيم الولاية
    لو عشت حياتك باطنها وظاهرها على حسب هذا الاعتقاد بـ((الم الكتاب)) فستظهر عليك آثار الولاية سريعا ان شاء الله ويتّقد كتابك ألف لام ميم سريعا ويصبح كانه كوكب دري
    لكن يجب أن تنتبه أنك سيتم ابتلائك لمعرفة صدق ايمانك هذا من كذبك
    الم
    أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ
    وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
    أن تعيش هذا الاعتقاد باطنا وظاهر هو الجهاد الأعظم
    هو جهاد النفس الأعظم
    وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
    ألف لام ميم الكتاب ينتظرك ان تلتفت له وتوقده من زيت الشجرة المباركة فيتوقّد ويصبح كانه كوكب دري في صدرك
    وأنت ربما تم ابتلائك فعلا فيما سبق من كراتك وكل ما تحتاجه الأن في هذه الكرة هو ان تتذكر عهدك وتعيش وسط روحك وكأنك تراها وتسمعها وتراك وتسمعك
    كل المطلوب منك هو أن تستقيم على الطريقة ليسقوك ماءا غدقا يوقدون به ألف لام الميم المكنون بك فيصبح كانه كوكب دري
    كلمة أخيرة اقولها لك أيها المتنافس
    إستيقظ فـ فإن ألف لام ميم كوكب دري يوقد من شجرة مباركة فمتى ستوقد كوكبك الدّري المكنون في صدرك
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.