*207* كيف تصعد الدرجات والمنازل

  • Creator
    Topic
  • #2283
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم
          والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
          محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
         
          اللهم صلي على محمد وآل محمد
         
          ربي اشرح لي صدري
          وضع عني وزري
          الذي انقض ظهري
         
          وارفع لي ذكري
          واجعلي لي من بعد العسر يسرا
          واجعل لي من بعد العسر يسرا
         
          السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين الكرام ورحمة الله وبركاته
         
          عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ ع قَالَ‏ خَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ص ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ بَعْدَ الْحَمْدِ لِلَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ ص
          يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ [وَ اللَّهِ‏] مَا خَلَقَ الْعِبَادَ إِلَّا لِيَعْرِفُوهُ
          فَإِذَا عَرَفُوهُ‏ عَبَدُوهُ‏
          فَإِذَا عَبَدُوهُ اسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ مِنْ سِوَاهُ
          فَقَالَ لَهُ رَجُــــــــــــــــــــلٌ
          بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ
          مَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ؟
          قَالَ: مَعْرِفَةُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ إِمَامَهُمُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِمْ طَاعَتُه‏……..إنتهى
         
          في هذا الحديث الشريف أقسم الامام الحسين عليه السلام أن الله مَا خَلَقَ الْعِبَادَ إِلَّا لِيَعْرِفُوهُ
         
          وسيكون حديثنا اليوم عن اقسام المعرفة ومنها معرفة الله
          لكن ليس من خلال هذا الحديث الذي لخّص الإمام المعرفة فيه لرجل غير معروفة درجة إيمانه وتسليمه ولا درجة معرفته وعلمه ولا درجة قربه من الإمام ومنزلته بل ولا حتى إسمه معروف،، فلخص واختصر له معرفة الله بأنها هي مَعْرِفَةُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ إِمَامَهُمُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِمْ طَاعَتُه‏
         
          فالظاهر من هذا الحديث الذي كان اشبه بخطبة لمجموعة كبيرة من الناس أن هذا النوع من المعرفة ينفع كل الناس على اختلاف درجات قوة عقولهم وفهمهم
          لأنه حسب البظاهر حديث للعوام وليس للخواص
         
          ونحن لأننا نحاول دائما ان نغوص في بحر المعارف الربانية ولا نكتفي بالسباحة على شاطئه او الابحار على سطحه
         
          فإننا سنذهب لحديث الإمام الصادق عن المعرفة مع صاحبه المقرب جابر الجُعفي أحد أفضل وأكمل خواصه والمقربين منه  
          وسنجد إن شاء الله أن إجابة الامام له عن ماهية معرفة الله كانت مفصلة ومطولة وموضّحة بشكل يختلف تماما عن إجابة الامام الحسين عن نفس هذا السؤال لذلك الرجل الغير معروف
         
          الحديث لن ننقله هنا كله لأنه حديث طويل وسنكتفي بنقل ما به الحاجة منه وما له علاقة به فقط
         
          بداية النقل:
          (((قَالَ جَابِرٌ
          قُلْتُ يَا سَيِّدِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِكُمْ
          وَ أَلْهَمَنِي فَضْلَكُمْ وَ
          وَفَّقَنِي لِشِيعَتِكُمْ
          وَ مُوَالاةِ مَوَالِيكُمْ
          وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكُمْ
           فَقَالَ يَا جَابِرُ: أَ تَدْرِي مَا الْمَعْرِفَةُ
          قُلْتُ: لَا أَدْرِي
          قَالَ:
          إِثْبَاتُ التَّوْحِيدِ، أَوَّلًا،
          ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمَعَانِي، ثَانِياً،
          ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَبْوَابِ ثَالِثاً،
          ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَيْـــتَـــامِ رَابِعاً،
          ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّقَبَاءِ خَامِساً،
          ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّجَبَاءِ سَادِساً،
          ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْتَصِّينَ سَابِعاً،
          ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْلَصِينَ ثَامِناً،
          ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُمْتَحَنِينَ تَاسِعاً،
          وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
          قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً
          وَ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ ،،،،، الْآيَةَ.
           يَا جَابِرُ
          مَوْلَاكَ أَمَرَكَ بِثَبَاتِ التَّوْحِيدِ
          مَـــعْـــرِفَـــةِ مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ،
          قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَفَّقَنِي عَلَى إِثْبَاتِ التَّوْحِيدِ
          في الرواية التي وجدتها منقولة في كتاب الهداية الكبرى أعتقد والله العالم أنه يوجد في الجملة التي تلت هذه الجملة قطع بسيط
          حيث أنها مباشرة بعد الجملة السابقة تبدء بالشكل التالي:
          فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
          ويبدو لي أن هذه الجملة الأخيرة غير تامة المعنى وتنقصها اربعة كلمات وهي (((أمّا مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ))) لتكون كاملة المعنى
          لتصبح الجملة بالشكل التالي فتتناسق مع ما قبلها وما بعدها من الجمل والمعاني
          (((قال: أمّا مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ))) فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
          الَّذِي لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
          وَ هُوَ غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّ
          وَ أَمَّا الْمَعَانِي فَـــنَـــحْـــنُ مَـــعَـــانِـــيـــهِ
          وَ ظَـــاهِـــرُهُ فِـــيـــنَـــا
          اخْـــتَـــارَنَـــا مِـــنْ نُـــورِ ذَاتِـــهِ
          وَ فَـــوَّضَ إِلَـــيْـــنَـــا أَمْـــرَ عِـــبَـــادِهِ
          فَنَحْنُ نَفْعَلُ بِإِذْنِهِ مَا نَشَاءُ
          وَ نَحْنُ لَا نَشَاءُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
          وَ إِذَا أَرَدْنَا أَرَادَ اللَّهُ
          أَحَلَّنَا اللَّهُ هَذَا الْمَحَلَّ
          وَ اصْطَفَانَا مِنْ بَيْنِ عِبَادِهِ
          وَ خَصَّنَا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ السَّنِيَّةِ
          وَ جَعَلَنَا عَيْنَهُ عَلَى عِبَادِهِ
          وَ حُجَّتَهُ فِي بِلَادِهِ
          وَ وَجْهَهُ وَ آيَاتِهِ
          فَمَنْ أَنْكَرَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَ رَدَّهُ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ وَ أَنْبِيَائِهِ وَ آيَاتِهِ وَ رُسُلِهِ،
          يَا جَابِرُ:
          مَنْ عَرَفَ اللَّهَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَقَدْ أَثْبَتَ التَّوْحِيدَ
          لِأَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ مُوَافِقَةٌ لِكِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ وَ هُوَ قَوْلُهُ:
          لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
          وَ قَوْلُهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
          وَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ
          يَا جَابِرُ:
          فَإِذَا عَرَفْتَ اللَّهَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ،
          ثُمَّ عَرَفْتَ مَعَانِيَهُ
          وَ أَنَّهُمْ مِنْ نُورِ ذَاتِهِ
          اخْتَصَّهُمُ اللَّهُ بِالْفَضْلِ
          وَ أَعَزَّهُمْ بِالرُّوحِ الَّتِي هِيَ مِنْهُ
          لَمْ يُطْفَأْ بِتِلْكَ الرُّوحِ وَ النُّورِ الَّذِي هُوَ مِنْهُ عِزُّنَا
          وَ أَنْتَ عَارِفٌ خَبِيرٌ مُسْتَبْصِرٌ كَامِلٌ بَالِغٌ،
          قَالَ جَابِرٌ:
          إِنَّا لِلَّهِ مَا أَقَلَّ أَصْحَابِي،
          قَالَ: هَيْهَاتَ يَا جَابِرُ:
          أَ تَدْرِي كَمْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ أَصْحَابِكَ،
          قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَا بَيْنَ الْمِائَةِ إِلَى الْمِائَتَيْنِ
          وَ كُلِّ إِقْلِيمٍ مَا بَيْنَ الْأَلْفِ إِلَى الْأَلْفَيْنِ،
          لِأَنَّا كُنَّا نَظُنُّ أَنَّهُمْ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ وَ نَوَاحِيهَا.
          قَالَ: يَا جَابِرُ
          خَابَ ظَنُّكَ
          وَ قَصُرَ رَأْيُكَ
          أُولَئِكَ هُمُ الْمُقَصِّرَةُ وَ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ
          قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنِ الْمُقَصِّرَةُ
          قَالَ الَّذِينَ يُقَصِّرُونَ عَنْ مَعْرِفَةِ الْأَئِمَّةِ
          وَ عَنْ مَعْرِفَةِ مَا فَوَّضَ إِلَيْهِمْ مِنْ رُوحِهِ،
          قَالَ جَابِرٌ:
          مُنَّ عَلَيَّ يَا سَيِّدِي،
          قَالَ:
          أَنْ تَعْرِفَ كُلَّ مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالرُّوحِ فَقَدْ
          فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَهُ أَنْ يَخْلُقَ بِإِذْنِهِ
          وَ يَعْلَمَ وَ يُخْبِرَ بِمَا فِي الضَّمَائِرِ
          وَ يَعْلَمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
          وَ ذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الرُّوحَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَصَّهُ بِهَذِهِ الرُّوحِ
          وَ هُوَكَامِلٌ غَيْرُ نَاقِصٍ
          يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ بِأَمْرِ اللَّهِ
          يَسِيرُ بِإِذْنِ اللَّهِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ فِي لَحْظَةٍ
          وَ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَنْزِلُ إِلَى الْأَرْضِ مَتَى شَاءَ وَ أَرَادَ
          قُلْتُ
          سَيِّدِي أَوْجِدْنِي بَيَانَ هَذِهِ الرُّوحِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّهِ الْمُرْسَلِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وَ أَنَّهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ خَصَّ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ وَ ارْتَضَاهُ،
          قَالَ: نَعَمْ
          اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ قَوْلَهُ تَعَالَى:
          وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ
          وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيم‏………إنتهى النقل
          سنكتفي بهذا المقطع من هذه الرواية الشريفة ليدور حديثنا اليوم عنه فقط
          مع بعض التوسع والتشعب فيه لكن من خلال نفس رواياتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
         
          قبل أم نبدء الحديث نحبّ أن نذكر مرة أخرى بما قلناه في حديثنا السابق الذي كان تحت عنوان
          لنْ تَطْعَمَ النَّارُ مَنْ وَصَـــــــــــــــفَ هَــــــــــــذَا الْأَمْــــــــــــرَ
          حيث قلنا فيه أنه لكي ينجح الإنسان في أن يكون من أصحاب اليمين فمن المهم جدا جدا ان يصف هذا الامر ((يعني يصف الولاية)) بلسانه الشخصي وكلماته الشخصية وبتعبيره الخاص لنفسه ولغيره كذلك
         
          ولكي يستطيع ذلك فإنه يحتاج لأن يدرّب نفسه على ان يصف هذا الامر لنفسه ولغيره وان يتناقش به معهم ويتعمق به قدر استطاعته ويتفكر به دائما حتى ينفتح لسان قلبه أخيرا بذكره ووصفه وتعظيمه
         
          وهذه هي الفائدة الشخصية المباشرة له من تدربه ومداومته على وصف هذا الأمر لنفسه وغيره
          لكن ليس هذا هو السبب الوحيد الذي يوجب على كل من له باع ومعرفة ودراية بشؤون الولاية بالحديث عن الولاية ووصف شؤون الولاية لكل من يستطعم الحديث عنها ويريد ان يعرف عنها المزيد
          لأن هداية اللذين يريدون الإهتداء للولاية  
          وتعريفهم بها وتوصيل معانيها لهم
          سيكسب من سيصفها لهم ويعرفهم بها درجات نورانية أكثر من الذي يعرفها لنفسه فقط ولا يتكلم بها مع غيره لأي سبب من الأسباب
         
           فكما ورد في تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام مرفوعا لأمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال:
         
          215 وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع
          مَنْ كَانَ مِنْ شِيعَتِنَا عَالِماً بِشَرِيعَتِنَا،
          وَ أَخْرَجَ ضُعَفَاءَ شِيعَتِنَا مِنْ ظُلْمَةِ جَهْلِهِمْ
          إِلَى نُورِ الْعِلْمِ الَّذِي حَبَوْنَاهُ [بِهِ‏]
          جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ-
          يُضِي‏ءُ لِأَهْلِ جَمِيعِ تِلْكَ الْعَرَصَاتِ،
          وَ [عَلَيْهِ‏] حُلَّةٌ لَا يَقُومُ لِأَقَلِّ سِلْكٍ مِنْهَا الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا.
          ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ [مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏]:
          يَا عِبَادَ اللَّهِ:
          هَذَا عَالِمٌ مِنْ بَعْضِ تَلَامِذَةِ آلِ مُحَمَّدٍ
          أَلَا فَمَنْ أَخْرَجَهُ فِي الدُّنْيَا مِنْ حَيْرَةِ جَهْلِهِ
          فَلْيَتَشَبَّثْ بِنُورِهِ،
          لِيُخْرِجَهُ مِنْ حَيْرَةِ ظُلْمَةِ هَذِهِ الْعَرَصَاتِ إِلَى نَزْهِ الْجِنَانِ.
          فَيُخْرِجُ كُلَّ مَنْ كَانَ عَلَّمَهُ فِي الدُّنْيَا خَيْراً،
          أَوْ فَتَحَ عَنْ قَلْبِهِ مِنَ الْجَهْلِ قُفْلًا،
          أَوْ أَوْضَحَ لَهُ عَنْ شُبْهَةٍ ………..إنتهى
         
          وفي نفس تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام
          ورد فيه أنه قد:
          حَضَرَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ الصِّدِّيقَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع
          فَقَالَتْ:
          إِنَّ لِي وَالِدَةً ضَعِيفَةً-
          وَ قَدْ لُبِسَ عَلَيْهَا فِي أَمْرِ صَلَاتِهَا شَيْ‏ءٌ،
          وَ قَدْ بَعَثَتْنِي إِلَيْكِ أَسْأَلُكِ.
          فَأَجَابَتْهَا فَاطِمَةُ ع عَنْ ذَلِكَ،
          ثُمَّ ثَنَّتْ،  فَأَجَابَتْ،
          ثُمَّ ثَلَّثَتْ [فَأَجَابَتْ‏]
          إِلَى أَنْ عَشَّرَتْ فَأَجَابَتْ،
          ثُمَّ خَجِلَتْ مِنَ الْكَثْرَةِ،
          فَقَالَتْ: لَا أَشُقُّ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ.
          قَالَتْ فَاطِمَةُ ع:
          هَاتِي وَ سَلِي عَمَّا بَدَا لَكِ،
          أَ رَأَيْتِ مَنِ اكْتُرِىَ يَوْماً يَصْعَدُ إِلَى سَطْحٍ بَحَمْلٍ ثَقِيلٍ، وَ كِرَاؤُهُ مِائَةُ أَلْفِ دِينَارٍ، أَ يَثْقُلُ عَلَيْهِ؟
          فَقَالَتْ: لَا.
          فَقَالَتْ: اكْتُرِيتُ أَنَا لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ- بِأَكْثَرَ مِنْ مِلْ‏ءِ مَا بَيْنَ الثَّرَى إِلَى الْعَرْشِ لُؤْلُؤاً
          فَأَحْرَى أَنْ لَا يَثْقُلَ عَلَيَّ،
          سَمِعْتُ أَبِي [رَسُولَ اللَّهِ‏] ص يَقُولُ:
          إِنَّ عُلَمَاءَ شِيعَتِنَا يُحْشَرُونَ،
          فَيُخْلَعُ عَلَيْهِمْ مِنْ خِلَعِ الْكَرَامَاتِ- عَلَى قَدْرِ كَثْرَةِ عُلُومِهِمْ،
          وَ جِدِّهِمْ فِي إِرْشَادِ عِبَادِ اللَّهِ،
          حَتَّى يُخْلَعَ عَلَى الْوَاحِدِ مِنْهُمْ- أَلْفُ أَلْفِ خِلْعَةٍ مِنْ نُورٍ.
          ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ:
          أَيُّهَا الْكَافِلُونَ لْأَيْـــتَـــامِ آلِ مُحَمَّدٍ،
          النَّاعِشُونَ لَهُمْ عِنْدَ انْقِطَاعِهِمْ عَنْ آبَائِهِمُ- الَّذِينَ هُمْ أَئِمَّتُهُمْ،
          هَؤُلَاءِ تَلَامِذَتُكُمْ- وَ الْأَيْـــتَـــامِ الَّذِينَ كَفَلْتُمُوهُمْ وَ نَعَشْتُمُوهُمْ- ((تذكروا هذا المقطع سنحتاجه بعد قليل))
          فَاخْلَعُوا عَلَيْهِمْ كَمَا خَلَعْتُمُوهُمْ‏ خِلَعَ الْعُلُومِ فِي الدُّنْيَا.
          فَيَخْلَعُونَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ الْأَيْـــتَـــامِ
          عَلَى قَدْرِ مَا أَخَذُوا عَنْهُمْ مِنَ الْعُلُومِ
          حَتَّى إِنَّ فِيهِمْ- يَعْنِي فِي الْأَيْـــتَـــامِ – لَمَنْ يُخْلَعُ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفِ خِلْعَةٍ
          وَ كَذَلِكَ يَخْلَعُ هَؤُلَاءِ الْأَيْـــتَـــامِ عَلَى مَنْ تَعَلَّمَ مِنْهُمْ.
          ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: أَعِيدُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ- الْكَافِلِينَ للْأَيْـــتَـــامِ حَتَّى تُتِمُّوا لَهُمْ خِلَعَهُمْ، وَ تُضَعِّفُوهَا.
          فَيُتِمُّ لَهُمْ مَا كَانَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْلَعُوا عَلَيْهِمْ، وَ يُضَاعَفُ لَهُمْ،
          وَ كَذَلِكَ مَنْ بِمَرْتَبَتِهِمْ  مِمَّنْ يُخْلَعُ عَلَيْهِ عَلَى مَرْتَبَتِهِمْ.
          وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ ع: يَا أَمَةَ اللَّهِ-
          إِنَّ سِلْكاً مِنْ تِلْكِ الْخِلَعِ- لَأَفْضَلُ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ،
          وَ مَا فَضَلَ  فَإِنَّهُ مَشُوبٌ بِالتَّنْغِيصِ وَ الْكَدَرِ………….إنتهى
         
          سيأتي في الحديث إن شاء الله أن درجات الإيمان هي عشرة درجات
          وكل درجة من درجات الإيمان لها سبعة منازل
          يعني درجات الايمان ومنازله هي عشر درجات على سبعين منزلة على عدد الفرق التي سينقسم أفراد الأمة المتنافسة عليها
          فجميعهم سيبدؤون من منزلة الحافرة
          والتي هي أسفل سافلين
         
          وفوقها ، يعني فوق الحافرة يوجد سبعين منزلة
         
          فإذا بلغ المنزلة الواحدة والسبعون منها سيكون قد وصل للدرجة العاشرة
          لكن بقي عليه منزلة العقبة
          وهي المنزلة الثانية والسبعون
           والتي إن عبرها ستفك رقبته من النار
          ولن يعبرها إلا حين يجمع جميع العقائد السابقة بعقيدة واحدة مفادها
          أن لا إله الا الله وحده لا شريك له،،
          بمعنى لا فاعل ولا مؤثر في الوجود الا الله وحده لا شريك له
         
          والعقبة ربما لن يستطيع أن يعبرها في البداية من أصحاب الإمام الا 12 متنافس منهم فقط
         
          أمّا البقية فيجب أن يوضعوا أمام الإختبار النهائي أو اختبار العقبة وجه بوجه ويعطون الفرصة لكي يقرروا ماذا هم فاعلون،، فـالامام يصف حال 301 من أصل 313 من مجموع الاصحاب انهم سيجفلون كالغنم البكم عندما سيختبرهم الامام حينها ..
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • Author
    Replies
  • #2284
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    تخيلوا هذا الأمر،،
          الكل يحلم بان يكون من اصحاب الامام
          لكن عندما سيوضع أحدنا أمام هذاالاختبار الاخير
          فإنه ما لم يكن قد تجهز له جيدا فإنه سينكص على عقبيه
          وينكّس على رأسه
          فيكفر ويترك الامام ويُجْفِلُ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ البكم
          خوفا من الاقرار له بما اطلعهم عليه
         
          185- سَهْلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ:
          كَأَنِّي بِالْقَائِمِ ع عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ عَلَيْهِ قَبَاءٌ
           فَيُخْرِجُ مِنْ وَرَيَانِ قَبَائِهِ كِتَاباً مَخْتُوماً بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ
          فَيَفُكُّهُ فَيَقْرَؤُهُ عَلَى النَّاسِ فَيُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ
          فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا النُّقَبَاءُ
          فَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ فَلَا يَلْحَقُونَ مَلْجَأً حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَيْهِ
          وَ إِنِّي لَأَعْرِفُ الْكَلَامَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ………………إنتهى
          هذه الرواية قد لا تكون واضحة المعاني ولذلك جئتكم بهذه الرواية الثانية ومعانيها واضحة جدا، كما ويوجد غيرهما ايضا
          25- وَعَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ
          قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع
          كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْقَائِمِ ع عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ
          وَ هُمْ أَصْحَابُ الْأَلْوِيَةِ
          وَ هُمْ حُكَّامُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ عَلَى خَلْقِهِ
          حَتَّى يَسْتَخْرِجَ مِنْ قَبَائِهِ كِتَاباً مَخْتُوماً بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ
          عَهْدٌ مَعْهُودٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص
          فَيُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ الْبُكْمِ
          فَـــلَا يَـــبْـــقَـــى مِـــنْـــهُـــمْ إِلَّا الْـــوَزِيـــرُ وَ أَحَـــدَ عَـــشَـــرَ نَـــقِـــيـــبـــاً
          كَمَا بَقَوْا مَعَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ع
          فَيَجُولُونَ فِي الْأَرْضِ وَ لَا يَجِدُونَ عَنْهُ مَذْهَباً
          فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ
          وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ الْكَلَامَ الَّذِي يَقُولُهُ لَهُمْ فَيَكْفُرُونَ بِهِ……………إنتهى
         
          كلمة أقولها لإخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات من وحي هذه الرواية ،، وهي أنك إذا أردت أن تكون من أصحاب الإمام فلا يكن طموحك فقط أن تكون من أصحابه الذين سيجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ الْبُكْمِ
          بل أن يكون طموحك ونظرك متوجها لأن تكون من السبعين ألفا أصحاب النجائب أولا
          او أن تكون وزيره وليس أقل من ذلك
          أو على الأقل من النقباء الذين لن يجفلوا عنه إِجْفَالَ الْغَنَمِ الْبُكْمِ
           
          فحينها فإنك إن لم تتوفق لأي هدف من الأهداف الثلاثة الأولى
          فستتوفق ان شاء الله وعلى اقل تقدير لأن تكون من الأصحاب الذين ســـــــــــــــيُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ الْبُكْمِ  
          فأنت ان كان مرمى نظرك وأقصى أملك هو ان تكون من الأصحاب الذين أغلبهم سيُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ الْبُكْمِ  
          فغالبا ما انك لن تصل حتى لهذه المنزلة
         
          فلذلك عليك أن تبذل اقصى جهدك وترمي ببصرك على الهدف البعيد
          بل الهدف الأبعد
          والأبعد منه كذلك
          لكي تصيبه وتصل له
          فإنك حينها إن لم تصب الهدف الأبعد من الأبعد فستصيب الهدف الأبعد
          وإن لم تصب هذا أيضا
          فستصيب الهدف البعيد
          وان لم تصب الهدف البعيد
          فإنك لا محالة ستصيب الهدف الاقرب منه  وتدخل في مجموعة الذين سيجفلون عنه إِجْفَالَ الْغَنَمِ الْبُكْمِ
          وبذلك لن تخرج من المنافسة حينها بخفّي حنين
         
          نترك الحديث عن المنافسة والدرجات الأن
          ونعود لحديث المعرفة لنتناول اطرافه التسعة بالبحث
         
           فَقَالَ يَا جَابِرُ: أَ تَدْرِي مَا الْمَعْرِفَةُ
          قُلْتُ: لَا أَدْرِي
          قَالَ:
          1- إِثْبَاتُ التَّوْحِيدِ، أَوَّلًا،
          2- ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمَعَانِي، ثَانِياً،
          3- ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَبْوَابِ ثَالِثاً،
          4- ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَيْـــتَـــامِ رَابِعاً،
          5- ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّقَبَاءِ خَامِساً،
          6- ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّجَبَاءِ سَادِساً،
          7- ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْتَصِّينَ سَابِعاً،
          8- ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْلَصِينَ ثَامِناً،
          9- ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُمْتَحَنِينَ تَاسِعاً
          من يعرف المعارف التسعة هذه سيكون قد عرف قصة الخلق وقصة وجوده ومن اين والى اين وفي أين كاملة
         
          وسنبدء من المعرفة الأخيرة منها ونسأل أولا:
         
          9- من هم (( الْمُمْتَحَنِينَ))؟
          وجوابه هو أنهم هم جميع المتنافسين من الإثنين والسبعين فرقة المتنافسة ولقد تكلمنا كثيرا فيما سبق من المقالات والتسجيلات عن هذا الأمر
         
          ولذلك سننتقل للسؤال الثاني وهو:
          8- من هم(( الْمُخْلَصِينَ))؟
          وجوابه هو أنهم هم الفائزون من كل الفرق المتنافسة،
          ومجموعهم هو مجموع عدد الثلل الثلاثة والقليل
          وهذا الأمر كثيرا ما تكلمنا عنه أيضا فيما سبق من المقالات
          فلن نقف عنده كثيرا
          وسننتقل مباشرة للسؤال الثالث وهو:
          7- من هم ((المختصين))؟
          وهذا السؤال يجيبنا عنه الامام الصادق عليه السلام في نفس حديث المعرفة هذا
          وذلك حين بيّن لجابر صفة من هو ليس من المقصّرين فقال له:
          وأَنْ تَعْرِفَ كُلَّ مَنْ خَـــــــصَّــــــهُ اللَّهُ بِالرُّوحِ
          فَقَدْ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَهُ
          أَنْ يَخْلُقَ بِإِذْنِهِ وَ يَعْلَمَ وَ يُخْبِرَ بِمَا فِي الضَّمَائِرِ
          وَ يَعْلَمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
          وَ ذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الرُّوحَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
          خَصَّهُ بِهَذِهِ الرُّوحِ
          وَ هُوَ كَامِلٌ غَيْرُ نَاقِصٍ
          يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ بِأَمْرِ اللَّهِ
          يَسِيرُ بِإِذْنِ اللَّهِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ فِي لَحْظَةٍ
          وَ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَنْزِلُ إِلَى الْأَرْضِ مَتَى شَاءَ وَ أَرَادَ …….إنتهى
         
          فالمختصون هم المختصون بهذه الروح التي هي من أمره ،
          وهذه هي قدراتهم ،
          وعنوانهم الأكبر هم محمد وعلي وآلهما
          ويلتحق بهم بالتبع كل من سيورثونهم الكتاب
         
          عندما بحثنا في الروايات والأدعية والزيارات عن صفة المختصّين ومن هم لم نجد في الروايات من تنطبق عليه وعليهم هذه الصفة إلا رسول الله وآله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
          نكتفي من الروايات بواحدة فقط لكي لا نطيل المقال:
          عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ
          قَالَ الْمُخْتَصُ‏ بِالرَّحْمَةِ
          نَبِيُّ اللَّهِ
          وَ وَصِيُّهُ
          وَ عِتْرَتُهُمَا
          إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ
          فَتِسْعٌ وَ تِسْعُونَ رَحْمَةً عِنْدَهُ مَذْخُورَةٌ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ عِتْرَتِهِمَا
          وَ رَحْمَةٌ وَاحِدَةٌ مَبْسُوطَةٌ عَلَى سَائِرِ الْمَوْجُودِين‏………………..إنتهى
         
          ننتقل للسؤال الرابع عن المعرفة السادسة في الرواية ونسأل:
          6- من هم النجباء؟
         
          وجوابه هو أن النجباء قد جاء وصفهم بالروايات وتم تحديدهم بكل وضوح
         
          كما في هذا المقطع من الرواية التالية في كتاب سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِي عن أمير المؤمنين حيث قال فيها‏:
          سَمِعْتُ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ-
          وَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ
          وَ هُوَ بَيْنَ ابْنَيْهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ
          وَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
          وَ خَاصَّةِ شِيعَتِهِ،
          وَ هُوَ يَقُولُ:
          دَعُوا النَّاسَ وَ مَا رَضُوا لِأَنْفُسِهِمْ،
          وَ أَلْزِمُوا أَنْفُسَكُمُ السُّكُوتَ وَ دَوْلَةَ عَدُوِّكُمْ،
          فَإِنَّهُ لَا يَعْدَمُكُمْ‏ مَا يَنْتَحِلُ أَمْرَكُمْ
          وَ عَدُوٌّ بَاغٍ حَاسِدٌ………
           النَّاسُ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ:
          صِنْفٌ بَيِّنٌ بِنُورِنَا،
          وَ صِنْفٌ يَأْكُلُونَ بِنَا،
          وَ صِنْفٌ اهْتَدَوْا بِنَا وَ اقْتَدَوْا بِأَمْرِنَا،
          وَ هُمْ أَقَلُّ الْأَصْنَافِ.
          أُولَئِكَ الشِّيعَةُ النُّجَبَاءُ الْحُكَمَاءُ
          وَ الْعُلَمَاءُ الْفُقَهَاءُ
          وَ الْأَتْقِيَاءُ الْأَسْخِيَاءُ،
          طُوبى‏ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآب‏……………..إنتهى
         
          لكن إذا أردنا أن نعرف من هم النجباء من مجموع من عنوانهم اليوم أنهم الشيعة فيجب أن نسأل أهل البيت عليهم السلام من هم النجباء على وجه الدقة؟
          وسنحصل على الجواب الشافي من هذه الرواية:
         
          عَنْ كَامِلٍ، قَالَ:
           قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏:
          يَا كَامِلُ!
          قَدْ أَفْلَحَ
          الْمُؤْمِنُونَ‏ الْمُسَلِّمُونَ.
          يَا كَامِلُ!
          إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ‏ النُّجَبَاءُ.
          يَا كَامِلُ!
          إِنَّ النَّاسَ أَشْبَاهُ الْغَنَمِ
          إِلَّا قَلِيلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ،
          وَ الْمُؤْمِنُونَ‏ قَلِيل‏…………………إنتهى
         
          أما لماذا يطلق عليهم اسم النُّجَبَاءُ؟
          فذلك لأنهم هم أصحاب النجائب او الذين سيُرَكّبونهم النجائب ويأخذونهم معهم
         
          عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:
          يَا أَبَا الصَّبَّاحِ
          إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ الْمُنْتَجَبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
          هُمْ أَصْحَابُ‏ النَّجَائِبِ‏………إنتهى
          فالنُّجَبَاءُ هم أصحاب النجائب
         
         
          ننتقل للسؤال الخامس عن المعرفة الخامسة من التسعة المذكورة في الرواية ونسأل:
          5- من هم النقباء؟
          وجوابه أن النقباء هم نفسهم كل الـ313 من أصحاب الإمام ،، لكن ليس من البداية
          ففي البداية فإن النقباء سيكونون فقط الوزير وأحد عشر نقيبا
          أما الباقين ففي البداية لم يخلصوا بعد من صفة الغنميّة
          ولن يتخلصوا من هذه الصفة الا حين يُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ الْبُكْمِ فيَجُولُونَ فِي الْأَرْضِ وَ لَا يَجِدُونَ عَنْهُ مَذْهَباً فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ
          يعني سيبقون كالغنم حتى يفهموا حقيقة الأمر الذي كان خافيا عليهم فيرجعون له
          وهم مسلّمون بما قاله لهم
          وحينها فقط سيصلون لمرتبة النقباء
          النقباء اليوم موجودون مع الإمام فعلا ،، لكن ليس النقباء الذين ســــــيصلون لهذه المرتبة حين الظهور المبارك الذي ننتظره جميعا
          بل النقباء الذين وصلوا سابقا لهذه الدرجة في ظهوره السابق في قصة آدمنا السابقة
         
          أمّا الذين سيصلون لهذه المرتبة فقط فسيكونون هم نقباء الامام الذين سيدير ويدبر ويحكم بهم العالم في المرحلة المقبلة أو القصة المقبلة
          تماما كما أنه يدير ويدبر ويحكم العالم اليوم بنقباء قصة آدم السابقة
          توجد الكثير من الروايات تشير وتدل على هذا المعنى لكن بشرط القليل من التدبر لها
    #2285
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    وصلنا للمعرفة السادسة من التسعة المذكورة في الرواية فنسأل:
          من هم الأيتام؟
          وجوابه هو
          إنهم أبناء علي وفاطمة والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
          فعليّ وفاطمة هما النفس الواحدة وزوجها الذان بث منهما رجالا كثيرا ونساءا
          يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
          لكن من هم أبناء النفس الواحدة وزوجها أو أبناء علي وفاطمة؟
          كل الخلق هم أبنائهما
          علي ومحمد هما ابوا هذه الأمة ومحمد أبو فاطمة لأنها مخلوقة من نوره
          ونوره صلى الله عليه وآله هو نور إثني عشري
          فالأئمة الإثني عشر هم ايضا آباء كل هذه الأمة
         
          فمن هم الأيتام إذن؟
          الأيتام هم هذه الأمة الممتحنة وهم أفراد الفرق الـ72 الممتحنون كلهم
          ولماذا نقول عنهم انهم أيتام وهم أبناء من لا يموتون ولا يفنون حيث انهم وجه الله الباقي بعد فناء كل شيء؟
          أمهم هي فاطمة فَاطِمَةَ الافطَامِ‏، مُرَبِّيَةِ الْأَيْتَام‏ كما ورد في إحدى الزيارات الجامعة
         
          السَّلَامُ عَلَى الطَّاهِرَةِ الْحَمِيدَةِ، وَ الْبَرَّةِ التَّقِيَّةِ الرَّشِيدَةِ، النَّقِيَّةِ مِنَ الْأَرْجَاسِ، الْمُبَرَّاةِ مِنَ الْأَدْنَاسِ، الزَّاكِيَةِ الْمُفَضَّلَةِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، السَّعِيدَةِ الْمَطْلُوبَةِ بِالْأَحْقَادِ، الْمَفْجُوعَةِ بِالْأَوْلَادِ، الْحُورِيَّةِ الزَّهْرَاءِ، الْمُهَذَّبَةِ مِنَ الْخَنَا الْمُشَفَّعَةِ فِي يَوْمِ اللِّقَاءِ، ابْنَةِ نَبِيِّكَ، وَ زَوْجَةِ وَلِيِّكَ، وَ أُمِّ شَهِيدِكَ، فَاطِمَةَ الِانْفِطَامِ‏[1]((فَاطِمَةَ الافطَامِ‏)) ، مُرَبِّيَةِ الْأَيْتَامِ، الْعَارِفَةِ بِالشَّرَائِعِ وَ الْأَحْكَامِ، وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ، عَلَيْهَا مِنْ وَلِيِّهَا أَفْضَلُ السَّلَامِ……إنتهى
         
          وفي الرواية التي اوردناها قبل قليل عن فاطمة الأفطام تكلمت بها عن علماء الشيعة والايتام
          واوضحت من هم هؤلاء الأيتام
          ولماذا هم أيتام
          ومن هم الكافلون لهم
          فقالت:
          أَيُّهَا الْكَافِلُونَ لْأَيْـــتَـــامِ آلِ مُحَمَّدٍ،
          النَّاعِشُونَ لَهُمْ عِـــــنْـــــدَ انْـــــقِـــــطَـــــاعِـــــهِـــــمْ عَـــــنْ آبَـــــائِـــــهِـــــمُ- الَّـــــذِيـــــنَ هُـــــمْ أَئِـــــمَّـــــتُـــــهُـــــمْ،
          هَؤُلَاءِ تَلَامِذَتُكُمْ- وَ الْأَيْـــتَـــامِ الَّذِينَ كَفَلْتُمُوهُمْ وَ نَعَشْتُمُوهُمْ-
          فَاخْلَعُوا عَلَيْهِمْ كَمَا خَلَعْتُمُوهُمْ‏ خِلَعَ الْعُلُومِ فِي الدُّنْيَا.
          فَيَخْلَعُونَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ الْأَيْـــتَـــامِ
          عَلَى قَدْرِ مَا أَخَذُوا عَنْهُمْ مِنَ الْعُلُومِ
          حَتَّى إِنَّ فِيهِمْ- يَعْنِي فِي الْأَيْـــتَـــامِ – لَمَنْ يُخْلَعُ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفِ خِلْعَةٍ
          وَ كَذَلِكَ يَخْلَعُ هَؤُلَاءِ الْأَيْـــتَـــامِ عَلَى مَنْ تَعَلَّمَ مِنْهُمْ.
          ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: أَعِيدُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ- الْكَافِلِينَ للْأَيْـــتَـــامِ حَتَّى تُتِمُّوا لَهُمْ خِلَعَهُمْ، وَ تُضَعِّفُوهَا……..إنتهى الاقتباس من الرواية التي اوردناها كاملة قبل قليل
         
          فالكافلون للأيتام من نفس هذه الرواية هم أيضا من الأيتام
         
          لكنهم الأيتام الذين نعّشهم أولا محمد وآل محمد بعلمهم الذي حبوهم به ثم بدورهم نعّشوا هم  به غيرهم من الأيتام الضعفاء فقوّوهم
         
          ونفس هذا المعنى وارد أيضا في كلام أمير المؤمنين في الرواية التي نقلناها في البداية والتي قال بها:
         
          قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع
          مَنْ كَانَ مِنْ شِيـــعَـــتِـــنَـــا عَـــالِـــمـــاً بِـــشَـــرِيـــعَـــتِـــنَـــا،
          وَ أَخْـــرَجَ ضُـــعَـــفَـــاءَ شِـــيـــعَـــتِـــنَـــا مِـــنْ ظُـــلْـــمَـــةِ جَـــهْـــلِـــهِـــمْ
          إِلَـــى نُـــورِ الْـــعِـــلْـــمِ الَّـــذِي حَـــبَـــوْنَـــاهُ [بِـــهِ‏]
          جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ………إنتهى الاقتباس
         
          قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ‏
          أَنَا وَ عَلِيٌ‏ أَبَوَا هَذِهِ‏ الْأُمَّةِ،
          وَ لَحَقُّنَا عَلَيْهِمْ أَعْظَمُ مِنْ حَقِّ أَبَوَيْ وِلَادَتِهِمْ،
          فَإِنَّا نُنْقِذُهُمْ- إِنْ أَطَاعُونَا- مِنَ النَّارِ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ
          وَ نُلْحِقُهُمْ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ بِخِيَارِ الْأَحْرَارِ……..إنتهى
         
          وفي زيارة أمير المؤمنين نقول:
          السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَخَا الرَّسُولِ وَ زَوْجَ الْبَتُولِ وَ رَادَّ الْغُلُولِ،
          السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَاتِلَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ،
          السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْعِلْمِ وَ صَاحِبَ الْحِلْمِ،
          السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَــــــــا الْأَيْــــتَــــامِ‏ وَ كَاسِرَ الْأَصْنَامِ وَ كَلِيمَ الْأَقْوَامِ،
          السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا كَاشِفَ الْمَحَلِّ وَ خَاصِفَ النَّعْلِ وَ سَيِّدَ الْأَهْلِ…………….إنتهى
         
          فأمير المؤمنين كونه أبو الخلائق أجمعين هو بصورة ما هو نفسه اسرائيل هذه الأمة ((كما ورد في رواية قرأتها سابقا لكنني لم أتوفق لان أجد مصدرها حتى كتابتي لهذه السطور))
          وأفراد الفرق الـ72 كلهم هم أبنائه وهم نفسهم هم الأيتام
          وأم الأيتام ومربيتهم كما ورد في إحدى الزيارات الجامعة هي فاطمة
          فَاطِمَةَ الافطَامِ‏، مُرَبِّيَةِ الْأَيْتَام
          نعود مرة أخرى للمتنافسين وللمنافسة لنتكلم عنها وعنهم قليلا
         
         
          بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْخَزَّازِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَرَاطِيسِيِ‏[1] قَالَ
          قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏
          يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ
          إِنَّ الْإِيمَانَ عَشْرُ دَرَجَاتٍ
          بِمَنْزِلَةِ السُّلَّمِ
          يُصْعَدُ مِنْهُ مِرْقَاةً بَعْدَ مِرْقَاةٍ
          فَلَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الِاثْنَيْنِ لِصَاحِبِ الْوَاحِدِ لَسْتَ عَلَى شَيْ‏ءٍ
          حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْعَاشِرِ
          فَلَا تُسْقِطْ مَنْ هُوَ دُونَكَ فَيُسْقِطَكَ مَنْ هُوَ فَوْقَكَ
          وَ إِذَا رَأَيْتَ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكَ بِدَرَجَةٍ فَارْفَعْهُ إِلَيْكَ بِرِفْقٍ
          وَ لَا تَحْمِلَنَّ عَلَيْهِ مَا لَا يُطِيقُ فَتَكْسِرَهُ-
          فَإِنَّ مَنْ كَسَرَ مُؤْمِناً فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ………………..إنتهى
         
          ودرجات الإيمان العشرة الواردة في هذه الرواية هي نفسها
          الدوائر العشرة على شجرة الحياة
          أو الطينات العشرة التي تكلم عنها اهل البيت
          وهي نفسها الليالي العشر التي في سورة الفجر
          وهي نفسها
          وهي نفسها
          وهي نفسها
          فتوجد الكثير من الروايات والادعية التي تصف نفس هذه الدرجات لكن بألفاظ وصور مختلفة
          وعندما تقرء أن سلمان في الدرجة العاشرة فهذا يعني أنه قد وصل لقمة الدرجات وتفتحت عنده شاكرا التاج ورفع له عامود من نور يصل بينه وبين رب العالمين وبالتالي فإنه ببركة أهل البيت أصبح من أهل البيت وأن اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قد خَصَّهُ بِهَذِهِ الرُّوحِ
          وَ هُوَكَامِلٌ غَيْرُ نَاقِصٍ
          يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ بِأَمْرِ اللَّهِ
          يَسِيرُ بِإِذْنِ اللَّهِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ فِي لَحْظَةٍ
          وَ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَنْزِلُ إِلَى الْأَرْضِ مَتَى شَاءَ وَ أَرَادَ
         
         
          وعندما تقرء أن سلمان هو أحد النقباء مع ابي ذر والمقداد ستعرف انهم قد أصبحوا نقباء من قبل بداية هذه القصة التي جميعنا نبرء ونعيش حاليا جميع أحداثها المكتوبة من قبل بدايتها
          قلنا في البداية أن درجات الإيمان هي عشر درجات وأن كل درجة منها تتكون من سبعة منازل
         
          يعني مجموع منازل درجات الإيمان هو 70 درجة
          اذا جمعناها مع درجة الحافرة او القاعدة او الاساس او الجذر
          سيكون المجموع 71 درجة ويتبقى له منزلان من منازل الإيمان ليكون قد وصل لقمة القمة
         
          وكل من سيقف من المتنافسين عند هذه المنزلة الـ71  فسيبقى حاله
          أنه من الغنم البكم
          ومع الغنم البكم
          من الذين سيُجْفِلُونَ عَنْ إمامهم إِجْفَالَ الْغَنَمِ الْبُكْمِ بسبب كم كلمة لم يفهموها
          يعني من يصل لهذه المنزلة ويقف عندها فربما سيكون من أفضل الغنم البكم الموجودين في عالم الأموات غير الأحياء ولكن لا يشعرون
          3- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ
          قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع‏
           إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَنَازِلَ
          مِنْهُمْ عَلَى وَاحِدَةٍ
          وَ مِنْهُمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ
          وَ مِنْهُمْ عَلَى ثَلَاثٍ
          وَ مِنْهُمْ عَلَى أَرْبَعٍ
          وَ مِنْهُمْ عَلَى خَمْسٍ
          وَ مِنْهُمْ عَلَى سِتٍّ
          وَ مِنْهُمْ عَلَى سَبْعٍ
          فَلَوْ ذَهَبْتَ تَحْمِلُ عَلَى صَاحِبِ الْوَاحِدَةِ ثِنْتَيْنِ لَمْ يَقْوَ
          وَ عَلَى صَاحِبِ الثِّنْتَيْنِ ثَلَاثاً لَمْ يَقْوَ
           وَ عَلَى صَاحِبِ الثَّلَاثِ أَرْبَعاً لَمْ يَقْوَ
          وَ عَلَى صَاحِبِ الْأَرْبَعِ خَمْساً لَمْ يَقْوَ
          وَ عَلَى صَاحِبِ الْخَمْسِ سِتّاً لَمْ يَقْوَ
          وَ عَلَى صَاحِبِ السِّتِّ سَبْعاً لَمْ يَقْوَ
          وَ عَــــلَــــى هَــــذِهِ الــــدَّرَجَــــاتُ‏[2]…………………..إنتهى
         
          منازل الايمان 70 منزلة ،، وما من أحد من المتنافسين الا هو على منزلة معلومة منها ،، وذلك يعني أنه توجد عنده أخطاء معينة لا تزال مطبوعة على صورة ايمانه ومنزلة ايمانه
         
          يعني لو صعدت لتوك للمنزلة الثامنة وهي أول منزلة من الدرجة الثانية ،، فلكي تصل للدرجة الثالثة يجب عليك أن تصعد سبعة منازل ،، يعني يجب أن تكتشف الأخطاء السبعة الموجود في درجة إيمانك الحالية والتي اكتشافك لها وتصحيحك لها سيؤهلك للصعود للدرجة الثالثة من الإيمان
         
          ومعها ستتكرر معك نفس القصة مرة أخرى ،، يعني لكي تصعد من الثالثة للرابعة يجب عليك أن تصحح سبعة عقائد تصعد بها سبعة منازل يوصلك آخر منزل منها للدرجة الرابعة من الإيمان
         
          وهكذا
          لكي تصعد كل درجة جديدة ستحتاج
          لان تُصلح
          أو
          لأن تبدّل سبعة اعتقادات تعتقدها
          بسبعة جديدة
          تصعد بها سبعة منازل جديدة
          ستة  منازل منها هي التي تلي نزلتك الحالية من درجتك الحالية
          وسابعها
          هو المنزل الأول من الدرجة الجديدة
          وهذه المنازل لا يمكنك أن تقطعها لوحدك
          فالإنسان يأنس ويرتاح للمنزل الذي هو به حتى يكتشف أنه يوجد به خلل خطير يهدد أمنه وسلامته
          وهذا الخلل في منازل الإيمان لا يمكنك ان تجده بدون أن تتذاكر بشكل دائم مع إخوانك المؤمنين
          تتذاكر معهم ليس من أجل أن تصلح أخطائهم
          بل من أجل أن تصلح خطأك أنت أولا وقبل كل شيء
         
          فاطمة الأفطام ومربية الأيتام تقول لك إنك إن أصلحت لأحد أيتامها خطأ ورفعت بكلامك معه منزلته منزلة
          كنت له استاذ ومعلم ومنعّش
          وسيزيدون لك من نورك
          بقدر ما زدت له من نوره
          بل سيضاعفون لك درجة نورك أضعافا مضاعفة جزاءا لك على رفعك لنور أخيك درجة واحدة أو أكثر
         
          فعندما تتذاكر وتتناقش مع أخيك المؤمن يجب أن يكون حاتلك وحاله نفس الحال
          وكأنكما كلاكما تبحثان عن الأخطاء السبعة في الصورة الموجودة عندكما
         
          فهو يبحث عن الاخطاء السبعة التي يحتاجها للصعود للدرجة الجديدة في الصورة التي عندك لعله يجدها بها
         
          وأنت تبحث عن الاخطاء السبعة التي تحتاجها للصعود للدرجة الجديدة في الصورة التي عنده لعلك تجدها بها
         
          وسواء وجدها عندك او وجدتها عنده
          فكلاكما سترتفع درجة نوركما
          فإن رفعته أنت درجة سيرفعونك درجات
          وان رفعك هو درجة فسيرفعونه هو درجات
         
          عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
         
          مَا أَنْتُمْ وَ الْبَرَاءَةَ
          يَبْرَأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
          إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ
          وَ بَعْضُهُمْ أَكْثَرُ صَلَاةً مِنْ بَعْضٍ
          وَ بَعْضُهُمْ أَنْفَذُ بَصَراً مِنْ بَعْضٍ
          وَ هِيَ الدَّرَجَات‏…………………..إنتهى
          ولذلك يجب عليك أن لا تتبرء من الذي تتذاكر معه فتعنفه وتكفره ووووو
          فأنت بذلك تكسره وبالتالي فأنت تحطّ بيدك درجة من درجات نورانيتك ما لم تجبر ما كسرته
         
          عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَرَاطِيسِيِ‏ قَالَ
          قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏
          يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ إِنَّ الْإِيمَانَ عَشْرُ دَرَجَاتٍ
          بِمَنْزِلَةِ السُّلَّمِ
          يُصْعَدُ مِنْهُ مِرْقَاةً بَعْدَ مِرْقَاةٍ
          فَلَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الِاثْنَيْنِ لِصَاحِبِ الْوَاحِدِ لَسْتَ عَلَى شَيْ‏ءٍ
          حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْعَاشِرِ
          فَلَا تُسْقِطْ مَنْ هُوَ دُونَكَ
          فَيُسْقِطَكَ مَنْ هُوَ فَوْقَكَ
          وَ إِذَا رَأَيْتَ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكَ بِدَرَجَةٍ
          فَارْفَعْهُ إِلَيْكَ بِرِفْقٍ
          وَ لَا تَحْمِلَنَّ عَلَيْهِ مَا لَا يُطِيقُ فَتَكْسِرَهُ-
          فَإِنَّ مَنْ كَسَرَ مُؤْمِناً فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ……..إنتهى
    هذا الأمر ينطبق على نقاشك وتذاكرك مع أي إنسان من جميع فرق المسلمين
    فأنت لا تعرف إن كان الذي تتذاكر معه منهم هل هو من الفرق الاثنين والسبعين أم لا
    فحديث الفرقة الناجية يقول أن الفرق الإثنين والسبعين كلهم هم المتنافسين الممتحنين وبالتالي فكلهم من الأيتام ودرجاتهم في الايمان والمعرفة مختلفة
    و12 فرقة منهم تدعي المحبة لكنهم باقين في النار رغم ذلك
    نأتي الآن للسؤال السابع عن المعرفة الثالثة في رواية المعرفة هذه ونسأل:
    من هم الأبواب؟
    وجوابه نعرفه من كلام أمير المؤمنين عليه السلام الذي بينه لنا في حديثه عن ليلة القدر والابواب السبعة والذي قال فيه:  
    فَإِنَّ مَنْ فَازَ بِالسَّبْعَةِ كَمَّلَ الدِّينَ كُلَّهُ
    وَ هُنَّ الرَّحْمَةُ لِلْعِبَادِ
    وَ الْعَذَابُ عَلَيْهِمْ
    وَ هُمُ الْأَبْوَابُ الَّتِي قَالَ تَعَالَى-: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ يَهْلِكُ عِنْدَ كُلِّ بَابٍ جُزْءٌ وَ عِنْدَ الْوَلَايَةِ كُلُّ بَابٍ»………….إنتهى
    فالأبواب هم النجوم والنجوم التي على النجوم الذين ذكرهم أمير المؤمنين في خطبة المخزون
    من هم هؤلاء النجوم والنجوم التي على النجوم؟
    إنهم الأسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية ،، تراقبهم وترفعهم وتخفضهم وتعزهم وتذلهم من داخل هياكلهم البشرية وليس من خارجها
    يبقى السؤالين الأخيرين عن اول المعرفة وثانيها المذكورتين في الرواية
    وهما معرفة المعنى
    ومعرفة المعاني
    وسأختصر هنا كثيرا على أمل ان نفرد لهما حديث خاص بهما
    وأقول أن الــــمــــعــــنــى هو الإسم المكنون
    وأن المعاني هي الحروف الغير منطوقة والغير مسموعة والغير مرأية
    أو القوى الإلهية الإولى التي أبدعها المعنى وخلق بها كل شيء
    من حديث الإمام الرضا مع عمران الصابئ حول التوحيد قال له فيه
    وَ اعْلَمْ أَنَّ
    الْإِبْدَاعَ
    وَ الْمَشِيَّةَ
    وَ الْإِرَادَةَ
    مَعْنَاهَا وَاحِدٌ
    وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ
    وَ كَانَ أَوَّلُ إِبْدَاعِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيَّتِهِ
    الْحُرُوفَ الَّتِي جَعَلَهَا أَصْلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ
    وَ دَلِيلًا عَلَى كُلِ‏ مُدْرَكٍ
    وَ فَاصِلًا لِكُلِّ مُشْكِلٍ
    وَ تِلْكَ الْحُرُوفُ تَفْرِيقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ
    مِنِ اسْمِ حَقٍّ وَ بَاطِلٍ
    أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَفْعُولٍ
    أَوْ مَعْنًى أَوْ غَيْرِ مَعْنًى
    وَ عَلَيْهَا اجْتَمَعَتِ الْأُمُورُ كُلُّهَا
    وَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْحُرُوفِ فِي إِبْدَاعِهِ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا يَتَنَاهَى
    وَ لَا وُجُودَ لِأَنَّهَا مُبْدَعَةٌ بِالْإِبْدَاعِ ……إنتهى
    من الواضح أن الكلام عن الحروف هنا ليس المقصود به الحروف المنطوقة أو المسموعة لكن القوى الالهية الاولى أو المعاني التي أبدعها وبها خلق كل شيء
    طال الحديث حتى وصل بنا الى أشوقه فنتركه هنا على أمل أن نعود له مرة أخرى في حديث خاص به إن شاء الله
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    .
    ..
    ….
    …..
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.