بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قانون الجذب
رسالة وصلتني عن قانون الجذب احببت ان اشارككم ردي عليها
(((مساء الخير أردت سؤالك عن قانون الجذب
أريد رأيك أخي في هذا الموضوع
فهو ملهم جداً بالنسبة لي
و لكن للأسف ﻻ اعرف التعامل معه
هل هو حقيقة؟
فلماذا أفشل به أن كان صحيحاً؟
ارجو الإفادة و لك الشكر)))
جوابي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم لا اعتقد بصحة قانون الجذب ،، لأن خلاصته معناها أن الله خلق الكون بقوانينه ثم استراح
يعني يد الله مغلولة بعد أن خلق ووضع القوانين
فالكون حسب هذا القانون مثل الآلة يسير بمخلوقاته ومخلوقاته تسيّر الكون برغباتها
وخلاصة هذا القانون كذلك انه لا يوجد مدبّر ولا يوجد مربي ولا يوجد مراقب للعالمين غير تلك القوانين
مع هذا القانون لا يوجد مكان للعفو ولا للرحمة ولا لمبدل الأحوال الا نفس تلك القوانين والمقادير التي قدرها الله عندما خلق الكون
فلا حاجة للملائكة ولا للنفوس العليا ولا للشياطين ولا للاسماء الحسنى والعظمى ولا لخليفة الله في الأرض
هذا القانون هو التجسيد الأكمل لقول اليهود يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ
ورفض هذا القانون هو لعن لهذا القانون ولمن قاله غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ
ورفضه هو الإيمان بأن الله بيده أن يغير أحوال العباد بدعائهم أو بدون دعائهم
يعني برغبتهم او حتى بدون رغبتهم
بالتفاتهم للتغيير او بدون التفاتهم له
مع هذا القانون لا يوجد شيء اسمه ليلة القدر وجميع ما يتبعها من اعتقادات
وهذا القانون يداعب مشاعر الفقراء فقط فيقول لهم : يمكنكم ان تصبحوا اغنياء بالتمني
ولا يقول للكثير من الاغنياء لماذا أصبحتم فقراء بعد غناكم فخسرتم كل شيء وخُسف بكم الأرض بعد علوّكم بها وذلك رغم انه لا يوجد منكم من تمنى في يوم من الأيام الفقر والخسارة او تخيل انه سيراهما
بل بالعكس فجميعكم كنتم تتمنون وتمنون انفسكم الزيادة بالمال والقوة والجاه
بدل هذا القانون أعتقد بسيادة قانون آخر
وهو أن الدنيا دار ثواب وعقاب حسب قانون عام لكن يوجد قانون اكبر منه وهو:
يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
فيَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ من الثواب
ويَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ من العقاب
ويَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ من الأحداث والفتن
وهو يفعل ذلك على الدوام ،،
فلا يوجد يوم يمر بدون محو واثبات
بل لا توجد ساعة من ساعات ليل او نهار قد مرّت على مدى كل ما مر من الزمان بدون محو واثبات
والطريقة في محوه واثباته جل جلاله لما يشاء من الاحداث والفتن والثواب والعقاب
هو انه قد خلق عالمين:
عالم الأمر
وعالم الخلق
عالم أمره
وعالم خلقه
فهو يدبّر أمور وأحداث موجودات عالم خلقه
بحكمة وقدرة
وعلو وسيطرة
موجودات عالم أمره
على عالم خلقه
وهو جل جلاله صاحب الامر في العَالَمَيـن
ومستوى عليهما يدبرهما كلاهما
أعطى لموجودات عالم أمره صلاحيات معينة ومحددة ومعلومة لكل فرد منهم
فكل فرد منهم له مقام معلوم وخاص به في عالم الأمر
وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ
فبعضها يأمر بعض
يعني بعض تلك المراتب تستلم التعليمات وتأمر بتنفيذها وبعضها الآخر تنفذ تلك الأوامر
وبعضها يعيشها في عالم الخلق
يعني مراتب عالم الأمر منها مراتب آمرة ومنها مراتب فاعلة
موجودات عالم الأمر
ملائكة
وروح ((مخلوقات تشبه الملائكة ،، بل هي اشبه المخلوقات بالملائكة بدليل انها غالبا ما كانت قرآنيا تقرن بها))
ونفوس عليا
ونفوس مطمئنة
وهؤلاء هم جنود السماوات
فموجودات عالم أمره بعضهم في السماء حول الارض
وبعضهم في الأرض بين الناس
وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
توجد قيادة لجنود السماء في السماء
وتوجد قيادة لجنود الأرض في الأرض
وهذه تستلم أوامرها من السماء
أو لنقل انها السبب الذي يربط الأرض بالسماء
وتوجد قيادة عامة لكل قيادات جنود السماوات والأرض
أنت كنفس مطمئنة تعيش تجربة مادية على الأرض ترتبط ارتباط وثيق بنفسك العليا القريبة منك والتي تدبر جميع أمورك
فأنت من ضمن مجموعة من النفوس المطمئنة التي ترعاها وتربيها وتخطط لها جميع مجريات حياتها حسب قانون واحد ينطبق على الجميع
هذه النفس العليا تستطيع ضمن حدود معينة وشروط معينة ان تفاصل عنك في عالم الأمر فتختار لك أن تعيش أحداث معينة لم تكن موجودة في نص قصة حياتك الحالي
ولم يكن مقدر لك ان تعيشها
فتبدل ما كان مكتوب لك أن تعايشه من الاحداث والمواقف باحداث ومواقف أخرى تبدّل بها حالك للأسوء أو للأفضل
فرصة حصولك على ما تطلبه من الطلبات الصغيرة والمتوسطة مباشرة من أمّك أو أبيك هي دائما أكبر من فرصة حصولك على ما تطلبه من الرئيس او الملك ،، رغم أن الملك سلطته أوسع وأكبر من والديك وقدرته أكبر منهما
يعني عندما تريد برّاية او قلم رصاص او دفتر او دراجة هوائية او حتى سيارة فان فرصة حصولك عليها لو طلبتها من والديك هي أسرع مما لو ذهبت او اتصلت مباشرة بالملك وطلبتها منه
وذلك رغم أن كل رزق والديك يحصلان عليه من الملك
فالملك من ضمن مقاديره التي قدرها أنه يجري الرزق على الوالدين
والولدان يجريان بعد ذلك جزء من ذلك الرزق على اطفالهما
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
والكل على الله
توجه لنفسك العليا في عالم الأمر واطلب منها ان ترفع طلباتك لمجيب الدعوات ليضعها ضمن خطة التنزيل في ليلة القدر من هذا العام او العام المقبل
أو أن يمحو سريعا ما لا تريده
وأن يثبت ما تريد أن تحصل عليه وتعيشه حسب الطلب والامكانية
ولا تكن عجولا ،،
وكن في كل الأحوال شكورا
فأنت مجرد نقطة ماء في بحر ملك عالم خلق رب العالمين
والذي هو يدبّر ويقرر حصول جميع اموره
وأمور جميع من يدبرون اموره من عالم أمره
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وأل بيته الطيبين الطاهرين