بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
ربي اشرح لي صدري
وضع عني وزري
الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
قصة شجرة الحياة هي قصة الأب والإبن والروح القدس
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء
وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
الأب والإبن والروح القدس
هذه هي قصةالروح الأبدية
وهي قصة كل واحد منّا
فكلنا مخلوقين من هذه النفس الواحدة التي خلق منها زوجها وبثّنا منهما بثّا
على صورة رجالا كثيرا ونساءا
كيف يمكننا ان نفهم هذه الآية الكريمة وما هو موقعنا فيها؟
وما هي علاقتها بالعنوان الذي اخترناه لهذا الحديث لهذا اليوم؟
لكي نفهم كل ذلك يجب أن نعرف من هو الاب ومن هو الابن ومن هو الروح القدس
وكيف أصبح الأب أبا وكيف أصبح الابن إبنا
ومن هي زوج أو زوجة الأب هنا
والتي يجب ان تكون هي نفسها الروح القدس
لتكتمل بها الأطراف الثلاثة المذكورين في الآية وهم
النفس
وزوجها
والمبثوثين منها
والأطراف الثلاثة الذين ذكرناهم في العنوان
الأب
والإبن
والروح القدس
من الواضح ان الرجال والنساء الكثير هم جميعهم أبناء هذه النفس الواحدة وزوجها
النفس الواحدة هي الإبداع الأول
وزوجها هو الخلق الأول الذي خلقه منه أي من الإبداع الأول
يعني الكلام هنا هو
عن الإبداع الأول ، النقطة أو الإسم المكنون أو المشيئة
وعن الصادر الأول منه نور السماوات والأرض
وهو نور الإبداع الأول
في حديثنا السابق عن شجرة الحياة محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين قلنا أن نور السماوات والأرض هو نفسه الروح الواحدة التي صورها شتى وهذا ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في حديث ليلة القدر والفوز بالسبعة حيث قال فيه أن الروح واحدة وصورها شتّى
واليوم سنطلع على جزء من رواية من روايات أهل البيت عليهم السلام وهو من مناظرة الامام الرضا عليه السلام مع عمران الصابئي في مجلس المأمون تكلم ووصف الإمام بها هذه الروح أو هذه النفس الواحدة وزوجها والتي بث منهما رجالا وكثيرا ونساءا
وبداية النقل والإقتباس هنا سيكون من حيث قال فيها لعمران:
((((
وَ اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مَا أَوْجَدَتْكَ الْحَوَاسُّ فَهُوَ مَعْنًى مُدْرَكٌ لِلْحَوَاسِّ ((يعني الطعم معنى والصوت معنى والرائحة معنى والحرارة والبرودة معنى فهذه وغيرها كلها معاني تدركها الحواس ويفهمها القلب)))
وَ كُلُّ حَاسَّةٍ تَدُلُّ عَلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهَا فِي إِدْرَاكِهَا
وَ الْفَهْمُ مِنَ الْقَلْبِ بِجَمِيعِ ذَلِكَ كُلِّهِ ((يعني القلب هو الذي يفهم المعاني التي تدركها الحواس ،، فالحواس مهمتها الإدراك والقلب يفهم))
وَ اعْلَمْ أَنَّ الْوَاحِدَ الَّذِي هُوَ قَائِمٌ بِغَيْرِ تَقْدِيرٍ وَ لَا تَحْدِيدٍ ((الإسم المكنون او المشيئة))
خَلَقَ خَلْقاً مُقَدَّراً ((الروح))
بِتَحْدِيدٍ وَ تَقْدِيرٍ ((يعني خلق شفعا يعني اثنين))
وَ كَانَ الَّذِي خَلَقَ خَلْقَيْنِ اثْنَيْنِ ((الشفع))
1- التَّقْدِيرُ ((وهي ليلة القدر أو النور الظلّي))
وَ
2- الْمُقَدَّرُ ((وهم الأظلة))
فَلَيْسَ فِي كُلِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَوْنٌ وَ لَا ذَوْقٌ وَ لَا وَزْنٌ ((يعني لا في التقدير ولا في المقدر لَوْنٌ وَ لَا ذَوْقٌ وَ لَا وَزْنٌ)) وبتعبير أخر ((ليس في النور الظلي ولا في الأظلة لا لَوْنٌ وَ لَا ذَوْقٌ وَ لَا وَزْنٌ))
فَجَعَلَ أَحَدَهُمَا يُدْرَكُ بِالْآخَرِ ((( يعني التَّقْدِيرُ يُدْرَكُ بالْمُقَدَّرُ وَ الْمُقَدَّرُ يُدْرَكُ بالتَّقْدِيرُ))) وبتعبير آخر ((جعل النور الظلي يُدْرَكُ بالأظلة والأظلة تُدرك بالنور الظلي)) وبتعبير ثالث ((جعلي طرفي الشفع يُدرك أحدهما بالآخر))
وَ جَعَلَهُمَا مُدْرَكَيْنِ بِأَنْفُسِهِمَا ((يعني جعل النور الظلّي او ليلة القدر تدرك نفسها ،، وجعل الأظلة تدرك نفسها))
وَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً فَرْداً قَائِماً بِنَفْسِهِ دُونَ غَيْرِهِ ((يعني لم يخلق النور الظلي بدون الأظلة ولا خلق الأظلة بدون النور الظلي فهذا قائم بذاك وذاك قائم بهذا))
لِلَّذِي أَرَادَ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى نَفْسِهِ وَ إِثْبَاتِ وُجُودِهِ
وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَرْدٌ وَاحِدٌ ((وهو المشيئة أو الوتر))
لَا ثَانِيَ مَعَهُ يُقِيمُهُ وَ لَا يَعْضُدُهُ وَ لَا يُمْسِكُهُ
وَ الْخَلْقُ يُمْسِكُ بَعْضُهُ بَعْضاً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مَشِيَّتِهِ ((كما تمسك ذرات الماء بعضها بعضا))
وَ إِنَّمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ حَتَّى تَاهُوا وَ تَحَيَّرُوا وَ طَلَبُوا الْخَلَاصَ مِنَ الظُّلْمَةِ بِالظُّلْمَةِ فِي وَصْفِهِمُ اللَّهَ بِصِفَةِ أَنْفُسِهِمْ
فَازْدَادُوا مِنَ الْحَقِّ بُعْداً
وَ لَوْ وَصَفُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِصِفَاتِهِ
وَ وَصَفُوا الْمَخْلُوقِينَ بِصِفَاتِهِمْ
لَقَالُوا بِالْفَهْمِ وَ الْيَقِينِ وَ لَمَا اخْتَلَفُوا……….)))) إنتهى النقل والإقتباس
التوحيد (للصدوق)، ص: 439
في البداية نذكّر لننا قلنا وكررنا مرارا وتكرارا أن بداية الخلق واحدة مهما اختلفت الكلمات التي استُعملت لوصف هذه البداية
فسواء قلت مصباح ومشكاة وزجاجة او نور ظلي وأظلة أو عقل كلي وهياكل التوحيد او عقل كلي وعقول جزئية او جوهرة حية بالذات والعقل وسط الكل او ماء جعلوا منه كل شيء حيا ،، أو روحا ونورا ومنزلتهما من بعضهما البعض بمنزلة الروح من الجسد كما ورد َ فِي قال النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله لِعَمِّهِ الْعَبَّاس
يَا عَمِّ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَنَا
تَكَلَّمَ كَلِمَةً خَلَقَ مِنْهَا نُوراً
ثُمَّ تَكَلَّمَ كَلِمَةً أُخْرَى فَخَلَقَ مِنْهَا رُوحاً
ثُمَّ مَزَجَ النُّورَ بِالرُّوحِ
فَخَلَقَنِي وَ خَلَقَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ
فَكُنَّا نُسَبِّحُهُ حِينَ لَا تَسْبِيحَ وَ نُقَدِّسُهُ حِينَ لَا تَقْدِيسَ……….إنتهى النقل
فالنور والروح هنا هما نفسهما النفس الواحدة وزوجها وبثّ منهما رجالا وكثيرا ونساءا
فعندما يكون الكلام عن البداية فيجب ان يكون الكلام دائما حول شيء واحد مهما تعددت الاوصاف التي تصف هذه البداية الواحدة ومهما تعددت الاسماء التي تطلق عليها
وهذه الرواية التي تتكلم عن التَّقْدِيرُ و الْمُقَدَّرُ بما انها تتكلم عن بداية الخلق فهي تتكلم أيضا عن نفس هذا الشيء الواحد أو المخلوق الأول الذي تكلموا عنه بالفاظ وصفات واسماء مختلفة وكثيرة
في الرواية السابقة قال:
تَكَلَّمَ كَلِمَةً خَلَقَ مِنْهَا نُوراً
ثُمَّ تَكَلَّمَ كَلِمَةً أُخْرَى فَخَلَقَ مِنْهَا رُوحاً
ثُمَّ مَزَجَ النُّورَ بِالرُّوحِ
فالنور والروح حسب ما قلناه قبل قليل يجب أن يكونا هما نفسهما
التَّقْدِيرُ و الْمُقَدَّرُ
فالنور هو التَّقْدِيرُ
والروح هي الْمُقَدَّرُ
فالروح هي ليلة التقدير او هي ليلة القدر الذي اُنزل بها
والروح هي فاطمة الزهراء كما ورد في الكثير من الروايات مثل ما ورد في رواية ُ ابْنُ مَسْعُود
عن رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال له رسول الله يصف له البداية:
فَتَكَلَّمَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ بِكَلِمَةٍ فَخَلَقَ مِنْهَا رُوحاً
ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَخَلَقَ مِنْ تِلْكَ الرُّوحِ نُوراً
فَأَضَافَ النُّورَ إِلَى تِلْكَ الرُّوحِ وَ أَقَامَهَا أَمَامَ الْعَرْشِ
فَزَهَرَتِ الْمَشَارِقُ وَ الْمَغَارِبُ
فَهِيَ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ
وَ لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الزَّهْرَاءَ
لِأَنَّ نُورَهَا زَهَرَتْ بِهِ السَّمَاوَات ………………إنتهى النقل
أود أن الفت الإنتباه هنا أننا عندما نتكلم عن
القدر والتقدير والمقدر
فإن كلامنا ومحاولاتنا الاقتراب من فهم هذه المعاني
لا يتعارض مع الروايات التي ظاهرها النهي عن محاولة فهم القدر
مثل ما ورد عَنْ رَجُل جَاءَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْقَدَرِ
قَالَ ع بَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجْهُ
قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْقَدَرِ
قَالَ ع طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكْهُ
قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْقَدَرِ
قَالَ ع سِرُّ اللَّهِ فَلَا تَكَلَّفْهُ
قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْقَدَرِ
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَمَّا إِذَا أَبَيْتَ فَإِنِّي سَائِلُكَ:
أَخْبِرْنِي أَ كَانَتْ رَحْمَةُ اللَّهِ لِلْعِبَادِ قَبْلَ أَعْمَالِ الْعِبَادِ أَمْ كَانَتْ أَعْمَالُ الْعِبَادِ قَبْلَ رَحْمَةِ اللَّهِ؟
قَالَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ
بَلْ كَانَتْ رَحْمَةُ اللَّهِ لِلْعِبَادِ قَبْلَ أَعْمَالِ الْعِبَادِ
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قُومُوا فَسَلِّمُوا عَلَى أَخِيكُمْ
فَقَدْ أَسْلَمَ وَ قَدْ كَانَ كَافِراً
قَالَ وَ انْطَلَقَ الرَّجُلُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَ بِالْمَشِيَّةِ الْأُولَى نَقُومُ وَ نَقْعُدُ وَ نَقْبِضُ وَ نَبْسُطُ؟
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ إِنَّكَ لَبَعْدُ فِي الْمَشِيَّةِ؟
أَمَا إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَجْعَلُ اللَّهُ لَكَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا مَخْرَجاً
أَخْبِرْنِي أَ خَلَقَ اللَّهُ الْعِبَادَ كَمَا شَاءَ أَوْ كَمَا شَاءُوا؟
فَقَالَ كَمَا شَاءَ؟
قَالَ ع فَخَلَقَ اللَّهُ الْعِبَادَ لِمَا شَاءَ أَوْ لِمَا شَاءُوا؟
فَقَالَ لِمَا شَاءَ
قَالَ ع يَأْتُونَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا شَاءَ أَوْ كَمَا شَاءُوا؟
قَالَ يَأْتُونَهُ كَمَا شَاءَ
قَالَ ع قُمْ فَلَيْسَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَشِيَّةِ شَيْء…….إنتهى
فإننا عندما نحاول أن نفهم سر القدر فإننا نحاول ذلك فقط بحد استطاعتنا وفقط ضمن ما كشفه لنا أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام عن القدر كما ورد في حديث آخر له سلام الله عليه:
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع:
جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ أَ بِقَدَرٍ يُصِيبُ النَّاسَ مَا أَصَابَهُمْ أَمْ بِعَمَلٍ؟
فَقَالَ ع: «إِنَّ الْقَدَرَ وَ الْعَمَلَ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ،
فَالرُّوحُ بِغَيْرِ جَسَدٍ لَا تُحَسُّ،
وَ الْجَسَدُ بِغَيْرِ رُوحٍ صُورَةٌ لَا حَرَاكَ لَهَا،
فَإِذَا اجْتَمَعَا قَوِيَا وَ صَلُحَا،
كَذَلِكَ الْعَمَلُ وَ الْقَدَرُ،
فَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْقَدَرُ وَاقِعاً عَلَى الْعَمَلِ،
لَمْ يُعْرَفِ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ،
وَ كَانَ الْقَدَرُ شَيْئاً لَا يُحَسُّ،
وَ لَوْ لَمْ يَكُنِ الْعَمَلُ بِمُوَافَقَةٍ مِنَ الْقَدَرِ لَمْ يَمْضِ وَ لَمْ يَتِمَّ،
وَ لَكِنَّهُمَا بِاجْتِمَاعِهِمَا قَوِيَا، وَ لِلَّهِ فِيهِ الْعَوْنُ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ………إنتهى
فنحن نتكلم هنا عن الروح أو عن القدر بقدر حدّ استطاعتنا فقط وضمن حدود ما كشفوه لنا عنها صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
وبمقارنة بسيطة بين ألفاظ هذه الرويات عن أمير المؤمنين عليه السلام والروية عن الامام الرضا عليه السلام مع عمران الصابئي في مجلس المأمون والتي تكلم بها عن التَّقْدِيرُ وَ الْمُقَدَّرُ ووصفهما سنفهم أن
التَّقْدِير في الرواية الاولى هو الروح في الرواية الثانية
وَ أن الْمُقَدَّرُ في الرواية الاولى هو العمل في الرواية الثانية والذي هو بمنزلة الجسد
في هذا المقال سنتكلم عن هذ الجسد أو عن الْمُقَدَّر أو عن الفعل أو عن الكلمة التي خلق منها نورا وأضافها للروح
وهذا الجسد هو بمثابة جسد الروح كما قال أمير المؤمنين عليه السلام
((الْقَدَرَ وَ الْعَمَلَ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ))
ننقل الكلام لك أنت الآن
فانت تملك بدن مادي
لكنّه ليس هو الفاعل الحقيقي
بل الفاعل الحقيقي هو هذا الجسد الروحي
وما يظهر لك من صورة بدنك
هو صورة ظاهرية لفعل هذا الجسد الروحي
الذي هو الطينات العشرة والروح فيه
او من الفجر والليالي العشر والشفع والوتر والليل إذا يسر
يمكن تشبيه الأمر في هذه الحالة ان الفجر والليالي العشر والشفع والوتر والليل اذا يسر كجسد روحي محيط بالبدن المادي يرتبط بالجسد المادي عن طريق خيوط طاقوية أو روحية شفافة
فاذا اراد الروح والجسد الروحي ان يتحرك تحركت الخيوط التي تربطه بصورة الجسد المادي فيتحرك الجسد المادي تماما مثل تحركها
الامر يمكن تشبيهه عندما تحرك شخصية تابعة لك وتظهر امامك على الشاشة في احد العاب البليستيشن
فحينها يوجد بينك وبين هذه الشخصية رابط طاقوي متشعب او لتقريب الصورة التي نتكلم عنها نقول رابط روحي متشعب
فتصدر منك الآوامر أو المشيئة
وتنتقل عبر هذا الروابط الروحية المتشعبة للجسد الروحي لصورة الجسد المادي
ووهو من سيحركه تماما حسب أوامرك
لكن نفس أوامرك تمر أولا بالبروسسر قبل ان تصدر منه لصورة الجسد وتحركه
فحتى صورة الجسد الذي تراه على المونيتور لا تمثل حقيقة الجسد
فحقيقة صورة الجسد المادي مكنونة في عالم الغيب الذي لا يظهر لك من على الشاشة
فصورة البدن المادي مجرد كتاب مرقوم أو كتاب ديجيتال معلقة بالملأ الأعلى أو بالبروسسر والذي هو روح النظام كله
فإذا جائت هذه الصورة في يوم ما وسألتك عن المشيئة كما سأل هذا الرجل أمير المؤمنين عنها
وأنت كنت عالم بالحقيقة كما هي هي
فستصل معه بنهاية حواركما لنتيجة أن تقول له كما قال أمير المؤمنين للرجل:
قُمْ فَلَيْسَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَشِيَّةِ شَيْء
والصورة بدورها
لن تستطيع أن تنكر من قولك هذا شيئا
وستقرّ بمضمونه إقرارا كاملا
نعود في حديثنا لرمز زهرة الحياة ورمز شجرة الحياة ونقول أن هذا الرمز ظهر بين الامم السابقة جميعها مهما توغلنا بالقدم والتاريخ سواء لعشرات الآلآف من السنين او لمئات الآلآف من السنين
فهذا الرمز موجود في أبجديات آثار أقدم حضارة أكتشفت في الأرض وهي آثار الحضارة السومرية التي تعود أصولها وبداياتها لشعب الأنوناكي ومعناها القادمين من السماء
والتي تدل الدراسات والأبحاث التاريخية أنها بدأت كحضارة متقدمة جدا جدا
سياسيا واقتصاديا واخلاقيا وزراعيا وعلى مختلف الأصعدة
ومنها أنتشرت لمصر والسودان ومختلف بقاع افريقيا وامريكا الجنوبية واستراليا بغرض التنقيب فيها عن الذهب واستخراجه من الأرض لحل معضلة كبيرة وعصية كانت تهدد أصل وجودهم كما تقول قصتهم المعروفة التي نقشوها على الالواح الحجرية
وأيضا كما يذكرها لنا الناطق بالقرآن الكريم
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ
فرمز شجرة الحياة رمز قديم جدا جدا تم اكتشافه في آثار جميع الامم السابقة في مختلف بقاع الأرض
ولا تختص به امة دون غيرها ولا اتباع دين دون غيرهم ومن يحب ان يستزيد معرفة بتاريخ هذا الرمز أنصحه بقرائة كتاب الكاتب المبدع علاء الحلبي ((من نحن الجزء الثامن على ما أذكر او الجزء السابع)) فبه تفصيل وتفاصيل كثيرة جدا عن تاريخ هذا الرمز بين الأمم ومعانيه عندهم
وما يمكن القول عن هذا الرمز ان به خلاصة العلم الذي على معرفته دارت جميع القرون أو الأمم السابقة
وواقع اشتهار اليهود اليوم بهذا الرمز لا يعني ان هذا الرمز من اختراعهم هم ،، فهم كما قلنا سابقا في أحد مقالاتنا وكما يقول أحد كبراء علماء الكابالا أن العلم به وصلهم عن طريق تاجر حبوب قدم إليهم من العراق في القرن الثامن الميلادي يعني في زمن آخر الأئمة عليهم السلام وكان يلف ما يبيعه من الحبوب والبهارات بأوراق وجدها في العراق فوصلت بعض هذه الاوراق ليد عالم من علمائهم فاكتشف بها علما غزيرا فاشترى الاوراق من هذا التاجر وجمع ما يمكنه جمعها منها ومن يومها عكف هو وطلبته على دراستها واستخراج ما يمكن استخراجه من المعاني الباطنية منها، ومنها نشأ علم الكابالا ،، وعلم الكابالا بالنسبة لهم هو دين التأويل
والأديان كلها كما قلنا سابقا أنها مثلها مثل الاسلام تنقسم لدين تنزيل ودين تأويل
ودين التنزيل هو دين الحياة الدنيا من عبادات ومعاملات بيع وشراء وزواج وتجارات وحروب وسياسة وغير ذلك من أمور الدنيا
أما دين التأويل فهو دين الحقيقة
فالتأويل معناها إرجاع الأموار لأوائل عللها
والاختلاف بين الأديان يظهر فقط في دين التنزيل
لماذا؟
لأنها تحتمل الاختلاف والتضاد لاختلاف الازمنة والامكنة والعادات والتقاليد لجميع الأمم والشعوب في الأرض
وهذا الدين ، أي أن دين التنزيل يتلاعب به الفقهاء عبر الزمان والمكان ويبدلونه حسب حاجات عامة الناس وظروفهم في حياة اللعب واللهو
أمّا دين التأويل فلا يحتمل الاختلاف لأنه يبحث ويتكلم فقط عن البداية
وفقط عن الحقيقة
وهذا هو دين ذوي الألباب وهو ليس لعامة الناس من الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق
بل فقط للمتعلمين منهم على سبيل نجاة
نترك الأن الحديث عن الكابالا ونتجنب الحديث عن من قد يخافون منها لجهلهم بحقيقتها وحقيقة معانيها وتأويلها
ونتجنب كذلك الحديث عن من لا يخافون محاولة البحث عن التأويل
ونعود للحديث عن زهرة الحياة وعن شجرة الحياة التي كثيرا ما رددنا سابقا أن هندسة زهرة الحياة إنما هي نفسها هندسة العرش
ولذلك فإننا عندما نتكلم عن زهرة الحياة وعن شجرة الحياة فعليك أن تعرف
أننا إنما نتكلم عن العرش
وعن حملة العرش
وعن الذين حول العرش
وعن الذي استوى على العرش
ويكفي في هذا المقام ان نذكر ما قاله الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل عن التأويل الأعظم العرش والكرسي لكي نفهم اهمية شجرة الحياة وزهرة الحياة،
فلقد قال له ضمن حديث طويل سنقتبس منه هنا ما يهمنا في هذا الموضع فقط أنّ:
مُحَمَّدٌ الْعَرْشُ
عَرْشُ اللَّهِ عَلَى الْخَلَائِقِ
وَ نَحْنُ الْكُرْسِيُّ
وَ أُصُولُ الْعِلْم……إنتهى الاقتباس
.
وزهرة الحياة هي نفسها هي النور الظلّي
والنور الظلّي وأظلته يجب أن يكونا نورا ظلّيا وأظلةٍ لَيْسَ فِي كُلِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَوْنٌ وَ لَا ذَوْقٌ وَ لَا وَزْنٌ
لأنه لو كان لهما لَوْنٌ وَ ذَوْقٌ وَ وَزْنٌ فلن يظهر بالوجود سوى لونهما وذوقهما ووزنهما
لأنهما كما قال أمير المؤمنين عليه السلام عنهما أنهما بحر عُمْقُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، عَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ
فعن أمير المؤمنين في كلامه عن القدر أنّه قال:
أَلَا إِنَّ الْقَدَرَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ،
وَ سِتْرٌ مِنْ سِتْرِ اللَّهِ،
وَ حِرْزٌ مِنْ حِرْزِ اللَّهِ،
مَرْفُوعٌ فِي حِجَابِ اللَّهِ،
مَطْوِيٌّ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ، ((لكن الله يهدي له من يشاء))
مَخْتُومٌ بِخَاتَمِ اللَّهِ، ((يفتحه لمن يشاء))
سَابِقٌ فِي عِلْمِ اللَّهِ، ((يعلمه من يشاء))
وَضَعَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَنْ عِلْمِهِ، ((لكنه يعلمه ويفهمه من يشاء))
وَ رَفَعَهُ فَوْقَ شَهَادَاتِهِمْ وَ مَبْلَغِ عُقُولِهِمْ، ((لكنه يكمل عقولهم اذا اراد تعليمهم وتفهيمهم))
لِأَنَّهُمْ لَا يَنَالُونَهُ بِحَقِيقَةِ الرَّبَّانِيَّةِ،
وَ لَا بِقُدْرَةِ الصَّمَدَانِيَّةِ،
وَ لَا بِعَظَمَةِ النُّورَانِيَّةِ،
وَ لَا بِعِزَّةِ الْوَحْدَانِيَّةِ،
لِأَنَّهُ بَحْرٌ زَاخِرٌ خَالِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،
عُمْقُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ،
عَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ،
أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ،
كَثِيرُ الْحَيَّاتِ وَ الْحِيتَانِ،
يَعْلُو مَرَّةً وَ يَسْفُلُ أُخْرَى،
فِي قَعْرِهِ شَمْسٌ تُضِيءُ،
لَا يَنْبَغِي أَنْ يَطَّلِعَ إِلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ،
فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا ((( بالنسبة للخلائق يعني حسد منزلة وعظمة هذه الشمس)))
فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ فِي حُكْمِهِ،
وَ نَازَعَهُ فِي سُلْطَانِهِ،
وَ كَشَفَ عَنْ سِرِّهِ وَ سِتْرِهِ،
وَ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ،
وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» …………إنتهى
فهذا البحر الزاخر يجب أن يكون أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
لأنه لو ظهر فلن تظهر صور خلقه معه
ويمكن تشبيه أمر هذا البحر الزاخر أو لوح التجلي او النور الظلي والذي هو أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
كما لو انك أردت أن تبرمج أو أن ترسم داخل كمبيوتر ما صور عوالم مختلفة مع صور كل ما هو ظاهر فيها من الصور
فنفس اللوحة الإفتراضية الثلاثية الأبعاد التي سترسم عليها كل تلك العوالم بكل ما فيها من الصور
يجب ان تكون بحدّ ذاتها غير ظاهرة
فلو ظهرت هذه اللوحة فلن يظهر غيرها معها
ولذلك يجب أن يكون سواد هذه اللوحة كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ فتختفي هي ويظهر بها وعليها كل ما هو هناك من صورها
وهذا البحر الذي سواده كالليل الدامس وبه ظهرت صور وتفاصيل جميع الموجودات هو نفسه لوح التجلي كما قلنا وهو نفسه زهرة الحياة والنور الظلّي
أمّا شجرة الحياة المستبطنة في رمز زهرة الحياة
فتمثل الأظلة المستبطنة بالنور الظلّي
فشجرة الحياة وأغصانها وفروعها هم الأظلة
مستبطنة
بزهرة الحياة والتي هي النور الظلي
إن استعمال الرموز والرسوم الهندسية للإشارة للمعاني التأويلية يجعل من السهل على الإنسان ان يترجم معاني الروايات ذات المفاهيم والمعاني العميقة لصور ومفاهيم عقلية يستطيع ان يفهمها ويتصورها ويستحضرها متى ما احتاجها
وهذا ما فعلته القرون السابقة جميعها حين تبحّرت بدين التأويل ووصلت لهذه المعاني العميقة وارادت ان تحفظها للأجيال القادمة
وكل ذلك لم يفعلوه لوحدهم ،، فنفس أغصان وفروع هذه الروح تمثلت لهم وبينهم عبر العصور بصور وأسما بشرية مختلفة لكي تفهمهم معنى الروح وكيف تعمل الروح
لأن الروح أو النور الظلي شيء مخلوق عُمْقُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وعَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ، لكنه مخفي عن جميع الانظار رغم انه يحيط بهم ظاهرا وباطنا
وذلك لأنه كما قال الامام عنه أنه
نور أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
فالطريقة الوحيدة لكي تفهم جميع الخلائق على اختلاف مستوياتها ودرجاتها أيّ معنى من معاني الروح
هي ان تتمثل لهم الروح بينهم بصور بشرية كصورهم
وتبدء بواسطتها تعلمهم معانيها وتكشف لهم عن أسرارها
فالروح خفية عن أنظار الجميع
وان لم تكشف هي عن اسرارها فلن يستطيع احد من العالمين ان يكشف أيّ سر من أسرارها
أو أن يفهم أيّ معنى من معانيها
أو أن يطلع على أي حقيقة من حقائقها
طال الحديث كالعادة لكن سأستمر لكي لا ينقطع الكلام
فالطينات العشرة أو الليالي العشرة أو الأظلة العشرة والفجر والشفع والليل اذا يسر كلهم أظلة للنور الظلي
فشجرة الحياة هي نفسها شجرة المعرفة
وهي نفسها شجرة الخير والشر
وهي نفسها شجرة العقل والجهل
وهي نفسها الجنة والنار
وهي نفسها شجرة النور والطاقة
فالنار هي الطاقة كما بين الأمام الصادق عليه السلام للزنديق الذي كان يناظره نقتبس هنا بعض من ما قال له وبه الفائدة :
إِنَّ النَّارَ فِي الْأَجْسَامِ كَامِنَةٌ- وَ الْأَجْسَامَ قَائِمَةٌ بِأَعْيَانِهَا
كَالْحَجَرِ وَ الْحَدِيدِ
فَإِذَا ضُرِبَ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ
سَقَطَتْ مِنْ بَيْنِهِمَا نَارٌ تُقْتَبَسُ مِنْهَا سِرَاجٌ لَهُ ضَوْءٌ
فَالنَّارُ ثَابِتٌ فِي أَجْسَامِهَا
وَ الضَّوْءُ ذَاهِبٌ
وَ الرُّوحُ جِسْمٌ رَقِيقٌ قَدْ أُلْبِسَ قَالَباً كَثِيفاً…….إنتهى
فشجرة الحياة هي شجرة النور والنار
أو شجرة الروح والطاقة
والروح والطاقة هما كل هذا الوجود
من سيفوز سيخرج من عالم الطاقة تحت القبب
يعني سيخرج من عالم النار
وسيدخل لعالم النور
.
وهكذا هي شجرة الحياة
الأصل بها هو النور
والمتمثل
بالدوائر او بالطينات الخمسة العلوية أو الجنة
ونصفها الآخر هو الصورة المرآتية السفلية للنور وهي الدوائر او الطينات الخمسة السفلية
والتي محلها ظهورها هو في الأرض تحت القبب حيث عالم الطاقة أو عالم النار
فنحن أجسادنا تحت القبب هي اجساد طاقوية وبتعبير أخر فإن أجسادنا اجساد نارية
مخلوقة من نار او من طاقة
ونشرب النار
بمعنى نشرب الطاقة
وناكل النار
بمعنى نأكل الطاقة
ونتنفس النار
بمعنى نتنفس الطاقة
ومحاطين بالنار من كل الجهات
بمعنى محاطين بالطاقة من كل الجهات
ومن لن يفوز من المتنافسين فإنه سيبقى يكر ويكر ويكر في عالم النار أو الطاقة حتى يفوزبمنافسة منها
بمعنى أنه سيبقى في عوالم النار خالدا فيها حتي يفوز
وبمعني أنه سيبقى يأكل ويشرب ويتنفس النار حتي يفوز
وأنه سيبقى يلبس الأجساد النارية أو الطاقوية جسد بعد جسد بعد جسد وكلما بلي له جسد بدلوه جسدا غيره ليذوق العذاب يعني ليفوز ،، وسيبقى كذلك
الى أن يفوز أخيرا في منافسة من المنافسات فيخرجونه أو ينجّونه حينها فقط من عالم الطاقة او من عالم النار ويلبسونه جسد نوراني فيصبح مع الملائكة ومن الملائكة
وقبل أن نختم سأروي لك رواية تصف لكم شجرة الحياة تقريبا كما يصفونها في الامم السابقة وفي علوم الكابالا
وهذه هي الرواية وسنتحدث عنها في المقال القادم ان شاء الله:
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَانِئُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ هَانِئٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَادِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبْدُوسُ بْنُ مُحَمَّدٍ البلغاشاذي قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ خُصَيْفِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَى النَّبِيِّ ص فَسَأَلَهُ شَيْئاً
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص:
يَا عَلِيُّ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا عِنْدِي قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ
وَ لَكِنِّي أُعَلِّمُكَ شَيْئاً أَتَانِي بِهِ جَبْرَئِيلُ خَلِيلِي
فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ هَدِيَّةٌ لَكَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِهَا
لَمْ يُعْطِهَا أَحَداً قَبْلَكَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ
وَ هِيَ تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفاً
لَا يَدْعُو بِهِنَّ مَلْهُوفٌ
وَ لَا مَكْرُوبٌ
وَ لَا مَحْزُونٌ
وَ لَا مَغْمُومٌ
وَ لَا عِنْدَ سَرَقٍ
وَ لَا حَرَقٍ
وَ لَا يَقُولُهُنَّ عَبْدٌ يَخَافُ سُلْطَاناً
إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ
وَ هِيَ تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفاً
أَرْبَعَةٌ مِنْهَا مَكْتُوبَةٌ عَــــلَــى جَبْهَةِ إِسْرَافِيلَ
وَ أَرْبَعَةٌ مِنْهَا مَكْتُوبَةٌ عَــــلَــى جَبْهَةِ مِيكَائِيلَ
وَ أَرْبَعَةٌ مِنْهَا مَكْتُوبَةٌ حَــــــوْلَ الْــــعَــرْشِ
وَ أَرْبَعَةٌ مِنْهَا مَكْتُوبَةٌ عَــــلَــى جَبْهَةِ جَبْرَئِيلَ
وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا حَــيْــثُ شَــاءَ اللَّهُ
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع كَيْفَ نَدْعُو بِهِنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ قُلْ يَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ
وَ يَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ
وَ يَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ
وَ يَا حِرْزَ مَنْ لَا حِرْزَ لَهُ
وَ يَا غِيَاثَ مَنْ لَا غِيَاثَ لَهُ
وَ يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ
وَ يَا حَسَنَ الْبَلَاءِ
وَ يَا عَظِيمَ الرَّجَاءِ
وَ يَا عَوْنَ الضُّعَفَاءِ
وَ يَا مُنْقِذَ الْغَرْقَى
وَ يَا مُنْجِيَ الْهَلْكَى
يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ
يَا مُنْعِمُ يَا مُفْضِلُ
أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَ نُورُ النَّهَارِ وَ ضَوْءُ الْقَمَرِ وَ شُعَاعُ الشَّمْسِ وَ دَوِيُّ الْمَاءِ وَ حَفِيفُ الشَّجَرِ
يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ
أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ
ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي كَذَا وكَذَا فَإِنَّكَ لَا تَقُومُ مِنْ مَجْلِسِكَ حَتَّى تُسْتَجَابَ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ-
قال أحمد بن عبد الله قال أبو صالح لا تعلموا السفهاء ذلك.
الخصال ج2، ص: 511
فالرواية تصف العرش والحروف التي تحيط به
ويبدو أن هذه الحروف هي حروف أو دوائر زهرة الحياة التي تتكون من تسعة عشر دائرة
.
دائرة في المركز ووسطها الاسم المكنون وتحيط بها ثمانية عشر دائرة جميعها الاسم المكنون مكنون بها ايضا
فالمجموع هو تسعة عشر دائرة
كل دائرة منها هي حرف من حروف زهرة الحياة
والحروف هي
ب
س
م
ا
ل
ل
ه
ا
ل
ر
ح
م
ن
ا
ل
ر
ح
ي
م
والنقطة أو الإسم المكنون مكنون بحروفها جميعها
.
سنتكلم عن هذه الرواية ان شاء الله في حديثنا القادم
لكن احببت اليوم ان اتقدم بذكرها على مسامعكم
وبالتبرك بروايتها لكم
ولتثبيت كل المعاني السابقة التي نسبناها لشجرة الحياة
وإلى أن أهل البيت عليهم السلام لم يغفلوا ذكرها أبدا
لكن معاني كلماتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا تدركه تلك القلوب التي عليها حجب حب واتباع أصحابها للأصنام البشرية
وكل الأمة تقريبا والمتكلم منهم كانت ولا تزال مبتلية بهذا الابتلاء العظيم
والذي مع مرور القرون المتتابعة من تقديس وخلق الأصنام البشرية صنما بعد صنم
نسج حول عقولنا وقلوبنا نسيج محكم شديد الإحكام
وأحكام حتى من نسيج شبكة العنكبوت
فيمنعنا ويحجبنا عن إدراك هذه المفاهيم الربانية العميقة
وهذه المعرفة النورانية للنور الظلي والأاظلة والإسم المكنون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
هذا وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
.