- This topic has 9 replies, 1 voice, and was last updated 5 months ago by Tasneem.
-
CreatorTopic
-
27/07/2024 at 7:22 م #2700أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
رب اشرح لي صدري
وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري
وأرفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
حديث الفرقة الناجية دستور المتنافسين وصراط الناجين
هذا العنوان سيكون هو عنوان حديثنا لهذا اليوم إن شاء الله
والذي سنخصصه كله للحديث عن رواية أمير المؤمنين
التي بيّن لنا بها الفرقة الناجية من بين الفِرق الثلاثة والسبعون كلهم
والتي بيّن لنا فيها أيضا
لماذا هذه الفرقة ستنجوا
ولماذا بقية الفرق لن تنجوا
وسنحاول إن شاء الله
وبحوله وقوته
أن نتناول فقرات هذه الرواية بالتوضيح
فقرة فقرة
ومن خلالها سنكتشف إن شاء الله
لماذا يتجاهلها من نطلق عليهم إسم علماء وسادة ومشايخ
ولا يأتون على ذكرها أبدا
فكما قلنا في العنوان
أن هذه الرواية توضح وبشكل واضح وصريح الخطوط العريضة لدستور المتنافسين
والصراط الذي يجب على كل متنافس منهم أن يسلكه ليصل منه فقط للنجاة ،
وليتسجل اسمه كذلك مع ومن أسماء الفرقة الناجية
الرواية أنقلها هنا من
كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج2، أبتداءا من الصفحة: 605
الحديث السابع [1]
قَالَ أَبَانٌ
قَالَ سُلَيْمٌ
وَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ
إِنَّ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً
اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً فِي النَّارِ
وَ فِرْقَةٌ فِي الْجَنَّةِ
وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِرْقَةً مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ تَنْتَحِلُ مَحَبَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ
وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ
وَ اثْنَتَا عَشْرَةَ فِي النَّارِ
هذا المقطع من هذه الرواية
هو تقريبا المقطع الوحيد الذي يذكره علماء ومشايخ الامة الاسلامية سنة وشيعة للناس
أما بقية الرواية
فمن النادر أن تجد من يذكره من المشايخ والسادة للناس في مجالسهم
او من على المنابر
شخصيا لم أسمع أي خطيب منبر يكمل هذه الرواية حتى نهايتها
أو انه قد تناولها بالشرح
وهنا سأدّعي أن أي خطيب أو أيّ شيخ او راوي أو عالم أو مرجع من الموجودين بين الناس اليوم لو انه تجرء وتناولها كاملة بالشرح
او حتى لو انه ذكرها كاملة وبدون شرح
فإنه بذلك سيبين عواره الشخصي لكل، أو على الأقل لبعض من يسمعونه وينصتون له في مجلسه ذاك
وسيتبين لنا إن شاء الله بين طيّات الحديث كيف ولماذا سيكون ذلك
في الفقرة السابقة بيّن لنا أمير المؤمنين عليه السلام النتيجة النهائية للمنافسة بين المتنافسين
وهي أن فرقة واحدة فقط من بين جميع تلك الفرق المتنافسة هي الفائزة والناجية
وفي الفقرة التالية لها سيبين لنا بها المواصفات الرئيسية لأفراد هذه الفرقة الناجية
فقال:
وَ أَمَّا الْفِرْقَةُ
النَّاجِيَةُ
الْمَهْدِيَّةُ
المؤملة
الْمُؤْمِنَةُ
الْمُسْلِمَةُ
الْمُوَافِقَةُ
الْمُرْشَدَةُ
(((انتبهوا للصفات السابقة مرة أخرى)))
يكمل الامام ويقول:
فَهِيَ ((ويعني الفرقة الناجية))
الْمُؤْتَمِنَةُ بِي
الْمُسَلِّمَةُ لِأَمْرِي
الْمُطِيعَةُ لِي
الْمُتَبَرِّئَةُ مِنْ عَدُوِّي
الْمُحِبَّةُ لِي
وَ الْمُبْغِضَةُ لِعَدُوِّي
إنتبهوا هنا أن أمير المؤمنين ربط الفئة الناجية به هو شخصيا و من كل الجهات
ولم يربطهم بمحمد صلى الله عليه وآله
وذلك حين قال:
الْمُؤْتَمِنَةُ بِي
الْمُسَلِّمَةُ لِأَمْرِي
الْمُطِيعَةُ لِي
الْمُتَبَرِّئَةُ مِنْ عَدُوِّي
الْمُحِبَّةُ لِي
وَ الْمُبْغِضَةُ لِعَدُوِّي
ربما سيسأل أحدكم هنا :
ماذا عن محبين ومتبعين رسول الله صلى الله عليه وآله؟
وجوابه أنه ربما يكون محبا لرسول الله
لكنه لو كان فعلا من الذين يحبون رسول الله لكان وثق بكلامه واتبعه
وبالنتيجة لكان اتبع عليا عليه السلام ، فالحب هو الاتباع والانصياع للمحبوب
ولا يمكن ان تقول انني احب فلان وبنفس الوقت لا تتبع من تحبه ولا تثق بمن تحبه
فرسول الله صلى الله عليه وآله لم يترك مناسبة الا ودعى الناس لولاية علي بن ابي طالب عليه السلام
-
CreatorTopic
-
AuthorReplies
-
27/07/2024 at 7:23 م #2701وللاقتداء ولاتباع عليّ عليه السلام دون الناسوالروايات الكثيرة تؤكد على هذا المعنىمن أن رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله كلها تدور حول الدعوة لولاية علي عليه السلاموتقصّي تلك الروايات وتفاسير الآيات هنا سيوجب التطويل الطويللكننا سنذكر هنا هذه الروايةولعلنا في التعليقات والاجابات تحت هذا المقال سنأتي بالكثير منها إن شاء الله5– حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع:إِنَّ عَلِيّاً آيَةٌ لِمُحَمَّدٍ صوَ إِنَّ مُحَمَّداً يَدْعُو إِلَى وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع……..إنتهىوحديث يوم الغدير أشهر من أن نحتاج لأن نذكره أو لأن نذكّر به أي إنسانالمهم هنا أن أمير المؤمنين قد ربط الفئة الناجية به مباشرة ومن كل الجهاتفهم كما يقول عنهم:الْمُؤْتَمِنَةُ بِيالْمُسَلِّمَةُ لِأَمْرِيالْمُطِيعَةُ لِيالْمُتَبَرِّئَةُ مِنْ عَدُوِّيالْمُحِبَّةُ لِيوَ الْمُبْغِضَةُ لِعَدُوِّيثم يكمل أمير المؤمنين وصفه لهذه الفئة فيقول:الَّتِي قَدْ عَرَفَتْحَقِّيوَ إِمَامَتِيوَ فَرْضَ طَاعَتِيمِنْ كِتَابِ اللَّهِوَ سُنَّةِ نَبِيِّهِفي هذا المقطع يقول أمير المؤمنين عليه السلام :أن هذه الفرقة لم تعرف حقه وامامته وفرض طاعته من أفواه الرجالبل من كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِيعني أفراد هذه الفرقة يبحثون بنفسهم عن عقائدهم من الكتاب والعترةوهم لا يقلدون الرجال في عقائدهمفهم يكثرون من قرائة القران ويفهمونه من خلال العترة فقطفهم يقرؤون القرآن ويقرؤون الرواياتويتفكرون بأيات القرآن ويتفكرون بالرواياتإنهم يبحثون فيهما وفي كل حروفهما وكلماتهما وسطورهما وما بين سطورهماعن عبق علي عليه السلامولا يهمهم ما يقوله الرجال كانوا من كانوا في عليولا يهمهم ما يقبله الرجال من صفاته ومقاماتهولا ما يرفضوه منها ولا ما يرده الرجال منهما ،، كانوا من كانوافهم لا يستمعون للرجال لأنهم عقلاء وفهماء لدرجة أنهم يقتدون بأميرهم أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الذي قد قال لهم:مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ أَزَالَتْهُ الرِّجَالُوَ مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ زَالَتِ الْجِبَالُ وَ لَمْ يَزُلْ……..إنتهىوأمير المؤمنين لم يستثني في مقاله هذا من الرجال أحد على الإطلاقولم يجعل الرجال في كلامه أبدا طريقا لمعرفة الحقبل على العكس تماما ودائما كان يركز على ان الطريق للنجاة طريق فرديوعلى السالك أن يسلكه وحيدا غريبا وبعيدا عن الرجال وافواه الرجالوالقول التالي للأمير أشهر من أن نضع له سندافقد قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عالْحَقُّ لَا يُعْرَفُ بِالرِّجَالِاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهفالرجال كانوا من كانوا ليس مهمتهم أن ينوّروا القلوب بمعرفة الولايةبل ربما على العكس تمامافحسب نفس هذه الرواية فإن 12 فرقة من 73 فرقة تدّعي المحبة لهمويروون حديثهم ويقولون بألسنتهم أنهم شيعتهملكنهم رغم ذلك يعبدون الله على دين الشيطانوسيأتينا بعد قليل وبالتفصيل لماذا على دين الشيطان وما هو دين الشيطانلكن يمكننا القول أن عنوانه العريض هو أنه الدين الذي تنطق به افواه الرجالوكذلك يمكن القول أن الدين المعادي للولاية والمبعّد عنها هو الدين الذي يؤخذ من أفواه الرجال…..نعود لحديث الفرقة الناجية مرة أخرىوصلنا إلى أن افراد الفرقة الناجية يأخذون دينهم فقط من الكتاب والعترة ويتفكرون بهماوماذا ستكون النتيجة حينها؟يكمل أمير المؤمنين الحديث مبيّنا لنا ذلك فيقول:فَلَمْ تَرْتَدَّ وَ لَمْ تَشُكَّلِمَا قَدْ نَوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهَامِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّنَاوَ عَرَّفَهَا مِنْ فَضْلِهَاوَ أَلْهَمَهَاوَ أَخَذَهَا بِنَوَاصِيهَافَأَدْخَلَهَا فِي شِيعَتِنَا حَتَّى اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُهَامن هنا بدء حديث نور القلوب فقال:لِمَا قَدْ نَـــــــوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهَا مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّنَاوألهمهاوأخذها بنواصيهافأدخلها27/07/2024 at 7:24 م #2702كل هذه الافعال ينسبها الامير لله مباشرة ولاتباعهم الكتاب والسنةفنتيجة إتّباع منهج الكتاب والعترة والتفكّر بهما هو:أن الله سينور قلوبهم ويلهمهم ويأخذ بنواصيهم ويدخلهميعني سيتولى جميع أمورهم من بدايتها لنهايتهاونتيجة من سينير قلوبهم ويلهمهم ويأخذ بنواصيهم ويدخلهم هي:وَ اسْتَيْقَنَتْ يَقِيناً لَا يُخَالِطُهُ شَكٌّأَنِّي أَنَاوَ أَوْصِيَائِي بَعْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [هُدَاةٌ] مُهْتَدُونَإنتبهوا هنا أنه قال أن الأوصياء أوصيائه هو ،،فكل الأوصياء هم أوصيائهوالأوصياء أولهم وأوسطهم وأخرهم وكلهم هم محمد صلى الله عليه وآلهوكلهم بنفس الوقت يدعون إلى ولاية سيدهم سيد الأوصياء عليه السلامتخيل هذه الصورة هكذا:سيد الأوصياء يقف بالوسط ويحيط به 12 وصي وهم كلهم محمد أولهم وأوسطهم وآخرهم وكلهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعينوكلهم يدعون لولاية سيدهم الذي يقف وسطهمفالإثني عشر هم مقام الإمامةوثالث عشرهم الذي وسطهم هو الولي صاحب الولايةوالامامة تدعوا للولايةتماما كما أن الأئمة يدعون للوليّوالرسالة هي جزء بسيط جدا من مهام مقام الامامةفمحمد أحدهموعيسى أحدهموموسى أحدهموابراهيم أحدهمونوح أحدهم أيضاصلوات الله وسلامه عليهم أجمعينفبني إسرائيل الفرق الإثنين والسبعين المتنافسة هم ذرياتهم ،، أي ذرية الأئمةولذلك فهم حين ينزلون بينهم كرسل وأئمة فسيكونون رسل وأئمة لنفس ذرياتهمفهم يرافقون ذرياتهمليعلّموا ذرياتهمفهم بهذه الطريقة كانوا الأساتذة لذرياتهم على طول الزمانوهم رسل الله لذرياتهم على طول الزمانفهم يكرون مع ذرياتهم بأسماء وصفات مختلفة ولا يتركونهم أبدا ،،لكنهم ليسوا ظاهرين لهم دائما بينهم بهذه الصفاتففي أكثر الكرات يكونون متخفّين بينهم ومعهم باسماء وصفات مختلفةأنا وعلي أبوا هذه الأمةفكيف يمكن أن نتخيل أن الأب يترك أبنائه لتفترسهم شياطين الجن والانسأنا وعلي أبوا هذه الأمةأنا في هذا الموضع هم (((الأوصياء الإثني عشر))) فكلهم محمدوعلي في هذا الموضع هو سيد الأوصياء وهو الاسم المكنون والساكن في القلوبفعلي هو آدم الأولوالأوصياء الإثني عشر هم بنيه،،يعني الأوصياء هم بني آدموالفرق الإثنين والسبعين هم ذرية بني آدميعني ذرية الأئمة الإثني عشروَإِذْ أَخَذَ1- رَبُّكَمِن2- بَنِي آدَمَمِن ظُهُورِهِمْ3- ذُرِّيَّتَهُمْوَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْقَالُواْ بَلَىشَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ27/07/2024 at 7:24 م #2703نعود مرة أخرى لحديث أمير المؤمنين عليه السلام وإلى حيث وصلنا بالحديثأن الفرقة الناجية تصل من خلال اتباعها منهج الكتاب والسنةلليقين ولحق اليقينولتأييد الله لهم من داخل قلوبهموالنتيجة ستكون:فَلَمْ تَرْتَدَّ وَ لَمْ تَشُكَّلِمَا قَدْ نَوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهَامِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّنَاوَ عَرَّفَهَا مِنْ فَضْلِهَاوَ أَلْهَمَهَاوَ أَخَذَهَا بِنَوَاصِيهَافَأَدْخَلَهَا فِي شِيعَتِنَا حَتَّى اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُهَاوَ اسْتَيْقَنَتْ يَقِيناً لَا يُخَالِطُهُ شَكٌّأَنِّي أَنَاوَ أَوْصِيَائِي بَعْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [هُدَاةٌ] مُهْتَدُونَالَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ نَبِيِّهِ فِي آيٍ مِنَ الْكِتَابِ كَثِيرَةٍوَ طَهَّرَنَا وَ عَصَمَنَاوَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ وَ حُجَّتَهُ فِي أَرْضِهِوَ خُزَّانَهُ عَلَى عِلْمِهِوَ مَعَادِنَ حُكْمِهِوَ تَرَاجِمَةَ وَحْيِهِوَ جَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِوَ الْقُرْآنَ مَعَنَا لَا نُفَارِقُهُ وَ لَا يُفَارِقُنَا حَتَّى نَرِدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص حَوْضَهُ كَمَا قَالَكل هذا يجب أن يعرفه ويجده من يريد النجاة ولوحده من الكتاب والعترة وبعيدا عن أفواه الرجال...يعود الأمير في الفقرة التالية للحديث عن الفرقة الواحدة الناجية فيقول:وَ تِلْكَ الْفِرْقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً هِيَ النَّاجِيَةُ مِنَ النَّارِوَ مِنْ جَمِيعِ الْفِتَنِ وَ الضَّلَالاتِ وَ الشُّبُهَاتِلماذا نجت هذه الفرقة من كل ذلك؟والجواب أن هذه الفرقة نجت من النار لأنها اقتدت به حين قال:كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَ لَا ضَرْعٌ فَيُحْلَبفمن سيأخذ دينه من الكتاب والعترة سيعرف أمرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،وأمرهم فيه أوضح وأبين من وضوح الشمس وسط السماء في نهار لا غيم به على الإطلاقوبالتالي لن يتنكّب الفتنوسيكون أمره فيها كابن اللبونيقول أمير المؤمنين عليه السلام«مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ، لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ»والتنكب هو الابتعاد والتجنّبيعني ما دامك لم تعرف أمرهم من القرآن فإنك ستنغمس طوال حياتك في الفتن حتى أذنيك، وأنت تحسب أنك تحسن صنعايستمر الأمير بحديثه عن الفرقة الناجية فيقول:هُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقّاً وَ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ … بِغَيْرِ حِسابٍومن الفقرة التي تلي هذه سيبدء الأمير بالحديث عن الفرق الاثنين والسبعين فيقول:وَ جَمِيعُ تِلْكَ الْفِرَقِ الِاثْنَتَيْنِ وَ السَّبْعِينَ هُمُالْمُتَدَيِّنُونَ بِغَيْرِ الْحَقِّالنَّاصِرُونَ لِدِينِ الشَّيْطَانِالْآخِذُونَ عَنْ إِبْلِيسَ وَ أَوْلِيَائِهِهُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ تَعَالَىوَ أَعْدَاءُ رَسُولِهِوَ أَعْدَاءُ الْمُؤْمِنِينَيَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍبُرَآءُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ [نَسُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ]27/07/2024 at 7:24 م #2704في الفقرات السابقة أثبت الأمير لتلك الفرق بأنهم متدينون لكنه قال عنهمأنهم متدينون بغير الحقفما هو الحق الذي يصح تدينهم به معه؟لن نخرج من الاطار الذي تكلم به الأمير سابقا وسنقول:أن سبب عدم نجاة الفرق الاثنين والسبعين كلها هو أنهم لم يجعلوا الامير محور حياتهم وعباداتهم واعتقاداتهمفلقد استعاضت ستين فرقة من الاثنين والسبعين عن أمير المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وآلهفجعلته محور دينهاولم تتبع بذلك وصية رسول الله صلى الله عليه وآلهوالتي أوصى بها بولاية علي عليه السلامفتلك الفرق الستين جميعها تقول أننا نحب رسول الله صلى الله عليه وآلهلكنهم فعلا وواقعا لم يتبعوا وصيته باتباع سيد الأوصياءوبالتالي فهم لم ينفذوا تعاليم نبيهم ووصيته لهمفهم بها إمّا يكذبون من يدعون محبته وبالتالي فهم لا يحبونه فعلاأو أنهم شاكّين به ولا يصدقونهأمّا الإثني عشرة فرقة الباقية فهؤلاء يدّعون المحبة والاتباع لأمير المؤمنين لسانا فقطلكنهم فعلا لم يقتدوا بأمير المؤمنين عليه السلامولم يطيعوا ما اوصاهم رسول الله صلى الله عليه وآله به من أن يتخذوا الكتاب والعترة منهجافاتخذوا لهم مناهج مختلفة ساقهم اليها الرجال بأفواههموهم بدورهم مشوا خلفهم بإرادتهم وبالتالي أخذوا دينهم من أفواههمفخالفوا بذلك وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ووصية أمير المؤمنين عليه السلام بعدم اخذ دينهم من أفواه الرجالولم يصدقوه حين قال لهم ان الرجال سيضلونكم ويزيلونك عن دينكموانكم لن تعرفوا الحق بالرجالفخالفوه وأصروا على مخالفتهوأصروا على معرفة الحق بالرجالفاتخذوهم اربابا من دون اللهمراجع وعرفاء فسقةيحللون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلالوالنتيجة كما يبينها لنا أمير المؤمنين عليه السلام في بقية الحديث هي أنهم :وَ أَشْرَكُوا بِاللَّهِوَ كَفَرُوا بِهِوَ عَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ– وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاًيَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ … فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْوَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَفالفرق الاثنين والسبعين كلهم متدينونوكلهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويحسبون أنهم على شيءلكنهم ليسوا على شيء أبداوالسبب؟السبب أنهم يتبعون الرجال، وهؤلاء الرجال خدعوهم ،وبعضهم أيضا خدع بعض ، سواء خدعوهم عن قصد او عن غير قصدمثل ان يقول احدهم للآخر هذا هو الامام يكرّ بيننا ،، أو هذا هو ابن الامام ، أو هذا هو اليماني أو غير ذلك من التوصيفات27/07/2024 at 7:25 م #2705
سلام الله عليهم يقولون أن أمرهم أبين من الشمس ،، يعني لا يحتاج لمن ينظّر له ويمهد له ويسويله دعاية ويدعوا الناس له
من يفعل ذلك فأنه يضل أصحابه وأتباعه
ومن سيصدقه ويتبعه فإنه لم يأخذ دينه من الكتاب والعترة
بل أخذه من فاهه لا عن علم بالكتاب والعترة ،،
فالداعي حين دعى الناس بفاهه لأن يتبعوه ويتبعوا هذا
او ذاك من الناس لأنه يعتقد انه الامام
جعل نفسه مذموما من حيث يعرف او لا يعرف
فجميع الرجال سيضلون جميع من سيتبعونهم وبلا استثناء
فلا الرسول ولا سيد الاوصياء ولا الاوصياء أمروك بأن تتبع الرجال فيما يقولونه
وانت بمجرد ان تتبع اي رجل وتستمع له وتاخذ منه ستكون قد خالفت رسولك ووليك وأئمتك صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
في الفقرة التالية من هذه الرواية سليم يسأل أمير المؤمنين: ما هو حكم مجموعة كبيرة ومعينة من الناس في حالات معينة فـــ:
قَالَ:
فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
أَ رَأَيْتَ مَنْ قَدْ وَقَفَ فَلَمْ يَأْتَمَّ بِكُمْ
وَ لَمْ يُعَادِكُمْ
وَ لَمْ يَنْصِبْ لَكُمْ
وَ لَمْ يَتَعَصَّبْ
وَ لَمْ يَتَوَلَّكُمْ
وَ لَمْ يَتَبَرَّأْ مِنْ عَدُوِّكُمْ
وَ قَالَ لَا أَدْرِي وَ هُوَ صَادِقٌ؟ (((إنتبه لكلمة صادق هنا)))
قَالَ ((الكلام انتقل من هنا مرة أخرى لأمير المؤمنين عليه السلام))):
لَيْسَ أُولَئِكَ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً
وبدورنا نسأل الأمير ونقول : يا أمير المؤمنين لماذا لَيْسَ أُولَئِكَ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً؟
نلاحظ في الفقرة التالية أنه سلام الله عليه لم يلتفت نهائيا لمن سأل عنهم سليم ،، فأمرهم غير مهم على الإطلاق
فهؤلاء هم الغافلون الذين هم من ذرؤوهم لجهنم بصورة سيبقون معها غافلين الى يوم موتهم،، ولا ذنب لهم هنا مهما فعلوا لأنهم خلوقوهم وذرؤوهم لجهنم على هذه الصورة
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
فليس ذنبهم أنهم مخلوقون من البداية للنهاية بهذه الصورة
ولذلك فإن أمير المؤمنين لم يهتم بالكلام عنهم نهائيا
وانتقل بالحديث مباشرة وحصره بالفرق الثلاثة والسبعون فقط ، فقال:
إِنَّمَا عَنَى رَسُولُ اللَّهِ ص بِالثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً
الْبَاغِينَ النَّاصِبِينَ
الَّذِينَ قَدْ شَهَرُوا أَنْفُسَهُمْ
وَ دَعَوْا إِلَى دِينِهِمْ
فالباغين الناصبين هنا والذين شهروا أنفسهم ودعوا الى دينهم هم من هذه الفرق الإثنين والسبعين وليس من الغافلين الذي لا يعلمون وهم صادقون بعدم علمهم ، فكيف لهم من الاساس أن يعلموا وهم مخلوقون بهذه الهيئة؟
27/07/2024 at 7:25 م #2706يكمل أمير المؤمنين عليه السلام التوضيح قائلا:فَفِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهَاتَدِينُ بِدِينِ الرَّحْمَنِوَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ تَدِينُ بِدِينِ الشَّيْطَانِفما هو دين الشيطان إذن؟من الواضح أن الشيطان لا يدعوا هذه الفرق الخاسرة الهالكة لعباداته أو لعبادات شيطانية ،بل هو يدعوهم للتمسك بدين محمد ولطاعة محمد صلى الله عليه وآلهوبالاجتهاد به أشد الإجتهادلكن وبنفس الوقت يأمرهم أو يلهيهم برجاله عن الاقتراب من الولايةويأمرهم بالإبتعاد عنها وعن سيد الأوصياءوبتعبير قرآني إنه المسؤل عن أقعادهم عن الصراط المستقيمقَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَوهنا لا تحسب أن الشيطان أو إبليس يقومان بشيء شرير أو سيء كما يقول الجميعفكل ما يفعله إبليس والشيطان هنا هو أنهما يحاميان عن الصراط المستقيملكي لا يصل له كل من هب ودب من المتنافسين أو من غير المتنافسينولكي لا يصله أي ناقص عقل ودين من المتنافسينولكي لا يصله مقلد في دينه ودنياهولكي لا يصل له كل من ينعق خلف كل من ينعق له بنعقة فينعقها خلفهفمقام أمير المؤمنين لا يصله من عادته النعق والنعيق خلف كل ناعق ويميل مع كل ريحولذلك أقول أن إبليس ورجله المفضل الشيطانكانت ولا تزال مهمتهما الرئيسية التي أوكلها لهما رب العالمين في اجتماع الملأ الأعلىهي أن يكونا خط الدفاع الأول والأقوى للصراط المستقيموأن يحاميان عن الصراط المستقيم لكي لا يتمكن من أن يصل له الا من نوّر الله قلبه بنور روح الإيمانوصفى ذهنه بطول قرائة القرآن وكلام العترة الطاهرة من كدورات الشبهات وظلمات الاوهام27/07/2024 at 7:26 م #2707ويكمل أمير المؤمنين الكلام عن الفرق الـ72 وعن صفاتهم ومنهجهم في التدين فقال:وَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ تَدِينُ بِدِينِ الشَّيْطَانِوَ تَتَوَلَّى عَلَى قَبُولِهَاوَ تَتَبَرَّأُ مِمَّنْ خَالَفَهَايعني كل من يدعو لمرجعهأو شيخه أو عالمه أو أستاذهويدافع عنهويتولى الناسأو يتبرء منهم على اساس ذلكفإنه يدخل في عداد هذه الفرق الكثيرة الخاسرةوكذلك فإن كل من يدعو لدينه أو لمذهبهفيحب ويتولى الناس أو يتبرء منهم على اساس بعدهم وقربهم من دينه ومذهبهفهو يدخل أيضا في هذه الفرق الخاسرة..والفقرات السابقة وكذلك التالية من هذه الرواية كان الكلام بها وسيبقى يدور عن أفراد الفرق الاثنين والسبعين الخاسرةولا علاقة له بالغافلين الذين ذرؤوهم لجهنم غافلين ولا يستطيعون غير الغفلةفقال سلام الله عليه:فَأَمَّا مَنْ وَحَّدَ اللَّهَوَ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ صوَ لَمْ يَعْرِفْ وَلَايَتَنَاوَ لَا ضَلَالَةَ عَدُوِّنَاوَ لَمْ يَنْصِبْ شَيْئاًوَ لَمْ يُحِلَّ وَ لَمْ يُحَرِّمْوَ أَخَذَ بِجَمِيعِ مَا لَيْسَ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ خِلَافٌفِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِهِوَ كَفَّعَمَّا بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ خِلَافٌفِي أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِهِ أَوْ نَهَى عَنْهُفَلَمْ يَنْصِبْ شَيْئاًوَ لَمْ يُحَلِّلْوَ لَمْ يُحَرِّمْوَ لَا يَعْلَمُوَ رَدَّ عِلْمَ مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ إِلَى اللَّهِفَهَذَا نَاجٍأمير المؤمنين يقول عنه أنه ناج، لكن كيف يكون من الخاسرين وبنفس الوقت يقول عنه أنه ناج؟27/07/2024 at 7:26 م #2708في الفقرات التالية سيبين لنا أمير المؤمنين كيف سينجو ومن ماذا سينجوفقال:وَ هَذِهِ الطَّبَقَةُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَإنتبهوا هنا لقوله بين المؤمنين وبين المشركينفالمؤمنون هم أفضل المتنافسينوهم خلاصة المتنافسينوهم الفرقة الثالثة والسبعونوهم الفرقة الفائزة الناجيةوهم السبعون ألفا أصحاب النجائبوهم الذين سيُحشرون إلى الرحمن وفداأمّا المشركون فهم أسوء أفراد الفرق الستين الخاسرةفالمؤمنين سيشفعون مع الشافعين قبل أن يُحشرون إلى الرحمن وفداوالخاسرين هم الذين الذين لن يشفع فيهم أحد من الناسوهم من سيسوقونهم بتوابيت الحديد الى جهنم جديدة فيوردونهم فيهاوأمّا هذه المجموعة الوسطية من المتنافسين بين المؤمنين والمشركينفيقول عنهم أمير المؤمنين أنهم:هُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ وَ أَجَلُّهُمْ((((يعني هم الأكثرية))))وَ هُمْ أَصْحَابُ الْحِسَابِ وَ الْمَوَازِينِ وَ الْأَعْرَافِ وَ الْجَهَنَّمِيُّونَ((((فأينما وجدت أيات أو روايات تتكلم عن الحساب والموازين والاعراف والجهنميونفهي تخص او تتكلم عن هذه المجموعة من المتنافسينوالتي هي بين المؤمنين الناجين وبين المشركين)))فالناجون يدخلون الجنة بغير حساب فيحشرون إلى الرحمن وفدا وهم ركبانا على النجائبوالمشركون وهم الظلمة وأعوان الظلمة ومن برى لهم قلما او ساق لهم دواة هم الذين كان همهم ومهمومهم في الحياة الدنيا العلوا في الأرض والفساد فيهافهؤلاء ليس لهم نصيب في الآخرة لأنهم استنفذوا جميع حظوظهم في الدنياتِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَوبالنتيجة سيُساقون الى جهنمهم الجديدة من غير حساب وهم محشورون في توابيت الحديد ومقيدون بسلاسل الحديد تلفح وجوههم الناريعني تخيلوا حالة الغضب العارمة التي ستحل بجميع المستكبرين وأعوانهم الذين هم اليوم رؤساء وملوك ودكتاتوريين العالم ومن ساعدهم من قوّاد الجيوش والمنافقين ممن بروا لهم الأقلام ولاقوا لهم الأدويةتخيلوا حالهم حين سيجمعونهم بطريقة مذلة ومهينة ويضعونهم في توابيت الحديد وينقلونهم الى عالم آخر أو جهنم جديدة))))يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِوَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِسَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُأمّا الذين كانوا لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا من المتنافسين فهم المجموعة الواقعة بين هؤلاء الناجين وهؤلاء المشركينفهؤلاء هم فقط من عليهم الحسابوهؤلاء سينجون بالشفاعة كما بيّن لنا أمير المؤمنين ذلك حين قال أنهؤلاء:الَّذِينَ يَشْفَعُ لَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ الْمُؤْمِنُونَوَ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَوهؤلاء الجهنميون هم الذين سيرثون الأرض في دولة العدل الإلهيوهم نفسهم الذين فيهم الحسابفبعضهم سيستلم كتابه بعد الحساب بيمينهوبعضهم سيستلمه بشمالهوبعد الحساب تأتي النجاة بالشفاعة لكل من لم تثقل موازينهم بالدرجة الكافيةفَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ (((وهم الفرقة الناجية السبعون ألفا)))فَيَنْجُونَ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ … بِغَيْرِ حِسابٍ (((يعني قبل الحساب وقبل الشفاعة))) وهؤلاء هم أصحاب النجائبأَمَّا الْمُشْرِكُونَ فَيَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ((((يعني لا حساب عليهم ولا شفاعة)))) وهؤلاء يضرب حولهم في المحشر سور أو جدار من نار حتى ينتهي حساب الخلائق ثم يحشرون في توابيت الحديد ويبعثون إلى جهنم جديدةوَ إِنَّمَا الْحِسَابُ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الصِّفَاتِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُشْرِكِينَوَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ الْمُقْتَرِفَةِوَ الَّذِينَ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاًوَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةَ الْكُفْرِ وَ الشِّرْكِوَ لَا يُحْسِنُونَ أَنْ يَنْصِبُوا–وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا إِلَى أَنْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ عَارِفِينَفَهُمْ أَصْحابُ الْأَعْرافِوَ هَؤُلَاءِ لِلَّهِ فِيهِمُ الْمَشِيئَةُإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ يُدْخِلْ أَحَداً مِنْهُمُ النَّارَ فَبِذَنْبِهِوَ إِنْ تَجَاوَزَ عَنْهُ فَبِرَحْمَتِهِفَقُلْتُ (((يعني سليم قال))) :أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَ يَدْخُلُ النَّارَ الْمُؤْمِنُ الْعَارِفُ الدَّاعِي؟قَالَ ع: لَاقُلْتُ: أَ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ؟قَالَ ع: لَا …….. إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُقُلْتُ: أَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَافِرٌ أَوْ مُشْرِكٌ؟قَالَ: لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا كَافِرٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ؟قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُؤْمِناً عَارِفاً بِإِمَامِهِ مُطِيعاً لَهُ أَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُوَ؟قَالَ: نَعَمْ إِذَا لَقِيَ اللَّهَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ– الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ – … الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ … الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍقُلْتُ: فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ مِنْهُمْ عَلَى الْكَبَائِرِ؟قَالَ: هُوَ فِي مَشِيَّتِهِ إِنْ عَذَّبَهُ فَبِذَنْبِهِوَ إِنْ تَجَاوَزَ عَنْهُ فَبِرَحْمَتِهِقُلْتُ: فَيُدْخِلُهُ النَّارَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ؟قَالَ: نَعَمْ بِذَنْبِهِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ أَنَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَلِأَنَّ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ أَنَّهُ لَهُمْ وَلِيُّ وَ أَنَّهُ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّقُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ الَّذِينَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الْإِيمَانُ؟وَ مَا الْإِسْلَامُ؟قَالَ: أَمَّا الْإِيمَانُ فَالْإِقْرَارُ بِالْمَعْرِفَةِوَ الْإِسْلَامُ فَمَا أَقْرَرْتَ بِهِ ، وَ التَّسْلِيمُ ، وَ الطَّاعَةُ لَهُمْقُلْتُ: الْإِيمَانُ الْإِقْرَارُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ؟قَالَ: مَنْ عَــرَّفَهُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ نَبِيَّهُ وَ إِمَامَهُ، ثُمَّ أَقَرَّ بِطَاعَتِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌقُلْتُ: الْمَعْرِفَةُ مِنَ اللَّهِ وَ الْإِقْرَارُ مِنَ الْعَبْدِ؟قَالَ: الْمَعْرِفَةُ مِنَ اللَّهِ دُعَاءٌ وَ حُجَّةٌ وَ مِنَّةٌ وَ نِعْمَةٌوَ الْإِقْرَارُ مِنَ اللَّهِ قَبُولُ الْعَبْدِ– يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُوَ الْمَعْرِفَةُ صُنْعُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقَلْبِوَ الْإِقْرَارُ فَعَالُ الْقَلْبِ مِنَ اللَّهِ وَ عِصْمَتُهُ وَ رَحْمَتُهُفَمَنْ لَمْ يَجْعَلْهُ اللَّهُ عَارِفاً فَلَا حُجَّةَ عَلَيْهِوَ عَلَيْهِ أَنْ يَقِفَ وَ يَكُفَّ عَمَّا لَا يَعْلَمُفَلَا يُعَذِّبُهُ اللَّهُ عَلَى جَهْلِهِفَإِنَّمَا يَحْمَدُهُ عَلَى عَمَلِهِ بِالطَّاعَةِوَ يُعَذِّبُهُ عَلَى عَمَلِهِ بِالْمَعْصِيَةِوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيعَوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْصِيَوَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْرِفَوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْهَلَهَذَا مُحَالٌ لَا يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِقَضَاءٍ مِنَ اللَّهِ وَ قَدَرِهِ وَ عِلْمِهِ وَ كِتَابِهِ بِغَيْرِ جَبْرٍلِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مَجْبُورِينَ كَانُوا مَعْذُورِينَ وَ غَيْرَ مَحْمُودِينَوَ مَنْ جَهِلَ ، وَسِعَهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْنَا مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِوَ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى النِّعْمَةِ وَ اسْتَغْفَرَهُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَ أَحَبَّ الْمُطِيعِينَ وَ حَمِدَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ وَ أَبْغَضَ الْعَاصِينَ وَ ذَمَّهُمْفَإِنَّهُ يَكْتَفِي بِذَلِكَ إِذَا رَدَّ عِلْمَهُ إِلَيْنَا … يُحَاسَبُونَ مِنْهُمْ مَنْ يُغْفَرُ لَهُ وَ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ بِالْإِقْرَارِ وَ التَّوْحِيدِوَ مِنْهُمْ مَنْ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ ، ثُمَّ يَشْفَعُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْمُؤْمِنُونَفَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَفَيُسَمَّوْنَ فِيهَا الجهنميون [الْجَهَنَّمِيِّينَ]مِنْهُمْ أَصْحَابُ الْإِقْرَارِوَ لَيْسَتِ الْمَوَازِينُ وَ الْحِسَابُ إِلَّا عَلَيْهِمْلِأَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ الْعَارِفِينَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ الْحُجَّةِ فِي أَرْضِهِ وَ شُهَدَاءَهُ عَلَى خَلْقِهِ الْمُقِرِّينَ لَهُمُ الْمُطِيعِينَ لَهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ … بِغَيْرِ حِسابٍوَ الْمُعَانِدِينَ لَهُمُالْمُنْذِرِينَالْمُكَابِرِينَالْمُنَاصِبِينَأَعْدَاءَ اللَّهِيَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍوَ أَمَّا مَا بَيْنَ هَذَيْنِ فَهُمْ جُــــــــلُّ النَّاسِوَ هُمْ أَصْحَابُ الْمَوَازِينِ وَ الْحِسَابِ وَ الشَّفَاعَةِقَالَ: قُلْتُ فَرَّجْتَ عَنِّي وَ أَوْضَحْتَ لِي وَ شَفَيْتَ صَدْرِيفَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي لَكَ وَلِيّاً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْقَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّفَقَالَ: أَ لَا أُعَلِّمُكَ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَّمَهُ سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادَقُلْتُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَقَالَ: قُلْ كُلَّمَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَيْتَ (((عَشْرَ مَرَّاتٍ)))اللَّهُمَّ ابْعَثْنِي عَلَى الْإِيمَانِ بِكَوَ التَّصْدِيقِ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِكَوَ الْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍوَ الِايتِمَامِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍفَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ بِذَلِكَ يَا رَبِّ ،،، عَشْرَ مَرَّاتٍقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ حَدَّثَنِي بِذَاكَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ فَلَمْ أَدَعْ ذَلِكَ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْقَالَ: لَا تَدَعْهُ مَا بَقِيت……………..إنتهى27/07/2024 at 7:27 م #2709قبل أن نختم حديثنا لهذا اليوم سأقول:لو وجدت مرجعا لم يشهر نفسه ولم يدعوا الناس لنفسه فأعلم أنه يمكنك أن تستأنس بكلامه خلال بحثك ،، وشخصيا لم أجدولو وجدت شيخا او سيدا او اي رجل دين من أي دين أو مذهب ولا يعادي من خالفوه ولا يضللهم ولا يكفرهم ولا يشجع اتباعه لفعل ذلك فيمكنك أيضا أن تستأنس بكلامه خلال بحثك ،، وشخصيا لم أجدولو حصل ووجدت من هو كذلك فهو سيبقى من الرجالوبالتالي عليك أن لا تأخذ دينك من فاههوعليك أن تبحث بنفسك عن دينك من الكتاب والعترةفليس نفس المعلومة هي التي ستنير مصباح الهدى في قلبكلكن نفس عملية البحث والتفكر هي من ستنير مصباح الهدى في قلبك وتزهرهألف لام ميم هو مصباح الهدى وسفينة النجاةكلما تفكرت بمضامين الكتاب والعترة أكثركلما أزهر مصباح الهدى في قلبك أكثرنفس المعلومة يمكنك أن تجدها وتقرأها في ألف كتاب وكتاب لكنها لن تنير مصباح قلبكوسماعك لها من أفواه الرجال مهما كانوا كذلك لن ينير لك مصباح قلبكلأن ليس نفس المعلومة هي من ستنير مصباح هداك في قلبكفأنت يجب عليك أن تبذل المجهود الفكري اللازم لإيقاد مصباح هداك بنفسكفالرجال جميعهم سيضلونك بأفواههم إن أنت اصغيت لهم فقطونور قلبك هو فقط من سيهديك إن أنت أنرته وأزهرته بطول الفكرةأنت هو إمام زمانك ، لأنك أنت من تحدد كيف تريد أن تكون صورتك في زمانكأنت هو إمام زمانك ، لأنك مثاله الذي ألقاه في خلقهأنت مثال الإسم المكنون الذي ألقاه في خلقهأنت مثال المشيئة الأولى التي خلقها المعنى بنفسها وخلق الأشياء بهافكن إمام زمانك بالفعل وابدء بانارة مصباح الهدى في قلبك بإعمال الفكرة بالكتاب والعترة مطولا ومطولا ومطولاحتى يؤيدك بروح منهوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين -
AuthorReplies
- The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.