*222* ما المطلوب منّا لكي نكون من المؤمنين

  • Creator
    Topic
  • #2712
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    *222* ما المطلوب منّا لكي نكون من المؤمنين المسلّمين فنفلح ونكون من النجباء

     

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلّي اللهم على محمد وآل محمد
    رب اشرح لي صدري
    وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري
    وأرفع لي ذكري
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
    عنوان مقالنا لهذا اليوم سيكون إن شاء الله
    ما المطلوب منّا لكي نكون من المؤمنين المسلّمين فنفلح ونكون من النجباء
    وسنفتتح حديثنا إن شاء الله لهذا اليوم برواية مباركة للإمام الباقر عليه السلام سيبين لنا بها من هم المؤمنون
    وانهم هم المسلِّمون
    1– حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ
    عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ:
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع‏:
    يَا كَامِلُ تَدْرِي مَا قَوْلُ اللَّهِ‏ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ‏؟
    قُلْتُ:
    جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَفْلَحُوا وَ فَازُوا وَ أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ
    قَالَقَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ
    إِنَ‏ الْمُسَلِّمِينَ‏ هُمُ النُّجَبَاءُ………إنتهى
    وهذه رواية ثانية بها زيادة في التفصيل
    12– حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَاصِمٍ
    عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ:
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع:‏
    يَا كَامِلُ‏
    قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ‏ الْمُسَلِّمُونَ
    يَا كَامِلُ
    إِنَ‏ الْمُسَلِّمِينَ‏ هُمُ النُّجَبَاءُ
    يَا كَامِلُ إِنَّ النَّاسَ أَشْبَاهُ الْغَنَمِ
    إِلَّا قَلِيلًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
    وَ الْمُؤْمِنُون قَلِيلٌ……..إنتهى
    ونفس هذا المعنى تقريبا ورد مع زيادة بسيطة في رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام
    4– 5– حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ
    عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ:
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ:‏
    يَهْلِكُ أَصْحَابُ الْكَلَامِ
    وَ يَنْجُو الْمُسَلِّمُونَ
    إِنَ‏ الْمُسَلِّمِينَ‏ هُمُ النُّجَبَاءُ
    يَقُولُونَهَذَا يَنْقَادُ وَ هَذَا لَا يَنْقَاد
    أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمُوا كَيْفَ كَانَ أَصْلُ الْخَلْقِ مَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ…..إنتهى
    فما هو معنى التسليم؟
    لكي نعرف معنى التسليم سنذهب أولا لـ كتاب
    معاني الأخبار، ص: 368
    ولرواية الإمام الصادق عليه السلام
    الْمُعَلَّى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْبَزَّازِ الْكُوفِيِّ عَنْ أَبِيهِ
    عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
    إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً
    فَقَالَ:
    الصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَحْمَةٌ
    وَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَزْكِيَةٌ
    وَ مِنَ النَّاسِ دُعَاءٌ
    وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ
    وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً
    فَإِنَّهُ يَعْنِي التَّسْلِيمَ لَهُ فِيمَا وَرَدَ عَنْه‏…….بقية الرواية
    فسَلِّمُوا تَسْلِيماً تَعْنِي إذن
    التَّسْلِيمَ لَهُ صلى الله عليه وآله فِيمَا وَرَدَ عَنْه
    إنتبه هنا لهذا المقطع:
    فِـــيـــمَـــا وَرَدَ عَـــنْـــه‏
    فالرسول صلى الله عليه وآله من بعد استشهاده وحتى يوم الظهور هو بالنسبة لنا رواياته
    فلا أحد منا في كرته هذه
    قد عاصره
    أو شاهده
    أو جالسه
    ولا عاصر او شاهد أو جالس بشكل صريح
    من عاصره أو شاهده أو جالسه
    صلى الله عليه وآله
    وهذه النتيجة كانت واضحة للإمام الصادق عليه السلام حين فسر قوله تعالى:
    وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً
    بـ التَّسْلِيمَ لَهُ فِيمَا وَرَدَ عَنْه‏
    معنى ذلك أنهم سلام الله عليهم
    يريدونك أن تتعامل مع الروايات
    وكأنك تتعامل مباشرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وبدون واسطة
    يعني
    كأنك تجالسه ويجالسك
    وكأنك تسامره ويسامرك
    وكأنك تسأله ويجيبك
    يعني الامام يريد منك أن تعتقد انه صلى الله عليه وآله حي يرزق
    وأنه يحدثك شخصيا من خلال الروايات
    صحيح انك لا تراه
    لكنه صلى الله عليه وآله موجود معك بالفعل
    يسمع كلامك ويرى فِعالك
    ولو شاء فإنه يستطيع أن يسمعك كلامه ورده لسلامك
    كيف ذلك؟
    ذلك لأنه كما قال أمير المؤمنين عليه السلام لطارق جزء رئيسي من
    منظومة الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية
    فَهُمُ الْكَوَاكِبُ الْعُلْوِيَّةُ
    وَ الْأَنْوَارُ الْعَلَوِيَّةُ
    الْمُشْرِقَةُ مِنْ شَمْسِ الْعِصْمَةِ الْفَاطِمِيَّةِ
    فِي سَمَاءِ الْعَظَمَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ
    وَ الْأَغْصَانُ النَّبَوِيَّةُ
    النَّابِتَةُ فِي دَوْحَةِ الْأَحْمَدِيَّةِ
    وَ الْأَسْرَارُ الْإِلَهِيَّةُ الْمُودَعَةُ فِي الْهَيَاكِلِ الْبَشَرِيَّةِ
    وَ الذُّرِّيَّةُ الزَّكِيَّةُ
    وَ الْعِتْرَةُ الْهَاشِمِيَّةُ
    الْهَادِيَةُ الْمَهْدِيَّةُ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة
    وبالتالي
    فهو أقرب لك من حبل الوريد
    يسمع كلامك ويردّ سلامك
    فتسليمك لما ورد من المعاني في الرويات المروية عنه صلّى الله عليه وآله
    سيجعلك تتعامل مع رسول الله تعاملك مع الأحياء
    وليس مع مجرد كلمات وذكريات واموات
    هذه هي الفائدة الكبرى من التسليم للروايات
    وكل مرة ستسلّم لما ورد في أي رواية بغض النظر عن محتواها
    وتنقلها كما هي بدون زيادة او نقصان حتى وإن لم يعجبك بعضها
    فإنك حينها ستكون قد اقترفت حسنة
    [214/ 7] وَ عَنْهُ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ،
    عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ،
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :
    وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً
    فَقَالَ:
    «الِاقْتِرَافُ لِلْحَسَنَةِهُوَ التَّسْلِيمُ لَنَا، وَ الصِّدْقُ عَلَيْنَا، وَ أَنْ لَا يَكْذِبَ عَلَيْنَا»……….إنتهى
    وبالنتيجة
    كلما كنت لما ورد لك منهم أكثر تسليما
    كلما كنت أكثر إحسانا
    وبالتالي فإنك عندما تسلّم لهم تسليما
    ستكون من المحسنين
    إذا فهمت هذه ستفهم معنى تمنّي
    وقول
    الذي سيكتشف عند الحساب ان كرته كرة خاسرة :
    لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
    ستفهم وتعرف إنه يتمنّى
    كرة ينجح فيها أن يكون من الذين سلّموا فيها تسليما لرسول الله صلى الله عليه وآله
    فهو عندما يتمنى كرة يكون فيها مِنَ الْمُحْسِنِينَ إنّما يتمنىكرة يكون فيها من المسلّمين
    لأنه يعرف أن كرة واحدة يكون فيها من المسلِّمين ستعني أنه سيكون من الفائزين أصحاب النجائب
    فــ
    عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَنَانٍ،
    عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ،
    قَالَ:
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع،
    فَقَالَ:
    يَا أَبَا الصَّبَّاحِ
    قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
    – قَالَهَا ثَلَاثاً وَ قُلْتُهَا ثَلَاثاً
    فَقَالَ:
    إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ الْمُنْتَجَبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
    وَ هُمْ أَصْحَابُ النَّجَائِبِ……..إنتهى
    والنجائب قد تكون هي الجائزة الكبرى للمتنافسين الفائزين
    لكن الجائزة الأكبر منها هي أنه سيكون من يومها من المقربين من محمد وآل محمد
    في الدنيا
    وفي الآخرة
    وفي السماء
    وفي الأرض
    وكذلك لأنه من يومها وكما ورد في الرواية التالية سيصبح من إخوان رسول الله صلى الله عليه وآله وليس من أصحابه
    4- حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي الْجَارُودِ
    عَنْ أَبِي بَصِيرٍ
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ يَوْمٍ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ:
    اللَّهُمَّ لَقِّنِي إِخْوَانِي ،، مَرَّتَيْنِ
    قَالَ مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ:
    أَ مَا نَحْنُ إِخْوَانُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص؟
    فَقَالَ:
    لَا
    إِنَّكُمْ أَصْحَابِي
    وَ إِخْوَانِي قَوْمٌ مِنْ آخِرِ الزَّمَانِ
    آمَنُوا بِي وَ لَمْ يَرَوْنِي
    لَقَدْ عَرَّفَنِيهِمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ
    وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ
    مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ
    لَأَحَدُهُمْ أَشَدُّ بَقِيَّةً عَلَى دِينِهِ
    مِنْ خَرْطِ الْقَتَادِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ
    أَوْ كَالْقَابِضِ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا
    أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى
    يُنْجِيهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ……….إنتهى
    فقصة أدمنا من بدايتها لنهايتها تدور حول هؤلاء الذين سيتسمّون في كرتهم الأخيرة بتلك الأسماء التي عرّفها الله له صلى الله عليه وآله من بداية القصة
    يعني تدور حول المتنافسين على الفوز وعلى التسمّي بتلك الأسماء
    وقوله صلوات الله وسلامه عليه وأله
    لَقَدْ عَرَّفَنِيهِمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ
    لا يعني الجبر نهائيا
    فكما قلنا سابقا
    أن
    جميع الأسماء التي كتبها أو سيكتبها القلم في قصة آدمنا هذه او في أي قصة غيرها من القصص من بداياتها لنهايتها
    هي مجرد أسماء لقمصان وأدوار
    كتبها القلم في قصة كتاب
    أمّا من سينزل من المتنافسين بهذا القميص أو ذاك
    أو بهذا الدور أو ذاك
    فهذا الأمر لم يتحدد بعد
    وهو أمر لا يحدده ولا يقرره لكل متنافس من المتنافسين
    إلّا ميزان الأعمال فقط
    فعندما تنتهي كرة المتنافس وينتقل بالموت لعالم الحساب
    فإنه سيقف أمام الرسول
    وأمام ميزان الأعمال
    صلى الله عليهما وآلهما
    من هو ميزان الأعمال؟
    إن لم تكن عرفته بعد
    فاذهب لتعرفه إلى كتاب المزار الكبير (لابن المشهدي)،
    وفي الـ ص: 185
    وستقرء بها:
    سَلَامٌ‏ عَلَى مِيزَانِ الْأَعْمَالِ
    وَ مُقَلِّبِ الْأَحْوَالِ
    وَ سَيْفِ ذِي الْجَلَالِ
    وَ سَلَامٌ عَلَى صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ
    وَ وَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ
    وَ الْحَاكِمِ فِي يَوْمِ الدِّينِ.
    سَلَامٌ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى
    وَ سَامِعِ السِّرِّ وَ النَّجْوَى
    وَ مُنْزِلِ الْمَنِّ وَ السَّلْوَى
    سَلَامٌ عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ
    وَ نِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ
    وَ نِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ.
    سَلَامٌ عَلَى إِسْرَائِيلِ الْأُمَّةِ
    وَ بَابِ الرَّحْمَةِ
    وَ أَبِي الْأَئِمَّة …..إنتهى
    فالقلم الذي كتب القصة
    كتب من البداية أسماء جميع القمصان أو الشخصيات
    ولكل الأدوار والأكوار
    من بدايتها لنهايتها
    ومن ضمنها كتب أيضا جميع أسماء قمصان الفائزين من الأولين والآخرين
    وأطلع رسول الله صلى الله عليه وآله على تلك الأسماء
    وجميع المتنافسين الذين سيبرؤون مع جميع من سيبرؤون من الملائكة والروح بإذن ربهم جميع ما كتبه القلم في الكتاب من الأحداث
    هؤلاء جميعهم انما سيتنافسون من بداية المنافسة حتى نهايتها
    للفوز بقميص من تلك القمصان
    وللتسمّي بإسم من تلك الأسماء
    ولتأدية دور من أدوارهم التي كتبها القلم
    فلا يوجد جبر في هذا الأمر
    مرة أخرى نوضح هذا الامر ونقول:
    ربما سيقول قائل بما ان الأسماء مكتوبة فالامر مقرر ومنتهي وهذا جبر؟
    وهذا سأقول له:
    نعم صحيح أنها مكتوبة
    لكن من سيتقمص من المتنافسين قمصان تلك الأسماء ويؤدّي أدوارها
    لم يتحددوا بعد
    ولن يتحددوا
    حتى أخر يوم من أيام المنافسة
    وفقط حين يتم إغلاق سجلات المتنافسين
    فساعتها فقط فأنهم ((اي المتنافسون الفائزون))
    ستتحدد لهم قمصان أسماء وأدوار الفائزين
    وتماما حسب درجات تلك الأسماء ومراتبها التي رتبها القلم فيها من البداية
    الأن قد يعترض أحدهم ويقول:
    كيف أستطيع أن أسلّم لما ورد لي عنهم
    مع وجود هذا الكم الهائل من الروايات التي ظاهرها أنها مختلفة ومتناقضة؟
    فتسليمي المطلق بها جميعها
    سيوقعني في تناقضات لا بداية لها ولا نهاية
    وجوابي له هو:
    أن رسول الله صلى الله عليه وآله
    بل وجميع الانبياء والاوصياء
    لم يكلموا الناس على قدر عقولهم هم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
    بل دائما ما كانوا يكلمون الناس
    على قدر نفس عقول الناس الذين كانوا يسألونهم او يسمعون كلامهم
    وأنت وأنا وكل واحد من المتنافسين اين ما كان
    حالنا الأن لا يختلف كثيرا عن حالنا وحال كل من كانوا معهم في زمان بعثته صلوات الله وسلامه عليه وآله أجمعين
    وهو اننا جميعا كنّا مختلفون في قوة عقولنا وقوة ادراكنا وفهمنا ولا نزال كذلك
    نعم بالتأكيد اختلفت قوة عقولنا وادراكنا اليوم عن السابق
    لكننا بالبداهة والملاحظة يمكننا الجزم أننا لا نزال مختلفين في المستوى العقلي
    وبالتالي ولأن كل واحد منا او كل مجموعة منّا لها قوة عقل وادراك مختلفة عن البقية
    فيوجد دائما روايات سنقرّ بها وبمضمونها بمجرد أن نسمعها
    لماذا؟
    لأنها موافقة لقدرتنا العقلية والادراكية
    وبنفس الوقت توجد روايات سنضحك منها ومن بساطتها
    لأنها حالها بالنسبة لنا حين نسمعها سيشبه حال قصص الأطفال ما قبل النوم حين تقصّها في قاعة الدرس لدكتور جامعة
    وبعضها لن نستطيع ان نفهمها
    لأن مستوى عقولنا لم يرتقي بعد لدرجة فهمها
    والتي غالبا ما لو اننا لم نكن من المسلِّمين
    فاننا سنرفضها حينها
    وسنضع عليها علامة إكس كبيرة
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • Author
    Replies
  • #2713
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بهذا الفهم فأن تكون من المسلِّمين لا يعني أبدا أنك يجب أن تقبل بكل شيء تسمعه وتبني عليه اعتقادك حتى ولو لم تكن تفهمه
    فبذلك ستصبح مع الوقت كتلة من المتناقضات
    لأنك قبلت كل شيء وبنيت عليه عقيدتك وفكرك
    فأنت كمتنافس
    يجب عليك أن تسعى دائما لتوسعة إنائك الروحي
    وتقوية قدرتك العقلية
    وتوسيع إطار فهمك للمعاني الإلهية
    ويجب أن تفهم وتتأكد من وجوب وجود الفروق والدرجات بين أفهام المتنافسين في زمان الرسالة وكذلك في زمانك وكل زمان
    وحينها يجب عليك أن تؤجل حكمك على أي رواية تسمعها
    بل عليك أن لا تحكم على أي رواية على الإطلاق
    وأيّ رواية يصعب عليك فهمها
    تقول سأضعها جانبا وسأنتظر حتى اليوم الذي أستطيع أن افهمها أو يأتي لي من سيبين لي حقيقة معاني ألفاظ هذه الرواية
    فمجرد عدم رفضك لأي رواية تردك منهم
    وتأجيلك الحكم عليها
    هو نوع من انواع التسليم
    وهم من أمرونا بذلك أيضا في رواياتهم
    بهذه الطريقة من التسليم
    سينتقل بك الرسول أو المعلم الداخلي مع الايام
    من مستوى فهم داني الى مستوى أخر جديد وأعلى
    ثم مرة أخرى الى مستوى أعلى منه
    وهكذا دواليك
    وهذا هو معنى:
    وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا
    فالـ حَسَنَةً هي التسليم
    والــ حُسْنًا في هذا الموضع وحسب جميع موارد حُسْنًا الأخرى في القرآن الكريم لا بد أن يكون معناها أنهم سيزيدون له في كمال الفهم وجماله
    1— وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا
    2— إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ
    3— قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا
    4— وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ
    وكما قلنا سابق أن دخول كلمة يَقْتَرِفْ في هذه الأية يدل على صعوبة هذه الحسنة
    يعني صعوبة التسليم لما ورد له عنهم
    واختصارا اقول أن معناها
    هو أن الانسان قبال المفاهيم الجديدة والصعبة المستصعبة الملساء الجرداء
    التي تصف أمرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
    دائما ما يكون متشددا معها ويشعر بالذنب حتى لمجرد التفكير بها
    وفي اللحظة الأولى التي سيقرر أن يسلّم بها لهم
    فإن الشعور بالذنب والخوف من اقتراف الخطيئة سيكون ملازم له
    لسان الجمع في القرآن هو لسان الإمامة
    وهم بهذه الآية الكريمة يقولون لنا بلسان الامامة:
    عندما تصلون لنا لا تتهيبوا من قبول أي مفهوم مهما كان كبيرا
    لا تخاف من قبوله والتسليم به حتى ولو كنت تشعر حينها أنك ستقترف ذنبا
    فنحن بحر لَا يُنْزَفُ وَ لَا يُبْلَغُ قَعْرُه‏
    فأنت عليك التسليم فقط ،، أي إقتراف الحسنة
    ولك حينها منّا وعلينا التفهيم
    وحينها سنفهّمك
    بكل طريقة سنفهّمك
    حتى ترى الحسن والجمال المكنون في المعنى الذي سلمت به على وجلٍ
    فمنك التسليم
    ومنّا التفهيم
    منك الحسنة
    ومنّا الحسنا
    #2714
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    الأن بعد عرفنا بالتسليم لهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
    أن المحسنين هم نفسهم المسلّمين
    وعرفنا منهم كذلك
    أن المسلّمين هم نفسهم المنتجبون أصحاب النجائب
    كما ورد عن الامام الصادق عليه السلام ، فــ:
    عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَنَانٍ،
    عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ:
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع، فَقَالَ:
    «يَا أَبَا الصَّبَّاحِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ – قَالَهَا ثَلَاثاً وَ قُلْتُهَا ثَلَاثاً
    فَقَالَ: «إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ الْمُنْتَجَبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ هُمْ أَصْحَابُ النَّجَائِبِ»…….إنتهى
    بعد أن عرفنا كل ذلك سنعرف أن المتقين يجب أن يكونوا مسلّمين
    لأن المتقين كما تقول الروايات في تفسير الأية
    يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا
    أنهم سيحشرونهم على النجائب الى الرحمن وفدا
    عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ
    عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ غَيْرِهِ
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً
    قَالَ يُحْشَرُونَ عَلَى النَّجَائِبِ …..إنتهى
    فالمسلمين هم نفسهم المتقين وهم نفسهم أصحاب النجائب
    و((المسلّمين)) كما جاء في الرواية التي افتتحنا بها كلامنا اليوم هم نفسهم ((المؤمنون))
    فصفة الْمُتَّقِينَ تحوي إذن وتجمع بداخلها
    صفة المسلّمين
    وصفة المؤمنين
    وصفة المحسنين
    يعني ان المتقين
    لا بد أن يكونوا
    مسلّمين
    ومؤمنين
    ومحسنين
    مع الملاحظة هنا أن العلاقة ليست عكسية
    يعني
    أن الذين اتقوا ليس شرطا أن يكون من مجموعة المتقين
    وأن الذين أمنوا كذلك ليس شرطا أن يكونوا من مجموعة المؤمنين
    وكذلك أن الذين أحسنوا ليس شرطا أن يكونوا من مجموعة المحسنين
    فالاصل الذي بنينا عليه ذلك هو أن
    الذين سلموا ليس شرطا أن يكونوا من مجموعة الذين سلموا تسليما
    ومن هذا نفهم أن جنة الذين اتقوا هي غير جنة المتقين
    فجنة المتقين هي جنة الرحمن ، وهي جنة الفردوس الأعلى
    وهي جنة سماوية يلزم للوصول لها الركوب على النجائب فتطير بهم إليها
    بينما جنة الذين اتقوا هي جنة أرضية
    وسيساقون إليها سوقا على شكل مجموعات أو زمرٍ
    حتى يصلون بهم إلى أبوابها
    وبما انها جنة أرضية
    فيمكننا أن نتخيل شكل تلك الأبواب
    كبوابات كبيرة جدا
    من سيدخل فيها
    فإنه سيلج منها لعالم آخر موازي لعالمنا هذا ،
    وبمجرد أن يغلقوا تلك البوابات خلفهم ستنتهي علاقتهم نهائيا بهذا العالم
    وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا
    حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
    وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ
    نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.