*223* ما هي علاقة عمليات الاستفزاز بعملية المنافسة

  • Creator
    Topic
  • #2715
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
    محمد وآله الطيبين الطاهرين
    رب اشرح لي صدري
    وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري
    وأرفع لي ذكري
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
    عنوان مقالنا لهذا اليوم سيكون
    ما هي علاقة عمليات الإستفزاز والجلب والمشاركة والوعود الغرورا بعملية المنافسة
    لهذا سنعود للآية الكريمة التي وصفت لنا البرنامج الرباني الذي وضعه رب العالمين لإبليس ورجله وخيله والشيطان
    وهي هذه الاية الكريمة
    قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا
    وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
    وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ
    وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ
    وَعِدْهُمْ
    وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
    طبعا كالعادة سنحاول أن نفهم هذه الأية الكريمة بطريقة جديدة تتناسب مع مضامين سورة ليلة القدر المباركة التي قال الامام أن فضل من يسلم بمضامين سورة ليلة القدر ومجمل تفسيرها على من لا يفعل ذلك هو كفضل الانسان على الحيوان
    وكذلك سنحاول أن نفهمها أيضا ضمن حدود او ضمن نطاق تأكيداتهم الدائمة سلام الله عليهم اجمعين أن من سيعرفون كيف يتم الخلق لن يلوم أحدهم بعد ذلك أي أحدا
    وبالتالي سنحاول اليوم ان نفهم معاني مفردات هذه الاية الكريمة بحيث أننا لن نلوم بعدها أي أحد على الإطلاق
    بل وحتى نفسي كذلك لا أريد أن ألومها بعد ذلك
    كما قلنا مرارا وتكرارا أن هذه الحياة تجمعنا نحن جميعا في منافسة
    وعندما أقول نحن فإنني أقصد كل أفراد الفرق الاثنين والسبعين المتنافسين على القرب من رب العالمين وعلى الفوز بالنجائب
    هذا طبعا على افتراض أنني واحد منكم
    المهم ، نحن في منافسة
    والعدل يجب أن يكون من أهم شروط ومواصفات هذه المنافسة
    لأن مصممها هو أعدل العادلين
    وبالتالي فإن عدله يجب أن يكون الحاكم على كل القوانين التي سيسنها وعلى اساسها ستقوم وتجري هذه المنافسة
    وبالتأكيد ستطبق هذه القوانين على كل المتنافسين بدون أية استثناءات أو محسوبيات
    لكن قبل أن نذهب لتفكيك مفردات هذه الاية الكريمة سنمر مرورا سريعا على نظام الكرات لنرى علاقته بالمنافسة
    فواحد من أهم شروط المنافسة العادلة هو أن الوقت الذي سيناله جميع المتنافسين ليحاول كل واحد منهم أن يصل به لنقطة الفوز يجب أن يكون وقت متساوي تماما ولجميع المتنافسين
    يعني لا يقسم لأحدهم في فترة معينة 200 سنة يحاول بها الفوز وبالمقابل يقسم للثاني بنفس الحقبة 100 سنة فقط
    فكل المتنافسين وبدون استثناء يجب أن ينالوا خلال سعيهم للفوز
    على نفس الفرصة الزمنية
    والامام الصادق عليه السلام في كتاب الهفت الشريف يبين لنا أزمنة الكرات متساوية للجميع لدرجة الدقيقة والثانية الواحدة أيضا
    وأن هذا القانون ساري على جميع المتنافسين وبدون استثناء
    فكل كرتين مدتهما 100 سنة وما نقص للمتنافس من الكرة الاولى يزاد له على زمن الثانية
    يعني من يموت في الكرة الأولى وهو بعمر 15 سنة ففي الكرة الثانية سيموت في عمر الخامسة والثمانون
    ومن مات بالاولى والثانية بعمر 15 و 20 فستضاف
    65 سنة للكرة الثالثة فيموت بعمر 115 سنة
    وهكذا وبنفس الطريقة
    فجميع المتنافسين سينالون نفس الفرصة ونفس الوقت
    في محاولة الفوز بهذه المنافسة من بداية فترتها الأولى حتى نهايتها وبداية الآخرة
    وكذلك على نفس الفترة الزمنية من بداية فترتها الآخرة وحتى نهايتها
    .
    الآن لنفهم الكلام السابق
    سنفترض كما ورد عن الامام الصادق عليه السلام في الهفت الشريف
    أن مدّة الكرة للجميع هي دائما خمسين سنة فقط
    وحينها فإن عدّاد وقت المنافسة لكل متنافس سيبدء بالعمل منذ لحظة ولادته في أول كرة ليتوقف في نهاية أخر كرة له تماما
    يعني عندما سيلفظ المتنافس آخر أنفاسه ويُعلن موته في كل كرة فأن عقرب الثواني في عدّاد الوقت الخاص به سيتوقف من تلك اللحظة عن الحركة تماما
    ولن يبدء بالحركة مرة أخرى إلا مع بداية الكرة التالية
    وسيتوقف أيضا مع نهايتها ليبدء بالحركة من جديد مع بداية الكرة التالية
    وهكذا حتى نهاية آخر كرة سيكرها
    وحينها فإن جميع المتنافسين الآخرين سيتساوون معه بعدد الكرات التي كروها
    وكذلك فأنهم سيتساوون معه أيضا بعدد الساعات والدقائق والثواني التي نزلوا بها في ساحة المنافسة خلال كل الكرات
    طبعا لا بد أن يكون قانون العقاب والثواب المطبق بهذه المنافسة على جميع المتنافسين
    هو قانون واحد بدون استثناء بين من سينزل منهم بصورة رجل أو صورة امرأة
    والقانون هو بالفعل قانون وحد وكلنا نعرفه ، وهو:
    إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
    فالقانون هو قانون واحد ويطبق على الجميع
    ويبقى ميزان الأعمال ونقول كذلك أنه لا يوجد سوى ميزان واحد للأعمال
    وهو نفسه ميزان الأعمال للجميع
    وهو القاضي بالعدلي بين جميع أفراد هذه الامة المتنافسة الواحدة
    وهو أحد أبوى جميع أفراد هذه الأمة المتنافسة الواحدة
    والتي ستنقسم في نهاية الفترة الاولى من المنافسة لثلاث وسبعين فرقة
    فرقة واحدة منها هي الفائزة
    و72 فرقة ستخسر جميعها
    وحديث الفرقة الناجية ودستور المتنافسين يقول لنا أمير المؤمنين به أن حتى الخاسرين لا بأس عليهم في النهاية
    وانهم عند نهاية المنافسة سيشعرون أنهم لم يلبثوا في هذه المنافسة من بدايتها لنهايتها الا ساعة من نهار
    يعني الجميع سيستيقظون عند نهاية المنافسة من نومتهم التي كانوا غاطّين بها ويتشاركون بها حلم واحد طويله هو هذه الحياة
    وحينها فإنهم سينسون جميع الألام والمشاكل والمصاعب التي واجههوها في أيام كراتهم جميعها ،
    بل وسينسون حتى الأفراح والأيام الملاح التي عاشوها واختبروا مشاعرها
    وحتى ان تذكروا ظروف كراتهم ومشاعرها بجميع تفاصيلها
    فإنهم سيتذكرونها بشكل إجمالي لا فرح ولا ألم به
    تماما كما أننا نتذكر تفاصيل أحداث جميع الأحلام التي كنا ولا نزال نحلمها كل يوم بشكل إجمالي
    والتي لكي لا ننساها تماما مهما كانت تفاصيلها قاسية ومرعبة ومؤلمة فإننا أحيانا كثيرة نبادر فورا وبمجرد أن نستيقظ من النوم عند انقضاء الحلم الى كتابة جميع تفاصيلها
    .
    ساعة من نهار ،، هذا هو ما سنشعر به حينها
    فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ
    وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ
    كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ
    لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ
    بَلاغٌ
    فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
    فكل هذه الحياة من بدايتها لنهايتها سنقول عنها من مستوى وعينا حين نصحوا من نومتنا انها كانت مجرد ساعة من نهار
    أمّا كلمة الْفَاسِقُونَ ففي روايات أهل البيت عليهم السلام تعني الشّاكّون
    فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ تعني أنه فقط الذين سيشكّكون كثيرا بالمعاني والعلوم الربانية هم من سيُهْلَكُون
    لأنهم لم يصلوا لخط نهاية المنافسة من قبل أن يدركهم الموت وهو الذي قلنا عنه انه كجرس إنتهاء الحصة
    الآن وبعد أن بينا بشكل إجمالي لإثنين من أهم ظروف وشروط المسابقة وهما العدل بين المتنافسين في
    1- الزمان
    2- وفي ميزان الأعمال
    بعد أن بيّنا ذلك سنبدء تدريجيا بالرجوع لموضوع عنوان حديثنا لهذا اليوم
    وهو
    ما هي علاقة عمليات الإستفزاز والجلب والمشاركة والوعود الغرورا بعملية المنافسة
    لكن في طريقنا نحو ذلك سنقول للمتنافسين والمتنافسات شيئا نتمنى أن يستفيدوا منه بشكل جيد
    وهو أن
    عدتك وعتادك أيها المتنافس في هذه المنافسة هما نيتك والزمان
    فإن لم تستطع خلال أيام وساعات كرات المنافسة
    أن توجه نيتك الوجهة الصحيحة
    وكذلك لم تنتبه لعامل الوقت بشكل صحيح
    فإنك حين سيدركك الموت ((جرس الساعة لنهاية الكرة))
    ستجد أنك قد ضيعت وقتك وجهدك في أشياء فرعية كثيرة جدا
    أغلبها لا علاقة له أبدا بالمنافسة
    ولا يؤدي أبدا للفوز بالمنافسة
    ولا يعين على الفوز للمنافسة
    رغم أنك كنت في غاية النشاط في عباداتك وتعاملاتك مع الناس من حولك
    فخط النهاية او نقطة الفوز التي يجب أن تركز كل جهدك للوصول إليها خلال مدة كل كرة ستكرها هي نفسها نفس خط البداية او نقطة البداية التي بدأنا جميعا منها هذه المنافسة
    ونقطة البداية لهذه المنافسة هي النقطة التي أعطينا بها العهد
    وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
    وسنعيد هنا إدراج هذه الآية الكريمة مرة أخرى لكن مع بعض التفكيك والتوضيح وذلك لأهميتها الكبيرة
    وعند تفكيك هذه الآية سنجد أن بها أربعة أطراف
    وَإِذْ أَخَذَ
    1- رَبُّكَ
    مِن
    2- بَنِي آدَمَ
    3- آدَمَ (((وآدم في هذا الموضع هو آدم الأول والذي هو مصدر الكل وأب الكل،، وهو الإسم المكنون))
    و ((رَبُّكَ)) في هذا الموضع المقصود به هو ((رَبُّكَ يا محمد))
    وهو الصورة الأنزعية للإسم المكنون أو الصورة الأنزعية للمعنى
    مِن ظُهُورِهِمْ (((وظهورهم راجعة لبني آدم، أي راجعة لمحمد ، أي راجعة للأئمة الإثي عشر،، فهم كلهم محمد أولهم وأوسطهم وآخرهم،، فبني آدم هم الأئمة الإثني عشر وهم كلهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
    4- ذُرِّيَّتَهُمْ ((المقصودين بالذرية هنا هم كل المتنافسين وكلهم من ذرية الأئمة))
    وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ (( يعني رب محمد الصورة الأنزعية أشهد ذريته كمفرد وذريتهم كجمع على أنفسهم))
    قَالُواْ بَلَى ((يعني ذرية محمد او ذريّة الأئمة قالوا بلى))
    شَهِدْنَا ((يعني بني آدم أو الأئمة الإثني عشر سيشهدون على ذريتهم))
    أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
    .
    وهذه هي نفسها نقطة نهاية المنافسة
    شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
    ففي بدايتها أعطينا العهد لربنا ورب أبائنا الذين نحن ذريتهم
    وفي نهايتها سيسألنا ربنا عن العهد
    وبنيه الأئمة الذين هم أباؤنا ونحن ذرياتهم
    سيشهدون علينا بأننا أعطينا العهد
    فنقطة البداية لهذه المنافسة هي التي أعطينا العهد بها لربنا
    ونقطة النهاية بها هي التي سيسألنا بها عن هذا العهد
    هل تذكرنا العهد وتفاصيله كما تعهّدنا بذلك
    أم أننا غفلنا عنه ونسيناه
    وانصرفنا نلف وندور ونستمتع في هذه الدنيا الحلم
    وخضنا بها مع الخائضين
    وبالتأكيد أنه عندما سيسألنا ربنا عن العهد فهو لن يسألنا عن شيء لا نعرفه
    بل سيسألنا عن شيء نحن كنا من البداية نعرفه جيدا وعلمنا به كان واضح لنا ومنذ البداية كامل الإيضاح
    فهو من علمنا هذا العلم ولم يترك لنا فرصة ان تطيّعه
    فأودع كل ذلك العلم فينا
    وجعل لنا في بواطننا من له القدرة على تذكيرنا بذلك العلم وبكل تفاصيله
    وكل ما هو مطلوب منّا في هذه المنافسة هو أن نتذكر ذلك العهد ونتذكر ذلك العلم الذي اوضحه وعلمه لنا واودعه فينا
    فهو لا يريد منا أن نكتشف ما لا نعرفه
    أو أن نخترع ما لا وجود له
    أو حمّلنا ما لا طاقة لنا به
    بل فقط أن نتذكّر لما علّمه لنا ولما أودعه فينا
    طبعا لا أقول هنا أن هذه العملية سهلة
    لكن لو ركزت على الهدف الحقيقي الذي يجب أن تسعى له خلال رحلتك فبالتأكيد ستكون رحلتك سريعة وقصيرة
    لكن مع انعدام التركيز على الهدف ولعدم معرفتك له او حتى من وجوده من الأساس فسيصبح تكرر وتتابع الكرات الخاسرة مجرد تحصيل حاصل
    الأمر يشبه ان يكون عندك طفل قليل التركيز وكثير النسيان
    وكل يوم تعطيه فلوس من الصبح وتقول له اذهب للخباز وجـيـبـلـنـا عشر خبزات لطعام الغداء
    وهو كل يوم من اول ما يطلع من باب البيت ينسى الخبز والغداء ويبدء يتحرك حسب خطة عشوائية لا هدف حقيقي لها يضع خطواتها حسب ما تجود به الظروف عليه
    وآخر النهار انت تذهب للبحث عنه وتلاكيه يا كاعد في الخرابة يبني قصور من تنك لو على البحر يبنيها من الرمال
    وبدورك تاخذه من ايده وترجعه البيت وتسبّحه وتلبسه هدوم جديدة وتوكله احلى اكل وتنومه في احلى فراش
    وثاني يوم هم تعطيه فلوس الخبز وتوصيه يجيبه قبل موعد الغداء وانت شبه متأكد أنه راح يفلتها ويتيه مثل كل يوم
    لكنك ومن موقع المسؤولية الابوية وحبك المطلق له
    فإنك دائما وأبد ما تعطيه الفرص المتعاقبة والجديدة في كل يوم
    على أمل من أنه في يوم ما سينتبه وسيبدء بالتركيز وينجح بالمهمة
    طبعا هذا المثل يمكن مناقشته لكنه يفيد فقط لتقريب الصورة من جهة معينة
    ويمكن تشبيه الأمر أيضا بالسباق المعروف بين السلحفاة والأرنب وكيف أن السلحفاة تمشي ببطء شديد لكن ايضا بتركيز شديد على الهدف فتفوز بالسباق في نهاية الأمر
    بينما الارنب السريع جدا والمغرور بسرعته وقدرته لا يملك التركيز المطلوب على الهدف للفوز بالسباق فتراه يقضي وقته يتحرك يمينا وشمالا قافزا في كل اتجاه ما عدى الاتجاه الصحيح وفي النهاية يخسر السباق
    وهكذا نفس الأمر ينطبق على أغلب المتنافسين في مسابقة الحياة هذه
    فتراهم منشغلين بأمور لا علاقة لها بالهدف من هذه المنافسة ولا تؤدّي بأي حال من الاحوال للفوز بها
    وتسرق منهم الوقت المخصص لهم للسعي بالفوز بهذه المنافسة
    هنا سنقول بشكل أجمالي ونتبعه بعد ذلك بالتفصيل أن عمليات الإستفزاز والجلب والمشاركة الابليسية والوعود الشيطانية الغرورا
    مهمتها الأساسية هي أن تجعلك كالارنب تملئك غرورا وتشوش عليك تفكيرك وتجعلك تقفز هنا وهناك على غير هدى
    وبالتالي سيسرقون منك الوقت المخصص للسعي للفوز
    وسيشتتون جهدك في كل كرة جديدة بكل اتجاه ما عدى الاتجاه الصحيح
    نعيد ادراج هذه الاية الكريمة مرة أخرى للتبرك بها ولتكون قريبة منّا ونحن نحاول أن نفككها ونفهمها
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • Author
    Replies
  • #2716
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا
    وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
    وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ
    وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ
    وَعِدْهُمْ
    وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
    من القرائة الأولية وبدون أحكام مسبقة يمكننا أن نفهم أن رب العالمين هو من أعطى لإبليس البرنامج الذي يجب أن يسير عليه
    فصيغة خطابه له كانت كلها صيغة أمر وأفعال أمر
    فقوله له
    اذْهَبْ و اسْتَفْزِزْ و أَجْلِبْ و شَارِكْهُمْ و عِدْهُمْ و مَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
    هذه كلها أفعال أمر وتوجيهات دقيقة ومحددة صدرت من رب العالمين لإبليس لكيف يجب أن يتعامل إبليس مع عباده المتنافسين
    وحينها لا يمكن القول إلا أن إبليس ان فعل كل ذلك فإنه لم يخرج من أمر ولا من طاعة رب العالمين
    فهو ينفذ أمره ويطيعه في عباده حين
    أمره أن يذهب لهم ويدعوهم لنفسه ولاتباعه
    وأن يستفززهم
    وأن يجلب عليهم بخيله ورجله
    وأن يشاركهم الاموال والأولاد
    وأن يمنيهم بالمواعيد الغرورا
    وأن يوكل مهمة وعد المتنافسين بالمواعيد الغرورا للشيطان لا يشاركه بها أحدا
    كل هذه الأوامر والتوجيهات صدرت في اجتماع الملأ الأعلى مشافهة وبشكل مباشر من رب العالمين لإبليس
    وما كان لإبليس أن لا ينصاع لأوامر رب العالمين فلا يقوم بهذه المهمة
    خصوصا بعد أن يسّر له كل ما طلبه من الإنظار والعزة وفوقها جعله يجري منّا جري الدم في العروق
    كل ذلك من أجل أن تكون المنافسة صعبة جدا
    ومن أجل أن لا يكون الفوز بالصدفة
    وأن تكون يده مطلقة في اضلال جميع المتنافسين بدون استثناء
    وبالمقابل فإن إبليس تعهد بأن لا يكف محاولاته عن إضلال أي متنافس ما دام لم يتم استخلاصه بعد ولم يتم عزله عن بقية المتنافسين
    يعني لو كان يوجد في ساحة المنافسة خمسة ملايين متنافس فهو سيعمل غاية جهده على اغوائهم جميعهم بدون استثناء ،، ولن يخلص من كيده ومحاولات إغوائه الا من فاز وتم استخلاصه بالفعل وتم عزله عن بقية المتنافسين
    قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
    إِلاَّ عِــبَــادَكَ مِــنْــهُــمُ الْــمُــخْــلَــصِــيــنَ
    قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ
    إِنَّ عِــــبَــــادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ
    معنى كلام ابليس هنا هو :
    ما دام أي واحد من عبادك المتنافسين لا يزال في ساحة المنافسة فلن يخلص أبدا من اغوائي له ، وما دام لا يزال في حلبة المنافسة فلن أكف ولنفسه الأخير من محاولة إغوائه ،، وفقط الذين ستخرجونهم منها سأكف عنهم مجبرا لا بطلا ولا متفضلا،، وفقط لأن يدي لن تطالهم حينها
    وهذا الذي تعهد به إبليس لرب العالمين هو أيضا واحد من وجوه العدل الإلهي في هذه المنافسة
    فالكل سيخضع لنفس الظروف الصعبة بدون أي محاباة ولا مداراة
    لا توجد طريقة تتخلص بها من بعض سلطان إبليس عليك سوى أن لا تكون من الغاوين الذين سيتبعونه
    فكما قال رب العالمين
    إِنَّ عِــــبَــــادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
    إِلاَّ
    مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ
    فإبليس له سلطان على كل من سيتبعه من الغاوين
    ولن يتبعه من الأساس الا الغاوين
    لكن كيف سيغوي إبليس المتنافسين ليتبعوه فيدخلون تحت سلطانه؟
    هنا رب العالمين هو من بيّن له الكيف وهو من رسم له برنامج الإغواء
    وذلك حين قال له آمرا:
    اسْتَفْزِزْ و أَجْلِبْ و شَارِكْهُمْ و عِدْهُمْ و مَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
    ولا زال إبليس من البداية وحتى اليوم يستعمل كل هذه الإساليب ليغوي المتنافسين ويجعلهم يتبعونه فيقعون بالنتيجة تحت سلطانه
    فإن كنت تريد أن ترفع سلطان إبليس عنك فعليك أن تبعد عنك وأن تبتعد أنت أيضا عن كل المواطن التي يمكن أن يستفززك بها إبليس بصوته فتتبعه
    وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
    يجب أولا أن نعرف ما معنى دين إبليس وما هي مناهج إبليس التي ستكون من أتباعه وعلى دينه إن أنت اتبعتها
    بالنسبة لدين إبليس فكما تقول الرواية هو الدين القائم على القياس
    فأي فرقة من فرق المتنافسين تعتمد في منهجها المعرفي على منهج القياس أو أحد فروعه فهي فرقة تعبد الله على دين إبليس
    وواقع الحال يقول ويثبت لنا أن كل الفرق الاسلامية الموجودة على الساحة وبدون استثناء
    تعتمد جميعها بصورة أو بأخرى على منهج القياس
    سواء بشكل مباشر وتحت عنوان القياس
    او بشكل غير مباشر وتحت عنوان اخر مثل الدليل العقلي
    وهذا الفرع من الاتباع المسؤول عنه وبأمر وتكليف مباشر من رب العالمين
    هو الشيطان
    فالشيطان هو المسؤول وبأمر ربّاني واضح وصريح لإبليس عن إضلال كل المتنافسين الذين عندهم توجهات دينية
    وهو لا يقول لهم او يأمرهم بعدم العبادة او بعبادة غير الله
    بل يأمرهم بعبادة الله لكن ليس كما يريد هو عبر منهج التسليم
    لكن عبر مناهج القياس والرأي المختلفة ، وعبر التفاسير الانوية المختلفة للنصوص الإلهية
    بعيدا عن من نصبّه الله لهم علما هاديا
    وعن من قال لهم انه لا يفسر القرآن الا هو
    وكذلك بعيدا عن من جعلهم السَّبيلَ اِلَيْه وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِه
    وهذا الأمر كما هو واضح وقعت به جميع فرق هذه الأمة الواحدة وغلبهم الشيطان جميعهم
    من حديث الفرقة الناجية لأمير المؤمنين سنجد أن مصير من يعبد الله على دين الشيطان في آخر المطاف سيؤول الى خير
    فهؤلاء الفرق الخاسرة في المنافسة هم نفسهم الجهنميون الذي سيخرجون من جهنم بالشفاعة ويدخلون الجنة
    نعم كلهم خسروا بهذه المنافسة بسبب اتباعهم للشيطان
    لكن كل من أتبع الشيطان منهم وعبد الله على دينه مصيره سينتهي للشفاعة
    بعكس من طلبوا الباطل المتمثل بالعلو والاستكبار في الأرض وادركوه
    فالذين عبدوا الله على دين الشيطان
    إنما طلبوا الحق فأخطؤه ولم يتوفقوا له بسبب مكر الشيطان ومكر الدنيا
    وهؤلاء لا يمكن أن يساويهم رب العالمين مع
    من طلبوا الباطل والعلو في الأرض وأدركوه بفضل أصرارهم على ممارسة كل أنواع الباطل وصوره وأساليبه قبل أن يدركوه وبعد أن أدركوه كذلك
    #2717
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    ودخول من يطلبون الحق ويخطؤوه بالشفاعة للجنة الأرضية يمكن اعتباره أنه مكافئة لهم لمجرد طلبهم للحق
    يعني هؤلاء كانت نياتهم صادقة بطلب الحق وعلى نياتهم سيرزقهم رب العالمين دخول هذه الجنة الأرضية وليس على صحة أفعالهم
    وبالنهاية فالفرق الـ72 الخاسرة هم أيضا كلهم ذريته
    وهو ليس غاضب عليهم لأن من سلطهم هو عليهم نجحوا بإضلالهم
    وتسببوا بخسارتهم في هذه المنافسة
    فمن سيتبع الشيطان ويعبد الله بكل صورة يزينها له الشيطان بالقياس والرأي سيخسر المنافسة بالفعل
    لكنه لن يحشر بتوابيت الحديد مع من سيُحشرون بها وهم الظلمة وأتباع الظلمة حتى من برى لهم قلما ولاق لهم دواة
    وهؤلاء منهم الطغاة الذين كانوا يريدون العلوا في الأرض بأي ثمن
    ومعهم كل من ساعدهم على ذلك من القيادات العسكرية والاستخباراتية والادارية
    ومنهم رجال المال والأعمال الجشعين الذين لا هم لهم الا كنز الذهب والفضة والذين حفنة منهم يملكون اليوم 99% من ثروات الأرض كلها
    وهؤلاء ليسوا من أتباع الشيطان ولن تغريهم دعوات وتسويلات الشيطان أبدا
    فهؤلاء دينهم الدرهم والدينار والسلطة كيفما كانت وأينما كانت
    يعني حتى ضمن المؤسسات الدينية لو وجدنا بها من دينهم الدرهم والدينار والسلطة والتسلط على رقاب الناس فهؤلاء ليسوا من أتباع الشيطان
    حتى ولو كانوا من ضمن ومن صلب تلك المؤسسات الدينية التي تروج وتدعوا الناس لدين القياس
    فهؤلاء يحضون برعاية إبليس نفسه
    وهو من سيختارهم بنفسه لعلمه ببواطنهم ومدى كفائتهم ومدى مطاوعتهم له إذا ما أمرهم بأن يكذبوا على رب العالمين وأهل بيته ويحاولوا أن يطفؤوا نورهم
    وهو كذلك من سيجلس كل واحد منهم على كرسي من الكراسي العالية في تلك المؤسسات الدينية لكن قبل أن يجري عليه اختبارات ولاء قاسية تثبت حبهم للدرهم والدينار والسلطة
    فكما قلنا في مقال سابق أن أفراد الامة الواحدة المتنافسة سينقسمون في النهاية لثلاث مجاميع
    المجموعة الاولى وهي الأصغر ستحشر على النجائب برفقة رب العالمين الى الرحمن
    والمجموعة الثانية وهي المجموعة الأكبر من هذه الأمة سيكون مصيرها حسب أعمالها ومعرفتها هو النار
    لكنه سيُخرجون من النار أخيرا ويدخلون الجنة ، لكن سيدخلونها بالشفاعة جزاءا لنياتهم بطلب الحق وليس جزاءا على أعمالهم
    والمجموعة الثالثة هم من سيحشرون زمرا بتوابيت الحديد ويبعثون فيها ليلقون منها في قعر جهنم جديدة
    لو دققنا في هذه المجاميع فسنجد أن الرحمة مستبطنة في مصير هذه المجاميع الثلاثة
    وهنا قد يشكل عليّ أحدكم ويقول:
    أين هي الرحمة المستبطنة في او للمجموعات التي ستحشر في توابيت الحديد لجهنم جديدة
    واقول له تخيل أن مليون شخص كلهم كانوا قيادات عسكرية وادارية وحكام ومهندسين حربين وصنّاع أسلحة وما يشبه ذلك
    هؤلاء كلهم أنزلتهم في مناطق مجهولة مختلفة في عالم جديد فكيف تتخيل أن فرصة نجاتهم ستكون؟
    وبنفس الوقت تخيل أن تلك المجموعات كانت مجموعات من الغشمة الذين لا يملكون هذه القابليات النفسية والتنظيمية والخبرات الادارية والعسكرية كما للمجموعة الأولى

Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.