القرآن الكريم قال في حق أتباع المسيح عليه السلام:
وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
والمسيح حسب اعتقادي أنه هو نفسه رسول الله صلى الله عليه وآله
وهذا يعني أنه قد يكون أي واحد من الأمة الإثني عشر فأولهم محمد وأوسطهم محمد وآخرهم محمد
وهذا المعنى افهمه من قول أمير المؤمنين عليه السلام في إحدى خطبه ما معناه
إنني كنت والمسيح حين لا سماء مرفوعة ولا أرض مبنية ،، وهنا يقصد عندما انقسم النور الواحد لنصفين في أول الخلق
فالمسيح حسب هذه الكلمات من أمير المؤمنين وسيد الوصيين هو نفسه محمد صلى الله عليه وآله وهو كما قلنا واحد بالعدد من اثني عشر نور أو إمام
الآن لو سألتك من الذين ضلوا من النصارى؟
هل هم الذين قالوا ان المسيح قتل؟ أم الذين قالوا أن المسيح لم يُقتل؟
بالتأكيد ستجيب بأن الذين ضلوا هم الذين قالوا ان المسيح قد صُلِب وقُتل
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
طبعا النصارى حالهم حال الشيعة عندهم ربما آلآف الروايات والاحاديث والقصص التي تؤكد أنه قد صُلب وقُتل ، لكن القرآن عنده قصة تختلف عن جميع رواياتهم
مفادها أن جميع الذين يقولون أنه قد صُلب وقُتل ورغم جميع ما هو مسطور عندهم في الكتب مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ ،، فكلها ظنون والأئمة والذين هم نفسهم حواريي عيسى الاثني عشر كانوا موجودين معهم وبينهم في ذلك الزمان
وكما أن الضلالة حقت على الذين كفروا ببيعة الغدير من بني إسرائيل الأمة الواحدة المتنافسة الا كم نفر
فكذلك حقت الضلالة وقتها بعد شروعهم بصلب وقتل نبيهم عيسى عليه السلام على جميع بني إسرائيل الامة الواحدة المتنافسة
يعني لو تلاحظ القصة هي نفسها القصة ودائما تنعاد وهذه الامة الواحدة كل مرة ترتكب نفس الغلطة ويحق عليها الضلالة من جديد..
…………………
ثم أن أمير المؤمنين القرآن الناطق يقول:
ابقوا عقولكم مفتوحة على كل احتمال تستبعدونه بعقولكم الناقصة وذلك حين قال:
ِ أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ص إِنَّهُ
يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَ لَيْسَ بِمَيِّتٍ
وَ يَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا وَ لَيْسَ بِبَالٍ
فَلَا تَقُولُوا بِمَا لَا تَعْرِفُونَ
فَإِنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فِيمَا تُنْكِرُونَ
وَ اعْذِرُوا مَنْ لَا حُجَّةَ لَكُمْ عَلَيْهِ
وَ هُوَ أَنَا……إنتهى
وما ورد عن الامام الصادق عليه السلام من أن الامام الحسين القى شبهه على غيره وهو الذي قتلوه ليس بجديد على أهل البيت ، فأمير المؤمنين القى شبه ابنته على ما تذكر على واحدة من نساء الجن وزوجها لعثمان بن عفان أو عمر لا اتذكر بالضبط
والامام الرضى خُيّل أو شبّه للمأمون أنه قتله وقطّعه قطعة قطعة والحارس ينظر له في كل ذلك ،، ولكن ثاني يوم وجد الامام يصلي وكأن شيئا لم يكن
اثنين من الائمة يجلسون مع بعض شيعتهم في جلسة خاصة ويبدلون صورهم في ما بين بعضهم أمام أنظار شيعتهم
يعني الأمثلة كثيرة جدا
وأخيرا إذا طبقنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله التالي بين ما جرى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وجرى بعد المسيح بن مريم عليه السلام فلن نستبعد أي احتمال
َ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ
لَيَجِيئَنَّ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِي مِنْ أَهْلِ الْعِلْيَةِ وَ الْمَكَانَةِ مِنِّي لِيَمُرُّوا عَلَى الصِّرَاطِ
فَإِذَا رَأَيْتُهُمْ وَ رَأَوْنِي وَ عَرَفْتُهُمْ وَ عَرَفُونِي اخْتَلَجُوا دُونِي فَأَقُولُ:
أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي
فَيُقَالُ مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ
إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ حَيْثُ فَارَقْتَهُمْ
فَأَقُولُ بُعْداً وَ سُحْقاً
وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ
لَتَرْكَبَنَّ أُمَّتِي سُنَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ [وَ حَذْوَ] الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ
شِبْراً بِشِبْرٍ وَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ وَ بَاعاً بِبَاعٍ
حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْراً لَدَخَلُوا فِيهِ مَعَهُمْ
إِنَّ التَّوْرَاةَ وَ الْقُرْآنَ كَتَبَهُ مَلَكٌ وَاحِدٌ فِي رَقٍّ وَاحِدٍ بِقَلَمِ وَاحِدٍ
وَ جَرَتِ الْأَمْثَالُ وَ السُّنَنُ سَوَاء،،،،،إنتهى النقل
الخلاصة هي:
جـــرت الامـــثـــال والـــســـنـــن ســــــــــــواء
ثم أن هذا الحديث مروي عن الامام الصادق عليه السلام وهو أيضا من قرآن ناطق ومن اهل الذكر صلى الله عليه وآله، وأهل البيت علمونا بروايات متظافرة وكثيرة ان لا نرد أي حديث ورد لنا عنهم فنخرج من ولايتهم منها:
والله إن أحبَّ أصحابي إليّ أورعهم وأفقههم وأكتَمهم لحديثنا,
وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم
للذي إذا سمعَ الحديث يُنسب إلينا ويُروى عنا فلم يقبله
إشمأز منه وجحده وكفَّر من دان به
وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أُسند
فيكون بذلك خارجاً عن ولايتنا…….إنتهى
فالأفضل لي إذن أن أصمت قباله حتى ولو لم يقبله عقلي وأن لا أشمأز منه وأجحده وأكفّر من دان به حتى ولو كان الأمر تقية
وأن لا أقطع بشيء وأبقى منفتح على كل الاحتمالات ولا انفي منها شيئا حتى يقيض الله لي من يفهمنياه