كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج2، ص: 858
الحديث السادس و الأربعون [1]
أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ حَدِّثْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ بِأَعْجَبِ مَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ لَتِسْعِينَ [أَلْفَ] مَلَكٍ لَيْسَ لَهُمْ تَسْبِيحٌ وَ لَا عِبَادَةٌ إِلَّا الطَّاعَةُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ الِاسْتِغْفَارُ لِشِيعَتِهِ
قُلْتُ: فَغَيْرَ هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ
قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَصَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ بِطَاعَةِ عَلِيٍّ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ الِاسْتِغْفَارِ لِشِيعَتِهِ]
قُلْتُ: فَغَيْرَ هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ يَحْتَجُّ بِعَلِيٍّ فِي كُلِّ أُمَّةٍ فِيهَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ
وَ أَشَدُّهُمْ مَعْرِفَةً لِعَلِيٍّ أَعْظَمُهُمْ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ
قُلْتُ: فَغَيْرَ هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ
قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ:
لَوْ لَا أَنَا وَ عَلِيٌّ مَا عُرِفَ اللَّهُ
وَ لَوْ لَا أَنَا وَ عَلِيٌّ مَا عُبِدَ اللَّهُ
وَ لَوْ لَا أَنَا وَ عَلِيٌّ مَا
كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج2، ص: 859
كَانَ ثَوَابٌ وَ لَا عِقَابٌ
وَ لَا يَسْتُرُ عَلِيّاً عَنِ اللَّهِ سِتْرٌ
وَ لَا يَحْجُبُهُ عَنِ اللَّهِ حِجَابٌ
وَ هُوَ السِّتْرُ وَ الْحِجَابُ فِيمَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ
قَالَ سُلَيْمٌ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْمِقْدَادَ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ بِأَفْضَلِ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
قَال:َ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَوَحَّدَ بِمُلْكِهِ فَعَرَّفَ أَنْوَارَهُ نَفْسَهُ
ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِمْ أَمْرَهُ وَ أَبَاحَهُمْ جَنَّتَهُ
فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُطَهِّرَ قَلْبَهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ عَرَّفَهُ وَلَايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَطْمَسَ عَلَى قَلْبِهِ أَمْسَكَ عَنْهُ مَعْرِفَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
مَا اسْتَوْجَبَ آدَمُ أَنْ يَخْلُقَهُ اللَّهُ وَ يَنْفُخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ
وَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِ وَ يَرُدَّهُ إِلَى جَنَّتِهِ إِلَّا بِنُبُوَّتِي وَ الْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ بَعْدِي
وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُرِيَ إِبْرَاهِيمُ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ
وَ لَا اتَّخَذَهُ خَلِيلًا إِلَّا بِنُبُوَّتِي وَ الْإِقْرَارِ لِعَلِيٍّ بَعْدِي
وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً
وَ لَا أَقَامَ عِيسَى آيَةً لِلْعالَمِينَ إِلَّا بِنُبُوَّتِي وَ مَعْرِفَةِ عَلِيٍّ بَعْدِي
وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَنَبَّأَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ وَ الْإِقْرَارِ لَنَا بِالْوَلَايَةِ
وَ لَا اسْتَأْهَلَ خَلْقٌ مِنَ اللَّهِ النَّظَرَ إِلَيْهِ إِلَّا بِالْعُبُودِيَّةِ لَهُ وَ الْإِقْرَارِ لِعَلِيٍّ بَعْدِي
ثُمَّ سَكَتَ فَقُلْتُ: فَغَيْرَ هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ
قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: عَلِيٌّ دَيَّانُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الشَّاهِدُ عَلَيْهَا وَ الْمُتَوَلِّي لِحِسَابِهَا
وَ هُوَ صَاحِبُ السَّنَامِ الْأَعْظَمِ وَ طَرِيقُ الْحَقِّ الْأَبْهَجِ –
[وَ] السَّبِيلُ وَ صِرَاطُ اللَّهِ الْمُسْتَقِيمُ
بِهِ يُهْتَدَى بَعْدِي مِنَ الضَّلَالَةِ وَ يُبْصَرُ بِهِ مِن الْعَمَى
كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج2، ص: 860
بِهِ يَنْجُو النَّاجُونَ وَ يُجَارُ مِنَ الْمَوْتِ وَ يُؤْمَنُ مِنَ الْخَوْفِ
وَ يُمْحَى بِهِ السَّيِّئَاتُ وَ يُدْفَعُ الضَّيْمُ وَ يُنْزَلُ الرَّحْمَةُ
وَ هُوَ عَيْنُ اللَّهِ النَّاظِرَةُ وَ أُذُنُهُ السَّامِعَةُ وَ لِسَانُهُ النَّاطِقُ فِي خَلْقِهِ
وَ يَدُهُ الْمَبْسُوطَةُ عَلَى عِبَادِهِ بِالرَّحْمَةِ وَ وَجْهُهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ
وَ جَنْبُهُ الظَّاهِرُ الْيَمِينُ وَ حَبْلُهُ الْقَوِيُّ الْمَتِينُ وَ عُرْوَتُهُ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصامَ لَها
وَ بَابُهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ وَ بَيْتُهُ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً
وَ عَلَمُهُ عَلَى الصِّرَاطِ فِي بَعْثِهِ
مَنْ عَرَفَهُ نَجَا إِلَى الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ هَوَى إِلَى النَّار