*230* كيف نتذكر العهد

  • Creator
    Topic
  • #2888
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    كيف نتذكر العهد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    رب اشرح لي صدري  
    وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري
    وأرفع لي ذكري
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    واجعل لي من بعد العسر يسرا
    السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
    أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ // كيف نتذكر العهد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
    مَــا لَــكُــم مِّــن دُونِــهِ مِــن وَلِــيٍّ وَلا شَــفِــيــعٍ
    أَفَــلا تَــتَــذَكَّــرُونَ
    كيف نتذكر مثل هذه المعاني العميقة جدا والقديمة جدا والصعبة على الفهم جدا جدا جدا؟
    بل لماذا نسينها من الأساس؟
    بالتأكيد أننا نسيناها لأسباب خارجية فُرِضت علينا فرضا وخارجة عن إرادتنا
    وأهمها هي عملية البرمجة العقلية والفطرية التي يمارسها ابليس ورجله والشيطان وحزبه على الناس منذ نعومة أظفارهم وحتى مماتهم
    لكن رب العالمين يقول لنا هنا أفلا تتذكرون
    يعني بالتأكيد توجد طريقة وإمكانية للتذكر
    فما هي هذه الطريقة؟
    في حياتنا العادية نحن كثيرا ما ننسى الكثير من الأشياء
    بعضها مهم
    وبعضها غير مهم على الإطلاق
    والأشياء المهمة التي سننساها سنحاول بغاية جهدنا ان نتذكرها بمجرد تذكرنا لأي شيء له علاقة بها
    مثل أن تخرج من البيت بنية أن تجلب ابنك من الروضة ثم في الطريق تقابل صديقك وياخذكما الحديث في مسألة مهمة فتنسى ابنك لمدة ساعة لكن بعد ساعة شاهدت سيدة ترافق ابنها الصغير فتتذكر على الفور ابنك في الروضة فتذهب له مسرعا
    ويوجد في حياتنا اليومية الكثير من مثل هذه الامثلة
    فنحن ننسى اشياء كثيرة نتذكرها عند مشاهدة برنامج تلفزيوني او سماع اية قرانية او مرور شخص ما من أمامك أو أو أو
    ففي مثل هذه الحالات نتذكر أمر منسي بواسطة سبب خارجي لم يقصد تذكيرنا بالذي نسيناه
    وبعض الأحيان انت تعرف انك نسيت شيء مهم كنت تبحث عنه قبل قليل
    لكنك الان نسيت ما هو ذلك الشيء
    فتبدء بالتركيز الذهني لمحاولة تذكره حتى تنجح بذلك
    واذا لم تنجح فستحاول ان ترجع بذاكرتك لما قبل تلك اللحظة وتحاول ان تعيد تسلسل الاحداث
    وأحيانا تتذكر اشياء بدون حتى ان تفكر بها او تنوي ان تتذكرها
    وتبدو وكان احدهم أخرج تلك الذكرى من مكمنها وبثها في عقلك فتذكرتها
    وأحيانا أخرى تنسى تفاصيل الشيء المنسي نهائيا
    وكانها تم محيها نهائيا من ذاكرتك
    لكن يأتي شخص تحبه كثيرا وتثق به كثيرا
    ويحاول ان يذكرك بهذا الشيء الذي نسيته نهائيا
    لكنك رغم محاولاته المتكررة لتذكيرك لم تتذكر ذلك الشيء
    لكن بنفس الوقت بسبب حبك له وثقتك به فانك تسلم له وتقول له
    إعتبر أنني تذكرت كل ما قلته لي
    ومن اليوم سابني تصرفاتي المستقبلية على اساس ما ذكرتني به اليوم ولن انساه مجددا
    فأنت زرعت بالتسليم ذكريات جديدة بدل تلك التي انمحت  
    بعد هذه المقدمة
    نعود مرة أخرى لعنوان مقالنا ولسؤالنا فيه وهو
    كيف نتذكر العهد؟
    ونقول أن طريقة تذكرنا للعهد هي عبارة عن خليط متجانس من جميع تلك الطرق والاسباب التي ذكرناها سابقا
    وبما انه لا يوجد حولنا الأن من الاشياء المادية ما يمكن له ان يذكرنا بأبائنا الحقيقين الذين خلقونا في عالم الامر ثم صورونا ثم أعطينا العهد أمامهم لربنا من اننا لن ننسى انه ربنا
    فلا يبقى أمامنا الا احد طريقين
    الأول هو أن نعتمد على منهج الكتاب والعترة لكي نتذكر بواسطته عهدنا وهذا الطريق لا يمكننا سلوكه فيوصلنا بأمان الا بالتسليم الكامل وهو بالتأكيد سيصل بنا للتذكر
    طبعا سيأتي من يسأل ماذا عن الروايات الاسرائيليات والمحرفات والموضوعات ، وهل يجب ان نسلم لها أيضا
    وجوابه انه بالنهاية لا يصح منها الا الصحيح
    فالصحيح سيلغي الغير صحيح منها ، ((هذا طبعا لو كان للغير صحيح وجود من الاساس))
    فحسب اعتقادي فان روايات الولاية والعهد والامامة الموجودة في الكتب هي روايات غير مزورة وكلها منطوقة بلسان الأئمة عليهم السلام لكن بلسان المداراة منهم عليهم السلام بما يناسب درجات عقول 70 فرقة من المسلمين
    وكل واحد من جميع فرق هذه الامة الواحدة المتنافسة سيعتمد على الروايات التي تناسب درجة عقله تماما فيصدقها ويفهمها بكل سهولة وبمجرد ان يزداد تسليمه وقوة عقله فالروايات المناسبة للمستوى الجديد ستزيح من عقله ومنظومته العقائدية جميع الروايات التي كانت تناسب مستواه العقلي والفكري السابق
    وبدون ان يقول عن السابقة انها روايات محرفة او اسرائيلية او غير ذلك
    وكل ما سيقوله حينها عنها
    انها لم تعد مناسبة لي
    فإن مستوى عقلي أصبح اكبر منها
    فمن يريد أن يمشي في منهج الكتاب والعترة فليخرج أولا عامل السند وعلم الرجال والتحقيق من حساباته ويبدء يقرء الروايات وما يستطيع ان يقبله منها يقبله ويبني عليه وحين سيصل بالبناء العقائدي الى مستوى معين فستأتي تلك اللحظة التي سيصل بها الى قبول تلك الروايات التي لم يقبلها سابقا وبنفس الوقت سيبدء يلغي أو يخرج من منظومته العقائدية ما اعتمده منها سابقا
    هذا هو طريق التسليم للكتاب والعترة
    وللحق اقول انه طريق طويل وصعب جدا جدا جدا
    وبه الكثير من المنعطفات والمطبات والموانع
    خصوصا لمن تشبع بسبب نظام المجتمع سابقا ولمدة طويلة
    بافكار وطرق المخالفين لاهل البيت عليهم السلام
    وبالافكار والطرق البعيدة عن منهج الكتاب والعترة
    هذه هي الطريقة الأولى
    والطريقة الثانية
    هي أن تجد من تذكر العهد مع ربه عن طريق الكتاب والعترة وتستفيد منه
    والسؤال هنا هو كيف يمكنك تشخيص من تذكر عهده مع ربه من الذي لم يتذكره
    وجوابه هو من خلال ما يكتبه او يقوله
    وهنا سيأتي السؤال الثاني وهو عن ماذا يجب أن يكتب أو يتكلم لكي نعرف انه قد وصل فعلا لتذكر عهده مع ربه؟
    وجوابه أنه يتكلم عن معرفة النفس
    فالروايات الكثيرة تؤكد أن من عرف نفسه عرف ربه
    يعني من عرف نفسه سيعرف الذي أعطى العهد له وهو ربه
    فمن عرف نفسه عرف الذي قال له بلى
    فأول وأهم شيء يجب أن يصفه المتذكر لعهده مع ربه
    هو معرفة النفس
    وأن يكون ربه هو مركز ومحور هذه المعرفة  
    وكذلك يجب ان يكون محور بحثه هو البحث والاجابة عن الإسئلة الثلاثة المركزية لكل من يطلب بلوغ الرحمة وهي الأسئلة التي بيّنها  أمير المؤمنين عليه السلام حين قال:
    رحم اللَّه امرء أعد لنفسه و استعد لرمسه و علم من أين و في أين و إلى أين‏
    إذا وجدت من يصف لك هذه المطالب وهي معرفة النفس ويجيب على هذه الأسئلة الثلاثة إجابات وافية فيمكنك الاستفادة منه
    قد يبدو انني أشير لنفسي هنا
    حيث انني ولمدة طويلة لم اتحدث الا عنها في هذه الصفحة
    فدعك مني حاليا
    واذهب وابحث بنفسك عن من يتحدثون عن هذه المطالب ويصفونها من خلال منهج الكتاب والعترة
    وكلما وجدت منهم أحدا فيمكنك الاستفادة منه ومن مؤلفاته ومحاضراته بدون تردد
    فبالتأكيد سوف يزيدك من معرفته ويوصلك لتذكر عهدك مع ربك بنفسك
    ومع كل هذا تذكر أن من سيشهدون عليك يوم الجمع قالوا لك:
    شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
    وهذا معناه أن تفاصيل العهد وما جرى في ساعة قولك بلى كلها مخزونة في ذاكرتك لكن حين تنزل في الكرات فإنك تنسى العهد بسبب الظروف التي تحيط بك
    وبسبب الغافلين من حولك الذين لم يعطوا العهد مثلك
    فالذين أعطوا العهد هم فقط أفراد الأمة الواحدة التي ستنقسم في آخر المطاف لـ 73 فرقة
    أما البقية من حولك وهم الأكثرية الغافلة فهذه لم تعطي العهد مثلك ومعك
    وليست ميسرة مثلك لتذكر العهد
    وعندما اتقول ميسرة فقصدي أن تفاصيل العهد ليست مخزونة في ذاكرتها من الأساس
    وهؤلاء لو أنشدت أمامهم القصائد والمعلقات ليل نهار عن العهد وتفاصيله طوال حياتهم فلن تتحرك روحهم شوقا لهذا العهد ولو على قد أنملة واحدة ، ولن يتذكروا منه شيئا
    لأنهم بالاساس لا يوجد في ذاكرتهم أي شيء عنه ليتذكروه
    بينما الذي أعطى العهد وتم خزن تفاصيله في ذاكرته
    فهذا مهما كانت الاحجبة التي تغطي تلك التفاصيل كثيفة وكثيرة
    فلا بد أن يطفوا منها شيء للذاكرة عندما يسمع عنها أي حديث
    وحتى لو لم يطفوا منها شيء للذاكرة فإن النور الذي تم إيداعه في قلوب أفراد الأمة الواحدة  سيعصر قلبك بطريقة تجعلك تشعر بالحنين والراحة للمعاني التي سمعتها او قرأتها للتو
    وذلك كما قال أمير المؤمنين في خطبة المخزون حيث قال فيها عن هذا النور:
    أَمَّا بَعْدُ،
    فَإِنَّ رُوحَ الْبَصَرِ رُوحُ الْحَيَاةِ الَّذِي لَا يَنْفَعُ إِيمَانٌ إِلَّا بِهِ، مَعَ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِهَا،
    فَالْكَلِمَةُ مِنَ الرُّوحِ وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ،
    وَ النُّورُ نُورُ السَّمَاوَاتِ،
    فَبِأَيْدِيكُمْ سَبَبٌ وَصَلَ إِلَيْكُمْ مِنْهُ
    إِيثَارٌ وَ اخْتِيَارٌ،
    نِعْمَةُ اللَّهِ لَا تَبْلُغُوا شُكْرَهَا،
    خَصَّصَكُمْ بِهَا، وَ اخْتَصَّكُمْ لَهَا، وَ اخْتَصَّكُمْ لَهَا
    وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ‏
    مختصر البصائر، ص: 465
    فَأَبْشِرُوا بِنَصْرٍ مِنَ اللَّهِ عَاجِلٍ، وَ فَتْحٍ يَسِيرٍ
    يُقِرُّ اللَّهُ بِهِ أَعْيُنَكُمْ، وَ يَذْهَبُ بِحُزْنِكُمْ،
    كُفُّوا مَا تَنَاهَى النَّاسُ عَنْكُمْ،
    فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ،
    إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ،
    يَقُولُ عَلَى الْأَلْسُنِ،
    وَ يَثْبُتُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ،
    وَ ذَلِكَ عَوْنُ اللَّهِ لِأَوْلِيَائِهِ
    يَظْهَرُ فِي خَفِيِّ نِعْمَتِهِ لَطِيفاً،
    وَ قَدْ أَثْمَرَتْ لِأَهْلِ التَّقْوَى أَغْصَانُ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ،
    وَ إِنَّ {إِنَّه} فُرْقَاناً مِنَ اللَّهِ بَيْنَ أَوْلِيَائِهِ وَ أَعْدَائِهِ،
    فِيهِ شِفَاءٌ لِلصُّدُورِ،
    وَ ظُهُورٌ لِلنُّورِ،
    يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ،
    وَ يُذِلُّ بِهِ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ…..بقية الخطبة
    هذا النور لن يتركك تمر من أمام هذا الذي يتكلم عن معرفة النفس وعن العهد وعن ربك بصورة تقربك من تذكر كل ذلك مرور الكرام فتتركه وتمشي عنه وتبحث عن غيره
    فلقد أودعه ربك فيك لكي يوقظك غصبا عنك عندما يأتي أوان نزوله هو حملة عرشه وجنوده من ابواب السماء
    فلو كنا في عصر الظهور المبارك وكل افشارات والعلامات تشير لذلك فهذه هي كرة الرجعة المباركة التي يدعوا المؤمنون بأن يرزقهم إياها حين يقول في الدعاء
    وَ أَنَا مِنْ مَوَالِيكُمُ الَّذِينَ أُعَادِي عَدُوَّكُمْ وَ أُوَالِي وَلِيَّكُمْ
    عَلَى ذَلِكَ أَحْيَى وَ عَلَى ذَلِكَ أَمُوتُ وَ عَلَيْهِ أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
    وَ قَدْ أَشْخَصْتُ بَدَنِي وَ وَدَّعْتُ أَهْلِي وَ بَعُدَتْ شُقَّتِي
    وَ أُؤَمِّلُ فِي قُرْبِكُمُ النَّجَاةَ
    وَ أَرْجُو فِي أَيَّامِكُمُ الْكَرَّةَ
    وَ أَطْمَعُ فِي النَّظَرِ إِلَيْكُمْ وَ إِلَى مَكَانِكُمْ غَداً فِي جَنَّاتِ رَبِّي مَعَ آبَائِكُمُ الْمَاضِين……إنتهى النقل
    لو كنا في عصر الظهور فهذه هي كرة الرجعة
    فهم يرجعون
    وشيعتهم الفائزون الذين محضوا الايمان محضا سيكرون في رجعتهم
    وهذا النور المودع فيك سيوقظك ففي بداية رجعتهم المباركة
    فالمختارون الفائزون تم اختيارهم بالفعل
    وهم حاليا في كرة الرجعة
    لكنهم غافلون عن نفسهم
    لكن نورهم المودع فيهم سيوقظهم عند الرجعة المباركة
    وحينها سيتحقق مصداق ما روي عن الامام الصادق عليه السلام
    إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ ع خَرَجَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ
    وَ دَخَلَ فِيهِ شِبْهُ عَبَدَةِ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ.
    وحسب تشكيل ألفاظ هذه الرواية هنا
    فالذي سيخرج من هذا الامر هو الذي يَرَى أَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ
    يعني هو من يعتقد غرورا بنفسه ولعدة أسباب ظاهرية انه سيكون من اصحاب الامام  ، لكنه باطنا ليس منهم
    وسيدخل به من لم يكن يرى من نفسه أنه منهم ، لكنه باطنا منهم
    والظاهر انهم سيبقونهم في هذه الحالة حتى الساعات او الأيام الأخيرة قبل اليوم الذي سيأتي به وعد الله  حفاظا عليهم وحماية لهم
    فقبلها سينادي المنادي ِ مَنْ جَاءَ بِرَأْسِ شِيعَةِ عَلِيٍّ فَلَهُ أَلْفُ دِرْهَم‏
    وحينها فإن كل من كان يظن بنفسه غروارا انه منهم سيذهب ضحية لطمع جيرانه بالدراهم
    بينما أغلب من سيدخلون في هذا الأمر يعرفون الناس والناس لا تعرفهم فلن يقتربوا منهم ظنا منهم انهم من الغافلين
    اما البقية فسيتم تنبيههم فيتركون بيوتهم في تلك الفترة ويخفون انفسهم حتى يأتي وعد الله
    عودا على بدء
    من كان نوره يسدده فلن يتركه يمر من أمام الذي يذكره بعهده وتفاصيله مرور الكرام
    سيأخذ بعنقه ويلويه
    ويجعله ينصت لكلام هذا المؤمن الذي يصف له عهده ويذكره به
    ويذكره بربه الذي هو في السماء إله وفي قلبه إله
    ثُمَّ يُوَفِّقُهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْقَبُولِ مِنْهُ فيتذكر منه عهده ومن أين أتي وأين هو الآن وإلى أين سيذهب، فَيَجْمَعُ لَهُ بِذَلِكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَة
    الذي يذكرك بعهدك وبربك ويعرّفك الهدف من خلق هو هذا من يجب أن تستمع له
    أما الذي يشرّق ويغرّب بك يمينا ويسارا بمعسول الكلام وأطيبه ظاهرا ومن دون أن يعطيك الزبدة وزبدة الزبدة
    فهذا إنما يسرق منك الكثير من الوقت القليل المتبقي لك من وقت هذه الكرّة
    قبل رجعتهم المباركة
    فتخيّر من تستمع لهم وتقرء لهم بكل حذر واستفتي قلبك وان أفتوك واستفد من من سيفتيك نورك بالاستماع له والاخذ منه
    وليس بالضرورة أن تراه أو أن تعرف اسمه أو رسمه أو عنوانه أو ماضيه أو حاضره لتأخذ منه
    فيكفي أن تسمعه سماعا فقط وتؤمن بكلامه وتفهمه وتعقله ويقبله قلبك منه وتسلّم للمعاني التي يصفها لك
    فكلنا في كرتنا هذه لم نرى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم نادى ودعى في غدير خم بولاية أمير المؤمنين منه وعليه السلام
    بل اننا لم نسمعه حتى بآذاننا
    لكن سمعته قلوبنا وأرواحنا ولا زالت تسمع هذا النداء فأمنا ونادينا يومها ولا زلنا ننادي
    رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا (((الشمال))) يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ (((اليمين))) فَآمَنَّا رَبَّنَا
    فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (((أصحاب النجائب)))
    نكتفي اليوم بما قلناه حتى الأن وكعادتنا سنكمل البقية إن شاء الله في الأسئلة والأجوبة والتعليقات تحت المقال في صفحة الفيسبوك
    وإلى أن نلتقي بكم إن شاء الله في لقاء آخرى نتداول به سوية مرة أخرى ذكر اليمين ومراتب اليمين ومحاسن اليمين وما أخفي عنّا عن اليمين وحقّه
    نستودعكم الله العلي العظيم
    هذا
    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .
    ..
    ….
    …..
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.