ما للكون المظلم كَــالــلَّــيْــلِ الــدَّامِــسِ آية أعظم من نورها وشمسها المضيئة عليّ
والكون المظلم هو ليلة القدر
وليلة القدر هي فاطمة
وفاطمة هي المشكاة
والمشكاة هي النور الظلي
والنور الظلي هو الإسم المخلوق الذي هو
بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُصَوَّتٍ،وَ بِاللَفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ، وَ بِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ،وَ بِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ،وَ بِاللَوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ؛مَنْفِيٌّ عَنْهُ الاقْطَارُ،مُبَعَّدٌ عَنْهُ الْحُدُودُ، وَ مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ،مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ .
وهذا الإسم المخلوق هو المشار له ((بنفسها)) في ما ورد في الرواية عن المعصوم حين قال :
خلق المشيئة ((بنفسها)) وخلق الأشياء بالمشيئة
فالمشيئة هو الشمس المضيئة و((نفسها)) هي الكون المظلم وهي ليلة القدر
و((نفسها)) هي النفس الواحدة
والـمشيئة هو زوجها وهو الشمس المضيئة
فليلة القدر التي سوادها سواد دامس هي الكون
والمشيئة هو زوجها
وهو نورها
وهو منورها
وهو مسرّر أسرارها و كاشفها لمن يشاء من عباده
32- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السَّعْدَآبَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ
عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي الْقَدَرِ :
أَلَا إِنَّ الْقَدَرَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ
وَ سِتْرٌ مِنْ سِتْرِ اللَّهِ
وَ حِرْزٌ مِنْ حِرْزِ اللَّهِ
مَرْفُوعٌ فِي حِجَابِ اللَّهِ
مَطْوِيٌّ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ
مَخْتُومٌ بِخَاتَمِ اللَّهِ
سَابِقٌ فِي عِلْمِ اللَّهِ
وَضَعَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَنْ عِلْمِهِ
وَ رَفَعَهُ فَوْقَ شَهَادَاتِهِمْ وَ مَبْلَغَ عُقُولِهِمْ
لِأَنَّهُمْ لَا يَنَالُونَهُ بِحَقِيقَةِ الرَّبَّانِيَّةِ
وَ لَا بِقُدْرَةِ الصَّمَدَانِيَّةِ
وَ لَا بِعَظَمَةِ النُّورَانِيَّةِ
وَ لَا بِعِزَّةِ الْوَحْدَانِيَّةِ
لِأَنَّهُ بَــحْــرٌ زَاخِــرٌ خَــالِــصٌ لِلَّهِ تَــعَــالَــى
عُــمْــقُــهُ مَــا بَــيْــنَ الــسَّــمَــاءِ وَالْأَرْضِ
عَــرْضُــهُ مَــا بَــيْــنَ الْــمَــشْــرِقِ وَ الْــمَــغْــرِبِ
أَسْــــــوَدُ كَــالــلَّــيْــلِ الــدَّامِــسِ
كَثِيرُ الْحَيَّاتِ وَ الْحِيتَانِ
يَعْلُو مَرَّةً وَ يَسْفُلُ أُخْرَى
فِــي قَــعْــرِهِ شَــمْــسٌ تُــضِــيــئُ
لَا يَــنْــبَــغِــي أَنْ يَــطَّــلِــعَ إِلَــيْــهَــا إِلَّا اللَّهُ الْــوَاحِــدُ الْــفَــرْدُ
فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حُكْمِهِ
وَ نَازَعَهُ فِي سُلْطَانِهِ
وَ كَــشَــفَ عَــنْ سِــتْــرِهِ وَ سِــرِّهِ
وَ بــاءَ بِــغَــضَــبٍ مِــنَ اللَّهِ
وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير…….إنتهى
فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا ((الأمانة)) فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حُكْمِهِ
وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا