*277* العاقبة للمتقين

  • Creator
    Topic
  • #3064
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وآل محمد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يقول لنا الناطق في القرآن الكريم

    إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

    فالمتحدث هنا هو بالتأكيد ليس الله

    ولو كان المتحدث هو الله لقال:

    إن الأرض لي اورثُها لمن أشاء من عبادي

    فالمتحدث يتحدث عن الله

    وفي هذه الاية ثحدث عن مجموعتين

    مجموعة من عباده وهي التي سترث الأرض

    ومجموعة أخرى قال أن العاقبة لهم وهم مجموعة المتقين

    والمتقين هم افضل من سيرثون الأرض مع نوالهم للعاقبة

    لكي نفهم معنى هذه الآية جيدا يجب أن نعرف ما هو معنى العاقبة

    وما هي صفات المتقين ، أو بمعنى آخر بماذا اتصفت هذه المجموعة فاستحقت صفة المتقين؟

    فهل صفة المتقين هي صفة أخلاقية أم إنّها صفة معرفية؟

    والعاقبة حسب روايات أهل البيت ما هو معناها؟

    ولماذا كان الأنبياء يدفعون اصحابهم للصبر ويقولون لهم أن العاقبة للمتقين؟

    من هذه الأسئلة ومن غيرها التي سنطرحها خلال البحث سنحاول ان نربط كل هذه المعاني مع بعضها البعض وبالتأكيد سنفعل ذلك من خلال روايات أهل البيت عليهم السلام ، وسنفعل كل ذلك من خلال ربطها بالمنافسة وما سيجري بها ومن هم الفائزين بها وما هي أعظم جائزة فيها

    فنحن في منافسة تتكون من مرحلتين ((دنيا وآخرة)) ويبدو أننا قد اقتربنا من نقطة النهاية للمرحلة الأولى منها وهي مرجلة الدنيا

    في هذه المرحلة كان الأنبياء يصبّرون قومهم ويقولون لهم أن العاقبة للمتقين

    في مفهوم المنافسة فانهم يشدون من ازرهم ويشجعونهم على الصبر والمجاهدة حتى بلوغ خط النهاية لكي يكونوا من الفائزين

    ومثل هذه الحالة التصورية يمكننا مشاهدتها اليوم في المنافسات الرياضية حين يكون المتنافسين في اقصى حالات الاجهاد البدني والنفسي والمدرب يجري معهم ويصيح بهم مشجعا لم يبقى الا القليل 1000 متر 700 متر 500 متر او يقول له الكأس ينتظرك ولم يبقى الا القليل

    والكثير من مثل هذه التشجيعات لكي يبثوا بهم روح المنافسة

    وهكذا كان الأنبياء يفعلون مع اصحابهم يذكرونهم بالجائزة الكبرى والتي اقل منها
    قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

    فالجائزة الكبرى هي العاقبة وهذه هي جائزة المتقين

    أمّا وراثة الأرض فهي جائزة لكن درجتها أقل من درجة العاقبة

    وراثة الأرض يبدوا انه واضحة شيئ ما لكن العاقبة تحتاج لتوضيح

    فما هي العاقبة؟

    من رواية طويلة مروية عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَر عليه السلام أنقل لكم منها موضع الشاهد حيث قَال‏:

    قُلْتُ يَا بَا جَعْفَرٍ ع : وَ مَا الْمِيزَانُ؟

    فَقَالَ: إِنَّكَ قَدِ ازْدَدْتَ قُوَّةً وَ نَظَراً

    يَا سَعْدُ : رَسُولُ اللَّهِ ص الصَّخْرَةُ وَ نَحْنُ الْمِيزَانُ

    وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِي الْإِمَامِ : لِيَقُومَ النَّاس ‏بِالْقِسْطِ

    قَالَ : وَ مَنْ كَبَّرَ بَيْنَ يَدَيِ الْإِمَامِ وَ قَالَ :

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ

    كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ

    وَ مَنْ كَتَبَ اللَّهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ يَجِبُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَ مُحَمَّدٍ ص وَالْمُرْسَلِين‏ فِي دَارِ الْجَلَالِ

    فَقُلْتُ لَهُ : وَ مَا دَارُ الْجَلَالِ؟

    قَالَ: نَــــحْــــنُ الــــدَّارُ

    وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : تِلْكَ الــــــــدَّارُ الْآخِــــرَةُ نَــــجْــــعَــــلُــــهــــا

    لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‏

    فَــنَــحْــنُ الْــعَــاقِــبَــةُ يَــا سَــعْــدُ

    وَ أَمَّا مَوَدَّتُنَا لِلْمُتَّقِينَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى :

    تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ

    فَنَحْنُ جَلَالُ اللَّهِ وَ كَرَامَتُهُ الَّتِي أَكْرَمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْعِبَادَ بِطَاعَتِنَا…….إنــتــهــى

    نعيد مرة أخرى ترتيب وربط المعاني السابقة مع الاختصار

    فــــ نَــحْــنُ الــدَّارُ = الإمَــامَــةُ هــي الــدار

    و

    تِلكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَـلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

    سيكون معناها = تِلكَ الإمَامَةُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَالإمامة لِلْمُتَّقِينَ

    فالجائزة الكبرى للذين سيفوزون بأحسن المراتب ويكونون هم السابقون منهم هي الإمامة

    طبعا يوجد جائزة افضل منها ايضا وهي :

    وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ

    وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

    فالمتقين سيكونون أئمة يهدون

    لكن يوجد مجموعة ستكون للمتقين أو للأئِمة إماما

    يعني مجموعة صغيرة مختارة من المتقين هم من سيستلمون قيادة مجموعة الأئمّة الكبيرة

    ومن هذه المجموعة لا بد أن يوجد واحد منهم فقط سيكون هو أسبق السابقين كلهم وهذا سيكون هو إمام الأئِمّة كلهم ، المجموعة الكبيرة كلها والمجموعة الصغيرة أيضا

    وهذه هو مهدي هذه الأمة الواحدة المتنافسة والذي سيتم اختياره او اصطفائه من بينهم

    انه هو المصطفى المختار من كل الأمة الواحدة المتنافسة في هذه القبة المحمدية
    عرفنا الأن معنى العاقبة

    ونريد أن نعرف معنى المتقين

    هل هي صفة أخلاقية ام هي صفة معرفية؟

    لأن معناها يحدد لنا معنى قوله تعالى :

    الم (()) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ

    فألف لام ميم سيهدي من؟

    هل المتّقون هم ُ مَنْ صَلَّوا وَ صَامَوا وَ عَبَدَوا اللَّه‏ بدون معرفة أن هم ُ من صَلَّوا وَصَامَوا وَ عَبَدَوا اللَّه‏ عن معرفة ؟

    الإمام الصادق عليه السلام يشترط المعرفة بالله، والمعرفة ليست أيّ معرفة بالله ، بل هي معرفتهم هم سلام الله عليهم

    129 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ وَ هُوَ كَرَّامُ بْنُ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ:

    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع :

    إِنَّ آيَةً فِي الْقُرْآنِ تُشَكِّكُنِي

    قَالَ:

    وَ مَا هِيَ؟

    قُلْتُ:

    قَوْلُ اللَّهِ :

    إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ

    قَالَ :

    وَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ شَكَكْتَ فِيهَا؟

    قُلْتُ:

    مَنْ صَلَّى وَ صَامَ وَ عَبَدَ اللَّهَ قُبِلَ مِنْهُ

    قَالَ:

    إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ الْعَارِفِينَ

    ثُمَّ قَالَ :

    أَنْتَ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا أَمِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ؟

    قُلْتُ:

    لَا ،، بَلِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ

    قَالَ:

    فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ مِمَّا ذَكَرْتَ …….إنتهى

    يعني الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ لا تُقبل منه صلاة ولا صيام ولا أي عبادة أخرى

    لماذا لا تقبل منه؟

    يقول الإمام لأنه ليس من العارفين

    فهو عابد لكنه ليس عارف وعبادة بدون معرفة لا يعتدّ بها ولا تنقبل

    وهذا المعنى في شرط قبول الأعمال وعدم قبولها وارد في الكثير من الآيات مثل هذه الرواية:

    130 عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ :

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص :

    لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ ،، ثُمَّ ذُبِحَ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ ،، ثُمَّ أَتَى اللَّهَ بِبُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ،، لَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ…….إنتهى

    فليس كل من تسمّيه الناس عارفا او تطلق عليه لقب عارف هو في الحقيقة من العارفين

    بل وأغلبهم عند أهل البيت هم من الحمر المستنفرة التي فرت من قسورة

    وقسورة هو أسد الله الغالب علي بن ابي طالب أمير المؤمنين

    فالعارف عند أهل البيت هو فقط الذي يعرفهم

    ويعرف أمير المؤمنين عليه السلام

    يقول رسول الله صلى الله عليه وآله في اشارة لهذه المعرفة :

    مَعَاشِرَ النَّاسِ

    النُّورُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِيَّ

    ثُمَّ مَسْلُوكٌ فِي عَلِيٍّ

    ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَى الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ

    الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ

    لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى
    الْمُقَصِّرِينَ

    وَ الْغَادِرِينَ

    وَ الْمُخَالِفِينَ

    وَ الْخَائِنِينَ

    وَ الْآثِمِينَ

    وَ الظَّالِمِينَ

    عَنْ جَمِيعِ الْعَالَمِين…إنتهى النقل

    فالنور مسلوك ومستودع فيهم

    فهم بيوت النور وقمص الظهور

    فهم سكن النور

    وهذا هو نفسه معنى قول الباقر عليه السلام :

    وَ نَحْنُ أَهْلُهُ وَ فِينَا مَسْكَنُهُ‏ يَعْنِي الْإِيمَان‏…

    وهو نفسه معنى قول الإمام الحسن بن علي عليه السلام:

    نَـــحْـــنُ الْأَوَّلُــــــونَ وَ الْآخِــــــرُونَ،

    وَ نَـــحْـــنُ الْآمِــــــرُونَ،

    وَ نَـــحْـــنُ الـــنُّـــورُ،

    نُـــنَـــوِّرُ الـــرُّوحَـــانِـــيِّـــيـــنَ‏،

    نُـــنَـــوِّرُ بِـــنُـــورِ اللَّهِ،

    وَ نُـــرَوِّحُ‏ بِـــرُوحِـــهِ،

    فِـــيـــنَـــا مَـــسْـــكَـــنُـــهُ،

    وَ إِلَـــيْـــنَـــا مَـــعْـــدِنُـــهُ،

    الْآخِـــرُ مِـــنَّـــا كَـــالْأَوَّلِ،

    وَ الْأَوَّلُ مِـــنَّـــا كَـــالْآخِــــــرِ……إنتهى

    فالمتقين عند أهل البيت هم بالدرجة الأولى هم العارفون الذين يعرفونهم المعرفة النورانية ويعرفون أن النور هو نفسه الإيمان

    والإيمان رجل وهو نفسه اليقين واليقين رجل

    وهو الدين والدين رجل كما قال الإمام الصادق عليه السلام:

    وأَنَّ الدِّينِ‏ وَ أَصْلَ‏ الدِّينِ‏ هُوَ رَجُلٌ

    وَ ذَلِكَ الرَّجُلُ هُوَ الْيَقِينُ

    وَ هُوَ الْإِيمَانُ

    وَ هُوَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَ أَهْلِ زَمَانِه‏

    أمّا أمّته فهي التي قال لها ألست بربكم وأجابوه بــ بلى

    وأمّا زمانه فهو محمد فهو السنة كما تقول الروايات

    وأمّا اهل زمانه فهم أهل بيته الإثني عشر

    الذين اولهم محمد واوسطهم محمد وآخرهم محمد وكلهم محمد

    فهو إمام زمانه ، يعني إمام الأئمة الإثني عشر كلهم

    فالمتقين بالدرجة الأولى هم العارفين بهم وبدرجاتهم ومنازلهم ومراتبهم التي رتبهم الله بها وبسلطانهم المبسوط على كل شيء في الوجود وفي هذه القبة المحمدية

    بعد أن عرفنا من هم المتقين نعود لمعنى قوله تعالى :

    الم (()) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ

    فألف لام ميم الكتاب هو من يهدي المتقين

    يهديهم لماذا وقد وصلوا لدرجة من المعرفة بهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟

    والجواب هو: يهديهم لنوره

    يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء

    يعني يهدي المهدي خليفة الله في الأرض لنوره من يشاء

    وبالتأكيد لن يشاء أن يهدي الا المتقين

    فلو ذهبنا للآية الكريمة التي قبل آية النور مباشرة فسنجد أنها عن المتقين :

    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (()) اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ………يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء …بقية الآية

    فألف لام ميم الكتاب ، المهدي ،، يهدي لنوره عليّ من يشاء

    فالنور أو الإيمان الذي هم مسكنه كما في الروايات السابقة هو نفسه أمرهم

    وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ((يعني روحا من نورنا الي نحن مسكنه))

    مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ ((مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ //محمد// وَلا الإِيمَانُ //عليّ))

    وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا

    وَإِنَّكَ //يا محمد//

    لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ // إلى النور عليّ

    لكن هذا الروح لا يؤيدون به كل من بدء السير على طريق المعرفة

    بل يجب أن يكون قد قطع مرحلة لا بأس بها من طريق البحث عنهم تحديدا

    وفي محاولة معرفتهم تحديدا، وليس أي معرفة أخرى

    واختصارا يجب أن يكون قد أصبح من المتقين لكي يبدء الف لام ميم بهدايته ، فهو هدىً للمتقين وليس للذين كانوا يتقون ، بل للمتقين فقط

    إذا ذهبنا لرمز شجرة الحياة سنعرف أنه يجب أن يكون قد وصل للدرجة السابعة من درجات الإيمان العشرة واكمل كل منازلها

    فكما اوضحنا سابقا من روايات أهل البيت عليهم السلام أن درجات الايمان عشرة وكل درجة سبعة منازل فهذه سبعين درجة

    ودرجات الإيمان عشرة درجات لأنها هي نفسها الطينات العشرة

    فهي الطينات العشرة التي قال أهل البيت عليهم السلام ان شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا

    وهي خمسة طينات من نفح الجنة وخمسة طينات من الأرض

    وهذه الطينات العشرة مجتمعة هي طينات الروح

    خمسة للقدسية والتي هي من الجنة

    وخمسة للنفس الحسية الحيوانية في الأرض

    1- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الزَّيَّاتِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ :

    قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع :

    إِنَّ لِلَّهِ نَهَراً دُونَ عَرْشِهِ

    وَ دُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ نُورٌ مِنْ نُورِهِ

    وَ إِنَّ فِي حَافَتَيِ النَّهَرِ رُوحَيْنِ مَخْلُوقَيْنِ

    رُوحُ الْقُدُسِ وَ رُوحٌ مِنْ أَمْرِهِ

    وَ إِنَّ لِلَّهِ عَشْرَ طِينَاتٍ

    خَمْسَةً مِنْ نَفَحَ الْجَنَّةِ

    وَ خَمْسَةً مِنَ الْأَرْضِ

    وَ فَسَّرَ الْجِنَانَ وَ فَسَّرَ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ :

    مَا مِنْ نَبِيٍّ وَ لَا مِنْ مَلَكٍ مِنْ بَعْدِ جَبْلِهِ إِلَّا نَفَخَ فِيهِ مِنَ الرُّوحَيْنِ

    وَ جَعَلَ النَّبِيَّ ص مِنْ إِحْدَى الطِّينَتَيْنِ

    فَقُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ ع :

    مَا الْجَبْلُ؟

    قَالَ :

    الْخَلْقُ غَيْرَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ

    فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنَ الْعَشْرِ الطِّينَاتِ جَمِيعاً

    وَ نَفَخَ فِينَا مِنَ الرُّوحَيْنِ جَمِيعاً

    فَأَطْيَبُهُمَا طِيباً [طِينَتُنَا] …..إنتهى

    فَأَطْيَبُهُمَا طِيباً [طِينَتُنَا] = يعني طينتهم هي الطينات الخمسة التي من نفح الجنة

    فعندما فازوا وأصبحوا أسبق السابقين خلقوهم من الطينات الخمسة التي من هي نفح الجنة

    لكن عندما أصبحت العاقبة في الأرض من نصيبهم ((يعني الامامة هي جائزتهم)) خلقوهم فيها من الطينات العشرة

    لكن تبقى الطينات الخمسة من نفح الجنة هي طِينَتهم وهي أَطْيَبُهُمَا طِيباً

    وهي نفسها طينات النفس القدسية

    المهم

    شجرة الحياة تتكون من الطينتين

    الخمسة العلوية للنفس القدسية

    والخمسة السفلية للنفس الحسية

    وشجرة الحياة هي نفسها درجات الإيمان العشرة

    والدائرة الموجودة فوق الحنجرة ،، هي دائرة روح منه التي سيؤيد بها المتقين

    او هي دائرة الكتاب لا ريب فيه الف لام ميم هدىً للمتقين

    أو هي دائرة داعي الله

    وكل درجة من هذه الدرجات تتكون كما قلنا من سبعة منازل

    يعني كل دائرة تتكون من سبعة دوائر

    تحيط السابعة بها بالسادسة

    والسادسة تحيط بالخامسة

    وهكذا حتى تحيط الثانية بالاولى

    فهذه هي المنازل

    اذا ما ترقى السالك فرضا بالدائرة العاشرة وهي من طينات الحسية للمنزل الاول منها

    فسينتقل بعدها للدائرة التاسعة للحسية او لدرجة الإيمان الثانية

    ويضع قدمه في المنزل الأول من هذه الدرجة

    ويستمر بالصعود في المنازل حتى يصل للمنزل السابع من هذه الدرجة

    وبعدها سينتقل لطينة الحسية الثامنة أو لدرجة الإيمان الثالثة وفي المنزل الأول منها وهكذا يستمر بالمسير والصعود في المنازل

    واذا ما وصل للدائرة الرابعة من النفس القدسية أو لدرجة الإيمان السابعة وقطع منازلها السبعة كاملة

    فسيتم تأييده حينها بروح منه

    وروح منه كما قلنا هو داعي الله

    او الف لام ميم هدى للمتقين

    فعند وصوله للمنزل السابع من الدرجة الرابعة سيكون السالك قد أصبح من المتقين
    فيتم تأييده من هذه اللحظة بألف لام ميم ليساعده ويهديه كيف يفعل ويتصرف في بقية الطريق

    وألف لام ميم أيضا له سبع منازل

    وطوي السالك لمنازل دائرة أل لام ميم سيكون أسهل من طويه لبقية المنازل في الدرجات السبعة السابقة

    لأنه هذه المرة سيحصل على مساعدة من نفس ألف لام ميم صاحب الدائرة، فهو سيعينه على نفسه

    ولذلك سيرتقي به منازله السبعة بكل سرعة وسهولة

    المهم سيبقى يرافقه ويساعده ويهديه بكل اخلاص وقوة حتى يصل به أخيرا للدائرة الأولى العلوية

    وهي درجة الإيمان العاشرة

    ولقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ،، في هذه الدائرة رقم واحد

    ثم رددناه أسفل سافلين ،،، في الدائرة رقم عشرة السفلية

    حين يصل للدائرة الاولى العلوية ويترقى منازلها السبعة

    سيكون قد ارتقى سبع طبقات ،

    أو سيكون قد فاز بالسبعة كاملة وكمّل الدين كله كما قال أمير المؤمنين عليه السلام
    ((فلو جمعنا الدوائر على الجنبين في الوسط فسيصبح عندنا سبع طبقات))
    وسيكون قد نزل في 77 منزل

    وارتقى درجات الإيمان او الروح العشرة

    وتم تأيده بروح منه

    وكتب اسمه مع الفائزين

    وسيكون مؤمن كامل الإيمان قد استكمل، وتنقي من جنود الجهل الـ77 أو الـ78 كلها إن شاء الله

    وهي بعدد منازل درجات الإيمان كلها كما وردت في رواية جنود العقل والجهل المروية عن الإمام الصادق عليه السلام

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله بيته الطيبين الطاهرين

Viewing 1 replies (of 1 total)
  • Author
    Replies
  • #3065
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    الإسم المكنون والكتاب المرقوم
    العاقبة للمتقين وهذا هو الفوز العظيم /2 
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    خصّصنا في هذه الصفحة عشرات المقالات للحديث عن الإسم المكنون
    وأمّا الحديث العرضي عنه داخل المقالات فربما بعد أوّل مقال تكلمنا فيه عنه لن تجد بعده في هذه الصفحة مقالا واحد لم نذكر فيه شيئا عن الإسم المكنون
    يعني ستجد أن الإسم المكنون مكنون في كل المقالات
    وبنفس الطريقة ستجدنا قد ذكرناه في الأجوبة على الأسئلة بشكل كبير ودائم
    فالإسم المكنون يحتل من فكرنا وعقيدتنا مساحة كبيرة جدا جدا ، والمفروض فعلا انه يحتل المساحة كلها ، ولذلك فإنني عندما اقول مساحة كبيرة جدا جدا فضمنا اقول معها أن علمنا به وفهمنا له ليس كاملا
    لأن العلم الكامل والمعرفة الكاملة به تستوجب منا ان نراه في كل شيء ، بحيث ما ننظر لشيء الا ونراه فيه وفوقه وتحته وقبله وبعده وامامه وخلفه
    التعبير قرأنيا عن الاسم المكنون جاء في هذه الآية الكريمة
    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
    مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ
    وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ
    وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
    ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
    فهذا الإسم الذي هو مع الجميع هو نفسه الإسم المكنون
    وبدأت الآية بالثلاثة وهو رابعهم لأن الثلاثة هم اسماء الكلمة التامة ، فهو رابع اسماء الكلمة التامة وهو نفسه الإسم المخلوق الذي جعله كلمة تامة من اربعة اسماء
    كيف يمكننا تصور علاقة الاسم المكنون بالاسم المخلوق ؟
    قلنا سابقا أن الإسم المخلوق هو مرآة هو
    يعني هو عندما احب أن يعرف نفسه خلق لنفسه مرآة تعكس له صورة نفسه
    وقلنا أن هذه المرآة هي الأنا الكلية
    من خواص المرآة ان كل جزء منها يعكس كامل الصورة بدون اي نقص
    يعني لو جئت بمرآة كاملة ووقفت امامه وعكست لك صورتك كاملة ثم قمت بتحطيم هذه المرآة لمليون قطعة صغيرة
    فان كل قطعة صغيرة من هذه المرآة قادرة على ان تعكس لك كامل صورتك وكانها هي المرآة الكاملة ، لكن صورتك المعكوسة داخلها هي التي ستصبح أصغر
    يعني لو كنت تستطيع النظر في كل تلك الاجزاء المليون بنفس اللحظة فستستطيع أن ترى لنفسك فيها مليون صورة
    وكل صورة من تلك الصور المليون حينما تنظر لها لن تشك أبدا انها صورتك أنت
    يعني لو سألتك من هذا الموجودة صورته في هذا الجزء من المرآة او ذاك الجزء؟
    فجوابك دائما سيكون هو أنا
    فأنت ستنظر للصِور المنعكسة لك من كل تشطرات هذه المرآة التي تشطّرت لمليون شطر ، بل وحتى لو كل ذرة منها اصبحت شطرا ، و ستقول بكل ثقة عن كل صورة من جميع تلك الصور هذا أنا
    الآن نرجع مرة أخرى للمرآة قبل أن نكسرها ونشطّرها لمليون قطعة ، لكن لنبقي معها على تصورنا ان داخل كل ذرة من ذرات هذه المرآة الكلية توجد صورة واحدة من صور هو
    يعني بتعبير روائي أو بصورة روائية يمكننا نقول أن هذه المرآة تعكس لــهو” صور بعدد الخلائق ما كان وما يكون منها الى يوم القيامة
    وهو” فقط من ينظر لنفسه في هذه المرآة العجيبة ويرى نفسه بكل صورة ممكنة
    نضع الآن المسميات للأطراف التي ذكرناها في هذا المثال
    1- هذه المرآة بكلها وكليلها هي النور الظلي ، هي :
    العقل الكلي، هي الإسم المخلوق ، هي الروح القدس، هي الأم، هي النور الفاطمي، هي ليلة القدر ، وهي النفس الواحدة أو هي زوجها ،،، فلا فرق
    2- كل ذرة من ذرات هذه المرآة والتي تعكس كل ذرة منها صورة واحدة من صور هو” ، هذه هي:
    هياكل التوحيد ، الأظلة ، العرش ، النور المحمدي ، هي الرجال والنساء الكثير الذين بثهم من النفس الواحدة التي جعل منها زوجها
    فهم بمجموعهم كلهم وكل واحد منهم هم أبناء النفس الواحدة وزوجها
    يعني نستطيع ان نقول ان الأنوار الظلية هياكل التوحيد كلهم ابناء فاطمة ، يعني ابناء النور الظلي
    وبتعبير جامع فلكون ان جميع الانوار الظلية هم بمجموعهم يشكّلون النور المحمدي الكلمة التامة ،، فنستطيع أن نقول أن النورالمحمدي هو ابن النور الفاطمي
    أو نقول انه خلق نورا فاطميّا فجعله محمّديّا
    يعني خلقها إبتداءا مرآة كلية فجعلها مرايا او هياكل توحيد
    فليلة القدر هي روح القدس وهي الأم
    ومحمد هو الإبن
    لكن من هو الأب ؟
    القاعدة أن هو” لا يخالط خلقه
    فإن كان لا يخالطهم فكيف خلق المرآة وهياكل التوحيد والصور؟
    وكيف يحيط بهم ويفعل منهم؟
    الجواب هو أنه يفعل كل ذلك بنوره
    فـ هو” صدر منه نور او صدر منه ((العقل))
    هذا النور او العقل هو ذاته أو نفسه
    عندما تقرء تاليا قولي من تسبيح نفسه فمعناها :
    من تسبيح العقل ، او من تفكير العقل
    ومن تسبيح نفسه ((عقله)) توهّم العقل مرآة كليّة هي ليلة قدره التي جعلها الفجر وليالي عشر والشفع والوتر
    أو من تسبيح نفسه ((عقله)) خلق العقل مرآة كليّة هي نوره الظلي الذي جعله أظلة
    أو من تسبيح نفسه ((عقله)) جعل العقل مرآة كليّة هي زوجه التي منها وبها بث رجالا كثيرا ونساءا
    أو من تسبيح نفسه ((عقله)) خلق العقل مرآة كليّة هي العقل الكلي الذي له رؤوس بعدد الخلائق
    فنوره هو الأب وهو المكنون في كل هذا النظام الصُّوَري
    فالمرآة وهياكل التوحيد هي العالم العلوي وهي مجرد صُوَرٌ خيالية مبدعة بالابداع يعني بـ((العقل))
    عَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ،
    تَجَلَّى لَهَا ((العقل)) فَأَشْرَقَتْ،
    وَ طَالَعَهَا ((العقل)) بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ،
    وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ ((العقل))
    فَأَظْهَرَ ((العقل)) عَنْهَا أَفْعَالَه‏
    المهم والأهم وربّاط الكلام هو أن :
    جميع الصور المنعكسة لـهو” من هذه المرآة هي صور مختلفة لـهو” خلقها أو ابدعها او تخيلها نوره ((العقل)) لنفسه ليرى نفسه بها
    وبالتالي لا يوجد ما يمنع من أن يُري ((العقل)) “هو” جميع صوره بلا استثناء صوره بأي صورة كانت ، بصورة ضعيفة او قوية
    او ضعيفة ثم قوية
    او كيف انها ترقت درجة بعد درجة من صورة من صوره الضعيفة حتى اصبحت صورة من صوره القوية
    يعني لا مانع أن يرى نفسه في أي صورة من كل صوره وقد تحول من ضعيف لمن له الولاية التكوينية على كل ما هنالك من الوجود
    فكل الصور هي صوره
    واي صورة منها ترقّت وترقّت حتى ملكت الولاية التكوينية فهي ستبقى صورته هو وليس صورة غيره
    ومن الأساس لا يوجد غيره ونوره وصوره
    فالغيب المنيع خلق له بنوره مرايا مختلفة
    وكل مرآة منها ستعكس له صورة من صوره
    الأن جميع هذه الصور هي ليست هو وهي أيضا هو
    فهي ليست هو لأنها من صنعه ومن خلقه
    وهي هو لأنها صوره التي ألقى بها مثاله لينطق ويفعل من خلالها
    يعني ليظهر عنها افعاله
    فهي ليست هو ،، وهي أيضا هو
    فاذا شاء الغيب المنيع شائت هذه الصور
    وإذا شائت هذه الصور شاء الغيب المنيع
    من هذه الصورة التي وصفناها حتى الآن سنفهم قولهم سلام الله عليهم :
    لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن، وهو نحن ونحن هو
    وهذا هو ايضا نفس معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام عندما سألوه عن العالم العلويّ فَقَالَ:
    صُوَرٌ عَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ،
    تَجَلَّى لَهَا فَأَشْرَقَتْ، وَ طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ،
    وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ…..بقية الحديث
    وهذه الصور الأولى العَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ، والخَالِيَةٌ عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَاد
    والتي القى فيها مثاله وأظهر عنها أفعاله هي نفسها النور الظلّي والأظلة
    بتعبير آخر هم نفسهم الإسم المخلوق الذي جعله كلمة تامة
    بتعبير ثالث وبنفس الترتيب هم النور الفاطمي الذي جعله النور المحمدي الإثني عشري
    فالنور الظلي هو مرآته الكليّة وليلة قدره
    والأظلة هم مراياه الجزئية الفجر وليالي عشر والشفع والوتر
    والنور الظلي والأظلة لا يمكن لأحد أن يراهم ويطلع عليهم كظل وأظلة فهم العقل الكلي
    يعني الأفكار العقلية لا يمكنها أن تحيط بالعقل الذي يخلقها
    ولذلك فان الأظلة تخلق لها ايضا مرايا وتلقي في هوياتها أمثالها فتظهر عنها افعالها
    يعني الأظلة ستلبس تلك الصور التي ستلقي فيها أمثالها لتظهر عنها أفعالها
    هذه الصور التي تخلقها الأظلة لتلبسها وتُظهر عنها افعالها إسمها في الروايات الأشباح ،
    فالأشباح تخلقها الأظلة لكي تلبسها فتظهر عنها أفعالها
    وهذا هو معنى قول الإمام الصادق عليه السلام :
    ثُمَّ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ
    وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى
    ثُمَّ تَلَا وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‏ الْوَحْيُ
    يَعْنِي الْأَظِلَّةَ
    أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ يَعْنِي الْأَشْبَاحَ الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ تَسْبِيحِ الْأَظِلَّةِ
    فالأشباح التي خلقها وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ
    لسان حالها مع الأظلة كلسان حال الأظلة مع الغيب المنيع
    يعني لسان حال الشباح يقول لنا مع الأظلة حالات
    هي نحن، ونحن نحن
    وهي نحن ، ونحن هي
    فلذلك فإن الأشباح في كل العوالم بتمامها وكمالها سينطقون بنفس لسان الحال
    فعندما نتكلم عن الإمامة والعاقبة وان العاقبة للمتقين، فكلامنا هو حصرا عن الإمامة الأرضية
    فمقام الإمامة الأرضية هو فقط الذي يمكن طلبه والوصول إليه
    يعني مقام الأشباح فقط هو الذي يمكن للأرواح بمختلف مقاماتها ان تطلبه وتترقى بالمقامات حتى تصل إليه
    فمقام الغيب المنيع محفوظ للغيب المنيع فلا يشاركه به مشارك
    ومقام الأظلة محفوظ للأظلة فقط فلا يشاركهم به مشارك
    ومقام النور الظلي محفوظ للنور الظلي لا يشاركها به مشارك
    والمقام الوحيد المفتوح والذي تتنافس كل الملائكة والروح للوصول له هو مقام الأشباح
    وهذا المقام لا يمكن الوصول له والتلبّس به إلّا لمن اصطفتهم الأظلة وطهرتهم من الرجس تطهيرا ولبستهم
    وحين ستلبسهم الأظلة وتنطق وتفعل من خلالهم
    فلا فرق حينها إن كان من اصطفوهم الأظلة وطهروهم تطهيرا وجعلوهما اشباحا ولبسوهم ، فلا فرق إن كانوا أي صورة من صور هذا العالم او من صور ذاك العالم او من أي عالم كان من كل العوالم الموجودة
    فالأشباح هم مجرد مرايا صقلتها الأظلة ونظّفتها ولمّعتها جيدا لتعكس افعالهم ومشيئتهم حين يلبسونها
    يعني لسان حال الأظلة مع الاشباح هو اصطنعتك لنفسي
    يعني تماما كما أن الظلة هم مجرد مرايا للغيب المنيع يعكسون ويظهرون فعله ومشيئته
    والأشباح في دورها وعالمها ستخلق الأرواح وتلبسها وتفعل من خلالها
    ولذلك فاسمائكم في الأسماء وارواحكم في الأرواح ونفوسكم في النفوس
    فأسمائنا هي لباس لأسمائهم
    وأرواحنا هي لباس لأرواحهم
    وانفسنا هي لباس لأنفسهم
    وأجسادنا هي لباس لجسادهم
    فأي صورة أو إسم من الأسماء
    من أي مجموعة كان
    ومن اي عالم كان
    وبأي صورة من الصور كان
    تختاره الأظلة
    وتجعله من الاشباح وتلبسه
    سيمكنه أن يقول:
    إن لله – عز وجل – إثنى عشر ألف عالم، كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين، لا يرى كل عالم منهم أن لله – تعالى – عالما غيره، وإني الحجة عليهم.
    لأن الناطق منه ومنهم جميعهم أينما كانوا هو نفس الناطق
    وهم الأظلة الذين من الساس
    هم هو وهو هم
    وهم مجرد صور تجلى لها وألقى فيهم مثاله ليُظهر عنهم افعاله
    إن شاء الله اكون قد توفقت في توضيح هذه المسألة لكم بصورة مناسبة ومقنعة
    واذا كان عندكم أي سؤال أو اعتراض فستجدوني إن شاء الله بالخدمة
    وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
Viewing 1 replies (of 1 total)
  • The forum ‘بحوث طالب التوحيد’ is closed to new topics and replies.