Tagged: نصر محمود
- This topic has 20 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by Tasneem.
-
CreatorTopic
-
12/07/2024 at 3:43 م #542
1. الله ///
طبيعة الإله ! ضلال الحيرات !
هل الله مادة ؟ لا !
هل الله روح ؟ لا !
هل الله خارجنا ؟ لا !
هل الله داخلنا ؟ لا !
هل نحن داخل الله ؟ لا !
هل نحن خارج الله ؟ لا !
هل الله في مكان ؟ لا !
هل الله في زمان ؟ لا !
هل الله خارج المكان ؟ لا !
هل الله داخل المكان ؟ لا !
هل الله داخل الزمان ؟ لا !
هل الله خارج الزمان ؟ لا !
هل الله محدود ؟ لا !لا يمكن الإجابة على تلك الأسئلة إلا بالجمع بين المتناقضات فالله ليس روح ولا مادة ولكنه روح المادة ، وهو خارجنا وداخلنا معاً ، ونحن داخله وخارجه معا ، وهو داخل المكان وخارجه معاً ، وهو داخل الزمان وخارجه معاً ! هو الظاهر والباطن معاً ، فلا يمكن أن نقول انه الظاهر فقط أو الباطن فقط فهو الجامع بين المتناقضات لأنه ليس كمثله شئ يمكن ان يجمع تلك المتناقضات في نفس الوقت ! نحن هو وهو نحن في نفس الوقت ولكن لا يمكن ان نقول اننا هو فقط أو أنه هو فقط لأننا ظاهره وهو باطننا ! التوحيد هو مشاهدة الوحدة في كل شئ ، فلا يوجد إلا هو حيث نحن ، ولا يوجد إلا نحن حيث هو ! لا يوجد نحن فقط فهذا الحاد ، ولا يوجد هو فقط فهذا نقص في الصفات !
-
CreatorTopic
-
AuthorReplies
-
12/07/2024 at 3:45 م #543
2. الجنة والنار
الجنة والنار مفهومان فلسفيان يحتاجان إلى تدبر الإنسان كلٌ وفق تطوره العقلي والروحي ! أن العقل الطفولي سيفهم منهما أمورا ويتصور لهما أشكالا تختلف تماما عن العقل المتطور والعقل البدوي سيتصور لهما اشياء تختلف عن العقل المتحضر ! وبالتالي فالجنة والنار ليسا شيئا واحدا أو حقيقة ثابتة لأنهما سيتجليان لكل إنسان وفق رؤيته وتصوره لهما ! وعندما يتطور وعي الإنسان وفكره ستتجليان بشكل آخر ثم شكل آخر وهكذا ، حتى أن البعض تصور النار أنها مكان للذة ولكنها خالية من السعادة ، ويشبهون اللذة فيها كمن أصابه مرض جلدي يتلذذ بحك أظافره في جلده حتى يدميه تماما ولكنه يستلذ بذلك !
12/07/2024 at 3:49 م #5443. نظرية التقمص وقانون الكارما
لماذا خلقني الله في بلد كذا ودين كذا وفي أسرة كذا وبشكل كذا .. الخ … لا يمكن إلا لنظرية واحدة أن تجيب إجابة منطقية عن تلك التساؤلات التي لا يكاد يوجد إنسان لم يسألها لنفسه ! هذه النظرية هي نظرية العود إلى التجسد (التقمص) وقانون الكارما ! فقانون الكارما يؤكد أن لكل سبب نتيجة وكل فعل يفعله الإنسان سيقابله رد فعل في الدنيا ، وأن الإنسان لابد أنه سينال نتائج أعماله آجلاً أم عاجلاً بكل عدل ! ونظراً لأن الحياة قصيرة فقد يحتاج ظهور نتائج الأعمال لحيوات أخرى يتجسد فيها جوهر الإنسان لينال ما أستحقه سواء كان خيراّ أو شراً … ولأن الله مطلق العدل فإنه قد وضع قانون الكارما الأخلاقي لكي يساعد في رقي الإنسان ، ولا ينشأ هذا الرقي إلا بالمرور بالتجارب وتحمل نتائجها كاملة ! ونظراً لأن التجارب عديدة ونتائجها عديدة أيضا فإن هذه الطريقة تصقل الإنسان وتجعله أكثر معرفة وقوة كما أن التعلم من تلك التجارب تطهره وتنقيه ، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بخلق الإنسان في بلاد مختلفة وأديان متنوعة وثقافات وبيئات عديدة خلال التجسدات العديدة التي يمر بها … وعندما يصل إلى اعلى درجات النقاء والطهارة فإن العود للتجسد يصبح بلا فائدة فتصير روحه إلى الجنة العالية ولا تخرج منها ثانية ، وفي الجنة تكمل الروح طريقها نحو رقيها اللانهائي ومتعتها اللامحدودة مع أرواح الكاملين الذين سبقوها !
بل هم في شكٍ من خلقٍ جديد ، أفعيينا بالخلق الأول ؟! ، ونخلقكم فيما لا تعلمون ! منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى … هذه هو العود للتجسد مرات ومرات
12/07/2024 at 3:49 م #5454. الخلق الجديد
يقول تعالى : أفعيينا بالخلق الأول ، بل هم في لبسٍ من خلقٍ جديد … الخلق الأول هو الولادة التي تحدث لكل إنسان ، وهي النشأة الأولى ! إذن يكون الخلق الجديد ما هو إلا ولادة جديدة في الدنيا ايضاً ، فلا يقال أفعيينا بالخلق الأول إلا اذا كان الخلق الأول هذا اعلى شأناً أو مساوياً للخلق الجديد وهنا يأتي معنى اللبس (بل هم في لبس من خلق جديد) ، هل هو خلق جديد تماما أعلى من الخلق الأول أو مساوياً له أو أدنى منه ؟ كما ذكرت لا يقال أفعيينا بالخلق الأول إلا اذا كان الخلق الأول هو الأعلى من الخلق الجديد أو مساوياً له على الأقل وليس العكس ، فإذا كان الخلق الجديد من نوع آخر أكثر تعقيداً وأرهف في الأحاسيس والأدوات فلا شك يكون أعلى من الخلق الأول ، وإذا كان الأمر كذلك فإن القول : أفعيينا بالخلق الأول يكون لا محل له ! إذن اللبس جاء من توقعهم الخاطئ لخلق جديد يخالف الخلق الأول في درجته فأنكروه لسببين أولا هذا التوقع المخالف للحقيقة والثاني أنهم لم يروا آباءهم قد عادوا بأجسادٍ مادية إلى الدنيا ولذلك قد طلبوا ذلك على سبيل التعجيز … إذن (بل هم في لبسٍ من خلق جديد) أي أنهم لم يفهموا طبيعة الخلق المتجدد وأنه مادي بالولادة مثل الخلق الأول الذي لم يُعجز الله (أفعيينا) في هذه الدنيا نفسها كذلك جاء الإنكار بسبب أنهم لم يروا آباءهم قد عادوا للدنيا فظنوا أن الأمر كله غير حقيقي ! وكما ان الخلق الأول يحدث بالولادة الطبيعية فكذلك يكون الخلق الجديد ايضا بولادة طبيعية ولهذا يجب ان ينتهي اللبس والاضطراب في الفهم
12/07/2024 at 3:50 م #5465.
يوجد آيتان بينهما تناقض ظاهري ! في الآيتين يطلب الكفار العودة للدنيا لكي يعملوا صالحاّ فلا يعودون إلى النار ثانية ، ولا تكون العودة إلا بإعادة التجسد والولادة من جديد ، وأحد الآيتين تقول : أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ، والثانية تقول : قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين ، قال إن لبثتم إلا قليلا لو انكم كنتم تعلمون … ولا يمكن حل هذا التناقض الظاهري إلا بأن الله قل رفض طلب الفئة الأولى وأقام عليهم الحجة بأنه عمرهم طويلا (أولم نعمركم) في تجسدات عديدة حتى استنفدوا جميع فرصهم ، وأن الفئة الثانية لم تُعمر طويلا (إن لبثتم إلا قليلا) مثل الفئة الأولى فقبل الله طلبهم بالعودة إلى الدنيا لإعادة امتحانهم بعد رسوبهم وذلك بإعادة خلقهم من جديد في الدنيا !
12/07/2024 at 3:50 م #5476. الشبه بين الموت والنوم
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[سورة الزمر 42]يُشبّه الله الموت بالنوم ، وإذا كان الأمر كذلك فعلينا أن نبحث في وجه الشبه بينهما لكي تكتمل الصورة ! وجه الشبه الأول هو أن الله يحفظ النفس حين النوم وحين الموت ، وعند انتهاء فترة النوم يعيد تلك النفس الى الجسد نفسه ، حيث تظل متصلة به لغاية زمنية معينة ، بينما النفس التي قضى الله موت صاحبها فيمسكها عنده ولا يعيدها إلى هذا الجسد نفسه ! إلى هنا لم تكتمل المشابهة ، لأن النوم يعقبه استيقاظ ثم نوم ثم استيقاظ اي ان النفس تعود إلى جسدها عدة مرات في دورات النوم والاستيقاظ ، فيكون وجه الشبه الثاني هو تعدد انفصال النفس عن جسدها وعودتها بعد امسكاها لفترة طويلة عدة مرات لكن لجسد جديد بولادة جديدة ، كذلك يكون وجه الشبه الثالث هو أنه كما ترى النفس أمورا عجيبة في احلامها وكأنها حقيقة فكذلك سيحدث للنفس التي قضى عليها الموت ، فترى أمورا عجيبة مثل الأحلام تماما ولكنها قد تكون اكثر واقعية نظرا لأن النفس في الموت تتخلص من كثافة الجسد المادي فتكون احلامها أثناء الموت كالحقيقة الكاملة وكما ان الإنسان ينسى في الغالب تلك الأحلام التي رآها أثناء النوم فإن الإنسان عندما يعود للتجسد مرة اخرى سينسى ما رأته نفسُه أثناء الموت وهذا هو وجه الشبه الرابع ، وكما ان الأحلام تؤثر في اللاوعي وتعبر عن حالة الإنسان أثناء اليقظة فإن التجربة التي ستمر بها نفس الإنسان أثناء الموت ستكون تجلياً لأعماله وثوابته الاعتقادية في الدنيا وستنطبع تلك التجربة أثناء الموت في جوهر الشخص لتؤثر بطريقة لا واعية على حياته أثناء التجسد التالي وهذا هو الشبه الخامس ! إن الموت والنوم صنوان متشابهان من حيث المبدأ ، ويتكرران في دورات متعددة لأجل مسمى ، وتنتهي دورات النوم والاستيقاظ كما تنتهي دورات الموت والحياة بعد هذا الأجل المسمى ! فالنوم والاستيقاظ هو مجموعة دورات صغيرة داخل الدورة الاكبر للحياة ، والموت والحياة هي مجموعة من الدورات المتكررة داخل دورة أعظم تنتهي باستنفاد الذات الإنسانية فرصها كاملة قبل الحكم الأخير عليها يوم القيامة الكبرى !
12/07/2024 at 3:52 م #5487. عودة النفس اللوامة للحياة
يقول تعالى : لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة * أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه *
هذه الآيات تؤكد أن الله سيُعيد الإنسان عودة مادية من لحم وعظم ، وهذه العودة تسمى القيامة ، أي قيامة الإنسان مرة اخرى … لكن وفق قوانين الله الطبيعية ستكون تلك العودة بالولادة من جديد في الدنيا فتنشأ له عظام جديدة ويسوي الله بنانه أيضا ولن يكون هذا العظم واللحم لغيره بل عظامه هو ولحمه هو ولكنه (خلق جديد) في نفس الوقت ! فروح الانسان تجدد القميص الذي ترتديه فقط !
إن النفس تلوم نفسها في الدنيا عندما يكون فيها بعض الخير لذلك أقسم الله بها ، ولكنها عندما ينكشف لها الحُجب بعد الموت سيكون لومها لنفسها أعظم والقسم بها يكون أكثر ملاءمة وتناسبا مع حالها ، وتتمنى العودة إلى الدنيا من هول ما رأت ، ومن شدة لومها لنفسها تثور رحمة الله فيسألها : كم لبثتم في الأرض عدد سنين ، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادّين … اي اننا لبثنا في الدنيا فترة قصيرة فقط فنريد العودة لنعمل صالحا … فيقول الله مؤكداً لتقريرهم : إن لبثتم إلا قليلا لو انكم كنتم تعلمون ، وكأن في تلك الآية إشارة خفية توحي بموافقة الله على طلبهم بالعودة إلى الدنيا !
في الآيات الأولى في هذا المقال أقسم اللهُ بالنفس اللوامة واتبعها بالتأكيد على إعادتهم إلى الحياة من جديد لحماً وعظماّ عودة مادية لأن النفس اللوامة هي الجديرة بأن تأخذ عدة فرص في هذا الاختبار المهيب … اما النفوس الشقية التي ثبت أن فرصها غير مجدية وأنها استنفدتها كلها في الكفر فستضيع في هباء الفضاء الكوني في عذاب دائم ، وأما النفس المطمئنة التي بلغت أقصى رقيها واستفادت من فرصها وعادت إلى ربها راضية مرضية فتدخل الجنة ولا تخرج منها أبدا وتنضم إلى عباد الله الأطهار الذين سبقوها …
12/07/2024 at 3:54 م #5498. الهياكل السبعة للإنسان
يتكون الإنسان من هياكل أو أجساد سبعة ، والجسد المادي هو أحدهم فقط … يليه ستة أجساد غير مرئية ولكنها موجودة ! بعد الجسد المادي يوجد الجسد الاثيري وهو مرتبط بالجسد المادي ويعتبر جزء منه ، ثم الجسد النفسي المرتبط بالعواطف والنزعات الإنسانية المختلفة ، ثم الجسد السببي ويسمى أيضا الجسد العقلي وهو ينقسم إلى قسمين ، الجسد الفكري والجسد العقلي المطلق ! ثم يأتي الجسد الحدسي والجسد الاشراقي والجسد الروحي ، وهؤلاء الثلاثة الأخيرة تكوّن ذات الإنسان وجوهره ، أما الأجساد الأربعة الأولى فتكون شخصية الإنسان ! وعند الموت أول ما ينفصل هو الجسد المادي ، ويظل الجسد الاثيري من عدة ساعات إلى أيام قبل أن يتحلل فيحوم حول الجسد المادي لذلك يقوم الهندوس بحرق الجثة للتسريع من انحلال الجسد الاثيري ! يبقى الجسد النفسي وما يحتويه من اجساد أخرى ليكون الإنسان في العالم النفسي ويستقبل ذبذباته إلى أن ينحل الجسد النفسي كليا أو جزئيا فتخرج منه الروح ويسمى هذا بالموت الثاني ، ويبقي الجسد السببي ليتأثر بذبذبات العالم الفكري ويعيش فيه حياة فكرية وعقلية مثالية … ويستمر ذلك حتى تنسحب الروح إلى عالم الأرواح ولكنها في معظم الأحيان تكون غير قادرة على استقبال ذبذبات هذا العالم بدقة لأنها لا تزال غير ناضجة فتبقى في حالة شبه غيبوبة أما اذا كانت ناضجة بما فيه الكفاية فتحيا في هذا العالم حياة الفردوس والراحة والمتعة التي لا توصف ! وتلك الروح التي تحتاج إلى مزيد من التجارب تعود بعد فترة الغيبوبة والراحة إلى الدنيا فتتعلق بجسد آخر لتولد من جديد ! تتكرر تلك الولادات مرات عديدة حتى تحصل الروح على التجارب التي تؤهلها لاستقبال ذبذبات عالمها الروحاني ولا يمكن ان يتحقق ذلك إلا بعودتها إلى الدنيا مرات عديدة لتكتسب تجارب جديدة !
12/07/2024 at 3:55 م #5509. مفاتح الغيب والكتاب المبين
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
[سورة اﻷنعام 59]هناك عبارتان في تلك الآية تبدو لي على طرفي نقيض وفهمهما يجعلنا نتعرف على مجال واسع من العلم الرباني الإلهي الذي يمكن ان يكون في متناول الإنسان … هاتان العبارتان هما : مفاتح الغيب و كتاب مبين ! ويبدو لي بالتدبر أن مفاتح الغيب ومعناها كما جاء في التفاسير وهي خزائن الغيب التي لا يعلمها إلا الله هي امور غيبية غيباً مطلقاً عن الإنسان وحتى الملائكة ! وأن الكتاب المبين تعني الواضح الجلي ، أي سجلات مسجل فيها أمور في السموات والأرض في أقصى تفاصيلها وأن صفة تلك السجلات أنها واضحة (كتاب مبين) … وبذلك فإن تلك السجلات الواضحة لتفاصيل كانت في حدود مفاتح الغيب (خزائن الغيب التي لا يعلمها إلا هو) وقد خرجت من مستوى مفاتح الغيب إلا مستوى كتاب مبين ! والكتاب هو الذي يمكن أن يطلع عليه الإنسان ويعلم ما فيه وهو موصوف بالوضوح (مبين) ، هذه السجلات الواضحة المبينة معروضة للقراءة لكل من يجتهد ويتخذ الأدوات اللازمة والسبل الكفيلة للقراءة ! فإذا نزلت العلوم الإلهية من مستوى الغيب المطلق إلى مستوى الكتاب المبين أصبح من الممكن الاطلاع عليها ومعرفة أمور الغيب النسبي وما كان وما سيكون وما هو كائن بوضوح تام ! يكفي فقط أن يوجد من يتصف بالاجتهاد والمثابرة للاطلاع على هذا الكتاب المبين ، لكن يبدو أن هؤلاء قلة نادرة وهي غير مرتبطة بعقيدة معينة أو دين معين ! إنّ قراءة هذا الكتاب تحتاج فقط إلى من يجيد القراءة وينقل لنا ما يقرؤه بصدق وأمانة
12/07/2024 at 3:55 م #55110. ضعف الحياة وضعف الممات
(إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)
[سورة اﻹسراء 75]تأتي تلك الآية في سياق خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لو أنه أستسلم لوساوس الكافرين لكي يفتري على الله وحياً آخر غير القرآن ، فتكون تلك الخطيئة الكبرى مستحقة لعقاب وصفه القرآن بأنه ان يحيا النبي ضعف الحياة ويموت ضعف الممات … يمكن ان نفسر عبارة ضعف الحياة بمضاعفة حياته على الأرض أي بدلا من عدد السنين المقرر وهو 63 سنة يصبح ذلك 126 سنة ! ولكن هل يعتبر البشر مد اعمارهم عقابا أم أن فطرة البشر تحب أن تحيا إلى أعمار طويلة ؟ ، بل إن العلماء في هذا العصر الحديث يبحثون عن سبل إطالة الأعمار ويعتبرون أن زيادة متوسط عمر الإنسان الآن هو من علامات التقدم العلمي والطبي ! ثم نأتي لعبارة ضعف الممات ، كيف يتضاعف الموت ؟ هل هو حياة اخرى ستتضاعف ، أليست تلك الحياة الأخرى خالدة ؟ إذن ما معنى أن يتضاعف الأبدي ؟ المنطق يقول ان الذي يمكن ان يتضاعف هو الزمن المحدود ، فإذا كان مائة سنة تصبح مائتين وهكذا ! ولكن الحياة الأخرى أبدية فكيف يمكن مضاعفتها ؟ فإذا قيل أن المقصود هو أن تصبح حياة عذاب في الدنيا والآخرة ويكون هذا العذاب مضاعفا فنقول أنه لا يوجد في النص ما يشير لذلك وأن النص واضح ولا يوجد به مثل هذا الغموض !
لا يمكن إلا أن نفهم هذا النص من خلال عملية الحيوات المتكررة التي يتجسد فيها الإنسان في الدنيا ويتبعها ميتات متكررة أيضا ، هنا يمكن ان نقول ان الإنسان إذا كان مقدرا له أن يحيا عدد معين من الحيوات ويتبعها نفس العدد من الميتات ، فإذا كان مقررا له ان يعيش مائة حياة ويموت مائة ميتة فإن العقاب المضاعف حسب النص هو بمضاعفة هذا العدد ، ذلك لأن الدنيا سجن حقيقي وأن الاخرة فيها انعكاس تتمثل فيه أخطاء الإنسان ويتعذب بها ، فمضاعفة تلك الحيوات والميتات هو الممكن عقلا !
12/07/2024 at 3:56 م #55211. وجعلنا من الماء كل شيء حي
وجعلنا من الماء كل شئ حي !
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)
[سورة اﻷنبياء 30]ما هي الأشياء الحية التي نعرفها :
١. عالم النبات
٢. عالم الحيوان
٣. عالم الإنسان
٤. عالم الجن
٥. عالم الملائكةالعوالم الثلاثة الحية الأولى خُلقت من الماء فلا جدال في ذلك ، أما عالم الجن والملائكة فهل هي ايضا مخلوقة من الماء ؟ ان الآية تشير إلى أن (كل شئ حي) قد خلق من الماء ! الحقيقة أن العوالم الخمسة هي تدرجات لطاقة الحياة حيث بدأت في المادة فنشأت العوالم الثلاثة الأولى ثم انعتقت بعض منها عبر سلاسل تطورية خلال أزمنة سحيقة فنشأت العوالم الأخرى من الجن والملائكة !
نعلم أن العرش تحمله ثمانية من الملائكة يوم القيامة ، ولكن في بداية خلق المجموعة الشمسية (السموات والأرض) كان عرش الرحمن محمولاً على الماء ( وكان عرشه على الماء ) وليس محمولاً بواسطة الملائكة وهذا لا يمكن تفسيره إلا بأن خلق الماء قد سبق خلق الملائكة حاملة العرش ، وأن الماء كان علة لخلق هؤلاء الملائكة عبر سريان طاقة الحياة في الماء وخلق الكائنات المادية ثم انعتاق تلك الطاقة من الأجساد المادية لتتحرر الأرواح التي تشكلت منها الجن والملائكة !
12/07/2024 at 3:56 م #55312. مسيرة تطور الانسان
في مسيرة التطور والرقي تتخذ الذات الإنسانية جسدا فكريا ثم جسدا نفسيا ثم جسدا ماديا ، فالذات كلما مرت نزولاً بعالم من العوالم أتخذت لنفسها جسدا من مادته حتى تنتهي في العالم المادي ، ثم تنعكس العملية بالموت حيث تتخلص الذات من جسدها المادي لتذهب الى العالم النفسي ثم بعد فترة تتخلص من جسدها النفسي لتذهب الى العالم الفكري ثم تتخلص منه ايضا ، وهكذا ذهابا وايابا لعدد كبير من المرات عبر ألوف السنين … خلال تلك التجسدات تتعرض الذات الى التجارب والخبرات المتنوعة عبر الأعمال والمعتقدات … تمر آثار الخبرات والمعتقدات الصالحة والطيبة فقط إلى الذات بينما تنطبع آثار الخبرات والمعتقدات الصحيحة والطيبة والباطلة والسيئة في الجسد النفسي والفكري … وعندما تعود الذات الى التجسد مرة اخرى تكون تلك الخبرات الطيبة مكنونة فيها وتظهر أثارها في الشخصية الجديدة بينما يظل الجسد النفسي والفكري الجديدين بهما بذرة قبول الأعمال والمعتقدات السيئة أيضا إلا أن الذات تحاول ضبطها كلما منحها الإنسان الفرصة لذلك ، وبمرور الوقت وعبر التجسدات المستمرة ترتقي الذات لتقود الأجساد الأخرى في سلسلة طويلة من التطور ، وكلما اطاعت الأجساد الأخرى حقيقة الذات الخيرة كلما احتاج الإنسان لعدد أقل من التجسدات حتى يصل في النهاية إلى مرتبة الحكماء ، بعدها لا يصبح الإنسان في حاجة الى مزيد من التجسدات في الدنيا !
12/07/2024 at 3:57 م #55413. كلما أرادوا الخروج يعودون
(كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)
[سورة الحج 22]كلما أرادوا أن يخرجوا من النار واهوالها لا يستطيعون … هذه العبارة حتما تختلف عن عبارة : كلما ارادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها … فالأولى تنفى مجرد الخروج من النار أما الثانية فتشير إلى أن خروجهم يتحقق فيعادوا إليها مرة أخرى … لأن الإعادة تعني العودة الى نفس المكان أو الحالة بعد تركها ! لذلك يسمى تكرار فعلٍ بالعادة ، لأنه يتكرر بعد فترة انقطاع ليعاد مرات اخرى … إذن الآية تشير إلى إعادتهم إلى النار بعد خروجهم منها ! يأتي السؤال : إلى اين يخرجون ؟ هناك الآية التي تقول : لابثين فيها احقابا … والحقب هو فترة زمنية طويلة ، ولكنها محددة لأن جمع الاحقاب يجب أن يكون محددا … إذن هناك بين كل حقب ينتهي وحقب آخر يبتدئ يوجد فترة قصيرة يخرج فيها الكافر من النار قبل ان يعود فيها مرة اخرى … هذه الفترة البينية هي تلك التي يتحقق خلالها طلب الكفار بالخروج من النار للعمل الصالح والعودة للتجسد في الدنيا كما قال تعالى للكفار عندما طلبوا العودة للدنيا مرة اخرى : قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فأسأل العادّين ، قال ان لبثتم إلا قليلا لو انكم كنتم تعلمون ! إذن هنا أقر الله بأن حياتهم على الارض كانت قليلة لذلك يبدو من الاشارة الخفية أنه وافق على طلبهم بالعودة إلى الدنيا ، ولكن بسبب ضعفهم يعودون للكفر فيلتحقون بحقب تالي في النار وهكذا حتى يستنفدون فرصتهم كاملة فإما يتطهرون فيدخلون الجنة وإما يستحقون الأبدية في النار ! في تلك الحالة يتوجه إليهم الله لرفض طلبهم بالعودة إلى الدنيا بقوله : أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر !
12/07/2024 at 3:58 م #55514. ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
[سورة يونس 99]هذه الآية الكريمة تعني أنه لم يكن في مشيئة الله أبداً ان يصبح كل البشر مؤمنين بالقران الكريم وانما قوم محددين ، وربما كانت تلك الآية رداً على طلب من احد المسلمين وقتئذٍ أو الآن أيضا بأنه يجب إكراه الناس واجبارهم على الإيمان ، فكان الرد بأنه إذا كان الله لم يشأ ان يؤمن كل البشر بالقرآن أتكون مشيئتك انت ايها المسلم اكراه الناس على الإيمان ؟ فهل مشيئتك فوق مشيئة الله ؟ من المعلوم أن الإيمان خير عظيم للمؤمن إذا وافق الايمانُ القلوب ، فهل الآية تعني أن الله لم يشأ ان يوصل الخير لكل الناس او على الأقل أن يعرض عليهم كلهم القرآن وهم يختارون بأنفسهم ؟! نرى أن معظم البشرية لم يصلهم القرآن وتعاليمه للآن ، فهناك المليارات من الناس الذين لا يعلمون حرفاً من القرآن ولا استثتي منهم الكثير من المسلمين أنفسهم ! هذا لا يعني أيضا إلا أن الله اختار قوماً لإيصال القرآن اليهم ، ليسوا ذو قومية معينة أو ذو لغة معينة ، ولكن هذا القوم هو من وصل بدرجة وعيه الفكري والعملي للمستوى الذي يستطيع ان يختار أو يرفض تعاليم القرآن بحق ! أما الأقوام التي وقعت خارج هذا النطاق فهم غير مخاطبين بالقرآن ولا مطالبين بالإيمان به حيث أن الله قال : لا يكلفُ اللهُ نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت … فإن كانت محصلة عاقبة الإنسان (الكارما) في الحيوات السابقة قد اوصلته لدرجة من الوعي يستطيع بها أن تكون نفسه ذو سعة مناسبة للتكليف بما يطيق ويفهم من القرآن فهو مخاطب بهذا القرآن وأن لم يكن كذلك فهو غير مخاطب به وليس عليه حساب لعدم الإيمان ! وفي حيوات تالية من الممكن أن تصل درجة الوعي لهذا الانسان نفسه لأن تصبح قادرة على استقبال تعاليم القرآن وفهمها والعمل بها فيصبح في تلك الحالة مخاطباً بالقرآن وعليه يقع الحساب والعاقبة إذا رفض هذا الايمان وهو قادر عليه وفي سعته ذلك !
12/07/2024 at 3:58 م #55615.
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)
[سورة النحل 61]هناك كارما تشمل الإنسانية كلها وأخرى كارما قومية وكارما وطنية وكارما شخصية … الآية السابقة تؤكد ان الله لو أخذ الناس بالكارما الشاملة المتراكمة عبر الأزمنة دفعة واحدة ما ترك على الأرض دابة واحدة ! هذا يعني أن الأرض تمر بحالة لا يُرثى لها من عمل السيئات والظلم الكافي أن يزيل كل كائن حي يدب على الأرض ، ولكن الله برحمته لا ينزل آثار تلك الكارما (قانون العاقبة) دفعة واحدة ولكن ينزله شيئا فشيئا حتى تستمر الحياة ولا تُستأصل ، فقد ينزل جزءا من تلك الكارما في أحد الاجيال وجزءا آخر في الجيل التالي وهكذا ! فهذا هو تأجيل نزول الكارما السيئة جيلا بعد جيل ، فإذا جاء أجل نزول الكارما الجزئية لا يستطيع أحد إيقافها ! يوجد هذا المعنى في آية اخرى حيث يقول تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
[سورة الروم 41] فالله يذيق الفاسدين (بعض) ما عملوا ، وليس كل ما عملوا دفعة واحدة ، لأن الهدف هو ان يعودوا الي الله بالتوبة أما إذا اذاقهم نتائج كل ما عملوا فسيؤدي ذلك إلى استئصالهم بالكامل من البر والبحر أي من الأرض كلها ! ولكن يجب أن تنزل أجزاء الكارما كلها غير انها تنزل جزءا جزءا على الأجيال المتتابعة التي تشبه هؤلاء الفاسدين في فسادهم !12/07/2024 at 3:59 م #55716. انتهاء حقبة زمنية
في التجسدات المتتالية تأخذ كل نفس ما تستحقه من فرص وتتعرض لما تستحقه من تجارب. معظم النفوس تستفيد من تجاربها وتزداد في رقيها الروحاني في التجسدات المتتالية ويزداد إيمانها حتى يكتمل أو تكسب في ايمانها خيرا. هذه الفرص ليست لا نهائية ولكن سيأتي اليوم الذي ستنتهي تلك الفرص أو تصبح الفرص التالية قليلة بحيث لن تستطيع النفوس الشريرة جدا ان تتدارك الأمر وذلك يوم يأتي بعض آيات ربك أو الملائكة أو يأتي ربك فتقع الفيضانات الهائلة والزلازل المدمرة لكي تنتهي حقبة زمنية أرضية أو دورة زمنية !
قال تعالى :
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)
[سورة اﻷنعام 158] -
AuthorReplies
- You must be logged in to reply to this topic.