متى نلتفت لأنفسنا ونتذكر العهد

  • Creator
    Topic
  • #569
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178

    متى نلتفت الى أنفسنا
    فنرى ماذا تفعل

    { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ }

    أيها العزيز …..
    إن الله تبارك وتعالى تجلّى فأفاض من نور عظمته نور الحقيقة المحمدية المقدّسة ومن تلك الحقيقة المقدّسة خُلِق الخلق جميعاً وكنّا نحن قبساً من ذلك النور المقدّس وأعطيناه العهود والمواثيق .
    ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ )
    وجعلنا الأكرمين على جميع الخلائق .
    ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) .
    وليتباهى بنا على جميع خلقه ويجعنا خُلفاءً له على مملكته .
    ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ) .
    وكذلك فقد أودعنا الأمانة التي لم يستطيع حملها غيرنا
    ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ) .
    وأن الله تعالى وضع حق الإختيار الى النفس لترتقي وتتكامل وتصل الى المقامات الرفيعة للوصول الى ساحة رحمته .
    ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (@) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )
    ولكن هذه النفس متمرّدة وأمارة بالسوء .
    ( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ).

    وهنالك تساؤلات مهمة جداً علينا الإجابة عليها قبل يوم اللقاء مع رب الأرباب وقبل فوات الأوان وعلينا أن نتدارك ما فات من الأيام .

    ترى أين نحن من هذا التكريم .
    وأين نحن من تلك الخلافة .
    وهل نحن نليق بهذا التكريم الذي جعلنا الله تعالى فيه .
    وهل نحن لدينا الإستعداد في لقاءه والمثول بين يديه .
    وهل نحن أدينا الأمانة التي حملناها.
    وهل نحن كنّا صائنين للعهد الميثاق الذي أعطيناه له .
    وهل . وهل . وهل …..
    وبعد كل هذه الرعاية والعناية الإلهية أَمَا آنَ لنا أَنْ نستحّي مِنْ ربّنا وخالقنا ونراجع أفعالنا وتصرّفاتنا وما أفسدناه .؟

    ( ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ )

    (( الفقير الأسوء حالاً ))
    السيد عبداللطيف الحسني

  • You must be logged in to reply to this topic.