|22| الصيحة

  • Creator
    Topic
  • #775
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    الحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليما
    ( الصيحة )
    …………………
    متى وأين وما هي ( الصيحة ) التي تسبق خروج القائم ؟
    قبل أن أشرع برسم الصورة الكاملة والمبسطة عن ( الصيحة ) أو ( النداء ) .. إن كان كلاهما ذو نفس المعنى المقصود أو كان هنالك اختلاف في المعنيين ..
    فبحسب ما أعلمه .. فإن ( الصيحة ) تختلف عن ( النداء ) وإن كان المفهوم العام لكلا اللفظين يوحد المعنى ..
    فإن ( الصيحة ) هو الصوت المرتفع أو العال أو الشديد ولا يشترط فيه القصد ..
    أما ( النداء ) فهو صوت المنادي عن قصد للمنادى إليه وهو إعلان أو دعوة لأمر ما …
    وسيأتي بيان أهم فرق بين اللفظين بعد التأمل والتدبر في تلك الروايات …
    قال: (حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه ، فحضـرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم . يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ! فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جوراً …
    [ وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و( الصيحة ) ☆☆
    فهو كذابٌ مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ]
    . قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه . ومضى رضي الله عنه ، فهذا آخر كلام سمع منه .
    قال الصادق ( منه السلام ) …. : «ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء… قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ، ألا إن فلان بن فلان ( قائم آل محمد ) فاسمعوا له وأطيعوه ، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة»
    …………
    عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق ( منه السلام ) قال : …. (… ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم ؟ : ألا إن الحق في علي وشيعته )
    …………..
    عن زارة عن الصادق ( منه السلام ) قال :
    ينادي مناد باسم القائم ( عليه السلام ) ، قلت: خاص أو عام ؟ قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم ، قلت : فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه ؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس )
    ……………
    عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله ( منه السلام ) يقول: ..
    (هما صيحتان صيحة في أول الليل ، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟
    قال: فقال: واحدة من السماء ، وواحدة من إبليس؟
    فقلت : وكيف تعرف هذه من هذه؟
    فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون .
    …………………..
    نعم ..
    أ – هنالك من فسر الصيحة على أنها تأتي من السماء المادية وهي سماء الدنيا ( القبة ) بواسطة مركبة فضائية يقودها ملك من الملائكة لها القدرة على إيصال الصوت العالي عبر أجهزتها المعدة لإخراج ذلك الصوت المرتفع ( الصيحة ) ..
    قال تعالى :
    إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ..
    .. وللعلم ليست مركبة واحدة بل 7 مركبات تتوحد ( بالصيحة ) أو ( النداء ) كما يتصورون .. وتلك المركبات تنتشر في جميع أنحاء العالم .. فالكل يسمع تلك ( الصيحة ) أو ( النداء ) باسم القائم .. وتلك المركبات يطلق عليها ( قبب ) من نور .. لأنها تشبه ( القبة ) فيها نور شديد .. والقائم في إحداها ولا يعلم في أيها هو …
    فقد ذكر الامام الباقر ( منه السلام ) في قول الله تعالى:
    (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَْمْرُ)
    قال:
    ( ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها هو .. حين ينزل في ظهر الكوفة .. فهذا حين ينزل ).
    ب- وآخرون يفسرون ( الصيحة ) أو ( النداء ) .. على أنها تتم عبر ( الأقمار الصناعية ) وعبر شاشات التلفاز والأنترنت .. أي بدون أي إعجاز يذكر .. بل بالأسباب الطبيعية .
    ج- وآخرون يوعزون على أن الصيحة باطنية وليست ظاهرية كما عند أصحاب الفقرتين ( أ ، ب ) .. ولكن لا يعلمون ماهيتها .
    د- وآخرون يعتقدون بإن ( الصيحة ) تأتي عن طريق ( الرؤيا ) للعوام .. و ( الكاشفة ) الخواص .
    ه- وآخرون يعتقدون بإن ( الصيحة ) قد حدثت عن طريق ( ولي من أولياء الله ) وفيها أشار ذلك الولي إلى أحد الأشخاص بالاتباع .
    ………………
    نعم … كل تلك الاعتقادات أو الاطروحات ملهمة وليست ببعيدة عن تفسير ( الصيحة )
    إلا إنني أعلم ماهية ( الصيحة ) ومتى تكون ..
    ولذا .. سأذكر لكم ما أعلم عنها بتسديد من الله وآل الله ..
    لذا ارجوا تفريغ أذهانهم من تلك المعتقدات التي ذكرتها ولو على نحو وقتي .. لاستقبال وتأمل ما سأذكر لكم من ماهية ( الصيحة ) .. جزاكم الله الف خير اخوتي واخواتي الطيبين ..
    تبعا لمخطط ( الإيحاء ) الذي نشرته لكم والذي ساضعه اسفل المنشور … أرجو منكم أن تتأملوا فيه بعمق أكثر … فهو مدخل لفهم ماهية ( الصيحة ) ..
    نعم اخوتي واخواتي الطيبين …
    ( الصيحة ) تتم عن طريق ( الإيحاء ) …
    فلو تتبعتم ما ذكرته لكم من الروايات أعلاه ..
    وبالأخص تلك الرواية ..
    قال الصادق ( منه السلام ) …. : ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء… قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ، ألا إن فلان بن فلان ( قائم آل محمد ) فاسمعوا له وأطيعوه ، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه << الروح >> إلا يسمع الصيحة ) ..
    ………
    لكانت تلك الرواية مدخلا لفهم ما سابينه لكم عن ماهية ( الصيحة ) أو ( النداء ) باختلاف المعنيين …
    فكما ذكرت لكم فيما سبق بإن ( السماء ) الظاهرية التي نراها بحاسة ( البصر ) العين الظاهرية … فكذا ( السماء ) الباطنية التي لا نراها إلا بعين ( البصيرة ) …
    فكل العالم المخلوق أو ( الكون ) كما يسمى متكون من ( رأس ) و ( جسد ) .. أي أنه شبيه لصورة ( رأس وجسد ) الإنسان …
    فالعالم العلوي ( السماء ) … هو بمنزلة رأس الإنسان
    والمركز السفلي ( الأرض ) .. هو بمنزلة جسد الإنسان .
    ولكي يسهل علينا توضيح هذا الأمر دعونا نسمي ( رأس الإنسان ) بالسماء الباطنية …
    ……
    وبعد فهم هذا المعنى … نأتي لبيان كيفية ( النداء ) من السماء الظاهرية … وكيفية استقباله من ( السماء ) الباطنية ..
    ……..
    ففي المخطط أدناه … ( مخطط الإيحاء ) … تجد بإن ( الإيحاء ) وهو الخط الذبذبي الراجع من ( الحقيقة ) إلى ( القلب ) وهو باطن العقل المعنوي …
    الذي هو موجود في ( الروح ) التي هي موجودة في منتصف ( العين الثالثة ) عند التقاء الجنبين ( الأيمن والأيسر ( للدماغ ) .. فعند ( الإيحاء )
    يعمل ( القلب المعنوي ) كجهاز استقبال تلك الترددات ( النورية ) من السماء الظاهرية ..
    أي أن ( السماء الظاهرية ) رأس العالم يبعث ( الإيحاء ) لنظيره وهو ( السماء الباطنية ) ..
    هذه من جهة ……
    أما الجهة الأخرى … فإن ( السماء الباطنية ) الرأس … يقوم بتحليل تلك الترددات النورية القادمة من السماء الظاهرية ( راس العالم ) إلى ( نداء ) باطني … أي كلام باطني وليس حسي يسمع بحاسة السمع ( الأذن ) ..
    ………… وهذا ما يسمى ( الإيحاء ) ..
    ولكي أقرب لكم الصورة أكثر …..
    أقول :
    لو تأملتم كلام المعصوم ( فلا يبقى شيء من خلق الله فيه << الروح >> إلا يسمع الصيحة )
    فالاستماع للصيحة يشترط فيها وجود ( الروح ) ..
    والروح كما اخبرتكم فيما سبق بإنها ( النفس الإلهية ) أو ( الذرة المستديرة ) لمن كان متتبع لما انشر …
    فكل من يسمع الصيحة لا بد له من وجود
    ( النفس الإلهية ) فيه …
    وهنا ( يسمع الصيحة ) أي أن الروح هي التي تسمع تلك الصيحة … !
    فيكون الاستماع باطني وليس ظاهري لأمرين : –
    الأول :
    سماع الصيحة بعدة لغات وفي نفس الوقت ..
    وهذا يؤكد بإن ( الصيحة ) تردد نوري يحللها
    ( العقل البشري ) كلا بحسب لغته …
    فالعربي يحلل ذلك التردد إلى لغته ليفهم معنى الإيحاء ….
    والاعجمي يحلل ذلك التردد إلى لغته ليفهم معناه ..
    عن زارة عن الصادق ( منه السلام ) قال :
    ينادي مناد باسم القائم ( عليه السلام ) ، قلت: خاص أو عام ؟ قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم !
    وشبيه ذلك الأمر عندما يحدث أي واحد منا نفسه دون أن يهمس بأي صوت يسمع …
    فقط أغلق فمك ولا تحرك لسانك وقل :
    ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فإنك تقول وتسمع في نفس الوقت ولم تحرك لسانك ولم تفتح فمك ولم يخرج منك اي صوت لكي تسمعه بأذنيك ..
    وهذا المثال فقط للتقريب … وإلا فإن ( الإيحاء ) هو أعمق من هذا بكثير … بل لا توجد أي مقارنة بينهما
    إلا أنني اضطررت لهذا المثال فقط لكي أقرب الصورة أكثر لكم …
    الثاني : سماع ( الصيحة ) لكل من له ( روح ) أي لكل البشر ..
    ومن المعلوم بأن هنالك من يكون نائما .. ومنهم من هو أصم لا يسمع باذنيه .. ومنهم من يسمع الأصوات الصاخبة في حينها … وغيرها الكثير … فكيف بأذن تسمع صوتا بتردد معين تسمع صوت ( النداء ) !
    بل إن كان ( أصم ) كيف يسمع ذلك ( النداء) إن قلنا بأنه نداء ( ظاهري ) !
    ………………………..
    نرجع إلى ( الصيحة ) …
    نعم .. ( الروح ) تستقبل ذلك التردد ( النوري )
    ولكن لا بد من أن جهاز الاستقبال لتلك ( الروح ) سليم ولا يوجد فيه أي خلل ..
    أي يجب أن يكون ( القلب ) وهو جهاز استقبال ( الإيحاء ) سليما ليسمع ذلك ( النداء ) الخفي وذلك التردد النوري بشكل واضح … وإلا فإنه لا يسمع ذلك النداء الأول … ويسمع النداء الثاني ..
    نعم … الكل يسمع ( النداء ) أو ( الصيحة ) سواء أكان عربي أو اعجمي ….
    عن زارة عن الصادق ( منه السلام ) قال :
    ينادي مناد باسم القائم ( عليه السلام ) ، قلت: خاص أو عام ؟ قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم ، قلت : فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه ؟ ((((قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس ))))
    نعم … الكل يسمع بحسب قوة قلبه …
    نأتي لبيان
    كيف ينادي ( إبليس ) … ؟!
    وهل نداءه يعتبر ( إحياء ) لمن استمع له ؟
    ….
    نعم .. ارجعوا إلى ( مخطط الإيحاء ) فستجدون فيه التردد الظلامي ( لإبليس ) أو الشيطان ..
    وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ (( نَبِيٍّ )) عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
    نعم …
    فهنالك ( نبي ) ظاهري ( العقل الكلي )
    وهنالك ( نبي ) باطني ( العقل الجزئي ) …
    فنبيك ها هنا في الآية هو ( عقلك ) ….
    ولكن في الآية الكريمة لا تثبت بأن الشياطين توحي إلى ذلك العقل ؟ … بل تثبت بأن بعضها توحي لبعض من الجن والإنس زخرف القول :
    نعم زخرف القول … ما هو ؟
    نعم :….. القول : هو الكلام الباطني الخالي من الأحرف المصوته ( الكلام ) …
    بمعنى أن القول .. شبيه الإيحاء أو قل أدنى درجة من الإيحاء ولا يرتقي إلى مرتبته ..
    وإليكم هذه الآية لتقريب الصورة :
    فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا (( فَقُولِي )) إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ (( أُكَلِّمَ )) الْيَوْمَ إِنسِيًّا …
    فكيف تقول وهي لا تتكلم ؟
    أما في أية ( زكريا ) استخدم ( الإيحاء )
    فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَاب( ِ فَأَوْحَىٰ ) إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ..
    ………
    فيكون زخرف القول : هو التردد الظلامي للشياطين وابليس.
    نأتي للرواية الأخيرة …
    عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله ( منه السلام ) يقول: ..
    (هما صيحتان صيحة في أول الليل ، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟
    قال: فقال: واحدة من السماء ، وواحدة من إبليس؟
    فقلت : وكيف تعرف هذه من هذه؟
    فقال: (( يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون )) . ؟
    سمع بها قبل أن تكون !
    وهذا واجبي اتجاهكم … الذي جعلني ابين لكم ما هي ( الصيحة ) وساجعلكم تسمعونها قبل أن تكون .. إن طبقتم التعاليم الروحية بالدقة وفتحتم الطاقات 14 المجبولة فيكم ..
    …………………..
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليما.
Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • Author
    Replies
  • #776
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176
    نفس الموضوع بشكل معمق
    ( بسم إله الآلهة الواحد الأحد )
    اللهم صلني بمحمد وآل محمد
    ( الصيحة ) وماهيتهما ومتى …
    ……………….
    قبل أن أشرع برسم الصورة الكاملة والمبسطة عن ( الصيحة ) أو ( النداء ) .. إن كان كلاهما ذو نفس
    المعنى المقصود أو كان هنالك اختلاف في المعنيين ..
    فبحسب ما أعلمه ..
    فإن ( الصيحة ) تختلف عن ( النداء ) وإن كان المفهوم العام لكلا اللفظين يوحد المعنى ..
    فإن ( الصيحة ) هو الصوت المرتفع أو العال أو الشديد ولا يشترط فيه القصد ..
    أما ( النداء ) فهو صوت المنادي عن قصد للمنادى إليه وهو إعلان أو دعوة لأمر ما …
    وسيأتي بيان أهم فرق بين اللفظين بعد التأمل والتدبر في تلك الروايات …
    ☆ حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه ، فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته :
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام !
    فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جوراً …
    [ وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و( الصيحة ) ☆☆
    فهو كذابٌ مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ]
    قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له:
    من وصيك من بعدك؟
    فقال: لله أمر هو بالغه . ومضى رضي الله عنه ، فهذا آخر كلام سمع منه .
    ☆قال الصادق ( منه النور ) …. :
    «ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء…
    قلت: بم ينادى؟
    قال: باسمه واسم أبيه ، ألا إن فلان بن فلان ( قائم آل محمد ) فاسمعوا له وأطيعوه ،
    فلا يبقى شيء من خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة»
    …………
    ☆وعن أبي حمزة الثمالي عن الصادق ( منه النور ) قال :
    …. (… ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم ؟ : ألا إن الحق في علي وشيعته )
    …………..
    و☆عن زارة عن الصادق ( منه النور ) قال :
    ينادي مناد باسم القائم ( عليه النور ) ، قلت : خاص أو عام ؟
    قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم ،
    قلت : فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه ؟
    قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس )
    ……………
    عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله ( منه النور ) يقول: ..
    (هما صيحتان صيحة في أول الليل ، وصيحة في آخر الليلة الثانية
    قال: فقلت: كيف ذلك؟
    قال: فقال: واحدة من السماء ، وواحدة من إبليس؟
    فقلت : وكيف تعرف هذه من هذه؟
    فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون !!
    …………………..
    نعم ..
    ( أ )- هنالك من فسر الصيحة على أنها تأتي من السماء المادية وهي سماء الدنيا ( القبة ) بواسطة مركبة فضائية يقودها ملك من الملائكة لها القدرة على إيصال الصوت العالي عبر أجهزتها المعدة لإخراج ذلك الصوت المرتفع ( الصيحة ) ..
    قال تعالى :
    إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ..
    .. وللعلم ليست مركبة واحدة بل 7 مركبات تتوحد ( بالصيحة ) أو ( النداء ) كما يتصورون ..
    وتلك المركبات تنتشر في جميع أنحاء العالم ..
    فالكل يسمع تلك ( الصيحة ) أو ( النداء ) باسم القائم .. وتلك المركبات يطلق عليها ( قبب ) من نور .. لأنها تشبه ( القبة ) فيها نور شديد ..
    والقائم في إحداها ولا يعلم في أيها هو …
    فقد ذكر الامام الباقر ( منه النور ) في قول الله تعالى:
    (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَْمْرُ)
    قال :
    ( ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها هو .. حين ينزل في ظهر الكوفة .. فهذا حين ينزل ) ..
    ( ب )- وآخرون يفسرون ( الصيحة ) أو ( النداء ) .. على أنها تتم عبر ( الأقمار الصناعية ) وعبر شاشات التلفاز والأنترنت .. أي بدون أي إعجاز يذكر .. بل بالأسباب الطبيعية .
    ( ج )- وآخرون يوعزون على أن الصيحة باطنية وليست ظاهرية كما عند أصحاب الفقرتين ( أ ، ب ) .. ولكن لا يعلمون ماهيتها .
    ( د ) – وآخرون يعتقدون بإن ( الصيحة ) تأتي عن طريق ( الرؤيا ) للعوام .. و ( الكاشفة ) الخواص .
    ( ه ) – وآخرون يعتقدون بإن ( الصيحة ) قد حدثت عن طريق ( ولي من أولياء الله ) وفيها أشار ذلك الولي إلى أحد الأشخاص بالاتباع .
    ………………
    ☆نعم … كل تلك الاعتقادات أو الاطروحات ملهمة وليست ببعيدة عن تفسير ( الصيحة ) ..
    إلا إنني أعلم ماهية ( الصيحة ) ومتى تكون ..
    بفضل من الله وآل الله
    ولذا .. سأذكر لكم ما أعلم عنها بتسديد من الله وآل الله ..
    لذا ارجوا تفريغ أذهانهم من تلك المعتقدات التي ذكرتها من الفقرة ( أ ) الى الفقرة ( ه )
    ولو على نحو وقتي .. لاستقبال وتأمل ما سأذكر لكم من ماهية ( الصيحة ) ..
    جزاكم الله وآل الله الف خير اخوتي واخواتي الأحبة ..
    ☆ تبعا لمخطط ( الإيحاء ) والذي ساضعه اسفل المنشور … أرجو منكم أن تتأملوا فيه بعمق أكثر … فهو مدخل لفهم ماهية ( الصيحة ) ..
    نعم اخوتي واخواتي الطيبين …
    ☆ ( الصيحة ) تتم عن طريق ( الإيحاء ) …
    فلو تتبعتم ما ذكرته لكم من الروايات أعلاه ..
    وبالأخص تلك الرواية ..
    قال الصادق ( منه النور ) …. :
    ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء…
    قلت: بم ينادى؟
    قال: باسمه واسم أبيه ، ألا إن فلان بن فلان ( قائم آل محمد ) فاسمعوا له وأطيعوه ،
    فلا يبقى شيء من خلق الله فيه << الروح >> إلا يسمع الصيحة ) ..
    ………
    لكانت تلك الرواية مدخلا لفهم ما سابينه لكم عن ماهية ( الصيحة ) أو ( النداء ) باختلاف المعنيين …
    فكما ذكرت لكم فيما سبق بإن ( السماء ) الظاهرية هي السماء التي نراها بحاسة ( البصر ) العين الظاهرية …
    وكذا ( السماء ) الباطنية وهي السماء التي لا نراها إلا بعين ( البصيرة ) …
    فكل العالم المخلوق أو ( الكون ) كما ( يسمى ) متكون من ( رأس ) و ( جسد ) .. أي أنه شبيه لصورة ( رأس وجسد ) الإنسان …
    فالعالم العلوي ( السماء ) … هو بمنزلة رأس الإنسان
    والمركز السفلي ( الأرض ) .. هو بمنزلة جسد الإنسان .
    ولكي يسهل علينا توضيح هذا الأمر دعونا نسمي ( رأس الإنسان ) بالسماء الباطنية …
    ……
    وبعد فهم هذا المعنى … نأتي لبيان كيفية ( النداء ) من السماء الظاهرية …
    وكيفية استقباله من ( السماء ) الباطنية ..
    ……..
    ففي المخطط أدناه … ( مخطط الإيحاء ) … تجد بإن ( الإيحاء ) وهو الخط الذبذبي الراجع من ( الحقيقة ) إلى ( القلب ) وهو باطن العقل المعنوي …
    الذي هو موجود في ( الروح ) التي هي موجودة في منتصف ( العين الثالثة ) عند التقاء الجنبين ( الأيمن والأيسر ( للدماغ ) ..
    ☆ فعند ( الإيحاء )
    يعمل ( القلب المعنوي ) كجهاز استقبال تلك الترددات ( النورية ) من السماء الظاهرية ..
    أي أن ( السماء الظاهرية ) رأس العالم تبعث ( الإيحاء ) لنظيرتها وهي ( السماء الباطنية ) ..
    هذه من جهة ……
    أما الجهة الأخرى … فإن ( السماء الباطنية ) الرأس …
    يقوم بتحليل تلك الترددات النورية القادمة من السماء الظاهرية ( راس العالم ) إلى ( نداء ) باطني …
    أي كلام باطني وليس حسي يسمع بحاسة السمع ( الأذن ) ..
    إلتفتوا جيدا لهذا المعنى … راجيا منكم عدم التسرع في الحكم
    ………… وهذا الذي ما يسمى ب( الإيحاء ) ..
    ولكي أقرب لكم الصورة أكثر …..
    أقول :
    لو تأملتم كلام المعصوم ( فلا يبقى شيء من خلق الله فيه << الروح >> إلا يسمع الصيحة )
    فالاستماع للصيحة يشترط فيها وجود ( الروح ) ..
    والروح كما اخبرتكم فيما سبق بإنها :
    ( النفس الإلهية ) أو ( الذرة المستديرة ) لمن كان متتبع لما انشر …
    فمن شاء فليطلع على مباحث ( الروح )
    فكل من يسمع ( الصيحة) لا بد له من وجود
    ( النفس الإلهية ) فيه …
    وهنا ( يسمع الصيحة ) أي أن الروح هي التي تسمع تلك الصيحة … !
    فيكون الاستماع باطني وليس ظاهري لأمرين : –
    ☆الأول :
    سماع الصيحة بعدة لغات وفي نفس الوقت ..
    وهذا يؤكد بإن ( الصيحة ) تردد نوري يحللها
    ( العقل البشري ) كلا بحسب لغته …
    فالعربي يحلل ذلك التردد إلى لغته ليفهم معنى الإيحاء ….
    والاعجمي يحلل ذلك التردد إلى لغته ليفهم معناه ..
    والنائم والأصم ومن كان في كهف او في مكان ناءٍ
    الكل يسمع بالسمع الباطني ..
    عن زارة عن الصادق ( منه النور ) قال :
    ينادي مناد باسم القائم ( منه النور ) ،
    قلت: خاص أو عام ؟
    قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم !
    اي السمع يقع حين النداء وليس بعد مدة …
    التفتوا لهذا المعنى أيضا … ايدكم الله وآل الله
    وشبيه ذلك الأمر ..
    عندما يحدث أي واحد منا نفسه دون أن يهمس بأي صوت يسمع …
    فقط أغلق فمك ولا تحرك لسانك وقل :
    ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فإنك تقول وتسمع في نفس الوقت ولم تحرك لسانك ولم تفتح فمك ولم يخرج منك اي صوت لكي تسمعه بأذنيك ..
    وهذا المثال فقط للتقريب … وإلا فإن ( الإيحاء ) هو أعمق من هذا بكثير … بل لا توجد أي مقارنة بينهما
    إلا أنني اضطررت لهذا المثال فقط لكي أقرب الصورة أكثر لكم …
    ☆الثاني : سماع ( الصيحة ) لكل من له ( روح ) أي لكل البشر ..
    ومن المعلوم بأن هنالك من يكون نائما .. ومنهم من هو أصم لا يسمع باذنيه .. ومنهم من يسمع الأصوات الصاخبة في حينها … وغيرها الكثير الكثير ممن يصعب عليه السمع الظاهري …
    فكيف بأذن تسمع صوتا بتردد معين تسمع صوت ( النداء ) !
    بل إن كان ( أصم ) كيف يسمع ذلك ( النداء) إن قلنا بأنه نداء ( ظاهري ) !
    ………………………..
    نرجع إلى ( الصيحة ) …
    نعم .. ( الروح ) تستقبل ذلك التردد ( النوري )
    ولكن لا بد من أن جهاز الاستقبال لتلك ( الروح ) سليم ولا يوجد فيه أي خلل ..
    أي يجب أن يكون ( القلب ) وهو جهاز استقبال ( الإيحاء ) سليما ليسمع ذلك ( النداء ) الخفي وذلك التردد النوري بشكل واضح … وإلا فإنه لا يسمع ذلك النداء الأول … ويسمع النداء الثاني ..
    نعم … الكل يسمع ( النداء ) أو ( الصيحة ) سواء أكان عربي أو اعجمي ….
    عن زارة عن الصادق ( منه النور ) قال :
    ينادي مناد باسم القائم ( عليه السلام ) ، قلت: خاص أو عام ؟
    قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم ،
    قلت : فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه ؟
    (((( قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس ))))
    نعم … الكل يسمع بحسب قوة قلبه …
    نأتي الان لبيان ..
    كيف ينادي ( إبليس ) … ؟!
    وهل نداءه يعتبر ( إحياء ) لمن استمع له ؟
    ……
    نعم .. ارجعوا إلى ( مخطط الإيحاء ) فستجدون فيه التردد الظلامي ( لإبليس ) أو الشيطان ..
    قال تعالى :
    وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ (( نَبِيٍّ )) عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ..
    نعم …
    فهنالك ( نبي ) ظاهري ( العقل الكلي ) ..
    وهنالك ( نبي ) باطني ( العقل الجزئي ) …
    فنبيك ها هنا في الآية هو ( عقلك ) ….
    — ولكن هنالك سؤال :
    في الآية الكريمة أعلاه لا يوجد إثبات بأن الشياطين توحي إلى ذلك العقل ؟ …
    بل تثبت بأن بعض الشياطين توحي لبعضها البعض من الجن والإنس زخرف القول ..
    نعم زخرف القول … ما هو ؟
    نعم :…..
    ☆ القول : هو الكلام الباطني الخالي من الأحرف المصوته ( الكلام ) …
    بمعنى أن القول .. شبيه الإيحاء أو قل أدنى درجة من الإيحاء ولا يرتقي إلى مرتبته ..
    وإليكم هذه الآية لتقريب الصورة :
    قال تعالى :
    فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا (( فَقُولِي )) إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ (( أُكَلِّمَ )) الْيَوْمَ إِنسِيًّا …
    فكيف تقول وهي لا تتكلم ؟!
    أما في أية ( زكريا ) استخدم ( الإيحاء ) ..
    قال تعالى :
    فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَاب( ِ فَأَوْحَىٰ ) إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ..
    ………
    فيكون ( زخرف القول ) : هو التردد الظلامي للشياطين وابليس.
    نأتي للرواية الأخيرة …
    ☆ عن هشام بن سالم
    قال: سمعت أبا عبد الله ( منه النور ) يقول: ..
    (هما صيحتان صيحة في أول الليل ، وصيحة في آخر الليلة الثانية
    قال: فقلت: كيف ذلك؟
    قال: فقال: واحدة من السماء ، وواحدة من إبليس؟
    فقلت : وكيف تعرف هذه من هذه؟
    فقال: (((( يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون )))) . ؟
    واترك لكم التدبر في قوله :
    ( يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون ) !!
    وهذا واجبي اتجاهكم … الذي جعلني ابين لكم ما هي ( الصيحة )
    وساجعلكم تسمعونها قبل أن تكون .. إن طبقتم
    التعاليم الروحية بالدقة وفتحتم الطاقات 14 المجبولة فيكم …
    …………………..
        خادم آل الله
    ( سر الأسرار الإلهية )
    #777
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    |22| الصيحة Fb_img24

Viewing 2 replies - 1 through 2 (of 2 total)
  • The forum ‘بحوث سر الأسرار الإلهية’ is closed to new topics and replies.