بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما ..
[ سورة الجن .. تأويلها المستقبلي] .
بسم الله الرحمن الرحيم ..
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ..
*قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ …
فعل الٲمر ( قل ) صادر من صاحب الزمان السماوي ( المهدي) الى صاحب الزمان الارضي ( القائم ) عن طريق الايحاء .. والأمر ها هنا هو جواب لسؤال يطرحه ٲولياء القائم على سيدهم عن كيفية إيمان الجن به ..
فيخبرهم بإنه ٲوحي الي بإنهم سيستمعون للقرآن الجديد الذي سٲظهره .. وهنا يذكر ( الاستماع ) الا انه يذكر ( السماع او القراءة ) .. ?
وهذا ينقلك الى احتمال بإن هؤلاء النفر من الجن لا يعرفون لغة القرآن فيستمعون للترجمة الحرفية لها. .. ٲو ان الاحتمال الثاني بإنهم يعرفون القرآن ويعرفون ترجمته ولكن هذا القرآن يختلف عن ذلك القرآن الذي بين ٲيديهم .. اما الاحتمال الثالث فإن المقصود بالقرآن ها هنا هو اشارة لكيان شاخص سيتكلم معهم بلغتهم فيعجبوا ويتعجبوا من ٲمره وما جاء به من قرآن يختلف عن ما بين ايديهم ..
وكما جاء عن ٲمير المؤمنين منه السلام
ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم .. ولكن أخبركم عنه : إن فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم .
وكذلك قوله منه السلام ..
( انا القرآن الناطق ) فالاستماع كما هو المعلوم للنطق لا للفظ المكتوب .
والآن نأتي لبيان من هم هؤلاء النفر من الجن الذين سيستمعون لهذا القرآن الناطق ؟
بل من هم الجن بالاصل ؟
على ما يذكر بعض الاخوة والاخوات المتابعين لخادمهم .. بإنني ٲشرت فيما سبق في منشور قديم نسبيا على إن الملائكة والجن هم بالاصل بشر ..
وإن معنى الجن : هم البشر الذين جنوا المراتب .. والٲنس : هم البشر الذين استٲنسوا بتلك المراتب ..
ٲما الملائكة : فهم البشر الذين امتلكوا المراتب التي اوصلتهم الى نزع لباسهم المادي ولبس لباسهم النوري .. فٲوحي إليهم .
*أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا .
اي انه هنالك نفر من الجن ( استمع ) ولم يقل سمع ـ اي انهم قاصدين السمع بإرادتهم للشيء المراد سماعه .. اما إن ذُكِرَ ( سمع ) فالسماع دون قصد السامع للسمع وخارج ارادته ـ
لذا فإن الجن في هذه الآية وبحسب رؤيتي وتٲويلي المستقبلي هي إشارة للجهة التي في قبال جهة القائم وأولياءه الذين سيستمعون للقائم وما يأتي به من قرآن جديد .. وما ذلك على الله ببعيد .. ويؤمنوا به .
ولكن هؤلاء النفر من الجن لمن سيقولون هذا .. ( فقالوا انا سمعنا …) ؟
وهل قولهم مسموع ومؤثر ؟
بمعنى آخر هل هنالك من يستمع لهم وسيصدقهم بأنهم استمعوا إلى هذا القرآن العجيب أن لم يكن المستمع لهم يعرف ما هو القرآن .
اي انهم عملوا على المقارنة بين القرآن الكتبي والقرآن الناطق فوجدوا الاختلاف بين الاثنين وان القرآن الناطق فيه العجب .
فالجن كانت لهم القدرة على الاستماع للملأ الأعلى ولا يزالون يستمعون … ولكن ستنتهي قدرة استماعهم عند ظهور القائم ..
ولكن من هم الملأ الأعلى؟
سيأتي تعريفهم لاحقا في نفس السورة .
الأمر المهم في هذا .. ان الذي استمع للقرآن هم نفر من الجن .. كإن المشار إلى هؤلاء النفر على إنهم أصحاب مسؤولية ونفوذ في الجهة المقابلة للقائم وأولياءه .. او إن هؤلاء النفر هم فقط من يستطيع الاستماع .. وهنا اوعز الاستماع على أنه نوع من أنواع التجسس .
وبمعنى آخر مبسط جدا لكي يفهم هذا التأويل المستقبلي ..
الجن هم الجهة التي تظهر العداء للقائم إن خرج ظنا منهم بإنه سيطبق السماء عليهم .. وهؤلاء هم
( الدينوسوني ) الذين عرفتكم عليهم وعلى مخططاتهم في منشور سابق ..
أما رؤساء الجن وهم الابالسة فهؤلاء هم بعينهم رؤساء ( الدينوسوني ) والذين يحاولون التحكم بكامل الارض .. واما الشياطين فهؤلاء من الجن والانس معا والذين يتبنون الافكار للدينوسوني وينفذون مخططاتهم … فمن شاء فليراجع منشور ( الدينوسوني ) بجزئيه.
نأتي الان لبيان صفة هذا القرآن ..
*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ..
نعم هذا القرآن يهدي إلى الرشد .. وهو دليل على إن هؤلاء النفر من الجن يبحثون عن الرشد في بواطنهم وإن أظهروا عكس ذلك ..
فيؤمنوا بذلك القرآن .. فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ..
ولكن لم اتبعوا قولهم ( وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) .. ؟
قد يتصور البعض بإن هذه إنتقالة بلاغية من الإيمان بهذا القرآن إلى نفي الشرك بالرب !
كلا .. لا توجد أي انتقالة مطلقا .. بل هذا اثبات على إن هذا القرآن هو الرب بعينه !
أي ان هذا القرآن الناطق الذي سيستمع له هؤلاء النفر من الجن هو ربهم ..
*وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا .
وهذا قولهم بعد الإيمان بالرب واتباعه يعلمون بإن هذا الرب يأتمر بأمر الله بشكل مباشر ..
إذ أن قولهم : وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا .. اي لن نجعل أحد في قبال ربنا ونشركه معه فهو واحد لا غير .. إذ أن المتعارف من الكثير وممن يدع الولاية والايمان يشرك الأصنام البشرية في المخطط الإلهي .
ولو انكم لاحظتم بإنه هنالك ..
( ربنا ) و ( جد ربنا ) لادركتم بإن قولهم ( وَأَنَّهُ تَعَالَى ) إشارة للرب الأعلى الذي علا على ربهم .. اي بمعنى اوضح …
وَأَنَّهُ تَعَالَى .. إشارة الى ( صاحب السماء )
( جَدُّ … رَبِّنَا ) .. ربنا هنا إشارة إلى( صاحب الارض )
فيكون المعنى :
ان صاحب السماء تعالى جد ربنا صاحب الارض ..
وجد … ليس معناها جده اي انه أبا اباه أو معناها صدقنا .. كلا .. فالجد ها هنا هي حقيقة الايجاد والإيحاء والاتصال …
اي يكون المعنى .. انه تعالى( اوجد ربنا ) وليس هو ولده .. كما يدعي البعض بإنهم اولاد المعصوم .
*وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ..
اي ان السفيه الذي كان المسؤول عليهم وهو ( قائد الدينوسوني ) يقول على الله شططا .. والشطط هو القول الكذب والبعيد عن الصواب .. مثال ذلك كقوله ان الذي سيظهر اي ( المنقذ ) سيعمل على دماركم ونفيكم لذا وجب الوقف ضده .. او يقول لهم بانه عدو لنا ولشعبنا .. وهو الأعور الدجال كما يزعمون ..
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ .
أي أنه يعمل على تضليل قومه .. ولا يكشف لهم الحقيقة …
ولفظ الله ها هنا هو صاحب الأمر .
*وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ..
وهنا صيغة استغراب من قول الانس والجن عليه كذبا .. اي يقولون على الإمام الكذب وانه غير موجود بالأصل ..
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا
اي ان هنالك رجال ولم يذكر نساء ؟
وكما هو المعلوم بأن هنالك نساء يسخرون الجن ! هذا ان كانت تلك الآية تشير إلى هذا المعنى ؟
لكن الآية ذكرت فقط الرجال .. وهذه إشارة إلى الرؤساء والحكام الذين يعوذون اي يلتجأوون إلى غير الله.. فيعوذون برؤساء وحكام الجهة المضادة للقائم .. فيستنزفون خيراتهم ويتحكمون بهم ويزيدونهم رهقا .. اي يزيدونهم تعب شديد وقهر بالخوف والشر …
وكذلك يصح أن يكون المعنى بأن رجال الانس زادوا رجال الجن رهقا بالاستعاذه بهم واللجوء إليهم.
*وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا ..
( وانهم ) اي ان القول إشارة للأنس.. كما ظننتم إشارة للجن .. ان لن يبعث الله القائم الذي ادخره وغيبه عن الأنظار .. لذا أشار إلى خروجه بالمبعث ..
قال تعالى : وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا .
*وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا
هذا قول النفر من الجن ..
اي انهم اقتربوا من السماء ولمسوها .. واللمس من الحواس ولم يقولوا مسسنا ليخرج المعنى إلى التأويل المعنوي .. ولكن كيف لمسوها ؟
نعم … لمسوها بإلاقمار الصناعية التي صنعوها والتي هي أقمار تجسس ..
اما قولهم : فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ..
والحرس هم اتباع القائم .. وصفتهم الشدة .. واسلحتهم الشهب …
ولكي يستقيم هذا التأويل المستقبلي .. نكمل الآية التي بعدها ..
*وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ..
اما قولهم ( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ) يثبت بأنهم كانوا يستمعون عبر الاقمار الصناعية اكثر مما يرون بأعينهم .. إذ أن من المعلوم أن شبكات الاتصالات تنقل الصوت اكثر مما تنقل الصورة .
كإنما لسان حالهم يصفون به عمليات التجسس .. ولكن
إلى متى ؟
نعم إلى قولهم ( فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا )
اي ان لا يستطيعون السمع عند ظهور القائم .. ومن يحاول الاستماع منهم سوف يجد شهاب رصدا من قبل( الحرس ) وعلى رأسهم القائم عليه السلام ..
قال تعالى :إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ .
والمرصاد ليس في السماء .. بل المرصاد في الارض لان القائم في الارض .. وهو مركز قيادة القائم في عمله السري .
ولفظ ( يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ) اي ان القائم يجد لمن يسترق السمع الان شهاب رصدا عن طريق الحرس اصحابه .
*وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ..
قول هؤلاء النفر من الجن .. يثبت بأنهم لا يدرون
أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا … ليس معناه انهم خارج الارض وهم في السماء ؟ بل هو سؤال استفهامي .. هل ان القائم يريد باهل الارض الشر مثال ذلك الشر ( الحرب ) ام ان القائم سيكون المرشد لهم ؟
مثل ذلك قولهم تعالى لذي القرنين :
قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ..
اي ان الأمر عائد لذي القرنين في الحكم الإلهي..
كذلك الأمر عائد للقائم .. وهؤلاء النفر لا يعلمون بماذا سيحكم فيهم .
لذا اتبعوا قولهم :
*وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا
أي منا الصالحون ومنا غير ذلك .. فهل الحكم الذي سيصدر من الرب حكم واحد يشمل الكل ؟
ولكن القائم سيحكم بحكم ذي القرنين ..
قال تعالى على لسان ذو القرنين :
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا .وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا .
هذا ما سيقوله القائم لسكان الارض .
*وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا
وهذا قول النفر كذلك .. إذ أنهم يظنون بأن صاحب الارض( القائم ) والذي يمثل إله الارض أو يمثل الله في الارض لن يستطيعوا الهرب منه ولن يعجزوه ان طلبهم .
*وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا
هذه الآية تبين سماعهم الهدى .. اي القول الذي يخرج على لسان القائم هو الهدى .. لانه ( القائم ) هو القرآن كما بينت انفا ..
فيؤمنوا به وبقوله وبحكمه .. ولن يبخسهم ولا يرهقهم ان كانوا من المؤمنين .. وهنا بيان ايمانهم ودخولهم مع القائم .
*وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا
وهنا إشارة إلى ( الإبدال ) اي ان هؤلاء الجن ينقسمون إلى قسمين .. المسلمون والقاسطون … فالمسلم من سلم الامر للقائم واطاعه فيما يحكم ويأمر به .. اما والقاسطون فهم الذين يعادونه ويميلون ويحيدون عنه ..
تَحَرَّوْا رَشَدًا ..
قال تعالى : سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا ( سَبِيلَ الرُّشْدِ ) القائم ..
لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
*وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا .. جهنم الارض يكونون حطبا ..
او الحرب بقيادة القائم .. يشبهها الله بجهنم هذا ان لم تكن هي جهنم بعينها .
*وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا
وهذا خطاب النفر من الجن للقاسطين في الظاهر .. بأنهم لو استقاموا على الطريقة ( الإيمان والتسليم ) ..
اما ان تمعنا جيدا فإن الخطاب موجه من الساقي إلى هؤلاء النفر من الجن ..
بمعنى آخر .. هنالك طريقة لو استقام عليها المؤمنون لاسقيناهم ماءا يغدق عليهم لكثرته .
وهنا أقول .. كما قال المعصوم منه السلام ..
عندما سُئل عن تأويل قوله تعالى :
( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً )
قال منه السلام : يعني لو استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين والأوصياء من ولده ..وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماءً غدقاً يعني أشربنا قلوبهم الإيمان. والطريقة: هي الإيمان بولاية علي والأوصياء .
ولو ربطناها بالقائم لانه يمثل آل الله في الارض بل يمثل الله .. في التأويل المستقبلي سيكون تأويلها :
لو استقاموا على ولاية القائم وقبلوا طاعته … لاشربنا( أهل البيت ) قلوبهم الإيمان .. اي الإيحاء .
*لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا
أي لنختبرهم فيه اي ( بالايحاء) وهو الماء الغدق ..
وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ ..
يعرض عن ( القائم ) ويكون من للقاسطين .. يسلكه ( القائم )
يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا .. اي العذاب الشاق والاليم الذي يزداد على المعذب .
*وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا .
وفيها إشارات عدة … منها إشارة للقلب .. ومنها إشارة لمواضع السجود السبعة .. الجبهة والكفين والركبتين والاصبعين أثناء السجود .. ومنها إشارة لمراكز الطاقات النورية وهي ( السبع المثاني ) سبعة للسماء وسبعة للارض .. ومنها إشارة لمنزل القائم وبيته ..
* وَأَنَّهُ لَمَّا ( قَامَ ) عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا.
إشارة لقيام ( القائم ) .. اي ان المعنى يكون هكذا ..
انه لما قام القائم يدعو إلى الإمام وللاتصال به .. كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا .. اي يحيطون به كاللبد اي الشيء فوق الشيء ويعادونه باجمعهم .
*قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ..
وهذا الأمر الأول الصادر إلى( القائم ) .. اي انها ادعو إلى ربي .. كما في قوله ( يدعوه ) اي يدعو إليه …
إذ أنه يقول للذين ( كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ) انا ادعو إلى المعصوم فقط ولا أشرك به أحدا .
*قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا ..
وهذا الأمر الثاني الذي يجب عليه أن يقوله لهم ويبينه اي ( القائم ) بانه ( لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا ) اي الضر والرشد الذي يأمرني إذ إنني لا اقوم بالفعل عن أمري .. كما قال ذلك الخضر لموسى :
( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ) .
*قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ..
والأمر الثالث الذي يجب عليه قوله لهم هو .. انه لن يقربني من الله احد إلا الله نفسه ان أراد أن يقربني بجواره ويرفعني .. ولن اجد من دونه ما التحد به واتوجه إليه ..
*إِلاَّ بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ..
الا ان أبلغ ما ارسلت به ..
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ..
أي ومن يعص الإمام ورسوله الذي هو انا ( القائم ) فإن له نار جهنم خالدين فيها ابدا .. اي المسخ .
*حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا ..
اي حتى اذا رأوا ( القائم ) الذي كانوا يستضعفوه ويستضعفون عدد أنصاره .. فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا .. إذ أنهم سيرون الملائكة صفا صفا ..
قال تعالى :وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا .
*قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا
وهذا الأمر الرابع : يقول هذا وهو عالم بالموعد ولكن ليبين لهم معنى البداء وإن ربه يغير ما يشاء ..
قال تعالى :
يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ … وقوله
أَمْ يَجْعَلُ لَهُ ( رَبِّي ) أَمَدًا .. اي المهدي يجعل له أمدا اي زمن أبعد.
*عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا
الرب عالم الغيب والشهادة وهو المعصوم كما أسلفت ..
فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ..
إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا
وهو ( القائم ) لانه رسول المهدي .. يسلك من بين يديه اي القائم ومن خلفه اي الذي يأتي بعد القائم وهو معين من قبل … رصدا .
*لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ..
وجملة (وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) اي ادوارهم واكوارهم وغيبتهم وظهورهم .. وكم عددهم …
تم بمشيئة الله وآل الله التأويل ( المستقبلي ) لسورة الجن .. انتظرونا في التأويل ( الباطني ) لها .. إن شاء الله وآل الله ..
خادمكم واخوكم ..
هذا والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه و آله وسلم تسليما