نــــــهر الابتـــــــــلاء
جاء في محكم التنزيل الآية :
((فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)). (249) البقرة.
في آخر الزمان سيبتلي الله المنتظرين جميعا لبقية الله في الأرضيين مولانا الإمام المهدي عليه السلام بنهر سيشرب منه الجميع إلا عدة أصحابه 313.
فما هو هذا النهر ؟
أغلب المنتظرين لصاحب الأمر عليه السلام يظنون أنهم عرفوا الظاهرالذي يمكنهم معرفة الحق من الباطل.
لكن المفاجأة الكبرى الذي سأعلن عنها هي أن جميع المنتظرين حتى هذا الظاهر لم يعرفوه ؟؟؟؟.
فما بالكم بالباطن؟.
ظاهر الشريعة ليس إلا قشرا لكن رغم كل ذلك هو البداية الحسنة لكل باحث عن الحقيقة فجميع الفواكه والمأكولات لها قشر في ظاهرها؟.
لو كانوا وصلوا فعلا وحقيقة إلى الظاهر لعرفوا الباطن ؟
فلا باطن بلا ظاهر.
ولا ظاهر بلا باطن.
هو (…من….) الأول والآخر والظاهر والباطن .
الأغلبية العظمى ما زالوا في التقشير الذي لا نهاية له مع وجود مختصين فيه والذين لا يكفون عن التوسع والتفرع في الجزئيات والتي لا نهاية لها أيضا .
القشر ليس هو الظاهر.
فما هو الدين القيم ؟
نقلا عن باب العلم مولانا سلمان عليه السلام يقول مولانا أمير المؤمنين منه السلام :
من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفت موازينه، يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية، وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن، امتحن الله قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام، وصار عارفا بدينه مستبصرا، ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب، يا سلمان ويا جندب، إن معرفتي بالنورانية معرفة الله، ومعرفة الله معرفتي، وهو الدين الخالص، بقول الله سبحانه: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وهو الإخلاص، وقوله: (حنفاء) وهو الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، وهو الدين الحنيف، وقوله: (ويقيموا الصلاة)، وهي ولايتي، فمن والاني فقد أقام الصلاة، وهو صعب مستصعب. (ويؤتوا الزكاة)، وهو الإقرار بالأئمة، (وذلك دين القيمة أي) وذلك دين الله القيم.
أغلب المنتظرين لا يصدقون أن هناك معرفة نورانية تمكن المنتظر النوراني من تجاوز نهر الكثرة القشري إلى نهر الوحدة الكوثري
نهر الابتلاء هو نهر الكثرة القشري والذي شربنا منه جميعا إلا أصحاب المهدي عليه السلام 313.