1. المقام : محل إقامة العارف.
ومنشأ التسمية قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ﴾ و ﴿عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾..
** خصائص المقامات:
ـ المقام ثابت مستقرّ لا يطرأ عليه التغيير، وعلى العبد أن يدرك المقامات ويجهد نفسه للوصول إليها, لذلك قالوا: إنّ المقامات مكاسب, أي هي أمور يجب أن يكتسبها السالك.
ـ إنّ وصول العبد السالك إلى المقامات وعبوره عنها لا يجري إلّا مع تعب وجهد, لأنّه لا يمكن أن يصل إلى مقام أو يرتقي إلى آخر إلا بعد عمل دؤوب ومقاساة تكلّف.
ـ صاحب المقام مُمكّن في مقامه, بمعنى أنّ الذي يصل إلى مقام معيّن فلا يمكن أن يزول أو يتنزّل عنه، على أساس أنّ شخصيته المعنوية قد تماهت وتمازجت مع ذلك المقام حتى أصبح هو بعينه، فالتائب من الذنب حقيقة لا يمكن له أن يعود إلى ارتكاب المعاصي, لأنّ التوبة قد خالطت لحمه ودمه.
ـ المقامات مترتبة صعودًا, بمعنى أنّ كلّ مقام هو أعلى من الآخر، ويكون جامعاً لكمالات الأدنى، فالذي يصل إلى مقام الزهد فقد عَبَرَ عن مقام التوبة، ومقام الزاهد يتضمّن التوبة, بمعنى أنّ الزاهد لا يمكن أن يكون إلّا تائبًا، وهكذا، حتى تصل إلى أعلى المقامات، فيكون قد جمع كمالات المقامات الأولى.
2. الحال : هو حالة معنوية تعتري السالك أثناء سلوكه إلى الله تعالى.
** خصائص الأحوال:
ـ الحال حالة معنوية غير مستقرّة تأتي وتزول، وعلى العارف السالك أن ينتظر فيضان الأحوال من عند الله ليقع في الجذبة الإلهية ويرى الحقائق الكمالية, لذلك قيل: العارف ابن الوقت، وفي هذا إشارة إلى أنّ العارف الحقيقي هو الذي ينتظر وقت نزول الحال عليه، فيستفيد منه في إطار السير والسلوك.
ـ الحال موهبة يمنّ الله تعالى بها على العبد، وذلك خلافًا للمقام على أساس أنّ المقام يتطلّب عملاً من العبد، أمّا الحال فهو لا يقتضي عملاً ولا مشقّة، بل الله تعالى، ومن باب فيضه ولطفه، يتفضل على العبد بأن ينزل عليه بعض المعاني المعنوية.
ـ الأحوال ليست ثابتة ولا مستقرة, بمعنى أنّ العبد قد يحصل له حال معيّن، ولكن ليس من الضروري أن يحصل له نفسه في وقت آخر. لذلك قيل إنّ صاحب الحال مترف عن حاله، فالحال عنده لا يحصل بناءً على طلبه، بل لا أثر لطلبه في ذلك، لأنّ الله هو الذي يعطيها.
المقامات:
التوبة، الورع، الزهد،الفقر، الصبر، التوكّل، الرضا
مقامات أخرى أضافها العرفاء :
مقام الخوف، مقام الشكر، مقام الرجاء، مقام الطلب، مقام العشق، مقام المعرفة، مقام الاستغناء، مقام التوحيد، مقام الحيرة
الأحوال:
المراقبة، القرب، المحبّة، الخوف، الرجاء، الشوق، الأُنس، الاطمئنان، المشاهدة، واليقين.
أحوال أخرى أضافها العرفاء:
المحبّة، الغيرة، الحياء، القبض، البسط، الاتّصال، الشوق، الأنس، الهيبة، الغيرة، الخاتمة، الوصية، الجمع، التفرقة، الصحو، السكر، الذوق، المحو، الإثبات، الستر، التجلّي، والمكاشفة.
** يعد كتاب منازل السائرين للشيخ عبدالله الأنصاري أفضل الكتب التي رتبت المنازل والمقامات والأحوال.