- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
لحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولاعدوان إلا على الظالمين، أدرج للأخوة والأخوات فقرات من كتاب هذا الحقير الذي يحدثكم، الأنفاس الرحمانية، في طب التربة الحسينية، والأنفاس العوالي في الطب المتعالي.
الأنفاس الرحمانية
في
طب التربة الحسينيةأو
الأنفاس العوالي
في
الطب المتعاليتأليف
المتطفل على مائدة الآل
والماثل بأعتابهم لخدمة النعالالمقصود من الطب المتعالي: علاج عبد مريض، من غير استشفاء بالوسائل المعروفة من الطب الذي يدرس في الجامعات، ومن غير الطب البديل، بمختلف أنواعه، ومن غير الطب الروحي على درجاته.
المقصود من طب التربة الحسينية: الاستشفاء بالتربة الحسينية، بالطرق المتدوالة المعروفة لدى أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام.
الفرض الذي يسعى هذا البحث لإثباته: “الغاية القصوى للطب المتعالي، هي ذاتها الغاية القصوى لطب التربة الحسينية”، أو إن شئت فقل:
“طب أرباب الأنفاس الرحمانية، هو ذاته الطب المتعالي، وهو ذاته طب التربة الحسينية، بل الأخير شامل للجميع”
لأن
نفس العارف الذي هو صدف النور، الذي هو:”نفس مطهر بماء القدس”، فماء القدس هو الماء المضاف بالتربة الحسينية، ويترقي ذلك النفس حتى يصير صادرا عن عالم الأمر قطعاً، ثم يصبح نفسا صادرا عن الوجود المنبسط، لمتصرف من أهل المحكمة، شاخص من العقل الكلي إلى العقل الأول، ثم يضحي نفساً هو نفس الوجود الساري، من روح القدس رأسًا، فهذا هو “حياة الحيوان”.
على أن الناس في هذا الطب ثلاثة نفر: رجل موهوب، يعمل بما منحه الله، يتقلب بين مطالعة المنن، فهو يجد الأمن في متابعة السنن، ومجانبة أهل الفتن.
ورجل صادر عن الحضرة الأحدية المقدسة، عارف بالحق في مقام الولاية، علم على صراط الهداية، له في كل نفس حكاية.
ومن سواهما، ليس له في هذا الأمر شيء سوى الدعوى، ولامن هذا الطريق فحوى.
فاستخراج القوى الغيبية الكامنة في التربة الحسينية المباركة، لايتحقق إلا للعارف الذي عنده مفتاح عالم الأمر (راجع: كيف يعطيك الإمام الحسين –ع- مفتاح عالم الأمر)، على أن الاستحواذ على مفتاح عالم الأمر شرط ضروري لذلك، لكنه قد لايكون كافياً.
وهذه القوى الغيبية الكامنة في التربة الحسينية المباركة قادرة على محق أي مرض كان، على أقل تقدير، نزولا على الروايات التي أقر بها المخالف والموالف، حتى إن ذلك مكتوب على ضريح الإمام الحسين – عليه السلام – في القاهرة.
بيان في كون هذا الشرط ضروري
الشرط: الحصول على مفتاح عالم الأمر
الطائفة المذكورة، على أن من كان منها فهو الذي يقال له الموهوب، يعمل بما منحه الله، يتقلب بين مطالعة المنن، فهو يجد الأمن في متابعة السنن، ومجانبة أهل الفتن.هذه الطائفة، قد يعلمون يقينا أنهم مؤيدون من عالم الأمر، فحينئذ فهم في التأييد الأكبر، (راجع صفات هذا المقام، في: كيف يعطيك الإمام الحسين –ع- مفتاح عالم الأمر)، وقد لايعلمون، فهم في التأييد الأصغر، أما إذا تحققوا في مقام التأييد الأعظم، فهم من المستشرفين على الطائفة التالية، فالذي منها يقال له رجل صادر عن الحضرة الأحدية المقدسة، عارف بالحق في مقام الولاية، علم على صراط الهداية، له في كل نفس حكاية.
فمقام التأييد الأعظم، آخر منزل تلقى فيه ساقة الموهوب مقدمة العارف المتحقق.
بيان في أن هذا الشرط غير كاف
الشرط: الحصول على مفتاح عالم الأمر
لبيان ذلك لابد من مقدمة في منازل السالكين بشكل إجمالي:
المريد: رجل يعمل بين الخوف والرجاء، شاخصا إلى الحب مع صحبة الحياء.
المراد: رجل مختطف من وادي التفرق إلى وادي الجمع
على تحقيق الشيخ عبد الله الأنصاري الهروي – رض.وعلى تحقيق السهروردي:
1. السالك المتدارك بالجذب
2. والمجذوب المتدارك بالسلوك
3. السالك الغير متدارك بالجذب
4. المجذوب الغير متدارك بالسلوكفالأول والثاني يصلحان أن يكونا من أساتذة السير والسلوك، بتفضيل الأول على رأي الشريف بن عجيبة، وتفضيل الثاني على رأي السهروردي، والتحقيق أن لكل سالك أستاذا هو له مبعوث، وطريقا يلتقي به هو إليه محثوث، والثالث والرابع لايصلحان للتربية، لأن الثالث لم يتدارك بالجذب، والرابع لفقدان السلوك.
أما عن الطب المتعالي فقد يتحقق في الأول والثاني والرابع، وبالطبع لايتحقق في الثالث، لفقدان العطاء الإلهي من الجذب.
في الفرق بين المراد بالجذب، والمراد بمفتاح عالم الأمر، نلاحظ الترتيب التالي:
1. المجذوب
2. الحاصل على مفتاح عالم الأمر
3. الحاصل على مفتاح عالم الأمر من الأمام الحسين.الطائفة الثالثة تشمل الأولى والثانية، والثانية تشمل الأولى، ولاينعكس كليا.
الطائفة الثالثة هي القادرة على استخراج القوى الغيبية الكامنة في تربة الحسين الشريفة
فالجذب شرط ضروري، لكنه قد لايكون كافياً، وكذلك الحصول على مفتاح عالم الأمر، فهو ضروري، لكنه قد لايكون كافياً، أما الحصول على مفتاح عالم الأمر من الأمام الحسين – عليه السلام – فهو الشرط الوحيد الضروري والكافي لتحقيق ذلك.
ولايخفى ذلك من أنه يوجد بعض العرفاء، الذين لهم علمهم، الذي قد لايكون شاملا لعلم طب التربة الحسينية، من كونهم متمكنون في عالم الأمر، ولكن من طريق آخر، غير طريق الإمام الحسين – عليه السلام، (قارن ذلك بنزول الأرواح التي تسلم عليها في الزيارة، في كتاب: كيف يعطيك الإمام الحسين – ع – مفتاح عالم الأمر).
والبرهان على كون تحقق الشفاء بالتربة، ثابت بالنقل، أما البرهان على أن استخراج القوى الغيبية الكامنة من التربة الحسينية لايتحقق إلا للطائفة الثالثة المذكورة أعلاه، فلايمكن إثباته إلا باستقراء أحوال العرفاء، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وقد يكون منهم من ليس من الطائفة الثالثة، وله قدرة علاجية، لكنها ليست ذات تربة الحسين، بل استمدادا من العقول الكلية الأخرى وليس من الأرواح المحلقة على فناء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، أو قد يستمد من الحسينية بواسطة العقول والأرواح الأخرى، لأنه لدى أرباب الأنفاس الصادقة مطلب، ألا وهو أن جميع القوى الشفائية الخارقة التي أودعت في سيدنا عيسى – عليه وعلى نبينا وعلى آله السلام – موروثة في التربة الحسينية.
وأحوال العرفاء من العلاج الخارق الإعجازي مما لايخفى على من كان قريبا منهم، مخاطا إياهم، أو حتى واحداً منهم، فهم فيما يفعلون إنما يفعلون بأمر الله تبارك وتعالى – عالم الأمر – فانتبه.
على أنه يجب عليهم كتمان مايحققونه، لكن أحيانا تتسرب حكايات في هذا الباب، كما لايخفى.
لكنه بانتشار مذهب أهل البيت عليهم السلام في شتى الأقطار، والاختلاط العجيب الحادث بسبب وسائل الاتصال الحديثة، وشياع وسائل علاجية كثيرة، بعضها تراثية في بعض المناطق، وبعضها دينية، وكثرة سفر المرضى هنا وهناك، رأى هذا الحقير كاتب هذه السطور، أنه لابد من كشف بعض الأسرار المخزونة لدى العرفاء، لعل هؤلاء المرضى والمحتاجين، يقصدون أولئك العرفاء، ويضطرون إليهم، ويستضيئون بنورهم، ويحسنون الظن بهم، فإن لم يتحقق لهم العلاج المطلوب، فيرون أن العيب في القابل وليس في الفاعل، وأنصحهم بالحذر من الذين أشرت إليهم سابقا، أهل الدعوى (ومن سواهما، ليس له في هذا الأمر شيء سوى الدعوى، ولامن هذا الطريق فحوى)، وعلامة أهل الدعوى أنهم عادة من يطلبون مقابلا ماديا، وهذا ليس من الحق في شيء.
- You must be logged in to reply to this topic.