- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
يقول ابن عربي في تعليقه على قضية موسى : إن الإيمان لا يتصور إلا بالرؤية في أي عالم كان ، ولهذا قال النبي لحارثة ما حقيقة ايمانك ؟ قال : كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، فأثبت الرؤية في عالم ما ، وبها صحت له حقيقة الايمان .. وما عدا ذلك فهو الإيمان المجازي ، فلا فائدة للايمان بالغيب ، الا لحوقه بالمشاهدة ، ولهذا لا يدخله الريب ، فموسى أدرك بالبصر على وجه ما . ( رسائل ابن عربي ، كتاب الجلال والجمال )ويقول أيضا : فيا لها من حيرة ، وما أعظمها من مسرة ، إذا كشف الغطاء ، واتحد البصر ، وجمع الشمس والقمر ، وظهر المؤثر في الأثر ، وأدرك بعين البصر ، وتحول لهم في الصور ، ووقع المكر بمن مكر ، وربح من آمن ، وخسر من كفر. ( الرسائل لابن عربي )—————-فالتجلي والصورة والرؤية والصفة كلها لاثبات وجوده ، ونفي العدم ، لأن العدم معدوم في الزمان والمكان ، وساقط في حساب الكلام ، ولا يصح القول : أنه كان ، ومالا يرى ، لا يمتنع القول فيه إنه معدوم .
والخالق واجب الوجود ، فالصورة المتجلاة تثبت وجوده … وقال الرسول : رأيت ربي في أحسن صورة.
فاطلاق الصورة هنا لا يراد به المعنى الذي هو جسم وهيئة.قال علي بن أبي طالب في الخطبة الغراء: ليس له صفة تنال ولا حد تضرب فيه الأمثال ، وليس له نعت موجود ، ولا وقت محدود.ولكي تفهم فلسفة المكزون وقوله بالصورة ، عليك أن تعلم أن الصور أربع أنواع :1. الصورة المادية .2. الصورة الطيفية .3. الصورة الانعكاسية.4. الصورة التصورية.فالصورة المادية هي صورة الموجودات التي تدرك بالعين الباصرة.والصورة الطيفية هي الصورة التي تراها في الحلم.والصورة الانعكاسية هي الصورة التي تراها في المرآة والأجسام الصقيلة.والصورة التصورية هي ما ترتسم في الذهن باثارة مماثل خارجي، وقد يكون المماثل المثير ماديا أو معنويا ، فقد تقرأ أو تسمع عن سور الصين فترتسم له صورة في ذهنك وقد تقرأ عن الجنة ونعيمها ، والنار وعذابها ، وسدرة المنتهى وجلالها ، فترتسم لكل ذلك صورة في ذهنك.
- The forum ‘بحوث السيد يوسف العاملي’ is closed to new topics and replies.