- This topic has 3 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
السؤال
ما المراد بالإسم المکنون و المستأثر لله تعالى و الذی لا یمکن لأحد أن یطلع علیه؟
الجواب الإجمالي
المستفاد من أخبار أهل البیت (ع) و أدعیتهم وجود أسماء لله سبحانه و أنه لم یطّلع علیها أحدً و قد عرفت هذه الأسماء بإسم «الأسماء المستأثرة»، و المستفاد من الروایات أن الأسماء المستأثرة هی مراتب غیبیة لإسم الله الأعظم، و الجانب الباطنی و الغیبی لأول إسم إلهی، و قد وردت عبارات أخرى عن هذه الأسماء بـ «المکنون» و «المخزون».الجواب التفصيلي
الاستئثار فی اللغة: بمعنى الاصطفاء و الاختیار و الاختصاص بالشیء و لذلک فمعنى «المستأثرة» التی أخذت من مصدر الاستیثار هی بمعنی المختارة و المصطفاة.یقول الراغب الأصفهانی فی المفردات: «الاستئثار التفرد بالشیء دون غیره»[1] و قد ورد فی بحار الأنوار: «استأثر بالشیء أی استبد به و خص به نفسه»[2]. و یستفاد من الروایات أن الأسماء المستأثرة من مراتب الإسم الأعظم الغیبیة، التی لم یطّلع علیها أحد. یقول الإمام الباقر(ع) فی هذا المورد: « و نحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان و سبعون حرفاً و حرف واحد عند الله تعالى استأثر به فی علم الغیب عنده»[3]. و کما یستفاد من روایات باب «حدوث الأسماء» فی أصول الکافی إن الإسم المستأثر عبر عنه بالاسم «المکنون» و «المخزون» و ذلک الجانب الغیبی و الباطنی لإسم الله الأول، و لذلک فهو باعتبار تعیین و اسم و باعتبار آخر عدم تعین، و إنما هو غیب و واسطة فی الظهور للأسماء الأخرى[4].
و على أساس هذه الروایات اعتبر الإمام الخمینی (س) الإسم المستأثر من مراتب الغیب للإسم الأعظم و قال: « ” أما الاسم الأعظم بحسب الحقیقة الغیبیة التی لا یعلمها إلا هو و لا استثناء فیه، فبالاعتبار الذی سبق ذکره، و هو الحرف الثالث و السبعون المستأثر فی علم غیبه »[5].
و قد جاء فی النصوص العرفانیة أن غیب الذات الإلهیة لا تظهر لأی أحد على مستوى الأسماء و الصفات بدون واسطة و ذلک لشدة بطونه و غیبیته و أن ظهور الأسماء و الصفات بحاجة إلى واسطة تظهر بدل الذات لإبراز کمالات الذات فی المعانی و مظاهر الأسماء، کما أن وسائط ظهور کمالات الذات الإلهیة تکون له وجهان. وجهه ینظر إلى الجانب الغیبی للذات الإلهیة و هو من هذه الجهة غیب و غیر متعین، و الوجه الآخر ینظر إلى الأسماء، و هو من هذه الجهة متعین و ظاهر فی الأسماء[6]. و قد عبر الإمام الخمینی عن هذه الواسطة فی الظهور بالنسبة إلى الأسماء بـ «خلیفة الله» و «أصل الخلافة» و قد أسموها فی کتاب العرفان «الوحدة الحقیقیة».
و التعین اللازم للذات الالهیة لإتصاف الذات الإلهیة بالوحدة الحقیقیة هو «التعین الأول» أو «الحقیقة المحمدیة» کما یطلق علیها أهل العرفان[7].
و إن أول تعین إلهی کواسطة لإظهار الأسماء الإلهیة من مقام الغیب «الوحدة المطلقة» و الوحدة الحقیقیة، و جهة بطونها «الأحدیة» و جهة ظهورها مقام «الواحدیة»و یسمونها ظهور الأسماء. و مقام الأحدیة الذاتی و هو جهة بطون أول تعین إلهی هو ما نتحدث عنه و هو الإسم المستأثر الإلهی[8].
- You must be logged in to reply to this topic.