- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حديث الحقيقة عندما سأله كميل بن زياد عنها.
(( الْحَقِيقَةُ كَشْفُ سُبُحَاتِ الْجَلاَلِ مِنْ غَيْرِ إشَارَةٍ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: مَحْوُ الْمَوْهُومِ مَعَ صَحْوِ الْمَعْلُومِ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: هَتْكُ السِّتْرِ لِغَلَبَةِ السِّرِّ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: جَذْبُ الاْحَدِيَّةِ بِصِفَةِ التَّوْحِيدِ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاْزَلِ ، فَتَلُوحُ عَلَي هَيَاكِل التَّوحِيد ءَاثَارُهُ. قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: أَطْفِ السِّرَاجَ فَقَدْ طَلَعَ الصُّبْحُ ! )).بالحقيقة العلوية كانت الحقيقة حقيقة.
الحقيقة أمر لا يكاد يصدق والعيش فيها وبها ،وأمر لا يكاد يتحقق والإنسان مخلوق في تحقيقها.أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هو الإنسان في قوله تعالى في سورة الرحمان ” الرحمـــــــان خلق الإنســـــان علمه البيان …”
بقدر حروف الرحمان خلق الإنسان وهي سبعة .
كيف ظهر هذا الوجود المحير ؟
لا يمكن أن يظهر شيء من لا شيء.
أول ما خلق الله المشيئة الإلهية وخلق بالمشيئة كل الأشياء أول حديث قرأته في بحار الأنوار.
الألف مكون من سبعة نقط متصلة من الأعلى إلى الأسفل والباء كذلك من سبعة نقط .
إذا تأملنا الألف وراءه الباء نجد كلمة أب.
الالف حقيقة طولية وهي حقيقة الرحمان .
الباء حقيقة عرضية وهي حقيقة الانسان.
إذا أضفنا الحقيقة الطولية على الحقيقة العرضية نجد العدد 14 وهذا العدد يمثل المشيئة الإلهية أهل البيت عليهم السلام .
أب باللغة الفارسية يعني الماء وباللغة العربية يعني الوالد.
وهذا تأويل الحديث الشريف المعروف (( أنا وأنت يا علي أبوا هذه الأمة )).
الحقائق هي حقائق أزلية إلهية وإلا لما كانت كذلك.
أمير المؤمنين عليه السلام هو كما وصف نفسه في خطبة معرفة أمير المؤمنين بالنورانية سبق وجوده كل موجود وكان سببا في إظهار كل كرامة ومعجزة بالقوة القدسية الإلهية المودعة في سره.
لا يمكننا معرفة كنه هذه القوة القدسية الإلهية المودعة في أمير المؤمنين عليه السلام فهي من أسرار الولاية المطلقة .
ما هي الولاية المطلقة ؟الولاية المطلقة لأمير المؤمنين عليه السلام هي ولاية تكوينية في ذاته المقدسة فهو ممسوس بذات الله يعني وجوده الحقيقي مرتبط بمرتبة لا يمكن وصفها مطلقا.
الولاية المطلقة هي ولاية حقيقية على كل وجود، على كل الأزمان والأماكن والهيئات الوجودية قبل الخلق وبعده في عالم الأمر وقبله وبعده وفي كل العوالم الإلهية.
الحمد لله الذي جعلنا من الذين لا يكتمون الحقائق حتى وإن كانت في نظر الغير المتعمقين وجوديا هي مجرد عقائد يعتقد بها الشيعة الإمامية الجعفرية الاثنى عشرية.
وما أحلى وأجمل وألذ هذه العقائد عندما تصبح حقائق تعاش بأنفاس الولاية العلوية؟
يجب كتم السر والبوح بالحقيقة؟
عندما تكتم السر وتبوح بالحقيقة فأنت تمسك العصا من الوسط فعصيان أهل البيت عليهم السلام هو فضح سرهم وكتم حقائقهم.
الحقيقة حقيقة والسر سر.
كل من لم يستطع التمييز بين الحقيقة والسر يسقط في عصيان أهل البيت عليهم السلام.
باطن الحقيقة سر غير أن ظاهرها ليس بسر فهو قول وهداية يجب البوح به في كل المواقف والمواطن.إذا استطاع ان يبلغ الشيعي في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام يكون مثل كميل بن زياد كاتما لسر أمير المؤمنين عليه السلام ،ولن يبلغ الشيعي هذه المرتبة المتقدمة والخطيرة إلا إذا كان نفسه وهمه في أمر أهل البيت عليهم السلام ،عن مولانا جعفر الصادق عليه السلام (( نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمه لنا عبادة )) ثم قال ((يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب)).
الشيعي المبتلى في حب الأطهار عليهم السلام أهل البيت هو الذهب الذي تكتب به حقائق أهل البيت عليهم السلام في العالمين. فصفة الشيعي هي الإشاعة وهي كذلك المعرفة والوجاهة فملائكة الرحمان تقدم الشيعي في ديوانها وتستشير معه في ختم أعمالها بإذن الله على أهل المملكة، مملكة الرحمان وسائر المماليك الممتدة في ملك الله.
لا أحد يعرف واقعا وتحقيقا وسرا حقيقة أمير المؤمنين عليه السلام غير أن الكل يراه أنه صاحب كل حقيقة والحقيقة التي بها قامت كل حقيقة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله و أنت ولا يعرفك إلا الله وأنا)).
الله ذات لا معلولة فهو غاية العلل ولا يستدل عليه بعلة فكيف عرف ؟ وهل عرف ؟
الله لا يعرف بل يعلم توحيده في قوله تعالى ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )).
وفي قول أمير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح (يا من دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته ).
سيأتي المسيحي ويقول لنا أنتم يا مسلمون تعيبون ثالوثنا وأنتم تقولون به (الله محمد علي ).
إن الذي سيخرجنا من هذا الثالوث المقدس هو نفسه هذا الثالوث المقدس ، كيف يمكن ذلك ؟؟؟
إن إظهار هذه الحقيقة المغيبة تحتاج إلى ثلاثة أمور وهي كذلك في ذاتها لا تحتاج إلى شيء في أصل وجودها.
الشخص والمرآة والصورة هي ثلاثة أمور ضرورية للوعي بالوجود ، إنها وحدة وجودية متعينة بالعدد ولا عدد. كما قال أميرنا علي بن أبي طالب في التوحيد ( واحد ليس كالعدد).معلمي واستاذي المسافر في غيبات التجلي الإلهي جاءني يوما يقول لي لقد رأيت رؤيا عجيبة لا تكاد تصدق ، رأيت في منامي طاحونة كلما سئلت سؤالا تجيب فتقدمت لسؤالها في دوري فقلت لها من أين أتى علي بن أبي طالب عليه السلام بعلومه هذه فأجابت بقولها لي هذا هو السؤال الوحيد الذي لا يمكنني مطلقا الإجابة عليه. صدق مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما قال العلم نقطة كثرها الجاهلون “مثلنا”.
وها نحن كالفراش ندور حول النقطة فلا نعرف كنهها ،علي بن أبي طالب عليه السلام أعجوبة كل الأزمان حقا.
إن كل ما يمكننا إدراكه في معرفة أمير المؤمنين عليه السلام هو ما قدمته النملة لسليمان عليه السلام كهدية منها وهي فخد جرادة تظن أنها قدمت الشيء الكثير.
كلنا نمل نريد أن نقدم فخذ الجراد لأمير المؤمنين عليه السلام فمهما بلغ فهمنا فهو لن يحيط بمقام أمير المؤمنين عليه السلام أنه مجرد فهم على قدرعقولنا نحن المتملقون القاصرون.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام (( الْعِلْمُ عِلْمَانِ: مَطْبُوعٌ وَمَسْمُوعٌ ، وَلاَ يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ..) .
ويقول أيضا في الإيمان :
( فمن الإيمان ما يكون ثابتاً مستقراً فـي القلوب و منه ما يكون عواري بين القلوب و الصدور إلى أجل معلوم).
وفي الحكمة :
(خذ الحكمة أنى كانت، فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن ).
كل من كان علمه مطبوع وإيمانه مستقر باحثا عن الحكمة أنى كانت ،حتى وإن كانت على لسان المنافق يستطيع أن يؤمن بخطبة أمير المؤمنين عليه السلام الموسومة بخطبة معرفة أمير المؤمنين بالنورانية .يقول أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الخطبة ( رواه سلمان وأبو ذر، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: مَنْ كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه؛ يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية، وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام، وصار عارفاً بدينه مستبصراً، ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب، يا سلمان ويا جندب، إن معرفتي بالنورانية معرفة اللَّه، ومعرفة اللَّه معرفتي، وهو الدين الخالص، بقول اللَّه سبحانه: ‘وما أمروا إلّا لِيَعْبُدوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِيْنَ ‘ (البينة:5) وهو الإخلاص، وقوله: ‘حنفاء’ وهو الإقرار بنبوّة محمد صلى الله عليه و آله و سلم، وهوالدين الحنيف، وقوله: ‘ويقيموا الصلاة’، وهي ولايتي، فمن والاني فقد أقام الصلاة، وهو صعب مستصعب.
‘ويؤتوا الزكاة’، وهو الإقرار بالأئمة، ‘وذلك دين القيمة’ أي وذلك دين اللَّه القيم.
شهد القرآن أن الدين القيم الإخلاص بالتوحيد، والإقرار بالنبوّة والولاية، فمن جاء بهذا فقد أتى بالدين.
يا سلمان ويا جندب، المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شي ء من أمرنا، إلّا شرح اللَّه صدره لقبوله، ولم يشك ولم يرتَبْ، ومن قال لِمَ وكيفَ فقد كفر، فسلموا للَّه أمره، فنحن أمر اللَّه، يا سلمان ويا جندب، إنّ اللَّه جعلني أمينه على خلقه، وخليفته في أرضه وبلاده وعباده، وأعطاني ما لم يصفه الواصفون، ولا يعرفه العارفون، فإذا عرفتموني هكذا فأنتم مؤمنون، يا سلمان قال اللَّه تعالى: ‘وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ’ فالصبر محمد، والصلاة ولايتي، ولذلك قال: ‘وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ’، ولم يقل وإنهما، ثم قال: ‘إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ’ (البقرة:45) ، فاستثنى أهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي، يا سلمان، نحن سرّ اللَّه الذي لا يخفى، ونوره الذي لا يطفى، ونعمته التي لا تجزى، أوّلنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد، فمن عرفنا فقد استكمل الدين القيم.يا سلمان ويا جندب، كنت ومحمداً نوراً نسبِّح قبل المسبّحات، ونشرق قبل المخلوقات، فقسم اللَّه ذلك النور نصفين: نبي مصطفى، ووصي مرتضى، فقال اللَّه عز وجل لذلك النصف: كن محمداً، وللآخر كن علياً، ولذلك قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم:أنا من علي، وعلي منّي، ولا يؤدي عنّي إلّا أنا أو علي. وإليه الإشارة بقوله: ‘وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ’ (آل عمران: 61)، وهو إشارة إلى اتحادهما في عالم الأرواح والأنوار، ومثله قوله: ‘أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ’(آل عمران: 144)، والمراد هنا مات أو قُتل الوصي، لأنّهما شي ء واحد، ومعنى واحد، ونور واحد، اتّحدا بالمعنى والصفة، وافترقا بالجسد والتسمية، فهما شي ء واحد في عالم الأرواح ‘أنت روحي التي بين جنبيّ’ ، وكذا في عالم الأجساد: ‘أنت منّي وأنا منك ترثني وأرثك’ ، ‘أنت منّي بمنزلة الروح من الجسد’. وإليه الإشارة بقوله: ‘صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً’ (الأحزاب: 56) ، ومعناه صلّوا على محمد، وسلّموا لعلي أمره، فجمعهما في جسد واحد جوهري، وفرّق بينهما بالتسمية والصفات في الأمر، فقال: ‘صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ‘، فقال: صلّوا على النبي، وسلّموا على الوصي، ولا تنفعكم صلواتكم على النبي بالرسالة إلّا بتسليمكم على علي بالولاية.
يا سلمان ويا جندب، وكان محمد الناطق، وأنا الصامت، ولابد في كل زمان من صامت وناطق، فمحمد صاحب الجمع، وأنا صاحب الحشر، ومحمد المنذر، وأنا الهادي، ومحمد صاحب الجنة، وأنا صاحب الرجعة، محمد صاحب الحوض، وأنا صاحب اللواء، محمد صاحب المفاتيح، وأنا صاحب الجنة والنار، ومحمد صاحب الوحي، وأنا صاحب الإلهام، محمد صاحب الدلالات، وأنا صاحب المعجزات، محمد خاتم النبيين، وأنا خاتم الوصيين، محمد صاحب الدعوة، وأنا صاحب السيف والسطوة، محمد النبي الكريم، وأنا الصراط المستقيم، محمد الرؤوف الرحيم، وأنا العلي العظيم .
يا سلمان، قال اللَّه سبحانه: ‘يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ’ (غافر: 15) ، ولا يعطي هذا الروح إلّا من فوّض إليه الأمر والقدر، وأنا أُحيي الموتى، واعلم ما في السَّموَات والأرض، وأنا الكتاب المبين، يا سلمان، محمد مقيم الحجّة، وأنا حجّة الحق على الخلق، وبذلك الروح عرج به إلى السماء، أنا حملت نوحاً في السفينة، أنا صاحب يونس في بطن الحوت، وأنا الذي حاورت موسى في البحر، وأهلكت القرون الأولى، أعطيت علم الأنبياء والأوصياء، وفصل الخطاب، وبي تمّت نبوّة محمد، أنا أجريت الأنهار والبحار، وفجّرت الأرض عيوناً، أنا كاب الدنيا لوجهها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا الخضر معلِّم موسى، أنا معلم داود وسليمان، أنا ذو القرنين، أنا الذي دفعت سمكها بإذن اللَّه عز وجل، أنا دحوت أرضها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا المنادي من مكان بعيد، أنا دابة الأرض، أنا كما يقول لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:أنت يا علي ذو قرنيها، وكلا طرفيها، ولك الآخرة والأولى، يا سلمان إن ميّتنا إذا مات لم يمت، ومقتولنا لم يقتل، وغائبنا إذا غاب لم يغب، ولا نلد ولا نولد في البطون، ولا يقاس بنا أحد من الناس، أنا تكلّمت على لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الراجفة، أنا صاحب الزلزلة. أنا اللوح المحفوظ، إليَّ انتهى علم ما فيه، أنا أنقلب في الصور كيف شاء اللَّه، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور اللَّه الذي لا يزول ولا يتغيّر.
يا سلمان، بنا شرف كل مبعوث، فلا تدعونا أرباباً، وقولوا فينا ما شئتم، ففينا هلك وبنا نجي. يا سلمان، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، ورضي عنه، ومن شك وارتاب فهو ناصب، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب.
يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سرّ اللَّه المكنون، وأولياؤه المقرّبون، كلّنا واحد، وسرّنا واحد، فلا تفرّقوا فينا فتهلكوا، فإنّا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت، ولا ينكره إلّا أهل الغباوة، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة،
يا سلمان، أنا أبو كل مؤمن ومؤمنة، يا سلمان، أنا الطامة الكبرى، أنا الآزفة إذا أزفت، أنا الحاقة، أنا القارعة، أنا الغاشية، أنا الصاخة، أنا المحنة النازلة، ونحن الآيات والدلالات والحجب ووجه اللَّه، أنا كتب اسمي على العرش فاستقر، وعلى السَّموَات فقامت، وعلى الأرض ففرشت، وعلى الريح فذرت، وعلى البرق فلمع، وعلى الوادي فهمع، وعلى النور فقطع، وعلى السحاب فدمع، وعلى الرعد فخشع، وعلى الليل فدجى وأظلم، وعلى النهار فأنار وتبسّم . من الناس، أنا تكلّمت على لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الراجفة، أنا صاحب الزلزلة. أنا اللوح المحفوظ، إليَّ انتهى علم ما فيه، أنا أنقلب في الصور كيف شاء اللَّه، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور اللَّه الذي لا يزول ولا يتغيّر.
يا سلمان، بنا شرف كل مبعوث، فلا تدعونا أرباباً، وقولوا فينا ما شئتم، ففينا هلك وبنا نجي. يا سلمان، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، ورضي عنه، ومن شك وارتاب فهو ناصب، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب.
يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سرّ اللَّه المكنون، وأولياؤه المقرّبون، كلّنا واحد، وسرّنا واحد، فلا تفرّقوا فينا فتهلكوا، فإنّا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت، ولا ينكره إلّا أهل الغباوة، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة.
كل من كان إيمانه مستودع وعلمه مسموع وغير باحث عن الحكمة سوف يكذب بما جاء في مضمون هذه الخطبة النورانية فالنور يحرق العابثين الغير الواجدين.كلما جلس المؤمن مع المنافق يسلبه “إيمانه” فيصير خاويا من أي إيمان ، لهذا يتوجس الكثير من الناس في الجلوس مع المؤمنين لأن الجلوس معهم يسبب سلب الإيمان ، فتراهم يحركون ألسنتهم بأذكار حفظوها من قبل حتى يتركون لأنفسهم ما يتاجرون به في سوق الإيمان، فالمؤمن في هذه الحالة يسلب كل إيمان المنافق، كما تسلب الطاقة من جهاز إلى جهاز
أخر.
يقول العارف حيدر الآملي رض في كتابه جامع الاسرار ومنبع الانوار (أول ما يبدو في قلب العارف ممن يريد الله سعادته نور ، ثم يصير النور ضياء ، ثم يصير شعاعا ، ثم يصير نجوما ، ثم يصير قمرا ثم شمسا.فإذا ظهر النور في القلب بردت الدنيا في قلبه بما فيها ، فإذا صار(النور ) ضياء تركها وفارقها ، فإذا صار نجوما ، فارق لذاتها ومحبوباتها ، فإذا صار قمرا ، زهد في الآخرة وما فيها، وإذا صار شمسا لا يرى الدنيا وما فيها ولا الآخرة وما فيها، ولا يعرف إلا ربه، فيكون جسده نورا، وقلبه نورا، وكلامه نورا، ويكون هو نور على نور) .
إن هذا الكلام يدل على أن المؤمن الموالي الذي يصل إلى درجة العرفان الحقيقي يدخل في الولاية التكوينية لأهل البيت عليهم السلام جميعا ويصير بها مدركا لحقيقتهم النورانية المتحكمة في كل شيء والقائمة بأمر رب العالمين في كل شيء .والسلام على سر الأسرار ومشرق الأنوار المهندس في الغيوب اللاهوتية والسياح في الفيافي الجبروتية المصور للهيولي الملكوتية والوالي للولاية الناسوتية أنموذج الواقع وشخص الإطلاق المنطبع في مرايا الأنفس والأمانة الإلهية ومادة العلوم الغير المتناهية الظاهر بالبرهان والباطن بالقدرة والشأن فاتحة مصحف الوجود بسملة كتاب الموجود حقيقة نقطة البائية المتحقق بالمراتب الإنسانية حيدر آجام الإبداع الكرار في معارك الاختراع النير الجلي والنجم الثاقب إمام الأئمة علي بن أبي طالب عليه السلام .
- The forum ‘بحوث السيد يوسف العاملي’ is closed to new topics and replies.