- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
في كتاب الأصول الستة عشر من الأصول الأولية في الروايات وأحاديث أهل البيت عليهم السلام عن زيد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: نخشى ان لا نكون مؤمنين قال: ولم ذاك؟ فقلت: وذلك إنا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام فقال: كلا إنكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج قائمنا فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنين كاملين إذاً لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرت السماء، بل والذي نفسي بيده ان في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة ولو ان الدنيا يجمع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم ثم سقط من عنقه ما شعر بها أي شيء كان على عنقه ولا أي شيء سقط منه لهوانها عليهم، فهم الخفي عيشهم المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض الخميصة بطونهم من الصيام الذبلة شفاههم من التسبيح العمش العيون من البكاء الصفر الوجوه من السهر فذلك سيماهم مثلاً ضربه الله مثلاً في الإنجيل لهم وفي التوراة والفرقان والزبور والصحف الأولى وصفهم فقال: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِْنْجِيلِ) عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر الليل، هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فازوا والله وأفلحوا إن رأوا مؤمنا أكرموه وإن رأوا منافقاً هجروه إذا جنّهم الليل اتخذوا أرض الله فراشاً والتراب وساداً واستقبلوا بجباههم الأرض يتضرعون إلى ربهم في فكاك رقابهم من النار فإذا أصبحوا اختلطوا بالناس لم يشر إليهم بالأصابع تنكبوا الطرق واتخذوا الماء طيباً وطهوراً أنفسهم متعوبة وأبدانهم مكدورة والناس منهم في راحة فهم عند الناس شرار الخلق وعند الله خيار الخلق إن حدثوا لم يُصدقوا وإن خطبوا لم يُزوجوا وإن شهدوا لم يُعرفوا وإن غابوا لم يفقدوا، قلوبهم خائفة وجلة من الله ألسنتهم مسجونة وصدورهم وعاء لسر الله إن وجدوا له أهلا نبذوه إليه نبذا وإن لم يجدوا له أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها وجعلوا على أفواههم أوكية، صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء خزان العلم ومعدن الحلم والحكم وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، أكياس يحسبهم المنافق خرساء وعمياء وبلهاء وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله، إنهم لأكياس فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة صفوة الله أسكنتهم الخشية لله أوعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسره فواشوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم، يا كرباه لفقدهم ويا كشف كرباه لمجالستهم، اطلبوهم فان وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتم بهم في الدنيا والآخرة هم أعز في الناس من الكبريت الأحمر حليتهم طول السكوت بكتمان السر والصلاة والزكاة والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر فذلك حليتهم ومحبتهم يا طوبى لهم وحسن مآب، هم ورّاث الفردوس خالدين فيها ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في الجنان وهم المطلوبون في النار المحبورون في الجنان فذلك قول أهل النار مالنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار فهم أشرار الخلق عندهم فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم فيكون ذلك حسرة لهم في النار فيقولون يا ليتنا نرد فنكون مثلهم فلقد كانوا هم الأخيار وكنا نحن الأشرار فذلك حسرة لأهل النار
- The forum ‘بحوث السيد يوسف العاملي’ is closed to new topics and replies.