● الذات المقدسة اقتضت التوجه من كنه غيب هويتها إلى حضرة الإحاطة بإدراكها نفسها في نفسها لنفسها، فظهر لها جميع ما اندمجت عليه الذات من الشؤون والأحوال والكمالات، فحصل بسبب هذا التوجه نسبة علمية بين الذات وبين نفسها وهو ما يعبر عنه بالتجلي الأول و التعين الأول والحقيقة المحمدية ومقام الأحدية، ثم حصل بتوسط هذا التعين الأول بقية الأسماء الأولية اللازمة للذات.
■ مثال تقريبي:
● في الحكمة المتعالية:
النفس الإنسانية حقيقة واحدة لا يمكن التعرف عليها من حيث هي هي، بل يمكن التعرف عليها من خلال ظهوراتها وشؤونها.
وشؤونها
أحيانا تدرك الكليات فتسمى عقل
وأحيانا تدرك الجزئيات فتسمى خيال
وأحيانا تدرك المعاني فتسمى وهم
وأحيانا تدرك الصور فتسمى حس
فبلحاظ هذه الأفعال نقول أن لها شأن غير الشأن الآخر، وهذه الشؤون أمور اعتبارية نفس أمرية، وهي حيثيات موجودة في الخارج بوجود واحد.
● في الوحدة الشخصية:
يوجد وجود واحد واجب الذي هو الذات التي لا اسم لها ولا رسم ولا تعين، هذه الذات يمكن التعرف عليها من خلال ظهوراتها وشؤونها النفس أمرية، وليست الذات مجموعة هذه الحيثيات، بل الذات شيء لها هذه الحيثيات.
……………………..
من الفوارق بين الرؤية العرفانية وغيرها من الرؤى لمفهوم الوجود أنه :
● في الفلسفة وعلم الكلام : العلاقة بين الخالق والمخلوق، وللعلة والمعلول، تجعل الخالق والعلة والموجد هي الذات مباشرة بلا واسطة. لذلك فإنهم يقولون أن منشأ الخلق هو العلم الذي هو عين ذاته.
● في العرفان: الذات بما هي ذات لا يمكن أن تكون مبدأ ولا علة ولا خالق وإنما يوجد توسط بين الذات والخلق وهو التعين الأول والثاني؛ لأنه يلزم في عدم الواسطة التعين، فيخلق بما هو خالق ويرزق بما هو رازق وهذا باطل في مقام الذات.
وإن الواجب المتصف بالخالق والرازق والعالم والذي يعبر عنه ببسيط الحقيقة كل الأشياء هو التعين الثاني.
………………………..
● مصباح الأنس – الطبعة الحجرية ص 98
” سنقول الحق سبحانه من حيث حقيقته في حجاب عزه، أعني هويته الغيبية الاطلاقية اللاتعينية لا نسبة بينه وبين غيره / في هذا المقام لا يمكن أن يتصور غير / لأن كل نسبة تقتضي تعينا والمفروض فيه عدم التعين أصلا. وعلى هذا الأساس لا يمكن الخوض فيه والتشوق في طلبه لأنه طلب ما لا يمكن تحصيله إلا بوجه جملي”…………” وأما الاعتبار الثاني وهو اعتبار مرتبته فله ظهور “.
…………………………..
س/كيف يحدث الانتقال من مقام الذات إلى ما وراء الذات؟
ج/ بصفة علمه بنفسه في نفسه لنفسه ( الوحدة الحقة الحقيقية للوجود ).