- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 1 week ago by .
-
Topic
-
الـيـن والـيـانـغ/ اليانجإعداد: إميل سمعان
مصطلح الين واليانغ/اليانج يعود إلى الصينيين القدماء وقد إستخدمه اليابانيون أيضاً, ولهذه الكلمتين يوجد معنى كبير لدى أهالي شرق آسيا حتى يومنا هذا. وحسب الفلسفة الصينية فهما تمثلان القوة الخاصة والمسيطرة على الحياة وهي تفسر نشأة الكون منذ الأزل وتوضح أو تعبّر عن الإزدواجية أو الثنائية في نظامنا الكوني. إذ أن لكل موجودٍ ما يقابله, ولا يمكن لشيء أن يكون أو يحدث إذا ما حدث شيء مقابله مثل الليل والنهار الذكر والأنثى. لهذا فلا وجود للين إذا لم يتواجد اليانغ والعكس صحيح.لا يمكن الوصول إلى الدورة الكونية المتكاملة بدون “اليين واليانغ” وذلك عن طريق إيقاع الحياة المتذبذب في الدورة الكونية وبهذه الذبذبة تتم توزيع الطاقة والسلطة بين نور “اليانغ” وهي الطاقة الذكرية وظلمة “اليين” وهي طاقة الأنثى الذين يشكلان بشكل متناوب دائرة من التغييرات, لأن كل ما هو متواجد في الكون عرضة للتغيرات وبالتالي هذا ما يمثل الإختلاف بين الأشياء: من النهار إلى الليل, الحياة والموت, الصيف والشتاء, الأبيض والأسود وإلى ما غيرهم من التناقض.
من هنا نرى بأنه وبالرغم من التناقض الموجود في اليين واليانغ إلا أنهما يمثلان التكامل وبدونهما لا يمكن للكون أن يكتمل وأن يتطور ومن هنا تتمثل هذه الدائرة الأزلية, فبالرغم من التناقضات التي فيما بينهما لا يمكن للكون أن يتكامل بدون الإرتباط بينهما فالإنسان الواحد يحتوي على هاتين الطاقتين من أجل تحقيق التوازن الكوني للطاقة. الرجل والمرأة وبالرغم من إختلافهما البنيوي والفكري والفيزيائي يتحدان ليشكلان الحياة المستقبلية وبالتالي الدائرة الكونية.
ما هو مفهوم الين واليانغ:أجسادنا تتلقى الطاقة من إتجاهين:
الأول: طاقة تأتى من العالم الخارجى فى صورة أشعة شمسية وقمرية وحرارة ورطوبة وموجات صوتية (قوى طرد مركزية) وهى طاقة شديدة التمدد (ين) أو الأنثى .الثانى:
طاقة تأتى من داخل الجسم فى صورة سوائل وطعام والذى يتحول بدوره إلى دم يتم توزيعه داخل جميع أجزاء الجسم (قوى جذب مركزية) وهى طاقة شديدة الإنقباض (يانج) أو ذكر .التفاعل بين هاتين الطاقتين يشكل طبيعة أجسادنا ويمكنها من القيام بوظائفها اليومية. فإن طاقة اليانغ تشكل أعضاء الجسم وأنسجته وتغذيها وطاقة الين
تنشط أعضاء الجسم وتشحنها .القوانين التى يخضع لها اليين واليانغ:1- هناك قوى جذب بين الين واليانغ.2- يتنافر الين مع الين – واليانغ مع اليانغ.3- يتحد الين مع اليانغ بنسب متفاوتة.4- لا يوجد شىء ين كامل متكامل ولا شىء يانغ متكامل أيضاً. ولكن كل شىء يتكون من كلتا الطاقتين بدرجات متفاوتة.5- لا يوجد شىء محايد فإما أن يكون ين أو يكون يانغ.6- الشىء شديد الين – يجذب إليه – الشىء قليل الين والشىء شديد اليانغ ـ يجذب إليه – الشىء قليل اليانغ.7- عندما يصل الين إلى حده الأقصى – يتحول إلى يانغ وعندما يصل اليانج إلى حده الأقصى – يتحول إلى ين وخلال ذلك التحول يمكن التمييز بين 5 حالات للطاقة الحيوية الين واليانغ تسمى العناصر الخمسة أو الطاقات الخمسة.العناصر الخمسة :بتحول اليانغ وإتحاده مع الين تنشأ طاقات العناصر الخمسة وهي: الشجرة والنار والتراب والمعدن والماء لكل منها بطبيعتها الخاصة وفقاً لحصة كل منها من الين واليانغ. تفاعل هذه القوى البدائية يؤدي إلى تحول متجانس ومتناسق فتأخذ دورات الطبيعة مجراها. إن طاقات العناصر الخمسة تمتزج بطرق لا تعد ولا تحصى لكي تنتج الوجود الظاهري. كل الأشياء تحوي على العناصر الخمسة جميعها ولكن بنسب متفاوتة.طاقة الماء :
هى طاقة العنصر المرافقة للشتاء حيث تسود حالة شديدة للين. الشتاء هو فصل السكون والراحة الذي تتكثف الطاقة أثناءه وتصان وتخزن.الماء هو عنصر مركز جداً يحتوي على قوة كامنة هائلة تنتظر أن تُحرر. الماء في جسم الإنسان يرتبط مع السوائل الأساسية كالهرمونات, السائل اللمفاوي, نخاع العظم والأنزيمات, كل هذه السوائل تحتوي على طاقة كامنة هائلة. لونه أسود (أو أزرق), وهو اللون الذي يحتوي جميع الألوان الأخرى بشكل مركز.
في الطبيعة, يُستهلك الماء بالحرارة الزائدة وفى جسم الإنسان, يستنفذ بحرارة الإجهاد والضغط النفسي أو الإنفعالات الزائدة. الطريقة للحفاظ على الطاقة الكامنة للماء هي الهدوء في الحركة وهدوء الأعصابطاقة الشجرة :تنشأ من الطاقة الكامنة للماء خلال المرحلة اللاحقة في الدورة الفصلية وهي الربيع تماماً كما تنمو النباتات من الأرض في أمطار الربيع, هذه هي مرحلة “اليانغ الجديد” في الدورة.طاقة الشجرة متمددة, مبهجة ومتفجرة. إنها الطاقة الخلاقة لـ “حرارة الربيع”, التي توقظ الطريق الإنجابي (الإنتاجي) للنشاط الجنسي. تترافق مع الحيوية والشباب، النمو والتطور.
في جسم الإنسان طاقة الشجرة ترتبط بحركة العضلات ونشاط الأنسجة. لونها أخضر, اللون الحيوي للنمو الربيعي.
طاقة الشجرة تتطلب حرية التعبير وحيزاً واسعاً للتمدد. وإن صدها أو كبتها يؤدي إلى إرتفاع مشاعر الإحباط, الغضب, الغيرة, والركود.
تماماً كما يتطور الربيع بشكل طبيعي إلى صيف, كذلك فإن طاقة الشجرة المغامرة الخلاقة تنضج لتعطي طاقة النارالمزهرة .
طاقة النار :والتي هي طاقة “يانغ مكتمل”. هذا الطور هو الطور ذو الطاقة المعلنة الأكبر في الدورة تكون خلاله طاقة “اليانغ المكتمل” معززة.كل أشكال الحياة تزدهر في الصيف بسبب الحرارة والتوهج المستقر لطاقة النار. طاقة النار تتصل بالقلب والذي هو مركز عواطف وإنفعالات الإنسان وهو العنصر الذي بنبضه وحرارته الثابتين يبقي الدم والطاقة متحركين.
لونها أحمر, اللون الدافئ للنار والدم. يترافق مع الحب والرحمة, الكرم والفرح, الإنفتاح والوفرة.
إن كبت هذه الطاقة يسبب ارتفاع الضغط والهيستيريا ومشاكل قلبية واضطرابات عصبية. نحو نهاية الصيف تأتي فترة فاصلة من التوازن الكامل الذي خلاله تحترق النار حتى نهايتها حيث تلين الطاقة محولةً نفسها إلى طاقة عنصر التراب.
طاقة التربة :خلال هذه المرحلة لا يسيطر لا الين ولا اليانغ وإنما هما في حالة من التوازن الأمثل. هذه الطاقة هي محور الدائرة ونقطة الإرتكاز بين طاقات اليانغ للربيع والصيف وطاقات الين الخريف والشتاء.
طاقات العناصر الخمسة تدندن بتناغم في هذه الفترة معطيةً شعوراً بالراحة والهدوء, السعادة, والاكتمال. طاقة التراب لأواخر الصيف هي الطور والإحساس لونها أصفر كلون الشمس والتراب.
في التشريح البشري ترتبط بالمعدة والطحال والبنكرياس, التي هى في وسط الجسم وتغذي كل أعضاء الجسم. عندما تكون طاقة التراب ناقصة تفسد عملية الهضم وتفقد الأعضاء توازنها بالكامل بسبب التغذية والحيوية غير الكافية.عند إنتقال الصيف إلى خريف, تتحول طاقة التراب إلى طاقة معدن.
طاقة المعدن :تبدأ الطاقة من جديد بالتكثف والإنكماش والإنسحاب بإتجاه الداخل لكي تتجمع وتخزن, تماماً كما تحصد محاصيل الصيف وتخزن في الخريف لاستعمالها في الشتاء. يتم التخلص من النفايات ويحفظ فقط اللب (الجوهر) تحضيراً لطور الماء غير المنتج في فصل الشتاء.في حال فشل الحصاد أو كان قاصراً, لن يكون هناك مخزون كاف من الطاقة خلال الماء/الشتاء لتوليد حلقة قوية وصحية في الشجرة / الربيع اللاحق.
طاقة المعدن تحكم الرئتين اللتين تستخرجان وتخزنان الطاقة الأساسية من الهواء, وتطردان الفضلات من الدم, والأمعاء الغليظة التي تتخلص من الفضلات الصلبة بينما تحتفظ بالماء وتعيد تدويره. لونها هو الأبيض, لون النقاء وجوهر الأشياء. الخريف هو فصل إستعادة الأحداث والتفكر فيها, وفصل الفهم العميق التأملي لرمي الجلد القديم والتخلص من الحمولة الزائدة من الإرتباطات والإنفعالات المتراكمة من فصل الصيف مقاومة هذه الطاقة بالتمسك عاطفياً بالإرتباطات السابقة, قد يسبب شعوراً بالكآبة والأسى والقلق, هذه المشاعر تظهر نفسها فيزيولوجياً على شكل صعوبات في التنفس, ألم في الصدر, مشاكل جلدية وضعف في المقاومة.
حالات الإنفلونزا والرشح والأمراض التنفسية الأخرى, هي مؤشرات شائعة لكبت طاقة المعدن, التي ترتبط بالرئتين.
تماماً كما أن المعدن هو خلاصة منقاة ومكررة من التربة مصنعة بوجود النار, كذلك فإن الخريف هو فصل إستخلاص وتنقية وتكرير العِبَر الأساسية من نشاطات وخبرات الصيف لتحويلها إلى حكمة الشتاء الهادئة.
مثل الين واليانغ تحافظ طاقات العناصر الخمسة على تناغمها الداخلي عن طريق نظام ضبط وتوازن متبادل معروف بإسم دورتي “الدعم” و”التحكم”. هاتان الدورتان تعاكس إحداهما الأخرى وتوازن إحداهما الأخرى, تعملان بشكل متواصل, محافظتين على مجالات القوى القطبية الديناميكية المطلوبة لتحريك وتحويل الطاقات.
في الين واليانغ هناك دورتان: الدورة الداخلية وتسمى أيضاً بدورة الدعم والدورة الخارجية وتسمى بدورة التحكم:1 – دورة الدعم او الخلق:
هي الدورة الخارجية فى العناصر الخمسة وهى دورة خلق الأجيال كالعلاقة التي تربط الأم بإبنها:الماء يولد الشجرة بتغذية نموه.
الشجرة تولد النار بتأمين وقودها.
النار تولد التربة عن طريق تسميدها بالرماد.
التربة تنتج المعدن بالإستخلاص والتكرير.
المعدن يصبح ماءً عندما يُصهر.2- دورة التحكم :
هي الدورة الداخلية فى العناصر الخمسة وهي علاقة إخضاع وسيطرة.الماء يطفىء النار
النار تذيب المعدن
المعدن يقطع الشجرة
الشجرة تخترق التربة
التربة توقف الماءكلما كبرت طاقة عناصر معينة تصبح قوية جداً وتميل إلى ممارسة تأثير تحضيري كبير جداً على العنصر الذي يليها في حلقة الدعم أو الخلق مثل أم طاغية على ولدها. عند هذه النقطة يبدأ العنصر الذي يتحكم بالطاقة الزائدة بالعمل لكي يخضعها ويعيد التناغم.
إن دورات التحكم والخلق تحافظ على توازن وتناغم مستمرين بين طاقات العناصر الخمسة.
بحسب الصينيين القدماء فإن كل مرض يعاني منه كل حي على الكينونة هو ناتج عن خلل في قوى اليين واليانغ داخل الجسم أو العناصر الخمسة الأخرى حتى وأن كان المرض عاطفياً أو نفسياً والعلاج هنا يرتكز بالأساس على معرفة مصدر هذه الحالة من عدم التوازن.إن شكل اليين واليانغ دائري وفي داخل الدائرة يوجد قسمان الأسود وبداخله دائرة بيضاء والأبيض وبداخله دائرة سوداء وبهذا نجد أربعة أجزاء. القسم الأسود يسمى “اليين” والقسم الأبيض يسمى “اليانغ” والخط الفاصل بينهما يعمل على إبقاءهما متحركين ومتغيرين. من الين إلى اليانغ ومن اليانغ إلى الين لا سلطة لواحدة على الأخرى بل هو نظام متوازن ومتكامل فيما بينهما.اليين واليانغ اليين واليانغ/اليانجصفات اليين:الأنثى, الشر, الضعف, الظلمة, البرد, السخن, الداخلي, الشمال, النازل, الحزن, القصير, البطيء, الساكن, القمر,
الليل, الشتاء, النوم, الأرض والخريف.صفات اليانغ:
الذكر, الخير, القوة, النور, الحر, البارد, الخارجي, الجنوب, الصاعد, الفرح, الطويل, السريع, الفعال, الشمس, النهار, الصيف, اليقظة, السماء والربيع.
هذه قائمة جزئية فقط من اليين واليانغ والتي هي بلا نهاية والمقصود منها إيضاح المقصود من ما ذكر سابقاً.
- You must be logged in to reply to this topic.