- This topic has 1 reply, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
…………..حديث المعرفة بالنورانية …………..
روي عن محمد بن صدقة أنه قال : سأل أبوذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنهما يا أباعبدالله ما معرفة الامام أمير المؤمنين عليه السلام بالنورانية ؟ قال : يا جندب فامض بنا حتى نسأله عن ذلك ، قال : فأتيناه فلم نجده .
قال : فانتظرناه حتى جاء قال صلوات الله عليه : ما جاء بكما ؟ قالا جئناك يا أمير المؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية قال صلوات الله عليه : مرحبا بكما من وليين متعاهدين لدينه لستما بمقصرين ،لعمري أن ذلك الواجب على كل مؤمن ومؤمنة ،ثم قال صلوات الله عليه : ياسلمان ويا جندب قالا : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال عليه السلام : إنه لا يستكمل أحد الايمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فاذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام وصار عارفا مستبصرا ، ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب .ياسلمان ويا جندب قالا : لبيك ياأمير المؤمنين ، قال عليه السلام : معرفتي بالنورانية معرفة الله عزوجل ومعرفة الله عزوجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى : ” وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ” (.سورة البينة)
يقول : ماامروا إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وهو الدين الحنيفية المحمدية السمحة ، وقوله : ” يقيمون الصلاة ” فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة وإقامة ولايتي صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ،فالملك إذا لم يكن مقربا لم يحتمله ، والنبي إذا لم يكن مرسلا لم يحتمله والمؤمن إذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله ،
قلت : يا أمير المؤمنين من المؤمن وما نهايته وما حده حتى أعرفه ؟ قال عليه السلام : يا أبا عبد الله قلت : لبيك يا أخا رسول الله ، قال : المؤمن الممتحن هو الذي لا يرد من أمرنا إليه بشئ إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتب ( لم يرتد) .
اعلم يا باذر أنا عبدالله عزوجل وخليفته على عباده لا تجعلونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته ، فان الله عزوجل قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم فاذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون .
قال سلمان : قلت : ياأخا رسول الله ومن أقام الصلاة أقام ولايتك ؟ قال : نعم يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز : ” واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ” ( سورة البقرة /45 )
فالصبر رسول الله صلى الله عليه وآله والصلاة إقامة ولايتي ، فمنها قال الله تعالى : ” وإنها لكبيرة ” ولم يقل : وإنهما لكبيرة لان الولاية كبيرة حملها إلا على الخاشعين ، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون ، وذلك لان أهل الاقاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية يقرون لمحمد صلى الله عليه وآله ليس بينهم خلاف وهم مختلفون في ولايتي منكرون لذلك جاحدون بها إلا القليل .
وهم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال : ” إنها لكبيرة إلا علي الخاشعين ” وقال الله تعالى في موضع آخر في كتابه العزيز في نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفي ولايتي فقال عزوجل : ” وبئر معطلة وقصر مشيد ” ( الحج /15 ) فالقصر محمد والبئر المعطلة ولايتي عطلوها وجحدوها ، ومن لم يقر بولايتي لم ينفعه الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ألا إنهما مقرونان .
وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نبي مرسل وهو إمام الخلق ، وعلي من بعده إمام الخلق ووصي محمد صلى الله عليه وآله ، كما قال له النبي صلى الله عليه وآله : ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” وأولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد ، فمن استكمل معرفتي فهو على الدين القيم كما قال الله تعالى : ” وذلك دين القيمة ” ( البينة/5) وسابين ذلك بعون الله وتوفيقه .
…..يتبع …..بالمنشور الثاني….
- You must be logged in to reply to this topic.