- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
ما هو التوحيد ؟
هل هو اعتقاد ديني أو نظرية فلسفية أو طقوس دينية؟
التوحيد هو مطلب كل مخلوق من حيث الوعي والإدراك ومن حيث الجهل ولا مبالاة، فكيف ذلك ؟
إن الذي يخلق التوجه والرغبة والابتهاج واللذة والحركة في كل مخلوق خلقته الإرادة الإلهية في الخلق والوجود هو التوحيد.
فهذا طفل الإنسان يبحث عن ثدي أمه مباشرة بعد الولادة يريد الوحدة مع أمه ، وهذا الشاب اليافع يبحث عن الزواج مريدا الوحدة مع نفسه ، وهذه رياح باردة تبحث عن رياح ساخنة لتشكل المطر. وهذه غمامة سالبة تبحث عن غمامة موجبة لتمطر.
التوحيد هو حالة وجودية صادقة في الحياة كل من دخله يكون في جنة من الوساوس والتسويلات ، لذا جاءت شريعة خاتم الرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتوحيد لتخلص الإنسانية من الشرك وشكر ألهة وهمية صنعتها لهم أهواؤهم المضلة لأن التوحيد المحمدي الأصيل يخلص الإنسان المؤمن من الضياع، من الوهم ، من الفتنة التي تصيب العقول الضعيفة الغير المتأملة في مصير الإنسان فجاءت الأية (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )) سورة الأنبياء — 107 ، بعدما جاءت أخرى تؤكد على أن الخلاص الحقيقي هو التوحيد في قوله ((أَجَعَلَ الْآلِهَة إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْء عُجَاب )) سورة ص 5 فالإنسان الذي كانت تتقاسمه عدة آلهة وهمية وجد نفسه في شريعة خاتم الرسل جميعا مع أله واحد قادر عظيم كبير مفسرا كل شيء، ومبينا كل شيء في قرآن جامع لكل سر وعلم ومعرفة وحكمة، فصار بهذه الرحمة الواسعة متعجبا لا يصدق ما صار إليه من الفهم واللذة والتوحد مع مبدأ المبادئ كلها.
فكيف ضاع كل ذلك في حاضرنا هذا؟
ضاع هذا التوحيد المخلًص في وجودنا وفي حاضرنا لأن أتباع الديانات تعصبوا لدينهم فحاربوا الخير كله من حيث أنهم ظنوا انهم يحافظون عليه من وجهة نظرهم ، ولأن أتباع الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لم يتابعوا النور الذي أنزل مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو العترة النبوية أهل البيت عليهم السلام . في قوله (( أهل بيتي فيكم كسفينة نوح فمن ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) . وفي كتاب الله في سورة النور (( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) .(35)
النور إسم إلهي خاص أنزل مع الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لكي ترجع الإنسانية من حيث كان مبدؤها في نشأتها الأولى فوجود النور في حياتنا ووجودنا هو الخلاص الحقيقي من كل شرك وظلم وضلال ووهم لأن به وحده يكشف عن كل ما خفي عنا.
جاء عن أهل البيت عليهم السلام هذه الرواية ((مَنْ أجابَ عَنِ التَّوْحيدِ بِعِبارَةٍ فَهُوَ مُلْحِدٌ ، وَ مَنْ أشارَ إلَيْهِ بِإشارَةٍ فَهُوَ زِنْديقٌ ، وَ مَنْ أوْمَي إلَيْهِ فَهُوَ عابِدُ وَثَنٍ ، وَ مَنْ نَطَقَ فيهِ فَهُوَ غافِلٌ ، وَ مَنْ سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ جاهِلٌ ، وَ مَنْ وَهَمَ أنَّهُ (إلَيْهِ) واصِلٌ فَلَيْسَ لَهُ حاصِلٌ ، وَ مَنْ ظَنَّ أنَّهُ (مِنْهُ) قَريبٌ فَهُوَ (عَنْهُ) بَعيدٌ ، وَ مَنْ (بِهِ) تَواجَدَ فَهُوَ (لَهُ) فاقِدٌ )).
وجاء أيضا في جواب أمير المؤمنين عليه السلام كميلا في سؤاله عن الحقيقة ؟ ((مَا الْحَقِيقَةُ ؟! قَالَ: مَا لَكَ وَ الْحَقِيقَةَ ؟! قَالَ: أَوَ لَسْتُ صَاحِبَ سِرِّكَ ؟! قَالَ: بَلَي ! وَلَكِنْ يَرْشَحُ عَلَيْكَ مَا يَطْفَحُ مِنِّي ! قَالَ: أَوَ مِثْلُكَ ُيخَيِّبُ سَآئِلاً ؟! قَالَ: الْحَقِيقَةُ كَشْفُ سُبُحَاتِ الْجَلاَلِ مِنْ غَيْرِ إشَارَةٍ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: مَحْوُ الْمَوْهُومِ مَعَ صَحْوِ الْمَعْلُومِ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: هَتْكُ السِّتْرِ لِغَلَبَةِ السِّرِّ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: جَذْبُ الاْحَدِيَّةِ بِصِفَةِ التَّوْحِيدِ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاْزَلِ ، فَتَلُوحُ عَلَي هَيَاكِل التَّوحِيد ءَاثَارُهُ. قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: أَطْفِ السِّرَاجَ فَقَدْ طَلَعَ الصُّبْحُ ! )).
التوحيد الشهودي هو نور يشرق من صبح الأزل ، ولا سبيل لهذا النور المشرق إلا بمعرفة أهل المعرفة، أهل البيت عليهم السلام حق المعرفة ولا يتم ذلك كله إلا بالدعاء بدعائهم في حضرتهم عليهم السلام
- The forum ‘بحوث السيد يوسف العاملي’ is closed to new topics and replies.