- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
دولة الحب الذاتي الإلهي
يقول مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام
(الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا وكفى بي فخرا ان تكون لي ربا ، أنت كما أحب ،فاجعلني كما تحب )”2″.
الكل يدعو في مدرسة أهل البيت عليهم السلام بهذه المناجاة العلوية العشقية غير أن الكثير وهم كذلك ما زالوا لم يشهدوا تحققها الفعلي والذوقي في كياناتهم ، فالله محب للسلام والعدل فهل تحقق السلام القائم والعدل القائم يعني هل هو ظاهر للكل ؟
يقول السهروردي المقتول في كتابه هياكل النور: (يا قيوم، أيِّدنا بالنور، وثبِّتنا على النور، واحشرنا إلى النور). هنا السهروردي يدعو الله باسمه الأعظم الذي هو إمام الزمان القائم صلوات رب العزة عليه لكي يؤيده بنوره ويثبته عليه ويحشره إليه ؟ فما سر ذلك ؟
فالسر في ذلك كون أهل البيت عليهم السلام هم الوسيلة والغاية فكيف ذلك؟ .
الله سبحانه وتعالى يحب ذاته المقدسة وهذه الذات حبها في ذاتها له تعينات في عالمي الخلق والأمر وهذا الحب يتجلى في الاسم الذي خرج منه واليه ( المعصومون جميعا ) وهو الاسم الأعظم في الهوية الغيبية.
———————————————–
“1” سورة البقرة 45
“2” الخصال: للصدوق ص420
79
إن هذا الحب الذاتي الإلهي يتجلى في الأربعة عشر معصوما الذين هم نور قبل الخلق قبل عالمي الروح والمادة ، حيث جاء في رواية عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم حين لا سماء مبينة ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولاجنة ولانار . فقال العباس كيف كان بدء خلقكم؟ قال ياعم: لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا , تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا,ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين فكنا نسبحه حين لا تسبيح , ونقدسه حين لا تقديس , فلما أراد الله تعالى أن ينشىء خلقه فتق نوري فخلق منه العرش , فالعرش من نوري ونوري من نور الله ونوري أفضل من العرش ,ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور علي وعلي أفضل من الملائكة, ثم فتق نور إبنتي فخلق منه السماوات والأرض من نور إبنتي فاطمة ونور إبنتي فاطمة من نور الله وإبنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض ,ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر, ففتق نور ولدي
الحسين فخلق منه الجنة وحور العين ,فالجنة وحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين..)”1″
أهل البيت عليهم السلام كانوا قبل الخلق وهم كما كانوا قبله هم باقون بعده يعني نور مجرد عن الصفات البشرية ، فأول صادر عن الذات المقدسة هم هذه الأنوار المقدسة وفي دولة المهدي عليه السلام سوف نحيا معنى المحبة الإلهية لهذه الذوات ونحن نعيش في حضرة القائم الفاتح للأسرار الغيبية الإلهية مولانا بقية الله في الأرضين الحاضر في الأفكار الغائب عن الأبصار المراقب الفاعل بإذن الجبار.
- The forum ‘بحوث السيد يوسف العاملي’ is closed to new topics and replies.