ضرورة معرفة الخطة الإلهية

  • Creator
    Topic
  • #256
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,176

    لإنسان مخلوق إلهي لذا وجب عليه أن يعرف مراد خالقه فيه .
    لن يهتدي الإنسان إلى معرفة خالقه إلا بمعرفة الخطة الإلهية من أولها إلى أخرها في خلقه.
    يقول مولى الموحدين والعارفين أمير المؤمنين عليه بن أبي طالب عليه السلام( رحم الله امرءاً عرف من أين وفي أين وإلى أين).
    لم يقل رحم الله امرءا علم من أين وفي أين وإلى أين ؟؟؟
    المعرفة ليست هي العلم ؟
    المعرفة هي تذكير لشيء يعلمه الإنسان من قبل؟
    الإنسان مخلوق يعلم بخالقه فطريا لذا وجب التذكير بهذا المعلوم عن طريق التعرف والرسالة والنبوة والولاية .
    المعرفة والرسالة والنبوة والولاية هي أرٍكان الخطة الإلهية برمتها.
    في المنظومة الوجودية لا يوجد شيء إلا وهو مرتبط بأمر هو أعلى منه مرتبة وجودية.
    الإنسان كشيء مخلوق في المنظومة الوجودية هو مرتبط بالإنسان الكامل الإلهي.
    لا يمكن مطلقا معرفة الإنسان لهويته ومساره الوجودي إلا بالتحقق بالإنسان الإلهي الكامل.
    كل مسار وجودي يدور حول محور وجودي ومسار الإنسان المخلوق الإلهي يدور حول محور الإنسان الكامل .
    الأرض تدور حول الشمس والشمس تدور حول محور الشموس المخلوقة كلها في المنظومة الوجودية وهذا المحور هو الإنسان الكامل الإلهي المسمى شمس الشموش.
    الخروج من المتاهة والعادة والحجب والشرنقة يوقع الإنسان الآلهي والمتلاهي بمعاشه الأرضي إلى معرفة الإنسان السابح في ملكوت الله الأكبر.
    من رحمة الله بعباده أنه لا يقع في هذه المعرفة الشهودية إلا أناس معدودون وإلا لكان الخلق عذاب مستمر؟ فمتابعة الزمن الإلهي يحتاج في حقيقتة الواقعية إلى تنزل عبر محاور وجودية والإنسان الكامل الإلهي أحد هذه المحاور.
    الإنسان الكامل رحمة الله في الخلق.
    جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )).
    ويقول أيضا :
    ((ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون‏،‏ لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون)).
    لكي ينجو الإنسان من وهمه ومتاهته وعذابه عليه أن يعرف الإنسان الكامل الإلهي لكي يدخل في هذه الخطة الإلهية والرحمة الموصولة.
    في كل عصر يعيشه الإنسان وهو يتنعم بشيء ما يجب عليه وهو في تلك الحالة التعرف على حقيقة هذا التنعم وإلا سيكون قد فاته أمر وجودي إلهي سوف يعاقب عليه.
    وفي هذا السياق وجب علينا تذكير أنفسنا بوجود أناس وجدوا في هذه الغاية الإلهية وهم أهل البيت عليهم السلام الأربعة عشر، فإذا ما نظرنا لتقسيمات مفاصل يدنا مثلا الخمسة وجدناها أربعة عشر ( 14 ) مفصلا فلا يوجد شيء في وجودنا وتكويننا اعتباطا ، لذا وجب علينا التنبه والتفطن!!.
    الغافلين عن هذا العطاء الالهي هم شر الدواب على الأرض!! .
    من لم يدرك جنة النعيم لا يدخل الفردوس الأعلى ولا أي جنة أخرى فما هي جنة النعيم يا ترى ؟
    جنة النعيم هم أهل البيت عليهم السلام الأربعة عشر ( 14) .
    1+4=5
    الإنسان الذي يستطيع أن يشكر هذه النعمة يزداد والذي ينكر هذه النعمة يحرم .
    الله شاكر لمن شكره .
    كل إنسان دخل في هذه المنظومة الوجودية الإلهية يستطيع التعرف على أول نعمة وهي الإيجاد وبشكرها يستطيع الترقي في مراتب الوجود.
    يحمل الإمام المهدي عليه السلام العدد 14 وهذا العدد هو رمز البصيرة الإلهية لأنه بقية الله في الأرض لذا كل من تخلف أو تجاهل في عيشه هذا المعنى يفقد الكثير من مقومات الأستمار في الخطة الإلهية المرسومة في هذه الرحمة الموصولة أهل البيت عليهم السلام.
    مذهب أهل البيت عليهم السلام ليس مذهبا أرضيا عقائديا بل هو مذهب وجودي له دور في التكوين الإلهي والعرفاء وحدهم وخصوصا منهم الكونيين يعرفون خطر أهل البيت عليهم السلام ومرتبتهم الوجودية .
    السباحة في هذا الوجودي الإلهي تحتاج إلى تبصر إلهي وجودي وأهل البيت عليهم السلام هم أركان هذه الهداية الخاصة وربان السفينة الوجودية الإلهية التي بها يأمن الإنسان الإلهي المخلوق في إرادتة تعالى على وجوده وراحته الأبدية.

  • The forum ‘بحوث السيد يوسف العاملي’ is closed to new topics and replies.