- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
روي عن المفضل بن عمر أنه قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول:
إن أمير المؤمنين عليه السلام بلغه عن عمر بن الخطاب شئ، فأرسل سلمان وقال له:
قل له: بلغني عنك كيت وكيت، وكرهت أن أعتب عليك في وجهك، فينبغي أن لا تذكر في إلا الحق [فقد أغضيت على القذى] (3) إلى أن يبلغ الكتاب أجله.
فنهض إليه سلمان وأبلغه ذلك وعاتبه [ثم أخذ في ذكر مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ووصف فضله وبراهينه].
فقال عمر: يا سلمان عندي كثير من عجائب علي، ولست أنكر فضله.
فقال سلمان: حدثني بشئ مما رأيته، فقال عمر: نعم يا أبا عبد الله، خلوت ذات يوم بابن أبي طالب في شئ من أمر الخمس، فقطع حديثي وقام من عندي وقال:
مكانك حتى أعود إليك فقد عرضت لي حاجة. فخرج فما كان بأسرع من أن رجع وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير، فقلت له: ما شأنك؟
قال: أقبل نفر من الملائكة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله يريدون مدينة بالمشرق يقال لها ” جيحون ” (1) فخرجت لاسلم عليهم، فهذه الغبرة ركبتني في سرعة المشي.
فضحكت تعجبا حتى استلقيت على قفاي، فقلت: رجل مات وبلي وأنت تزعم أنك لقيته الساعة، وسلمت عليه؟! هذا من العجائب!
فغضب ونظر إلي وقال: أتكذبني يا بن الخطاب؟!
فقلت: لا تغضب وعد إلى ما كنا فيه، فان هذا الامر مما لا يكون.
قال: فان أريتكه حتى لا تنكر منه شيئا، استغفرت الله مما قلت؟
قلت: نعم. فقال: قم معي. فخرجت معه إلى طرف المدينة، فقال: اغمض عينيك.
فغمضتهما فمسحهما بيده ثلاث مرات، ثم قال: افتحهما.
ففتحتهما، فإذا أنا – والله – يا أبا عبد الله برسول الله في نفر من الملائكة لم أنكر منهم شيئا، فبقيت – والله – متحيرا أنظر إليه، فلما أطلت قال لي: هل رأيته؟ قلت: نعم.
قال: غمض عينيك، فغمضتهما، ثم قال: افتحهما. ففتحتهما، فإذا لاعين ولا أثر.
قال سلمان: [فقلت له:] هل رأيت من علي عليه السلام غير ذلك؟
قال: نعم، لا أكف عنك، استقبلني يوما وأخذ بيدي ومضى بي إلى ” الجبانة ” (2) فكنا نتحدث في الطريق، وكان بيده قوس [فلما خلصنا إلى (3) الجبانة] رمى بقوسه من يده، فصار ثعبانا عظيما مثل ثعبان عصا موسى عليه السلام ففغر فاه وأقبل نحوي ليبلعني فلما رأيت ذلك طارت روحي من الخوف وتنحيت، وضحكت في وجه علي وقلت: الأمان، أذكر ما كان بيني وبينك من الجميل.
فلما سمع هذا القول مني ضرب بيده إلى الثعبان وأخذه، فإذا هو قوسه التي كانت في يده، ثم قال عمر: يا أبا عبد الله فكتمت ذلك عن كل واحد وأخبرتك به إنهم أهل بيت يتوارثون هذه الأعجوبة كابرا عن كابر، ولقد كان عبد الله وأبو طالب يأتون بأمثال ذلك في الجاهلية، وأنا لا أنكر فضل علي وسابقته ونجدته وكثرة علمه فارجع إليه واعتذر عني إليه، وأنشر (1) عليه بالجميل.نوادر المعجزات – محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) – الصفحة 50
- You must be logged in to reply to this topic.