ما هو علم الله؟ وماهية وجودنا في علمه ؟
الجواب/
في بادئ الأمر .. تدبر في تلك الروايات ..
عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ( منه النور ) ، قال: قلت له:
أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس كان في علم الله؟
قال: فقال: بلى قبل أن يخلق السماوات والأرض.
وعنه كذلك ، قال: سألته – يعني أبا عبد الله ( منه النور )
هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله عز وجل؟ قال: لا، بل كان في علمه قبل أن
ينشئ السماوات والأرض.
وعن جابر الجعفي ، قال: قال أبو جعفر ( منه النور ) : إن الله تباركت أسماؤه وتعالى في علو كنهه
أحد، توحد بالتوحيد في توحيده، ثم أجراه على خلقه، فهو أحد، صمد، ملك
قدوس، يعبده كل شئ ويصمد إليه، فوق الذي عسينا أن نبلغ ربنا، وسع
ربنا كل شئ علما.
وعن الحسين بن بشار محدثا
عن أبي الحسن علي بن
موسى الرضا ( منه النور ) ، قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان
يكون أو لا يعلم إلا ما يكون؟
فقال: إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون
الأشياء، قال الله عز وجل: (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون)
وقال لأهل النار:
(ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) فقد علم الله عز وجل أنه لو ردهم
لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لما قالوا .. (أتجعل فيها من يفسد فيها وسيفك
الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها، فتبارك ربنا تعالى علوا كبيرا خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء، كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا.
وحدثنا صفوان بن يحيى، عن عبد الله
ابن مسكان، قال: سألت أبا عبد الله ( منه النور ) عن الله تبارك وتعالى أكان يعلم المكان قبل
أن يخلق المكان. أم علمه عندما خلقه وبعد ما خلقه؟
فقال: تعالى الله، بل لم يزل عالما بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعد ما كونه، وكذلك علمه بجميع الأشياء
كعلمه بالمكان.
وعن الفضل بن شاذان، قال:
سمعت الرضا علي بن موسى ( منه النور ) ، يقول في دعائه: سبحان من خلق الخلق بقدرته، وأتقن ما خلق
بحكمته، ووضع كل شئ منه موضعه بعلمه، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وليس كمثله شئ وهو السمع البصير.
وعن منصور الصيقل، عن أبي عبد الله ( منه النور )
قال: إن الله علم لا جهل فيه، حياة لا موت فيه، نور لا ظلمة فيه.
و عن عبد الأعلى، عن العبد الصالح موسى بن جعفر ( منه النور ) ، قال: علم الله لا يوصف منه بأين، ولا يوصف العلم من الله بكيف، ولا يفرد العلم من الله، ولا يبان الله منه، وليس بين الله وبين علمه حد .
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ( منه النور ) يقول: لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة ذاته ولا مقدور، فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم والسمع على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور، قال: قلت:
فلم يزل الله متكلما؟ قال: إن الكلام صفة محدثة ليست بأزلية، كان الله عز وجل
ولا متكلم ..
وعن حماد بن عيسى، قال: سألت أبا عبد الله ( منه النور ) فقلت:
لم يزل الله يعلم؟
قال: أنى يكون يعلم ولا معلوم،
قال: قلت: فلم يزل الله يسمع؟
قال: أنى يكون ذلك ولا مسموع،
قال: قلت: فلم يزل يبصر؟
قال: أنى يكون ذلك ولا مبصر،
قال: ثم قال: لم يزل الله عليما سميعا بصيرا،
ذات علامة سميعة بصيرة
الآن إلتفت لما سابين لك ..
ذات علامة .. فإن كانت الذات علامة فيكون العلم غير الذات .. لا غير الله .. لان الله أسم للذات ..
والعلم ذاته ولا معلوم ..
فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم ..
وقع العلم منه على المعلوم .. وهو معلوم عنده قبل أن يحدثه .. اي يظهره ..
والمحدث يحتاج إلى زمان ومكان ليظهر .. فخلق الزمان والمكان حين الحدث .. اي إن الزمان والمكان في ذات المعلوم لا في ذات العالم ..
لذا لن يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله عز وجل .. كما أخبرنا المعصوم ( منه النور )
فإن كنا في علمه لم نكن في ذاته .. لانه إن كنا في ذاته كنا آلهة معه ..
فقط لتبسيط المطلب
هنالك سؤال مهم / وبشكل مبسط
هل عندما كنا في علمه كان كل واحد منا له وعيه الخاص أم كان وعينا واحد أحد؟
والسؤال الآخر المرتبط به /
إن كنا بوعي واحد أو منفصلين بوعينا عن البعض هل
كنا كجزء من علمه إن صح التعبير .. متصلين به جلت قدرته .. ام إننا لم نكن كذلك ؟
الجواب كالآتي/
كان وعينا واحد في علمه ومتجزء في المعلوم اي ( الحدث أو الخلق ) ..
ونعم كنا جزءا من علمه لا بمعنى التجزئة .. لان علمه بنا واحد لا يسبق أحدنا الآخر في العلم ويسبق أحدنا الآخر في المعلوم ..
والمطلب عميق ودقيق ويحتاج إلى توفيق ..
فمن أراد الأزدياد سأنشر منشورا خاصا مفصلا عن علم الله بتفصيل لم يتطرق إليه أحد.. بمشيئة الله وآل الله .