- This topic has 13 replies, 1 voice, and was last updated 5 months ago by .
-
Topic
-
للكاتب : كشف المكنون- ضياء المقداد
في معرفة الشق الحسابي للكشف – 1
——————————————–
ورثنا من الأقدمين نظاماً حسابياً إرتبط مع حروف اللغة العربية سمّي بحساب الجُمّل بضم الجيم وتشديد الميم, وسيتضح لنا بعد تبيانه أنه ببساطة حساب للجُمَل بفتح الميم, فيتفق معنى الإسم مع مضمون الحساب والمراد منه, هذا النظام الحسابي أيها الأعزة أعطى لكل حرف في اللغة عدداً خاصاً به, وهو على الشكل المبيّن في الصورة أدناه.
عند هذه النقطة يتبادر سؤالين في الأذهان..
أولهما لماذا الحروف العربية مرتبة على هذا الأساس ؟
والثاني لماذا تم توزيع الأرقام والأعداد بهذا النمط على الحروف ؟..
هذا ما سيتم التركيز عليه للإجابة عنه في المنشورات القادمة, وأما ما نفع الأرقام أساساً للإرتباط بالحروف فهذا ما سنترك إجابته للقراء الكرام كلُ حسب تقديره للموضوع بعد أن يتعرفوا على الكشف ومضامينه.
في معرفة الشق الحسابي للكشف – 2
——————————————–
أتت النظرة الأكادمية بمسألة ترتيب الحروف لتقول لنا أن أول أبجدية وجدت في التاريخ هي الأبجدية الفينيقية, وهم قاطني السواحل اللبنانية وحضارتهم معروفة, وهم أهل الحرف وأول من فصل الألفاظ المنطوقة إلى حروف مكتوبة, وتلقف منهم الإغريق والرومان هذه المنظومة وأعتمدوها في التدوين وحفظ أمورهم (وخصوصاً في معاملاتهم التجارية عبر البحر المتوسط) لسهولتها مع مدى قدرتها على التفصيل, وأدخلوا عليها تعديلاتهم الخاصة في الحروف المنطوقة بلغاتهم, وقبل إكتشاف هذه المنظومة الحرفية للكتابة والتدوين كان النظام الهيروغليفي في مصر وقبله المسماري في وادي الرافدين من العراق هو المتبع, وهذا كان إختصاراً للنظرة الأكاديمية حول تاريخ الكتابة المعاصرة.
نقتبس هنا مسألة مما تم ذكرها في النظرة الأكادمية حول حروف العلة المنطوقة إغريقياً ولاتينياً والتي تشكلت عن الأصل من الحروف الفينيقية.
The Greek and Latin vowels were formed from these letters in the Phoenician alphabet
A – aleph – حرف الألف
E – he – حرف الهاء
I – yodh – حرف الياء
O – ayin – حرف العين
U – waw – حرف الواو
وبنظرة على الحروف الفينيقية وترتيبها نجد أنها مطابقة بالتمام لحروف اللغة العربية إلا ما زاد من حروف منطوقة في اللغة العربية عن الفينيقية تم ترتيبها بعد آخر حرف فينيقي وهو حرف التاو الذي يقابله حرف التاء في اللغة العربية, والصورة أدناه تبين المكتوب.
إلى هنا نكون أجبنا عن سؤال طريقة ترتيب الحروف الأبجدي, وأما الترتيب الأبتثي (أ ب ت ث) فهو ترتيب حديث للحروف لم نهتم به أساساً, وهناك تراتيب أخرى حسب المخرج النطقي لكل حرف لا تهمنا في موضوعنا, وفي القادم سنكتشف ما هو أعمق من النظرة الأكادمية بخصوص بداية الكتابة بالمنظومة الحرفية, ونكتفي بها اللحظة لتبيان أصل الترتيب الحرفي.في معرفة الشق الحسابي للكشف – 3
——————————————–
مسألة الأرقام المرتبطة على هذا الشكل وبهذا النسق مع حروف اللغة لها جذورها الممتدة عبر الزمان والموغلة قدماً في التاريخ, وهي متبعة مع أكثر الأبجديات القديمة إذا لم يكن الأمر حاصلاً مع جميعها, وعلى أقل تقدير تجدها في زمننا متبعة في اللغة العبرية, ومن قبل متبعة في اللغة الإغريقية واللغات التي تفرعت من اللاتينية.
وبغض النظر عن خلاف الأنماط الرقمية المستحدثة التي إرتبطت مع الأبجديات الحديثة إلا إن أصل المسألة يبقى متبعاً, وهو أن لكل حرف رقماً يوازيه, فمثلاً حروف اللغة الإنجليزية حالياً لها نمط رقمي تسلسلي من 1 إلى 26, لكن كل الأبجديات القديمة إرتبط بها النمط الأحادي العشاري المائوي الذي نحن بصدد تفسيره, وسنطلق عليه تسمية النمط (أعم) كناية عن نسقه الأحادي العشاري المائوي وإختصاراً لإسمه عند الإشارة إليه في القادم.
ونختم هذا المنشور بمقتطف قصير من كلام مأثور عن فيثاغورس كحلقة وصل بيننا وبين الماضي القديم وشهادة منه تفيد الموضوع, يقول فيه ما مفاده:
وفقاً لفيثاغورس: ..(تستعمل اللغات نظاماً رقمياً, وخصوصاً اللغات القديمة)..
According to Pythagoras : ..”languages use a numbering system, especially ancient languages”..في معرفة الشق الحسابي للكشف – 4
——————————————–
بعد الشرح المقتضب حول تاريخ الترتيب الأبجدي للحروف وإرتباطها مع النمط الرقمي أعم, وصلنا إلى مرحلة التحقيق فيهما..
وحيث إصطفى الرحمن اللغة العربية لتكون لغة رسالته الخاتمة للعالمين, فإن خير ما نعتمد عليه كمرجع للغة العربية هو القرآن الكريم, ونرى فيه أن المولى جل جلاله الكريم قد إختص بالذكر حروفاً معينة في أوائل تسعة وعشرين سورة تم تسميتها بالحروف المقطعة لأنها تلفظ بشكل منفصل, وتم تسمية السور بالفواتح لإفتتاحها بهذه الحروف المقطعة, ومن هذه النقطة يبدأ تحقيقنا في الترتيب الأبجدي.
عند إحصائنا لهذه الحروف نجد أنها أربعة عشر حرفاً أي نصف عدد الحروف العربية, سميت بالحروف النورانية لِما أعطى لها المولى عز وجل من خصوصية بالذكر في أول آيات فواتح السور, وباقي الحروف سميت بالظلمانية نقول ربما بسبب التناصف الحاصل ومسألة عدم ذكرها مقطعة ما أجاز مبدأ التناظر على مستوى الإسم.
وبما أننا بدأنا بالتكلم عن مفهوم هندسي هو التناظر, قمنا بتقسيم الحروف العربية بشكل هندسي إلى أربعة سطور متساوية حيث يتكون كل سطر من سبعة حروف كما يظهر في الصورة, ووضعنا بعد ذلك علامة لكل حرف نوراني, فظهر لنا مشهداً هندسياً يمجد الرب وبالحق يشهد.
لاحظوا معي السطر الأول والسطر الثالث للحروف في الصورة أدناه..
الأول: بدأ بحرف نوراني, يليه ثلاثة حروف ظلمانية, بعدهم حرف نوراني, وينتهي بحرفين ظلمانيين.
الثالث: إنتهى بحرف ظلماني, قبله ثلاثة حروف نورانية, يسبقهم حرف ظلماني, ويبتدأ بحرفين نورانيين.
وأنظروا إلى السطر الثاني والرابع حيث أولهما جميع حروفه نورانية والثاني حروفه بأكملها ظلمانية, مشهد في حقيقة الأمر يفوق كل توقّع وتصوّر, تجسد بهذا التناظر الهندسي التام الذي ظهر من التقابل ما بين الحروف حسب الفرز القرآني لها, وهو تصديق صريح من القرآن الكريم لمنحى الترتيب الأبجدي.
وأعتقد حسبما أعرفه من نفسي أن نظرتكم إلى اللغة العربية قد تغيرت نحو الأحسن بعد قرائتكم ما ورد في هذا المنشور, وأحب أن أقرأ أرائكم وأعرف إنطباعاتكم الأولية عما قرأتموه الآن, وأنا متأكد مما إختبرته في نفسي أن ما يحمله القادم لنا سيدهشنا أكثر.
Viewing 13 replies - 1 through 13 (of 13 total)
Viewing 13 replies - 1 through 13 (of 13 total)
- You must be logged in to reply to this topic.