- This topic has 0 replies, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
كيف أعرف الله على حقيقته ؟
تعال معي أيها القارئ الكريم لنستمع إلى ما نقله الأستاذ حامد حسن عن أحد القائلين بالتجلي الفيلسوف الصوفي ابن مكزون السنجاري وانظر كيف يفند الآراء الخاطئة ويعين بعدئذ نقطة : الإنطلاق إلى الحقيقة بالنقاش والدليل والمقارنة والأحكام العقلية والنقلية فيقول :
* من الناس من قال : عرفت الحق بالعجز عن معرفته ، فاقتنع من المعرفة بعجزه دون معرفة الحق وذلك سبيل الحائرين.* ومنهم من قال : عرفته بمصنوعاته وآثار صنعته ، وذلك مقام المنقطعين.
* ومنهم من قال : عرفته بأوصافه ، ولم يعرف أن جهله ، بإدخاله في حد الصفة الموجودة من قبل الواصف ، وأوجب تعدده بتعدد الأوصاف التي أوقعها به من طريق جهله بوحدة ذاته واستفنائها عن الوصف الزائد عليه ، الجاري في حدث الواصف لها به وذلك مقام المشركين.
* ومنهم من قال : عرفته بنفي معرفته ، ولم يعلم أنه قد جوز مكان العدم لوجود ذاته تعالى ، لأن ما لم يمكن شرحه ومعرفته لا يمتنع عدمه ، وتلك إشارة الملحدين .
* ومنهم من قال : عرفته بأسمائه ، والأسماء يعرف بها من يكتنفه حد العارفين به ليحصل لهم بالإشارة إليه ويحصل بذلك له التمييز عنهم فيه وذلك قول المجسمين.
* ومنهم من قال : عرفته بعقلي ، ولم يعرف سفه دعواه في أنه عرف عقله ، وذلك تصور الجاهلين.
* ومنهم من قال : عرفته بكليته ، فأدخله في حيز معرفته ، وتلك دعوى التائهين.
وقد صرفت وجهي عن الإحاطة في تعديد هذه الأقوال الفاسدة ، ويبدوا أن هناك أقوالا لم يذكرها ، وهي فاسدة أخطأت طريق الصواب ، والحقيقة هي ما يعرفه هو ويقول به ، وهو :
إن معرفة الله لا تصح إلا بذاته ، وذاته لا تعرف إلا برؤيته ، ورؤيته لا تمكن إلا بتجليه ، وتجليه لا يدرك بكماله ، والتجلي يقع بحسب قوة الناظر له ، ومعناه رفع حجاب الظلمة عن بصر المبصر ليشهد من ذات المتجلي على قدر طاقته في حد عجزه ، وكلال بصره عن مشاهدة نور اللاهوت من غير تغير في ذات المتجلي.
- The forum ‘بحوث السيد يوسف العاملي’ is closed to new topics and replies.