- This topic has 1 reply, 1 voice, and was last updated 5 months, 2 weeks ago by .
-
Topic
-
كنوز الحكم
يؤتي الحكمة من يشاء
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراًكيف يعطيك الإمام الحسين (ع) مفتاح عالم الأمر
المؤلف
الحقير المتطفل على مائدة الآل
والماثل بأعتابهم لخدمة النعالالكنز المحمدي
قال تعالى:”ألا له الخلق والأمر”
دار هذا الحوار بيني وبين أحد السالكين المتألهين في خط العرفان وممن لهم حظ وافر في هذا الفن، والإلمام بشتى مسائله، والإطلاع على الكثير من كتبه، والتطبيق في السير والسلوك، فقلت:
الحقير: ماحقيقة العرفان في نظرك، بعد قطعك مرحلة طويلة ووقتاً طويلا في هذا الفن الدقيق؟
قال: إن غاية العرفان مثلا الوصول إلى مقام “الإخلاص”، قال تعالى:”إلا عبادي المخلصين”، أو نوع من مقام “العصمة المكتسبة”.
[بل هي معرفة الله عز وجل، إذ لاوجود إلا ذاته وأسماؤه وصفاته وأفعاله، وعند أهل الشهود أربعة أسفار لتحقيق ذلك].
الحقير: وكيف ممكن أن تتحقق تلك المرتبة الصعبة؟
قال: إنها صعبة وليست مستحيلة.
الحقير: أنا أتفق معك، لكن ماهو أسلوبك لقطع هذه الرحلة الشاقة.
قال: لابد أن أقطع “الأسفار الأربعة”(1) واحداً تلو الآخر.
الحقير: من الخلق إلى الحق، ثم من الحق في الحق بالحق، ثم من الحق إلى الخلق بالحق، ثم في الخلق بالحق.
_____________________________
(1) راجع “الأسفار الأربعة” لملا صدرا، حيث السفر الأول في عالم الناسوت (عالم الطبيعة الذي نعيش فيه)، والسفر الثاني في عالم الملكوت، والسفر الثالث في عالم الجبروت، والسفر الرابع في عالم اللاهوت، على بعض الاحتمالات، بل الأصح أنه يسير في كل هذه العوالم في آن واحد.
قال: هذا ما هو معروف عن ملا صدرا – قدس الله نفسه الزكية – ، ثم أنت من تتبع في مسائل هذا الفن الدقيق؟
الحقير: “المدرسة الحسينية”(1).
قال:لم أسمع عن هذه المدرسة قط، اسمها المدرسة الحسينية نسبة إلى من؟
الحقير: منسوبة إلى الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
قال: ومن الذي يعمل بها، أيوجد كتاب عنها؟
الحقير: أعمل بها ولكن لايوجد أي كتاب عن تلك المدرسة ولاأحد يعرفها.
قال: إذن عمن تأخذ مقامات ومراتب السلوك؟
الحقير: من الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
قال: هذا أمر جميل ومدهش!، لكن كيف ذلك.
الحقير: من خلال القرآن والعترة اللذين لايفترقان حتى يردا على الحوض.
قال: كلنا نأخذ عن الثقلين كل العلوم، لكن في كلامك خصوصية معينة وجديدة تريد أن تشير إليها.
الحقير: فعلا، لكن ذلك موضوع طويل جداً يطول شرحه، ولاأدري من أين أبدأ.
قال: أنت تقول أنك بدأت في رحلة الأسفار وواضح أن عندك فكرة عنها.
الحقير:نعم، ولكني لم أبدأ السفر الأول من الخلق إلى الحق.
قال:هذا أمر متفق عليه:”السفر الأول لابد أن يكون من الخلق إلى الحق”.
الحقير:”أنا بدأت من الأمر إلى الحق”
قال:”أنا لاأفهم شيئاً ماهو الأمر، وكيف تغير منشأ السفر الأول، أنا لاأدري ماذا تقول، “ماهو الأمر”.
قال: طبعاً أقرأها.
_________________________
(1) هذه المدرسة لاوجود لها، وإنما هذه الكلمات من الحقير لطرح بعض المفاهيم التي قد تساهم في مساعدة السالكين لتحقيق مايصبون إليه، وجدوى تلك الأطروحة موقوف لنظر الكمل الواصلين، الصادرين عن وادي الجمع، المشيرين عن عينه.
الحقير:ألم تقرأ قول الله تعالى:”ألا له الخلق والأمر”.
الحقير: إذن مالغريب أن يبدأ ملا صدرا – قدس الله نفسه الزكية – وغيره من الخلق إلى الحق، وأنا أبدأ:”من الأمر إلى الحق”، (1).
قال: كلامك منطقي، لكن أنا في غاية الدهشة، تريد أن تقول:”لله عالمان، عالم الخلق وعالم الأمر.
الحقير: بالضبط.
قال: ومالفرق بين هذه البداية (من عالم الخلق)، وتلك البداية (من عالم الأمر)(2).
الحقير: ياسيدنا، كأي سفر تريد أن تختار أقصر الطرق إلى الجهة المتوجه إليها، وطريق عالم الأمر أقصر بكثير ياسيدنا(3).
قال: دون الدخول في أي نقاش فرعي الآن، قد يبدو لي فعلا أن ما تقوله صحيح أن عالم الأمر أرفع من عالم الخلق، لكن كل السالكين عبر كل العصور السالفة يقطعون هذه الأسفار بدأً من عالم الخلق ويجدون صعوبات شاقة ولايكملون الرحلة في معظم الأحيان
________________________
(1) اعلم – أيدك الله – أن مقامات ومراتب السلوك اختلف فيها السالكون اختلافاً متباينا وشاسعاً، وذلك لاختلاف استعدادهم الفطري وغير ذلك من أسباب، راجع منازل السائرين لأبي إسماعيل عبد الله الأنصاري رحمه الله حيث يقسم منازل السالكين إلى مائة منزل، و رسالة السير والسلوك للسيد بحر العلوم الطباطبائي قدس الله نفسه الزكية.
(2) لمعرفة المزيد عن عالم الأمر – راجع مؤلفات ملا صدرا – قدس سره.
(3) لم يثبت بعد أن ذلك الطريق أقصر، ولكنه قد يكون، وعند هذا الحقير أنه أسهل بكثير، ولمعرفة ذلك لابد من التجربة العملية لعدد كبير من السالكين، والحديث لطرح هذه المنهجية في السلوك بدءً من عالم الأمر.إلى مقام الإخلاص وأنا أعرف الكثير منهم في توهان وضياع، وهذا بالرغم على اعتمادهم على كل هذا المؤلفات الضخمة الكثيرة عبر القرون، وأنت دون أي كتب أو علماء على هذا المنهج تستطيع الوصول إلى رتبة المخلصين، إنك وحدك لاتستطيع أبداً.
الحقير: أنا لست وحدي، أنا معي الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
قال: كلنا معنا الحسين، وليس الحسين فقط بل جميع أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
الحقير: لكن الحسين صلوات الله وسلامه عليه هو الذي يستطيع أن يعطيك مفتاح عالم الأمر.
قال: كلامك يبدو عميقاً جداً ولابد من حديث آخر لنا، ما ذلك الكلام الغريب العجيب.الكنز العلوي
قال تعالى:”رفيع الدرجات، ذو العرش، يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق”
قال: في آخر حديث قلتَ لي أن الإمام الحسين – صلوات الله وسلامه عليه – يستطيع أن يعطيني مفتاح عالم الأمر(1)، وأنا فكرت في هذا الكلام، لم أجد له معنى يطمئن له قلبي.
الحقير: المسألة واضحة جداً.
قال: لهذه الدرجة.
الحقير: ألم تقرأ قول الله تعالى:”تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر”.
قال: ماذا تريد أن تقول، طبعاً أعرف الآية.
___________________
(1) موضوع أن الإمام الحسين عليه السلام يستطييع أن يعطي المؤمن مفتاح عالم الأمر مما لاشك فيه عند الحقير كاتب هذه السطور، وفق الله جميع السالكين المؤمنين.الحقير:ألم تقرأ قول الله تعالى في كل هذه الآيات:”يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق”، “وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ماالكتاب ولاالإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم”، ” ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي”، “ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لاإله إلا أنا فاتقون”.
قال: أعلم كل تلك الآيات وربما حتى عن ظهر قلب، لكن مناسبة إيرادك إياها هنا غير واضحة.
الحقير: أما ترى تكرار قول الحق تبارك وتعالى لفظي الروح والأمر(1).
قال:وماالوجه الذي تريد بيانه، ممكن أن نقول بأن الروح موطنها عالم الأمر.
الحقير:بالضبط.
قال:وماعلاقة هذا بكلامك السابق بأن الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه يستطيع أن يعطيك مفتاح عالم الأمر التي لابد أنها منزلة عملاقة.
الحقير: أما تقرأ في كل يوم:”السلام عليك ياأباعبد الله، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقي الليل والنهار”.
قال: تريد القول بأن هناك صلة بين هذه الأرواح التي في الزيارة والروح التي في الآية.
الحقير: على أقل تقدير أن ذلك يكون أحد التوجهات أو الأوجه(1).
________________
(1) قال العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب الميزان قدس سره لسماحة آية الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني قدس سره في مناقاشات التلميذ والعلامة ما نصه:”وأما الروح فهي في الظاهر خلق أوسع بكثير من جبرائيل وغير جبرائيل وخلق من مخلوقات الله أفضل من جبرائيل وميكائيل، ففي سورة النبأ يقول الله تعالى:”يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لايتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا”، لأن جبرائيل من المسلم أنه من الملائكة، وفي هذه الآية جعل الروح مقابل الملائكة، فالروح غير الملائكة وجبرائيل، فالروح مرحلة من الموجودات العالية أعلى من الملائكة وأعلى من جبرائيل وميكائيل.قال: ولكن كيف سيؤدي كل ذلك إلى أن ينتهي بي الحال أن يعطيني الإمام صلوات الله وسلامه عليه مفتاح عالم الأمر.
قال:عجيب جداً، فهمت هذا التركيب الغريب:”تأييد الروح التي أسلم عليها في زيارتي للإمام الحسين سيجعله صلوات الله عليه يعطيني مفتاح عالم الأمر”، هذا موضوع وجداني جداً ومؤثر للغاية.
الحقير: بارك الله فيك، إننا في تقدم مزدهر وسنكمل الحديث مرة أخرى.الكنز الفاطمي
قال تعالى:”وأيدهم بروحٍ منه”
قال: إننا وصلنا إلى نتيجة نظرية مذهلة وعجيبة سوياً، وهي أنه:”لكي نحصل على مفتاح عالم الأمر (من الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه) أن نحصل على تأييد هذه الأرواح التي نسلم عليها في الزيارة”.
الحقير: بمعنى آخر أن مقام التأييد هو أول مقام يجب إدراكه في هذه الرحلة الطويلة وليست بالشاقة.
قال: هذا المقام ما حقيقته، ولماذا دائما تؤكد أن هذه الرحلة ليست شاقة.
الحقير: هذا المقام ليس بالصعب على المؤمنين الملتزمين حيث يحصل عليه الكثيرون منهم دون أن يدركوا وأحيانا يدركون، والأرواح تؤيد الكثير من المؤمنين بعلمهم وبغير علمهم.
قال: ماذا قصدك من الأرواح هنا هناك كتب تحضير أرواح وكذا وكذا.
الحقير: لا،لا، الأرواح هنا مشترك لفظي لامعنوي ولادخل لذلك الموضوع إطلاقا بالأرواح المحلقة بفناء أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، يبدو أنك نسيت الآيات المذكورة في الحديث السابق والأرواح التي في الزيارة.
قال: لكن ماهي كيفية الحصول على تأييد هذه الأرواح العظيمة التي بفناء أبي عبد الله عليه السلام.
الحقير:التأييد الأصغر يكون لأي شخص أحرز العدالة، التقوى، الالتزام إلخ.
قال: وما هو التأييد الأكبر.
الحقير: هو أن تؤيدك الروح التي بفناء أبي عبد الله وأنت تعلم أنها تؤيدك.
قال: وكيف يتحقق ذلك.
الحقير: طبعاً توفيق من الله، وتظل تؤيدك وتؤيدك حتى تصبح مجاورة لك وهذا مقام المجاورة، الذي هو التأييد الأعظم.
قال: لابد لنا من التأمل والتدبر في كل ذلك، ونكمل حديثنا مرة أخرى إن شاء الله.الكنز الحسني
قال أمير المؤمنين عليه السلام : “وصحبوا الدنيا بأبدانٍ أرواحها معلقة بالملأ الأعلى”قال: وماذا بعد التأييد الأعظم؟
الحقير: بعد التأييد الأعظم، يأخذ بيدك الروح الملقاة عليك، حتى أعلى المقامات العرفانية، وتوصلك إلى كل مآربك السلوكية.
قال:تقصد أن التأييد الأعظم هو أن تكون مشمولا في آية:”يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده”.
الحقير: بالضبط.
قال: لكن كيف يتحقق ذلك للإنسان المؤمن؟
الحقير: إذا قلنا بالتطبيق لقواعد السير والسلوك لزم الدور، لأننا عدنا من حيث بدأنا.
قال:إذن ما الفائدة، حيث إننا لكي نبدأ السلوك من عالم الأمر، نحن نحتاج إلى ماورد عن السلوك بدءاً من عالم الخلق.
الحقير: الفائدة من طرح “مبدأ السلوك من عالم الأمر” أن يجعل السالك من إلقاء الروح عليه هدفاً رئيساً لتحقيق جميع مآربه السلوكية.
قال: وقد تكون هذه طريقة بعض الأساتذة الأخر في السلوك.
الحقير: تعني أن يجعلوا من إلقاء الروح هدفاً رئيساً.
قال: نعم،
الحقير: ولكن هناك نكتة لطيفة في ذلك أوضحها لك فيما بعد.
قال: ثم هناك مسألة أخرى، أليس هذا الطرح يكون مكافئاً لطرح “مبدأ السلوك من عالم الجبروت” وليس بترتيب العوالم كما هو معروف في الأسفار الأربعة:[الناسوت، الملكوت، الجبروت، اللاهوت].
الحقير: المسائل كثيرة ياعزيزي لعشاق الحضرة الإلهية، وسنتدراسها سوياً إن شاء الله.الكنز الحسيني
قال أمير المؤمنين عليه السلام:”فرقت أرواحها أطراف أجنحة الأرواح”
قال: ما النكتة التي أردت أن توضحها لي في حديثنا السابق؟
الحقير: قد يضع الآخرون من إلقاء الروح هدفاً رئيساً لتحقيق مآربهم السلوكية، لكن أما تسأل أي روح؟
قال: لاأدري.
الحقير: البعض يتحدثون مثلا عن الملك الروحاني المسمى بالعنقاء حيث قال ملا صدرا أن جميع العرفاء يعتقدون بوجوده، وقد يكون غيره من الأرواح، مثل سيمرغ سلطان الطيور السماوية أو غيرهم.
قال: لابد لي أن أراجع الأسفار في هذه الحالة، لكن يبدو أنك تقترح روحاً أخرى غير تلك.
الحقير: بالفعل، الروح المحلقة بفناء أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام.
قال: إذن ما الفرق.
الحقير: سيجد السالك فروقا كثيرة.
قال: مثل…
الحقير: الروح المحلقة بفناء أبي عبد الله عليه السلام تقع في سلسلة العقول الكلية قبل العنقاء وغيرها.
قال: وما معنى ذلك؟
الحقير: إنها أقرب إلى روح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أولئك مثل العنقاء
قال: وطبعاً لابد أن هناك فوائد عديدة في ذلك، اذكر لي…
الحقير: ستسطيع أخذه من برزخ الواحدية وتدخل به الأحدية سريعاً، ويحرز نتيجة الأسفار الأربعة بشكل أسرع بكثير.الكنز السجادي
قال أمير المؤمنين عليه السلام:”فسماهم أهل الملكوت زوارا، ودعاهم أهل الجبروت عماراً”قال: لم نتباحث عن مسألة أن بدأ السفر من عالم الأمر يكون مكافئاً لبدأ السفر من عالم الجبروت، تخطياً لعالم الملكوت.
الحقير: تقصد أن تسأل كيف يمكن تخطي عالم الملكوت بأسره في السفر الذي قد يظل السالك فيه سنوات.
قال: نعم، هذا هو سؤالي.
الحقير:المسألة تنحصر في إلقاء الروح.
قال: وكيف ذلك؟
الحقير: إذا أحرز السالك “التأييد الأعظم”، الذي هو إلقاء الروح، يتخطى عالم الملكوت تلقائياً إلى عالم الجبروت.
قال: يقولون:”رحم الله عبداً عرف:من أين، وفي أين، وإلى أين”
الحقير: أحسنت، ما أقصد أنه قد يكون مفيداً لبعض الأشخاص وطبعاً وفقاً لاستعدادهم الفطري، أن يجعلوا هذا المنهج هدفهم.
قال: وهل يمكن أن يبدأ سالك بمحاولة إحراز ذلك المقام من البداية.
الحقير: هذه المسألة متروكة لتقدير الأستاذ الحاذق.الكنز الباقري
عنهم عليهم السلام:”الحسين سفينة النجاة”قال: هذا الكلام مقنع جداً، لكن تبقى إشكالات كثيرة من الناحية التطبيقية.
الحقير: مثل…
قال: حيث إن هذه الروح أعلى من غيرها، سيكون إلقاؤها أيضاً أصعب من غيرها، أي أن إحراز تأييدها الأعظم يكون أصعب.
الحقير: قد يكون كذلك، لكن لمعرفة ذلك الأمر، لابد على الأقل أن بعض السالكين يطلبونه، وإلا لايمكننا تحديد ذلك، لكن الذي يعلم قولهم صلوات الله عليهم:”كلنا سفن نجاة، إلا أن سفينة جدنا الحسين أوسع وأكبر”، لايستبعد أن تكون تلك الروح المحلقة في فناء أبي عبد الله عليه السلام على علوها ورفعتها على غيرها أسهل في الحصول على تأييدها.
قال: وماذا على السالك أن يفعل، أقصد الأوراد والأذكار…
الحقير: ليس عليه سوى الشعائر الحسينية على تعددها، وبذلك لن تكون عملية السلوك عملية موحشة قط، بل مؤنسة جداً، فبدلا من أن تكون الشعائر الحسينية أمراً ثانوياً أو فرعياً في السير والسلوك وأن تستخدم أذكار وأوراد، فبدلا من ذلك تكون للشعائر الحسينية الدور المحوري والرئيسي في السير والسلوك وسيكون بلاشك احتمال الوصول أسهل لقولهم صلوات الله عليهم أن سفينة الحسين عليه السلام أكبر وأوسع.الكنز الجعفري
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:”أحب الله من أحب حسيناً”
قال: من مسائل الطريق المعروفة أن السالك في هذا الفن إما مريد أو مراد.
الحقير: فعلا، والمراد يتخطف ويصل إلى نهاية الطريق قبل أن يباشر سلوكه.
قال: وماذا على المريد أن يفعل.
الحقير:ألا ترى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:”أحب الله من أحب حسيناً”.
قال: تريد بذلك أن مفهوم المريد هو المحب للحسين عليه السلام.
الحقير: ظاهر كلام رسول الله صلى الله عليه وآله أن حب الحسين عليه السلام شرط كاف لحب الله.
قال:أي على السالك ألا ييأس قط.
الحقير: بالفعل، فهذا الأمر من الممكن أن يحدث في أي لحظة صدق للسالك.
قال: وماهو هذا الأمر؟
الحقير: أقصد إلقاء الروح على السالك، وهذا لايأتي إلا بغتة.الكنز الكاظمي
السلام عليك ياأبا عبد الله، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
قال: لقد شوقتني، كيف يحدث لك ذلك الإلقاء؟
الحقير: في لحظة وجد غريب، أو استراحة أنس، أو التهاب شوق.
قال: ثم ماذا؟
الحقير: تكون كما تكون، لكنها لابد أن تكون لحظة صدق، فوجد غريب، لكنه صادق، واستراحة أنس، لكنها صادقة، والتهاب شوق صادق.
قال: ثم ماذا؟
الحقير: وراءه قوى غيبية تدفعه، وتهيجه، فكلما خبا وانطفأ ذلك الوجد، يبدأ ليعود من جديد.الكنز الرضوي
قال أمير المؤمنين عليه السلام لكميل:”مالك والحقيقة”
قال: وماذا يحدث لسالك بعد هذا الإلقاء؟
الحقير: قد لا يأكل ولايشرب ولاينام فترة طويلة من فرط السرور.
قال: وكيف أثر ذلك على السلوك.
الحقير:قد تحدث أمور كثيرة قد تنتهي بالوقوع في عين القدم، و الضياع في كبرياء الأحدية، ومعاينة سلطان الأزل، في عالم الذهول،ثم الصحو بعد المحو، الصحو الثاني، الثالث، الرابع…..
قال: مدهش فعلا،
الحقير: وفي الواقع هذا هو السبب الذي دفعني أن أواصل معك الحديث بهذا التفصيل لعله يكون فيه الخير لك ولغيرك كما كان لي.
قال: هل تستطيع أن تذكر لي بعض التفاصيل أكثر مما ذكرت.
الحقير: أنت تعرف أن كتمان السر من أهم مسائل الطريق.
قال: ولو توضح لي بعض الفوائد.
الحقير: اطلعت على الكثير من أهل عالم الأمر.
قال: مثل.
الحقير: لابد لنا من جلسة منفصلة لذلك.الكنز الجوادي
قال أمير المؤمنين عليه السلام:”الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة”
قال: ذكرت لي الحديث عن أهل عالم الأمر.
الحقير: مثلا شجرة الأسماء الإلهية.
قال: ماهي؟
قال: تجلي الأسماء الحسنى من اسم إلى آخر، وهناك فرق في معاينتها قبل الاستغراق والاستهلاك في الأحدية، ومابعد ذلك، لأنه بعد الاستهلاك، وإنما تعاينها بعين الروح، لابعينك!!!
الحقير: فعلا.
قال: وكيف يكون ذلك؟
الحقير: بعض الأسماء تتجلى أولا ثم الأخرى، والكل في الكل.
قال: ومن الذي يتجلى أولا.
الحقير: الأسماء المحيطة أولا ثم المحاطة ثانياً.
قال:مثل…
الحقير: المحيطة مثل شجرة بسم الله الرحمن الرحيم.
قال: والمحاطة مثل…
الحقير: الفرق يتضح كلياً بعد دخول الحضرة الأحدية وتجلي الإسم الأعظم المستهلك فيه الكثرة الأسمائية والصفاتية في الحضرة الواحدية، والموضوع يزداد شوقاً وشوقاً كلما مضى السالك أو حتى الواصل العارف الكامل المحقق حين يعاين بعين الروح.الكنز النقوي
قال أمير المؤمنين عليه السلام:”محو الموهوم، مع صحو المعلوم”
قال: هناك مسألة ضرورية جداً من مسائل الطريق، أشرت إليها سابقاً.
الحقير: وهي…
قال:ضرورة الأستاذ، المرشد.
الحقير: هذا أمر مجمع عليه عند العرفاء كافة، وعليه كان سلفهم.
قال: الوصول إلى أستاذ حاذق هو محور السلوك.
الحقير: بالفعل.
قال: لكن على السالك أن يسلك الطريق وسيأتيه الأستاذ، قال تعالى:”والذين جاهدو فينا، لنهدينهم سبلنا”.
الحقير: بتوفيق الله وولاية أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم.الكنز العسكري
قال أمير المؤمنين عليه السلام:”هتك الستر في غلبة السر”
قال: ولماذا لاتنشر بعض هذه الأفكار أو خلاصة تلك الخبرة في هذا المجال الشيق.
الحقير: ألم تسمع قول العرفاء أن جميع سكان العالم ضد العرفاء.
قال: طبعاً، لكن قد تكون هناك قلة قليلة قد تستفيد من ذلك.
الحقير: لقد قلتها بالفعل، وقد حرف تقليل هنا، أليس كذلك.
قال: فعلا.
الحقير: (مخاطباً العقل الكلي الصمدانيّ)
تكلم حسيساً هادئاً فكلي إصغاء
فكل من حولي يريد لي الإلغاء
تكلم عن الروح، تكلم عن العنقاء
تكلم حسيساً هادئاًتكلم حسيساً خافتاً فأنا في دهشة
الناس حولي، أنا منهم في وحشة
تكلم عن السر، تكلم عن الدهشة
تكلم حسيساً خافتاً
تكلم حسيساً هامساً، فأنا في ذهول
كلامك أخرس المعقول، والمنقول
تكلم عن الخفي، مع الأخفى المأمول
تكلم حسيساً هامساًالكنز الأمري
ياصاحب الأمر أدركنا
قال أمير المؤمنين عليه السلام:”نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره”
قال:لم تذكر لي صاحب الزمان في كل هذه المجالس، مع أنه عند أهل السلوك هو الأستاذ العام.
الحقير: من المؤكد أن له خصوصية أكثر في السلوك من عالم الأمر، أما ترى أنه صاحب الأمر.
قال: وفي كل ليلة قدر تتنزل الملائكة إليه من كل أمر.
الحقير: لنغتنم الفرص سوياً سيدنا…
قال: هل لك أن تتفضل بمسك الختام.
الحقير: هل حسبت “حسينيال” بالحساب الأبجدي؟
قال: نعم.
الحقير: كم وجدتها؟
قال: 169.
الحقير: وهل تعرف لذلك معنى؟
قال:لا، ماذا تقصد؟
الحقير: لم لاتحسب “ياأحد ياصمد”؟
قال: لقد حسبتها من قبل إنها معروفة 169، مدهش جداً، ومامعنى ذلك؟
الحقير: أتركها لك، وختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
- You must be logged in to reply to this topic.